السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .... الى من طلب مني انا أعرف المذهب الاباضي ...
اﻹباضية مذهب إسﻼمي معتدل
تأليف الشيخ: علي يحيى معمر
رحمه الله
اﻹباضية
اﻹباضية مذهب من المذاهب اﻹسﻼمية المعتدلة وإلى القارئ صورة له ملخصة في الفقرات التالية:
لمحة تاريخية:
إمام اﻹباضية أبو الشعثاء جابر بن زيد اﻷزدي، ولد سنة 22 للهجرة، وتوفي سنة 96 هـ على أرجح اﻷقوال، وعلى هذا اﻻعتبار فهو أول المذاهب المعتدلة نشوءاً.
نُسب أتباع هذا المذهب إلى عبدالله بن إباض التميمي-أحد رجالهم المشهورين-نسبة غير قياسية، ساهم بذلك بعض وﻻة الدولة اﻷموية في عهد عبد الملك بن مروان فيما يبدو، بسبب المراسﻼت والمناقشات الطويلة التي جرت بين عبدالله وعبد الملك، ولحركته النشطه في نقد سلوك الحكم اﻷموي، بابتعاده عن منهج الخلفاء الراشدين السابقين، ودعوته الصريحة لحكام الدولة إلى اﻻعتدال أو اعتزال أمور المسلمين، ثم لمواقفه الجدلية المتصلبة ضد الخوارج، بحيث ظهر عند العامة بمظهر الزعيم.
أما اﻹباضية أنفسهم فقد كانوا يسمون أنفسهم أهل الدعوة، ولم يُعرفوا باﻹباضية إﻻ بعد موت جابر بزمان، ولم يعترفوا بهذه التسمية إﻻ بعد ذلك عندما انتشرت على ألسنةِ الجميع، فتقبلوها تسليما باﻷمر الواقع عند اﻵخرين.
اﻹمام الثاني لﻺباضية هو أبو عبيده مسلم بن أبي كريمة، أخذ العلم عن جابر وغيره، وعن طﻼبهما انتشر المذهب اﻹباضي في أغلب بﻼد اﻹسﻼم، وقد اشتهر من أولئك ا
وقد ابتدأ التأليف والتدوين عندهم مبكراً، فقد ألف جابر ديوانا ضخما جمع فيه روايته وآراءه على ما تقول كتب التاريخ، ولكنه ضاع في العهد العباسي، وألف الرَّبيع بن حبيب صحيحه في القرن الثاني، وﻻ يزال هـذا الكتاب معتمد اﻹباضية في السنة، وهو أعلى درجة من صحيحي البخاري ومسلم ﻷنه ثﻼثي السند، وألف عبد الرحمن بن رستم تفسيراً للقرآن، وألف هود بن محكم الهواري أيضا تفسيراً للقرآن، وألف أبو اليقظان محمد بن أفلح عدة كتب في اﻻستطاعة، وألف أبو غانم بشر بن غانم مدونته في الحديث واﻵثار. كل هذا في القرنين اﻷول والثاني، بل هناك عدة مؤلفات أخرى في تلك الفترة. ثم توالي التأليف في فروع الثقافة اﻹسﻼمية في كل عصر من العصور التالية.
ولعله لو قام باحث بإحصاء جميع الكتب التي ألفها اﻹباضية، واستخرج نسبتها المئوية إلى عددهم ثم فعل مثل ذلك في بقية المذاهب، ثم قارن بين نسب الجميع لوجد نسبة اﻹباضية من أعلى النسب إذا لم تكن أعﻼها. وقد ضاع منها الكثير للمﻼحقة السياسية التي لم تتوقف-في أي زمان-عن مطاردتهم ومضايقتهم بشتى اﻷساليب والصور، تبلغ أحياناً إلى حرق الكتب والمكتبات. وفي أحيان كثيرة تكون أصابع الفقهاء المتعصبين وراء أجهزة السلطة تحركها ﻹلحاق اﻷذى بمخالفيهم. وإلى اﻵن ﻻ تزال أكثر كتب اﻹباضية وأهمها مجهولة حتى عند اﻹباضية أنفسهم فضﻼ عن غيرهم. ولذلك عدة أسباب منها:
لطﻼب حملة العلم إلى المشرق وحملة العلم إلى المغرب.
1. حرص من مَلَكَ مخطوطاتها وضنه بها خوفا من الضياع وقد مرت بهم تجارب مريرة ضاعت فيها كتب قيمة.
2. الوضع القلق الذي كانـوا يعيشون عليه والذي يفرض على الكثير منهم اﻻنتقال من مكان إلى مكان هروباً بالنفس في حاﻻت ﻻ تسمح باﻻحتفاظ بكل اﻷشياء الثمينة ﻻسيما إذا كانت ثقيلة الوزن.
3. التعصب المذهبي اﻻنغﻼقي من الطرفين، أي من بعضهم ومن بعض مخالفيه.
4. لم يتح لها ما أتيح لغيرها من كتب المذاهب اﻷخرى، ﻻسيما في العصر الحديث، فقد تولت الدول اﻹسﻼمية بمختلف مذاهبها نشر كتبها وكونت من أجل ذلك مؤسـسات ضخمة تولت تـوزيعها وإيصالها إلى كل مكان، وانتشرت بين الناس. أما كتب اﻹباضية، باﻹضافة إلى أنه مضيّق عليها ﻻ يزال نشرها مقصوراً على الجهود الفردية. ولذلك فلم ينشر منها إﻻ بعض الكتب المختصرة الصغيرة. أما أمهات الكتب التـي تتكون من عشرات اﻷجزاء فﻼ يزال مالم يضع منها مرهونا في مكتبات فردية تنتظر اﻷنامل التي تنفض عنها الغبار. وﻻ أحسب أن ذلك قريب.
5. أن المكتبة اﻹباضية تضم ثروة هائلة في علوم الشريعة والعربية، ورغم أن أكثرها وأهمها غير مطبوع، إﻻ أن الباحث المتقصي والذي ﻻ ترده الصعاب قد يستفيد منها فوائد جمة إذا تعنَّي وذهب إليها حيث هي قابعة في خزائن أصحابها.
يتبع...
اﻹباضية مذهب إسﻼمي معتدل
تأليف الشيخ: علي يحيى معمر
رحمه الله
اﻹباضية
اﻹباضية مذهب من المذاهب اﻹسﻼمية المعتدلة وإلى القارئ صورة له ملخصة في الفقرات التالية:
لمحة تاريخية:
إمام اﻹباضية أبو الشعثاء جابر بن زيد اﻷزدي، ولد سنة 22 للهجرة، وتوفي سنة 96 هـ على أرجح اﻷقوال، وعلى هذا اﻻعتبار فهو أول المذاهب المعتدلة نشوءاً.
نُسب أتباع هذا المذهب إلى عبدالله بن إباض التميمي-أحد رجالهم المشهورين-نسبة غير قياسية، ساهم بذلك بعض وﻻة الدولة اﻷموية في عهد عبد الملك بن مروان فيما يبدو، بسبب المراسﻼت والمناقشات الطويلة التي جرت بين عبدالله وعبد الملك، ولحركته النشطه في نقد سلوك الحكم اﻷموي، بابتعاده عن منهج الخلفاء الراشدين السابقين، ودعوته الصريحة لحكام الدولة إلى اﻻعتدال أو اعتزال أمور المسلمين، ثم لمواقفه الجدلية المتصلبة ضد الخوارج، بحيث ظهر عند العامة بمظهر الزعيم.
أما اﻹباضية أنفسهم فقد كانوا يسمون أنفسهم أهل الدعوة، ولم يُعرفوا باﻹباضية إﻻ بعد موت جابر بزمان، ولم يعترفوا بهذه التسمية إﻻ بعد ذلك عندما انتشرت على ألسنةِ الجميع، فتقبلوها تسليما باﻷمر الواقع عند اﻵخرين.
اﻹمام الثاني لﻺباضية هو أبو عبيده مسلم بن أبي كريمة، أخذ العلم عن جابر وغيره، وعن طﻼبهما انتشر المذهب اﻹباضي في أغلب بﻼد اﻹسﻼم، وقد اشتهر من أولئك ا
وقد ابتدأ التأليف والتدوين عندهم مبكراً، فقد ألف جابر ديوانا ضخما جمع فيه روايته وآراءه على ما تقول كتب التاريخ، ولكنه ضاع في العهد العباسي، وألف الرَّبيع بن حبيب صحيحه في القرن الثاني، وﻻ يزال هـذا الكتاب معتمد اﻹباضية في السنة، وهو أعلى درجة من صحيحي البخاري ومسلم ﻷنه ثﻼثي السند، وألف عبد الرحمن بن رستم تفسيراً للقرآن، وألف هود بن محكم الهواري أيضا تفسيراً للقرآن، وألف أبو اليقظان محمد بن أفلح عدة كتب في اﻻستطاعة، وألف أبو غانم بشر بن غانم مدونته في الحديث واﻵثار. كل هذا في القرنين اﻷول والثاني، بل هناك عدة مؤلفات أخرى في تلك الفترة. ثم توالي التأليف في فروع الثقافة اﻹسﻼمية في كل عصر من العصور التالية.
ولعله لو قام باحث بإحصاء جميع الكتب التي ألفها اﻹباضية، واستخرج نسبتها المئوية إلى عددهم ثم فعل مثل ذلك في بقية المذاهب، ثم قارن بين نسب الجميع لوجد نسبة اﻹباضية من أعلى النسب إذا لم تكن أعﻼها. وقد ضاع منها الكثير للمﻼحقة السياسية التي لم تتوقف-في أي زمان-عن مطاردتهم ومضايقتهم بشتى اﻷساليب والصور، تبلغ أحياناً إلى حرق الكتب والمكتبات. وفي أحيان كثيرة تكون أصابع الفقهاء المتعصبين وراء أجهزة السلطة تحركها ﻹلحاق اﻷذى بمخالفيهم. وإلى اﻵن ﻻ تزال أكثر كتب اﻹباضية وأهمها مجهولة حتى عند اﻹباضية أنفسهم فضﻼ عن غيرهم. ولذلك عدة أسباب منها:
لطﻼب حملة العلم إلى المشرق وحملة العلم إلى المغرب.
1. حرص من مَلَكَ مخطوطاتها وضنه بها خوفا من الضياع وقد مرت بهم تجارب مريرة ضاعت فيها كتب قيمة.
2. الوضع القلق الذي كانـوا يعيشون عليه والذي يفرض على الكثير منهم اﻻنتقال من مكان إلى مكان هروباً بالنفس في حاﻻت ﻻ تسمح باﻻحتفاظ بكل اﻷشياء الثمينة ﻻسيما إذا كانت ثقيلة الوزن.
3. التعصب المذهبي اﻻنغﻼقي من الطرفين، أي من بعضهم ومن بعض مخالفيه.
4. لم يتح لها ما أتيح لغيرها من كتب المذاهب اﻷخرى، ﻻسيما في العصر الحديث، فقد تولت الدول اﻹسﻼمية بمختلف مذاهبها نشر كتبها وكونت من أجل ذلك مؤسـسات ضخمة تولت تـوزيعها وإيصالها إلى كل مكان، وانتشرت بين الناس. أما كتب اﻹباضية، باﻹضافة إلى أنه مضيّق عليها ﻻ يزال نشرها مقصوراً على الجهود الفردية. ولذلك فلم ينشر منها إﻻ بعض الكتب المختصرة الصغيرة. أما أمهات الكتب التـي تتكون من عشرات اﻷجزاء فﻼ يزال مالم يضع منها مرهونا في مكتبات فردية تنتظر اﻷنامل التي تنفض عنها الغبار. وﻻ أحسب أن ذلك قريب.
5. أن المكتبة اﻹباضية تضم ثروة هائلة في علوم الشريعة والعربية، ورغم أن أكثرها وأهمها غير مطبوع، إﻻ أن الباحث المتقصي والذي ﻻ ترده الصعاب قد يستفيد منها فوائد جمة إذا تعنَّي وذهب إليها حيث هي قابعة في خزائن أصحابها.
يتبع...
تعليق