إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

انظر صفات المدح لصحابة الرسول عند شيخك المفيد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    المشاركة الأصلية بواسطة مومن السيد

    اهل بدر يا شيعي كان عددهم بالتمام والكمال 313 رجلا لافوقهم ولا تحتهم وابو بكر وعمر كان من ضمنهم بل كانوا من كبارهم ماعدا عثمان لم يكن موجودا في عدة اهل بدر الا ان الرسول عامله معاملة اهل بدر ولم يفعل ذلك مع غيره من الصحابة ممن لم يحضروا بدرا لان الرسول علم ان عثمان له من الصفات بمثل صفات اهل بدر((التي عدها المفيد ))
    عدد المسلمين كان اكثر من 313 ولكن عدد المقاتلين كان 313
    والممدوحين هم المقاتلين ال313 لا القاعدين
    وابوبكر وعمر من القاعدين وليس من المقاتلين الممدوحين فهم غير مشمولين ضمن ال313 الممدوحين

    تعليق


    • #17
      المشاركة الأصلية بواسطة مومن السيد

      رسائل في الغيبة - الشيخ المفيد - ج 4
      الرسالة الرابعة في الغيبة تأليف الإمام الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ابن المعلم أبي عبد الله ، العكبري ، البغدادي
      لو اجتمع على الإمام عدة أهل بدر لوجب عليه الخروج " بسم الله الرحمن الرحيم لماذا لم يظهر المهدي ؟ ومتى سيظهر ؟ سؤال كثيرا ما يسمع من المعتقدين بالإمام صاحب الزمان عليه السلام عندما يمتلئون غيظا من الأعداء ، فيحسبون أن الدنيا ملئت ظلما وجورا ، وقد عين ذلك وقتا لظهوره عليه السلام كي يملأها عدلا ورحمة .
      ويبدو أن توقيتا آخر كان معروفا في زمان الشيخ المفيد ، حيث قد روي حديث عن الإمام الصادق جعفر بن محمد عليه السلام يقول : إنه لو اجتمع على الإمام عدة أهل بدر ، ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ، لوجب عليه الخروج بالسيف . وقد طرح على الشيخ المفيد سؤال عن هذا الحديث ، فأقر الشيخ أنه حديث مروي . فحاول صاحب السؤال أن يناقش الشيخ حول الغيبة وشؤونها من خلال هذا الحديث ، وقد ضمهما مجلس في بيت السائل الذي عبر عنه ب‍ " رئيس من الرؤساء " . قال السائل : إنا نعلم - يقينا - أن الشيعة في هذا الوقت أضعاف عدة أهل بدر ، فكيف تجور للإمام الغيبة مع تلك الرواية ؟ أجاب الشيخ : إن الشيعة وإن كانت كثيرة من حيث العدد والكم ، لكن العدد المذكور في الرواية ليس المراد بهم العدد والكم فقط ، وإنما هم على كيفية خاصة ، (هنا يبدأ المفيد بتعداد صفات اهل بدر صحابة الرسول)
      وتلك الكيفية لم نعلم حصولها بعد بصفتها وشروطها ،

      حيث أنه يجب أنيكونوا على :
      1- حالة مأمونة من الشجاعة ،
      2- والصبر على اللقاء ،
      3- والاخلاص في الجهاد ،
      4- إيثارا للآخرة على الدنيا ،
      5- ونقاء السرائر من العيوب ،
      6- وصحة الأبدان والعقول ،
      7- وأنهم لا يهنون ،
      8- ولا يفترون عند اللقاء ،
      ويكون العلم من الله لعموم المصلحة في ظهورهم بالسيف . ولم نعلم أن كل الشيعة بهذه الصفات وعلى هذه الشروط . ولو علم الله أن في جملتهم من هذه صفته على العدد المذكور ، ولم يكن معذورا عن حمل السيف ، لظهر الإمام عليه السلام لا محالة ، ولم يغب بعد اجتماعهم طرفة عين . لكن من الواضح عدم حصول مثل هذا الاجتماع ، فلذلك استمرت الغيبة .
      واعترض السائل : ومن أين عرفت لزوم هذه الصفات والشروط مع خلو النص المذكور عن شئ منها ؟ أجاب الشيخ : إن مسلمات الإمامة تفرض علينا إثبات هذه الصفات الأصحاب الإمام عليه السلام ، فحيث ثبت لنا وجوب الإمامة ، وصحت عندنا عصمة الأئمة بحججها القويمة ، فلا بد أن نشرح الحديث المذكور بما يوافق تلك الثوابت ، حتى يصح عندنا معناه . فتلك الأصول وصحة الخبر المذكور تقتضي أن يكون العدد المذكور موصوفا بتلك الصفات .
      وقد مثل الشيخ لما ذكر ، بما ثبت من جهاد النبي صلى الله عليه والله و سلم يوم بدر ب‍ ( 313 ) رجلا من أصحابه ، لكنه يوم الحديبية أعرض عن الحرب ، وقعد ، مع أن أصحابه يومئذ كانوا أضعاف أهل بدر في العدد . وبما أنا نعلم عصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنه لا يقوم بأمر إلا ما هو الصواب ، علمنا أن أصحابه في الحديبية لم يتصفوا بما اتصف به أصحابه يوم بدر وإلا لما وسعه صلى الله عليه وآله القعود عن جهاد المشركين ، ولوجب عليه كما وجب عليه في بدر ، ولو وجب عليه لما تركه لما نعلم من عصمته وصوابه

      عجيب أَوَتكذب على الشيخ المفيد فأين قيل بأنه كان يعدد صفات أهل بدر
      وللأسف من الواضح بأن الخدعة انطلت على الأخوة الشيعي فالرواية تقول : إنه لو اجتمع على الإمام عدة أهل بدر ، ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ، لوجب عليه الخروج بالسيف
      ولم تقل إنه لو اجتمع على الإمام صفات أهل بدر
      فهناك الفرق بين العدة والصفات
      فعبارة إنه لو اجتمع على الإمام عدة أهل بدر
      أي ان العدة هنا تعني العدد
      ومن ثم هنا يشرح الشيخ المفيد الصفات التي يجب ان تتوفر في شخصية أنصار الإمام المهدي والحالة المشتركة بينهم وبين أهل بدر هي العدة أي العدد وليست الصفات
      فأين ذكر الشيخ المفيد بأنه يمدح أهل بدر ؟
      وعلى كلا الأحوال حتى لو سلمنا فرضاً ان الشيخ المفيد كان يمدح اهل بدر فلها علة ولو أيضاً سلمنا فرضاً بأنه لا توجد علة فهذا رأيه وليست رواية وهو غير معصوم عن الخطأ لتلزم الطائفة برأي خاص بعيدا عن روح النص .

      تعليق


      • #18
        المشاركة الأصلية بواسطة البركان العلوي

        عجيب أَوَتكذب على الشيخ المفيد فأين قيل بأنه كان يعدد صفات أهل بدر
        وللأسف من الواضح بأن الخدعة انطلت على الأخوة الشيعي فالرواية تقول : إنه لو اجتمع على الإمام عدة أهل بدر ، ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ، لوجب عليه الخروج بالسيف
        ولم تقل إنه لو اجتمع على الإمام صفات أهل بدر
        فهناك الفرق بين العدة والصفات
        فعبارة إنه لو اجتمع على الإمام عدة أهل بدر
        أي ان العدة هنا تعني العدد
        ومن ثم هنا يشرح الشيخ المفيد الصفات التي يجب ان تتوفر في شخصية أنصار الإمام المهدي والحالة المشتركة بينهم وبين أهل بدر هي العدة أي العدد وليست الصفات
        فأين ذكر الشيخ المفيد بأنه يمدح أهل بدر ؟
        وعلى كلا الأحوال حتى لو سلمنا فرضاً ان الشيخ المفيد كان يمدح اهل بدر فلها علة ولو أيضاً سلمنا فرضاً بأنه لا توجد علة فهذا رأيه وليست رواية وهو غير معصوم عن الخطأ لتلزم الطائفة برأي خاص بعيدا عن روح النص .
        وفسر البركان الماء بعد جهد بالماء فاثبت في اخر مشاركته مانفاه في اوله
        ويبدو ان الاخ بركان لايحسن القراءة او انه يقرأ قراءة جرائد بلا تركيز

        انظر هذه الفقرة من كلام شيخك وتعليله بان النبي لم يقاتل في الحديبية لان اصحاب الحديبية لم يتصفوا بصفات اهل بدر الـ 313 الصفات التي توجب على الامام القتال اذا توفرت في 313 من اصحابه
        فالمفيد يقول ان النبي لم يقاتل وعنده ((1400))مقاتل
        لماذا؟
        يعود المفيد ليجيب
        ان النبي توفر له العدد لكن لم تتوفر له الصفات التي اتصف بها اهل بدر عندما كان النبي في الحديبية
        فيجب توفر الصفات الثمانية اعلاه اضافة الى العدد 313 مقاتل كلهم لهم هذه الصفات اذا نقص واحد وكان العدد 312 متصفين بهذه الصفات لم يجب رعلى النبي او الامام القتال

        قال المفيد

        وقد مثل الشيخ لما ذكر ، بما ثبت من جهاد النبي صلى الله عليه والله و سلم يوم بدر ب‍ ( 313 ) رجلا من أصحابه ، لكنه يوم الحديبية أعرض عن الحرب ، وقعد ، مع أن أصحابه يومئذ كانوا أضعاف أهل بدر في العدد . وبما أنا نعلم عصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنه لا يقوم بأمر إلا ما هو الصواب ، علمنا أن أصحابه في الحديبية لم يتصفوا بما اتصف به أصحابه يوم بدر وإلا لما وسعه صلى الله عليه وآله القعود عن جهاد المشركين ، ولوجب عليه كما وجب عليه في بدر ، ولو وجب عليه لما تركه لما نعلم من عصمته وصوابه
        التعديل الأخير تم بواسطة مومن السيد; الساعة 23-04-2013, 10:08 PM.

        تعليق


        • #19
          المشاركة الأصلية بواسطة رحيق مختوم
          لعنة الله عليك وعلى معاوية
          مسندا رواه الصحابي الجليل اليتيم رضي الله عنه وارضاه
          سنده قوي
          رضي الله عنكم وارضاكم
          المشاركة الأصلية بواسطة مومن السيد
          وفسر البركان الماء بعد جهد بالماء فاثبت في اخر مشاركته مانفاه في اوله
          ويبدو ان الاخ بركان لايحسن القراءة او انه يقرأ قراءة جرائد بلا تركيز

          انظر هذه الفقرة من كلام شيخك وتعليله بان النبي لم يقاتل في الحديبية لان اصحاب الحديبية لم يتصفوا بصفات اهل بدر الـ 313 الصفات التي توجب على الامام القتال اذا توفرت في 313 من اصحابه
          فالمفيد يقول ان النبي لم يقاتل وعنده ((1400))مقاتل
          لماذا؟
          يعود المفيد ليجيب
          ان النبي توفر له العدد لكن لم تتوفر له الصفات التي اتصف بها اهل بدر عندما كان النبي في الحديبية
          فيجب توفر الصفات الثمانية اعلاه اضافة الى العدد 313 مقاتل كلهم لهم هذه الصفات اذا نقص واحد وكان العدد 312 متصفين بهذه الصفات لم يجب رعلى النبي او الامام القتال

          قال المفيد

          وقد مثل الشيخ لما ذكر ، بما ثبت من جهاد النبي صلى الله عليه والله و سلم يوم بدر ب‍ ( 313 ) رجلا من أصحابه ، لكنه يوم الحديبية أعرض عن الحرب ، وقعد ، مع أن أصحابه يومئذ كانوا أضعاف أهل بدر في العدد . وبما أنا نعلم عصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنه لا يقوم بأمر إلا ما هو الصواب ، علمنا أن أصحابه في الحديبية لم يتصفوا بما اتصف به أصحابه يوم بدر وإلا لما وسعه صلى الله عليه وآله القعود عن جهاد المشركين ، ولوجب عليه كما وجب عليه في بدر ، ولو وجب عليه لما تركه لما نعلم من عصمته وصوابه
          كلام الاخ البركان العلوي سليم وملاحظة دقيقة
          وموطن الشبهة لديك هو أن المفيد رحمه الله لم يكن يصف اهل بدر كما تدعي! سواء ثبتت هذه الصفات بمجوعها لاهل بدر أم لم تثبت، فقولك:
          (هنا يبدأ المفيد بتعداد صفات اهل بدر صحابة الرسول)
          وهو كذب وافتراء، وانت قد عنونت الموضوع بذلك، هو مورد اعتراض الاخ الكريم بقوله:
          فأين قيل بأنه كان يعدد صفات أهل بدر
          فأين ذكر الشيخ المفيد بأنه يمدح أهل بدر ؟
          وعلى كل حال، فقد بيّن البركان العلوي رأيه بوضوح:
          وعلى كلا الأحوال حتى لو سلمنا فرضاً ان الشيخ المفيد كان يمدح اهل بدر فلها علة ولو أيضاً سلمنا فرضاً بأنه لا توجد علة فهذا رأيه وليست رواية وهو غير معصوم عن الخطأ لتلزم الطائفة برأي خاص بعيدا عن روح النص .
          وهذا رد طبيعي لقولك:
          لكن فاتك انك تحاول ان تثبت جهل شيخك المفيد وهذا ما لايوافقك عليه احد لا مؤالف ولا مخالف
          اما ان تتهم شيخك المفيد بانه جاهل باحوال اهل بدر الـ313 وهذا لايقوله شيعي عاقل
          او ان تتهم شيخك بانه كان يكذب على السائل ويريد ان يجيبه باي جواب يسكت به السائل حتى وان علم هو ان كلامه كله كذب وهذا كذلك لايقوله شيعي عاقل
          ولا تنس انه كل يؤخذ منه أو يّرد عليه إلا صاحب هذا القبر!!

          قد فاتني التعليق على هذا الكلام:
          لم اجد قوم متناقضين بمثل تناقضكم
          كل يوم لكم رأي ولون بحسب الحاجة والاحتياج
          ووالله لم نجد قوما كذبة فجرة فسقة منافقين مثلك وامثالك
          والتناقض دليل على بطلان المتناقضين ودينهم كما اخبرنا الله (( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ))
          قل لنا بربك، هل وجدت تناقضا في قرآنكم البخاري، أم لا؟!!
          أجبنا في ذاك الموضوع فضيلة (المهندس) سي السيد (هنا)

          تعليق


          • #20
            المشاركة الأصلية بواسطة مومن السيد
            وفسر البركان الماء بعد جهد بالماء فاثبت في اخر مشاركته مانفاه في اوله
            ويبدو ان الاخ بركان لايحسن القراءة او انه يقرأ قراءة جرائد بلا تركيز

            انظر هذه الفقرة من كلام شيخك وتعليله بان النبي لم يقاتل في الحديبية لان اصحاب الحديبية لم يتصفوا بصفات اهل بدر الـ 313 الصفات التي توجب على الامام القتال اذا توفرت في 313 من اصحابه
            فالمفيد يقول ان النبي لم يقاتل وعنده ((1400))مقاتل
            لماذا؟
            يعود المفيد ليجيب
            ان النبي توفر له العدد لكن لم تتوفر له الصفات التي اتصف بها اهل بدر عندما كان النبي في الحديبية
            فيجب توفر الصفات الثمانية اعلاه اضافة الى العدد 313 مقاتل كلهم لهم هذه الصفات اذا نقص واحد وكان العدد 312 متصفين بهذه الصفات لم يجب رعلى النبي او الامام القتال
            اوَتستمر بالكذب فالشيخ المفيد وصف اصحاب الإمام قبل ان يتطرق لسؤال السائل في أمور مترتبة على بعض الشبهات فيما لازمه بين شروط الجهاد فاقرأ ما دلسته انت فلقد قلت ان الصفات التي عددها الشيخ المفيد هي لأهل بدر بينما الشيخ المفيد يؤكد بأنها لأصحا ب الإمام والدليل قوله

            حيث أنه يجب أنيكونوا على :
            1- حالة مأمونة من الشجاعة ،
            2- والصبر على اللقاء ،
            3- والاخلاص في الجهاد ،
            4- إيثارا للآخرة على الدنيا ،
            5- ونقاء السرائر من العيوب ،
            6- وصحة الأبدان والعقول ،
            7- وأنهم لا يهنون ،
            8- ولا يفترون عند اللقاء ،
            ويكون العلم من الله لعموم المصلحة في ظهورهم بالسيف . ولم نعلم أن كل الشيعة بهذه الصفات وعلى هذه الشروط . ولو علم الله أن في جملتهم من هذه صفته على العدد المذكور ، ولم يكن معذورا عن حمل السيف ، لظهر الإمام عليه السلام لا محالة ، ولم يغب بعد اجتماعهم طرفة عين . لكن من الواضح عدم حصول مثل هذا الاجتماع ، فلذلك استمرت الغيبة .
            واعترض السائل : ومن أين عرفت لزوم هذه
            الصفات والشروط مع خلو النص المذكور عن شئ منها ؟ أجاب الشيخ : إن مسلمات الإمامة تفرض علينا إثبات هذه الصفات الأصحاب الإمام عليه السلام
            إن مسلمات الإمامة تفرض علينا إثبات هذه الصفات الأصحاب الإمام عليه السلام
            التعديل الأخير تم بواسطة البركان العلوي; الساعة 23-04-2013, 11:19 PM.

            تعليق


            • #21
              المشاركة الأصلية بواسطة مومن السيد

              قال المفيد

              وقد مثل الشيخ لما ذكر ، بما ثبت من جهاد النبي صلى الله عليه والله و سلم يوم بدر ب‍ ( 313 ) رجلا من أصحابه ، لكنه يوم الحديبية أعرض عن الحرب ، وقعد ، مع أن أصحابه يومئذ كانوا أضعاف أهل بدر في العدد . وبما أنا نعلم عصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنه لا يقوم بأمر إلا ما هو الصواب ، علمنا أن أصحابه في الحديبية لم يتصفوا بما اتصف به أصحابه يوم بدر وإلا لما وسعه صلى الله عليه وآله القعود عن جهاد المشركين ، ولوجب عليه كما وجب عليه في بدر ، ولو وجب عليه لما تركه لما نعلم من عصمته وصوابه
              وأما الفقرة الأخرى فهي من استنتاجك وليس استنتاج الشيخ المفيد فبعدما انتهى الشيخ المفيد من ذكر أنصار القائم عجل الله فرجه تطرق الى موضوع يقارن فيه أصحاب بدر مع أصحاب الحديبية فهنا علينا بداية أن نعلم ان بين بدر والحديبية حوالي اربع أو خمس سنوات فلذلك هناك أشخاص من أصحاب بدر أستشهدوا بعد بدر ولم يدركوا الحديبية فلم ير الشيخ المفيد ان الصفات بالعدد الموصوف في بدر مهيأ بنفس الصفة والعدد في الحديبية وطبعاً هذا رأيه وإستنتاجه غير ملزمين به ولكن إذا كان هذا إستنتاج الشيخ المفيد لعلة عدم وجود العدد والصفة فالغزوات التي جاءت بعد الحديبية تنافي هذا الإستنتاج وموضوعك طبعاً لا علاقة له بصحة استنتاج الشيخ المفيد بل تطرقت الى انه كان ينظر الى اهل بدر بأن لهم صفات طيبة وبمن فيهم منافقي بدر وهذا لا مشكل فيه طالما لم يرتد أحد منهم لو استثنينا المنافقين اساساً ففي حينها كانوا بتلك الصفات ونحن الذي نريد ان نصل اليه وتأكيداً على ما نقوله هو أن الشيخ المفيد لم يجد نفس الصفات عند اهل بدر هي نفسها في اهل الحديبية وهذا الأقرب مع العلم ان هناك قسم كبير من اهل بدر كان في الحديبية ولكن هناك البعض منهم ارتد ولعلها اشارة من الشيخ المفيد في تغير وتبدل أحوال وصفات الصحابة ممن كان في بدر عن زمن الحديبية والدليل ان الشيخ المفيد يؤكد نفاق وكفر الشيخين فهل برأيك هذا تحليل منطقي من حضرتك تقول فيه ان الشيخ المفيد كان يصفهما بصفات حميدة أو لعلك لم تقرأ في كتب الشيخ المفيد كيف عنده آراء تذم الشيخين وغيرهما مما كان حاضراً في معركة بدر ومن هنا السؤال المعاكس لك هل تجد أنت كمخالف ان الشيخ المفيد يعتبر ان ابو بكر وعمر وغيرهما ممن كانوا من المنافقين ممدوحين مثلاً أو إن إستنتاجك هو الخاطئ ؟

              تعليق


              • #22
                المشاركة الأصلية بواسطة alyatem
                سنده قوي
                رضي الله عنكم وارضاكم

                كلام الاخ البركان العلوي سليم وملاحظة دقيقة
                وموطن الشبهة لديك هو أن المفيد رحمه الله لم يكن يصف اهل بدر كما تدعي! سواء ثبتت هذه الصفات بمجوعها لاهل بدر أم لم تثبت، فقولك:

                وهو كذب وافتراء، وانت قد عنونت الموضوع بذلك، هو مورد اعتراض الاخ الكريم بقوله:


                وعلى كل حال، فقد بيّن البركان العلوي رأيه بوضوح:

                وهذا رد طبيعي لقولك:


                ولا تنس انه كل يؤخذ منه أو يّرد عليه إلا صاحب هذا القبر!!

                قد فاتني التعليق على هذا الكلام:

                ووالله لم نجد قوما كذبة فجرة فسقة منافقين مثلك وامثالك

                قل لنا بربك، هل وجدت تناقضا في قرآنكم البخاري، أم لا؟!!
                أجبنا في ذاك الموضوع فضيلة (المهندس) سي السيد (هنا)
                أخي اليتيم هذا مشكلته مشكلة فهو لا يجيد القراءة والتحليل

                تعليق


                • #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة البركان العلوي
                  أخي اليتيم هذا مشكلته مشكلة فهو لا يجيد القراءة والتحليل
                  اخي الكريم
                  النص الذي ينقله هو من كلام السيد محمد رضا الحسيني الجلالي محقق الرسائل، لاحظ السطر الاخير من الصفحة (اضغط هنا)
                  والرسالة الرابعة (اضغط هنا) تبيّن تفصيل ر رأي الشيخ المفيد رحمه الله الذي اورده في الرسالة التي تسبقها وعنونها المحقق بالرسالة الثالثة (اضغط هنا) والتي اقتبس منها السيد الجلالي كلماته!
                  ونص الرسالة الثالثة سوف ادرجه فيما يلي ان شاء الله تعالى!

                  تعليق


                  • #24
                    بسم الله الرحمن الرحيم (1)

                    قال الشيخ المفيد رضي الله عنه:
                    حضرت مجلس رئيس من الرؤساء، فجرى كلام في الامامة، فانتهى إلى القول في الغيبة.
                    فقال صاحب المجلس:
                    أليست الشيعة تروي عن جعفر بن محمد عليه السلام: انه لو اجتمع للامام عدة اهل بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا لوجب عليه الخروج بالسيف (2)؟

                    فقلت:
                    قد روي هذا الحديث.

                    قال:
                    أولسنا نعلم يقينا ان الشيعة في هذا الوقت اضاف عدة اهل بدر، فكيف يجوز للامام الغيبة مع الرواية التى ذكرناها؟

                    فقلت له:
                    ان الشيعة وان كانت في وقتنا كثيرا عددها حتى تزيد على عدة اهل بدر اضعافا مضاعفة، فان الجماعة التي (عدتهم عدة اهل بدر إذا اجتمعت) (3)، فلم يسع الامام التقية ووجب عليه الظهور. لم تجتمع في هذا الوقت، ولا حصلت في هذا الزمان بصفتها وشروطها.
                    وذلك انه يجب ان يكون هؤلاء القوم معلوم من حالهم الشجاعة، والصبر على اللقاء، والاخلاص في الجهاد، ايثار الاخرة على الدنيا، ونقاء السرائر من العيوب، وصحة العقول (4)، وانهم لا يهنون ولا ينتظرون عند اللقاءة ويكون العلم من الله تعالى بعموم المصلحة في ظهورهم بالسيف.
                    وليس كل الشيعة بهذه الصفة، ولو علم الله تعالى ان في جملتهم العدد المذكور على ما شرطناه لظهر الامام عليه السلام لا محاله، ولم يغب بعد اجتماعهم طرفة عين، لكن المعلوم خلاف ما وصفناه، فلذلك ساغ للامام الغيبة على ما ذكرناه.

                    قال:
                    ومن اين لنا ان شروط القوم على ما ذكرت، وان كانت شروطهم هذه فمن اين لنا ان الامر كما وصفت؟

                    فقلت:
                    إذا ثبت وجوب الامامة وصحت الغيبة لم يكن لنا طريق إلى تصحيح الخبر الا بما شرحناه، فمن حيث قامت دلائل الامامة والعصمة وصدق الخبر حكمنا بما ذكرناه.
                    ثم قلت:
                    ونظير هذا الامر ومثاله ما علمناه من جهاد النبي صلى الله عليه وآله أهل بدر بالعدد اليسير الذين كانوا معه واكثرهم اعزل راجل، ثم قعد عليه وآله السلام في عام الحديبية ومعه من اصحابه اضعاف اهل بدر في العدد، وقد علمنا انه صلى الله عليه والله وسلم مصيبا في الامرين جميعا، وانه لو كان المعلوم من اصحابه في عام الحديبية ما كان المعلوم منهم في حال بدر لما وسعه القعود والمهادنة، ولوجب عليه الجهاد كما وجب عليه قبل ذلك ولو وجب عليه ما تركه لما ذكرناه من العلم بصوابه وعصمته على ما بيناه.

                    فقال:
                    ان رسول الله صلى الله وعليه وآله كان يوحى (5) إليه فيعلم بالوحي العواقب، ويعرف الفرق من صواب التدبير وخطأه بمعرفة ما يكون، فمن قال في علم الامام بما ذكرت، وما طريق معرفته بذلك؟

                    فقلت له:
                    الامام عندنا معهود إليه، موقف على ما ياتي وما يذكر، منصوب له امارات تدله على العواقب في التدبيرات والصالح في الافعال، وانما حصل له العهد بذلك عن النبي صلى الله عليه والله الذي يو حى إليه ويطلع على علم السماء،ولو لم نذكر هذا الباب واقتصرنا على انه متعبد في ذلك بغلبة الظن وما يظهر له من الصلاح لكفى واغنى وقام مقام الاظهار على التحقيق كائنا ما كان (6) بلا ارتياب، لا سيما على مذهب المخالفين في الاجتهاد. وقولهم في رأي النبي صلى الله عليه واله وان كان المذهب ما قدمناه.

                    فقال:
                    لم لا يظهر الامام وان ادي ظهوره إلى قتله فيكون البرهان له والحجة في امامته اوضح، ويزول الشك في وجوده بلا ارتياب؟

                    فقلت: انه لا يجب ذلك عليه السلام، كما لا يجب على الله تعالى معاجلة العصاة بالنقمات واظهار الايات في كل وقت متتابعات، وان كنا نعلم انه لو عاجل العصاة لكان البرهان على قدرته اوضح، والامر في نهيه اوكد، والحجة في قبح خلافه ابين ، ولكان بذلك الخلق عن معاصيه ازجر، وان لم يجب ذلك عليه ولا في حكمته وتدبيره لعلمه بالمصلحة فيه على التفضيل، فالقول في الباب الاولمثله على انه لا معنى لظهور الامام في وقت يحيط العلم فيه بأن ظهوره منه فساد، وانه لا يؤول إلى اصلاح، وانما يكون ذلك حكمة وصوابا إذا كانت عاقبته الصلاح. ولو علم عليه السلام ان في ظهوره صلاحا في الدين مع مقامه في العالم أوهلاكه وهلاك جميع شيعته وانصاره لما ابقاه طرفة عين، ولا فتر عن المسارعة، إلى مرضاة الله جل اسمه، لكن الدليل على عصمته كاشف عن معرفته لرد هذه الحال عند ظهوره في هذا الزمان بما قدمناه من ذكر العهد إليه، ونصب الدلائل والحد والرسم المذكورين له في الافعال.

                    فقال:
                    لعمري ان هذه الاجوبة على الاصول المقررة لاهل الامامة مستمرة، والمنازع فيها - بعد تسليم الاصول - لا ينال شيئا ولا يظفر بطائل.

                    فقلت: من العجب انا والمعتزلة نوجب الامامة، ونحكم بالحاجة إليها في كل زمان، ونقطع بخطا من اوجب الاستغناء عنها في حال بعد النبي (ص)، وهم دائما يشنعون علينا بالقول في الغيبة ومرور الزمان بغير ظهور امام، وهم انفسهم يعترفونبأنهم لا امام لهم بعد أميرالمؤمنين (ع) إلى هذا الزمان، ولا يرجون اقامة امام في قرب هذا من الاوان، فعلى كل حال نحن اعذر في (القول بالغيبة) (7) واولى بالصواب عند الموازنة للاصل الثابت من وجوب الامام، ولدفع الحاجة إليها في كل أوان.

                    فقال:
                    هؤلاء القوم وان قالوا بالحاجة إلى الامام فعذرهم واضح في بطلان الاحكام لعدم غيبة الامام الذي يقوم بالا حكام، وانتم تقولون انائمتكم عليهم السلام قد كانوا ظاهرين إلى وقت زمان الغيبة عندكم، فما عذركم في ترك اقامة الحدود وتنفيذ الاحكام.

                    فقلت له: ان هؤلاء القوم وان اعتصموا في تضييع الحدود والاحكام بعد الائمة الذين يقومون بها في الزمان، فأنهم يعترفون بان في كل زمان طائفة منهم من اهل الحل والعقد قد جعل إليهم اقامة الامام الذي يقوم بالحدود وتنفيذ الاحكام، فما عذرهمعن كفهم عن اقامة الامام وهم موجولون معروفو الاعيان، فان وجب عليهم لوجودهم ظاهرين في كل زمان اقامة الامام المنفذ للاحكام، وعانوا ترك ذنلك في طول هذه المدة عاصين ضالين عن طريق الرشاد كان لنا بذلك عليهم (8) ولن يقولوابهذا ابدا، وأن كان لهم عذر في ترك اقامة الامام، وان كانوا في كل وقت موجودين، فذلك العذر لائمتنا عليهم السلام في ترك اقامة الحدود وان كانوا موجودين في كل زمان، على ان عذر ائمتنا عليهم السلام في ترك اقامة الاحكام اوضح واظهرمن عذر المعتزلة في ترك نصب الامام، لانا نعلم يقينا بلا ارتياب ان كثيرا من اهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله قد شردوا عن اوطانهم، وسفكت دماؤهم، والزم الباقون منهم الخوف على التوهم عليهم انهم يرون الخروج بالسيف وانهم ممن إليهم الاحكام، ولم ير أحد من المعتزلة ولا الحشوية سفك (9) دمه، ولا شرد عن وطنه، ولا خيف على التوهم عليه والتحقيق منه انه يرى في قعود الائمة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل هؤلاء القوم يصرحون في المجالس بأنهم اصحاب الاختيار، وان إليهم الحل والعقد والانكار على الطاعة، وان من مذهبهم الامربالمعروف والنهي عن المنكر فرضا لازما على اعتقادهم، وهم مع ذلك امنون من السلطان، غير خائفين من نكره عليهم من هذا المقال.
                    فبان بذلك أنه لا عذر لهم في ترك اقامة الامام، وان العذر الواضح الذي لا شبهة فيه حاصل لائمتنا عليهم السلام من ترك اقامة الحدود وتنفيذ الاحكام لما بيناه من حالهم ووصفناه وهذا واضح . (فلم يات بشئ ولله الحمد ولرسوله وآله الصلاة والسلام) (10).
                    والله الموفق للصواب .


                    هامش:

                    1 - في نسخة " م " و " ث " : مسألة اخرى في الغيبة من املائه رضي الله عنه.

                    2 - انظر : عيون اخبار الرضا عليه السلام 1 : 63 ، كمال الدين 2 : 654 / 21 و 2 : 672 / 25 ، تفسير علي بن ابراهيم 1 : 323 ، غيبة النعماني : 315 / 9 .
                    3 - في نسخة " م " و " ث " : إذا اجتمعت على عدة اهل بدر و .
                    4 - في نسخة " م " : العقود.
                    5 - في نسخة " ث " : موحى . 6 - لم ترد في نسختي " م " و " ث ".
                    7 - في نسخة " ق " : الغيبة.
                    8 - في نسخة " ق " : قال ، وفي نسختي " ث ، و " م " : فقال . ولم نثبت اي منهما لعدم اتفاقهما مع السياق.
                    9 - في نسخة " م " و " ث " : سقط.
                    10 - ما بين القوسين لم يرد في نسختي " م " و " ث ".

                    تعليق


                    • #25
                      كثيرا ما يعيب علينا صاحب الموضوع عدم اتياننا بالسند مع اننا نذكر المصدر واحيانا نضع الرابط ليراجعه من يريد المراجعة!
                      وكثيرا ما ينبزنا ويستهين بعقائدنا وبرواياتنا وعلمائنا!
                      فهو يصف الروايات بالمتردية والنطيحة!
                      ويهين علماء المذهب، وآخرها اهانته للشيخ الاجل القمي، وقد سارع الله للدفاع عن اوليائه وكان هذا المنافق هو الذي اخزاه الله سبحانه وتعالى!
                      وأمّا وجه النفاق فحدّث ولا حرج في مواضيعه!
                      وتهافته وتناقضاته واضحة للعيان!
                      فهو يستدل علينا بكتبنا بحسب رأيه!
                      حينما نعطيه دليلا من نفس تلك الكتب يساوم ويتنازع ويخاصم ويلتوي ويلوي الاستدلال ليعود لصالحه وصالح شبهته!
                      الكذب له سجية وعادته التدليس والقاء الشبهات والتحايل والمغالطات!
                      همه الوحيد الذي صرح به عن قريب:
                      انا اريد ان اثبت بطلان مذهبكم من هذه الجزئية ..لذا فالامر يهمني كثيرا..!!!
                      إن مذهبنا عصي على الجهلاء أمثالك!
                      لأننا نستدل عليه من كتبكم وندينكم بها!

                      عموما
                      صاحب الموضوع مطالب بالاعتراف بخطأه، وسوء فهمه وافترائه!!

                      تعليق


                      • #26
                        - الرد على الروايات التي استدل بها المخالفون على تنزيه كافة الصحابة
                        - حديث خير القرون وأصحابي كالنجوم وأهل بدر أحاديث آحاد مضطربة الطرق والأسناد والخلل ظاهر في معانيها والفساد ولا تعارض الإجماع وحجج الله تعالى وبيناته الواضحات ومعارضة بصحيح الأخبار
                        - آيات وروايات دالة على خطأ دعوى عصمة الصحبة
                        - من الأصحاب من حصروا عثمان وشهدوا عليه بالردة وخلعوه عن إمامة الأنام وسفكوا دمه على استحلال وكذا نكثوا بيعة أمير المؤمنين وحاربوه وسفكوا دماء أهل الإسلام
                        - من الأصحاب من نطق القرآن بكراهتهم للجهاد ومجادلتهم لرسول الله في تركه وضنهم بأنفسهم من نصره ورغبتهم في الدنيا وزهدهم في الثواب
                        - من الأصحاب من زجرهم الله تعالى عن شقاق رسول الله وأمرهم بالطاعة والإخلاص وضرب لهم فيما أنبأ به من بواطن أخبارهم وسرائرهم الأمثال وحذرهم من الفتنة بارتكابهم قبائح الأعمال وعدد عليهم نعمه ليشكروه ويطيعوه فيما دعاهم إليه من الأعمال وأنذرهم العقاب من الخيانة لله جلت عظمته
                        - آيات وأخبار تحكي أفعال وصفات مشينة في الكثير ممن صدق عليه أنه صاحب رسول الله

                        - الإفصاح - الشيخ المفيد ص 49، 63:

                        فإن قال:
                        أليس قد روى أصحاب الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: "خير القرون القرن الذي أنا فيه، ثم الذين يلونه".
                        وقال عليه السلام: "إن الله تعالى اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".
                        وقال عليه السلام: "أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم"
                        فكيف يصح مع هذه الأحاديث أن يقترف أصحابه السيئات، أو يقيموا على الذنوب والكبائر الموبقات؟!

                        قيل له:
                        هذه أحاديث آحاد، وهي مضطربة الطرق والإسناد، والخلل ظاهر في معانيها والفساد، وما كان بهذه الصورة لم يعارض الإجماع ولا يقابل حجج الله تعالى وبيناته الواضحات، مع أنه قد عارضها من الأخبار التي جاءت بالصحيح من الإسناد، ورواها الثقات عند أصحاب الآثار، وأطبق على نقلها الفريقان من الشيعة والناصبة على الاتفاق، ما ضمن خلاف ما انطوت عليه فأبطلها على البيان: فمنها:

                        ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا في حجر ضب لاتبعتموهم" فقالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: "فمن إذن؟!".
                        وقال صلى الله عليه وآله في مرضه الذي توفي فيه: "أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع آخرها أولها، الآخرة شر من الأولى".
                        وقال صلى الله عليه وآله في حجة الوداع لأصحابه: "ألا وإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب، ألا لأعرفنكم ترتدون بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا إني قد شهدت وغبتم".
                        وقال عليه السلام لأصحابه أيضا: "إنكم محشورون إلى الله تعالى يوم القيامة حفاة عراة، وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب، أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم".
                        وقال عليه السلام "أيها الناس، بينا أنا على الحوض إذ مر بكم زمرا، فتفرق بكم الطرق، فأناديكم: ألا هلموا إلى الطريق، فيناديني مناد من ورائي: إنهم بدلوا بعدك، فأقول: ألا سحقا، ألا سحقا".
                        وقال عليه السلام: "ما بال أقوام يقولون: إن رحم رسول الله صلى الله عليه وآله لا تنفع يوم القيامة، بلى والله إن رحمي لموصولة في الدنيا والآخرة، وإني أيها الناس فرطكم على الحوض، فإذا جئتم، قال الرجل منكم: يا رسول الله أنا فلان بن فلان، وقال الآخر: أنا فلان بن فلان، فأقول: أما النسب فقد عرفته، ولكنكم أحدثتم بعدي فارتددتم القهقري".
                        وقال عليه السلام وقد ذكر عنده الدجال: "أنا لفتنة بعضكم أخوف مني لفتنة الدجال".
                        وقال عليه السلام "إن من أصحابي من لا يراني بعد أن يفارقني".

                        في أحاديث من هذا الجنس يطول شرحها، وأمرها في الكتب عند أصحاب الحديث أشهر من أن يحتاج فيه إلى برهان، على أن كتاب الله عزوجل شاهد بما ذكرناه، ولو لم يأت حديث فيه لكفى في بيان ما وصفناه:

                        قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَفأخبر تعالى عن ردتهم بعد نبيه صلى الله عليه وآله على القطع والثبات.
                        وقال جل اسمه: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} فأنذرهم الله سبحانه من الفتنة في الدين، وأعلمهم أنها تشملهم على العموم، إلا من خرج بعصمة الله من الذنوب.
                        وقال سبحانه وتعالى: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ} وهذا صريح في الخبر عن فتنتهم بعد النبي صلى الله عليه وآله بالاختبار، وتمييزهم بالأعمال.
                        وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} إلى آخر الآية، دليل على ما ذكرناه.
                        وقوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ} يزيد ما شرحناه.
                        ولو ذهبنا إلى استقصاء ما في هذا الباب من آيات القرآن، والأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وآله، لانتشر القول فيه، وطال به الكتاب.
                        وفي قول أنس بن مالك: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة، فأضاء منها كل شيء، فلما مات عليه السلام أظلم منها كل شيء، وما نفضنا عن النبي صلى الله عليه وآله الأيدي ونحن في دفنه حتى أنكرنا قلوبنا، شاهد عدل على القوم بما بيناه.

                        مع أنا نقول لهذا السائل المتعلق بالأخبار الشواذ المتناقضة ما قدمنا حكايته، وأثبتنا أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الذين توهمت أنهم لا يقارفون الذنوب، ولا يكتسبون السيئات، هم الذين حصروا عثمان ابن عفان، وشهدوا عليه بالردة عن الإسلام، وخلعوه عن إمامة الأنام، وسفكوا دمه على استحلال، وهم الذين نكثوا بيعة أميرالمؤمنين عليه السلام بعد العهود والإيمان، وحاربوه بالبصرة، وسفكوا دماء أهل الإسلام، وهم القاسطون بالشام، ومنهم رؤساء المارقة عن الدين والإيمان، ومن قبل منع جمهورهم الزكاة حتى غزاهم إمام عدل عندكم، وسبي ذراريهم، وحكم عليهم بالردة والكفر والضلال.

                        فإن زعمت أنهم فيما قصصناه من أمرهم على الصواب، فكفاك خزيا بهذا المقال، وإن حكمت عليهم أو على بعضهم بالخطأ وارتكاب الآثام بطلت أحاديثك، ونقضت ما بينته من الاعتلال.

                        ويقال له أيضا:
                        وهؤلاء الصحابة الذين رويت ما رويت فيهم من الأخبار، وغرك منهم التسمية لهم بصحبة النبي صلى الله عليه وآله، وكان أكابرهم وأفاضلهم أهل بدر، الذين زعمت أن الله قطع لهم المغفرة والرضوان، هم الذي نطق القرآن بكراهتهم للجهاد، ومجادلتهم للنبي صلى الله عليه وآله في تركه، وظنهم بأنفسهم من نصره، ورغبتهم في الدنيا، وزهدهم في الثواب، فقال جل اسمه: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ * وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}.

                        ثم زجرهم الله تعالى عن شقاق نبيهم صلى الله عليه وآله، لما علم من خبث نياتهم وأمرهم بالطاعة والإخلاص، وضرب لهم فيما أنبأ به من بواطن أخبارهم وسرائرهم الأمثال، وحذرهم من الفتنة بارتكابهم قبائح الأعمال، وعدد عليهم نعمه ليشكروه ويطيعوه فيما دعاهم إليه من الأعمال، وأنذرهم العقاب من الخيانة لله جلت عظمته، ولرسوله صلى الله عليه وآله، فقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}.

                        ومن قبيل هذا ما أكده عليهم من فرض الصبر في الجهاد، وتوعدهم بالغضب على الهزيمة، لما علم من ضعف بصائرهم ، فلم يلتفتوا إلى وعيده، وأسلموا نبيه صلى الله عليه وآله إلى عدوه في مقام بعد مقام.

                        فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ}. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.

                        هذا وقد أخبر جل اسمه عن عامة من حضر بدرا من القوم، ومحبتهم للحياة، وخوفهم من الممات، وحضورهم ذلك المكان طمعا في الغنائم والأموال، وأنهم لم يكن لهم نية في نصرة الإسلام. فقال تعالى: {إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.
                        وقال في القوم بأعيانهم، وقد أمرهم نبيهم صلى الله عليه وآله بالخروج إلى بدر، فتثاقلوا عنه، واحتجوا عليه، ودافعوه عن الخروج معه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً * أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} الآية.

                        وقال تعالى فيهم وقد كان لهم في الأسرى من الرأي: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
                        فأخبر سبحانه بالنص الذي لا يحتمل التأويل أنهم أرادوا الدنيا دون الآخرة، وآثروا العاجلة على الآجلة، وتعمدوا من العصيان ما لولا سابق علم الله وكتابه، لعجل لهم العقاب.

                        وقال تعالى فيما قص من نبأهم في يوم أحد، وهزيمتهم من المشركين، وتسليم النبي صلى الله عليه وآله: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.

                        وقال جل اسمه في قصتهم بحنين، وقد ولوا الأدبار ولم يبق مع النبي صلى الله عليه وآله أحد غير أمير المؤمنين عليه السلام، والعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، وسبعة من بني هاشم ليس معهم غيرهم من الناس: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنَزلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ...} يعني أميرالمؤمنين عليه السلام، والصابرين معه من بني هاشم دون سائر المنهزمين.

                        وقال سبحانه في نكثهم عهود النبي صلى الله عليه وآله وهو حي بين أظهرهم موجود: {وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولاً}.

                        وقد سمع كل من سمع من الأخبار، ما كان يصنعه كثير منهم، والنبي صلى الله عليه وآله حي بين أظهرهم، والوحي ينزل عليه بالتوبيخ لهم والتعنيف والإيعاد، ولا يزجرهم ذلك عن أمثال ما ارتكبوه من الآثام: فمن ذلك ما روي أن النبي صلى الله عليه وآله كان يخطب على المنبر في يوم الجمعة، إذ جاءت عير لقريش قد أقبلت من الشام، ومعها من يضرب بالدف ويصفر، ويستعمل ما حظره الإسلام، فتركوا النبي صلى الله عليه وآله قائما على المنبر، وانفضوا عنه إلى اللهو واللعب، رغبة فيه، وزهدا في سماع موعظة النبي صلى الله عليه وآله، وما يتلوه عليهم من القرآن. فأنزل الله عزوجل فيهم: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.

                        وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم يصلي بهم، إذ أقبل رجل ببصره سوء يريد المسجد للصلاة، فوقع في بئر كانت هناك فضحكوا منه واستهزؤوا به، وقطعوا الصلاة، ولم يوقروا الدين، ولا هابوا النبي صلى الله عليه وآله، فلما سلم النبي صلى الله عليه وآله، قال: "من ضحك فليعد وضوءه والصلاة".

                        ولما تأخرت عائشة وصفوان بن المعطل في غزوة بني المصطلق، أسرعوا إلى رميها بصفوان، وقذفوها بالفجور، وارتكبوا في ذلك البهتان. وكان منهم في ليلة العقبة من التنفير لناقته صلى الله عليه وآله، والاجتهاد في رميه عنها وقتله بذلك ما كان. ثم لم يزالوا يكذبون عليه صلى الله عليه وآله في الأخبار حتى بلغه ذلك، فقال: "كثرت الكذابة علي فما أتاكم عني من حديث فاعرضوه على القرآن".
                        فلو لم يدل على تهاونهم بالدين، واستخفافهم بشرع نبيهم صلى الله عليه وآله، إلا أنهم كانوا قد تلقوا عنه أحكام الإسلام على الاتفاق، فلما مضى صلى الله عليه وآله من بينهم جاؤوا بجميعها على غاية الاختلاف، لكفى في ظهور حالهم ووضح به أمرهم وبان، فكيف وقد ذكرنا من ذلك طرفا يستبصر به أهل الاعتبار، وإن عدلنا عن ذكر الأكثر إيثارا للاختصار.

                        فأما من كان منهم يظاهر النبي صلى الله عليه وآله بالإيمان، ممن يقيم معه الصلاة، ويؤتي الزكاة، وينفق في سبيل الله، ويحضر الجهاد، ويباطنه بالكفر والعدوان، فقد نطق بذكره القرآن كما نطق بذكر من ظهر منه النفاق:

                        قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً}.

                        وقال جل اسمه فيهم: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ}.

                        وقال تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}. وقال سبحانه: {وَلَوْ نَشَاء لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ}.

                        وقال عزوجل: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}.

                        وقال فيهم وقد أحاطوا بالنبي صلى الله عليه وآله، وجعلوا مجالسهم منه عن يمينه وشماله، ليلبسوا بذلك على المؤمنين: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ * عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ * أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ * كَلاَّ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ}.
                        ثم دل الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله على جماعة منهم وأمره بتألفهم، والاغضاء عمن ظاهره بالنفاق منهم، فقال: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}.

                        وقال: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}.

                        وقال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.

                        وجعل لهم في الصدقة سهما منصوصا، وفي الغنائم جزءا مفروضا، وكان من عددناه، وتلونا فيه القرآن، وروينا في أحواله الأخبار، قد كانوا من جملة الصحابة، وممن شملهم اسم الصحبة، ويتحقق إلى الاعتزاء إلى النبي صلى الله عليه وآله على طبقاتهم في الخطأ والعمد والضلال والنفاق بحسب ما شرحناه، فهل يتعلق عاقل بعد هذا بذكر الصحبة، ومشاهدة النبي صلى الله عليه وآله في القطع على فعل الصواب، وهل يوجب بذلك العصمة والتأييد، إلا بأنه مخذول مصدود عن البيان؟!.

                        تعليق


                        • #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة alyatem
                          كثيرا ما يعيب علينا صاحب الموضوع عدم اتياننا بالسند مع اننا نذكر المصدر واحيانا نضع الرابط ليراجعه من يريد المراجعة!
                          وكثيرا ما ينبزنا ويستهين بعقائدنا وبرواياتنا وعلمائنا!
                          فهو يصف الروايات بالمتردية والنطيحة!
                          ويهين علماء المذهب، وآخرها اهانته للشيخ الاجل القمي، وقد سارع الله للدفاع عن اوليائه وكان هذا المنافق هو الذي اخزاه الله سبحانه وتعالى!
                          وأمّا وجه النفاق فحدّث ولا حرج في مواضيعه!
                          وتهافته وتناقضاته واضحة للعيان!
                          فهو يستدل علينا بكتبنا بحسب رأيه!
                          حينما نعطيه دليلا من نفس تلك الكتب يساوم ويتنازع ويخاصم ويلتوي ويلوي الاستدلال ليعود لصالحه وصالح شبهته!
                          الكذب له سجية وعادته التدليس والقاء الشبهات والتحايل والمغالطات!
                          همه الوحيد الذي صرح به عن قريب:
                          انا اريد ان اثبت بطلان مذهبكم من هذه الجزئية ..لذا فالامر يهمني كثيرا..!!!
                          إن مذهبنا عصي على الجهلاء أمثالك!
                          لأننا نستدل عليه من كتبكم وندينكم بها!

                          عموما
                          صاحب الموضوع مطالب بالاعتراف بخطأه، وسوء فهمه وافترائه!!

                          متى انا اهنت الشيخ القمي
                          فل لعنة الله على الكاذبين ..امين

                          تعليق


                          • #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة alyatem
                            - الرد على الروايات التي استدل بها المخالفون على تنزيه كافة الصحابة
                            - حديث خير القرون وأصحابي كالنجوم وأهل بدر أحاديث آحاد مضطربة الطرق والأسناد والخلل ظاهر في معانيها والفساد ولا تعارض الإجماع وحجج الله تعالى وبيناته الواضحات ومعارضة بصحيح الأخبار
                            - آيات وروايات دالة على خطأ دعوى عصمة الصحبة
                            - من الأصحاب من حصروا عثمان وشهدوا عليه بالردة وخلعوه عن إمامة الأنام وسفكوا دمه على استحلال وكذا نكثوا بيعة أمير المؤمنين وحاربوه وسفكوا دماء أهل الإسلام
                            - من الأصحاب من نطق القرآن بكراهتهم للجهاد ومجادلتهم لرسول الله في تركه وضنهم بأنفسهم من نصره ورغبتهم في الدنيا وزهدهم في الثواب
                            - من الأصحاب من زجرهم الله تعالى عن شقاق رسول الله وأمرهم بالطاعة والإخلاص وضرب لهم فيما أنبأ به من بواطن أخبارهم وسرائرهم الأمثال وحذرهم من الفتنة بارتكابهم قبائح الأعمال وعدد عليهم نعمه ليشكروه ويطيعوه فيما دعاهم إليه من الأعمال وأنذرهم العقاب من الخيانة لله جلت عظمته
                            - آيات وأخبار تحكي أفعال وصفات مشينة في الكثير ممن صدق عليه أنه صاحب رسول الله

                            - الإفصاح - الشيخ المفيد ص 49، 63:

                            فإن قال:
                            أليس قد روى أصحاب الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: "خير القرون القرن الذي أنا فيه، ثم الذين يلونه".
                            وقال عليه السلام: "إن الله تعالى اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".
                            وقال عليه السلام: "أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم"
                            فكيف يصح مع هذه الأحاديث أن يقترف أصحابه السيئات، أو يقيموا على الذنوب والكبائر الموبقات؟!

                            قيل له:
                            هذه أحاديث آحاد، وهي مضطربة الطرق والإسناد، والخلل ظاهر في معانيها والفساد، وما كان بهذه الصورة لم يعارض الإجماع ولا يقابل حجج الله تعالى وبيناته الواضحات، مع أنه قد عارضها من الأخبار التي جاءت بالصحيح من الإسناد، ورواها الثقات عند أصحاب الآثار، وأطبق على نقلها الفريقان من الشيعة والناصبة على الاتفاق، ما ضمن خلاف ما انطوت عليه فأبطلها على البيان: فمنها:

                            ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا في حجر ضب لاتبعتموهم" فقالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: "فمن إذن؟!".
                            وقال صلى الله عليه وآله في مرضه الذي توفي فيه: "أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع آخرها أولها، الآخرة شر من الأولى".
                            وقال صلى الله عليه وآله في حجة الوداع لأصحابه: "ألا وإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب، ألا لأعرفنكم ترتدون بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا إني قد شهدت وغبتم".
                            وقال عليه السلام لأصحابه أيضا: "إنكم محشورون إلى الله تعالى يوم القيامة حفاة عراة، وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب، أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم".
                            وقال عليه السلام "أيها الناس، بينا أنا على الحوض إذ مر بكم زمرا، فتفرق بكم الطرق، فأناديكم: ألا هلموا إلى الطريق، فيناديني مناد من ورائي: إنهم بدلوا بعدك، فأقول: ألا سحقا، ألا سحقا".
                            وقال عليه السلام: "ما بال أقوام يقولون: إن رحم رسول الله صلى الله عليه وآله لا تنفع يوم القيامة، بلى والله إن رحمي لموصولة في الدنيا والآخرة، وإني أيها الناس فرطكم على الحوض، فإذا جئتم، قال الرجل منكم: يا رسول الله أنا فلان بن فلان، وقال الآخر: أنا فلان بن فلان، فأقول: أما النسب فقد عرفته، ولكنكم أحدثتم بعدي فارتددتم القهقري".
                            وقال عليه السلام وقد ذكر عنده الدجال: "أنا لفتنة بعضكم أخوف مني لفتنة الدجال".
                            وقال عليه السلام "إن من أصحابي من لا يراني بعد أن يفارقني".

                            في أحاديث من هذا الجنس يطول شرحها، وأمرها في الكتب عند أصحاب الحديث أشهر من أن يحتاج فيه إلى برهان، على أن كتاب الله عزوجل شاهد بما ذكرناه، ولو لم يأت حديث فيه لكفى في بيان ما وصفناه:

                            قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَفأخبر تعالى عن ردتهم بعد نبيه صلى الله عليه وآله على القطع والثبات.
                            وقال جل اسمه: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} فأنذرهم الله سبحانه من الفتنة في الدين، وأعلمهم أنها تشملهم على العموم، إلا من خرج بعصمة الله من الذنوب.
                            وقال سبحانه وتعالى: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ} وهذا صريح في الخبر عن فتنتهم بعد النبي صلى الله عليه وآله بالاختبار، وتمييزهم بالأعمال.
                            وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} إلى آخر الآية، دليل على ما ذكرناه.
                            وقوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ} يزيد ما شرحناه.
                            ولو ذهبنا إلى استقصاء ما في هذا الباب من آيات القرآن، والأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وآله، لانتشر القول فيه، وطال به الكتاب.
                            وفي قول أنس بن مالك: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة، فأضاء منها كل شيء، فلما مات عليه السلام أظلم منها كل شيء، وما نفضنا عن النبي صلى الله عليه وآله الأيدي ونحن في دفنه حتى أنكرنا قلوبنا، شاهد عدل على القوم بما بيناه.

                            مع أنا نقول لهذا السائل المتعلق بالأخبار الشواذ المتناقضة ما قدمنا حكايته، وأثبتنا أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الذين توهمت أنهم لا يقارفون الذنوب، ولا يكتسبون السيئات، هم الذين حصروا عثمان ابن عفان، وشهدوا عليه بالردة عن الإسلام، وخلعوه عن إمامة الأنام، وسفكوا دمه على استحلال، وهم الذين نكثوا بيعة أميرالمؤمنين عليه السلام بعد العهود والإيمان، وحاربوه بالبصرة، وسفكوا دماء أهل الإسلام، وهم القاسطون بالشام، ومنهم رؤساء المارقة عن الدين والإيمان، ومن قبل منع جمهورهم الزكاة حتى غزاهم إمام عدل عندكم، وسبي ذراريهم، وحكم عليهم بالردة والكفر والضلال.

                            فإن زعمت أنهم فيما قصصناه من أمرهم على الصواب، فكفاك خزيا بهذا المقال، وإن حكمت عليهم أو على بعضهم بالخطأ وارتكاب الآثام بطلت أحاديثك، ونقضت ما بينته من الاعتلال.

                            ويقال له أيضا:
                            وهؤلاء الصحابة الذين رويت ما رويت فيهم من الأخبار، وغرك منهم التسمية لهم بصحبة النبي صلى الله عليه وآله، وكان أكابرهم وأفاضلهم أهل بدر، الذين زعمت أن الله قطع لهم المغفرة والرضوان، هم الذي نطق القرآن بكراهتهم للجهاد، ومجادلتهم للنبي صلى الله عليه وآله في تركه، وظنهم بأنفسهم من نصره، ورغبتهم في الدنيا، وزهدهم في الثواب، فقال جل اسمه: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ * وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}.

                            ثم زجرهم الله تعالى عن شقاق نبيهم صلى الله عليه وآله، لما علم من خبث نياتهم وأمرهم بالطاعة والإخلاص، وضرب لهم فيما أنبأ به من بواطن أخبارهم وسرائرهم الأمثال، وحذرهم من الفتنة بارتكابهم قبائح الأعمال، وعدد عليهم نعمه ليشكروه ويطيعوه فيما دعاهم إليه من الأعمال، وأنذرهم العقاب من الخيانة لله جلت عظمته، ولرسوله صلى الله عليه وآله، فقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}.

                            ومن قبيل هذا ما أكده عليهم من فرض الصبر في الجهاد، وتوعدهم بالغضب على الهزيمة، لما علم من ضعف بصائرهم ، فلم يلتفتوا إلى وعيده، وأسلموا نبيه صلى الله عليه وآله إلى عدوه في مقام بعد مقام.

                            فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ}. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.

                            هذا وقد أخبر جل اسمه عن عامة من حضر بدرا من القوم، ومحبتهم للحياة، وخوفهم من الممات، وحضورهم ذلك المكان طمعا في الغنائم والأموال، وأنهم لم يكن لهم نية في نصرة الإسلام. فقال تعالى: {إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.
                            وقال في القوم بأعيانهم، وقد أمرهم نبيهم صلى الله عليه وآله بالخروج إلى بدر، فتثاقلوا عنه، واحتجوا عليه، ودافعوه عن الخروج معه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً * أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} الآية.

                            وقال تعالى فيهم وقد كان لهم في الأسرى من الرأي: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
                            فأخبر سبحانه بالنص الذي لا يحتمل التأويل أنهم أرادوا الدنيا دون الآخرة، وآثروا العاجلة على الآجلة، وتعمدوا من العصيان ما لولا سابق علم الله وكتابه، لعجل لهم العقاب.

                            وقال تعالى فيما قص من نبأهم في يوم أحد، وهزيمتهم من المشركين، وتسليم النبي صلى الله عليه وآله: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.

                            وقال جل اسمه في قصتهم بحنين، وقد ولوا الأدبار ولم يبق مع النبي صلى الله عليه وآله أحد غير أمير المؤمنين عليه السلام، والعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، وسبعة من بني هاشم ليس معهم غيرهم من الناس: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنَزلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ...} يعني أميرالمؤمنين عليه السلام، والصابرين معه من بني هاشم دون سائر المنهزمين.

                            وقال سبحانه في نكثهم عهود النبي صلى الله عليه وآله وهو حي بين أظهرهم موجود: {وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولاً}.

                            وقد سمع كل من سمع من الأخبار، ما كان يصنعه كثير منهم، والنبي صلى الله عليه وآله حي بين أظهرهم، والوحي ينزل عليه بالتوبيخ لهم والتعنيف والإيعاد، ولا يزجرهم ذلك عن أمثال ما ارتكبوه من الآثام: فمن ذلك ما روي أن النبي صلى الله عليه وآله كان يخطب على المنبر في يوم الجمعة، إذ جاءت عير لقريش قد أقبلت من الشام، ومعها من يضرب بالدف ويصفر، ويستعمل ما حظره الإسلام، فتركوا النبي صلى الله عليه وآله قائما على المنبر، وانفضوا عنه إلى اللهو واللعب، رغبة فيه، وزهدا في سماع موعظة النبي صلى الله عليه وآله، وما يتلوه عليهم من القرآن. فأنزل الله عزوجل فيهم: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.

                            وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم يصلي بهم، إذ أقبل رجل ببصره سوء يريد المسجد للصلاة، فوقع في بئر كانت هناك فضحكوا منه واستهزؤوا به، وقطعوا الصلاة، ولم يوقروا الدين، ولا هابوا النبي صلى الله عليه وآله، فلما سلم النبي صلى الله عليه وآله، قال: "من ضحك فليعد وضوءه والصلاة".

                            ولما تأخرت عائشة وصفوان بن المعطل في غزوة بني المصطلق، أسرعوا إلى رميها بصفوان، وقذفوها بالفجور، وارتكبوا في ذلك البهتان. وكان منهم في ليلة العقبة من التنفير لناقته صلى الله عليه وآله، والاجتهاد في رميه عنها وقتله بذلك ما كان. ثم لم يزالوا يكذبون عليه صلى الله عليه وآله في الأخبار حتى بلغه ذلك، فقال: "كثرت الكذابة علي فما أتاكم عني من حديث فاعرضوه على القرآن".
                            فلو لم يدل على تهاونهم بالدين، واستخفافهم بشرع نبيهم صلى الله عليه وآله، إلا أنهم كانوا قد تلقوا عنه أحكام الإسلام على الاتفاق، فلما مضى صلى الله عليه وآله من بينهم جاؤوا بجميعها على غاية الاختلاف، لكفى في ظهور حالهم ووضح به أمرهم وبان، فكيف وقد ذكرنا من ذلك طرفا يستبصر به أهل الاعتبار، وإن عدلنا عن ذكر الأكثر إيثارا للاختصار.

                            فأما من كان منهم يظاهر النبي صلى الله عليه وآله بالإيمان، ممن يقيم معه الصلاة، ويؤتي الزكاة، وينفق في سبيل الله، ويحضر الجهاد، ويباطنه بالكفر والعدوان، فقد نطق بذكره القرآن كما نطق بذكر من ظهر منه النفاق:

                            قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً}.

                            وقال جل اسمه فيهم: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ}.

                            وقال تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}. وقال سبحانه: {وَلَوْ نَشَاء لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ}.

                            وقال عزوجل: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}.

                            وقال فيهم وقد أحاطوا بالنبي صلى الله عليه وآله، وجعلوا مجالسهم منه عن يمينه وشماله، ليلبسوا بذلك على المؤمنين: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ * عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ * أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ * كَلاَّ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ}.
                            ثم دل الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله على جماعة منهم وأمره بتألفهم، والاغضاء عمن ظاهره بالنفاق منهم، فقال: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}.

                            وقال: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}.

                            وقال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.

                            وجعل لهم في الصدقة سهما منصوصا، وفي الغنائم جزءا مفروضا، وكان من عددناه، وتلونا فيه القرآن، وروينا في أحواله الأخبار، قد كانوا من جملة الصحابة، وممن شملهم اسم الصحبة، ويتحقق إلى الاعتزاء إلى النبي صلى الله عليه وآله على طبقاتهم في الخطأ والعمد والضلال والنفاق بحسب ما شرحناه، فهل يتعلق عاقل بعد هذا بذكر الصحبة، ومشاهدة النبي صلى الله عليه وآله في القطع على فعل الصواب، وهل يوجب بذلك العصمة والتأييد، إلا بأنه مخذول مصدود عن البيان؟!.
                            ما نقلته انت عن شيخك المفيد من مقالة انما هي مقالة تتحدث عن كل الصحابة بمنافقيهم وطلقائهم بمنظور شيخك المفيد ولا تتكلم عن اهل بدر بخصوصية
                            فتغريدتك هذه خارج صلب الموضوع عن اهل بدر ومدح المفيد لهم بصفاتهم لايخفى الا على رجل اعمى القلب

                            تعليق


                            • #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة مومن السيد

                              متى انا اهنت الشيخ القمي
                              فل لعنة الله على الكاذبين ..امين
                              آمين
                              يا سيد الكاذبين
                              المشاركة الأصلية بواسطة alyatem
                              روى القمي بسنده عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام،
                              المشاركة الأصلية بواسطة مومن السيد
                              هذه الرواية موضوعة مكذوبة اخزى الله من وضعها وكذبها...
                              فهذه الرواية الموضوعة..
                              المشاركة الأصلية بواسطة alyatem
                              اخزاك الله من منبتك السيء
                              الرواية صحيحة رواها الشيخ القمي رضوان الله عليه في تفسيره
                              ولم تأت بشيء جديد في تهريجاتك
                              سوى انك أردت ان تسيء لراوي الرواية....
                              لعل ما اثارك هو اعتراض المأبون عمر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واثبتت الرواية حماقته وتعديه وتكذيبه وعدم طاعته للنبي صلوات الله عليه!!
                              لعنك الله من متلون ذو لسان عليم متزئبق!
                              المشاركة الأصلية بواسطة مومن السيد
                              نحن نعلم جيدا ان تصحيح الروايات عندكم يكون بالشبر والذراع لاثوابت فيه
                              ابراهيم القمي هات لنا عالم واحد من محديثكم القدماء وثقه او قال عنه انه ثقة او روايته مقبولة فكيف تقول ان روايته صحيحة...
                              لم اجد قوم متناقضين بمثل تناقضكم
                              كل يوم لكم رأي ولون بحسب الحاجة والاحتياج
                              والتناقض دليل على بطلان المتناقضين ودينهم كما اخبرنا الله (( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ))
                              نحن نقدّر الحالة التي انت فيها
                              المشاركة الأصلية بواسطة مومن السيد
                              انا اريد ان اثبت بطلان مذهبكم من هذه الجزئية ..لذا فالامر يهمني كثيرا..!!!
                              وقد وضحنا لك:
                              المشاركة الأصلية بواسطة alyatem
                              كثيرا ما يعيب علينا صاحب الموضوع عدم اتياننا بالسند مع اننا نذكر المصدر واحيانا نضع الرابط ليراجعه من يريد المراجعة!
                              وكثيرا ما ينبزنا ويستهين بعقائدنا وبرواياتنا وعلمائنا!
                              فهو يصف الروايات بالمتردية والنطيحة!
                              ويهين علماء المذهب، وآخرها اهانته للشيخ الاجل القمي، وقد سارع الله للدفاع عن اوليائه وكان هذا المنافق هو الذي اخزاه الله سبحانه وتعالى!
                              وأمّا وجه النفاق فحدّث ولا حرج في مواضيعه!
                              وتهافته وتناقضاته واضحة للعيان!
                              فهو يستدل علينا بكتبنا بحسب رأيه!
                              حينما نعطيه دليلا من نفس تلك الكتب يساوم ويتنازع ويخاصم ويلتوي ويلوي الاستدلال ليعود لصالحه وصالح شبهته!
                              الكذب له سجية وعادته التدليس والقاء الشبهات والتحايل والمغالطات!
                              همه الوحيد الذي صرح به عن قريب:
                              انا اريد ان اثبت بطلان مذهبكم من هذه الجزئية ..لذا فالامر يهمني كثيرا..!!!
                              إن مذهبنا عصي على الجهلاء أمثالك!
                              لأننا نستدل عليه من كتبكم وندينكم بها!

                              عموما
                              صاحب الموضوع مطالب بالاعتراف بخطأه، وسوء فهمه وافترائه!!
                              وبدلا من أن تعترف بأنك أخطأت وجدت لك بابا للاستمرار بالمشاركة في موضوع اخزاك ولم يخز غيرك بعون الله تعالى وقوته!
                              وهذا إن دلّ يدل على انك حاولت الكذب والتدليس والتعمية مفتريا كاذبا على الشيخ المفيد رحمه الله تعالى!
                              المشاركة الأصلية بواسطة مومن السيد
                              ما نقلته انت عن شيخك المفيد من مقالة انما هي مقالة تتحدث عن كل الصحابة بمنافقيهم وطلقائهم بمنظور شيخك المفيد ولا تتكلم عن اهل بدر بخصوصية
                              فتغريدتك هذه خارج صلب الموضوع عن اهل بدر ومدح المفيد لهم بصفاتهم لايخفى الا على رجل اعمى القلب

                              يا اعمى القلب ومنكوسه
                              أوبعد ما بيناه تبقى في عماك؟!!
                              عجيب أمرك
                              وما من عجب إن كان أصلك أصل من يبغض عليا ويوالي الظالمين، وهو معروف!
                              عموما
                              انت اعترفت ان الصحابة فيهم (منافقين وطلقاء)
                              ثم تقول ان المفيد لا يقصد (كل الصحابة)
                              واستثنيت منهم اهل بدر؟
                              جيد: ألم يكن في بدر منافقين وطلقاء؟
                              ولماذا تحكمون على (كل الصحابة) بالعدالة؟
                              وهذا كلام الشيخ أبطل احدوثتكم ونظريتك بعدالة (كل الصحابة)!!!
                              سأل السائل:
                              وقال عليه السلام: "إن الله تعالى اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".
                              ويجيب الشيخ رحمه الله:
                              قيل له:
                              هذه أحاديث آحاد، وهي مضطربة الطرق والإسناد، والخلل ظاهر في معانيها والفساد، وما كان بهذه الصورة لم يعارض الإجماع ولا يقابل حجج الله تعالى وبيناته الواضحات، مع أنه قد عارضها من الأخبار التي جاءت بالصحيح من الإسناد، ورواها الثقات عند أصحاب الآثار، وأطبق على نقلها الفريقان من الشيعة والناصبة على الاتفاق، ما ضمن خلاف ما انطوت عليه فأبطلها على البيان: فمنها:
                              ثم يضيف رحمه الله:
                              ويقال له أيضا:
                              وهؤلاء الصحابة الذين رويت ما رويت فيهم من الأخبار، وغرك منهم التسمية لهم بصحبة النبي صلى الله عليه وآله، وكان أكابرهم وأفاضلهم أهل بدر، الذين زعمت أن الله قطع لهم المغفرة والرضوان، هم الذي نطق القرآن بكراهتهم للجهاد، ومجادلتهم للنبي صلى الله عليه وآله في تركه، وظنهم بأنفسهم من نصره، ورغبتهم في الدنيا، وزهدهم في الثواب، فقال جل اسمه: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ * وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}.
                              واضاف:
                              ثم زجرهم الله تعالى عن شقاق نبيهم صلى الله عليه وآله، لما علم من خبث نياتهم وأمرهم بالطاعة والإخلاص، وضرب لهم فيما أنبأ به من بواطن أخبارهم وسرائرهم الأمثال، وحذرهم من الفتنة بارتكابهم قبائح الأعمال، وعدد عليهم نعمه ليشكروه ويطيعوه فيما دعاهم إليه من الأعمال، وأنذرهم العقاب من الخيانة لله جلت عظمته، ولرسوله صلى الله عليه وآله، فقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}.

                              ومن قبيل هذا ما أكده عليهم من فرض الصبر في الجهاد، وتوعدهم بالغضب على الهزيمة، لما علم من ضعف بصائرهم ، فلم يلتفتوا إلى وعيده، وأسلموا نبيه صلى الله عليه وآله إلى عدوه في مقام بعد مقام.

                              فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ}. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
                              ويوضح:
                              هذا وقد أخبر جل اسمه عن عامة من حضر بدرا من القوم، ومحبتهم للحياة، وخوفهم من الممات، وحضورهم ذلك المكان طمعا في الغنائم والأموال، وأنهم لم يكن لهم نية في نصرة الإسلام. فقال تعالى: {إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.
                              وقال في القوم بأعيانهم، وقد أمرهم نبيهم صلى الله عليه وآله بالخروج إلى بدر، فتثاقلوا عنه، واحتجوا عليه، ودافعوه عن الخروج معه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً * أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} الآية.
                              ثم يوضح قضية الاسرى في بدر:
                              وقال تعالى فيهم وقد كان لهم في الأسرى من الرأي: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
                              فأخبر سبحانه بالنص الذي لا يحتمل التأويل أنهم أرادوا الدنيا دون الآخرة، وآثروا العاجلة على الآجلة، وتعمدوا من العصيان ما لولا سابق علم الله وكتابه، لعجل لهم العقاب.
                              ثم ينتقل المفيد الى معركة اخرى:
                              وقال تعالى فيما قص من نبأهم في يوم أحد، وهزيمتهم من المشركين، وتسليم النبي صلى الله عليه وآله: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
                              ثم معركة اخرى:
                              وقال جل اسمه في قصتهم بحنين، وقد ولوا الأدبار ولم يبق مع النبي صلى الله عليه وآله أحد غير أمير المؤمنين عليه السلام، والعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، وسبعة من بني هاشم ليس معهم غيرهم من الناس: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنَزلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ...} يعني أميرالمؤمنين عليه السلام، والصابرين معه من بني هاشم دون سائر المنهزمين.
                              وهكذا في بقية حروبه وحياته ومخالفاتهم له حيا وميتا صلوات الله عليه وآله.
                              الى أن ينتهي بالكلام:

                              وجعل لهم في الصدقة سهما منصوصا، وفي الغنائم جزءا مفروضا، وكان من عددناه، وتلونا فيه القرآن، وروينا في أحواله الأخبار، قد كانوا من جملة الصحابة، وممن شملهم اسم الصحبة، ويتحقق إلى الاعتزاء إلى النبي صلى الله عليه وآله على طبقاتهم في الخطأ والعمد والضلال والنفاق بحسب ما شرحناه
                              الى أن يخلص الى النتيجة ولله درّه وعليه أجره:
                              فهل يتعلق عاقل بعد هذا بذكر الصحبة، ومشاهدة النبي صلى الله عليه وآله في القطع على فعل الصواب، وهل يوجب بذلك العصمة والتأييد، إلا بأنه مخذول مصدود عن البيان؟!.
                              ايها المنافق اعمى القلب المخذول! هل لك بعد بيان؟!!

                              تعليق


                              • #30
                                انت اثبت انك كذاب كذبت وافتريت علي
                                فانا قلت لعن الله من كذب ووضع الحديث على لسان رسول الله وهذا قاله رسول الله الكريم فهل انت معترض؟
                                وانا ماقلت ان القمي هو واضع الرواية بل قلت لك هات توثيق ابراهيم القمي لانك ادعيث صحة الرواية

                                ثانيا انا قلت ان الصحابة فيهم منافقين بوفق منظور شيخك المفيد فاقرأ جيدا وانظر ما اقوله

                                ثالثا كل مانقلته وتحاول نقله خائبا عن المفيد انما يتحدث عن الصحابة بمجموعهم ولايتحدث عن اهل بدر بخصوصيتهم
                                فلا تحاول التدليس على الناس وعلى نفسك بذكر اقوال المفيد في مجموع الصحابة وتسقطها على اهل بدر مدلسا عالما بالتدليس

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                11 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X