بسم الله الرحمن الرحيم
قالت له : لا يُهم ان كسرت قلبا ، فجرحه لا بد يوما ان يندمل ، ولا يُهم ان خسرتني ، فلا بد من يوم سوف اعود فيه ، فهناك ما هو أهم من هذا وذاك ، وهو خسارة الاخرة بسخط الخالق وغضبه ، ولا اريد ان يتكرر الذنب بسبب تقصيرا انت تراه ، قد يصدر مني بقصد او غير قصد ، او لأن الواحدة لم تعد تكفيك . فأنا مستعدة ان اروض نفسي اذا ما اتخذت قرار الزوجة الثانية ، وها انا اطلب منك ان تتزوج بغيري ، واطلب من المولى ان يُعينني على أمري . فنعم الزوجة ، الزوجة التي تُعين زوجها على امر دنياه وآخرته .
فقال لها : نعم ان هذا من حقي ، وهو امر مشروع ، ولكن لن اُقدم على هذا القرار ...
قالت له : ارجوك اترك مشاعري جانبا ، وفكر مليا ، فرضا الله اكبر من رضاي ...
قال لها : لا تُقنعيني ، فأنا لن اتخذ هذا القرار ، واتحمل مسؤولية قراري .
قالت له : لماذا ؟
قال لها : هل تُريدين الصدق ، الانسان يستطيع ان يكذب على غيره ، ولكن عندما ينظر بنظرة ثاقبة الى اعماق نفسه ، وبعيدا عن وساوس الشيطان ، لا يستطيع ان يكذب على نفسه . ولهذا
اولا : سواء كنتي مُقصرة ، او غير مُقصرة ، او الواحدة لم تعد تكفيني ، فهذا ليس مبررا لي ولغيري من الرجال ان يرتكبوا هذا الذنب ، في اليوم القيامة لكلينا حساب ، فاذا ما سؤلت ، لما ارتكبت هذا الذنب . واقول : ان السبب تقصير زوجتي . سيأتي الجواب : لماذا طرقت باب الحرام ، وابواب الحلال موجودة ! كان بأمكانك ان تنبها واذا لم تطيعك ، ان تؤدبها ، واذا لم يُجدي معها شيئا او لم تعد تكفيك ، فانكحوا ما طاب لكم مثنى وثلاث ورباع .فلا عذر عندي وحجتي غير مقبولة .
ثانيا : نعم ، كنتُ لأفكر بهذه الخطوة بشكل جدي ، لو كان افتقادي لك ، بسبب تقصير منك ، كأن تكوني زوجة مهملة ، او كسولة ، تقضي وقتها بالثرثرة مع صديقاتها ، او على شبكات التواصل الاجتماعي ، او تبقى فترة طويلة في منزل اهلها ، غير آبه بحاجاتي ومتطلباتي . ولكن في الوقت الذي افتقدك فيه ، كان نفس الوقت الذي منحتي فيه اشياء اخرى ، فعندما كنت افتقد استقبالك عند عودتي العمل ، بسبب انشغالك بعملا ما .. كنت استقبل منزلا هادئا ، ومنظما ، تفوح منه رائحة العطور الزكية . وان لم اجدك بقربي عندما أمد يدي نحوك ، فأنهض باحثا عنك ، كنت ارى مائدة مملوءة بالاطعمة الشهية ، بصدق عندما كنت اتناولها ، استعيد الطاقة التي فقدها بعد يوما من العمل المضني .وعندما افتقد تواجدك عندما اجلس لوحدي .. كنتي تأتين بالاطفال نظيفين ومرتبين ، فأعلم انك كنتي مشغولة بهم . وكنتي تحاولين اخفاء تعبك عني ، حتى تُشعريني اني مرحبا بي وفي اي وقت ، ولكن كنت استشعر تعبك ، فأتغاضى عن ما تظهريه ، فأنتي لم تمنعيني من حقوقي . بل بصدق كنتي تجيدين اختيار الثياب المناسبة لك ، والتي تظهر محاسنك ، وتخفي بعض التغيرات التي طرأت عليك .
نعم صحيح كنت افتقدك في تلك الصور ، الا اني وجدك في صور اخرى قد غفلت او تغافلت عنها ...
ثالثا : من الخطأ ان اقارن عطائك السابق بالحالي ، وعلي ان اكتفي بنعيم الجنة ، لأنك بالامس كنتي لي ولوحدي فالجنان كلها لي ، اما اليوم فنحن اربعة ... وتبسم ، فلا بد ان لا اكون انانيا وان ارضى ان يكون لكل واحد منا جنة من عطائك .
ارادت ان تناوله كأس ماء ، فسبقها اليه ، وناولها اياها ...
فقالت له : اشرب انت اولا ...
فقال لها : كلا ، بل انتي اولا سوف تشربين ، حتى اكسب بعض الثواب ، وارتشف ما يتبقى منك ، واقول كما انتي تقولين:
طعم الماء اصبح مختلف ، اصبح احلى من السكر ، والذ من الشهد ...
يُتبع بالجزء الاخير ،
الاستغفار .
الاستغفار .
تعليق