إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

نبي البكرية العمرية الوهابية ... يرجو شفاعة الاصنام يوم القيامة ؟؟؟!!!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نبي البكرية العمرية الوهابية ... يرجو شفاعة الاصنام يوم القيامة ؟؟؟!!!!

    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الحج52


    تفسير بن كثير

    وما أرسلنا من قبلك- أيها الرسول - من رسول ولا نبي إلا إذا قرأ كتاب الله ألقى الشيطان في قراءته الوساوس والشبهات؛ ليصدَّ الناس عن اتباع ما يقرؤه ويتلوه، لكن الله يبطل كيد الشيطان، فيزيل وساوسه، ويثبت آياته الواضحات. والله عليم بما كان ويكون, لا تخفى عليه خافية, حكيم في تقديره وأمره.

    تفسير السعدي
    يخبر تعالى بحكمته البالغة، واختياره لعباده، وأن الله ما أرسل قبل محمد ( مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى ) أي: قرأ قراءته، التي يذكر بها الناس، ويأمرهم وينهاهم، ( أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) أي: في قراءته، من طرقه ومكايده، ما هو مناقض لتلك القراءة، مع أن الله تعالى قد عصم الرسل بما يبلغون عن الله، وحفظ وحيه أن يشتبه، أو يختلط بغيره. ولكن هذا الإلقاء من الشيطان، غير مستقر ولا مستمر، وإنما هو عارض يعرض، ثم يزول، وللعوارض أحكام، ولهذا قال: ( فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ) أي: يزيله ويذهبه ويبطله، ويبين أنه ليس من آياته، و ( يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ) أي: يتقنها، ويحررها، ويحفظها، فتبقى خالصة من مخالطة إلقاء الشيطان، ( وَاللَّهُ عَزِيزٌ ) أي: كامل القوة والاقتدار، فبكمال قوته، يحفظ وحيه، ويزيل ما تلقيه الشياطين، ( حَكِيمٌ ) يضع الأشياء مواضعها، فمن كمال حكمته، مكن الشياطين من الإلقاء المذكور، ليحصل ما ذكره بقوله: ( لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً ) لطائفتين من الناس، لا يبالي الله بهم، وهم الذين ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) أي: ضعف وعدم إيمان تام وتصديق جازم، فيؤثر في قلوبهم أدنى شبهة تطرأ عليها، فإذا سمعوا ما ألقاه الشيطان، داخلهم الريب والشك، فصار فتنة لهم.

    تفسير البغوي
    قوله عز وجل : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) الآية. قال ابن عباس ومحمد بن كعب القرظي وغيرهما من المفسرين: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم تولي قومه عنه وشق عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به من الله تمنى في نفسه أن يأتيه من الله ما يقارب بينه وبين قومه لحرصه على إيمانهم, فكان يوما في مجلس قريش فأنـزل الله تعالى سورة « النجم » فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ قوله: أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ألقى الشيطان على لسانه بما كان يحدث به نفسه ويتمناه: « تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهم لترتجى » , فلما سمعت قريش ذلك فرحوا به ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قراءته, فقرأ السورة كلها وسجد في آخر السورة فسجد المسلمون بسجوده, وسجد جميع من في المسجد من المشركين, فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد إلا الوليد بن المغيرة وأبو أحيحة سعيد بن العاص, فإنهما أخذا حفنة من البطحاء ورفعاها إلى جبهتيهما وسجدا عليها, لأنهما كانا شيخين كبيرين فلم يستطيعا السجود. وتفرقت قريش وقد سرهم ما سمعوا من ذكر آلهتهم ويقولون: قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر, وقالوا: قد عرفنا أن الله يحيي ويميت ويخلق ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده, فإذا جعل لها نصيبا فنحن معه, فلما أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل فقال: يا محمد ماذا صنعت؟ لقد تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله عز وجل! فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا وخاف من الله خوفا كثيرا فأنـزل الله هذه الآية يعزيه, وكان به رحيما, وسمع بذلك من كان بأرض الحبشة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبلغهم سجود قريش. وقيل: أسلمت قريش وأهل مكة فرجع أكثرهم إلى عشائرهم, وقالوا: هم أحب إلينا حتى إذا دنوا من مكة بلغهم أن الذي كانوا تحدثوا به من إسلام أهل مكة كان باطلا فلم يدخل أحد إلا بجوار أو مستخفيا, فلما نـزلت هذه الآية قالت قريش: ندم محمد على ما ذكر من منـزلة آلهتنا عند الله فغير ذلك. وكان الحرفان اللذان ألقى الشيطان على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وقعا في فم كل مشرك فازدادوا شرا إلى ما كانوا عليه, وشدة على من أسلم.
    قال الله تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ ) وهو الذي يأتيه جبريل بالوحي عيانا, ( وَلا نَبِيٍّ ) وهو الذي تكون نبوته إلهاما أو مناما, وكل رسول نبي, وليس كل نبي رسولا ( إِلا إِذَا تَمَنَّى ) قال بعضهم: أي: أحب شيئا واشتهاه وحدث به نفسه ما لم يؤمر به. ( أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) أي مراده.
    وعن ابن عباس قال: إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه ووجد إليه سبيلا وما من نبي إلا تمنى أن يؤمن به قومه ولم يتمن ذلك نبي إلا ألقى الشيطان عليه ما يرضى به قومه, فينسخ الله ما يلقي الشيطان.
    وأكثر المفسرين قالوا: معنى قوله:
    ( تمنى ) أي: تلا وقرأ كتاب الله تعالى. « ألقى الشيطان في أمنيته » أي: في تلاوته, قال الشاعر في عثمان حين قتل: تمنــى كتــاب اللــه أول ليلــة وآخرهــا لاقــى حمـام المقـادر
    واختلفوا في أنه كان يقرأ في الصلاة أو في غير الصلاة؟ فقال قوم: كان يقرأ في الصلاة. وقال قوم: كان يقرأ في غير الصلاة. فإن قيل كيف يجوز الغلط في التلاوة على النبي صلى الله عليه وسلم وكان معصوما من الغلط في أصل الدين, وقال جل ذكره في القرآن: لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ( فصلت: 42 ) يعني إبليس؟
    قيل: قد اختلف الناس في الجواب عنه, فقال بعضهم: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقرأ, ولكن الشيطان ذكر ذلك بين قراءته, فظن المشركون أن الرسول قرأه.
    وقال قتادة: أغفى النبي صلى الله عليه وسلم إغفاءة فجرى ذلك على لسانه بإلقاء الشيطان ولم يكن له خبر.
    والأكثرون قالوا: جرى ذلك على لسانه بإلقاء الشيطان على سبيل السهو والنسيان ولم يلبث أن نبهه الله عليه.
    وقيل: إن شيطانا يقال له أبيض عمل هذا العمل, وكان ذلك فتنة ومحنة من الله تعالى يمتحن عباده بما يشاء .

    تفسير الطبري


    قيل: إن السبب الذي من أجله أنـزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم, أن الشيطان كان ألقي على لسانه في بعض ما يتلوه مما أنـزل الله عليه من القرآن ما لم ينـزله الله عليه, فاشتدّ ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم واغتمَّ به, فسلاه الله مما به من ذلك بهذه الآيات.
    ذكر من قال ذلك:حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا حجاج, عن أبي معشر, عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس قالا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناد من أندية قريش كثير أهله, فتمنى يومئذ أن لا يأتيه من الله شيء فينفروا عنه, فأنـزل الله عليه: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم, حتى إذا بلغ: أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ألقى عليه الشيطان كلمتين: تلك الغرانقة العلى, وإن شفاعتهنّ لترجى, فتكلم بها. ثم مضى فقرأ السورة كلها. فسجد في آخر السورة, وسجد القوم جميعا معه, ورفع الوليد بن المغيرة ترابا إلى جبهته فسجد عليه, وكان شيخا كبيرا لا يقدر على السجود. فرضوا بما تكلم به وقالوا: قد عرفنا أن الله يحيي ويميت، وهو الذي يخلق ويرزق, ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده, إذ جعلت لها نصيبا, فنحن معك، قالا فلما أمسى أتاه جبرائيل عليه السلام، فعرض عليه السورة; فلما بلغ الكلمتين اللتين ألقى الشيطان عليه قال: ما جئتك بهاتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: افْتَرَيْتُ عَلى الله، وَقُلْتُ عَلى الله ما لَمْ يَقُلْ، فأوحى الله إليه: وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ ... إلى قوله: ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا . فما زال مغموما مهموما حتى نـزلت عليه: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) . قال: فسمع من كان من المهاجرين بأرض الحبشة أن أهل مكة قد أسلموا كلهم, فرجعوا إلى عشائرهم وقالوا: هم أحبّ إلينا، فوجدوا القوم قد ارتكسوا حين نسخ الله ما ألقى الشيطان.
    حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق, عن يزيد بن زياد المدني, عن محمد بن كعب القرظي قال: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم تولي قَومه عنه, وشقّ عليه ما يرى من مباعدتهم ما جاءهم به من عند الله, تمنى في نفسه أن يأتيه من الله ما يقارب به بينه وبين قومه. وكان يسرّه, مع حبه وحرصه عليهم, أن يلين له بعض ما غلظ عليه من أمرهم, حين حدّث بذلك نفسه، وتمنى وأحبه, فأنـزل الله: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى فلما انتهى إلى قول الله: أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ألقى الشيطان على لسانه, لما كان يحدّث به نفسه ويتمنى أن يأتي به قومه، تلك الغرانيق العلى, وإن شفاعتهن ترتضى، فلما سمعت قريش ذلك فرحوا وسرّهم, وأعجبهم ما ذكر به آلهتهم, فأصاخوا له, والمؤمنون مصدقون نبيهم فيما جاءهم به عن ربهم, ولا يتهمونه على خطأ ولا وهم ولا زلل؛ فلما انتهى إلى السجدة منها وختم السورة سجد فيها، فسجد المسلمون بسجود نبيهم تصديقا لما جاء به واتباعا لأمره, وسجد من في المسجد من المشركين، من قريش وغيرهم لما سمعوا من ذكر آلهتهم, فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد إلا الوليد بن المغيرة, فإنه كان شيخا كبيرا فلم يستطع, فأخذ بيده حفنة من البطحاء فسجد عليها. ثم تفرّق الناس من المسجد, وخرجت قريش وقد سرّهم ما سمعوا من ذكر آلهتهم, يقولون: قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر, وقد زعم فيما يتلو أنها الغرانيق العلى، وأن شفاعتهنّ ترتضى، وبلغت السجدة من بأرض الحبشة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقيل: أسلمت قريش. فنهضت منهم رجال, وتخلَّف آخرون. وأتى جبرائيل النبيّ صلى الله عليه وسلم, فقال: يا محمد ماذا صنعت؟ لقد تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله, وقلت ما لم يُقل لك، فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك, وخاف من الله خوفا كبيرا فأنـزل الله تبارك وتعالى عليه وكانَ بِهِ رَحِيما يعزّيه ويخفض عليه الأمر، ويخبره أنه لم يكن قبله رسول ولا نبيّ تمنى كما تمنى ولا حبّ كما أحبّ إلا والشيطان قد ألقى في أمنيته، كما ألقى على لسانه صلى الله عليه وسلم, فنسخ الله ما ألقى الشيطان وأحكم آياته, أي فأنت كبعض الأنبياء والرسل، فأنـزل الله: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) ... الآية، فأذهب الله عن نبيه الحزن, وأمنه من الذي كان يخاف, ونسخ ما ألقى الشيطان على لسانه من ذكر آلهتهم، أنها الغرانيق العلى، وأن شفاعتهنّ ترتضى. يقول الله حين ذكر اللات والعُزَّى ومناة الثالثة الأخرى, إلى قوله: وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى , أي فكيف تمنع شفاعة آلهتكم عنده؛ فلما جاءه من الله ما نسخ ما كان الشيطان ألقى على لسان نبيه, قالت قريش: ندم محمد على ما كان من منـزلة آلهتكم عند الله, فغير ذلك وجاء بغيره، وكان ذلك الحرفان اللذان ألقى الشيطان على لسان رسوله قد وقعا في فم كل مشرك, فازدادوا شرّا إلى ما كانوا عليه.
    حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا المعتمر, قال: سمعت داود, عن أبي العالية, قال: قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما جلساؤك عبد بني فلان ومولى بني فلان, فلو ذكرت آلهتنا بشيء جالسناك, فإنه يأتيك أشراف العرب فإذا رأوا جلساءك أشراف قومك كان أرغب لهم فيك، قال: فألقى الشيطان في أمنيته, فنـزلت هذه الآية: أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى قال: فأجرى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى, وشفاعتهن ترجى, مثلهن لا يُنسى؛ قال: فسجد النبيّ حين قرأها, وسجد معه المسلمون والمشركون؛ فلما علم الذي أجرى على لسانه, كبر ذلك عليه, فأنـزل الله ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) ... إلى قوله: ( وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) .
    حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا أبو الوليد, قال: ثنا حماد بن سلمة, عن داود بن أبي هند, عن أبي العالية قال: قالت قريش: يا محمد إنما يجالسك الفقراء والمساكين وضعفاء الناس, فلو ذكرت آلهتنا بخير لجالسناك فإن الناس يأتونك من الآفاق، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة النجم; فلما انتهى على هذه الآية أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى فألقى الشيطان على لسانه: وهي الغرانقة العلى, وشفاعتهن ترتجى؛ فلما فرغ منها سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم و والمسلمون والمشركون, إلا أبا أحيحة سعيد بن العاص, أخذ كفا من تراب وسجد عليه; وقال: قد أن لابن أبي كبشة أن يذكر آلهتنا بخير حتى بلغ الذين بالحبشة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلمين أن قريشا قد أسلمت, فاشتدّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ألقى الشيطان على لسانه, فأنـزل الله ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) ... إلى آخر الآية.
    حدثنا ابن بشار, قال: ثنا محمد بن جعفر, قال: ثنا شعبة, عن أبي بشر, عن سعيد بن جُبير, قال: لما نـزلت هذه الآية: أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: تلك الغرانيق العلى, وإن شفاعتهن لترتجى. فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال المشركون: أنه لم يذكر آلهتكم قبل اليوم بخير، فسجد المشركون معه, فأنـزل الله: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) ... إلى قوله: عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ .
    حدثنا ابن المثنى, قال: ثنى عبد الصمد, قال: ثنا شعبة, قال: ثنا أبو بشر, عن سعيد بن جُبير قال: لما نـزلت: أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى ثم ذكر نحوه.
    حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) إلى قوله: ( وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) وذلك أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يصلي, إذ نـزلت عليه قصة آلهة العرب, فجعل يتلوها; فسمعه المشركون فقالوا: إنا نسمعه يذكر آلهتنا بخير، فدنوا منه, فبينما هو يتلوها وهو يقول: أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ألقى الشيطان: إن تلك الغرانيق العلى, منها الشفاعة ترتجى. فجعل يتلوها, فنـزل جبرائيل عليه السلام فنسخها, ثم قال له: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) إلى قوله: ( وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) .
    حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ) ... الآية; أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة, أنـزل الله عليه في آلهة العرب, فجعل يتلو اللات والعزّى ويكثر ترديدها. فسمع أهل مكة نبيّ الله يذكر آلهتهم, ففرحوا بذلك, ودنوا يستمعون, فألقى الشيطان في تلاوة النبيّ صلى الله عليه وسلم: تلك الغرانيق العلى, منها الشفاعة ترتجى، فقرأها النبيّ صلى الله عليه وسلم كذلك, فأنـزل الله عليه: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَى وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .
    حدثنا يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: أخبرني يونس, عن ابن شهاب, أنه سئل عن قوله: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ) ... الآية, قال ابن شهاب: ثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة قرأ عليهم: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ، فلما بلغ أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى قال: إن شفاعتهن ترتجى. وسها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقيه المشركون الذين في قلوبهم مرض, فسلموا عليه, وفرحوا بذلك, فقال لهم: إنما ذلك من الشيطان. فأنـزل الله: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ) ... حتى بلغ: فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ) .
    فتأويل الكلام: ولم يرسل يا محمد من قبلك من رسول إلى أمة من الأمم، ولا نبيّ محدث ليس بمرسل, إلا إذا تمنى.
    واختلف أهل التأويل في معنى قوله تمنى في هذا الموضع, وقد ذكرت قول جماعة ممن قال: ذلك التمني من النبيّ صلى الله عليه وسلم ما حدثته نفسه من محبته، مقاربة قومه في ذكر آلهتهم ببعض ما يحبون, ومن قال ذلك محبة منه في بعض الأحوال أن لا تذكر بسوء.
    وقال آخرون: بل معنى ذلك: إذا قرأ وتلا أو حدّث.
    ذكر من قال ذلك:حدثني عليّ, قال: ثنا عبد الله, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) يقول: إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه.
    حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( إِذَا تَمَنَّى ) قال: إذا قال.
    حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, مثله.
    حُدثت عن الحسين بن الفرج, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( إِلا إِذَا تَمَنَّى ) يعني بالتمني: التلاوة والقراءة.
    وهذا القول أشبه بتأويل الكلام, بدلالة قوله: ( فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ) على ذلك; لأن الآيات التي أخبر الله جلّ ثناؤه أنه يحكمها, لا شك أنها آيات تنـزيله, فمعلوم أن الذي ألقى فيه الشيطان هو ما أخبر الله تعالى ذكره أنه نسخ ذلك منه وأبطله، ثم أحكمه بنسخه ذلك منه.
    فتأويل الكلام إذن: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبيّ إلا إذا تلا كتاب الله, وقرأ, أو حدّث وتكلم, ألقى الشيطان في كتاب الله الذي تلاه وقرأه، أو في حديثه الذي حدث وتكلم ( فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ) يقول تعالى: فيذهب الله ما يلقي الشيطان من ذلك على لسان نبيه ويبطله.
    كما حدثني عليّ, قال: ثنا عبد الله, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس: ( فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ) فيبطل الله ما ألقى الشيطان.
    حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ) نسخ جبريل بأمر الله ما ألقى الشيطان على لسان النبي صلى الله عليه وسلم, وأحكم الله آياته.
    وقوله: ( ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ) يقول:
    ثم يخلص الله آيات كتابه من الباطل الذي ألقى الشيطان على لسان نبيه ( وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) بما يحدث في خلقه من حدث, لا يخفى عليه منه شيء ( حَكِيمٌ ) في تدبيره إياهم وصرفه لهم فيما شاء وأحَبّ.

    تفسير الجلالين

    (وما أرسلنا من قبلك من رسول) هو نبي أمر بالتبليغ (ولا نبي) أي لم يؤمر بالتبليغ (إلا إذا تمنى) قرأ (ألقى الشيطان في أمنيته) قراءته ما ليس من القرآن مما يرضاه المرسل إليهم وقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم في سورة النجم بمجلس من قريش بعد أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى بالقاء الشيطان على لسانه من غير علمه صلى الله عليه وسلم تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى ففرحوا بذلك ثم أخبره جبريل بما ألقاه الشيطان على لسانه من ذلك فحزن فسلي بهذه الآية (فينسخ الله) يبطل (ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته) يثبتها (والله عليم) بإلقاء الشيطان ما ذكر (حكيم) في تمكينه منه يفعل ما يشاء

    التفسير الميسر
    وما أرسلنا من قبلك- أيها الرسول - من رسول ولا نبي إلا إذا قرأ كتاب الله ألقى الشيطان في قراءته الوساوس والشبهات؛ ليصدَّ الناس عن اتباع ما يقرؤه ويتلوه، لكن الله يبطل كيد الشيطان، فيزيل وساوسه، ويثبت آياته الواضحات. والله عليم بما كان ويكون, لا تخفى عليه خافية, حكيم في تقديره وأمره.

  • #2
    تفسير القرطبي


    قوله تعالى: « تمنى » أي قرأ وتلا. و « ألقى الشيطان في أمته » أي قراءته وتلاوته. وقد تقدم في البقرة. قال ابن عطية: وجاء عن ابن عباس أنه كان يقرأ « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث » ذكره مسلمة بن القاسم بن عبدالله، ورواه سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس. قال مسلمة: فوجدنا المحدثين معتصمين بالنبوة - على قراءة ابن عباس - لأنهم تكلموا بأمور عالية من أنباء الغيب خطرات، ونطقوا بالحكمة الباطنة فأصابوا فيما تكلموا وعصموا فيما نطقوا؛ كعمر بن الخطاب في قصة سارية، وما تكلم به من البراهين العالية.
    قلت: وقد ذكر هذا الخبر أبو بكر الأنباري قي كتاب الرد له، وقد حدثني أبي رحمه الله حدثنا علي بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث » قال أبو بكر: فهذا حديث لا يؤخذ به على أن ذلك قرآن. والمحدث هو الذي يوحي إليه في نومه؛ لأن رؤيا الأنبياء وحي.

    قال العلماء: إن هذه الآية مشكلة من جهتين: إحداهما: أن قوما يرون أن الأنبياء صلوات الله عليهم فيهم مرسلون وفيهم غير مرسلين. وغيرهم يذهب إلى أنه لا يجوز أن يقال نبي حتى يكون مرسلا. والدليل على صحة هذا قوله تعالى: « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي » فأوجب للنبي صلى الله عليه وسلم الرسالة. وأن معنى « نبي » أنبأ عن الله عز وجل، ومعنى أنبأ عن الله عز وجل الإرسال بعينه. وقال الفراء: الرسول الذي أرسل إلى الخلق بإرسال جبريل عليه السلام إليه عيانا، والنبي الذي تكون نبوته إلهاما أو مناما؛ فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا. قال المهدوي: وهذا هو الصحيح، أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا. وكذا ذكر القاضي عياض في كتاب الشفا قال: والصحيح والذي عليه الجم الغفير أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا؛ واحتج بحديث أبي ذر، وأن الرسل من الأنبياء ثلاثمائة وثلاثة عشر، أولهم آدم وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم.
    والجهة الأخرى التي فيها الإشكال وهي الأحاديث المروية في نزول هذه الآية، وليس منها شيء يصح. وكان مما تموه به الكفار على عوامهم قولهم: حق الأنبياء ألا يعجزوا عن شيء، فلم لا يأتينا محمد بالعذاب وقد بالغنا في عداوته؟ وكانوا يقولون أيضا: ينبغي ألا يجري عليهم سهو وغلط؛ فبين الرب سبحانه أنهم بشر، والآتي بالعذاب هو الله تعالى على ما يريد، ويجوز على البشر السهو والنسيان والغلط إلى أن يحكم الله آياته وينسخ حيل الشيطان. روى الليث عن يونس عن الزهري عن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم « والنجم إذا هوى » [ النجم: 1 ] فلما بلغ « أفرأيتم اللات والعزى. ومناة الثالثة الأخرى » [ النجم: 19 - 20 ] سها فقال: ( إن شفاعتهم ترتجى ) فلقيه المشركون والذين في قلوبهم مرض فسلموا عليه وفرحوا؛ فقال: ( إن ذلك من الشيطان ) فأنزل الله تعالى: « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي » الآية. قال النحاس: وهذا حديث منقطع وفيه هذا الأمر العظيم. وكذا حديث قتادة وزاد فيه ( وإنهن لهن الغرانيق العلا ) . وأقطع من هذا ما ذكره الواقدي عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبدالله قال: سجد المشركون كلهم إلا الوليد بن المغيرة فإنه أخذ ترابا من الأرض فرفعه إلى جبهته وسجد عليه، وكان شيخا كبيرا. ويقال إنه أبو أحيحة سعيد بن العاص، حتى نزل جبريل عليه السلام فقرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال: ( ما جئتك به ) ! وأنزل الله « لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا » [ الإسراء: 74 ] . قال النحاس: وهذا حديث منكر منقطع ولا سيما من حديث الواقدي. وفي البخاري أن الذي أخذ قبضة من تراب ورفعها إلى جبهته هو أمية بن خلف. وسيأتي تمام كلام النحاس على الحديث - إن شاء الله - أخر الباب. قال ابن عطية: وهذا الحديث الذي فيه هي الغرانيق العلا وقع في كتب التفسير ونحوها، ولم يدخله البخاري ولا مسلم، ولا ذكره في علمي مصنف مشهور؛ بل يقتضي مذهب أهل الحديث أن الشيطان ألقى، ولا يعينون هذا السبب ولا غيره. ولا خلاف أن إلقاء الشيطان إنما هو لألفاظ مسموعة؛ بها وقعت الفتنة. ثم اختلف الناس في صورة هذا الإلقاء، فالذي في التفاسير وهو مشهور القول أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بتلك الألفاظ على لسانه. وحدثني أبي رضي الله عنه أنه لقي بالشرق من شيوخ العلماء والمتكلمين من قال: هذا لا يجوز على النبي صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم في التبليغ، وإنما الأمر أن الشيطان نطق بلفظ أسمعه الكفار عند قول النبي صلى الله عليه وسلم: « أفرأيتم اللات والعزى. ومناة الثالثة الأخرى » [ النجم: 19 - 20 ] وقرب صوته من صوت النبي صلى الله عليه وسلم حتى التبس الأمر على المشركين، وقالوا: محمد قرأها. وقد روي نحو هذا التأويل عن الإمام أبي المعالي. وقيل: الذي ألقى شيطان الإنس؛ كقوله عز وجل: « والغوا فيه » [ فصلت: 26 ] . قتادة: هو ما تلاه ناعسا.
    وقال القاضي عياض في كتاب الشفا بعد أن ذكر الدليل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الأمة أجمعت فيما طريقه البلاغ أنه معصوم فيه من الإخبار عن شيء بخلاف ما هو عليه، لا قصدا ولا عمدا ولا سهوا وغلطا: اعلم أكرمك الله أن لنا في الكلام على مشكل هذا الحديث مأخذين: أحدهما: في توهين أصله، والثاني على تسليمه. أما المأخذ الأول فيكفيك أن هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة، ولا رواه بسند سليم متصل ثقة؛ وإنما أولع به وبمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب، المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم. قال أبو بكر البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد متصل يجوز ذكره؛ إلا ما رواه شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ( فيما أحسب، الشك في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بمكة... ) وذكر القصة. ولم يسنده عن شعبة إلا أمية بن خالد، وغيره يرسله عن سعيد بن جبير. وإنما يعرف عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس؛ فقد بين لك أبو بكر رحمه الله أنه لا يعرف من طريق يجوز ذكره سوى هذا، وفيه من الضعف ما نبه عليه مع وقوع الشك فيه الذي ذكرناه، الذي لا يوثق به ولا حقيقة معه. وأما حديث الكلبي فما لا تجوز الرواية عنه ولا ذكره لقوة ضعفه وكذبه؛ كما أشار إليه البزار رحمه الله. والذي منه في الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ « والنجم » بمكة فسجد وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس؛ هذا توهينه من طريق النقل.
    وأما المأخذ الثاني فهو مبني على تسليم الحديث لو صح. وقد أعاذنا الله من صحته، ولكن على كل حال فقد أجاب أئمة المسلمين عنه بأجوبة؛ منها الغث والسمين. والذي يظهر ويترجح في تأويله على تسليمه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كما أمره ربه يرتل القرآن ترتيلا، ويفصل الآي تفصيلا في قراءته؛ كما رواه الثقات عنه، فيمكن ترصد الشيطان لتلك السكنات ودسه فيها ما اختلقه من تلك الكلمات، محاكيا نغمة النبي صلى الله عليه وسلم بحيث يسمعه من دنا إليه من الكفار، فظنوها من قول النبي صلى الله عليه وسلم وأشاعوها. ولم يقدح ذلك عند المسلمين لحفظ السورة قبل ذلك على ما أنزلها الله، وتحققهم من حال النبي صلى الله عليه وسلم في ذم الأوثان وعيبها ما عرف منه؛ فيكون ما روي من حزن النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الإشاعة والشبهة وسبب هذه الفتنة، وقد قال الله تعالى: « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي » الآية.
    قلت: وهذا التأويل، أحسن ما قيل في هذا. وقد قال سليمان بن حرب: إن « في » بمعنى عنده؛ أي ألقى الشيطان في قلوب الكفار عند تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم؛ كقوله عز وجل: « ولبثت فينا » [ الشعراء: 18 ] أي عندنا. وهذا هو معنى ما حكاه ابن عطية عن أبيه عن علماء الشرق، وإليه أشار القاضي أبو بكر بن العربي، وقال قبله: إن هذه الآية نص في غرضنا، دليل على صحة مذهبنا، أصل في براءة النبي صلى الله عليه وسلم مما ينسب إليه أنه قاله؛ وذلك أن الله تعالى قال: « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته » أي في تلاوته. فأخبر الله تعالى أن من سنته في رسله وسيرته في أنبيائه إذا قالوا عن الله تعالى قولا زاد الشيطان فيه من قبل نفسه كما يفعل سائر المعاصي. تقول: ألقيت في دار كذا وألقيت في الكيس كذا؛ فهذا نص في الشيطان أنه زاد في الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم، لا أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم به. ثم ذكر معنى كلام عياض إلى أن قال: وما هدي لهذا إلا الطبري لجلالة قدره وصفاء فكره وسعة باعه في العلم، وشدة ساعده في النظر؛ وكأنه أشار إلى هذا الغرض، وصوب على هذا المرمى، وقرطس بعدما ذكر في ذلك روايات كثيرة كلها باطل لا أصل لها، ولو شاء ربك لما رواها أحد ولا سطرها، ولكنه فعال لما يريد.
    وأما غيره من التأويلات فما حكاه قوم أن الشيطان أكرهه حتى قال كذا فهو محال؛ إذ ليس للشيطان قدرة على سلب الإنسان الاختيار، قال الله تعالى مخبرا عنه: « وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي » [ إبراهيم: 22 ] ؛ ولو كان للشيطان هذه القدرة لما بقي لأحد من بني آدم قوة في طاعة، ومن توهم أن للشيطان هذه القوة فهو قول الثنوية والمجوس في أن الخير من الله والشر من الشيطان. ومن قال جرى ذلك على لسانه سهوا قال: لا يبعد أنه كان سمع الكلمتين من المشركين وكانتا على حفظه فجرى عند قراءة السورة ما كان في حفظه سهوا؛ وعلى هذا يجوز السهو عليهم ولا يقرون عليه، وأنزل الله عز وجل هذه الآية تمهيدا لعذره وتسليه له؛ لئلا يقال: إنه رجع عن بعض قراءته، وبين أن مثل هذا جرى على الأنبياء سهوا، والسهو إنما ينتفي عن الله تعالى، وقد قال ابن عباس: ( إن شيطانا يقال له الأبيض كان قد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صورة جبريل عليه السلام وألقى في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم: تلك الغرانيق العلا، وأن شفاعتهن لترتجى ) . وهذا التأويل وإن كان أشبه مما قبله فالتأويل الأول عليه المعول، فلا يعدل عنه إلى غيره لاختيار العلماء المحققين إياه، وضعف الحديث مغن عن كل تأويل، والحمد لله. ومما يدل على ضعفه أيضا وتوهينه من الكتاب قوله تعالى: « وإن كادوا ليفتنونك » [ الإسراء: 73 ] الآيتين؛ فإنهما تردان الخبر الذي رووه؛ لأن الله تعالى ذكر أنهم كادوا يفتنونه حتى يفتري، وأنه لولا أن ثبته لكان يركن إليهم. فمضمون هذا ومفهومه أن الله تعالى عصمه من أن يفتري وثبته حتى لم يركن إليهم قليلا فكيف كثيرا، وهم يروون في أخبارهم الواهية أنه زاد على الركون والافتراء بمدح آلهتهم، وأنه قال عليه الصلاة والسلام: افتريت على الله وقلت ما لم يقل. وهذا ضد مفهوم الآية، وهي تضعف الحديث لو صح؛ فكيف ولا صحة له. وهذا مثل قوله تعالى: « ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء » [ النساء: 113 ] . قال القشيري: ولقد طالبته قريش وثقيف إذ مر بآلهتهم أن يقبل بوجهه إليها، ووعده بالإيمان به إن فعل ذلك، فما فعل! ولا كان ليفعل! قال ابن الأنباري: ما قارب الرسول ولا ركن. وقال الزجاج: أي كادوا، ودخلت إن واللام للتأكيد. وقد قيل: إن معنى « تمنى » حدث، لا « تلا » . روي عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله عز وجل: ( « إلا إذا تمنى » قال: إلا إذا حدث « ألقى الشيطان في أمنيته » ) قال: في حديثه « فينسخ الله ما يلقي الشيطان » قال: فيبطل الله ما يلقي الشيطان. قال النحاس: وهذا من أحسن ما قيل في الآية وأعلاه وأجله. وقد قال أحمد بن محمد بن حنبل بمصر صحيفة في التفسير، رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدا ما كان كثيرا. والمعنى عليه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حدث نفسه ألقى الشيطان في حديثه على جهة الحيطة فيقول: لو سألت الله عز وجل أن يغنمك ليتسع المسلمون؛ ويعلم الله عز وجل أن الصلاح في غير ذلك؛ فيبطل ما يلقي الشيطان كما قال ابن عباس رضي الله عنهما. وحكى الكسائي والفراء جميعا « تمنى » إذا حدث نفسه؛ وهذا هو المعروف في اللغة. وحكيا أيضا « تمنى » إذا تلا. وروي عن ابن عباس أيضا وقاله مجاهد والضحاك وغيرهما. وقال أبو الحسن بن مهدي: ليس هذا التمني من القرآن والوحي في شيء، وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صفرت يداه من المال، ورأى ما بأصحابه من سوء الحال، تمنى الدنيا بقلبه ووسوسة الشيطان. وذكر المهدوي عن ابن عباس أن المعنى: ( إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه ) ؛ وهو اختيار الطبري.
    قلت: قوله تعالى: « ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة » الآية، يرد حديث النفس، وقد قال ابن عطية: لا خلاف أن إلقاء الشيطان إنما هو لألفاظ مسموعة، بها وقعت الفتنة؛ فالله أعلم. قال النحاس: ولو صح الحديث واتصل إسناده لكان المعنى فيه صحيحا، ويكون معنى سها أسقط، ويكون تقديره: أفرأيتم اللات والعزى؛ وتم الكلام، ثم أسقط ( والغرانيق العلا ) يعني الملائكة ( فإن شفاعتهم ) يعود الضمير على الملائكة. وأما من روى: فإنهن الغرانيق العلا، ففي روايته أجوبة؛ منها أن يكون القول محذوفا كما تستعمل العرب في أشياء كثيرة، ويجوز أن يكون بغير حذف، ويكون توبيخا؛ لأن قبله « أفرأيتم » ويكون هذا احتجاجا عليهم؛ فإن كان في الصلاة فقد كان الكلام مباحا في الصلاة. وقد روى في هذه القصة أنه كان مما يقرأ: أفرأيتم اللات والعزى. ومناة الثالثة الأخرى. والغرانقة العلا. وأن شفاعتهن لترتجى. روى معناه عن مجاهد. وقال الحسن: أراد بالغرانيق العلا الملائكة؛ وبهذا فسر الكلبي الغرانقة أنها الملائكة. وذلك أن الكفار كانوا يعتقدون [ أن ] الأوثان والملائكة بنات الله، كما حكى الله تعالى عنهم، ورد عليهم في هذه السورة بقوله « ألكم الذكر وله الأنثى » فأنكر الله كل هذا من قولهم. ورجاء الشفاعة من الملائكة صحيح؛ فلما تأوله المشركون على أن المراد بهذا الذكر آلهتهم ولبس عليهم الشيطان بذلك، نسخ الله ما ألقى الشيطان، وأحكم الله آياته، ورفع تلاوة تلك اللفظتين اللتين وجد الشيطان بهما سبيلا للتلبيس، كما نسخ كثير من القرآن؛ ورفعت تلاوته. قال القشيري: وهذا غير سديد؛ لقوله: « فينسخ الله ما يلقي الشيطان » أي يبطله، وشفاعة الملائكة غير باطلة. « والله عليم حكيم » « عليم » بما أوحى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم. « حكيم » في خلقه.

    تعليق


    • #3
      سورة النجم

      وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى{1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى{2} وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى{5} ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى{6} وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى{7} ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى{8} فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى{9} فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى{10} مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى{11} أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى{12} وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى{13} عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى{14} عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى{15} إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى{16} مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى{17} لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى{18} أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى{19} وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى{20}


      يقولون حدث العاقل بما لا يعقل فان صدق فلا عقل له

      هم يطعنون بالرسول في نفس السورة والايات التي تبين عصمة الرسول ص وانه لا ينطق غير الحق ابد فكلامه وحي..


      ((وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4}))

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عادل سالم سالم
        سورة النجم

        وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى{1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى{2} وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى{5} ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى{6} وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى{7} ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى{8} فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى{9} فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى{10} مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى{11} أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى{12} وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى{13} عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى{14} عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى{15} إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى{16} مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى{17} لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى{18} أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى{19} وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى{20}


        يقولون حدث العاقل بما لا يعقل فان صدق فلا عقل له

        هم يطعنون بالرسول في نفس السورة والايات التي تبين عصمة الرسول ص وانه لا ينطق غير الحق ابد فكلامه وحي..


        ((وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4}))



        حديث الغرانيق ضعيف و كل اسانيدها مرسلة و قد ضعفه علماؤنا و نفوه

        وذكرها في كتب التفسير ليس هو الا ذكر القيل و القال من الصحيح و الضعيف

        و هذه قضية مشهورة في منتديات النصارى و قد رد الاخوة عليها فاتقي الله و لا تنسب الى المسلمين مثل هذه الادعاءات

        هات الاسناد الصحيح و تعال نتكلم

        تعليق


        • #5
          انكار علمائنا لها :



          قال البزار : هذا حديث لا نعلمه يروى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم بإسناد متصل .

          وقال البيهقي : هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل ، ثم أخذ يتكلم أن رواة هذه القصة مطعون فيهم .


          وقال إمام الأئمة ابن خزيمة : إن هذه القصة من وضع الزنادقة .

          قال القاضي عياض في الشفاء : إن الأمة أجمعت فيما طريقه البلاغ أنه معصوم فيه من الإخبار عن شيء بخلاف ما هو عليه ، لا قصداً ولا عمداً ولا سهواً ولا غلطاً .


          قال ابن كثير : قد ذكر كثير من المفسرين ها هنا قصة الغرانيق ، وما كان من رجوع كثير من المهاجرين إلى أرض الحبشة ظناً منهم أن مشركي قريش قد أسلموا ، ولكنها من طرق كلها مرسلة ، ولم أرها مسندة من وجه صحيح .

          الرواية الصحيحة و التفسير الصحيح :

          حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس ورواه إبراهيم بن طهمان عن أيوب

          صحيح البخاري كتاب سجود القرآن » باب سجود المسلمين مع المشركين

          و يقول الامام بن حجر في تفسير الرواية :
          قال : وما قيل من أن ذلك بسبب إلقاء الشيطان في أثناء قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا صحة له عقلا ولا نقلا ، انتهى . ومن تأمل ما أوردته من ذلك في تفسير سورة الحج عرف وجه الصواب في هذه المسألة بحمد الله تعالى .

          و قد رويت الرواية ايضا عن بن مسعود و بن عمر و ابو هريرة رضي الله عنهم

          و الحادثة لا تتناسب تاريخيا مع الاسراء و المعراج و التاريخ ينقضها , انقل لك بعض من كلام بعض الاخوة :


          حدثت معجزة الإسراء والمعراج سنة 621م ، وكان ذلك قبل الهجرة بسنة ، وكانت ليلة الإثنين ، حيث أُسرِىَ بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ، ثم كان عروجه إلى السماوات ، وفرضت عليه في تلك الليلة الصلوات الخمس , وبعد البحث والتأمل ، كانا في شهر ربيع الأول في ليلة الثاني عشر منه ليلة الإسراء وكانت قبل الهجرة بأكثر من سنة على الصحيح (فتح الباري ج 3 ص22) أُسرِىَ برسول الله صلى الله عليه وسلم وفرض عليه خمسون صلاة ثم نقصت إلى خمس صلوات (التمهيد لابن عبد البار ج8 ص 49) بتاريخ 5/10/621 م ، يوم الإثنين ربيع الأول 12/3/1 قبل الهجرة 0
          عن ابن عباس قال : وأسرى الله عز وجل به ليلاً إلى بيت المقدس قبل خروجه إلى المدينة بسنه ، فرض الله عز وجل فيها الصلاة ، يعني في الليلة التي أسري بالنبي ، فقد صح أن الإسراء كان بمكة (ناسخ الحديث ومنسوخة ج1 ص 178 رقم 185) ثم بعد سورة الإسراء أي بعد حدوث الإسراء والمعراج لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، نزلت (تفسير ابن كثير ج4 ص 481) ولا يمكن أن تكون قد نزلت قبل حدوث الحدث ، أي أنها نزلت قبل الهجرة وبعد أن أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا في العام 12 من الدعوة ، خلال سنة قبل الهجرة ، بينما الحدث وهي أسطورة الغرانيق ، تُحكَى على أنها وقعت في السنة الخامسة للدعوة في مرحلة الهجرة الأولى ، وهذا يثبت كذب هذه الأسطورة الوهمية من الناحية التاريخية .

          منقول

          فالقصة غير صحيحة و قد انكرها علماؤنا


          تعليق


          • #6
            أقول ,

            لا ينفي ما نقلت بأن بعض علمائكم قد قواه ,

            وهو ابن حجر العسقلاني ,

            حيث قال في فتح الباري بعد أن ذكر الطرق ,

            فتح الباري - ابن حجر - (8 / 439)
            وجميع ذلك لا يتمشى على القواعد فإن الطرق إذا كثرت وتباينت مخارجها دل ذلك على أن لها أصلا وقد ذكرت أن ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح وهي مراسيل يحتج بمثلها من يحتج بالمرسل وكذا من لا يحتج به لاعتضاد بعضها ببعض وإذا تقرر ذلك تعين تأويل ما وقع فيها مما يستنكر

            وساق الكلام الى أن قال :

            فتح الباري - ابن حجر - (8 / 440)
            وقيل كان النبي صلى الله عليه و سلم يرتل القرآن فارتصده الشيطان في سكتة من السكتات ونطق بتلك الكلمات محاكيا نغمته بحيث سمعه من دنا إليه فظنها من قوله وأشاعها قال وهذا أحسن الوجوه ويؤيده ما تقدم في صدر الكلام عن بن عباس من تفسير تمنى بتلا وكذا استحسن بن العربي هذا التأويل

            ____

            فالنفي لا على إطلاقه من قبلكم ,

            شكرا ,

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد س


              حديث الغرانيق ضعيف و كل اسانيدها مرسلة و قد ضعفه علماؤنا و نفوه

              وذكرها في كتب التفسير ليس هو الا ذكر القيل و القال من الصحيح و الضعيف

              و هذه قضية مشهورة في منتديات النصارى و قد رد الاخوة عليها فاتقي الله و لا تنسب الى المسلمين مثل هذه الادعاءات

              هات الاسناد الصحيح و تعال نتكلم

              و أين الإشكال عندكم في حديث الغرانيق و أنتم تقولون أن رسول الله قد سُحر فيظن أنه فعل شيئا وهو لم يفعله..

              اقرأ:

              =================================
              ‏3095 - حدثنا : ‏ ‏إبراهيم بن موسى ‏، أخبرنا : عيسى ، عن ‏هشام ‏، عن ‏ ‏أبيه ‏، عن ‏عائشة ‏(ر) ‏قالت : سحر ‏‏النبي (ص) ، ‏وقال الليث ‏: ‏كتب إلي ‏هشام ‏ ‏أنه سمعه ووعاه ، عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏، عن ‏عائشة ‏ ‏قالت : سحر ‏ ‏النبي(ص) ‏حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله
              المصدر: صحيح البخاري- كتاب بدء الخلق- صفة إبليس وجنوده

              =================================

              أقول أنا مالك: فمن كان مسحورا فلا يُستبعد أن يظن أنه يسجد لله بينما هو في الواقع ساجد لصنم..فهو لا يدري!!

              أما قولك أن الشبهة مُتداولة عند النصارى فصدقت فلم يُعط اليهود و النصارى سيفا

              يحاربون به رسول الله أحدّ من كتبكم الحديثية وهذا الحديث من صحيح البخاري يشهد..

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد س

                حديث الغرانيق ضعيف و كل اسانيدها مرسلة و قد ضعفه علماؤنا و نفوه

                وذكرها في كتب التفسير ليس هو الا ذكر القيل و القال من الصحيح و الضعيف

                و هذه قضية مشهورة في منتديات النصارى و قد رد الاخوة عليها فاتقي الله و لا تنسب الى المسلمين مثل هذه الادعاءات

                هات الاسناد الصحيح و تعال نتكلم


                جميع التفاسير من كتبكم التي نقلناها تتفق على اصل الموضوع وهو تدخل الشيطان في قراءة الرسول ص للقران

                اما حديث الغرانيق فهو كمصداق و تطبيق مثال على تفسير الاية .... بعض المفسرين لم يذكروه وبعضهم ذكره

                لكن المهم ان اصل الموضوع موجود في كتبكم

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة الجابى
                  أقول ,

                  لا ينفي ما نقلت بأن بعض علمائكم قد قواه ,

                  وهو ابن حجر العسقلاني ,

                  حيث قال في فتح الباري بعد أن ذكر الطرق ,

                  فتح الباري - ابن حجر - (8 / 439)
                  وجميع ذلك لا يتمشى على القواعد فإن الطرق إذا كثرت وتباينت مخارجها دل ذلك على أن لها أصلا وقد ذكرت أن ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح وهي مراسيل يحتج بمثلها من يحتج بالمرسل وكذا من لا يحتج به لاعتضاد بعضها ببعض وإذا تقرر ذلك تعين تأويل ما وقع فيها مما يستنكر

                  وساق الكلام الى أن قال :

                  فتح الباري - ابن حجر - (8 / 440)
                  وقيل كان النبي صلى الله عليه و سلم يرتل القرآن فارتصده الشيطان في سكتة من السكتات ونطق بتلك الكلمات محاكيا نغمته بحيث سمعه من دنا إليه فظنها من قوله وأشاعها قال وهذا أحسن الوجوه ويؤيده ما تقدم في صدر الكلام عن بن عباس من تفسير تمنى بتلا وكذا استحسن بن العربي هذا التأويل

                  ____

                  فالنفي لا على إطلاقه من قبلكم ,

                  شكرا ,



                  قول بن حجر شاذ ليس بمعتبر لانه مخالف للاجماع :

                  قال البزار : هذا حديث لا نعلمه يروى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم بإسناد متصل .

                  وقال البيهقي : هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل ، ثم أخذ يتكلم أن رواة هذه القصة مطعون فيهم .


                  وقال إمام الأئمة ابن خزيمة : إن هذه القصة من وضع الزنادقة .

                  قال القاضي عياض في الشفاء : إن الأمة أجمعت فيما طريقه البلاغ أنه معصوم فيه من الإخبار عن شيء بخلاف ما هو عليه ، لا قصداً ولا عمداً ولا سهواً ولا غلطاً .


                  قال ابن كثير : قد ذكر كثير من المفسرين ها هنا قصة الغرانيق ، وما كان من رجوع كثير من المهاجرين إلى أرض الحبشة ظناً منهم أن مشركي قريش قد أسلموا ، ولكنها من طرق كلها مرسلة ، ولم أرها مسندة من وجه صحيح .

                  و انكرها الامام ابو بكر بن العربي في كتابه تفسير القران

                  و انكرها القرطبي في تفسيره

                  و انكرها الامام الشوكاني في فتح القدير

                  و انكرها الامام الالوسي في تفسره

                  و قول بن حجر مردود لمخالفته حديث البخاري :

                  حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس ورواه إبراهيم بن طهمان عن أيوب

                  صحيح البخاري كتاب سجود القرآن » باب سجود المسلمين مع المشركين

                  ثم ان بن حجر نفسه لا يذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم قالها بل يقول ان الشيطان تمثل بصوته في سكتة من سكتات النبي صلى الله عليه وسلم :

                  قيل كان النبي صلى الله عليه و سلم يرتل القرآن فارتصده الشيطان في سكتة من السكتات ونطق بتلك الكلمات محاكيا نغمته بحيث سمعه من دنا إليه فظنها من قوله وأشاعها قال وهذا أحسن الوجوه

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة الجابى
                    أقول ,
                    لا ينفي ما نقلت بأن بعض علمائكم قد قواه ,
                    وهو ابن حجر العسقلاني ,
                    حيث قال في فتح الباري بعد أن ذكر الطرق ,
                    فتح الباري - ابن حجر - (8 / 439)
                    وجميع ذلك لا يتمشى على القواعد فإن الطرق إذا كثرت وتباينت مخارجها دل ذلك على أن لها أصلا وقد ذكرت أن ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح وهي مراسيل يحتج بمثلها من يحتج بالمرسل وكذا من لا يحتج به لاعتضاد بعضها ببعض وإذا تقرر ذلك تعين تأويل ما وقع فيها مما يستنكر
                    وساق الكلام الى أن قال :
                    فتح الباري - ابن حجر - (8 / 440)
                    وقيل كان النبي صلى الله عليه و سلم يرتل القرآن فارتصده الشيطان في سكتة من السكتات ونطق بتلك الكلمات محاكيا نغمته بحيث سمعه من دنا إليه فظنها من قوله وأشاعها قال وهذا أحسن الوجوه ويؤيده ما تقدم في صدر الكلام عن بن عباس من تفسير تمنى بتلا وكذا استحسن بن العربي هذا التأويل
                    ____
                    فالنفي لا على إطلاقه من قبلكم ,
                    شكرا ,

                    قول بن حجر شاذ ليس بمعتبر لانه مخالف للاجماع :
                    قال البزار : هذا حديث لا نعلمه يروى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم بإسناد متصل .
                    وقال البيهقي : هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل ، ثم أخذ يتكلم أن رواة هذه القصة مطعون فيهم .
                    وقال إمام الأئمة ابن خزيمة : إن هذه القصة من وضع الزنادقة .
                    قال القاضي عياض في الشفاء : إن الأمة أجمعت فيما طريقه البلاغ أنه معصوم فيه من الإخبار عن شيء بخلاف ما هو عليه ، لا قصداً ولا عمداً ولا سهواً ولا غلطاً .
                    قال ابن كثير : قد ذكر كثير من المفسرين ها هنا قصة الغرانيق ، وما كان من رجوع كثير من المهاجرين إلى أرض الحبشة ظناً منهم أن مشركي قريش قد أسلموا ، ولكنها من طرق كلها مرسلة ، ولم أرها مسندة من وجه صحيح .
                    و انكرها الامام ابو بكر بن العربي في كتابه تفسير القران
                    و انكرها القرطبي في تفسيره
                    و انكرها الامام الشوكاني في فتح القدير
                    و انكرها الامام الالوسي في تفسره
                    و قول بن حجر مردود لمخالفته حديث البخاري :
                    حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس ورواه إبراهيم بن طهمان عن أيوب
                    صحيح البخاري كتاب سجود القرآن » باب سجود المسلمين مع المشركين
                    ثم ان بن حجر نفسه لا يذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم قالها بل يقول ان الشيطان تمثل بصوته في سكتة من سكتات النبي صلى الله عليه وسلم :
                    قيل كان النبي صلى الله عليه و سلم يرتل القرآن فارتصده الشيطان في سكتة من السكتات ونطق بتلك الكلمات محاكيا نغمته بحيث سمعه من دنا إليه فظنها من قوله وأشاعها قال وهذا أحسن الوجوه

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة Malik13
                      و أين الإشكال عندكم في حديث الغرانيق و أنتم تقولون أن رسول الله قد سُحر فيظن أنه فعل شيئا وهو لم يفعله..

                      اقرأ:

                      =================================
                      ‏3095 - حدثنا : ‏ ‏إبراهيم بن موسى ‏، أخبرنا : عيسى ، عن ‏هشام ‏، عن ‏ ‏أبيه ‏، عن ‏عائشة ‏(ر) ‏قالت : سحر ‏‏النبي (ص) ، ‏وقال الليث ‏: ‏كتب إلي ‏هشام ‏ ‏أنه سمعه ووعاه ، عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏، عن ‏عائشة ‏ ‏قالت : سحر ‏ ‏النبي(ص) ‏حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله
                      المصدر: صحيح البخاري- كتاب بدء الخلق- صفة إبليس وجنوده

                      =================================

                      أقول أنا مالك: فمن كان مسحورا فلا يُستبعد أن يظن أنه يسجد لله بينما هو في الواقع ساجد لصنم..فهو لا يدري!!

                      أما قولك أن الشبهة مُتداولة عند النصارى فصدقت فلم يُعط اليهود و النصارى سيفا

                      يحاربون به رسول الله أحدّ من كتبكم الحديثية وهذا الحديث من صحيح البخاري يشهد..



                      راجعو كتبكم :

                      أخرج فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره عن عبد الرحمن بن محمد العلوي ومحمد بن عمرو الخزاز ،
                      عن إبراهيم بن محمد بن ميمون ، عن عيسى ابن محمد ، عن جده ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ،
                      قال : سحر لبيد بن أعصم اليهودي وأم عبد الله اليهودية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عقد من قز أحمر وأخضر وأصفر ،
                      فعقدوا له إحدى عشرة عقدة ، ثم جعلوه في جف من طلع ، ثم أدخلوه في بئر بواد بالمدينة في مراقي البئر تحت راعوفة
                      فأقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثا لا يأكل ولا يشرب ولا يسمع ولا يبصر ولا يأتي النساء .
                      فنزل عليه جبرئيل ونزل بالمعوذات فقال له : يا محمد ما شأنك ؟ قال : ما أدري ، أنا بالحال التي ترى ،
                      قال : فإن أم عبد الله ولبيد بن أعصم سحراك ، وأخبره بالسحر وحيث هو .
                      ثم قرأ جبرئيل : (بسم الله الرحمن الرحيم * قل أعوذ برب الفلق) ، فقال رسول الله ذاك فانحلت عقدة ،
                      ثم لم يزل يقرأ آية ويقرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتنحل عقدة ، حتى قرأها عليه إحدى عشرة آية وانحلت إحدى عشرة عقدة ،
                      وجلس النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودخل أمير المؤمنين عليه السلام فأخبره بما أخبره جبرئيل وقال : انطلق فأتني بالسحر ،
                      فخرج علي عليه السلام فجاء به ، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنقض ، ثم تفل عليه



                      و ايضا :

                      ( طب الأئمة : 113 )
                      عن محمد ابن جعفر البرسي ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى الأرمني ، قال : حدثنا محمد بن سنان ، قال :
                      حدثنا محمد بن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : إن جبرئيل عليه السلام أتى النبي
                      صلى الله عليه وآله وسلم وقال : يا محمد ، قال : لبيك يا جبرئيل ، قال : إن فلانا اليهودي سحرك وجعل السحر في بئر بني فلان ،
                      فابعث إليه ـ يعني إلى البئر ـ أوثق الناس عندك وأعظمهم في عينك ـ وهو عديل نفسك ـ حتى يأتيك بالسحر .
                      قال : فبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام وقال : انطلق إلى بئر ذروان
                      فإن فيها سحرا سحرني به لبيد بن أعصم اليهودي فأتني به .
                      قال علي عليه السلام : فانطلقت في حاجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهبطت فإذا ماء البئر قد صار كأنه ماء الحياض من السحر ـ
                      إلى أن قال ـ فاستخرجت حقا فأتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : افتحه ، ففتحته فإذا في الحق قطعة كرب النخل في جوفه وتر
                      عليها إحدى عشرة عقدة ، وكان جبرئيل عليه السلام أنزل يومئذ المعوذتين على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،
                      فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي ، اقرأها على الوتر .
                      فجعل أمير المؤمنين عليه السلام كلما قرا آية انحلت عقدة حتى فرغ منها ، وكشف الله عز وجل عن نبيه ما سحره به وعافاه .


                      و ايضا :

                      عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ـ من حديث ـ قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سحره لبيد بن أعصم اليهودي ،
                      فقال أبو بصير لأبي عبد الله عليه السلام : وما كاد أو عسى أن يبلغ من سحره ؟ قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام :
                      بلى ، كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرى أنه يجامع وليس يجامع ، وكان يريد الباب ولا يبصره حتى يلمسه بيده ،
                      والسحر حق ، وما يسلط السحر إلا على العين والفرج ـ الحديث ـ ( طب الأئمة : 114 )


                      و ايضا :

                      عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام ، عن علي عليه السلام :
                      أن لبيد بن أعصم وأم عبد الله اليهوديين لما سحرا النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعلا السحر في مراقي بئر بالمدينة ،
                      فأقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يسمع ولا يبصر ولا يفهم ولا يتكلم ولا يأكل ولا يشرب ، فنزل عليه جبرئيل ، بمعوذات

                      (دعائم الإسلام دعائم الإسلام 1 / 138 ح 487 )

                      و لا تعارض مع الاية التي ذكرتها لان الرواية تذكر ان السحر الذي وقع لم يكن سحرا يؤثر بعقل النبي صلى الله عليه وسلم انما ببدنه فكان يخيل اليه انه يرى انه يفعل شيئا كما صار مع موسى عليهم السلام :

                      قال تعالى فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى )


                      ثم ان الحديث فيه اثبات لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم اذ فيها ان الله تعالى اطلعه على مكان السحر و صاحب السحر :

                      حدثنا أبو كريب حدثنا ابن نمير عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودي من يهود بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم قالت حتى كان - ص 1720 - رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا ثم دعا ثم قال يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي ما وجع الرجل قال مطبوب قال من طبه قال لبيد بن الأعصم قال في أي شيء قال في مشط ومشاطة قال وجف طلعة ذكر قال فأين هو قال في بئر ذي أروان قالت فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه ثم قال يا عائشة والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رءوس الشياطين - ص 1721 - قالت فقلت يا رسول الله أفلا أحرقته قال لا أما أنا فقد عافاني الله وكرهت أن أثير على الناس شرا فأمرت بها فدفنت

                      صحيح مسلم كتاب السلام باب السحر





                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة عادل سالم سالم




                        جميع التفاسير من كتبكم التي نقلناها تتفق على اصل الموضوع وهو تدخل الشيطان في قراءة الرسول ص للقران

                        اما حديث الغرانيق فهو كمصداق و تطبيق مثال على تفسير الاية .... بعض المفسرين لم يذكروه وبعضهم ذكره

                        لكن المهم ان اصل الموضوع موجود في كتبكم



                        كتب التفسير نقلتها و نقلت رواية البخاري و هو من باب نقل ال ضعيف و الصحيح

                        ثم ان معظم المفسرين االذين نقلوها انكروها في نفس سياق ذكرها كابن كثير و القرطبي و ابن عربي و غيرهم و الاتفاق غير موجود لانهم لم يثبتوها و لكن انكروها فكيف تقول اتتفقو على اصل الموضوع !!!!

                        فنقلها لا تدل على صحتها

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد س

                          كتب التفسير نقلتها و نقلت رواية البخاري و هو من باب نقل ال ضعيف و الصحيح

                          ثم ان معظم المفسرين االذين نقلوها انكروها في نفس سياق ذكرها كابن كثير و القرطبي و ابن عربي و غيرهم و الاتفاق غير موجود لانهم لم يثبتوها و لكن انكروها فكيف تقول اتتفقو على اصل الموضوع !!!!

                          فنقلها لا تدل على صحتها
                          انتم تقولون كل ما في البخاري و مسلم صحيح

                          اصل الموضوع المذكور في تفاسيركم هو وسوسة الشيطان في قراءة الرسول ص

                          ارجع اقرا تفسير الوهابية المعتمد في السعودية المسمى التفسير الميسر


                          التفسير الميسر
                          وما أرسلنا من قبلك- أيها الرسول - من رسول ولا نبي إلا إذا قرأ كتاب الله ألقى الشيطان في قراءته الوساوشس والبهات؛ ليصدَّ الناس عن اتباع ما يقرؤه ويتلوه، لكن الله يبطل كيد الشيطان، فيزيل وساوسه، ويثبت آياته الواضحات. والله عليم بما كان ويكون, لا تخفى عليه خافية, حكيم في تقديره وأمره.


                          وهذا ما اعنيه اصل الموضوع

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد س

                            راجعو كتبكم :



                            أف لأبطال القص و اللزق..لنرى ما جئتنا به من أحد منتدياتكم ولعله منتدى الدفاع عن السنة:


                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد س

                            أخرج فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره عن عبد الرحمن بن محمد العلوي ومحمد بن عمرو الخزاز ،
                            عن إبراهيم بن محمد بن ميمون ، عن عيسى ابن محمد ، عن جده ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ،
                            قال : سحر لبيد بن أعصم اليهودي وأم عبد الله اليهودية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عقد من قز أحمر وأخضر وأصفر ،
                            فعقدوا له إحدى عشرة عقدة ، ثم جعلوه في جف من طلع ، ثم أدخلوه في بئر بواد بالمدينة في مراقي البئر تحت راعوفة
                            فأقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثا لا يأكل ولا يشرب ولا يسمع ولا يبصر ولا يأتي النساء .
                            فنزل عليه جبرئيل ونزل بالمعوذات فقال له : يا محمد ما شأنك ؟ قال : ما أدري ، أنا بالحال التي ترى ،
                            قال : فإن أم عبد الله ولبيد بن أعصم سحراك ، وأخبره بالسحر وحيث هو .
                            ثم قرأ جبرئيل : (بسم الله الرحمن الرحيم * قل أعوذ برب الفلق) ، فقال رسول الله ذاك فانحلت عقدة ،
                            ثم لم يزل يقرأ آية ويقرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتنحل عقدة ، حتى قرأها عليه إحدى عشرة آية وانحلت إحدى عشرة عقدة ،
                            وجلس النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودخل أمير المؤمنين عليه السلام فأخبره بما أخبره جبرئيل وقال : انطلق فأتني بالسحر ،
                            فخرج علي عليه السلام فجاء به ، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنقض ، ثم تفل عليه
                            سند الرواية مضروب لجهالة كل من عبدالرحمن بن محمد العلوي و صاحبه محمد بن عمرو الخزاز..



                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد س

                            و ايضا :

                            ( طب الأئمة : 113 )
                            عن محمد ابن جعفر البرسي ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى الأرمني ، قال : حدثنا محمد بن سنان ، قال :
                            حدثنا محمد بن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : إن جبرئيل عليه السلام أتى النبي
                            صلى الله عليه وآله وسلم وقال : يا محمد ، قال : لبيك يا جبرئيل ، قال : إن فلانا اليهودي سحرك وجعل السحر في بئر بني فلان ،
                            فابعث إليه ـ يعني إلى البئر ـ أوثق الناس عندك وأعظمهم في عينك ـ وهو عديل نفسك ـ حتى يأتيك بالسحر .
                            قال : فبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام وقال : انطلق إلى بئر ذروان
                            فإن فيها سحرا سحرني به لبيد بن أعصم اليهودي فأتني به .
                            قال علي عليه السلام : فانطلقت في حاجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهبطت فإذا ماء البئر قد صار كأنه ماء الحياض من السحر ـ
                            إلى أن قال ـ فاستخرجت حقا فأتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : افتحه ، ففتحته فإذا في الحق قطعة كرب النخل في جوفه وتر
                            عليها إحدى عشرة عقدة ، وكان جبرئيل عليه السلام أنزل يومئذ المعوذتين على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،
                            فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي ، اقرأها على الوتر .
                            فجعل أمير المؤمنين عليه السلام كلما قرا آية انحلت عقدة حتى فرغ منها ، وكشف الله عز وجل عن نبيه ما سحره به وعافاه .

                            سنده كالأول مضروب لجهالة محمد بن جعفر البرسي و كذلك أحمد بن يحيى الأرمني..

                            أما محمد بن المفضل فلم يدرك الإمام الصادق عليه السلام و بالتالي فروايته عنه مرسله..

                            و أخيرا بالنسبة للخزاعي محمد بن سنان فهو مختلف فيه و لكن القول الأشهر هو تضعيفه..

                            قال بذلك كل من أبوجعفر الطوسي و ابن الغضائري و الشيخ المفيد و ابن شاذان رحمة الله عليهم أجمعين..



                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد س

                            و ايضا :

                            عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ـ من حديث ـ قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سحره لبيد بن أعصم اليهودي ،
                            فقال أبو بصير لأبي عبد الله عليه السلام : وما كاد أو عسى أن يبلغ من سحره ؟ قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام :
                            بلى ، كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرى أنه يجامع وليس يجامع ، وكان يريد الباب ولا يبصره حتى يلمسه بيده ،
                            والسحر حق ، وما يسلط السحر إلا على العين والفرج ـ الحديث ـ ( طب الأئمة : 114 )
                            رواية مرسلة



                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد س

                            و ايضا :

                            عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام ، عن علي عليه السلام :
                            أن لبيد بن أعصم وأم عبد الله اليهوديين لما سحرا النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعلا السحر في مراقي بئر بالمدينة ،
                            فأقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يسمع ولا يبصر ولا يفهم ولا يتكلم ولا يأكل ولا يشرب ، فنزل عليه جبرئيل ، بمعوذات

                            (دعائم الإسلام دعائم الإسلام 1 / 138 ح 487 )

                            رواية مرسلة فضلا عن أن صاحب الكتاب من الطائفة الإسماعيلية فلا يُحتج بما يرويه علينا



                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد س

                            و لا تعارض مع الاية التي ذكرتها لان الرواية تذكر ان السحر الذي وقع لم يكن سحرا يؤثر بعقل النبي صلى الله عليه وسلم انما ببدنه فكان يخيل اليه انه يرى انه يفعل شيئا كما صار مع موسى عليهم السلام :

                            قال تعالى فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى )

                            بالله عليك؟؟

                            كيف لم يؤثر على عقل النبي و الرواية تقول أنه كان يخيل له أنه قد فعل الشيء و ما فعله؟؟؟

                            أما قياسك موسى على رسول الله فلا يصح فالآية التي استشهدت بها لا تقول أن موسى فقد السيطرة على نفسه

                            بل كل ما هناك أنه رأى سحرا أمامه و كان يعلم أنه يرى أمامه سحرا تماما كمن يرى السراب في الصحراء

                            فهو يعلم أن السراب ليس بواحة لكنه يرى ما يراه بسبب انعكاس وهج الشمس على رمال الصحراء..


                            الزبدة هي أننا نحتج عليكم بما صح عندكم و أنتم تحتجون علينا بما لم يصح...و هذه هي نتيجة القص و اللزق العمياني



                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة عادل سالم سالم


                              انتم تقولون كل ما في البخاري و مسلم صحيح

                              اصل الموضوع المذكور في تفاسيركم هو وسوسة الشيطان في قراءة الرسول ص

                              ارجع اقرا تفسير الوهابية المعتمد في السعودية المسمى التفسير الميسر


                              التفسير الميسر
                              وما أرسلنا من قبلك- أيها الرسول - من رسول ولا نبي إلا إذا قرأ كتاب الله ألقى الشيطان في قراءته الوساوشس والبهات؛ ليصدَّ الناس عن اتباع ما يقرؤه ويتلوه، لكن الله يبطل كيد الشيطان، فيزيل وساوسه، ويثبت آياته الواضحات. والله عليم بما كان ويكون, لا تخفى عليه خافية, حكيم في تقديره وأمره.


                              وهذا ما اعنيه اصل الموضوع



                              هذا التفسير لا يثبت القصة اذ انه لا يذكر ان الشيطان القى عليه كلاما

                              ثم ان كلام المفسر يتكلم عن وساوس لا ان الشيطان القى على المبي صلى الله عليه وسلم و العياذ بالله

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X