أهلا وسهلا أختي الكريمه .. على الذين يقولون ذلك أن يثبتو ذلك من كتب الاباضيه وليس من كتب مخالفيهم .
X
-
وكيف يكون صاحب الكبيرة مخلد في النار ..؟
ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذالك لمن يشاء ..
امر اخر ما حكم المداوم على الكبيرة في المذهب الاباضي في الدنيا ؟
اهناك اي عقوبة او تكفير له ؟
ثم اليس هذا بقول الخوارج انفسهم عندما قتلوا كل من فعل ما راوه كبيرة بذريعة انه في النار ؟
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
[QUOTE=المريد 12]وكيف يكون صاحب الكبيرة مخلد في النار ..؟
اخي العزيز هذا القول لم نأتي به من عندنا ............
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ
فهل صاحب الكبيرة هو طائعا لله ؟؟
ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذالك لمن يشاء ..
هل الشرك فقط هو الذي يعتبر عصيان لله ؟؟
امر اخر ما حكم المداوم على الكبيرة في المذهب الاباضي في الدنيا ؟
اهناك اي عقوبة او تكفير له ؟ السارق والزاني والقاتل العمد له عقوبه فالدنيا والكل يعرفها .. والتكفير هنا يسمى تكفير نعمه ... ماذا تسمي هذا التكفير الذي جاء في الآيه هل هو تكفير مخرج للمله ؟؟
قال الله تعالى: ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين
ثم اليس هذا بقول الخوارج انفسهم عندما قتلوا كل من فعل ما راوه كبيرة بذريعة انه في النار ؟
[/
وهل الاباضيه اصلا من الخوارج ؟؟
اخي اقرأ من كتبنا ولا تقرأ من كتب المخالفين .. هكذا تستطيع ان تعرف المذهب الاباضي .
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة المسيبهؤلاء من مشايخ الاباضيه ومعتبريين ..
لاني لم اقرأ الكتاب فلا اعرف اذا كان يصح نسبته اليه ولكن لا ضير هات ما عندك .. وبصراحه اعرف ما ستنقله ولكني احذرك من انك ستدخل نفسك في دوامه لن تخرج منها ..
قال شيخ الخليلي السالمي: "فهذا دليل على كفر علي ، وضلاله، وصواب أهل النهروان وعدلهم ، ثم أن عليا خلعه الحكمان فلم يرض حكمهما ، وفرق الله أمره فقتله عبد الرحمن بن ملجم غضبا لله وكان ذلك منه حــــــــــــــلالا لقتله الذين يأمرون بالقسط من الناس ، فرحم الله عبد الرحمن" - السير والجوابات : 2/ 307
السؤال: هل تصح نسبة الكلام أعلاه للسالمي أم هو كلام منسوب إليه ظلما و عدوانا؟؟
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة Malik13قال شيخ الخليلي السالمي: "فهذا دليل على كفر علي ، وضلاله، وصواب أهل النهروان وعدلهم ، ثم أن عليا خلعه الحكمان فلم يرض حكمهما ، وفرق الله أمره فقتله عبد الرحمن بن ملجم غضبا لله وكان ذلك منه حــــــــــــــلالا لقتله الذين يأمرون بالقسط من الناس ، فرحم الله عبد الرحمن" - السير والجوابات : 2/ 307
السؤال: هل تصح نسبة الكلام أعلاه للسالمي أم هو كلام منسوب إليه ظلما و عدوانا؟؟
سؤالي هو هل هذا القول هو من عقائد الاباضيه على فرض انه صح عنه ؟؟
هذه نظرة الاباضيه للصحابه ............ والامام علي بن ابي طالب خصوصا لكي نختصر هذا الموضوع ........
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. أما بعد،،
يرى الإباضية الكرام أن الصحابة رضي الله عنهم هم في الجملة أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،فهم من أثنى الله تعالى عليهم في كتابه الكريم وذكره الحكيم فقال{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح/29]،وقال عنهم{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا }[الفتح/18]،ولهم أولوية الثناء الوارد في قوله تعالى{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }[التوبة/100]،وهم من ذكر الله تعالى بذلهم وتضحيتهم ذكرا مقرونا بالثناء العاطر فقال {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر/8، 9]،ولهم الأولوية في الثناء الوارد في قوله تعالى{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } [الأحزاب/23]،وذلك لنزول هذه الآية في أنس بن النضر فيما قيل.
وفي الصحابة قال عليه الصلاة والسلام في حديث عمران بن حصين رضي الله عنه:" خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " رواه البخاري.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه )رواه البخاري ومسلم.
بيد أنهم مع هذا الفضل العظيم الذي نشهد لهم به لا نقول بعصمتهم من الذنوب والمعاصي بكل أنواعها حتى الموجبة للحد في الدنيا والعذاب في الآخرة،وهذا ما شهدت به الآيات القرآنية الصريحة والأحاديث النبوية الصحيحة والتاريخ الذي رصد أنباء تلك الحقبة من التاريخ.
فلو وزنا شأن الصحابة بميزان القرآن والسنة وحقائق التاريخ لوجدنا أن مكانة الصحابة الحقيقية قد ضاعت بين طائفتين كبيرتين في عالمنا الإسلامي اليوم،وكأن موقف كل واحدة منهما ما هو إلا ردة فعل لموقف الأخرى،متناسين النصوص الواضحة الصريحة التي تزن هؤلاء البشر حق الوزن وتضعهم في موضعهم المناسب لهم .
الطائفة الأولى منهما شهدت لهم جميعا بلا استثناء بالفضل وغالت في ذلك حتى رفضت الإقرار لهم بالذنب والمعصية والإصرار على الخطيئة وتكلفوا تأويل بعض الحقائق ووضعوا على هذه الثلة من البشر من القداسة ما لله به عليم،وجعلوا اعتقادهم هذا ميزانا للإيمان،فمن لم يوافقهم فيه فهو فاسق منافق زنديق،وجعلوا قضية سب الصحابة هي السيف المصلت الذي تحز به غلصمة كل من لا يوافقهم في توجههم هذا،بل وجعلوها سبة توجه لكل من يراد تنفير العامة والغوغاء عنه.
والطائفة الثانية أمعن أتباعها في الانتقاص منهم وشنوا عليهم غارة شعواء لا تترك لهم فضيلة أبدا،ووصفتهم بالردة عن الإسلام والرجوع عنه وتبديله وتحرفه،وزعموا أن ذلك المدح الذي جاء في كتاب الله تعالى إنما هو محصور ومقصور في فئة قليلة منهم بقيت على الإيمان والمتمثل في الولاء لشخص واحد منهم جعلوه محور الإيمان والإسلام،فمن والاه فهو مؤمن ومن لم يواليه فهو عدو لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم!! وحار الضعفاء بل والحلماء والعقلاء بين هاتين الطائفتين لم احتكموا إليهما.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
وأما الإباضية الكرام فنهجوا منهج الوسطية التي لا إفراط فيها ولا تفريط،إذ شهدوا لهم في الجملة بما شهد لهم الله تعالى به وشهد لهم به رسوله صلى الله عليه وآله وسلم،فهم أهل الهجرة والنصرة والإيواء والبذل والتضحية والسبق إلى كل خير،ولهذا لا تسمع خطيبا ولا محاضرا إلا ويمدحهم في الجملة في مقدمة كلامه فيصلي على النبي ثم آله ثم أصحابه،غير أن هذا الثناء المجمل لا يعني مجاملة من أخطأ ولم يتب منهم،وإنما يعامل هؤلاء بما عامل الله تعالى به كل من فعل فعلهم،وهو المنهج الذي أرسى دعائمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قولا وعملا،إذ لا محاباة في الإسلام،وإنما المحاباة من سمات الجاهلية التي نبذها الإسلام،وقد بين عليه الصلاة والسلام هذا المنهج في حديثه المشهور إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها )رواه البخاري ومسلم.
وما أخذ عليه الصلاة والسلام هذا المنهج في التعامل مع أصحابه إلا من القرآن الذي كان – رغم تفضيله لهم على غيرهم – يعاملهم في باب الجزاء كمعاملته لغيرهم دون محاباة أو مواربة إذ لا محسوبية ولا وساطة،فتراه ينكر عليهم ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائما على منبره خطيبا لأجل اللهو والتجارة فيقول سبحانه{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الجمعة/11]،إنه الميزان القسط الذي لم يحابي آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة فآخذه وأخرجه من الجنة وهو من قال عنه وعن بعض الأنبياء عليهم السلام معه{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران/33] فكيف بغيره؟!!ولم يشفع لنبي الله تعالى يونس عليه السلام قول الله تعالى فيه{ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ }[الصافات/139]،{ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ} [الصافات/140-146]،وقال سبحانه لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا} [الإسراء/74، 75]،والمح إشراقات العدل الإلهي الذي لا يحابي في قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم – وهو من هو – {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } [الحاقة/44-47]،فهذا هو شأن العدل وشريعته الغراء ،إنها شرعة لا تعرف الاستثناءات ولا الوساطات،بل تأتي بنواميس عدلها وقسطها على كل أحد حتى من شهدت له بالفضل ورفيع المقام.
فالصحابة الكرام – رضوان الله عليهم – لم يشفع لهم الثناء على مجملهم من مؤاخذة من أساء منهم بتركه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم قائما لأجل عرض من الدنيا زائل وظل حائل.
وهكذا قرعهم سبحانه بقوله{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [آل عمران/152، 153] قال ابن كثير في تفسيره :"{ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ } أي: أول النهار { إِذْ تَحُسُّونَهُمْ } أي: تقتلونهم (1) { بِإِذْنِهِ } أي: بتسليطه إياكم عليهم { حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ } وقال ابن جريج: قال ابن عباس: الفشل الجبن، { وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأمْرِ وَعَصَيْتُمْ } كما وقع للرماة { مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ } وهو الظفر منهم (3) { مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا } وهم الذين رغبوا في المغنم حين رأوا الهزيمة { وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ } ثم أدالهم عليكم ليختبركم ويمتحنكم { وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ } أي: غفر لكم ذلك الصَّنِيع، وذلك -والله أعلم-لكثرة عَدد العدو وعُدَدهم، وقلة عَدد المسلمين وعُدَدهم.
قال ابن جريج: قوله: { وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ } قال: لم يستأصلكم. وكذا قال محمد بن إسحاق، رواهما ابن جرير { وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } "إ.هـ
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
ونفى عن بعضهم العقل بسبب ندائهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من وراء الحجرات فقال{إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [الحجرات/4].
وتهدد بعضهم – قبل ذلك- بإحباط الأعمال فقال{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ }[الحجرات/2].
وحكم على بعضهم بالفسوق كالوليد بن عقبة بن أبي معيط ،الذي نزل فيه قوله تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات/6]،إذ كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخبره مشهور.
وأخبر الله تعالى أن في الصحابة منافقون لا يعلمهم النبي وأصحابه{وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} [التوبة/101].
لقد رسم القرآن الكريم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولأصحابه وأمته جمعاء المنهج الذي يجب عليها اتباعه تجاه الصحابة الكرام،ألا وهو أن معرفة فضلهم إجمالا،وعدم القول بعصمتهم،وإنما يؤاخذ المسيء منهم كما يؤاخذ غيره من الناس.
ولذلك لم يتغاضى عليه الصلاة والسلام عن الثلاثة الذين تخلفوا في غزوة العسرة فهجرهم حتى نزلت توبتهم من الله تعالى {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }[التوبة/118]وهم كعب بن مالك ومرارة بن الربيع العامري وهلال بن أمية الواقفي وقصتهم مشهورة.
وأقام عليه الصلاة والسلام حد الزنا على ماعز الأسلمي والمرأة الغامدية،ولم تشفع لهما صحبتهما له عليه الصلاة والسلام عن إقامة الحد،وذلك لأنه القائل:" لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"واختار فاطمة لأنها من آل بيته وأقرب الناس له،ولأنها مع ذلك صحابية جليلة،وهي سيدة نساء أهل الجنة.
ومع عدم علمه – عليه الصلاة والسلام – بكل المنافقين إلا أنه أخبر عمن يعرف منهم وأشار إليهم إشارات فقال:" فِي أَصْحَابِي اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا فِيهِمْ ثَمَانِيَةٌ لاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ "رواه مسلم،فهؤلاء الذين علمهم – عليه الصلاة والسلام- فكيف بغيرهم؟
وكشف الله تعالى له عن مصير بعضهم يوم القيامة فقال – كما في حديث أَبِى هُرَيْرَةَ -« تَرِدُ عَلَىَّ أُمَّتِى الْحَوْضَ وَأَنَا أَذُودُ النَّاسَ عَنْهُ كَمَا يَذُودُ الرَّجُلُ إِبِلَ الرَّجُلِ عَنْ إِبِلِهِ ». قَالُوا يَا نَبِىَّ اللَّهِ أَتَعْرِفُنَا قَالَ « نَعَمْ لَكُمْ سِيمَا لَيْسَتْ لأَحَدٍ غَيْرِكُمْ تَرِدُونَ عَلَىَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ وَلَيُصَدَّنَّ عَنِّى طَائِفَةٌ مِنْكُمْ فَلاَ يَصِلُونَ فَأَقُولُ يَا رَبِّ هَؤُلاَءِ مِنْ أَصْحَابِي فَيُجِيبُنِي مَلَكٌ فَيَقُولُ وَهَلْ تَدْرِى مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " رواه مسلم،وهو عند البخاري بلفظ:" يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول أصحابي فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد . إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم }".
وهذا المنهج تلقاه الصحابة الكرام عن كتاب ربهم ونبيهم فعملوا به وطبقوه على أنفسهم،فقالوا للمحسن منهم أحسنت وللمسيء أسأت،ولم يتشبثوا بالأعذار الواهية الواهنة التي يتشبث بها بعض الخلف في الأعصار التي جاءت بعدهم،فهاهو الصديق رضوان الله عليه يقاتل مانعي الزكاة برباطة جأش وعزيمة لا تعرف التردد،حتى هال هذا الأمر فاروق الأمة عمر رضي الله عنه فقال كيف تقاتل الناس ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ) . فقال والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتهم على منعها . قال عمر رضي الله عنه فوالله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر رضي الله عنه فعرفت أنه الحق " رواه البخاري وهو عند الربيع رحمه الله مختصرا.فصحبتهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم تكن عذرا مانعا من تخطئتهم وقتالهم،ولم يعتذر لهم الصديق ولا الفاروق بدعوى من اجتهد فأخطأ فله أجر وإنما علموا أن الدين دين لا يحتمل التعدد،بخلاف الرأي وهو المعني بحديث المجتهد إن أخطأ وإن أصاب.
ثم اجتمعوا على عثمان بن عفان مخطئين له ناقمين عليه ما أحدثه،ودعوه للرجعة إلى ما كان عليه أبو بكر وعمر رضوان الله عليهما،ثم بعد رفضه لما دعوه له قتلوه.
و ها هي أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها تثور هي وطلحة والزبير على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عندما توهمت أنها قامت لأجل نصرة الحق،ولم تتعذر بالعصمة أو بأنه اجتهد فأخطأ،ولم يواجهها أحد ولا علي نفسه بهذه الحجة ليمنعها من الخروج ومن معها عليه.
وخرج معاوية على أمير المؤمنين علي ثائرا،وهو يعلم أنه لن يقف أمامه أحد بحجة العصمة أو الاجتهاد،وهو ما حدث،وواجهه الإمام علي كرم الله وجهه في بسالة وإباء ومعه خيرة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم،ولم يواجهه أحد ولا علي نفسه أيضا بحجة أن الإمام عليا معصوم أو مجتهد لا يحل قتاله،ولم يمتنع أحد من أولئك الأكابر عن قتال معاوية بحجة أنه صحابي اجتهد وله أجر حتى الحبر ابن عباس رضوان الله عليهما.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
فإذا تقرر ذلك علمنا أن القول بعصمة بعض الصحابة أو القول بأن المخطيء منهم ليس إلا عن اجتهاد وإن كان في الدماء والأموال ويجب الكف عن تخطيئتهم وتضليل من ضل منهم قول لا محل له من الصحة البتة.
واعتذار من اعتذر لمخطئهم بالنوصوص القرآنية والأحاديث النبوية المادحة لهم ليس بشيء،إذ أن تلك الآيات
أولا: تخبرنا عن فضلهم ولا دليل فيها على عصمتهم.
ثانيا:أن دلالة العام على كل فرد من أفراده ظنية كما هو متقرر عند الفحول من أرباب الأصول،وعليه تحمل كل الثناءات الواردة على الصحابة الكرام.
رابعا: لا دليل في تلك الآيات والأحاديث على أن للصحابة أن يعملوا بمعاص الله تعالى ولهم على ذلك أجر،كما يعتذر لهم البعض،فقاتل عمار بن ياسر رضوان الله عليه في النار كما نص على ذلك الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،وقتله صحابي هو أبو الغادية قال ابن عبد البر في الاستيعاب (ج 2 / ص 54):" أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام روى عنه أنه قال: أدركت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أيفع أرد على أهلي الغنم وله سماع من النبي صلى الله عليه وسلم قوله صلى الله عليه وسلم: " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض " . وكان محباً في عثمان وهو قاتل عمار بن ياسر وكان إذا استأذن على معاوية وغيره يقول: قاتل عمار بالباب وكان يصف قتله إذا سئل عنه لا يباليه وفي قصته عجب عند أهل العلم "إ.هـ
وكركرة في النار كما شهد له بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب عباءة مع أنه مولاه والحديث رواه البخاري في كتاب الجهاد والسير من صحيحه.وأود ها هنا أن أتوجه بسؤال لأولئك الذين يفضلون الصحابة على غيرهم مطلقا حتى فضلوا تراب أنف معاوية على عمر بن عبد العزيز رحمه الله ،هل تودون أنكم مكان أبي الغادية أو كركرة،فإن قالوا نعم فيابئس الأمنية،وإن قالوا لا فقد خالفوا قاعدتهم!!
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
الكلام حول بعض الصحابة الذين دار حولهم الكثير من الجدل:
لقد دار بين الإباضية وغيرهم الكثير من الجدل حول بعض الصحابة،وبناء على الأصل الأصيل الذي تقدم بيان براهينه الواضحة فإن الإباضية لا يتهيبون من إبداء رأيهم في أي صحابي دون أي مواربة مهما ارتفع شأنه وعلا قدره،ومهما كانت ردة فعل المخالف،فنحن نعلم أن تهمة (( سب الصحابة )) و(( الطعن في الصحابة )) سلاح فتاك لتنفير العوام من أهل المواقف المخالفة للقائلين بتعديل كل الصحابة بلا استثناء،رغم إجماع الجميع على أنهم ليسوا معصومين ،ونحن ولله الحمد لسنا حريصين على تزكية شيء من الفرق لمواقفنا كلها سواء قضية الصحابة أو غير ذلك من القضايا ،فمن قال بقولنا فذاك شرف له وإلا فهو حر فيما يعتقد وعند الله تجتمع الخصوم،وقد أوضحنا القاعدة التي انطلقنا منها في بيان موقفنا من الصحابة،ومتى ما استطاع مخالفنا نقض قاعدتنا فهناك يمكن الرجوع إلى مذهبه،وأنى له بنقض ما نص عليه الكتاب وسنة النبي الأواب صلى الله عليه وآله وسلم وما استقر عليه العمل عند أولي الألباب..
هذا..
وإن من تلك الشخصيات التي دار حولها الجدل:
علي بن أبي طالب ،نقر بأنه رابع الخلفاء الراشدين،وأن بيعته حق لا ريب فيها وإن اختلف في صحتها غيرنا بسبب غياب البعض من الصحابة عن البيعة،وأنه سار على نهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصاحبيه حتى في قتال أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يوم الجمل،غير أنه – وللأسف- خالف هذا النهج يوم صفين،وليته كان كالصديق حينما قاتل المرتدين رغم كل المحاولات لثنيه إذا لنال من العز والسلامة ماناله الصديق يومها.
نحن نقر بفضل علي على غيره من الصحابة ولكننا مع ذلك لا نقول بعصمته مطلقا،وهذا ما فقهه الصحابة الكرام أنفسهم،ومنهم أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها حتى أنها قاتلته هي وطلحة والزبير،وكذلك عرف هذا معاوية فجاء بجيش الشام يؤازره عمرو بن العاص باغيا على الخليفة الشرعي للمسلمين موقنا – كما أسلفنا- أنه لن يقف في وجهه أحد بشبهة أن عليا معصوم أو أنه مجتهد مصيب وما ذلك إلا لأن هذه القاعدة مبتدعة لا وجود لها في هذا الباب على هذه الصفة وهذه الصورة على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،وقد تقدم عند الكلام عن عثمان ما قاله له الصحابة عندما احتج لهم بأحاديث فضائله.
نعم .. لقد عطل الإمام علي كرم الله وجهه حدا من حدود الله تعالى وحكما من أحكامه الصريحة ألا وهو قوله سبحانه{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [الحجرات/9]فأمر سبحانه المؤمنين عامة والقائمين على أمورهم خاصة بقتال الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله،وقد بغى معاوية وفئته على المسلمين إذ جاءوا لمنازعة الخليفة الشرعي حقه دون أي حق،وقد تأكد حكم الله فيه وفي طائفته بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:" ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار " رواه البخاري،وفي الحديث ملحظان
أولهما/ أن معاوية ومن معه بغاة بنص الخبر فوجب قتالهم حتى يفيئوا إلى أمر الله امتثالا للآية الكريمة.
ثانيهما/ أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف مسلك عمار بأنه دعوة للجنة وأن مسلك مخالفيه دعوة إلى النار،ولهذا حرص بعض الموفقين على نهجه ففي أسد الغابة - (ج 2 / ص 310)ما نصه:"وروى عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفاً. وشهد صفين ولم يقاتل، وقال: لا اقاتل حتى يقتل عمار فأنظر من يقتله، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تقتله الفئة الباغية " . فلما قتل عمار قال خزيمة " ظهرت لي الضلالة " . ثم تقدم فقاتل حتى قتل.وكان عمره يومئذ أربعاً وتسعين، وقيل: إحدى وتسعون "إ.هـ
ويروي ابن الأثير في كامله بسالة عمار ورباطة جأشه وموقفه الذي تتصاغر دونه الهامات فيقول كما في (ج 2 / ص 70)ما نصه:"وخرج عمار بن ياسر على الناس فقال: اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته. اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة سيفي في بطني ثم أنحني عليها حتى تخرج من ظهري لفعلته. وإني لا أعلم اليوم عملاً هو أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين، ولو أعلم عملاً هو أرضى لك منه لفعلته. والله إني لأرى قوماً ليضربنكم ضرباً يرتاب منه المبطلون، وايم الله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمت أنا على الحق وأنهم على الباطل. ثم قال: من يبتغي رضوان الله ربه ولا يرجع إلى مال ولا ولد؟ فأتاه عصابة، فقال: اقصدوا بنا هؤلاء القوم الذين يطلبون دم عثمان، والله ما أرادوا الطلب بدمه ولكنهم ذاقوا الدنيا واستحبوها وعلموا أن الحق إذا لزمهم حال بينهم وبين ما يتمرغون فيه منها، ولم يكن لهم سابقة يستحقون بها طاعة الناس والولاية عليهم، فخدعوا اتباعهم وإن قالوا: إمامنا قتل مظلوماً، ليكونوا بذلك جبابرة ملوكاً، فبلغوا ما ترون، فلولا هذه ما تبعهم من الناس رجلان. اللهم إن تنصرنا فطالما نصرت، وإن تجعل لهم الأمر فادخر لهم بما أحدثوا في عبادك العذاب الأليم. ثم مضى ومعه تلك العصابة، فكان لا يمر بواد من أودية صفين إلا تبعه من كان هناك من أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، ثم جاء إلى هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وهو المرقال، وكان صاحب راية علي، وكان أعور، فقال: يا هاشم أعوراً وجبناً؟ لا خير في أعور لا يغشى البأس، اركب يا هاشم؛ فركب ومضى معه وهو يقول:
أعور يبغي أهله محلاً ... قد عالج الحياة حتى ملا
لابد أن يفل أو يفلا ... يتلهم بذي الكعوب تلا
وعمار يقول: تقدم يا هاشم، الجنة تحت ظلال السيوف والموت تحت أطراف الأسل، وقد فتحت السماء وتزينت الحور العين. اليوم ألقى الأحبة، محمداً وحزبه، وتقدم حتى دنا من عمرو بن العاص فقال له: يا عمرو بعت دينك بمصر، تباً لك! فقال له: لا ولكن أطلب بدم عثمان. قال: أنا أشهد على علمي فيك أنك لا تطلب بشيء من فعلك وجه الله وأنك إن لم تقتل اليوم تمت غداً، فانظر إذا أعطي الناس على قدر نياتهم ما نيتك، لقد قاتلت صاحب هذه الراية ثلاثاً مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهذه الرابعة ما هي بأبر وأتقى. ثم قاتل عمار فلم يرجع وقتل.
وقال حبة بن جوين العرني: قلت لحذيفة بن اليمان: حدثنا فإنا نخاف الفتن. فقال: عليكم بالفئة التي فيها ابن سمية، فإن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (تقتله الفئة الباغية الناكبة عن الطريق، وإن آخر رزقه ضياح من لبن)، وهو الممزوج بالماء من اللبن. قال حبة: فشهدته يوم قتل وهو يقول: ائتوني بآخر رزق لي في الدنيا، فأتي بضياح من لبن في قدح أروح له حلقة حمراء، فما أخطأ حذيفة مقياس شعرة، فقال: اليوم ألقى الأحبة. محمداً وحزبه، والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمت أننا على الحق وأنهم على الباطل. ثم قتل، قتله أبو الغازية، واحتز رأسه ابن حوي السكسكي "إ.هـ هذا هو موقف عمار من معاوية وحزبه وهو الموقف الذي لم يقفه علي بن أبي طالب والإباضية على هدي عمار ويرون خطأ علي.
ومما عابه الإباضية على علي أيضا قتاله لأهل النهروان مع أنه يقر بإيمانهم ففي مصنف ابن أبي شيبة عن طارق بن شهاب قال : كنت عند علي ، فسئل عن أهل النهر أهم مشركون ؟ قال : من الشرك فروا ، قيل : فمنافقون هم ؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا ، قيل له : فما هم ؟ قال : قوم بغوا علينا " وهذا الكلام أيضا رواه البيهقي في سننه الكبرى عن شقيق بن سلمة قال : قال رجل من يتعرف البغلة يوم قتل المشركون يعني أهل النهروان فقال علي بن أبي طالب من الشرك فروا قال فالمنافقون قال المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا قال فما هم قال قوم بغوا علينا فنصرنا عليهم" واستباحة دماء الموحدين كبيرة من الكبائر،وكان أولى بسيف علي أن يصول في وجه بغاة الشام لا على قوم قالوا علي لا سواه أمير
نبا عن رؤوس الشام في الحق وانبرى إلى ثفنات العابدين يجور
وخرجوا عنه وكلهم أسف عليه،فأغار عليهم وقتلهم وفي ذلك يقول شاعرهم العلامة أبو مسلم حينما – رحمه الله-:
وما الناس إلا مؤمن أو منافق ومنهم جحود بالإله كفور
وقد قلت ما فيهم نفاق ولا بهم جحود وهذا والحكم منك شهير
فهل أوجب الإيمان سفك دمائهم وأنت بأحكام الدماء خبير؟!
والمعنى إن كانوا ليسوا كفارا ولا منافقين – بشهادتك- فهل الإيمان هو الموجب لقتلهم،إذ الناس إما مؤمن أو مشرك أو منافق؟
ولا شك أن القرآن قد جعل قتل النفس بغير حق من أمهات الكبائر ولم يستثن من ذلك الصحابة ولا غيرهم،مهما يكن شأن المقتول،فالله تعالى يقول{ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء/93]وقال{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا } [الفرقان/68، 69]،وكما قلت لا يلزم أن يكون المقتول صحابيا لينطبق عليه هذا الحكم – هذا لو سلمنا جدلا أنه ليس في أهل النهروان صحابة كما يجادل المكابرون-بل هو فيمن قتل أي رجل من أهل لا إله إلا الله ففي معجم الطبراني الصغير من حديث أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن أهل السموات والأرض اجتمعوا على قتل مسلم لكبهم الله جميعا على وجوههم في النار" قال الألباني صحيح لغيره.
وبحكم كتاب الله بريء أكثر الإباضية من علي كرم الله وجهه بينما توقف فيه آخرون لورود بعض الروايات التي تذكر أنه تاب من كل ذلك،بل منهم من تولاه لورود تلك الروايات عنه،وهذا فيه من الدلالة ما فيه على أن الإباضية لايحملون حقدا على علي لشخصه ولكن لأنه فارق حكم كتاب الله تعالى في موضعين خطيرين،ومن فارق حكم كتاب الله فقد حكم عليه القرآن بالظلم فالله تعالى يقول{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [المائدة/45]والكافرون والفاسقون،ولو أتانا معارضونا بما ينفي عن علي تعطيل حكم كتاب الله يوم صفين أو قتل أهل النهروان أو أثبتوا لنا أنه كان محقا لراجعنا موقفنا منه،وأما ما ذهبنا إليه فهو ما حكم به الله تعالى في آياته الواضحة دون مجاملة لأحد،وحكم الله يسري على كل أحد كما تقدم تقريره في مستهل هذا البحث فراجعوه. والله المستعان.
منقول ....
- اقتباس
- تعليق
تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
---|---|---|---|---|
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
|
ردود 2
17 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة ibrahim aly awaly
02-05-2025, 07:23 AM
|
||
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
|
استجابة 1
12 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة ibrahim aly awaly
02-05-2025, 09:48 PM
|
تعليق