9/10/2013
* "الوقفة" الأميركية ""shutdown" والطريق المسدود

"يتوقف حل مشاكل العالم - سواء تعلق الأمر بالمجاعة في الجنوب المعسر، أو بالبطالة والإقصاء اللذان يطالان الشمال الموسر، على قدرة العاقلين من السياسيين والنخب المثقفة، على جمع وتوحيد كل ضحايا هيمنة الولايات المتحدة لعزل قادتها ، بالإتحاد ضمن "باندونج" Bandoeng جديد، يضم شعوب الجنوب الذين لم يعودوا يتقبلون الهيمنة الأميركية وإذلالاتها، وّإلا فلينظروا إلى أوروبا التي طالما إستغلت هيمنتها على المستضعفين ، تجد نفسها اليوم مستعمرة بدورها، وفاقدة لروحها وثقافاتها" ..
الراحل"روجيه غارودي من كتابه: "الولايات المتحدة: طليعة الإنحطاط"
مرت أواخر أيام سيبتمبر حبلى بالأحداث الساخنة التي تأخذ بالأنفاس، بدءا بإجتماع العشرين الكبار الذي لطّف من تعالي نبرات دعاة الحرب التي سرعان ما خفت حدتها، بعد الدوش البارد السلافي الذي أعاد دوران الدم الصافي في أجساد وعقول تجار الحروب في إجتماع "بتيرسبورغ"، وأزال الحجب عن طلاسم "سلام الرعب" الذي إستطاع فيه "بوتين" بالحركات المحسوبة على رقعة الشطرنج أن يفك أحجياته.. ثم جاء الإجتماع السنوي في الأمم المتحدة الذي تفاجأ العالم بتلك المكالمة الخاطفة القصيرة التي لم تدم سوى 15 دقيقة ما بين الرئيس الإيراني الشيخ "حسن روحاني" والأميركي "حسين باراك أوباما"، تعقبها بثلاثة أيام تلك الزيارة الخاطفة للإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" الذي إستغل الظرف الصعب المتوتر بين الجمهوريين والديمقراطيين بسبب التصويت على "برنامج أوباما الصحي" وإنشغال الكونجرس بالبحث في شؤون الميزانية، لكي يحاسب أوباما في موضوع التقارب (الإيراني - الأمريكي) مهددا بعزمه على الهجوم الفردي على المفاعل النويية الإيرانية.
وكأن الرجل سيلعب "لعبة فيديو" في حارة من حارات تل أبيب، حيث أن أوباما أضطر لكي يجيبه بتلك الإجابة الأوبامية الثعلبية المعروفة "إن كل الخيارات مع إيران واردة بما فيها التدخل العسكري المباغت". ورحل نتانياهو ولا أحد يعرف لم تلك الزيارة الخاطفة في هذا الظرف الأمريكي الحرج بالضبط؟!..
ولرب ضارة نافعة... ولعل الله سبحانه وتعالى قد أشغل الظالمين بظلمهم، إذ صمت الغرب كله عن الحديث عن "الكيماويات السورية" و"التباكي على الشعب السوري من قمع نظامه" إذا سقطت الحكومة الأمريكية - وسقطت معها أوروبا بكاملها - بعد ثلاثة أيام في حال فوضى وقلق ورعب لم تعرفها الولايات المتحدة منذ أعوام 1913 و 1917 وفي عهد بيل كلينتون العام 1995 حيث إنه منذ يوم الثلاثاء 1-10-2013 بعد الدقيقة الواحدة من منتصف الليل لا تملك الدولة الأمريكية "شروى نقير" أي لا توجد ميزانية لتصريف شؤون الشعب الأمريكي. وأطلق على تلك الحالة ما يسمى بالإنجليزية بـ"«shutdown التي تعني باللغة العربية " الوقف او الوقوف او الإيقاف الى حين ...".
كما إستيقظت أوروبا أيضا، صبيحة يوم الثلاثاء 1 أكتوبر2013 عند الساعة السادسة والدقيقة الواحدة، على الكلمة المرعبة التي يرددها الإعلام الأمريكي "الوقوف" فترجمتها الصحف الفرنسية بـ'النهاية" ، "الإنحدار" ، "الصعقة" ، "الصدمة" ، إلى غير ذلك من المترادفات اللغوية وإشتقاقاتها التي تحمل معاني "البوكالبيس" أو"الإنحطاط". ولم يفهم رجل الشارع العادي الفرنسي والأوروبي ، كيف أن أعظم دولة في تاريخ العالم جبروتا - مالا وولدا وجندا، - و"احب" بلاد الله إلى خلقه ديموقراطية و"إنسانية" وعدالة إجتماعية، لم يعد لها ميزانية مالية لتصريف شؤون شعبها، إبتداء من منتصف الليل ليوم الثلاثاء 1 أكتوبر2013 - نعم هكذا - بدعوى ان الميزانية لم يصوّت عليها "الكونغرس" مما يعني بلغة الواقع العملاتي أن الولايات المتحدة ستتعرض الى حين تصويت الكونغرس على الميزانية 17 من أكتوبر، إلى الشلل التام والى ضربات قاتلة في الجسم الأمريكي.

وللتذكير، فإن "الوقف" او"الإيقاف" او( تعليق الأمور الى حين ) هو إجراء قانوني إحترازي أمريكي، يتمّ فرضه في حال عدم موافقة الكونغرس على التصويت على الميزانية، وهو ما حدث يوم الثلاثاء بسبب رفض الجمهوريين - الذين يكونون الأغلبية في مجلس الشيوخ منذ إنتخابات نوفمبر 2010 - الموافقة على برنامج " اوباما الصحي " obamacare الذي هو بدوره قانون تحايلي لمصلحة البنوك التي ستسفيد منه بقرضها للدولة – وتلك من أحاييل أوباما بصفته محاميا سابقا للبنوك والشركات المتعددة الجنسيات وليس من أجل سواد عيون الفقراء.…إنها أمريكا التي لا تؤمن سوى بربوبية المال وعبودية الدولار، وتلك أحدى أهم جوانب مكونات الثقافة (التوراتية – اليهودية )المنظرة للإقتصاد الرأسمالي الغربي (النفعي) الأنغلوساكسون المؤسس للرأسمالية الغربية.
إنعكاسات "الوقف" العملية على المجتمع الأمريكي:
أولا- على الرئيس أوباما: سيحرم الرئيس الأمريكي أوباما نفسه من ثلاثة أرباع الموظفين والعاملين بالبيت الابيض من تعداد1701 موظف ستطال كل من له علاقة بتسيير شؤونه الخاصة، إبتداء من الكناس والطباخ والمكوجي، الى الحرس والإداريين، وصولا الى مستشاريه في الإقتصاد والأمن.
ثانيا: العاصمة واشنطن: ستشل أعمال النظافة العمومية في شوارع العاصمة وفي المدن الكبرى، وسيحال نحو مليون من موظفي الدول إلى" البطالة التقنية chômage technique "- كما تسمى باللغة الفرنسية ، إلى 17 من أكتوبر الجاري - شريطة أن يستجيب الكونجرس لمطلب أوباما - ويمنع منعا باتا ممارسة أي عمل "إضافي خفي" خلال هذه "الإجازة المجبرة"، مخافة الزيارات المفاجئة لمراقبي الضرائب التي ستعرّض كل من حاول "الإستعانة" على كسب العيش "بالطرق الغير الشرعية" – ويتعرض كل من مارس عملا خفيا في هذه الفترة الى عقوبات قانونية او الحرمان من العمل ومن مساعدات الدولة.
ثالثا: ستتعرض معظم اعمال الدولة في كل البقاع الأمريكية إلى الشلل النصفي، إذ سيحال نحو 400000 خبير في البينتاغون على البطالة او ما يسمى تلطيفا "بالإجازة الإجبارية" إلى حين ...،بينما يكون الجيش الوحيد في كل قطاعات الدولة الذي سيلزم بالإستمرار في أداء واجباته مع تأخير توصل الجنود بمرتباتهم – كما تفتقت عن ذلك عبقرية أوباما في تصريحه مساء يوم الإثنين الماضي.
أرقام المتوقفين عن العمل :
90000 من موظفي الضرائب،: 18000 من موظفي العدالة ،115000 ....من موظفي كبار الدولة . وموظفي وزارة العدل والمحاكم الجنائية والمدنية، مما سيترتب عنه تأخير البت في آلاف القضايا.
في مجالات الخدمات الصحية: تقليص خدمات المستشفيات في اميركا إذ أن أكبر مستشفى بضاحية واشنطن "سيرفض قبول أي مريض جديد وكذا في معظم سائر مستشفيات كبرى المدن الأمريكية بسبب تقليص عدد الأطباء والممرضين وسيارات الإسعاف الحكومية الى الحد الأقصى.
إغلاق المتاحف الفدرالية والحدائق الوطنية وسيتم إيقاف موظفي وزارة البيئة .
إغلاق قاعدة "الناسا" الفضائية – وطمأن أوباما رجلي الفضاء بأنه سيتم الإبقاء على مركز المراقبة.
وفي الحصيلة : توقيف 800000 ، من كبارموظفي الدولة: من المخابرات المركزية ، والامن الداخلي والبوليس، مما ستكون له عواقب وخيمة على المصالح الإدارية في كل ربوع الولايات المتحدة الأمريكية .
وتم تتويج هذا المشهد القاتم بتراشقات الجمهوريين والديموقراطيين بتبادل كيل التهم، وذهب الأمر ببعض الجمهوريين بعيدا إلى وصف أوباما بـ"الشيوعي" والعميل الروسي، الى غير ذلك من الهذاءات السياسية ..
ومنذ صبيحة اليوم التالي للازمة الأمريكية، أرعبت البنوك الاوربية، وتزلزلت الأوساط المالية ، وكثرت التحليلات، ما بين متطرف في التشاؤم او مغرق في التفاؤل ، وارتفع – كما العادة - الجدل البيزنطي بين المدافعين عن "السوق الحرة" والعولمة الإقتصادية، مقابل المعارضين والمنتقدين للنظام الإقتصادي الرأسمالي الغربي برمته.

فأختلط الحابل بالنابل والكل يتساءل عن سر السماح للبنك المركزي الأمريكي طبع مليون تريليون من الدولارات بدون رصيد الذهب ، مما يعني ببساطة تراكم "أوراق مراحيض" على شكل دولارات وصبها في الأسواق المالية والتجارية والمعاملات المصرفية اليومية في الداخل الامريكي وخارجه، مما دفع خبراء من العيار الثقيل امثال "شودوفسكي" استاذ الإقتصاد السياسي الكندي او الدكتور Dr. Paul Craig Roberts بأن امريكا هي طامة العالم الكبرى، وان السياسيين الأمريكيين من الديمقراطيين او الجمهوريين ليس في حوزتهم أية حلول لبلدهم سوى إشغال الأمريكيين بحروب خارجية لا ناقة ولا جمل لهم فيها، ومن تم فلا مفر من قبول نهاية الأمركة، وما بعد الولايات المتحدة، ونهاية الغرب برمته والإستعداد للدخول في دورة زمنية وحضارية جديدة تقودها الدول الصاعدة من خارج المحيط (الانغلو - فرانكو - إسرائيلي) وهكذا يرى عقلاء الفكر الأمريكيين - من خارج السياج الصهيوني المتحكم ببلدهم وحضارتهم..
وبغض النظر عن الشلل الفدرالي فإن أنظار العالم كله موجهة بالتركيز على تاريخ 17 من أكتوبر تفسره لنا مديرة صندوق النقد الدولي Christine Lagarde في محاضرة لها عن الأزمة المالية الدولية الخانقة بواشنطن في قولها، : "إن شلل الميزانية الـأمريكية هو في حد ذاته طامة كبرى - في الداخل والخارج - ولكن عدم القدرة على رفع سقف الدين ستكون عاقبه وخيمة – غير مسبوقة - على الولايات المتحدة وعلى العالم بأسره".
ويردف كبير النقاد الإقتصاديين الأمريكيين Max Keiser "ما كس كيزر" على هذه النظرة التشاؤمية لمديرة صندوق النقد الدولي بقوله الساخر: "إن البنوك الأمريكية والأوروبية تحتضر، ولن يفلح خبراؤنا الماليين في إعادة الحياة لإقتصادنا الذي تعفن ، مهما إستخدموا من أنواع المطهرات، ومزيلات الروائح النتنة للأزمة، وهذا ما تحاوله " - عبثا - كريستين لاغاط" - ورفاقها من "عباقرة" متخصصي المال والإقتصاد في منظمتي "صندوق النقد الدولي" و"البنك الدولي" والبنوك المركزية في أوروبا "ماستريخت" او بالمنظمة العالمية للتجارة - (الجاط سابقا).
فإن الولايات المتحدة – يقول ماكس - ستظل تفبرك للعالم "الأصوليات" الإسلامية و اليهودية والمسيحية من أجل تفجير العالم، وستسعى الولايات المتحدة وحلفائها المتميزين : إنجلترا وفرنسا في تعميق مشاكل البطالة والإقصاء والهجرة والعنف والمخدرات " ... ويبقى دائما ذات التساؤل الذي أطرحه في كل مقالتي : لصالح من ؟ ومن المستفيد؟..
* النفط يتراجع دون 109 دولارات بفعل زيادة المخزون وأزمة الميزانية الأمريكية
هبطت أسعار النفط العالمية دون 109 دولارات للبرميل اليوم بعدما أدت أكبر زيادة أسبوعية في مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة خلال عام إضافة إلى أزمة الميزانية في واشنطن إلى تنامي المخاوف من انخفاض الطلب في أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.35 دولار إلى 108.81 دولار للبرميل بحلول الساعة 1536 بتوقيت "جرينتش" بعدما تمت تسويتها أمس الثلاثاء على إرتفاع للجلسة الثالثة على التوالي، كما انخفض الخام الأمريكي الخفيف 1.79 دولار إلى 101.70 دولار للبرميل.
وتراجعت أسعار النفط في وقت سابق اليوم حيث لم يحرز المشرعون الأمريكيون تقدماً يذكر بإتجاه حلّ أزمة الميزانية لكن الإنخفاضات كانت محدودة بفعل مخاوف من تعطل إمدادات من الشرق الأوسط نظراً للإضطرابات في مصر وليبيا.
* شلل الحكومة الأميركية يحرم أعضاء الكونغرس من المناشف النظيفة!
بدأ أعضاء الكونغرس الأميركي يشعرون بآثار شلل الحكومة، حيث باتوا لا يجدون مناشف نظيفة في الناديين الرياضيين بمقرّ مجلسيّ الشيوخ والنواب.
وذكرت صحيفة "ذا هيل" أن بعض أعضاء الكونغرس يجدون ضرورة في استخدام الناديين الرياضيين الخاصين بمجلسي النواب و الشيوخ بما أنهم يقضون الكثير من الوقت في مكاتبهم في واشنطن، حتى أنهم يستحمون هناك.
وأشارت إلى أن بعض الأعضاء يصرون على استخدام النادي الرياضي حتى لو عنى ذلك أن عليهم إحضار مناشفهم بأنفسهم.
* ماذا يعني احتمال ’’إفلاس’’ أميركا
بدأت الأسواق تصاب بقلق متزايد من احتمال تخلف الولايات المتحدة عن سداد مستحقات دينها السيادي، وتصاعدت المخاوف من احتمال خفض التصنيف الائتماني للدين الأميركي مجددا ما لم يقر الكونغرس رفع سقف الاقتراض للحكومة عن مستواه الحالي عند 16.7 تريليون دولار.
تقول الخزينة الأميركية إنه ما لم يرفع سقف الاقتراض لن يكون لديها بعد يوم 17 أكتوبر أكثر من 30 مليار دولار للوفاء بالتزاماتها.
ومع نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر، تحتاج الخزينة الأميركية لتوفير ما يصل إلى نحو مئة مليار دولار للوفاء بالتزامات شهرية، منها مدفوعات الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي ومعاشات تقاعد العسكريين وغيرها من الالتزامات الشهرية (67 مليار دولار)، إضافة إلى العائد على سندات الخزانة (31 مليار دولار).
التزامات
هناك بالطبع عائدات الضرائب التي تحصلها الحكومة الأميركية وتدخل في واردات الخزينة، لكن مثل كل الحكومات لا تكفي العائدات لتمويل سداد الالتزامات فتلجأ الحكومات إلى الاقتراض عبر إصدار سندات الخزينة (سندات الدين الحكومي).
ويتراوح أجل تلك السندات ما بين شهر وعشر سنوات، فقصيرة الأجل إما لمدة شهر أو ثلاثة أشهر وهكذا، ومتوسطة الأجل لعدة سنوات تقل عن خمس وبعد ذلك طويلة الأجل.
ويختلف العائد على تلك السندات بحسب مدتها، كما يتحدد العائد أيضا نتيجة التصنيف الائتماني للدين السيادي وتوقعات الأسواق والمحللين لنمو الاقتصاد المعني بشكل عام.
لهذا، ارتفع العائد على سندات الخزينة الأميركية التي مدتها شهر في الأسابيع الأخيرة بمقدار 14 نقطة أساس ليصل إلى 0.16 بالمائة، بدلا من 0.02 بالمائة.
ويعني ذلك زيادة المستحقات التي على الخزينة الأميركية دفعها شهريا لمقرضيها من حاملي تلك السندات.
الإفلاس والتخلف عن السداد
إذا لم تتمكن حكومة ما من سداد مستحقاتها، أو اصدار سندات خزينة لتمويل الوفاء بالتزاماتها تكون تخلفت عن سداد ديونها، وهو معنى الإفلاس للحكومات ـ الذي يختلف عن الشركات ولا يقتضي التصفية لسداد الدين.
يسمى التخلف عن سداد الدين السيادي Default أما في حالة الشركات والأعمال فهو Bankruptcy رغم أن الحكومات في تلك الحالة تكون أفلست ـ لكن فقط عن النقد المتوفر لسداد الالتزامات ويمكنها العودة للاقتراض برهن احتمالات نمو اقتصادها ومتانة أصوله.
وإذا كانت الشركات والأعمال الخاصة تفلس فإما تدار من قبل حارس قضائي لحين إعادة إحيائها لو كانت أصولها تزيد على ديونها، أو تصفى وتسدد ديونها، فإن الحكومات تفلس وتعاود الاقتراض والسداد بعد تعديل أوضاعها.
هناك أمثلة كثيرة لإفلاس الحكومات، بمعنى تخلفها عن سداد ديونها ـ وأقربها الأرجنتين التي أفلست أكثر من مرة.
وفي مثل هذه الحالات يتم شطب جزء من الديون (ويخسر المقرضون من حاملي سندات الدين السيادي) أو تعاد جدولة بعضه، ومع تلافي التأثيرات السلبية على اقتصاد البلد المفلس وعودته للنمو يمكنه الاقتراض مجددا.
في تلك الأثناء هناك طرق أخرى للاقتراض من السوق الثانوية أو من مقرضين مباشرين (دون إصدار سندات خزينة) أو برهن أصول.
* كرزاي: الناتو سبب الكثير من الآلام والقتل في افغانستان

انتقد الرئيس الافغاني حميد كرزاي بشدة اعمال حلف شمال الاطلسي في افغانستان وتسببه بوقوع الكثير من القتلى واتهمه بانه سبب الكثير من الآلام من دون اي فائدة لبلاده التي لم تنعم بالامن بعد.
وقال كرزاي في مقابلة مع الـ "بي بي سي" بثت مساء الاثنين: "نريد امنا مطلقا، النهاية الواضحة والكاملة للارهاب".
واوضح انه منذ العام 2005 "شهدنا اولى الحوادث التي وقع فيها ضحايا مدنيون، عندما اكتشفنا ان الحرب على الارهاب لم تجر حيث يجب".
* "الوقفة" الأميركية ""shutdown" والطريق المسدود

"يتوقف حل مشاكل العالم - سواء تعلق الأمر بالمجاعة في الجنوب المعسر، أو بالبطالة والإقصاء اللذان يطالان الشمال الموسر، على قدرة العاقلين من السياسيين والنخب المثقفة، على جمع وتوحيد كل ضحايا هيمنة الولايات المتحدة لعزل قادتها ، بالإتحاد ضمن "باندونج" Bandoeng جديد، يضم شعوب الجنوب الذين لم يعودوا يتقبلون الهيمنة الأميركية وإذلالاتها، وّإلا فلينظروا إلى أوروبا التي طالما إستغلت هيمنتها على المستضعفين ، تجد نفسها اليوم مستعمرة بدورها، وفاقدة لروحها وثقافاتها" ..
الراحل"روجيه غارودي من كتابه: "الولايات المتحدة: طليعة الإنحطاط"
مرت أواخر أيام سيبتمبر حبلى بالأحداث الساخنة التي تأخذ بالأنفاس، بدءا بإجتماع العشرين الكبار الذي لطّف من تعالي نبرات دعاة الحرب التي سرعان ما خفت حدتها، بعد الدوش البارد السلافي الذي أعاد دوران الدم الصافي في أجساد وعقول تجار الحروب في إجتماع "بتيرسبورغ"، وأزال الحجب عن طلاسم "سلام الرعب" الذي إستطاع فيه "بوتين" بالحركات المحسوبة على رقعة الشطرنج أن يفك أحجياته.. ثم جاء الإجتماع السنوي في الأمم المتحدة الذي تفاجأ العالم بتلك المكالمة الخاطفة القصيرة التي لم تدم سوى 15 دقيقة ما بين الرئيس الإيراني الشيخ "حسن روحاني" والأميركي "حسين باراك أوباما"، تعقبها بثلاثة أيام تلك الزيارة الخاطفة للإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" الذي إستغل الظرف الصعب المتوتر بين الجمهوريين والديمقراطيين بسبب التصويت على "برنامج أوباما الصحي" وإنشغال الكونجرس بالبحث في شؤون الميزانية، لكي يحاسب أوباما في موضوع التقارب (الإيراني - الأمريكي) مهددا بعزمه على الهجوم الفردي على المفاعل النويية الإيرانية.
وكأن الرجل سيلعب "لعبة فيديو" في حارة من حارات تل أبيب، حيث أن أوباما أضطر لكي يجيبه بتلك الإجابة الأوبامية الثعلبية المعروفة "إن كل الخيارات مع إيران واردة بما فيها التدخل العسكري المباغت". ورحل نتانياهو ولا أحد يعرف لم تلك الزيارة الخاطفة في هذا الظرف الأمريكي الحرج بالضبط؟!..
ولرب ضارة نافعة... ولعل الله سبحانه وتعالى قد أشغل الظالمين بظلمهم، إذ صمت الغرب كله عن الحديث عن "الكيماويات السورية" و"التباكي على الشعب السوري من قمع نظامه" إذا سقطت الحكومة الأمريكية - وسقطت معها أوروبا بكاملها - بعد ثلاثة أيام في حال فوضى وقلق ورعب لم تعرفها الولايات المتحدة منذ أعوام 1913 و 1917 وفي عهد بيل كلينتون العام 1995 حيث إنه منذ يوم الثلاثاء 1-10-2013 بعد الدقيقة الواحدة من منتصف الليل لا تملك الدولة الأمريكية "شروى نقير" أي لا توجد ميزانية لتصريف شؤون الشعب الأمريكي. وأطلق على تلك الحالة ما يسمى بالإنجليزية بـ"«shutdown التي تعني باللغة العربية " الوقف او الوقوف او الإيقاف الى حين ...".
كما إستيقظت أوروبا أيضا، صبيحة يوم الثلاثاء 1 أكتوبر2013 عند الساعة السادسة والدقيقة الواحدة، على الكلمة المرعبة التي يرددها الإعلام الأمريكي "الوقوف" فترجمتها الصحف الفرنسية بـ'النهاية" ، "الإنحدار" ، "الصعقة" ، "الصدمة" ، إلى غير ذلك من المترادفات اللغوية وإشتقاقاتها التي تحمل معاني "البوكالبيس" أو"الإنحطاط". ولم يفهم رجل الشارع العادي الفرنسي والأوروبي ، كيف أن أعظم دولة في تاريخ العالم جبروتا - مالا وولدا وجندا، - و"احب" بلاد الله إلى خلقه ديموقراطية و"إنسانية" وعدالة إجتماعية، لم يعد لها ميزانية مالية لتصريف شؤون شعبها، إبتداء من منتصف الليل ليوم الثلاثاء 1 أكتوبر2013 - نعم هكذا - بدعوى ان الميزانية لم يصوّت عليها "الكونغرس" مما يعني بلغة الواقع العملاتي أن الولايات المتحدة ستتعرض الى حين تصويت الكونغرس على الميزانية 17 من أكتوبر، إلى الشلل التام والى ضربات قاتلة في الجسم الأمريكي.

وللتذكير، فإن "الوقف" او"الإيقاف" او( تعليق الأمور الى حين ) هو إجراء قانوني إحترازي أمريكي، يتمّ فرضه في حال عدم موافقة الكونغرس على التصويت على الميزانية، وهو ما حدث يوم الثلاثاء بسبب رفض الجمهوريين - الذين يكونون الأغلبية في مجلس الشيوخ منذ إنتخابات نوفمبر 2010 - الموافقة على برنامج " اوباما الصحي " obamacare الذي هو بدوره قانون تحايلي لمصلحة البنوك التي ستسفيد منه بقرضها للدولة – وتلك من أحاييل أوباما بصفته محاميا سابقا للبنوك والشركات المتعددة الجنسيات وليس من أجل سواد عيون الفقراء.…إنها أمريكا التي لا تؤمن سوى بربوبية المال وعبودية الدولار، وتلك أحدى أهم جوانب مكونات الثقافة (التوراتية – اليهودية )المنظرة للإقتصاد الرأسمالي الغربي (النفعي) الأنغلوساكسون المؤسس للرأسمالية الغربية.
إنعكاسات "الوقف" العملية على المجتمع الأمريكي:
أولا- على الرئيس أوباما: سيحرم الرئيس الأمريكي أوباما نفسه من ثلاثة أرباع الموظفين والعاملين بالبيت الابيض من تعداد1701 موظف ستطال كل من له علاقة بتسيير شؤونه الخاصة، إبتداء من الكناس والطباخ والمكوجي، الى الحرس والإداريين، وصولا الى مستشاريه في الإقتصاد والأمن.
ثانيا: العاصمة واشنطن: ستشل أعمال النظافة العمومية في شوارع العاصمة وفي المدن الكبرى، وسيحال نحو مليون من موظفي الدول إلى" البطالة التقنية chômage technique "- كما تسمى باللغة الفرنسية ، إلى 17 من أكتوبر الجاري - شريطة أن يستجيب الكونجرس لمطلب أوباما - ويمنع منعا باتا ممارسة أي عمل "إضافي خفي" خلال هذه "الإجازة المجبرة"، مخافة الزيارات المفاجئة لمراقبي الضرائب التي ستعرّض كل من حاول "الإستعانة" على كسب العيش "بالطرق الغير الشرعية" – ويتعرض كل من مارس عملا خفيا في هذه الفترة الى عقوبات قانونية او الحرمان من العمل ومن مساعدات الدولة.
ثالثا: ستتعرض معظم اعمال الدولة في كل البقاع الأمريكية إلى الشلل النصفي، إذ سيحال نحو 400000 خبير في البينتاغون على البطالة او ما يسمى تلطيفا "بالإجازة الإجبارية" إلى حين ...،بينما يكون الجيش الوحيد في كل قطاعات الدولة الذي سيلزم بالإستمرار في أداء واجباته مع تأخير توصل الجنود بمرتباتهم – كما تفتقت عن ذلك عبقرية أوباما في تصريحه مساء يوم الإثنين الماضي.
أرقام المتوقفين عن العمل :
90000 من موظفي الضرائب،: 18000 من موظفي العدالة ،115000 ....من موظفي كبار الدولة . وموظفي وزارة العدل والمحاكم الجنائية والمدنية، مما سيترتب عنه تأخير البت في آلاف القضايا.
في مجالات الخدمات الصحية: تقليص خدمات المستشفيات في اميركا إذ أن أكبر مستشفى بضاحية واشنطن "سيرفض قبول أي مريض جديد وكذا في معظم سائر مستشفيات كبرى المدن الأمريكية بسبب تقليص عدد الأطباء والممرضين وسيارات الإسعاف الحكومية الى الحد الأقصى.
إغلاق المتاحف الفدرالية والحدائق الوطنية وسيتم إيقاف موظفي وزارة البيئة .
إغلاق قاعدة "الناسا" الفضائية – وطمأن أوباما رجلي الفضاء بأنه سيتم الإبقاء على مركز المراقبة.
وفي الحصيلة : توقيف 800000 ، من كبارموظفي الدولة: من المخابرات المركزية ، والامن الداخلي والبوليس، مما ستكون له عواقب وخيمة على المصالح الإدارية في كل ربوع الولايات المتحدة الأمريكية .
وتم تتويج هذا المشهد القاتم بتراشقات الجمهوريين والديموقراطيين بتبادل كيل التهم، وذهب الأمر ببعض الجمهوريين بعيدا إلى وصف أوباما بـ"الشيوعي" والعميل الروسي، الى غير ذلك من الهذاءات السياسية ..
ومنذ صبيحة اليوم التالي للازمة الأمريكية، أرعبت البنوك الاوربية، وتزلزلت الأوساط المالية ، وكثرت التحليلات، ما بين متطرف في التشاؤم او مغرق في التفاؤل ، وارتفع – كما العادة - الجدل البيزنطي بين المدافعين عن "السوق الحرة" والعولمة الإقتصادية، مقابل المعارضين والمنتقدين للنظام الإقتصادي الرأسمالي الغربي برمته.

فأختلط الحابل بالنابل والكل يتساءل عن سر السماح للبنك المركزي الأمريكي طبع مليون تريليون من الدولارات بدون رصيد الذهب ، مما يعني ببساطة تراكم "أوراق مراحيض" على شكل دولارات وصبها في الأسواق المالية والتجارية والمعاملات المصرفية اليومية في الداخل الامريكي وخارجه، مما دفع خبراء من العيار الثقيل امثال "شودوفسكي" استاذ الإقتصاد السياسي الكندي او الدكتور Dr. Paul Craig Roberts بأن امريكا هي طامة العالم الكبرى، وان السياسيين الأمريكيين من الديمقراطيين او الجمهوريين ليس في حوزتهم أية حلول لبلدهم سوى إشغال الأمريكيين بحروب خارجية لا ناقة ولا جمل لهم فيها، ومن تم فلا مفر من قبول نهاية الأمركة، وما بعد الولايات المتحدة، ونهاية الغرب برمته والإستعداد للدخول في دورة زمنية وحضارية جديدة تقودها الدول الصاعدة من خارج المحيط (الانغلو - فرانكو - إسرائيلي) وهكذا يرى عقلاء الفكر الأمريكيين - من خارج السياج الصهيوني المتحكم ببلدهم وحضارتهم..
وبغض النظر عن الشلل الفدرالي فإن أنظار العالم كله موجهة بالتركيز على تاريخ 17 من أكتوبر تفسره لنا مديرة صندوق النقد الدولي Christine Lagarde في محاضرة لها عن الأزمة المالية الدولية الخانقة بواشنطن في قولها، : "إن شلل الميزانية الـأمريكية هو في حد ذاته طامة كبرى - في الداخل والخارج - ولكن عدم القدرة على رفع سقف الدين ستكون عاقبه وخيمة – غير مسبوقة - على الولايات المتحدة وعلى العالم بأسره".
ويردف كبير النقاد الإقتصاديين الأمريكيين Max Keiser "ما كس كيزر" على هذه النظرة التشاؤمية لمديرة صندوق النقد الدولي بقوله الساخر: "إن البنوك الأمريكية والأوروبية تحتضر، ولن يفلح خبراؤنا الماليين في إعادة الحياة لإقتصادنا الذي تعفن ، مهما إستخدموا من أنواع المطهرات، ومزيلات الروائح النتنة للأزمة، وهذا ما تحاوله " - عبثا - كريستين لاغاط" - ورفاقها من "عباقرة" متخصصي المال والإقتصاد في منظمتي "صندوق النقد الدولي" و"البنك الدولي" والبنوك المركزية في أوروبا "ماستريخت" او بالمنظمة العالمية للتجارة - (الجاط سابقا).
فإن الولايات المتحدة – يقول ماكس - ستظل تفبرك للعالم "الأصوليات" الإسلامية و اليهودية والمسيحية من أجل تفجير العالم، وستسعى الولايات المتحدة وحلفائها المتميزين : إنجلترا وفرنسا في تعميق مشاكل البطالة والإقصاء والهجرة والعنف والمخدرات " ... ويبقى دائما ذات التساؤل الذي أطرحه في كل مقالتي : لصالح من ؟ ومن المستفيد؟..
* النفط يتراجع دون 109 دولارات بفعل زيادة المخزون وأزمة الميزانية الأمريكية
هبطت أسعار النفط العالمية دون 109 دولارات للبرميل اليوم بعدما أدت أكبر زيادة أسبوعية في مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة خلال عام إضافة إلى أزمة الميزانية في واشنطن إلى تنامي المخاوف من انخفاض الطلب في أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.35 دولار إلى 108.81 دولار للبرميل بحلول الساعة 1536 بتوقيت "جرينتش" بعدما تمت تسويتها أمس الثلاثاء على إرتفاع للجلسة الثالثة على التوالي، كما انخفض الخام الأمريكي الخفيف 1.79 دولار إلى 101.70 دولار للبرميل.
وتراجعت أسعار النفط في وقت سابق اليوم حيث لم يحرز المشرعون الأمريكيون تقدماً يذكر بإتجاه حلّ أزمة الميزانية لكن الإنخفاضات كانت محدودة بفعل مخاوف من تعطل إمدادات من الشرق الأوسط نظراً للإضطرابات في مصر وليبيا.
* شلل الحكومة الأميركية يحرم أعضاء الكونغرس من المناشف النظيفة!
بدأ أعضاء الكونغرس الأميركي يشعرون بآثار شلل الحكومة، حيث باتوا لا يجدون مناشف نظيفة في الناديين الرياضيين بمقرّ مجلسيّ الشيوخ والنواب.
وذكرت صحيفة "ذا هيل" أن بعض أعضاء الكونغرس يجدون ضرورة في استخدام الناديين الرياضيين الخاصين بمجلسي النواب و الشيوخ بما أنهم يقضون الكثير من الوقت في مكاتبهم في واشنطن، حتى أنهم يستحمون هناك.
وأشارت إلى أن بعض الأعضاء يصرون على استخدام النادي الرياضي حتى لو عنى ذلك أن عليهم إحضار مناشفهم بأنفسهم.
* ماذا يعني احتمال ’’إفلاس’’ أميركا
بدأت الأسواق تصاب بقلق متزايد من احتمال تخلف الولايات المتحدة عن سداد مستحقات دينها السيادي، وتصاعدت المخاوف من احتمال خفض التصنيف الائتماني للدين الأميركي مجددا ما لم يقر الكونغرس رفع سقف الاقتراض للحكومة عن مستواه الحالي عند 16.7 تريليون دولار.
تقول الخزينة الأميركية إنه ما لم يرفع سقف الاقتراض لن يكون لديها بعد يوم 17 أكتوبر أكثر من 30 مليار دولار للوفاء بالتزاماتها.
ومع نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر، تحتاج الخزينة الأميركية لتوفير ما يصل إلى نحو مئة مليار دولار للوفاء بالتزامات شهرية، منها مدفوعات الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي ومعاشات تقاعد العسكريين وغيرها من الالتزامات الشهرية (67 مليار دولار)، إضافة إلى العائد على سندات الخزانة (31 مليار دولار).
التزامات
هناك بالطبع عائدات الضرائب التي تحصلها الحكومة الأميركية وتدخل في واردات الخزينة، لكن مثل كل الحكومات لا تكفي العائدات لتمويل سداد الالتزامات فتلجأ الحكومات إلى الاقتراض عبر إصدار سندات الخزينة (سندات الدين الحكومي).
ويتراوح أجل تلك السندات ما بين شهر وعشر سنوات، فقصيرة الأجل إما لمدة شهر أو ثلاثة أشهر وهكذا، ومتوسطة الأجل لعدة سنوات تقل عن خمس وبعد ذلك طويلة الأجل.
ويختلف العائد على تلك السندات بحسب مدتها، كما يتحدد العائد أيضا نتيجة التصنيف الائتماني للدين السيادي وتوقعات الأسواق والمحللين لنمو الاقتصاد المعني بشكل عام.
لهذا، ارتفع العائد على سندات الخزينة الأميركية التي مدتها شهر في الأسابيع الأخيرة بمقدار 14 نقطة أساس ليصل إلى 0.16 بالمائة، بدلا من 0.02 بالمائة.
ويعني ذلك زيادة المستحقات التي على الخزينة الأميركية دفعها شهريا لمقرضيها من حاملي تلك السندات.
الإفلاس والتخلف عن السداد
إذا لم تتمكن حكومة ما من سداد مستحقاتها، أو اصدار سندات خزينة لتمويل الوفاء بالتزاماتها تكون تخلفت عن سداد ديونها، وهو معنى الإفلاس للحكومات ـ الذي يختلف عن الشركات ولا يقتضي التصفية لسداد الدين.
يسمى التخلف عن سداد الدين السيادي Default أما في حالة الشركات والأعمال فهو Bankruptcy رغم أن الحكومات في تلك الحالة تكون أفلست ـ لكن فقط عن النقد المتوفر لسداد الالتزامات ويمكنها العودة للاقتراض برهن احتمالات نمو اقتصادها ومتانة أصوله.
وإذا كانت الشركات والأعمال الخاصة تفلس فإما تدار من قبل حارس قضائي لحين إعادة إحيائها لو كانت أصولها تزيد على ديونها، أو تصفى وتسدد ديونها، فإن الحكومات تفلس وتعاود الاقتراض والسداد بعد تعديل أوضاعها.
هناك أمثلة كثيرة لإفلاس الحكومات، بمعنى تخلفها عن سداد ديونها ـ وأقربها الأرجنتين التي أفلست أكثر من مرة.
وفي مثل هذه الحالات يتم شطب جزء من الديون (ويخسر المقرضون من حاملي سندات الدين السيادي) أو تعاد جدولة بعضه، ومع تلافي التأثيرات السلبية على اقتصاد البلد المفلس وعودته للنمو يمكنه الاقتراض مجددا.
في تلك الأثناء هناك طرق أخرى للاقتراض من السوق الثانوية أو من مقرضين مباشرين (دون إصدار سندات خزينة) أو برهن أصول.
* كرزاي: الناتو سبب الكثير من الآلام والقتل في افغانستان

انتقد الرئيس الافغاني حميد كرزاي بشدة اعمال حلف شمال الاطلسي في افغانستان وتسببه بوقوع الكثير من القتلى واتهمه بانه سبب الكثير من الآلام من دون اي فائدة لبلاده التي لم تنعم بالامن بعد.
وقال كرزاي في مقابلة مع الـ "بي بي سي" بثت مساء الاثنين: "نريد امنا مطلقا، النهاية الواضحة والكاملة للارهاب".
واوضح انه منذ العام 2005 "شهدنا اولى الحوادث التي وقع فيها ضحايا مدنيون، عندما اكتشفنا ان الحرب على الارهاب لم تجر حيث يجب".
تعليق