إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الراحل الى معدن العظمة .. الشهيد محمد باقر الصدر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    ذكريات محمد علي الخليلي عن أيام الإمام الشهيد محمد باقر الصدر في المدرسة الابتدائية
    http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?p=1994453

    تعليق


    • #47
      محمد علي الخليلي
      http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?p=1994453

      ذكريات محمد علي الخليلي عن أيام الإمام الشهيد محمد باقر الصدر في المدرسة الابتدائية

      كان موضع اهتمامنا، ومحطّ أنظارنا نحن تلاميذ المدرسة صغاراً وكباراً، كما كان موضوع تقدير واحترام معلّميه، وأكثر ما كان يلفت نظرنا هو اهتمام المعلّمين به دون استثناء، فقد كانت له شخصيّة تفرض وجودها، وسلوك يحملك على احترامه، والنظر إليه نظرة تختلف عن نظرتك لبقيّة زملائه...

      مفرط في الذكاء، ومتقدّم في دروسه تقدّماً يبزّ فيه زملاءه كثيراً، أو ندر نظيره، وما طرق أسماعنا أنّ هناك تلميذاً في المدارس الاُخرى يبلغ بعض ما يبلغه من فطنة وذكاء; لذا اتّخذه معلّموه نموذجاً للطالب المجدّ والمؤدّب والمطيع...

      وقد تجاوز هذا الإعجاب به والحديثُ عنه جدران المدرسة إلى الشارع والسوق والمدارس الاُخرى وفي كلّ مكان...

      لقد كان والله معجزة، وآية من آيات خلق الله، ولا أجدني مبالغاً مهما قلت عنه، وأطنبت في امتداحه، والثناء عليه، وتعداد حسناته وصفاته التي لم نجد نظيراً لها في سموّها لدى غيره من كلّ تلامذة المدارس...

      لقد كان يهيم في حديثه، ويسبح في بحر من الخيال والتسامي، أويغوص في بحر لجّيٍّ يلتقط منه العبارات والمعاني والأفكار...

      كان همّه كلّ همّه أن نفهم، وأن نعي ما يحدّثنا وكأنّه نذر ساعات لعبه وسهوه ـ وهو بهذا السنّ ـ ليكون معلّماً ومفقّهاً...

      ترك فينا وعياً ومعرفة أعانتنا على أن نزيدها، ونبلغ بها حدّاً نتفهّم فيه كلّ شيء في الحياة...

      تلك كانت أيّام طفولتنا وصبانا مع ذلك المعلّم (الصدر) المليء بالعلم وهو طفل، وقد تغذّينا في حوزته ونحن أطفال..

      تعليق


      • #48
        ثم يضيف سماحة السيد الحائري حفظه الله:

        انتهى ما كتبه محمّدعلي الخليليّ عن أيّام طفولة الاُستاذ الشهيد رحمه الله في المدرسة الابتدائيّة.

        أمّا ما جاء فيه من
        (أنّه رحمه الله كان يحفظ الخطب التي كان يهيّئها له معلّموه، فيلقي الكلمة في المناسبة عن ظهر قلب، ويبدو وكأنّه يرتجل مسترسلاً دون توقّف أو تلكّؤفهذا قد يكون صحيحاً، ولكنّ الذي حدّثني به الاُستاذ الشهيد رحمه الله أنّه كان في أيّام صباه يرتجل خطباً للناس في المناسبات، ولا تنافي بين هذا وذاك; فلعلّه كان أحياناً كهذا وأحياناً اُخرى كذاك.

        وقبل أن نمضي في درس حياة اُستاذنا الشهيد رحمه الله; لكي نرى ماذا كان بعد خروجه من المدرسة، نقرأ مقطعاً آخر من الحديث عن حياته في داخل المدرسة الابتدائيّة منقولاً عن أحد أساتذة المدرسة فقد نُشِرَ في مجلّة صوت الاُمّة العدد (13) للسنة الثانية (رجب / 1401 هـ) مقالٌ لشخص تحت اسم (أبو براء)، وهذا نصّه:

        «شاءت الصدف أن أتّخذ لي مكاناً إلى جانبه في أحد المجالس التأبينيّة التي اُقيمت تخليداً لذكرى الشهيد الصدر، وفي التفاتة منّي إليه غير مقصودة وجدت عليه أمارات الألم والحزن الشديدين، أمارات لم أجدها ترتسم على وجوه الآخرين، بل لا اُغالي إذا قلت: كانت عليه سيماء الثكل، ولم ينتبه إلى التفاتتي، فقد كان ساهياً منصرفاً عن كلّ ما هو حوله، ومثبتاً عينيه على صورة للشهيد الصدر كانت معلّقة أمامه، وهو يصدر الآهة إثر الآهة، ويجذب الحسرة تلو الحسرة، وبين كلّ لحظة واُخرى تنحدر من عينيه دمعتان كان يكفكفهما بمنديل يحمله بيده، كان يبكي ويتألّم بصمت، وقد لفت نظري كثيراً رغم أنّ كلّ من كانوا في الحفل أغرقتهم فاجعة الذكرى بآلامها وأشجانها، وربّما علا صوت نحيب من هنا أو هناك لبيت شعر من قصيدة شاعر، أو لعبارة من كلمة خطيب تثير في النفوس شجاها، وتحرّك عواطفها وأحاسيسها، إلاّ هذا، فما سمعت منه إلاّ الآهات، والتنهّدات، والأنّات الخفيّة.

        إنّ كلّ الذين كانوا في الحفل أو جلّهم يعرفون الصدر، إمّا عن كثب، أو من خلال جهاده في سبيل إعلاء كلمة الحقّ، إذن لابدّ أن يكون لهذا شأن آخر، هكذا قدّرت، وقد أصاب تقديري، فسألته، وقطعت عليه وجومه، وشرود فكره، وقد جاء سؤالي كمتنفّس له وداع إلى بثّ ما في جنبيه من ألم دفين، وحزن كمين، ويبدو أ نّه عرفني، واطمأنّ إلىّ، فراح يحدّثني وبنبرات تقطّعها الآهات والحسرات.

        قال بعد تنهُّدة عميقة:
        إنّ علاقتي بالفقيد علاقة الأخ الكبير بأخيه الصغير الوحيد، كان ذلك في السنوات الأخيرة من الأربعينات يوم كان طالباً في المراحل الاُولى من الدراسة الابتدائيّة، وكنت معلّماً في المدرسة التي كان يتعلّم بها، وهي مدرسة منتدى النشر الدينيّة الابتدائيّة في الكاظميّة، وقد رأيت أنّ هذا التلميذ يوليه المدير عناية خاصّة، ويرعاه رعاية يشوبها الاحترام والتقدير، فعحبت في بادئ الأمر لذلك، وأخيراً اتّضح لي بأنّ هذه العناية لم يكن مبعثها لأنّه ينتمي لعائلة كريمة الحسب عرف كثير من أفرادها، واشتهروا بالعلم، والتقى، والورع، أو لأنّه يتيم فقد أباه وهو بعد صغير لم يبلغ الحلم، ولكنّ عنايته كانت موجهة إليه لأسباب اُخرى. فأحببت أن أتعرّف أكثر على هذا الطفل سيّما وأنّني حديث عهد بالعلم في المدرسة المذكورة.
        وشاءت الصدف أن أنفرد بالسيّد المدير، فأستوضح منه عمّا كان يشغل تفكيري بشأن هذا الطفل، فأجابني:
        أرجو أن ترعاه كما يرعاه زملاؤك من الهيئة التدريسيّة، فقد سبق وأوصيتهم به خيراً; لأنّني أتوسّم فيه أن يكون له مستقبل كبير باعث على التفاخر والاعتزاز بما يقوم به وبالدرجة العلميّة التي أترقّب أنّه سيصلها ويبلغها، فرحت أرقب هذا الطفل عن كثب، فأقرّبه إليّ، وأتحدّث معه كلّما سنحت الفرصة مظهراً إليه حبّي وودّي اللذين نميا مع الأيّام، بل الساعات، فصار محبّاً لي متعلّقاً بي لا يفارقني في الصفّ أثناء الدرس أو بعده أثناء فترة الاستراحة.

        وقد كان طفلاً يحمل أحلام الرجال، ويتحلّى بوقار الشيوخ، وجدت فيه نبوغاً عجيباً، وذكاءً مفرطاً يدفعانك على الاعتزاز به، ويرغمانك على احترامه وتقديره، كما شهدت كلّ المدرّسين ـ أيضاً ـ يكنّون له هذا الاحترام وهذا التقدير.

        لقد كان كلّ ما يُدرَس في هذه المدرسة من كافّة العلوم دون مستواه العقلىّ والفكرىّ، كان شغوفاً بالقراءة، محبّاً لتوسيع دائرة معرفته، ساعياً بجدٍّ إلى تنمية مداركه ومواهبه الفذة، لا تقع عيناه على كتاب إلاّ وقرأه، وفقه ما يحتويه في حين يعزّ فهمه على كثير ممّن أنهوا المرحلة الثانويّة. ما طرق سمعه اسم كتاب في أدب، أو علم، أو اقتصاد، أو تأريخ، إلاّ وسعى إلى طلبه. كان يقرأ كلّ شيء.

        وقد حدّثني أحد الزملاء ممّن كان لديهم إلمام بالماركسيّة، واطّلاع على كثير من الكتب التي كتبت فيها قائلاً لي:
        لقد جاءني يوماً مبدياً رغبته في أن يقرأ بعض الكتب الماركسيّة ونظريّاتها; ليطّلع على مكنونات هذه النظريّة، تردّدت في بادئ الأمر عن إرشاده إلى ذلك; لأنّه طفل، وخشيت أن تتشبّع أفكاره بالماركسيّة ونظرياتها، وبعد إلحاح منه شديد، ولمّا كنت لا اُحبّ ردّ طلبه أرشدته إلى بعض المجلاّت والكتب المبسّطة في كتابتها عن الماركسيّة وفي عرضها لها. وقد أخذت على عاتقي تهيئة ما تيسّر لي من هذه المجلاّت والكتب، وهي نادرة وعزيزة; لأنّها كانت آنذاك من الكتب المحرّم بيعها في المكتبات.

        وبعد أن تسلّمها منّي تهلّل وجهه فرحاً، ثُمَّ أعادها إلىّ بعد أن قرأها مكرّراً طلبه أن أجد له كتباً أكثر موضوعيّة، وأعمق شرحاً وعرضاً لآراء الماركسيّة، فهيّأت له ما طلب، وكنت أظنّ أنّه سوف لا يفقه منها شيئاً; لأنّني أنا نفسي رغم مطالعاتي الكثيرة في هذا الموضوع أجد أحياناً صعوبة في فهمها. وبعد مدّة اُسبوع واحد أعادها إلىّ، وطلب غيرها
        ، وأضاف المدرّس قائلاً:
        أحببت أن أعرف ما الذي استفاده هذا الطفل من قراءته لهذه الكتب، وإذا به يدخل في شرح الماركسيّة طولاً وعرضاً، فأخذت عن شرحه لها كلّ ما غمض علىّ معناه عند قراءتي لها، فعجبت لهذا الطفل المعجزة، وهو لمّا يزل في المرحلة الثالثة من الدراسة الابتدائيّة. وقد زاد في اطمئناني عندما راح يشرح لي أنّه كان يأتي على مناقشة كلّ رأي على حدة مناقشة العالم المتبحِّر في العلم، فاطمأننت بأنّه لم يتأثّر بالماركسيّة مطلقاً، وأنّه كان يقرؤها كناقد لا كدارس لها.

        وحدّثني عنه مدرّس اللّغة فقال:
        والله لولا الأنظمة والقوانين ولو كانت هناك حكومة تقدّر النبوغ والكفاءة، لمنحته الشهادة الثانويّة بأعلى الدرجات، وفتحت له أبواب الكلّيات، ليختار منها ما يشاء، وكفيته أمر الذهاب إلى المدرسة والعودة منها إلى البيت. إنّ إلمامه بعلوم اللّغة العربيّة يفوق حدّ التصوّر لطفل في سنّه، وكم من مرّة جعلني أقف أمامه محرجاً لاأحير جواباً، فأضطر أن اُؤجّل الجواب على سؤاله إلى يوم آخر; لئلاّ أكون في موضع العاجز عن الجواب أمام تلامذتي.
        وقال هذا الشيء عينه مدرّس الدين وأضاف:
        أنّه يصلح أن يكون مدرّساً للدين واُصوله.

        وقال كذلك مدرّسو العلوم الاُخرى، مُبدِين دهشتهم وحيرتهم في نبوغ هذا الطفل ومستواه خائفين أن يقتله ذكاؤه.

        كان أوّل من يدخل الصفّ، وآخر من يخرج منه، وكان كلّه إصغاءً وانتباهاً إلى ما يقوله المدرّس، وكأنّ ما يتلى شيء جديد بالنسبة له، وكأنّه لم يحفظ في ذاكرته أضعاف ما يتلى عليه في الصفّ. وما وجدته يوماً وقد ركبه الغرور، أو طغى عليه العجب بنفسه، أو تعالى على زملائه التلاميذ ممّا عنده من علم ومعرفة. كان مؤدّباً جدّاً يحترم معلّميه وزملاءه، ويفرض احترامه على الجميع، وكثيراً ما كنّا نفتقده متغيّباً لشهر أو حواليه من المدرسة، ثُمَّ إذا به يحضر عند الامتحان، فيؤدّيه، فينال الدرجة العليا، ولو كانت هناك درجة أعلى، لاستحقها بجدارة.
        وكنّا عند تغيّبه نستفهم من الإدارة عن السبب، فيكون الجواب الذي اعتدناه: أنّه يحضر دروساً خاصّة تشغله عن حضور المدرسة.
        كنّا نختاره وخاصّةً مدرّس الدروس الدينيّة في درس الصلاة إماماً يؤمّ زملاءه في الصلاة، فكان واللّهِ جديراً بها يؤدّيها بخشوع العابد الزاهد المتوجّه إلى ربّه العليّ الكريم. وكان يختار من بين طلاّب كلّ المدرسة; لإلقاء القصائد والكلمات في الصحن الكاظميّ الشريف منذ كان في الصفّ الثاني الابتدائيّ، وذلك في موكب العزاء الذي اعتادت المدرسة أن تنظّمه كلّ عام.

        وليس عجيباً على مثل هذا الطفل أن يستظهر قصيدة تضمّ ثلاثين بيتاً أو أكثر، أو كلمة عن ظهر قلب خلال ربع ساعة بعدها يتلوها علينا بكلّ فصاحة متجنّباً اللّحن حتّى إذا قرئت له ملحونة.

        كان شعلة ذكاء، وقدوة أدب، ومثال خلق قويم، ونفس مستقيمة. ما فاه والله بحياته في المدرسة بكلمة إلاّ وبعثت في نفس سامعها النشوة والحُبُور، وما التقت عيناه لفرط خجله مرّة عيني أحد مدرّسيه، فهو لا يحدّث إلاّ ورأسه منحن، وعيناه مسبلتان.
        أحببته طفلاً صغيراً بريئاً، وأجللت فيه شيخاً كبيراً، لما ألمّ به من علم ومعرفة، حتّى إنّني قلت له ذات يوم: إنّني أتوقّع أن يأتي يوم ننهل فيه من علمك ومعرفتك، ونهتدي بأفكارك وآرائك، فكان جوابه بكلّ أدب واحترام، وقد علت وجهه حمرة الخجل:
        عفواً اُستاذ، فأنا لا أزال وسأبقى تلميذكم وتلميذ كلّ من أدّبني وعلّمني في هذه المدرسة، وسأبقى تلميذكم المَدين إليكم بتعليمي وتثقيفي
        .

        ثُمَّ ختم الرجل حديثه بقوله:
        أتريدني بعد كلّ هذا أن لا أحزن عليه حزن الثاكل. ولكنّ الذي يبعث لنا السلوى، ويمكّننا من الصبر، ويسري عن نفوسنا أنّه ترك لنا أسفاراً يحدّثنا فيها. فهو اليوم في كلّ بيت من بيوتنا مقيم بين صفحات كتبه ومؤلّفاته نحدّثه ويحدّثنا عن آرائه وأفكاره العلميّة الخالدة وصوره المطبوعة في قلوبنا. فرحمه الله، ويا ليتنا كنّا أو سنكون بركبه سائرين.

        وأنهى الحديث بآهة ودمعة انحدرت من عينيه
        ».

        تعليق


        • #49
          دائرة معارف الشهيد السيد محمد باقر الصدر
          كتب وتسجيلات صوتية وصور




          اضغط هنا

          محمد باقر الصدر

          السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق






          تأليف



          احمد عبدالله ابو زيد العاملي

          تعليق


          • #50
            الراحل الى معدن العظمة .. الشهيد محمد باقر الصدر
            http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=185837

            رائد الاقتصاد الإسلامي الحديث: الشهيد السيد محمد باقر الصدر
            وكتابه: (اقتصادنا) أنموذجاً لوحدة الفكر الاقتصادي عند المسلمين
            http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?p=1994443

            الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر رائد العقلانية الإسلامية
            http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=189481

            الإمام محمّد باقر الصدر في حوار تاريخي ! التجربة ــ السياسة ــ المرجعية..
            http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=158729

            علماء الوعي والإصلاح هم الباقون.. السيد محمّد باقر الصدر أنموذجاً
            http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=182108

            دروس ومفاهيم وكلمات من تراث الامام الشهيد محمد باقر الصدر رحمه الله
            http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=167683

            تعليق


            • #51
              السيّد محمّد الشيرازي‏ يوجّه نداءً إلى الشعب العراقي‏
              بخصوص اعتقال محمد باقر الصدر

              http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=181931

              بسم الله الرحمن الرحيم‏
              إلى الشعب العراقي المسلم‏
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏
              إنّ اعتقال آية الله السيّد محمّد باقر الصدر (نجّاه الله تعالى) أقلقنا كثيراً كما أقلق الأوساط العلميّة والشعبيّة.
              إنّها بادرة خطرة أن تنتهك حرمة الزعماء الدينيّين في وقتٍ الأمّة أحوج ما تكون إلى قيادتها، حيث تكتنف بالمسلمين الأخطار الكثيرة من الشرق والغرب وتهاجم المسلمين الصليبيّة والصهيونيّة من طرف‏
              الغرب والشيوعيّة من طرف الشرق، وقد جرّب المسلمون مختلف الاتّجاهات والأفكار والأنظمة غير الإسلاميّة فلم يجدوا فيها إلّا التمزّق والانحطاط والتأخّر.
              فالواجب على الشعب العراقي المسلم وسائر أبناء الأمّة الإسلاميّة الاهتمام والعمل بأسرع وقتٍ ممكن‏ لإنقاذ السيّد الصدر وإقامة حكم الله القائم على العدل والشورى كما قال الله سبحانه: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ‏، وقال سبحانه: وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ‏.
              والله هو المسؤول أن ينصر المسلمين ويأخذ بأيديهم إلى ما فيه رضاه. إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ‏، إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ‏.
              والله الموفّق والمستعان.

              قم المشرّفة- 17 رجب 1399 ه-
              محمّد المهدي الحسيني الشيرازي.

              تعليق


              • #52
                عطاء الشهيد محمد باقر الصدر للمثقف المسلم

                • الشهيد الصدر لا ينظّر لأية قضيّة إلاّ في إطارها العام .
                • كل فكرة يناقشها السيد الصدر يعالجها بموضوعية ومنطقية وإبداع دارساً الصلة بينها وبين أسسها .
                • ألف في كل المجالات الحياتية وجاء في جميعها بالعميق والجديد
                • يستقي من منبع الوحي فقط في كل طروحاته .
                • طرح كل مشاريعه ضمن إطار البعد الاجتماعي حتى في الفلسفة والاجتهاد .
                • كان شعلة حبّ وتفان في الإسلام.

                1ـ التنظير:
                كان الشهيد الصدر(رحمه الله) منظّراً إسلاميّاً يقلّ نظيره في الزمان، ومدرسة فكرية مجددة في مختلف الحقول، لها خصائصها وصفاتها الفريدة، والّتي يمكن اختصارها في النقاط التالية:

                أـ الشموليّة والكليّة في النظرة:
                وهي خصوصيّة يلاحظها كلّ من يتعرّف على مؤلّفات الأستاذ الشهيد ولأوّل مرة، فيجده لا ينظر لكلّ قضية وفي أي حقل كانت إلا في إطارها العام، ومن خلال متابعة صلاتها وجذورها والمؤثّرات في صياغة الموقف حولها.
                فإذا عالج قضية "الإمامة" تاريخياً يربطها بالمسيرة الإنسانية الكبرى والهدف الكبير.
                وإذا درس الفلسفة نفذ إليها من خلال موقعها الاجتماعي الرفيع.
                وإذا عالج قضية منطقية ـ كالاستقراء ـ نفذ من خلالها إلى أعظم حقيقة في الكون وإذا تعرّض لنظم العبادات درس دورها في نفي أكبر أعراض المرض في المسيرة الحضارية.
                وإذا درس الماركسيّة ناقش من خلالها نظريّات العامل الواحد.
                وإذا ركّز على الواقعة الفقهية انتقل لدراسة كلّ القواعد الفقهية الأوسع فالأوسع.
                وإذا عالج موضوعاً أصولياً نظر إليه من جميع الجهات، وربّما تطرّق إلى نظريات عالمية لم يعهد طرحها في مثل المجالات الأصولية كما تمّ في بحث "الوضع".
                وإذا ذكر الاجتهاد وكيفيّته درسه من خلال حركته والمؤثرات الخارجية فيه، أو من خلال نقاط الخطر النفسيّة والتاريخية العاملة على انحرافه.
                وإذا درس قضية معاصرةً، كقضية البنوك، فإنّه يضعها في ظروفها، ويسدّ كل ثغورها، ويقدّمها أطروحة كاملة قابلة للتطبيق.
                وإذا درس الموقع الإنساني سار به منذ بدء مسيرته وعبر به كل المراحل الاجتماعية.
                وإذا طالع القرآن الكريم انتقلت روحه العظيمة في آفاقه ورجعت بتفسير موضوعي اجتماعي رائع. حتى عندما كان يكتب رسالته العملية لمقلّديه كان يطرح نموذجاً للرسالة العملية، يبدأ بالعبادات ويمرّ بالمعاملات، ويصل إلى السلوك الخاصّ، وينتهي بالسلوك العامّ.
                وهكذا نجده عندما يخطّط للمرجعيّة فإنه يضع مشروع المرجعيّة التي تقود الجامعات العلمية دون تأثّر بالذاتيات والعلائق الشخصيّة.
                وأروع ما نجده في تخطيطه وتنظيره هو: ما تجلّى في كتابه الرائع "اقتصادنا" فهو أفضل نموذج لبيان هذه الخصوصية.
                ب ـ العمق:
                وهي خصوصيّة يشهد لها كلّ من هو بمستوى فهم البحث المعمّق حين يطالع كتبه الرائعة. إنّه يتجلى في كل كتاب من كتبه، وكلّ حديث من أحاديثه، وكلّ درس من دروسه القيّمة.
                إنّه يتتبّع الفكرة، مناقشاً أيّاها بكلّ منطقية وموضوعية وإبداع، دارساً الصلة بينها وبين أسسها، وربّما حاكم الفكرة على أساس ممّا تقوله هي، وهو ما صنعه حين ناقش "الماديّة الديالكتيكية" على ضوئها هي.
                يتجلّى العمق بأروع صوره في كتبه الفقهية والأصولية التي عبّرت عن مرحلة جديدة في هذا المجال، كما يتجلّى بوضوح في كتابه الرائع "الأسس المنطقية للاستقراء"، والذي قال عنه: "إنّني أقمت البراهين في هذا الكتاب بما لو قرأه المادي لآمن بالله وبالعلوم الطبيعية معاً، أو كفر بهما معاً، وأغلقتُ في وجه الكافر باب الخضوع للعلم والتمرّد على الله سبحانه".
                ج – الموسوعيّة:
                فقد ألّف في مختلف المجالات الإسلامية: الاجتماعية، والاقتصادية، والفلسفية، والمالية، والأصولية، والفقهية، والتاريخية، والحضارية، والتفسيريّة، والحديثيّة والعقائدية وغيرها، وجاء في كلّ هذه المجالات بالجديد العميق، وهو ما يقودنا إلى الصفة الأخرى وهي:
                د- الأصالة:
                فهو يستقي من القرآن والقرآن لا غير، يسلك الطريق الوسطى، رافضاً كلّ السبل الأخرى، غير متأثّر بأيّة فكرة لا تأتيه من منبع الوحي، بعد أن يستوعب الأفكار الأخرى بحثاً ونظراً، ولا يقف منها موقف الرفض اللاموضوعيّ.
                إنّه يناقش الفكر الماركسيّ المادّي بأروع مناقشة، كما يناقش الفكر الرأسمالي بكلّ عمق، فإذا انتهى من نفيهما عاد إلى منبع الوحي، يستقي منه المذهب الاقتصادي الإسلامي الأصيل.
                وكذلك يناقش الأفكار اللامنطقية المنحرفة بكلّ منطقية وبرهنة، ثمّ يختار الرأي الأصيل وأنت تجد هذه الأصالة في كلّ ما كتب وحاضر.
                هـ - البعد الاجتماعي:
                وهي صفة هامّة إلى جنب الصفات الأخرى التي يتّسم بها تنظيره الفريد.. إنّه يرى الإنسان موجوداً يتكامل في الإطار الاجتماعيّ لا غير، ويركّز على المسيرة الإنسانية الاجتماعية المتكاملة وإن كان يمنح الفرد أصالته الذاتية.
                هذه النظرة الاجتماعيّة الواسعة قد تجلّت في أغلب بل في كلّ ما كتب، حتّى تجده يطرح النظرية الفلسفية الإسلامية من خلال مقدمة اجتماعية. وإذا تعرّض لحركة الاجتهاد طرحها بهذا المنظار. وإذا درس فكرة الإمامة أو الخلافة الإنسانية تجلّى هذا البعد بشكل رائع. كلّ هذه كانت ملامح للشهيد العظيم، منظّراً للأمة ومخطّطاً لها صورتها ونظرتها الكونيّة "وأيديولوجيّتها" السلوكيّة العامّة.

                2- التربية :
                وهي تستحقّ أن تشكّل بعداً ضخماً من أبعاد شخصيّة الشهيد الصدر العظيمة، ولقد قضى كلّ عمره الشريف المبارك مربّياً يصنع الجيل الناهض الواعي من خلال:
                أـ تربيته للعديد من العلماء الواعين، الذين انتشروا يبثّون أنوار التربية الإسلامية في جسم الأمة المسلمة.
                ب – محاضراته العامة التي كانت تترك أكبر الآثار في نفوس الشباب الإسلامي والعراقي المتطلّع.
                ج – مؤلّفاته التي تخاطب القلب والعاطفة، كما تخاطب العقل، فتترك أثرها المتوازن على شخصيّة الجيل الإسلامي، ممّا أمكننا أن نقول بحقّ: إنّه ربّى جيلاً كاملاً، وحصّنه ضدّ الهجمات الإلحادية والاستعماريّة.
                د – سلوكه المناقبي الرائع، الذي كان يجذب إليه كلّ واع متطلع فيربّيه التربية المثلى.

                3- الحبُّ الإلهي والفناء في الإسلام والعمل به:
                فلقد كان (رحمه الله) شعلة حبّ لله وتفان في الإسلام، وشوق لا يوازيه شوق..، عاش معه ومات من أجله.
                لقد كان يخطّط للمجتمع الإسلامي نظرياً عندما بدأ بالتخطيط لكتابة "فلسفتنا" و"اقتصادنا" و"مجتمعنا".
                كما اتّجه لنفس السبب إلى إيجاد ظاهرة التنظيم الإسلامي في المجتمع، بعد أن واجه هجمة شرسة من قبل الشيوعية والعلمانية.
                وقاد عمليّة توعية فكرية ضخمة في هذا المجال، ثمّ قام بدور أساسي في إنشاء جماعة العلماء، وراح يدعو للتجديد الواعي لأسلوب المرجعية، ثمّ عمل على مقارعة الحكم المنحرف، ممّا جعله يتعرّض للتضييق والاعتقال مرّات عديدة.


                محمد علي التسخيري
                الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
                ثقافة التقريب - العدد 1 - 1428
                التعديل الأخير تم بواسطة alyatem; الساعة 12-07-2013, 03:21 PM.

                تعليق


                • #53
                  الشيخ محمد علي التسخيري

                  http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?p=1994465


                  كان الشهيد الصدر(رحمه الله) منظّراً إسلاميّاً يقلّ نظيره في الزمان، ومدرسة فكرية مجددة في مختلف الحقول، لها خصائصها وصفاتها الفريدة.
                  • كل فكرة يناقشها السيد الصدر يعالجها بموضوعية ومنطقية وإبداع دارساً الصلة بينها وبين أسسها .
                  • ألف في كل المجالات الحياتية وجاء في جميعها بالعميق والجديد
                  • يستقي من منبع الوحي فقط في كل طروحاته .
                  • طرح كل مشاريعه ضمن إطار البعد الاجتماعي حتى في الفلسفة والاجتهاد .
                  • كان شعلة حبّ وتفان في الإسلام.

                  تعليق


                  • #54
                    سبحان الله وجه ملائكي سبحان الخالق المبدع .رضوان الله تعالى عليه وعلى ابائه الطاهرين..

                    تعليق


                    • #55
                      اللهم صل على محمد وآل محمد
                      الذكرى الخامسة والثلاثين لشهادة المفكر الاسلامي
                      الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس الله روحه

                      تعليق


                      • #56
                        يرفع بالصلاة على محمد واله الكرام

                        تعليق


                        • #57
                          المشاركة الأصلية بواسطة ايتام علي
                          يرفع بالصلاة على محمد واله الكرام

                          تعليق


                          • #58
                            رحم الله الشهيد السعيد ولعن الله قاتليه واذنابهم..

                            تعليق


                            • #59
                              المشاركة الأصلية بواسطة مروان1400
                              رحم الله الشهيد السعيد ولعن الله قاتليه واذنابهم..

                              تعليق


                              • #60
                                المشاركة الأصلية بواسطة ايتام علي
                                يرفع بالصلاة على محمد واله الكرام

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X