إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

السنة النبوية وأدلة الإمامة (2): أنت مني بمنزلة هارون من موسى

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وبعد

    الاخ يا الله عفوك
    يظهر أن سبب الشبهة عندكم هو رأي شاذ عند بعض علمائكم ممن ذهب إلى عدم إمكان التمسك بالعموم بعد تخصيصه !! وهذا من أغرب الغرائب !
    على أن جمهور علمائكم يلتزم بما قلناه نحن، ولا يوافقونكم على ما ذهبتم إليه، وإليك تصريح جملة منهم بذلك:

    أولاً: الجصاص (المتوفى سنة 370 هـ)

    قَالَ (الشَّيْخُ الْإِمَامُ) أَبُو بَكْرٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: وَاَلَّذِي عِنْدِي مِنْ (مَذْهَبِ أَصْحَابِنَا) فِي هَذَا الْمَعْنَى أَنَّ تَخْصِيصَ الْعُمُومِ لَا يَمْنَعُ الِاسْتِدْلَالَ (بِهِ) فِيمَا عَدَا الْمَخْصُوصَ وَعَلَيْهِ تَدُلُّ أُصُولُهُمْ وَاحْتِجَاجُهُمْ لِلْمَسَائِلِ.(الفصول في الأصول ج1 ص246)
    ثم ذكر بعض النماذج وقال: وَنَظَائِرُ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ مِمَّا احْتَجُّوا فِيهِ بِعُمُومِ اللَّفْظِ (ص247)
    ثم استدل على ذلك بقوله: وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّتِهِ أَنَّ قِيَامَ دَلَالَةِ التَّخْصِيصِ فِي مَعْنَى الِاسْتِثْنَاءِ الْمُتَّصِلِ بِاللَّفْظِ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا لَمْ يَمْنَعْ الِاسْتِثْنَاءُ مِنْ بَقَاءِ دَلَالَةِ اللَّفْظِ فِي الْبَاقِي وَجَبَ أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ حُكْمُ دَلَالَةِ التَّخْصِيصِ فِي بَقَاءِ دَلَالَةِ اللَّفْظِ مَعَهُ فِيمَا عَدَاهُ.(ص248)
    وَأَيْضًا: فَإِنَّ اللَّفْظَ فِيمَا عَدَا الْمَخْصُوصَ حَقِيقَةٌ .... وَهُوَ فِي هَذَا الْبَابِ أَظْهَرُ دَلَالَةً عَلَى مَا ذَكَرْنَا مِنْ الْجُمْلَةِ مَعَ الِاسْتِثْنَاءِ (ص249)
    ثم ناقش من ذهب إلى خلاف ذلك وأبطل مقالتهم.

    ثانياً: السرخسي (المتوفى: 483هـ)

    وعَلى مَا قَالَه الْكَرْخِي يسْقط الِاحْتِجَاج بِأَكْثَرَ العمومات لِأَن أَكثر العمومات قد خص مِنْهَا شَيْء وَهَذَا خلاف مَا حكينا من مَذْهَب السّلف فِي الصَّدْر الأول فَإِنَّهُم احْتَجُّوا بالعمومات الَّتِي يلْحقهَا خُصُوص كَمَا احْتَجُّوا بالعمومات الَّتِي لم يلْحقهَا خُصُوص ودعواه أَنه يصير بِهِ مجَازًا كَلَام لَا معنى لَهُ (أصول السرخسي ج1 ص145)
    وقال أيضاً: لِأَن دَلِيل الْخُصُوص لَا يتَعَرَّض لما وَرَاءه فَيبقى الْعَام فِيمَا وَرَاءه حجَّة مُوجبَة قطعا وَلَا معنى لما قَالَ الْكَرْخِي رَحمَه الله (ص147)

    ثالثاً: للشوكاني (المتوفى: 1250هـ)

    وَأَمَّا إِذَا كَانَ التَّخْصِيصُ بِمُبَيَّنٍ، فَقَدِ اخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ عَلَى أَقْوَالٍ:
    الْأَوَّلُ: أَنَّهُ حُجَّةٌ فِي الْبَاقِي، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الْجُمْهُورُ، وَاخْتَارَهُ الْآمِدِيُّ، وَابْنُ الْحَاجِبِ، وَغَيْرُهُمَا مِنْ مُحَقِّقِي الْمُتَأَخِّرِينَ، وَهُوَ الْحَقُّ الَّذِي لَا شَكَّ فِيهِ وَلَا شُبْهَةَ؛ لِأَنَّ اللَّفْظَ الْعَامَّ كَانَ مُتَنَاوِلًا لِلْكُلِّ فَيَكُونُ حُجَّةً فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ أَقْسَامِ ذَلِكَ الْكُلِّ، وَنَحْنُ نَعْلَمُ بِالضَّرُورَةِ أَنَّ نِسْبَةَ اللَّفْظِ إِلَى كُلِّ الْأَقْسَامِ عَلَى السَّوِيَّةِ فَإِخْرَاجُ الْبَعْضِ مِنْهَا بِمُخَصِّصٍ لَا يَقْتَضِي إِهْمَالَ دَلَالَةِ اللَّفْظِ عَلَى مَا بَقِيَ، وَلَا يَرْفَعُ التَّعَبُّدَ بِهِ، وَلَوْ تَوَقَّفَ كَوْنُهُ حُجَّةً فِي الْبَعْضِ عَلَى كَوْنِهِ حُجَّةً فِي الْكُلِّ لَلَزِمَ الدَّوْرُ، وَهُوَ مُحَالٌ.
    وَأَيْضًا الْمُقْتَضِي لِلْعَمَلِ بِهِ فِيمَا بَقِيَ مَوْجُودٌ، وَهُوَ دَلَالَةُ اللَّفْظِ عَلَيْهِ، وَالْمُعَارِضُ مَفْقُودٌ فَوُجِدَ الْمُقْتَضِي وَعُدِمَ الْمَانِعُ، فَوَجَبَ ثُبُوتُ الْحُكْمِ. وَأَيْضًا قَدْ ثَبَتَ عَنْ سَلَفِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَمَنْ بَعْدَهُمُ الِاسْتِدْلَالُ بِالْعُمُومَاتِ الْمَخْصُوصَةِ، وَشَاعَ ذَلِكَ وَذَاعَ.
    وَأَيْضًا قَدْ قِيلَ: إِنَّهُ مَا مِنْ عموم إلا وقد خص، وأن لَا يُوجَدُ عَامٌّ غَيْرُ مُخَصَّصٍ، فَلَوْ قُلْنَا إنه غير حجة فما بَقِيَ لَلَزِمَ إِبْطَالُ كُلِّ عُمُومٍ، وَنَحْنُ نَعْلَمُ أن غالب هذه الشريعة المطهرة إنما ثبتت بِعُمُومَاتٍ.(
    إرشاد الفحول ج1 ص341)

    انتهى ما أردنا نقله من كلمات بعض علمائكم، وبهذا تبيّن أن ما ذكرناه هو الرأي المعتمد عند علماء العامة أيضاً والمعمول به عندهم وهو الحجة عليهم، وإن شذّ بعض علمائهم.
    فلا وجه لرد ما لم يرد فيه تخصيص. وبهذا يكون استدلال الإمامية أعزهم الله تاماً.

    هذا ما وجدناه مما يحتاج لجواب، وسائر الكلام قد سبق منا الجواب عليه.. والحمد لله رب العالمين

    شعيب العاملي

    تعليق


    • #17
      المشاركة الأصلية بواسطة شعيب العاملي

      الاخ يا الله عفوك
      يظهر أن سبب الشبهة عندكم هو رأي شاذ عند بعض علمائكم ممن ذهب إلى عدم إمكان التمسك بالعموم بعد تخصيصه !! وهذا من أغرب الغرائب !
      على أن جمهور علمائكم يلتزم بما قلناه نحن، ولا يوافقونكم على ما ذهبتم إليه، وإليك تصريح جملة منهم بذلك:

      أولاً: الجصاص (المتوفى سنة 370 هـ)

      قَالَ (الشَّيْخُ الْإِمَامُ) أَبُو بَكْرٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: وَاَلَّذِي عِنْدِي مِنْ (مَذْهَبِ أَصْحَابِنَا) فِي هَذَا الْمَعْنَى أَنَّ تَخْصِيصَ الْعُمُومِ لَا يَمْنَعُ الِاسْتِدْلَالَ (بِهِ) فِيمَا عَدَا الْمَخْصُوصَ وَعَلَيْهِ تَدُلُّ أُصُولُهُمْ وَاحْتِجَاجُهُمْ لِلْمَسَائِلِ.(الفصول في الأصول ج1 ص246)
      ثم ذكر بعض النماذج وقال: وَنَظَائِرُ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ مِمَّا احْتَجُّوا فِيهِ بِعُمُومِ اللَّفْظِ (ص247)
      ثم استدل على ذلك بقوله: وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّتِهِ أَنَّ قِيَامَ دَلَالَةِ التَّخْصِيصِ فِي مَعْنَى الِاسْتِثْنَاءِ الْمُتَّصِلِ بِاللَّفْظِ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا لَمْ يَمْنَعْ الِاسْتِثْنَاءُ مِنْ بَقَاءِ دَلَالَةِ اللَّفْظِ فِي الْبَاقِي وَجَبَ أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ حُكْمُ دَلَالَةِ التَّخْصِيصِ فِي بَقَاءِ دَلَالَةِ اللَّفْظِ مَعَهُ فِيمَا عَدَاهُ.(ص248)
      وَأَيْضًا: فَإِنَّ اللَّفْظَ فِيمَا عَدَا الْمَخْصُوصَ حَقِيقَةٌ .... وَهُوَ فِي هَذَا الْبَابِ أَظْهَرُ دَلَالَةً عَلَى مَا ذَكَرْنَا مِنْ الْجُمْلَةِ مَعَ الِاسْتِثْنَاءِ (ص249)
      ثم ناقش من ذهب إلى خلاف ذلك وأبطل مقالتهم.

      ثانياً: السرخسي (المتوفى: 483هـ)

      وعَلى مَا قَالَه الْكَرْخِي يسْقط الِاحْتِجَاج بِأَكْثَرَ العمومات لِأَن أَكثر العمومات قد خص مِنْهَا شَيْء وَهَذَا خلاف مَا حكينا من مَذْهَب السّلف فِي الصَّدْر الأول فَإِنَّهُم احْتَجُّوا بالعمومات الَّتِي يلْحقهَا خُصُوص كَمَا احْتَجُّوا بالعمومات الَّتِي لم يلْحقهَا خُصُوص ودعواه أَنه يصير بِهِ مجَازًا كَلَام لَا معنى لَهُ (أصول السرخسي ج1 ص145)
      وقال أيضاً: لِأَن دَلِيل الْخُصُوص لَا يتَعَرَّض لما وَرَاءه فَيبقى الْعَام فِيمَا وَرَاءه حجَّة مُوجبَة قطعا وَلَا معنى لما قَالَ الْكَرْخِي رَحمَه الله (ص147)

      ثالثاً: للشوكاني (المتوفى: 1250هـ)

      وَأَمَّا إِذَا كَانَ التَّخْصِيصُ بِمُبَيَّنٍ، فَقَدِ اخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ عَلَى أَقْوَالٍ:
      الْأَوَّلُ: أَنَّهُ حُجَّةٌ فِي الْبَاقِي، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الْجُمْهُورُ، وَاخْتَارَهُ الْآمِدِيُّ، وَابْنُ الْحَاجِبِ، وَغَيْرُهُمَا مِنْ مُحَقِّقِي الْمُتَأَخِّرِينَ، وَهُوَ الْحَقُّ الَّذِي لَا شَكَّ فِيهِ وَلَا شُبْهَةَ؛ لِأَنَّ اللَّفْظَ الْعَامَّ كَانَ مُتَنَاوِلًا لِلْكُلِّ فَيَكُونُ حُجَّةً فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ أَقْسَامِ ذَلِكَ الْكُلِّ، وَنَحْنُ نَعْلَمُ بِالضَّرُورَةِ أَنَّ نِسْبَةَ اللَّفْظِ إِلَى كُلِّ الْأَقْسَامِ عَلَى السَّوِيَّةِ فَإِخْرَاجُ الْبَعْضِ مِنْهَا بِمُخَصِّصٍ لَا يَقْتَضِي إِهْمَالَ دَلَالَةِ اللَّفْظِ عَلَى مَا بَقِيَ، وَلَا يَرْفَعُ التَّعَبُّدَ بِهِ، وَلَوْ تَوَقَّفَ كَوْنُهُ حُجَّةً فِي الْبَعْضِ عَلَى كَوْنِهِ حُجَّةً فِي الْكُلِّ لَلَزِمَ الدَّوْرُ، وَهُوَ مُحَالٌ.
      وَأَيْضًا الْمُقْتَضِي لِلْعَمَلِ بِهِ فِيمَا بَقِيَ مَوْجُودٌ، وَهُوَ دَلَالَةُ اللَّفْظِ عَلَيْهِ، وَالْمُعَارِضُ مَفْقُودٌ فَوُجِدَ الْمُقْتَضِي وَعُدِمَ الْمَانِعُ، فَوَجَبَ ثُبُوتُ الْحُكْمِ. وَأَيْضًا قَدْ ثَبَتَ عَنْ سَلَفِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَمَنْ بَعْدَهُمُ الِاسْتِدْلَالُ بِالْعُمُومَاتِ الْمَخْصُوصَةِ، وَشَاعَ ذَلِكَ وَذَاعَ.
      وَأَيْضًا قَدْ قِيلَ: إِنَّهُ مَا مِنْ عموم إلا وقد خص، وأن لَا يُوجَدُ عَامٌّ غَيْرُ مُخَصَّصٍ، فَلَوْ قُلْنَا إنه غير حجة فما بَقِيَ لَلَزِمَ إِبْطَالُ كُلِّ عُمُومٍ، وَنَحْنُ نَعْلَمُ أن غالب هذه الشريعة المطهرة إنما ثبتت بِعُمُومَاتٍ.(
      إرشاد الفحول ج1 ص341)

      انتهى ما أردنا نقله من كلمات بعض علمائكم، وبهذا تبيّن أن ما ذكرناه هو الرأي المعتمد عند علماء العامة أيضاً والمعمول به عندهم وهو الحجة عليهم، وإن شذّ بعض علمائهم.
      فلا وجه لرد ما لم يرد فيه تخصيص. وبهذا يكون استدلال الإمامية أعزهم الله تاماً.

      هذا ما وجدناه مما يحتاج لجواب، وسائر الكلام قد سبق منا الجواب عليه.. والحمد لله رب العالمين

      شعيب العاملي
      هذا ليس له علاقة بالموضوع
      لان الكلام عن استثاء متصل في نفس السياق في مسألة ليست فقهية قابلة للنسخ أو التغيير لاحقا

      فمثلا لو قال لك عمرو بيته نفس بيت زيد الا انه احمر اللون ... وانت تعرف ان بيت زيد من طابقين وكبير و له 30 نافذة ولكنه اخضر... فيلزم توافق كل الصفات الا المستثنى لان المسألة لاتتغير لان بيت زيد معلوم لك ولن يتغي

      فيلزم عندها ان يكون مثله لانه توصيف لحالة معلومة مسبقة وليس حكم فقهي قد ينسخ وقد يخصص لاحقا
      فمثلا الاحكام الفقهية قد تنزل عامة على الجميع ... وبعد فترة قد يخصص الحكم بنص جديد نزل بعدها ولم يكن معلوما او ينسخ وهكذا لان الاحكام قابلة للتغير مستقبلا ما استمر نزول الوحي

      منازل هارون عليه السلام فهي معلومة عند السامع فيلزم ثبوتها جميعا في حينها الا ماتم استثناءه حينها لاتصال الاستثناء وهي منزلة النبوة بعد الرسول عليه الصلاة والسلام فقط

      واضح؟؟

      __________________
      قال الطوسي :

      عدة الأصول (ط.ق) - الطوسي - ج ٢ - الصفحة ١٢٣
      فصل في ذكر جملة من احكام الاستثناء ذهب المتكلمون بأجمعهم والفقهاء المحصلون إلى ان من شرط الاستثناء أن يكون متصلا بالكلام ولا يجوز انفصاله عنه وحكى عن ابن عباس انه كان يذهب إلى انه كون ما خبره عن حال الخطاب وذلك مستبعد من قوله والذي يدل على صحة ما قلناه أولا ان أهل اللغة لا يعدون ما انفصل عن الكلام استثناء كما لا يعدون ما تقدم كذلك فلو جاز لاحد أن يخالف في المتأخر فيسميه استثناء جاز لغيره أن يخالف في المتقدم فيسميه استثناء ويدل أيضا على ذلك ان الاستثناء متى انفصل عن حال الخطاب لا يفيد أصلا فكيف يجوز أن يكون استثناء من الكلام المتقدم فان قالوا الاستثناء متأخر ولا يستقل بنفسه فلا يفيد فإنه يجوز أن يقرن به من الكلام ما يدل على انه متعلق بالكلام الأول فيفيد ويتعلق به قيل له إذا كان لا يفيد بنفسه وانما يتعلق بالكلام الأول بلفظ يقترن به فقد صار المخصص للكلام الأول اللفظ الذي اقترن بالاستثناء وإذا كان كذلك فلا معنى للاستثناء وكان استعماله لغوا وليس لهم أن يقولوا ان القائل إذا قال رأيت القوم ثم قال بعد زمان الا زيدا وقال أردت بهذا استثناؤه من اللفظ الذي أفاد انه غير داخل في الجملة الأول ولو لم يذكر الاستثناء أصلا و اقتصر على هذا القول المقترن به لما أفاد ذلك فعلم بذلك ان التخصيص يقع بلفظ الاستثناء وانما يعلم بالكلام المقترن به تعلقه بالأول وذلك ان هذا متى كان على ما ذكر يفيد غير انه لا يحسن من وجهين أحدهما ان بيان تخصيص العموم لا يجوز ان يتأخر عن حال الخطاب على ما سنبينه فيما بعد
      التعديل الأخير تم بواسطة * يا الله عفوك *; الساعة 25-11-2013, 05:56 AM.

      تعليق


      • #18
        بسم الله الرحمن الرحيم

        الاخ يا الله عفوك
        بل ما نقلناه هو عين الجواب على الإشكال فتأمل!
        وما نقل عن الطوسي هو الأجنبي حيث أنه يتعرض للإستثناء فقط، والإستثناء أخص من التخصيص، بل أخص من التخصيص باللفظ، وهو أحد أساليبه، بينما المخصصات متصلة وغير متصلة، ولفظية وغير لفظية ولها عدة صور ذكرت في محلها.
        ولسنا نتحدث عن نسخ أو تغيير حكم إنما عن ثبوت منازل وعدمها فما ثبت بدليل خاص خروجه عن العام يخرج وما لم يثبت خروجه يبقى تحت العموم باعتراف علماء العامة.

        ولا نرى جديداً ولكل أن يعتقد بما شاء، وعلينا أن نعرض الدليل ونتم الحجة وللإنسان أن يختار ما يشاء.

        وفيما يلي تتمة أبحاث سماحة الشيخ.

        والحمد لله رب العالمين

        شعيب العاملي

        تعليق


        • #19
          بسم الله الرحمن الرحيم

          مناقشتان في رواية عبد الله بن عمر عن الأخوة

          وفي الرواية التي كانت مورد بحث عن عبد الله بن عمر مناقشتان:
          أولاهما: النقاش السندي.
          وثانيهما: النقض بتحقق هذه الأخوة بين النبي (ص) وغير أمير المؤمنين (ع)، وينبغي الجواب عليهما.

          المناقشة الأولى: في سند رواية الأخوة
          أما الاشكال السندي: فإن هذه الرواية قد رويت عن جميع بن عمير، ورواها عن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
          ووقع جميع بن عمير في إشكال سندي حيث يقول البخاري: فيه نظر(تاريخ البخاري2: 242).
          وابن عدي يقول: هو كما قاله البخاري.
          وضعفه ابن نمير. وقال الذهبي أنه متهم (أو واه كما في الكاشف1: 296، وفي مورد آخر: روى الناس حديثه وأحسبه صادقا وقد رماه بعضهم بالكذب فالله تعالى اعلم – المغني1: 215)
          هذا ما ورد في قدح هذا الرجل.

          أما أبو حاتم الذي يعد علم أعلام رجال العامة فيصرح بأنه: كوفي تابعي... محله الصدق، صالح الحديث.(ونقل عنه ابنه ما يقريب من هذا في الجرح والتعديل2: 532)
          فشهد له بالصدق، وشهد لأحاديثه، وبين هذين الأمرين فرق، فقد يكون الراوي صادقاً لكن مضمون أحاديثه مورد تأمل ونقاش، فلا إشكال أنه لا ملازمة بين صدق الحديث وصحة مضمونه، وشهادة أبي حاتم لهذا الرجل في الجهتين: هو صادق بنفسه، وحديثه سالم ولائق ومورد قبول من حيث المضمون.
          وقال الساجي: صدوق.
          وقال العجلي: تابعي ثقة(معرفة الثقات1: 272).

          فعنده شهادة على صدقه وصدوقيته وكونه ثقة، وعنده شهادة على أن أحاديثه من جهة المتن موافقة للكتاب والسنة، وميزان صلاح الحديث هذين الأمرين.

          والعمدة أنه ينبغي رفع مشكلة ذلك الجرح.
          والجرح على قسمين من الجهة الفنية: تارة يجرح بأصل عدالة الراوي وصدقه، فيُتهم بالكذب، وهذا أحد وجوه إلغاء الحديث أو التوقف فيه.
          وعند العامة وجه آخر وهو مخالفة الشخص في مذهبه لمذاهب العامة، والعمدة على تحقيق هذه الجهة، فهل تضعيف البخاري وغيره من جهة كذبه ؟ أم من جهة مذهبه ؟

          لأن هناك فرقاً دقيقاً بين هذين الأمرين بحسب مباني العامة، فتارة يكون الجرح من جهة كونه كاذباً وليس ثقة، وتارة يكون الجرح من الجهة المذهبية، وفي هذه الحالة يكون الجرح مذهبياً، لماذا ؟
          لأن ابن حِبان يقول: كان رافضياً.
          لأنه رافضي لا تقبل روايته.

          وتحقيق المسألة من الناحية العلمية مهم: فمع شهادة أبي حاتم بصدقه، والساجي بصدوقيته، وشهادة العجلي بوثاقته، يكون الجرح مستنداً لمذهبه لا محالة، أي لأنه كان شيعياً فجُرح من هذه الجهة، لكن هذا الجرح ساقط.
          ليس ذلك تعبداً على مباني الشيعة، لكن برأي نفس محققي العامة.

          إن جملة من علمائهم مثل القاضي وغيره يقولون: إذا كان من أهل القبلة ولكن لم يكن يوافق العامة في المذهب لا تقبل روايته.
          لكن رأي محققي العامة من قبيل الفخر الرازي (وهذا تحقيق أعلام العامة): أن الكافر لا تقبل روايته بالإجماع. وأما أهل القبلة فإنهم على قسمين: قسم يقول بجواز الكذب، وروايتهم ساقطة، ووجه السقوط هو أنهم مع هذا الاعتقاد لا يُضمن الخبر الذي يروونه من جهة الصدق والكذب.
          وقسم يعتقدون حرمة الكذب فتكون روايتهم مقبولة حتى لو لم نشترك معهم في المذهب مثل الرافضة.

          فتكون النتيجة: أنه علاوة على الشهادة بالوثاقة والصدق والصدوقية من أعيان المعدلين في الرجال يكون هذا الرجل مقبولَ الرواية، وجرح البخاري إما مستند إلى قول إبن حِبان أنه من الروافض، أو محتمل الاستناد، ولا إشكال أنه (الراوي) من الذين لا يقولون بجواز الكذب اتفاقاً، فتكون النتيجة أن رواية جميع بن عمير حجة على مسلك أعلام فن الفقه والأصول والرجال.

          فالمناقشة من الذهبي وحتى من البخاري مردودة. لأن نهايتها اتهامه بالرفض، والاتهام بالرفض لا يسقطه مع وجود شهادة أبي حاتم بصدقه وأنه صالح الحديث ،فتكون شهادته حجة بلا إشكال.
          وعلى كل حال نقاشنا مع محققي العامة مثل الفخر الرازي وأمثاله، ويكون الاشكال في السند ساقطاً.

          على أن قضية أخوة أمير المؤمنين للنبي (ص) ليست محتاجة إلى سند، لأن الروايات على قسمين: قسم يدل بالمطابقة على الأخوة، وأنه (ع) أخ النبي (ص)، وقسم يدل بالدلالة الإلتزامية والأولوية القطعية.
          وهذا القسم جزء من روايات الأخوة من الجهة العلمية أيضاً، لأن الدلالة على الأخوة من الجهة العلمية لا يلزم أن تكون بالمطابقة، فالحجة تشمل الدلالة مطابقية كانت أو تضمنية أو التزامية.
          وهذه الرواية (الآتية) واحدة من تلك الروايات الدالة بالملازمة القطعية أن المسألة قد تجاوزت الأخوة أيضاً بين أمير المؤمنين وخاتم النبيين، فالنسبة بينهما أشد من الأخوة، وهذه الروايات قد صحح الجميع سندها، ولأن هذا الرجل هو الوحيد الذي يضعف كل حديث أو يناقش فيه إن كان ممكناً من الأحاديث التي فيها منقبة لأهل البيت (ع) ننقله عنه، وهو يقول عن الحديث: صحيح.

          متن الرواية بنقل الذهبي، ونقله عنه الآخرون ولكن لأنه هو إمام الناقدين ننقل روايته: عن أبي إسحاق قال سألت قصب بن عباس: كيف ورث علي رسول الله دونكم ؟
          أي أن السائل يسأل: انت ابن عم النبي وهو (علي) ابن عمه فماذا حصل حتى صار هو وارث النبي (ص) ولم تصبحوا كذلك ؟ السؤال ذو معنى عميق.
          وعلى مسلك العامة لم يكن للنبي ميراث من المال، وإنما ترك ميراث العلم، وذاك هو علم الخاتمية، هذا مسلك العامة، والسؤال: ماذا حصل حتى ورث ذلك العلم، وأي علم ؟ العلم الذي عبر عنه القرآن: ﴿وعلمك ما لم تكن تعلم﴾ ﴿وكان فضل الله عليك عظيماً﴾
          علم الخاتم يعني علم 124 الف نبي، كله جمع فيه.

          وهذا الميراث وصل لعلي (ع)، لماذا ؟ هذا الجواب:
          قال: لأنه (وكان يختلف معنا في أن الأقرباء إن لم يرثوا ذلك فالغرباء بطريق أولى لن يرثوه، لذا لم يسأل لماذا لم يرثه أبو بكر وعمر فإنهم ليسوا طرفاً في الميراث، من يحتمل فيهم ذلك هو ابن عم النبي نفسه فهو من الاصحاب بل من كبار الصحابة، وجوابه يتضمن علتان)
          كان أولنا به لحوقاً، وأشدنا به لصوقاً: العلة في مطلبين: أنه أول من كان ملحقاً بالنبي (ص) وتأخرنا، فيكون إرث النبي له مهما كان الإرث، والثاني أنه كان اكثر التصاقاً منا بالنبي (ص)، واي التصاق ذلك ؟
          اشدنا كلنا التصاقاً واتحاداً معه هو علي بن ابي طالب عليه السلام.

          هكذا ينبغي فهم القرآن لا كما يفهمه الفخر الرازي!
          نَصَّ القرآن على أن علياً نفس النبي (ص)، فهل هناك أشد من هذا ؟
          هل تكون الأخوة محلاً للتأمل مع ذلك ؟
          هذه الشبهة الأولى وجوابها.

          أما الشبهة الثانية: فإنهم قالوا أنه كان هناك شركاء آخرون في الأخوة مع النبي (ص)، وهذا بحث مهم، ونحن سنثبت إن شاء الله بشكل ندعوا معه جميع علماء العامة معاً للجواب عليه: وهو أن كل ما في الصحاح الستة حتى في صحيح البخاري مما روي في فضل هذين الشخصين الأول والثاني كله بمقتضى نص القرآن ونص السنة القطعية باطل، هذا أيضاً جواب المسألة الثانية ويأتي إن شاء الله.

          والحمد لله رب العالمين

          شعيب العاملي

          تعليق


          • #20
            المشاركة الأصلية بواسطة شعيب العاملي
            بسم الله الرحمن الرحيم


            الاخ الطالب313
            رفقاً بالمحاور، فلسنا في جبهة قتال إنما في ساحة حوار..
            ولو كان الحوار مع كافر أو مشرك يلزمنا أن نحسن الحوار لأن في ذلك الخير والصلاح لنا ولغيرنا..




            خلك انت في الاخ وما تقوله له

            ثانيا- ماذا فعلت انا اعرف قلت هو سابين هو مجرد حامل اسفار وهذه كلمه قرانيه هل افهم من الله عندما-قال-كمثل الحمار يحمل اسفارا- هل انت افضل من الله

            ثالثا- الحمد لله رب العالمين انه يتباد للذهن عندما اجيب الحشويه يتباد لذهن الناس اني اقاتل وهذا هو الحق فنحن نقاتل ان بالسان وبعدها سنقاتل بالسنان

            رابعا- هو كافر بالولايه وبالامامه ومشرك بوضع ابليس وفراخه بعقله وهل تريد ان اوضح لك ما قاله الله سبحانه بهذا الشان

            خامسا- تحسين الحوار
            اعلم انهم من اعظم الامور التي تبين ان الرجل لايحترمك هل تعرف ماهو انه لايحترم عقلك ويتفه كلامك ولايحسبك شي فيختزل كل كلامك بجملتين قشوريتين حشويتين فقط

            فهل هذا الرجل الذي لايحترم كلامك ولايحترم ما تضعه من ادله تحترمه بالقول كما تريد

            سادسا- نعم لنا في الكلام الصلاح ولكن مع من مع الموالي فكن شديدا غليظا على اعداء الله وهل تنكر انهم اعداء الله فالله قال- لاتجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم والاخر يواددون من حاد الله ورسوله-

            فمابالك بافعالكم الان ومودتكم اليهم في القول على الاقل

            سابعا- اعجب منكم كلكم وانتم الان رافعين لواء الحب للحشويه والتقدير فهل هم مثلكم هل تابعت ما يكتبونه علينا بمندياتهم نفسهم الذين هم هنا هل تابعت ما يكتبونه من سب وشتم ولعن حتى بالاعراض علينا في خماراتهم فهل قابلناهم بمثلها لالالالالالالالالالالاابدا لان هذا معيب ابتداء اما ردا فهو صحيح

            ثامنا- حاول ان ترجع الى الاسباب التي تدعوني انا الطالب313- الى اهانه هولاء القشوريه فالامر لم يكن ابتداء مني ولكنك حضراتكمك تاخذون الامر على محمل شخصي وتخاولون التنصل بضنكم انكم ماتفعلوه خير فان كنتم كذلك فاتركوا الناس على ماهم عليه ولاتضع نفسك حاكما على افعال الاخرين

            واضح ياولدي انشاء الله فهمت كلامي ومقصدي
            المهم تبقى موالي ومع الاسف اني اتكلم معك هكذا على العام ولكن دعتني الحاجه للدفاع على نفسي وتبيان كلامك وبيان الضعف في قولك فحاول ولاحول ولاقوه الا بالله
            وقالوها --ان الحمى تاتي من الرجلين

            والسلام وبالتوفيق

            تعليق


            • #21
              المشاركة الأصلية بواسطة شعيب العاملي
              بسم الله الرحمن الرحيم

              الاخ يا الله عفوك
              بل ما نقلناه هو عين الجواب على الإشكال فتأمل!
              وما نقل عن الطوسي هو الأجنبي حيث أنه يتعرض للإستثناء فقط، والإستثناء أخص من التخصيص، بل أخص من التخصيص باللفظ، وهو أحد أساليبه، بينما المخصصات متصلة وغير متصلة، ولفظية وغير لفظية ولها عدة صور ذكرت في محلها.
              ولسنا نتحدث عن نسخ أو تغيير حكم إنما عن ثبوت منازل وعدمها فما ثبت بدليل خاص خروجه عن العام يخرج وما لم يثبت خروجه يبقى تحت العموم باعتراف علماء العامة.

              ولا نرى جديداً ولكل أن يعتقد بما شاء، وعلينا أن نعرض الدليل ونتم الحجة وللإنسان أن يختار ما يشاء.

              وفيما يلي تتمة أبحاث سماحة الشيخ.

              والحمد لله رب العالمين

              شعيب العاملي
              حاورني بموضوعية

              هنا الموضوع حول الاستثناء لاننا نتكلم عن شيء واقع وليس عن حكم فقهي يتغير مع نزول احكام فقهية اخرى لاحقا

              مثل : رأيت 11 كوكب احمر يوم الخميس
              هذا امر حاصل واقعا لايتغير مع الزمن
              فلو قال لك بعد اسبوع : يوم الخمس الماضي كان احد الكواكب الاحدى عشر ازرق.

              هذا قوله ناقض الاول وليس استثناء ولا لايعتبر تخصيص لانه ينقل لك خبر معارض.

              فالاستثناء يجب ان يكون في السياق نفسه وليس منفصل لانه يتحدث عن واقعة وليس حكم فقهي قد يتغير بنزول احكام فقهية اخرى او ينسخ كله


              فقوله في المنزلة في ذلك الوقت ومنازل هارون عليه السلام معلومة للسامع ويستثني فقط منزلة النبوة بعده فهذا يلزم ثبوت باقي المنازل التي يعرفها السامع لان الامر ليس عن حكم فقهي لتخصيص عام بل عن واقع وحالة معلومة للسامع لا مجال فيها للتغير لان منازل هارون عليه السلام ثابته ومعلومة مسبقا.


              والحمدلله رب العالمين
              التعديل الأخير تم بواسطة * يا الله عفوك *; الساعة 26-11-2013, 06:01 AM.

              تعليق


              • #22
                بسم الله الرحمن الرحيم

                الاخ الطالب
                ما أردت من كلامي إلا النصح لك، وإن كنت ترى أني مخطئ وإن كانت لديك حجتك فيما تقوم به بينك وبين الله فأسأل الله لك التوفيق والتسديد، فأنت أخ في الله، ولك حق النصح علي، ثم بعد ذلك القرار قرارك والخيار خيارك، وكلّ وما نوى.

                أما ما ذكرته في مشاركتك فأعقب على بعض ما فيه باختصار:
                1. لا شك أنه لكل مقام مقال، فرغم أن الله سبحانه وتعالى وصف الكفار بأوصاف شديدة إلا أنه أمر أنبيائه باللين في القول كحال موسى وهارون مع فرعون حينما قال لهما: (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) [طه : 44]
                والمُخاطَب فرعون الذي يعلم تعالى طغيانه وتكبره ثم أمرهم بمخاطبته بلين..
                وهذا كلام الله عن نبيه الأكرم ووصفه باللين : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) [آل عمران : 159]
                فإن اللين في مقام المحاججة والإرشاد لا يتنافى مع كون الطرف المقابل ممن يستحق أشد العذاب وأشنع الأوصاف.

                2. بهذا وغيره يتضح أنه ليس في ما نقوم به موالاة لمن حاد الله ورسوله، فضلاً عن أن المخالفين في المذهب وإن لم يكونوا على حق وخالفوا أمر الله في الولاية التي لا يقبل الله عمل عامل إلا بها، إلا أن الله حكم عليهم بظاهر الإسلام وأوجب علينا حقوقاً تجاههم، ولا أقل من أن نستن بسنة نبينا (ص) فليست الدنيا هي دار الحساب، وسيأتي يوم يجزي الله كلاً منهم بفعله والله أعلم بما في نفوس الجميع.

                3. نحن لا ننتظر من أحد أن يحبنا كما لم ينتظر أئمتنا من أعدائهم المحبة والشفقة بل بادروهم بها وإن صدرت منهم الإساءات، وهذا لا يختص بالمخالف بل يعم كل إنسان فالناس صنفان: أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، وقد أمر أمير المؤمنين ولاته بالشفقة على الناس والرحمة بهم علّ وعسى رحمة الله تدركهم بالهداية في يوم من الأيام.

                وأخيراً..
                ليس في كلامنا السابق ولا اللاحق اساءة لكم ولا كلام شخصي لكنه واجب النصح فقط.
                فإن وجدتم فيما نقول الحق والصواب فبه، وإلا فأسأل الله أن يكون لديكم حجة فيما تفعلونه لكي تكون جهودكم مقبولة عنده تعالى.


                الاخ يا الله عفوك
                دل حديث المنزلة على أن كل ما ثبت لهارون من موسى قد ثبت لعلي (ع) من الحبيب المصطفى (ص)
                وهذا النص عام فيشمل كل المنازل. لكن بما أنه يعلم خروج قسم منها إما بنفس الإستثناء (الذي ورد في إحدى روايتي البخاري ومسلم دون الأخرى) فتخرج النبوة، وإن قيل بأن الخارج هو النبوة بعد النبي فقط قلنا لا فرق بينهما، وإن أنكرتم ذلك قلنا خرجت النبوة في حياته بالعلم القطعي أن لا نبي مع نبينا (ص)
                وخرج قسم آخر بأدلة أخرى كالعلم القطعي بعدم الأخوة النسبية مثلاً أو العلم القطعي بأن النبي أفصح من علي (على فرض كونها منزلة وكون هارون أفصح وهذا ما لا نقر به)، فتكون هذه الأمور خارجة من العموم بالدليل الخاص.
                وعليه يبقى العموم على عمومه فيما بقي، ويشمل ذلك الاستخلاف والأخوة والوزارة وأمثالها.. فيكون الدليل تاماً.

                وليس لهذا صلة بما في باب النسخ من تغير الحكم في وقت لانتهاء أمد الحكم الأول، إنما تكشف النصوص عن ثبوت عموم المنازل وعلى استثناء ما خصص فقط، فلسنا نقول أنها كانت ثابتة ثم ارتفعت في زمن لاحق ولا أنها نسخت.
                هذه خلاصة ما في المسألة وقد تبين دليله بشكل مفصل فلا نعيد.

                إن قبلتم ذلك كان به، وإن لم تقبلوا فارجعوا للنصوص الخاصة التي دلّت على أنه (ع) وزير النبي (ص) وأنه أخ النبي في الدنيا والآخرة وغيرها من الأدلة الكثيرة التي عرضنا قسماً منها وسنعرض الباقي.

                فإن لم تجدوا في كل ذلك دليلاً على خلافة أمير المؤمنين فلا أظنكم ستجدون دليلاً على خلافة أحد من الخلق قاطبة!
                وحينها نسأل الله أن لا يكون ذلك ناشئاً عن تعصب وإغماض عن الحقائق..
                وينبغي أن تعيدوا النظر في منهجكم الاستدلالي.. وإن أبيتم ذلك فالأمر إليكم..

                نسأل الله الهداية لنا ولكم وأن يرينا الحق حقا فنتبعه، والباطل باطلاً فنجتنبه.

                والحمد لله رب العالمين

                شعيب العاملي

                تعليق


                • #23
                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  تتميم المناقشة الأولى: في سند رواية الأخوة

                  كان بحثنا في هذه الرواية، وهي قوله (ص) لعلي (ع): أنت أخي في الدنيا والآخرة، وقد تمت مناقشة سند الرواية والتفصيل بين أمرين: من جهة البخاري والذهبي وهو قولهم عن الراوي: فيه نظر أو مورد تهمة، ومن جهة التصريح بأنه من الكذابين.
                  أما القسم الأول فلا يعارض شهادة أبي حاتم بصدقه وقول العجلي بوثاقته، لأن البخاري لم يصرح بتضعيفه وإنما قال أن فيه نظر.
                  وكلام البخاري نفسه مردود، حيث أنه في تاريخه يروي عن امرأة بتوسط هذا الشخص.
                  فننقض أولاً، ثم نقول: أن قوله فيه نظر أو أنه متهم هو قول مجمل، لأن إحدى المناقشات التي وقعت حول هذا الشخص هي التدليس، وإحدى المناقشات هي أنه من أهل الرفض، وإحدى المناقشات هي أنه من القدرية.
                  بناء على ذلك فإن شهادة مثل البخاري والذهبي تصبح مجملة مرددة بين النقاش المذهبي وكونه من القدرية، ولا محالة لا يكون كلامهم قابلاً لمعارضة المبيَّن لأنه مجمل، فشهادة أبي حاتم والعجلي مبينة، وجرح هؤلاء الأشخاص مجمل، ولا يعقل التعارض بين المجمل والمبين. هذا حل الإشكال الأول.

                  الإشكال الثاني: وهو قول مثل أبي حِبان أنه من الكاذبين، وإن تمت هذه الشهادة تصبح معارضة للشهادة بصدقه، ولكن هذه الشهادة أيضاً مخدوشة، لماذا؟
                  لأن أبي حِبان نفسه يصرح أنه روى كذبه عن مكتوم (لم أعثر على تصريحه هذا عندما تعرض له في المجروحين1: 218) ومكتوم مورد اختلاف، له توثيق وله تضعيف.
                  فقد نُقِلَ عن جماعة بأنهم ضعفوه، فيكون مستند القائل بكذبه (للراوي) ساقطاً عن درجة الاعتبار، وتكون الشهادة بصدقه ووثاقته بلا معارض.
                  هذا الجواب السندي.

                  والمهم أن مستندنا في بحث الأخوة الروايات المتعددة، وخبر المنزلة الصحيح كاشفٌ عن أن المقصود في المنزلة هو كل ما كان لهارون من موسى، وإحدى مقامات هارون هي الأخوة، غاية الأمر أن أخوة هارون كانت على قسمين: إحداهما الأخوة النسبية، وهي غير قابلة للسراية بحديث المنزلة، وثانيهما الأخوة من جهة المشاكلة النفسانية وهذه الأخوة تثبت بحديث المنزلة.


                  المناقشة الثانية: برهان قاطع على أهل الخلاف

                  البرهان القاطع هو أن أهل الخلاف قد سعوا إلى أن يخدشوا بأخوة علي عليه السلام بالرسول (ص)، مثل هذه المناقشات التي قيلت والتي يُثبِتُ البرهان جعلَها بالقواعد الفنية رجالياً وأصولياً.
                  غاية الأمر أن قدرة الحق تتجلى في أنه لو لم يكن هناك قمر لأشرقت الشمس، وكل تلك المقامات التي أنكروها أو صنعوا مثلها للآخرين، ثبتت له (ع) بل ثبت له مقام أرفع منها وأعلى.
                  تلك الشمس التي مع طلوها ذهبت بكل ما حاكوه، حيث صنعوا أخوة للنبي (ص) قبال علي (ع)، وناقشوا في حديث الأخوة، تلك الشمس التي محت كل شيء هي هذا:
                  صحيح البخاري3: 168: باب الصلح: بعد أن كتب الصلح بيد أمير المؤمنين عليه السلام، وتمت تلك القصة، لأن الرواية من البداية مفصلة، ومورد الشاهد هو: فَخَرَجَ النَّبِىُّ (صلى الله عليه وسلم) فَتَبِعَتْهُمُ ابْنَةُ حَمْزَةَ يَا عَمِّ يَا عَمِّ. فَتَنَاوَلَهَا عَلِىٌّ فَأَخَذَ بِيَدِهَا، وَقَالَ لِفَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ دُونَكِ ابْنَةَ عَمِّكِ، احْمِلِيهَا.
                  فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِىٌّ وَزَيْدٌ وَجَعْفَرٌ، فَقَالَ عَلِىٌّ أَنَا أَحَقُّ بِهَا وَهْىَ ابْنَةُ عَمِّى.
                  وَقَالَ جَعْفَرٌ ابْنَةُ عَمِّى وَخَالَتُهَا تَحْتِى.
                  وَقَالَ زَيْدٌ ابْنَةُ أَخِى.
                  فَقَضَى بِهَا النَّبِىُّ (صلى الله عليه وسلم) لِخَالَتِهَا. وَقَالَ «الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الأُمِّ».
                  وَقَالَ لِعَلِىٍّ «أَنْتَ مِنِّى وَأَنَا مِنْكَ».

                  هذه الجملة حجة قاطعة، غاية الأمر: ﴿ختم الله على قلوبهم﴾.
                  قال لعلي: أنت مني، ليس هذا فقط، وأنا منك.

                  هذا المطلب نقله البخاري في الصحيح، لا في التاريخ، في صحيحه الذي يعد أول مرجع عند العامة بعد القرآن، نقلها في كتاب الصلح، وفي باب عمرة القضاء.
                  النكتة التي يفهمها أهلها هي أنه نقلها في هذين الموردين بنحو مسند، والسند تام، وأسناد البخاري غير قابلة للمناقشة عند كل أصحاب مذاهب العامة، ونقلها أيضاً في كتاب مناقب الصحابة (مناقب المهاجرين وفضلهم) دون سند، يقول: قال رسول الله: علي مني وأنا منه.

                  إذا كان هو من النبي (ص)، والنبي (ص) منه، فمثل هذا أقرب من الأخ، وهو قوله: أنت مني وأنا منك.

                  سأعرض لشرح هذا الحديث مفصلاً لاحقاً إن شاء الله، غاية الأمر ولأجل أن نقطع دابر كل شبهة، ونثبت كل المقامات والمناصب نشير إلى أنها كلها مندرجة في هذه الجملة، الأخوة والوزارة والشركة والوصاية.

                  هل عندهم قدرة للإجابة على هذا ؟
                  ذهب النبي (ص) من الدنيا، فكيف جلس أبو بكر مكانه ؟ مع وجود من كان النبي منه وهو من النبي ؟
                  بأي منطق ؟ وبأي حجة ؟
                  إذا كان عند علماء المخالفين قدرة على الجواب فليجيبوا..

                  بعد رحلة النبي (ص)، ومع وجود من كان وجوده من وجود الخاتم، ووجود الخاتم منه، يعني عين أحمد، أفلا يكون تصدي أحد غيره لأمر هذه الأمة مخالفاً للكتاب والعقل والسنة القطعية ؟
                  تمام البحث في هذه الخلاصة.
                  وأصل هذه الجملة، هذه السُنَّة (أنت مني وأنا منك) أصلها من الله تعالى.
                  أين ذلك ؟
                  قال تعالى: ﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ [آل عمران : 61]
                  وهذا حكم القرآن بأن علياً نفس النبي، لاتفاق تمام المذاهب على أنه ما كان معه غير ابنته وولديه وأمير المؤمنين، وقالوا كلهم أنه كان مصداق أنفسنا، فهذا القرآن وهذه دلالته على أنه نفس النبي (ص).
                  وهذا صحيح البخاري وروايته أن علياً من النبي والنبي منه.

                  أوليس الفصل بين النفس بأبي بكر وعمر وعثمان مخالفاً للقرآن وصحيح البخاري ؟

                  والحمد لله رب العالمين

                  شعيب العاملي

                  تعليق


                  • #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة شعيب العاملي

                    الاخ يا الله عفوك
                    دل حديث المنزلة على أن كل ما ثبت لهارون من موسى قد ثبت لعلي (ع) من الحبيب المصطفى (ص)
                    وهذا النص عام فيشمل كل المنازل. لكن بما أنه يعلم خروج قسم منها إما بنفس الإستثناء (الذي ورد في إحدى روايتي البخاري ومسلم دون الأخرى) فتخرج النبوة، وإن قيل بأن الخارج هو النبوة بعد النبي فقط قلنا لا فرق بينهما، وإن أنكرتم ذلك قلنا خرجت النبوة في حياته بالعلم القطعي أن لا نبي مع نبينا (ص)
                    علم قطعي عندنا انه لايوجد نبي في حياته لعدم تحققه لاننا نعلم عدم تحققه
                    ولكن لو اخبرهم بذلك لما وجد مانع منه في حياته عليه الصلاة والسلام
                    فهذه المنزلة ثابته لعلي بناءا على عدم استثنائها واستثناء النبوة بعده فقط



                    وخرج قسم آخر بأدلة أخرى كالعلم القطعي بعدم الأخوة النسبية مثلاً أو العلم القطعي بأن النبي أفصح من علي (على فرض كونها منزلة وكون هارون أفصح وهذا ما لا نقر به)، فتكون هذه الأمور خارجة من العموم بالدليل الخاص.

                    اما تثبت المنزلة او تستثني
                    فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يستثني منزلة انه افصح منه
                    فتثبت بناءا على ذلك.
                    لايقال امر خارجي، لان السامع قد يعلم وقد لايعلم، فليس كل المسلمين سمعوا خطب علي بن ابي طالب ان كان قد خطب فيهم في تلك الايام.


                    وعليه يبقى العموم على عمومه فيما بقي، ويشمل ذلك الاستخلاف والأخوة والوزارة وأمثالها.. فيكون الدليل تاماً.

                    لايوجد شيء اسمه عموم وخصوص
                    اما تثبت او لاتثبت بالاستثناء




                    وليس لهذا صلة بما في باب النسخ من تغير الحكم في وقت لانتهاء أمد الحكم الأول، إنما تكشف النصوص عن ثبوت عموم المنازل وعلى استثناء ما خصص فقط، فلسنا نقول أنها كانت ثابتة ثم ارتفعت في زمن لاحق ولا أنها نسخت.
                    هذه خلاصة ما في المسألة وقد تبين دليله بشكل مفصل فلا نعيد.
                    الاستثناء يجب ان يكون في سياق الكلام وقد نقلنا لك قول الطوسي فلا نكرر
                    فهذه امور واقعة وليست احكام. متغيرة.

                    إن قبلتم ذلك كان به، وإن لم تقبلوا فارجعوا للنصوص الخاصة التي دلّت على أنه (ع) وزير النبي (ص) وأنه أخ النبي في الدنيا والآخرة وغيرها من الأدلة الكثيرة التي عرضنا قسماً منها وسنعرض الباقي.
                    ننتهي من هذه الرواية ثم ننتقل الى غيرها.
                    التعديل الأخير تم بواسطة * يا الله عفوك *; الساعة 27-11-2013, 03:32 AM.

                    تعليق


                    • #25
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      بعد أن أكمل سماحة الشيخ البحث في الأخوة عاد ليتمم بحث الوزارة فنعرضه فيما يلي.

                      ملاحظة: الاخ يا الله عفوك، لا نرى ثمرة من تكرار الكلام مجدداً وفيما عرضناه الكفاية.

                      والحمد لله رب العالمين

                      شعيب العاملي

                      تعليق


                      • #26
                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        2. تتميم: الوزارة في الروايات

                        كان بحثنا في حديث المنزلة، وكان الكلام في الأخوة بين هارون وموسى، وقد ثبتت أخوة أمير المؤمنين (ع) للنبي (ص) بالدلالتين المطابقية والالتزامية من السنة القطعية.
                        وقد تقدم منا البحث أيضاً في الوزارة، وبينا معنى الوزارة لغة وإجمالاً، والبحث فعلاً من جهة الروايات.
                        وقد تقدم أيضاً أن مفهوم الوزير عبارة عمن يختاره أمير المملكة ويساعده على تدبير أمورها، ويكون رأيه معتمداً في مختلف المجالات في السلطنة.

                        وعلى هذا، فكيف ينبغي أن يكون وزير النبي الخاتم (ص) الذي كانت دائرة حكومته شاملة لكل أهل العالم ؟ علماً وأخلاقاً وأحكاماً.. وقد كانت شاملة للجن والإنس، وفي خير أمة أخرجت للناس.

                        نقل المحدثون والمفسرون من العامة حتى أمثال الفخر الرازي الرواية التالية التي ننقل متنها لأن فيها لطائف ودقائق وينبغي أن تكون مورد دقة نظر أهل الفن، والرواية عن تفسير الرازي ج12 ص26:

                        وروي عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً صلاة الظهر ، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: الّلهم أشهد أني سألت في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فما أعطاني أحد شيئاً: والمحير هنا أن تنقل هذه الرواية وبهذا المتن.
                        وعلي عليه السلام كان راكعاً ، فأومأ إليه بخنصره اليمنى وكان فيها خاتم ، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم: والمهم من جهة فقه الحديث ههنا.
                        بمرأى النبي صلى الله عليه وسلم: فكل هذا أمام النبي (ص).

                        فقال: "الّلهم إن أخي موسى سألك" فقال : ﴿رب اشرح لي صدري﴾ إلى قوله ﴿وأشركه في أمري﴾ ( طه: 25 - 32 ) فأنزلت قرآناً ناطقاً ﴿سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً﴾ (القصص: 35)
                        الّلهم وأنا محمد نبيّك وصفيك: انا الذي اصطفيتني على كل الأنبياء.

                        فاشرح لي صدري: فكما طلب موسى أن تشرح صدره أطلب منك أن تشرح صدري، وبالرجوع للقرآن نقرأ ﴿ألم نشرح لك صدرك﴾، وشرح صدر موسى كانت نتيجته التوراة والألواح، أما شرح صدره (ص) وثمرته فهو القرآن، القرآن العظيم، القرآن الحكيم، ﴿ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء﴾، هذا شرح صدره.

                        ويسر لي أمري: إلى هنا الكلام كبروي، ومن هنا يأتي الكلام في الصغرى والبحث الجزئي، ومن العجائب أن محدثي العامة وأئمة التفسير نقلوا مثل هذه الرواية ومنهم الفخر الرازي إمام المشككين، ونصل للمطلب وهو قوله (ص):
                        واجعل لي وزيراً من أهلي: من هم أهل النبي ص ؟ هل فهمت أيها الفخر أم لا ؟ أهل النبي : ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ [الأحزاب : 33]
                        فالوزير من أهله..
                        هل كان أبو بكر من أهله ؟ هل كان عمر من أهله ص ؟ لم يكتف بهذا بل صرح فقال:
                        علياً أشدد به ظهري: ليس الوزير من أهلي مطلقاً، بل خصوص علي عليه السلام.

                        قال أبو ذر: فوالله ما أتم رسول الله هذه الكلمة: فوالله، وممن ؟ ممن أقرت كافة مذاهب العامة بأنه أصدق الناس لهجةً.
                        حتى نزل جبريل فقال: يا محمد إقرأ ﴿إنما وليكم الله ورسوله
                        إلى آخرها. (انتهى)

                        هل هناك حجة فوق هذا ؟

                        إن العمى والحيرة من إعماء الله لهم!
                        هل هناك نص بيِّنٌ على خلافة علي بلا فصل أعلى من هذا النص الشريف وهذه الآيات المباركة ؟
                        لم يكمل النبي دعاءه وطلبه لوزارة علي (ع) حتى أتى جبرئيل بالآية فصارت الولاية لله أولاً وللنبي (ص) ثانياً ولعلي ثالثاً..

                        ما الذي يمكن قوله مقابل هذه الحجة ؟
                        هذا القرآن كتاب الله ينطق بهذا، وهذه سنة خاتم الرسل.
                        ومدلول الحديث يثبت وزارة علي بن أبي طالب وشدّ أزر النبي (ص) به.

                        في المقابل ماذا فعلوا ؟
                        في مقابل هذا الحديث احضروا حديثاً لكي يطفئوا النور، ولكنه بدلاً من أن يطفئ النور صار كل ما حاكوه ونسجوه هباءً..

                        والحمد لله رب العالمين

                        شعيب العاملي

                        تعليق


                        • #27
                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          وضع الأحاديث في الوزارة مقابل وزارة علي (ع)

                          لقد ثبت منصب وزارة خاتم النبيين لأمير المؤمنين
                          عليه السلام بما مرّ من السنة القطعية، وهو المطلب الذي ليس لكافة أئمة العامة خيار بعدم قبوله، لأن السُنَّة مُسَلَّمَةٌ عند الجميع سنداً ودلالة.

                          ولكن ماذا فعلوا في مقابله ؟ ما أحضروه مقابله في مصادرهم هو أن النبي (ص) قال: ان لي وزيرين من أهل السماء ووزيرين من أهل الأرض فاما وزيراي من أهل السماء فجبرئيل وميكائيل واما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر (المستدرك على الصحيحين ج2 ص264، سنن الترمذي5: 279، وغيرهما)

                          والآن ينبغي تحقيقه من الجهة العلمية، والبحث في اعتباره.
                          إن أحد شرائط حجية الرواية أن لا تكون مخالفة للعقل والكتاب والسنة، فإذا خالف حديثٌ العقلَ القطعي لا يمكن ان يكون معتبراً، وكذا لو خالف الكتابَ والسنة القطعية.

                          أما العقل القطعي فقد دل على أن إقرار كل عاقل على نفسه أو بما فيه ضرره نافذ. وهذا الأمر يحكم به العقل عند كل الأمم والملل، وأساس القضاء في درجته الأولى قائم على الإقرار.

                          وأما السنة القطعية فقد اتفق كل أئمة الفقه على أن كل أحد يؤخذ بإقراره، وإن كان إقراره على نفعه يحتاج لشاهد، وإن كان بضرره لا يحتاج لأي أمر آخر. وهذه القضية ثابتة في فقه جميع المذاهب.

                          ومع هذه المقدمة ينبغي ملاحظة الرواية التالية بدقة وهي من المصادر المسلمة عند العامة دون مصادر الخاصة.
                          الرواية: فصعد (عمر) المنبر وحمد الله تعالى وأثنى عليه وقال : أيها الناس لا تزيدوا في مهور النساء على أربعمائة درهم فمن زاد ألقيت زيادته في بيت مال المسلمين فهاب الناس أن يكلموه (المستطرف في كل فن مستظرف ج1 ص105 وغيره)

                          وههنا مطالب: أحدهما أنه نهى عن الزيادة في مهر النساء عن أربعماءة درهم، والثاني أنه قال أني سآخذ تلك الزيادة، والثالث أنه قال أنه سيضع الزيادة في بيت مال المسلمين فهاب الناس أن يكلموه.
                          تتمة الرواية: فقامت امرأة في يدها طول فقالت له : كيف يحل لك هذا والله تعالى يقول : ﴿وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً ﴾؟
                          وبعد أن استشهدت المرأة بكلامه تعالى وأنه لا يحل لك أن تذهب الى ما ذهبت إليه.
                          ما كان رد فعله ؟
                          تتمة الرواية: فقال عمر رضي الله عنه : امرأة أصابت ورجل أخطأ.
                          وقد نقل الباقلاني ذلك في المتهيد، وهو من أعيان متكلمي العامة، بل نقلها مفسرو السنة ومحدثو العامة.
                          والمهم هذه الجملة عندما قال: كل الناس أفقه منك يا عمر!!

                          وههنا بحثان: أحدهما سند هذه القضية، والثاني دلالتها.
                          فينبغي أن يكون السند تاماً من الناحية العلمية، وكذا الدلالة لتصبح حجة على إثبات الدعوى.
                          أما السند، فقد عبر أئمة الحديث: تواترت الأسانيد الصحيحة بصحة خطبة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (راجع المستدرك على الصحيحين ج2 ص177)
                          ولم ترد مثل هذه الجملة في مختلف روايات البخاري ومسلم، يعني أن يكون الحديث بهذه القوة، وينبغي على أهل الفن أن يفهموا هذه الأمور جيداً ليتمكنوا من إثبات الحق ومحو الباطل.
                          لا يشترط صحة السند في التواتر من الجهة العلمية وذلك باتفاق أصوليي العامة والخاصة، فإذا وصل الخبر لحد التواتر أفاد العلم، والعلم حجة عقلية، لذا فإن السند لا يطرح في باب المتواترات، ولكن المهم هنا هو أن الأسانيد الصحيحة قد وصلت لحد التواتر، وهذا ما قلناه أنه لا وجود لمثل هذا الخبر في تمام صحاح العامة ومسانيدهم وسننهم، وذلك بتصديق إمام أهل النقد، فالذهبي أيضاً اعترف به. لقد بلغ السند من القوة إلى هذا الحد.

                          أما الدلالة: عُلِم بالضرورة أنه ليس هناك من أمر في الدين أعلى من حق الناس، لأن كل معصية تغفر بالتوبة إلا حق الناس، وأول قطرة تسقط من دم الشهيد حتى الشهيد الذي يسقط مع الإمام المعصوم تُغفر له بها كل ذنوبه إلا حق الناس!

                          فبأي حق يأخذ خليفة المسلمين مال الناس خلاف نص القرآن ؟!
                          هل هناك جهل أكبر من ذلك ؟
                          ثم بعد أن أخذه أراد أن يضعه في بيت المال !! هذا الخطأ الثاني.
                          أما الخطأ الثالث: فعندما يضع المال في بيت المال سيقسم على المسلمين، فيكون سبب أكلهم جميعاً للحرام هو عمر بن الخطاب !

                          لو جمع كل الأزهر، واتفق كل علماء السعودية: هل عندهم قدرة على الإجابة على هذا المطلب ؟

                          هذا الكلام ينتشر إلى الدنيا، ولا يبقى محصوراً بين هذه الجدران الأربعة.
                          فكيف بكلام امرأة مقابل أمير المؤمنين ؟ عندما تتكلم امرأة أمامه فتبين خطأه خلاف القرآن، ثم يصل الأمر إلى إقراره على نفسه، وأي إقرار: كل الناس أفقه منك يا عمر!!

                          هل هذا نص القرآن أم لا؟
                          ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر : 9]
                          ﴿أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ [يونس : 35]

                          فيجب بحكم العقل والقرآن والسنة أن تكون تلك المرأة إماماً وعمر بن الخطاب مأموماً !

                          مثل هذا يصبح وزير النبي ؟!
                          عندما يصاب العقل أو يسلب فماذا يمكن أن نفعل ؟

                          من هو الوزير ؟
                          العين للخليل وهو إمام أهل الفن بالاتفاق: والوزير: الذي يستوزره الملك، فيستعين برأيه (العين7: 380)
                          هذا معنى الوزير، وهو من تستند أمور المملكة وتدار بالاتكاء إليه.
                          وفي معجم مقاييس اللغة: والوزير سمِّى به لأنّه يحمل الثِّقل عن صاحِبِه.(ج6 ص108)
                          وفي لسان العرب: الوَزَرُ: المَلْجَأُ، وأَصل الوَزَرِ الجبل المنيع، وكلُّ مَعْقِلٍ وَزَرٌ.... قال أَبو إِسحق: الوَزَرُ في كلام العرب الجبل الذي يُلْتَجَأُ إِليه، هذا أَصله. وكل ما الْتَجَأْتَ إِليه وتحصنت به، فهو وَزَرٌ.... ووضعت الحربُ أَوْزارَها أَي أَثقالها (ج5 ص282)
                          ويكمل في لسان العرب: وكذلك وَزِيرُ الخليفة معناه الذي يعتمد على رأْيه في أُموره ويلتجئ إِليه.
                          وقد مر تفصيل ذلك وبيان حقيقة الوزارة.

                          وتكون النتيجة أن وزير النبي الخاتم (ص) عمر !!
                          وزير عقل الكل، وزير مرجع تمام الأنبياء هو عمر ! فالنبي يرجع إليه !
                          وهو الذي يجب أن تعتمد على رأيه هذه الأمة ! ثم يعترف هذا الوزير بنفسه أن النساء أفقه منه !
                          فهل هذا الحديث قابل للقبول !
                          هذا برهان ناطق.
                          فإذا كان جبرائيل وزير النبي في السماء وقد قال تعالى: ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى﴾ [النجم: 5-7]
                          أفهل يعقل أن يكون وزير خاتم النبيين في الأرض من كان أدون من جميع أهل الدنيا وأقل فهماً ؟

                          هكذا تحاربون علياً ؟
                          ألا تخجلون حتى من وجدانكم ؟
                          تختلقون هذا الحديث مقابل وزارة علي ؟

                          ألا تعلمون أن سمعتكم جميعاً من المفسرين والمحدثين كالذهبي والمتكلمين كالباقلاني ستذهب مع الريح بهذا الشكل ؟!!

                          والحمد لله رب العالمين

                          شعيب العاملي

                          تعليق


                          • #28
                            الرجاء مناقشة نقطة البحث التي نتحدث عنها وهي مسألة عدم استثناء المنازل التي لم تثبت لعلي رضي الله عنه في سياق الحديث نفسه
                            فانت تشرق وتغرب وتناقش امور اخرى بعيدة

                            حاول ان تعيد وتقرأ كلام الطوسي في موضوع الاستثناء
                            فلن اكرر ذلك مرة اخرى وانت لاتجيب عن التساؤلات المطروحة وانما تناقش امور جانبية بعيدة عن نقطة البحث التي وصلنا اليها

                            تعليق


                            • #29
                              مكان النبي يخاطب الامة لا يخاطب علي ويقول يا مسلمين علي خليفتكم بعد وفاتي اخاتروه لان الله اختاره وينتهي الموضوع من الاول
                              جملة بسيطة تنهي المشكل ههههه

                              تعليق


                              • #30
                                بسم الله الرحمن الرحيم

                                والحمد لله رب العالمين

                                نعود بعد انقطاع عن المنتدى جاوز الشهرين ونكمل نشر أبحاث سماحة الشيخ بإذن الله تعالى.

                                الاخ يا الله عفوك
                                أسلفنا أن لا ثمرة لتكرار ما ذكرناه سابقاً، ففيه الجواب عن كل التساؤلات وعلى كل الفروض، فبينّا ما نراه الحق في المسألة ثم أجبنا حتى على فرض التنزل والإقرار بأصل الإشكال، ونضيف أن خروج الأخوة النسبية لا يحتاج الى تخصيص فإنه خارج تخصّصاً، ولسماحة الشيخ بيان إضافي في جواب من أشكل على خلافة علي بعد النبي وسيأتي وقته بحسب التسلسل إن شاء الله.

                                الاخ الواصل88
                                لقد قالها النبي صلى الله عليه وآله في موارد كثيرة متواصلة منذ بدء الدعوة وحتى ختامها، فقد صرح بها منذ حديث الدار حينما بلغ عشيرته بالرسالة وجعل علياً وزيره، وإلى حديث الغدير قبل رحلته صلى الله عليه وآله، بأوضح العبارات وأصرحها وأبلغها دلالة على الخلافة والوزارة والنيابة، وما بينهما من موارد لا تعدّ ولا تحصى.
                                وليست المشكلة في النصوص، إنما فيمن لا يريد الإقرار بالنصوص، أو أن التشويش وصل عنده إلى حد لم يعد قادراً على التمييز.

                                والحمد لله رب العالمين

                                شعيب العاملي

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                10 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X