بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وبعد
فقد تأثرت مجتمعاتنا المؤمنة برياح شرقية وغربية.. وانتقلت إليها بعض الأورام من خارج ملة الإسلام وداخلها.. فصرت ترى أفكاراً هجينة لا تعبر عن روح الدين والشريعة ولا تمت لجوهره بصلة قرابة أو رحم.
وأثمر ذلك أن لبس البعض الدين فروة مقلوبة، وسرنا على سنن السابقين فيما استحقوا به المذمة والملامة، وإن طورنا ذلك وألبسناه لبوس العصر الحديث والأيام المعاصرة.
وظهر ذلك جلياً عندما وقع الطلاق البائن بين الكثير منا وبين أبجديات التعاليم الدينية وبعض المفاهيم التي لا يعذر المرء في جهلها.
ووقع ما اصطلح عليه بـ (التطبير) مورداً لأخذ ورد شديدين، موقعاً الفرقة بين الأخوة المؤمنين ومسبباً للنفرة والعداء، وموجباً لقرب البعيد وبعد القريب .. حتى لكأنه صار أصلاً من أصول الدين
لا يقبل إسلام من يلتزم به عند قوم !
ولا إسلام من يتركه عند آخرين !
فصرت ترى في الجانب الأول عجائب منها
أن من أنكر مشروعيته خارج عن الملة والدين !
وأن من ينهى عنه عدو للإمام الحسين عليه السلام !
وأنه محارب لشعائر الدين !
وأنه ملعون ملعون ملعون !!!
وصرت ترى مثل ذلك في الجانب الآخر
فالمطبر غير معتقد بالإمام الحسين ولا مؤمن به لأنه مخالف لنهجه !
والمشجع عليه مشجع على الفحشاء والمنكر وساقط عن أي اعتبار !
ومن أتى به فهو في صف أعداء الدين الذين يسعون لخرابه وهدمه !
بل صرت ترى دعوات لمنعهم بالقوة واجتثاثهم من جذورهم !!!
واستند الفريق الأول إلى كونه من الشعائر الحسينية التي حفظت الدين..
واستند الفريق الثاني إلى أنه موهن للمذهب وموجب لضعفه..
وبين هذا وذاك وقع خلاف شديد بين عامة الناس خرج فيه الكثير عن توجيهات العلماء وعن مقتضيات العقل والفطرة السليمة والشرع الحنيف.
فغاب عنهم جميعاً ممن أيد أو رفض أن الخلاف في مصداق أي أمر وكونه من الشعائر أو عدم كونه منها لا يخرج من الدين بوجه ! ولا عن المذهب ولا عن العدالة ولا الاستقامة !!
وتعامل كل طرف منهم مع المسألة وكأنها أصل من أصول الدين لا يعذر من خالفه بوجه من الوجوه..
لكن هؤلاء وهؤلاء جانبوا الحق والصواب وساروا إلى حيث لا ينبغي متناسين أن ما يجمعهم بعد الإيمان بالله عز وجل والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله هو الولاء والانتماء لآل البيت الطاهرين عليهم السلام..
وأن لهذا الولاء صوراً ومظاهر تختلف الآراء فيها والنفوس ومراتب الإيمان ما لم يجز صاحبها خط الاعتقاد السليم..
فما ضر المطبر لو أن غيره لم ير استحباب التطبير ؟
وما ضر المانع من تطبير من يطبر ؟!
وهل هذا أول اختلاف على مصداق من مصاديق المسائل الفقهية ؟
ولماذا لا يكتفي من يرى رجحانه بالقيام به مواساة لسيد الشهداء وينتهي عن التعرض لغيره ؟
ولماذا لا يكتفي من لا يرى ذلك بالامتناع ويمتنع عن الطعن بالآخرين ؟
هل يجوز لكل طرف أن يطعن بالآخر ويسقطه عن الاحترام أو يخرجه عن الدين والشريعة ؟ أو يتبرأ منه ناسباً إليه ما ينسب ؟!
متى سنميز بين أصول الدين وفروعه ؟
بل متى سنميز بين الأحكام الشرعية المتفق عليها وبين مصاديقها التي يمكن أن نختلف عليها ؟
فمن منا لا يقدم على ما يراه حقاً في طريق الإمام الحسين عليه السلام ؟
ومن منا لا يقدم الغالي والنفيس فيما يراه الصواب في ذكرى سيد الشهداء ؟
فهل اختلافنا هذا يسوغ لنا مثل هذه الجهالات ؟!
كيف نسوغ لأنفسنا أن نهتك حرمات بعض لمثل هذه الأمور؟
هل سألنا أنفسنا يوماً:
ما قول سيدنا ومولانا سيد الشهداء الذي خرج لطلب الإصلاح عندما يرانا قد نسينا إصلاح أنفسنا وبدأنا بلعن بعضنا والبراءة ممن لا نختلف معه بشيء من أصول الاعتقاد ؟!
وما حال إمام زماننا الحجة بن الحسن عليه السلام حينما يرى مآل أمورنا ونحن نلهج بذكره صباح مساء ؟ وهو الذي تعرض عليه أعمالنا فيعرف أنها لقلقة لسان أم اعتقاد راسخ يصوب مسارنا ومسيرنا وسلوكنا وفعالنا ؟!
أما آن لنا أن نقف وقفة صدق وإنصاف لنعود جميعاً إلى رشدنا ؟!
أما آن لنا أن نعتبر بغيرنا قبل أن نصبح عبرة لمن يعتبر ؟!
أما آن لدموعنا ودمائنا أن تكونا معاً سبيلاً لوحدتنا دون فرقتنا ؟!
اللهم اصلح كل فاسد من أمورنا واجمع شملنا على الحق بحق سيد الشهداء عليه السلام
قال تعالى: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
والحمد لله رب العالمين
وبعد
فقد تأثرت مجتمعاتنا المؤمنة برياح شرقية وغربية.. وانتقلت إليها بعض الأورام من خارج ملة الإسلام وداخلها.. فصرت ترى أفكاراً هجينة لا تعبر عن روح الدين والشريعة ولا تمت لجوهره بصلة قرابة أو رحم.
وأثمر ذلك أن لبس البعض الدين فروة مقلوبة، وسرنا على سنن السابقين فيما استحقوا به المذمة والملامة، وإن طورنا ذلك وألبسناه لبوس العصر الحديث والأيام المعاصرة.
وظهر ذلك جلياً عندما وقع الطلاق البائن بين الكثير منا وبين أبجديات التعاليم الدينية وبعض المفاهيم التي لا يعذر المرء في جهلها.
ووقع ما اصطلح عليه بـ (التطبير) مورداً لأخذ ورد شديدين، موقعاً الفرقة بين الأخوة المؤمنين ومسبباً للنفرة والعداء، وموجباً لقرب البعيد وبعد القريب .. حتى لكأنه صار أصلاً من أصول الدين
لا يقبل إسلام من يلتزم به عند قوم !
ولا إسلام من يتركه عند آخرين !
فصرت ترى في الجانب الأول عجائب منها
أن من أنكر مشروعيته خارج عن الملة والدين !
وأن من ينهى عنه عدو للإمام الحسين عليه السلام !
وأنه محارب لشعائر الدين !
وأنه ملعون ملعون ملعون !!!
وصرت ترى مثل ذلك في الجانب الآخر
فالمطبر غير معتقد بالإمام الحسين ولا مؤمن به لأنه مخالف لنهجه !
والمشجع عليه مشجع على الفحشاء والمنكر وساقط عن أي اعتبار !
ومن أتى به فهو في صف أعداء الدين الذين يسعون لخرابه وهدمه !
بل صرت ترى دعوات لمنعهم بالقوة واجتثاثهم من جذورهم !!!
واستند الفريق الأول إلى كونه من الشعائر الحسينية التي حفظت الدين..
واستند الفريق الثاني إلى أنه موهن للمذهب وموجب لضعفه..
وبين هذا وذاك وقع خلاف شديد بين عامة الناس خرج فيه الكثير عن توجيهات العلماء وعن مقتضيات العقل والفطرة السليمة والشرع الحنيف.
فغاب عنهم جميعاً ممن أيد أو رفض أن الخلاف في مصداق أي أمر وكونه من الشعائر أو عدم كونه منها لا يخرج من الدين بوجه ! ولا عن المذهب ولا عن العدالة ولا الاستقامة !!
وتعامل كل طرف منهم مع المسألة وكأنها أصل من أصول الدين لا يعذر من خالفه بوجه من الوجوه..
لكن هؤلاء وهؤلاء جانبوا الحق والصواب وساروا إلى حيث لا ينبغي متناسين أن ما يجمعهم بعد الإيمان بالله عز وجل والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله هو الولاء والانتماء لآل البيت الطاهرين عليهم السلام..
وأن لهذا الولاء صوراً ومظاهر تختلف الآراء فيها والنفوس ومراتب الإيمان ما لم يجز صاحبها خط الاعتقاد السليم..
فما ضر المطبر لو أن غيره لم ير استحباب التطبير ؟
وما ضر المانع من تطبير من يطبر ؟!
وهل هذا أول اختلاف على مصداق من مصاديق المسائل الفقهية ؟
ولماذا لا يكتفي من يرى رجحانه بالقيام به مواساة لسيد الشهداء وينتهي عن التعرض لغيره ؟
ولماذا لا يكتفي من لا يرى ذلك بالامتناع ويمتنع عن الطعن بالآخرين ؟
هل يجوز لكل طرف أن يطعن بالآخر ويسقطه عن الاحترام أو يخرجه عن الدين والشريعة ؟ أو يتبرأ منه ناسباً إليه ما ينسب ؟!
متى سنميز بين أصول الدين وفروعه ؟
بل متى سنميز بين الأحكام الشرعية المتفق عليها وبين مصاديقها التي يمكن أن نختلف عليها ؟
فمن منا لا يقدم على ما يراه حقاً في طريق الإمام الحسين عليه السلام ؟
ومن منا لا يقدم الغالي والنفيس فيما يراه الصواب في ذكرى سيد الشهداء ؟
فهل اختلافنا هذا يسوغ لنا مثل هذه الجهالات ؟!
كيف نسوغ لأنفسنا أن نهتك حرمات بعض لمثل هذه الأمور؟
هل سألنا أنفسنا يوماً:
ما قول سيدنا ومولانا سيد الشهداء الذي خرج لطلب الإصلاح عندما يرانا قد نسينا إصلاح أنفسنا وبدأنا بلعن بعضنا والبراءة ممن لا نختلف معه بشيء من أصول الاعتقاد ؟!
وما حال إمام زماننا الحجة بن الحسن عليه السلام حينما يرى مآل أمورنا ونحن نلهج بذكره صباح مساء ؟ وهو الذي تعرض عليه أعمالنا فيعرف أنها لقلقة لسان أم اعتقاد راسخ يصوب مسارنا ومسيرنا وسلوكنا وفعالنا ؟!
أما آن لنا أن نقف وقفة صدق وإنصاف لنعود جميعاً إلى رشدنا ؟!
أما آن لنا أن نعتبر بغيرنا قبل أن نصبح عبرة لمن يعتبر ؟!
أما آن لدموعنا ودمائنا أن تكونا معاً سبيلاً لوحدتنا دون فرقتنا ؟!
اللهم اصلح كل فاسد من أمورنا واجمع شملنا على الحق بحق سيد الشهداء عليه السلام
قال تعالى: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
تعليق