قال أبوجعفر الاسكافي (25) : إن معاوية حمل قوما من الصحابة وقوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في على تقتضي الطعن فيه والبراءة منه وجعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله ، فاختلقوا له ما أرضاه . منهم أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبةومن التابعين عروة بن الزبير إلى آخر كلامه .
(25) كما في صفحة 358 من المجلد الاول من شرح نهج البلاغة الحميدي .
.............................................
في عهد الخليفتين لم نجد لابي هريرة ثمة أثرا يذكر ، سوى ان عمر بعثه واليا على البحرين سنة إحدى وعشرين . فلما كانت سنة ثلاث وعشرين عزله وولى عثمان بن أبي العاص حين مات الوالي عليها من قبل رسول الله صلى الله عليه وآلهوابي بكر وعمر وهو العلاء ابن الحضرمي الثقفي (15) ، ولم يكتف بعزله حتى استنقذ منه لبيت المال عشرة الآف زعم انه سرقها من مال الله في قضية مستفيضة ، وحسبك منها ما ذكره ابن عبد ربه المالكي (فيما يأخذ به السلطان من الحزم والعزم من أوائل الجزء الاول من عقده الفريد) إذ قال - وقد ذكر عمر : ثم دعا أبا هريرة . فقال له : علمت اني استعملتك على البحرين وأنت بلا نعلين . ثم بلغني انك ابتعت افراسا بألف دينار وستمائة دينار . قال : كانت لنا أفراس تناتجت وعطايا تلاحقت . قال : حسبت لك رزقك ومؤنتك وهذا أفضل فأده قال : ليس ذلك . قال : بلا والله وأوجع ظهرك ثم قام اليه بالدرة فضربه حتى أدماه ثم قال ائت بها ، قال : احتسبها عند الله قال : ذلك لو أخذتها من حلال وأديتها طائعا ، أجئت من أقصى حجر البحرين يجبي الناس لك لا لله ولا للمسلمين ؟ ما رجعت (16) بك أميمة إلا لرعية الحمر .
قال ابن عبد ربه : وفي حديث أبي هريرة : لما عزلني عمر عن البحرين قال لي : ياعدو الله وعدو كتابه سرقت مال الله قال فقلت : ما أنا عدو الله وعدو كتابه ولكني عدو من عاداك وما سرقت مال الله ، قال : فمن أين اجتمعت لك عشرة آلاف ؟ قال فقلت : خيل تناتجت ، وعطايا تلاحقت ، وسهام تتابعت قال : فقبضها مني فلما صليت الصبح استغفرت لامير المؤمنين الحديث .
(15) كما هو ثابت لدى أهل الاخبار ومصرح به في عدة حوادث تلك السنة من تاريخ ابن الاثير وغيره .
(16) الرجع والرجيع العذرة والروث سميا رجيعا لانهما رجعا من حالتهما الاولى بعد ان كانا طعاما وعلفاواميمة ام ابي هريرة ، وكلمة الخليفة هذه من افظع كلمات الشتم .
..................................
حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ حَدَّثَنِي اَبُو كَثِيرٍ، قَالَ حَدَّثَنِي اَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ كُنَّا قُعُودًا حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَنَا اَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فِي نَفَرٍ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْنِ اَظْهُرِنَا فَاَبْطَاَ عَلَيْنَا وَخَشِينَا اَنْ يُقْتَطَعَ دُونَنَا وَفَزِعْنَا فَقُمْنَا فَكُنْتُ اَوَّلَ مَنْ فَزِعَ فَخَرَجْتُ اَبْتَغِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى اَتَيْتُ حَائِطًا لِلاَنْصَارِ لِبَنِي النَّجَّارِ فَدُرْتُ بِهِ هَلْ اَجِدُ لَهُ بَابًا فَلَمْ اَجِدْ فَاِذَا رَبِيعٌ يَدْخُلُ فِي جَوْفِ حَائِطٍ مِنْ بِئْرٍ خَارِجَةٍ - وَالرَّبِيعُ الْجَدْوَلُ - فَاحْتَفَزْتُ كَمَا يَحْتَفِزُ الثَّعْلَبُ فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ " اَبُو هُرَيْرَةَ " . فَقُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ " مَا شَاْنُكَ " . قُلْتُ كُنْتَ بَيْنَ اَظْهُرِنَا فَقُمْتَ فَاَبْطَاْتَ عَلَيْنَا فَخَشِينَا اَنْ تُقْتَطَعَ دُونَنَا فَفَزِعْنَا فَكُنْتُ اَوَّلَ مَنْ فَزِعَ فَاَتَيْتُ هَذَا الْحَائِطَ فَاحْتَفَزْتُ كَمَا يَحْتَفِزُ الثَّعْلَبُ وَهَؤُلاَءِ النَّاسُ وَرَائِي فَقَالَ " يَا اَبَا هُرَيْرَةَ " . وَاَعْطَانِي نَعْلَيْهِ قَالَ " اذْهَبْ بِنَعْلَىَّ هَاتَيْنِ فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ اَنْ لاَ اِلَهَ اِلاَّ اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ " فَكَانَ اَوَّلَ مَنْ لَقِيتُ عُمَرُ فَقَالَ مَا هَاتَانِ النَّعْلاَنِ يَا اَبَا هُرَيْرَةَ . فَقُلْتُ هَاتَانِ نَعْلاَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَنِي بِهِمَا مَنْ لَقِيتُ يَشْهَدُ اَنْ لاَ اِلَهَ اِلاَّ اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ بَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ . فَضَرَبَ عُمَرُ بِيَدِهِ بَيْنَ ثَدْيَىَّ فَخَرَرْتُ لاِسْتِي فَقَالَ ارْجِعْ يَا اَبَا هُرَيْرَةَ فَرَجَعْتُ اِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاَجْهَشْتُ بُكَاءً وَرَكِبَنِي عُمَرُ فَاِذَا هُوَ عَلَى اَثَرِي فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " مَا لَكَ يَا اَبَا هُرَيْرَةَ " . قُلْتُ لَقِيتُ عُمَرَ فَاَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي بَعَثْتَنِي بِهِ فَضَرَبَ بَيْنَ ثَدْيَىَّ ضَرْبَةً خَرَرْتُ لاِسْتِي قَالَ ارْجِعْ . فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " يَا عُمَرُ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ " . قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِاَبِي اَنْتَ وَاُمِّي اَبَعَثْتَ اَبَا هُرَيْرَةَ بِنَعْلَيْكَ مَنْ لَقِيَ يَشْهَدُ اَنْ لاَ اِلَهَ اِلاَّ اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ بَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ . قَالَ " نَعَمْ " . قَالَ فَلاَ تَفْعَلْ فَاِنِّي اَخْشَى اَنْ يَتَّكِلَ النَّاسُ عَلَيْهَا فَخَلِّهِمْ يَعْمَلُونَ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " فَخَلِّهِمْ " .
صحيح مسلم كتاب الايمان
..............................................
قال عمر بن الخطاب لأبي هريرة : ( لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس ) ( 8 ) وقال له أيضا : ( لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض الفيح يعني أرض قومه ) ( 9 ) .
ضرب عمر أبا هريرة بالدرة وقال له : ( قد أكثرت من الرواية ، وأحر بك أن تكون كاذبا على رسول الله ) ( 13 ) .
قال أبو هريرة : ( ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله حتى قبض عمر ) ( 14 ) وكان أبو هريرة يقول : ( لو كان عمر حيا لما سمح له برواية حديث رسول الله ولضربه بالدرة ) ( 15 ) .
قال أبو هريرة : ( لقد حدثتكم بأحاديث لو حدثت بها زمن عمر لضربني بالدرة ) ( 16 ) .
قال أبو سلمة : ( سألت أبا هريرة أكنت تحدث في زمن عمر هكذا ؟ قال أبو هريرة لو كنت أحدث في زمان عمر مثل ما أحدثكم لضربني بمحففته ) ( 17 ) .
أبو هريرة المعروف بموالاته للغالب حيث قال : ( حفظت من رسول الله وعائين ، أما أحدهما فبثثته ، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم ) ( 26 ) .
ووضح أبو هريرة الصورة قليلا في ما بعد قائلا : ( إني لأحدث أحاديثا لو تكلمت بها زمن عمر لشج رأسي ) ( 27 ) .
( 9 ) أخبار المدينة المنورة لابن شيبة ج 3 ص 800 .
( 13 ) شرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 67 ، 68 .
( 14 ) البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 107 .
( 15 ) تذكرة الحفاظ ج 1 ص 7 ، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ج 2 ص 121 .
( 16 ) جامع بيان العلم لابن عبد البر ج 2 ص 121 .
( 17 ) تذكرة الحفاظ ج 1 ص 7 .
( 27 ) البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 107 .
.................................................. .....................
ويرون أيضاً عن الإسكافي روايته عن علي (عليه السلام) انه قال : (الا أن اكذب الناس ـ أو أكذب الأحياء ـ على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبو هريرة الدوسي).
........................
روي عن أمير المؤمنين علي قال: »أكذب الأحياء على رسول الله 9 لأبو هريرة الدوسي« ([1]).
([1]) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4:68.
وروي عن عمر بن الخطاب أنّه قال لأبي هريرة: لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس([1])، وقد نص الأستاذ شعيب الأرنؤوط على صحة سند هذا الخبر، ومن ثم فقد علق عليه ابن حجر في الإصابة بقوله: وهذا من عمر يدل على كذب أبي هريرة([2]).
وفيما أخرجه ابن أبي الحديد قال عمر بن الخطاب بعد أن ضربه بالدرة: قد أكثرت من الرواية، وأحرى بك أن تكون كاذباً على رسول الله([3]).
([1]) سير أعلام النبلاء2:601.
([2]) الإصابة 1:69.
([3]) شرح نهج البلاغة 4:67.
..................................
روى البخاري بسنده عن أبي هريرة أنّه ضرب جبهته (وفي بعض المصادر صلعته) ويقول: يا أهل العراق، أتزعمون أنّي أكذب على رسول الله؟ أيكون لكم المهنأ وعليّ المأثم...([1]).
وهو نص في أنّ أبا هريرة كاذب في عقيدة أهل العراق
([1]) الأدب المفرد للبخاري:205.
وقد جزم ابن قتيبة ( في محتلف علوم الحديث : 27 ) قال : كذب عمر وعلي وعثمان ابا هريرة .
.................................................. .
جامع بيان العلم وفضله
لابن عبد البر
الجزءالاول
ص1101
حديث2148
باسناد صحيح
" ومثله ما قال المروزي، نا إسحاق بن راهويه وأحمد بن عمرو قالا: أنا جرير عن منصور، عن حبيب بن أبي ثابت، عن طاوس قال: كنت جالساً عند ابن عمر، فأتاه رجل فقال: إن أبا هريرة يقول: إن الوتر ليس بحتم، فخذوا منه أو دعوا، فقال ابن عمر: كذب أبو هريرة، جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن صلاة الليل فقال: ( مثنى، مثنى، فإذا خشيت الصبح فواحدة ) ".
.................................
جامع المسانيد والسنن
لابن كثير الدمشقي
المقدمه
ص61
اخرج الطيالسي عن مكحول قيل لعائشه ان اباهريره يقول قال رسول الله .ص.الشوم ثلاث في الدار والمراه والفرس
فقالت عائشه لم يحفظ اباهريره لانه دخل ورسول الله يقول قاتل الله اليهود
ان الشوم في ثلاث في الدار والمراه والفرس
فسمع اخر الحديث ولم يسمع اوله
واخرج الطيالسي ايضا
عن علقمه قال كنا عند عائشه فدخل عليهاابوهريره فقالت يااباهريره انت الذي تحدث ان المراه عذبت في هره لها ربطتها ولم تطعمها ولم تسقها فقال ابوهريره سمعته منه يعني النبي فقالت اتدري ماكانت المراه قال لا قالت ان المراه مع مافعلت كانت كافره ان المؤمن اكرم على الله من ان يعذب في هره فاذ حدثت عن رسول الله فانظر كيف تحدث
........................................
وقد روى الصدوق عن جعفر بن محمد (عليه السلام) انه قال : (ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبو هريرة وانس بن مالك ، وامرأة ) (الخصال: 190). ولسنا وحدنا الذي يقول بكذب أبي هريرة، بل هناك الكثير ممن وصمه بالكذب، فالمعتزلة يرون عن أبي جعفر الإسكافي قوله: إن أبا هريرة مدخول عند شيوخنا غير مرضي الرواية ضربه عمر بالدرة وقال له قد أكثرت الرواية وأحر بك ان تكون كاذباً على رسول الله (صلى الله عليه وآله). ويرون أيضاً عن الإسكافي روايته عن علي (عليه السلام) انه قال : (الا أن اكذب الناس ـ أو أكذب الاحياء ـ على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبو هريرة الدوسي). وقد أنكر على أبي هريرة إكثاره للحديث الكثير من الصحابة منهم عائشة التي يقول عنها ابن قتيبة: أنها أشد الناس إنكاراً على أبي هريرة، وكذلك أنكر الزبير عليه وقال: ((صدق كذب))، ((صدق كذب))، عن رواية أبي هريرة للأحاديث، فسأل عن معنى كلامه فقال : ان يكون سمع الأحاديث من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلا شك، ولكن منها ما وضعه على مواضعه ومنها ما وضعه على غير مواضعه . وقد حصل أبو هريرة من وراء روايته للحديث على الأموال والمناصب التي غيرت حاله كلياً بعد ما كان مسكينا من مساكين الصفة يستجدي طعامه من الماره في الطريق. هذا هو حال أبي هريرة ولكن مع ذلك لا ينبغي ان نتهم كل حديث يرد عن طريقه بالكذب والوضع، فلعله يكون واحداً من الأحاديث التي نقلها صحيحاً، فلذلك يحتاج كل حديث يرد عن طريقه الى البحث، وان كان الراجح عندنا عدم الإعتناء به إلى تلك الأحاديث التي ورد ما شابهها عندنا.
كيف صار أبو هريرة والياً للمدينة, ففي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4/67 قال:
ثم نعود إلى حكاية كلام شيخنا أبى جعفر الإسكافي رحمه الله تعالى. قال أبو جعفر: وروى الأعمش, قال: لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة, جاء إلى مسجد الكوفة, فلما رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه, ثم ضرب صلعته مرارا, وقال: يا أهل العراق, أتزعمون أنى أكذب على الله وعلى رسوله, وأحرق نفسي بالنار ! والله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (إن لكل نبي حرما, وإن حرمي بالمدينة, ما بين عير إلى ثور, فمن أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين), وأشهد بالله أن عليا أحدث فيها: فلما بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولاه إمارة المدينة.
ويكفي أن حاله تغير من كونه من مساكين الصفة الى أن صار بفضل معاوية يسكن قصر العقيق وتزوج المرأة التي كان يخدمها!
....................................
(25) كما في صفحة 358 من المجلد الاول من شرح نهج البلاغة الحميدي .
.............................................
في عهد الخليفتين لم نجد لابي هريرة ثمة أثرا يذكر ، سوى ان عمر بعثه واليا على البحرين سنة إحدى وعشرين . فلما كانت سنة ثلاث وعشرين عزله وولى عثمان بن أبي العاص حين مات الوالي عليها من قبل رسول الله صلى الله عليه وآلهوابي بكر وعمر وهو العلاء ابن الحضرمي الثقفي (15) ، ولم يكتف بعزله حتى استنقذ منه لبيت المال عشرة الآف زعم انه سرقها من مال الله في قضية مستفيضة ، وحسبك منها ما ذكره ابن عبد ربه المالكي (فيما يأخذ به السلطان من الحزم والعزم من أوائل الجزء الاول من عقده الفريد) إذ قال - وقد ذكر عمر : ثم دعا أبا هريرة . فقال له : علمت اني استعملتك على البحرين وأنت بلا نعلين . ثم بلغني انك ابتعت افراسا بألف دينار وستمائة دينار . قال : كانت لنا أفراس تناتجت وعطايا تلاحقت . قال : حسبت لك رزقك ومؤنتك وهذا أفضل فأده قال : ليس ذلك . قال : بلا والله وأوجع ظهرك ثم قام اليه بالدرة فضربه حتى أدماه ثم قال ائت بها ، قال : احتسبها عند الله قال : ذلك لو أخذتها من حلال وأديتها طائعا ، أجئت من أقصى حجر البحرين يجبي الناس لك لا لله ولا للمسلمين ؟ ما رجعت (16) بك أميمة إلا لرعية الحمر .
قال ابن عبد ربه : وفي حديث أبي هريرة : لما عزلني عمر عن البحرين قال لي : ياعدو الله وعدو كتابه سرقت مال الله قال فقلت : ما أنا عدو الله وعدو كتابه ولكني عدو من عاداك وما سرقت مال الله ، قال : فمن أين اجتمعت لك عشرة آلاف ؟ قال فقلت : خيل تناتجت ، وعطايا تلاحقت ، وسهام تتابعت قال : فقبضها مني فلما صليت الصبح استغفرت لامير المؤمنين الحديث .
(15) كما هو ثابت لدى أهل الاخبار ومصرح به في عدة حوادث تلك السنة من تاريخ ابن الاثير وغيره .
(16) الرجع والرجيع العذرة والروث سميا رجيعا لانهما رجعا من حالتهما الاولى بعد ان كانا طعاما وعلفاواميمة ام ابي هريرة ، وكلمة الخليفة هذه من افظع كلمات الشتم .
..................................
حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ حَدَّثَنِي اَبُو كَثِيرٍ، قَالَ حَدَّثَنِي اَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ كُنَّا قُعُودًا حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَنَا اَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فِي نَفَرٍ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْنِ اَظْهُرِنَا فَاَبْطَاَ عَلَيْنَا وَخَشِينَا اَنْ يُقْتَطَعَ دُونَنَا وَفَزِعْنَا فَقُمْنَا فَكُنْتُ اَوَّلَ مَنْ فَزِعَ فَخَرَجْتُ اَبْتَغِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى اَتَيْتُ حَائِطًا لِلاَنْصَارِ لِبَنِي النَّجَّارِ فَدُرْتُ بِهِ هَلْ اَجِدُ لَهُ بَابًا فَلَمْ اَجِدْ فَاِذَا رَبِيعٌ يَدْخُلُ فِي جَوْفِ حَائِطٍ مِنْ بِئْرٍ خَارِجَةٍ - وَالرَّبِيعُ الْجَدْوَلُ - فَاحْتَفَزْتُ كَمَا يَحْتَفِزُ الثَّعْلَبُ فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ " اَبُو هُرَيْرَةَ " . فَقُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ " مَا شَاْنُكَ " . قُلْتُ كُنْتَ بَيْنَ اَظْهُرِنَا فَقُمْتَ فَاَبْطَاْتَ عَلَيْنَا فَخَشِينَا اَنْ تُقْتَطَعَ دُونَنَا فَفَزِعْنَا فَكُنْتُ اَوَّلَ مَنْ فَزِعَ فَاَتَيْتُ هَذَا الْحَائِطَ فَاحْتَفَزْتُ كَمَا يَحْتَفِزُ الثَّعْلَبُ وَهَؤُلاَءِ النَّاسُ وَرَائِي فَقَالَ " يَا اَبَا هُرَيْرَةَ " . وَاَعْطَانِي نَعْلَيْهِ قَالَ " اذْهَبْ بِنَعْلَىَّ هَاتَيْنِ فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ اَنْ لاَ اِلَهَ اِلاَّ اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ " فَكَانَ اَوَّلَ مَنْ لَقِيتُ عُمَرُ فَقَالَ مَا هَاتَانِ النَّعْلاَنِ يَا اَبَا هُرَيْرَةَ . فَقُلْتُ هَاتَانِ نَعْلاَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَنِي بِهِمَا مَنْ لَقِيتُ يَشْهَدُ اَنْ لاَ اِلَهَ اِلاَّ اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ بَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ . فَضَرَبَ عُمَرُ بِيَدِهِ بَيْنَ ثَدْيَىَّ فَخَرَرْتُ لاِسْتِي فَقَالَ ارْجِعْ يَا اَبَا هُرَيْرَةَ فَرَجَعْتُ اِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاَجْهَشْتُ بُكَاءً وَرَكِبَنِي عُمَرُ فَاِذَا هُوَ عَلَى اَثَرِي فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " مَا لَكَ يَا اَبَا هُرَيْرَةَ " . قُلْتُ لَقِيتُ عُمَرَ فَاَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي بَعَثْتَنِي بِهِ فَضَرَبَ بَيْنَ ثَدْيَىَّ ضَرْبَةً خَرَرْتُ لاِسْتِي قَالَ ارْجِعْ . فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " يَا عُمَرُ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ " . قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِاَبِي اَنْتَ وَاُمِّي اَبَعَثْتَ اَبَا هُرَيْرَةَ بِنَعْلَيْكَ مَنْ لَقِيَ يَشْهَدُ اَنْ لاَ اِلَهَ اِلاَّ اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ بَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ . قَالَ " نَعَمْ " . قَالَ فَلاَ تَفْعَلْ فَاِنِّي اَخْشَى اَنْ يَتَّكِلَ النَّاسُ عَلَيْهَا فَخَلِّهِمْ يَعْمَلُونَ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " فَخَلِّهِمْ " .
صحيح مسلم كتاب الايمان
..............................................
قال عمر بن الخطاب لأبي هريرة : ( لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس ) ( 8 ) وقال له أيضا : ( لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض الفيح يعني أرض قومه ) ( 9 ) .
ضرب عمر أبا هريرة بالدرة وقال له : ( قد أكثرت من الرواية ، وأحر بك أن تكون كاذبا على رسول الله ) ( 13 ) .
قال أبو هريرة : ( ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله حتى قبض عمر ) ( 14 ) وكان أبو هريرة يقول : ( لو كان عمر حيا لما سمح له برواية حديث رسول الله ولضربه بالدرة ) ( 15 ) .
قال أبو هريرة : ( لقد حدثتكم بأحاديث لو حدثت بها زمن عمر لضربني بالدرة ) ( 16 ) .
قال أبو سلمة : ( سألت أبا هريرة أكنت تحدث في زمن عمر هكذا ؟ قال أبو هريرة لو كنت أحدث في زمان عمر مثل ما أحدثكم لضربني بمحففته ) ( 17 ) .
أبو هريرة المعروف بموالاته للغالب حيث قال : ( حفظت من رسول الله وعائين ، أما أحدهما فبثثته ، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم ) ( 26 ) .
ووضح أبو هريرة الصورة قليلا في ما بعد قائلا : ( إني لأحدث أحاديثا لو تكلمت بها زمن عمر لشج رأسي ) ( 27 ) .
( 9 ) أخبار المدينة المنورة لابن شيبة ج 3 ص 800 .
( 13 ) شرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 67 ، 68 .
( 14 ) البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 107 .
( 15 ) تذكرة الحفاظ ج 1 ص 7 ، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ج 2 ص 121 .
( 16 ) جامع بيان العلم لابن عبد البر ج 2 ص 121 .
( 17 ) تذكرة الحفاظ ج 1 ص 7 .
( 27 ) البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 107 .
.................................................. .....................
ويرون أيضاً عن الإسكافي روايته عن علي (عليه السلام) انه قال : (الا أن اكذب الناس ـ أو أكذب الأحياء ـ على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبو هريرة الدوسي).
........................
روي عن أمير المؤمنين علي قال: »أكذب الأحياء على رسول الله 9 لأبو هريرة الدوسي« ([1]).
([1]) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4:68.
وروي عن عمر بن الخطاب أنّه قال لأبي هريرة: لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس([1])، وقد نص الأستاذ شعيب الأرنؤوط على صحة سند هذا الخبر، ومن ثم فقد علق عليه ابن حجر في الإصابة بقوله: وهذا من عمر يدل على كذب أبي هريرة([2]).
وفيما أخرجه ابن أبي الحديد قال عمر بن الخطاب بعد أن ضربه بالدرة: قد أكثرت من الرواية، وأحرى بك أن تكون كاذباً على رسول الله([3]).
([1]) سير أعلام النبلاء2:601.
([2]) الإصابة 1:69.
([3]) شرح نهج البلاغة 4:67.
..................................
روى البخاري بسنده عن أبي هريرة أنّه ضرب جبهته (وفي بعض المصادر صلعته) ويقول: يا أهل العراق، أتزعمون أنّي أكذب على رسول الله؟ أيكون لكم المهنأ وعليّ المأثم...([1]).
وهو نص في أنّ أبا هريرة كاذب في عقيدة أهل العراق
([1]) الأدب المفرد للبخاري:205.
وقد جزم ابن قتيبة ( في محتلف علوم الحديث : 27 ) قال : كذب عمر وعلي وعثمان ابا هريرة .
.................................................. .
جامع بيان العلم وفضله
لابن عبد البر
الجزءالاول
ص1101
حديث2148
باسناد صحيح
" ومثله ما قال المروزي، نا إسحاق بن راهويه وأحمد بن عمرو قالا: أنا جرير عن منصور، عن حبيب بن أبي ثابت، عن طاوس قال: كنت جالساً عند ابن عمر، فأتاه رجل فقال: إن أبا هريرة يقول: إن الوتر ليس بحتم، فخذوا منه أو دعوا، فقال ابن عمر: كذب أبو هريرة، جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن صلاة الليل فقال: ( مثنى، مثنى، فإذا خشيت الصبح فواحدة ) ".
.................................
جامع المسانيد والسنن
لابن كثير الدمشقي
المقدمه
ص61
اخرج الطيالسي عن مكحول قيل لعائشه ان اباهريره يقول قال رسول الله .ص.الشوم ثلاث في الدار والمراه والفرس
فقالت عائشه لم يحفظ اباهريره لانه دخل ورسول الله يقول قاتل الله اليهود
ان الشوم في ثلاث في الدار والمراه والفرس
فسمع اخر الحديث ولم يسمع اوله
واخرج الطيالسي ايضا
عن علقمه قال كنا عند عائشه فدخل عليهاابوهريره فقالت يااباهريره انت الذي تحدث ان المراه عذبت في هره لها ربطتها ولم تطعمها ولم تسقها فقال ابوهريره سمعته منه يعني النبي فقالت اتدري ماكانت المراه قال لا قالت ان المراه مع مافعلت كانت كافره ان المؤمن اكرم على الله من ان يعذب في هره فاذ حدثت عن رسول الله فانظر كيف تحدث
........................................
وقد روى الصدوق عن جعفر بن محمد (عليه السلام) انه قال : (ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبو هريرة وانس بن مالك ، وامرأة ) (الخصال: 190). ولسنا وحدنا الذي يقول بكذب أبي هريرة، بل هناك الكثير ممن وصمه بالكذب، فالمعتزلة يرون عن أبي جعفر الإسكافي قوله: إن أبا هريرة مدخول عند شيوخنا غير مرضي الرواية ضربه عمر بالدرة وقال له قد أكثرت الرواية وأحر بك ان تكون كاذباً على رسول الله (صلى الله عليه وآله). ويرون أيضاً عن الإسكافي روايته عن علي (عليه السلام) انه قال : (الا أن اكذب الناس ـ أو أكذب الاحياء ـ على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبو هريرة الدوسي). وقد أنكر على أبي هريرة إكثاره للحديث الكثير من الصحابة منهم عائشة التي يقول عنها ابن قتيبة: أنها أشد الناس إنكاراً على أبي هريرة، وكذلك أنكر الزبير عليه وقال: ((صدق كذب))، ((صدق كذب))، عن رواية أبي هريرة للأحاديث، فسأل عن معنى كلامه فقال : ان يكون سمع الأحاديث من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلا شك، ولكن منها ما وضعه على مواضعه ومنها ما وضعه على غير مواضعه . وقد حصل أبو هريرة من وراء روايته للحديث على الأموال والمناصب التي غيرت حاله كلياً بعد ما كان مسكينا من مساكين الصفة يستجدي طعامه من الماره في الطريق. هذا هو حال أبي هريرة ولكن مع ذلك لا ينبغي ان نتهم كل حديث يرد عن طريقه بالكذب والوضع، فلعله يكون واحداً من الأحاديث التي نقلها صحيحاً، فلذلك يحتاج كل حديث يرد عن طريقه الى البحث، وان كان الراجح عندنا عدم الإعتناء به إلى تلك الأحاديث التي ورد ما شابهها عندنا.
كيف صار أبو هريرة والياً للمدينة, ففي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4/67 قال:
ثم نعود إلى حكاية كلام شيخنا أبى جعفر الإسكافي رحمه الله تعالى. قال أبو جعفر: وروى الأعمش, قال: لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة, جاء إلى مسجد الكوفة, فلما رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه, ثم ضرب صلعته مرارا, وقال: يا أهل العراق, أتزعمون أنى أكذب على الله وعلى رسوله, وأحرق نفسي بالنار ! والله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (إن لكل نبي حرما, وإن حرمي بالمدينة, ما بين عير إلى ثور, فمن أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين), وأشهد بالله أن عليا أحدث فيها: فلما بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولاه إمارة المدينة.
ويكفي أن حاله تغير من كونه من مساكين الصفة الى أن صار بفضل معاوية يسكن قصر العقيق وتزوج المرأة التي كان يخدمها!
....................................
تعليق