إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

السنة النبوية وأدلة الإمامة (2): أنت مني بمنزلة هارون من موسى

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الاخ المهتدي بالحق
    ان ادّعي دلالة بعض النصوص على أن علياً لم يكن يعلم أنه خليفة النبي (ص) فتكون مخصصة للمنازل التي ثبتت له عليه السلام، أجبنا أن الدليل القطعي قد قام على أنه عليه السلام كان وسائر الصحابة يعلمون من هو الخليفة بعد النبي وإن أنكر بعضهم ذلك بعد وفاته صلى الله عليه وآله، ومع قيام الدليل القطعي على ذلك لا يصح الاحتجاج بأي دليل آخر، ويكون حاله (إن وجد) حال قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) [المائدة : 116]
    فإن السؤال لا يلازم عدم العلم، وقد سأل الله تعالى عيسى وهو الذي علّمه وعرّفه.. فسؤال علي عليه السلام النبي (ص) عن الخليفة بعده في وقت ما لا يدل على أنه لم يكن يعرف.. وهكذا سائر ما يدّعى دلالته على ذلك.

    والحمد لله رب العالمين

    شعيب العاملي

    تعليق


    • #47
      بسم الله الرحمن الرحيم

      الاعتراضات
      الاعتراض الأول للباقلاني: الاستخلاف ليس على الأمة

      تقدّم البحث في حديث المنزلة، وأن الرواية تثبت خلافة أمير المؤمنين عليه السلام من عدة جهات: شدّ الأزر، الوزارة، الشركة في الأمر، الأخوة.. فكل واحد من هذه الأمور دليل مستقل على الخلافة القطعية له عليه السلام.
      ولأن هذا الحديث أعجز أهل النظر من العامة، نتعرّض لما ذكروه حوله، وبما أن البحث بحث علميّ دون تعصّب وتهكّم، فإن الحاكم هو المنطق والقواعد العلمية، وما قيل مأخوذ من الباقلاني، وينبغي النظر في متن اعتراض الباقلاني ليتبين الحق في المطلب، وفيما يلي تمام كلام صاحب التمهيد:
      فإن قالوا ما أنكرتم أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي عليه السلام بقوله (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) قيل لهم لا يجب ذلك لأن معنى ذلك أني أستخلفك على أهلي وعلى المدينة إذا توجهت إلى هذه الغزوة. (تمهيد الأوائل للباقلاني ص457)

      هذا كل ما عندهم، حتى أن متأخري المتكلمين كرروا ما ذكره الباقلاني.
      وخلاصة كلامه أنه لم يثبت كون الحديث دليلاً على الخلافة، لأن مدلوله أن النبي (ص) قد عيّن علياً (ع) في هذه الغزوة خليفة على أهله وعلى المدينة، وهذا لا علاقة له بالخلافة بعد وفاة النبي (ص). هذا تمام كلامه.
      وعلى هذه الكلمة أربع إشكالات، فإن اجتمع تمام علماء المذاهب للجواب عليها وتم لهم ذلك كففنا، وإلا فلا.

      أولاً: أنه ينبغي أن يُفهم التنزيل من الناحية العلمية، فعندما يتحقق التنزيل يتحقق لدينا: مُنَزَّلٌ، ومُنَزَّلٌ عليه، ثم ينزّل المنزّل على المنزّل عليه، وحقيقة التنزيل من الناحية العلمية تطبيق تمام آثار المنزل على المنزل عليه.
      فينبغي فهم مطلبين، أولاً حقيقة التنزيل، وثانياً اطلاق التنزيل.
      أما متن الحديث فهو: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟
      ونحن نسأل الباقلاني: أليس بيان النبي (ص) تنزيلاً ؟ ولمن كان التنزيل ؟ وبالنسبة لمن ؟ وفي ماذا ؟
      التنزيل في الحديث لعلي بن أبي طالب، بالنسبة لنفس النبي (ص).
      والمنزّل عليه نسبة هارون من موسى.
      أليست هذه الكبرى هي كلام النبي (ص) ؟
      وفي كلامه نزّل علياً بالنسبة لنفسه منزلة هارون بالنسبة لموسى، والسؤال: هل كان هارون خليفة موسى في أهله وبيته فقط ؟ أم خليفته في أمته (ع) ؟
      هذا هو العلم، فإن إطلاق التنزيل مُحكَّم، وينتج عن ذلك أن كلّ نسبة كانت لهارون من موسى كان لعلي مثلها بالنسبة للنبي (ص).
      ينبغي على الباقلاني أن يفهم أن هارون لم يكن خليفة موسى على النساء والأطفال، إنما خليفته على بني إسرائيل، فيكون مقتضى التنزيل أن علياً خليفة الخاتم (ص) في الأمة، ويثبت لعلي من النبي في هذه الأمة ما ثبت لهارون من موسى في بني إسرائيل.

      ثانياً: ألا يعرف الباقلاني أن هذه الكلمات تسيء لتمام العامة في ميزان العلم ؟!
      فإن نص القرآن الكريم يفيد أن الخلافة قد ثبتت لهارون في قوم موسى لا في أهله، ولا في غزوة معينة، بل كانت خلافة هارون في قوم موسى.

      ثالثاً: إن العلم تفقّهٌ، ودراية الحديث مشكلة جداً، ولا يسلم صاحب التمهيد من المحاكمة..
      لا يمكن أن يخصص الوارد المورد من الجهة العلمية، وههنا تظهر علميَّة علماء أهل الحق، فقد نُقِّح في الأصول أن الدليل الوارد في مورد لا يمكن أن يُقيِّد الإطلاق أو يخصِّص العموم الوارد.
      وفيما نحن فيه: المورد هو: خلّفه في بعض مغازيه. هذا هو المورد، فقد جعل النبي (ص) علياً خليفة في بعض غزواته، وشاهَدَ الباقلاني هذا المورد، لكنه لم يفهم أن هناك وارداً بعد هذا المورد.
      وذلك الوارد هو: فقال له علي: يا رسول الله: إنك خلفتني مع النساء والصبيان، قال له رسول الله: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟
      ههنا دقة البحث، وإلى هذا الحدّ لم يفهم هذا الرجل، فلو كان الاستخلاف في تلك الغزوة مقتصراً على الخلافة على الأهل والولد لم يكن فيه دليل على استخلافه على الأمة، لكن ألم تفكر أيها الباقلاني أن هناك وارداً على هذا المورد بعده ؟ وهي هذه الجملة: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟
      ههنا يظهر العلم، حدّ علم أعاظم علماء العامّة هو هذا، فلم يشخصوا حقيقة التنزيل، ولم يفهموا أنه لا يعقل تخصيص العموم الوارد بالمورد.
      فإن الصغرى لا تحدِّد أو تقيِّد الكبرى بنفسها بأي منطق.
      هذا البرهان الثالث.

      رابعاً: والكلام للجميع، من الباقلاني للدجيلي، ومن الرأس للقدمين، من الأول لأزهر مصر، أليس لقوله (ص): (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى) استثناء ؟ وهو قوله (إلا أنه لا نبي بعدي)
      فالنبوة فقط هي التي لستَ شريكاً فيها، لأني خاتم النبيين، وسوى هذا الاستثناء، فإن كل ما في المستثنى منه قد ثبت لك.
      وإحدى هذه الأمور في المستثنى منه هي أن الاستثناء برهان قاطع على هذا الامر، وهو عبارة عن خلافة هارون في بني إسرائيل في غياب موسى.

      خامساً: لقطع مادة أئمة المذاهب الأربعة، ويأتي إن شاء الله.

      والحمد لله رب العالمين

      شعيب العاملي

      تعليق


      • #48
        بسم الله الرحمن الرحيم

        تتمة الجواب على إشكال الباقلاني

        ذُكر مطلبان في مقابل استدلال الخاصة على استفادة خلافة أمير المؤمنين (ع) من حديث المنزلة، أحدهما أن الحديث يثبت الاستخلاف على بيته وأهله (ص)، وهذا لا ربط له بالاستخلاف في الأمة والقوم.
        وقد عرضنا لأربع إشكالات على هذا الكلام، وهذه تتمتها.

        خامساً: أنه ينبغي على الباقلاني وغيره الرجوع إلى القرآن أولاً ثم التكلم، وقد نصّ القرآن الكريم أن هارون خليفة موسى في قومه، لا في أهله، فإلى هذا الحد من عدم الإدراك قد وصلوا ؟!
        هناك آيتان في سورة طه والأعراف، والتأمل فيهما كافٍ لتمييز الحق عن الباطل، فماذا قال موسى لهارون ؟
        قال: ﴿اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي﴾، ثم الكلمة الثانية: ﴿وَأَصْلِحْ﴾، وقد جعل إصلاح بني إسرائيل بعهدة هذا الخليفة، فإلى هذا الحد لم يكن عندهم إدراك لمقدار التفاوت بين الخلافة على الامة وإصلاحها وبين الخلافة على الاهل والبيت ؟!

        إذا ثبت أن هارون كان خليفة موسى في قومه، أي في أمته، وهم بنو إسرائيل، وكانت مهمته الإصلاح، يطرح السؤال على هؤلاء: ما معنى (وأصلح)، إن إصلاح الأمة يتم بأمرين: العلم والعمل.
        وحديث المنزلة يثبت لعلي كل ما ثبت لهارون في القرآن بالاتفاق، ودعوانا أن علياً خليفة النبي (ص) في إصلاح أمة الإسلام، وهذا نصّ القرآن وحديث المنزلة.

        يكفي الانغماس في الجهل إلى هذا الحد..

        والحمد لله رب العالمين

        شعيب العاملي

        تعليق


        • #49
          بسم الله الرحمن الرحيم

          الاعتراض الثاني: هارون خليفة في حياة موسى

          الاعتراض الثاني: على حديث المنزلة، أن هارون كان خليفة موسى في حياته، وقد توفي قبل موسى بن عمران، فإذا كان كذلك عليكم أن تثبتوا أن خلافة علي ثابتة بعد رحلة النبي (ص)، فإن المُنَزَّل عليه قد توفي قبل رحيل النبي موسى، فكانت خلافته في حياته، أما بعد وفاته فلا خلافة.

          هذه أيضا حرفة العاجز.
          الجواب في كلمتين: أن سبب هذا الاعتراض هو البعد عن العلوم العقلية أولاً، والجهل بالسيرة العقلائية ثانياً.
          هذا إشكالنا على هذا الادعاء.
          بيان ذلك: ما هو موضوع البحث ؟
          موضوع البحث: هو أن لعليّ بن أبي طالب الأهليّة لخلافة النبي الخاتم (ص) بعد رحلته، هذه دعوانا.

          كانت عنده الأهلية لهذا المنصب، وإذا كانت عنده الأهلية وجلس غيره في محله تكون النتيجة أن غير المؤهل جلس في مكان المؤهل، هذا تمام المُدَّعى.

          أما الدليل: إنَّ تَحَقُّقَ الأهلية للخلافة يحتاج إلى أمرين: أولهما: المقتضي، وثانيهما: وجود الشرط.
          ينبغي أن يكون البحث برهانياً من الجهة العقلية، ليتضح أن منشأ كلامهم هو فقدان العلوم العقلية.
          إن الأهلية للخلافة تحتاج الى مقتضٍ وشرط، ووجود كل موجود مرتبط بالعلة، والعلة مركبة من المقتضي والشرط، وجودياً كان أو عدمياً.
          والشرط مُتَمِّمُ الفاعل أو مُكمّل القابل، فينبغي أن يتحقق المقتضي وأن يحصل الشرط الذي يُتِمُّ المقتضي ويوصل القابلية لنقطة تحقق المقتضي، حينها تظهر الأهلية.

          وتتحقق أهلية الفتوى مثلا بالعلم، وينبغي ملاحظة أهلية كل مقام بما يتناسب معه، أي بملاحظة المقتضي والشرط..
          وكل ما كان الأمر أعلى وأرفع فإن مرحلة الاقتضاء والشرط ترتفع بمقتضى التناسب بينهما..

          وتتوقف أهلية خلافة الخاتم على التناسب بين الخليفة والمستخلف عنه، وذلك في العلم والكمالات النفسانية والقدرة والقوة على إصلاح الأمة.
          أليس هذا الأمر برهانياً ؟
          ألم تثبت أهلية الخلافة لعلي بن أبي طالب بحديث المنزلة ؟

          هي ثابتة بالاتفاق، غاية الأمر أنهم يدعون أنها كانت في زمان حياة النبي (ص)، كما كان هارون خليفة موسى في حياته.
          والجواب: هل زالت الأهلية المحققة لعلي ـ والتي اعترفتم بها ـ بوفاة النبي (ص) ؟ أم لم تَزُل ؟

          لا منزلة بين السلب والإيجاب والنفي والإثبات، فلا ثالث لهما، إما نفي أو إثبات.
          هل سقطت هذه الأهلية برحلة النبي (ص) أم لا ؟
          أنتم تقولون: أنها سقطت، والسقوط يحتاج إلى علة!

          إلى هذا الحد لم تدركوا أن الثبوت يحتاج إلى علة، والسقوط كذلك ؟!
          للأسف لم تصلوا للعلم..
          هذه كلماتُ من تُطبع كتبهم في مصر والسعودية ويكتب عنهم أنهم أئمة ويُعطَون ألقاباً متعددة !
          هل زالت أهلية خلافة علي برحلة النبي أم لا ؟
          إذا قلتم أنها زالت، فقد صارت علة زوالها رحلة النبي ! وينبغي أن يكون هناك سنخية بين العلة والمعلول، فما الربط بين رحيل النبي وزوال أهلية خلافة علي ؟

          أين العقل ؟
          النتيجة أن المعلول قد تحقق بلا علة !
          نعم، زوال أهلية خلافة علي يمكن أن يتحقق بأمرين: أحدهما: بزوال العلم، وثانيهما: زوال العمل، كما ثبتت بهما.

          فهل ذهب علم علي برحيل النبي ؟ وقد قال الشخص بالاتفاق : لولا علي لهلك عمر، وقال: لا ابقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن !
          هل ذهب علم من اتفق الجميع على أنه أعلم الأمة ؟ علي (ع).. ونصت على ذلك عائشة وصريح كلام معاوية.
          إذاً لم يذهب العلم.
          والعمل كذلك، فإنه لم يذهب بالاتفاق أيضاً.

          فقد بقيت هذه الأهلية إذاً بعد وفاة النبي (ص) كما كانت في حياته، وذلك بحكم العقل والبرهان.
          فإذا قلتم: إن علياً لم يتغير بعد وفاة النبي (ص)، ولم يزُل علمه وعمله، ولكن أهلية خلافته ذهبت.
          نسأل: ما هي علة زوال الأهلية ؟
          إذا صَمَتُّم ولم تجيبوا: يكون معلولاً بلا علة! وتَرَجُّحاً بلا مُرَجِّح!
          غاية الأمر انه ينبغي ان تدركوا ان بين الترجح بلا مرجح والترجيح بلا مرجح فرق، فكل منها من باب.

          والالتزام بأن أهلية علي بن أبي طالب للخلافة على القوم في حياة النبي (ص) ـ الثابتة بمقتضى نص القرآن وحديث المنزلة ـ قد سقطت بوفاة النبي، هذا الالتزام في نهاية البعد عن القواعد العقلية، وهو التزام بتحقق المعلول بلا علة.

          فلا خيار لكم، إلا أن تقولوا أنه كما كان أهلاً للخلافة في زمان النبي (ص) تثبت له هذه الأهلية بعد وفاة النبي بالبرهان العقلي.
          ولو لم يثبت ذلك، ولم يجلس على تلك الكرسي.. فما هي لوازم ذلك ؟ هذا يكفي.. المهم هو هذا.

          ثانياً: لا ترديد ولا تأمل لأي عاقل بأن هارون ـ الذي ورد عنه في نص القرآن ﴿هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي﴾ ﴿وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي﴾ وقال له موسى ﴿اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي﴾ ـ لو بقي حياً بعد موسى (ع)، فأي عاقل سيكون خليفة لموسى بدل هارون ؟!
          هل هذا هو تصرف العقلاء ؟
          ينبغي أن يُفهم أن هارون وإن ذهب في زمان موسى، إلا أن أهليته لخلافة موسى لا تسقط بعد وفاته (ع)، التفاوت بين ذهابه وذهاب أهليته كالتفاوت بين السماء والأرض ، فهارون وان ذهب إلا أن أهليته لم تذهب.

          الى هذا الحد لا شعور عندكم ؟! ثم صار أحدكم باقلاني و.. ؟
          حصرتموها بزمان حياة النبي ؟!
          ليس البحث في الخلافة، إنما في أهلية الخلافة، من هو المؤهل ومن هو غير المؤهل.

          مدّعى هذا المذهب أن المؤهل لخلافة الخاتم هو علي بن أبي طالب، وبرهان الأهلية القرآن وحديث المنزلة، وزوال هذه الأهلية برحلة النبي محال، اثنان واثنان أربعة: علي بن ابي طالب أهل لذلك، وأبو بكر وعمر وعثمان ليسوا أهلاً لذلك.
          هذا البرهان، وهذه نتيجته.

          والحمد لله رب العالمين

          شعيب العاملي

          تعليق


          • #50
            المشاركة الأصلية بواسطة شعيب العاملي

            أجبنا أن الدليل القطعي قد قام على أنه عليه السلام كان وسائر الصحابة يعلمون من هو الخليفة بعد النبي
            أين الدليل الصحيح من قول علي بن ابي طالب بانه خليفة منصوص عليه من النبي عليه الصلاة والسلام؟

            ثم نأتي الى قول الصحابة كما تزعم.

            تعليق


            • #51
              النتيجة: ضلال المذاهب الأربعة

              نعود لاستكمال نشر ما سطرناه قبل عام ونصف من سلسلة أبحاث عقائدية لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ حسين وحيد الخراساني حفظه الله بعد طول انقطاع، وهي أبحاث تنشر للمرة الأولى كسابقاتها، وفيما يلي الجزء الأخير مما يرتبط بحديث المنزلة (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) ثم يأتي بعده بحث مفصل في حديث (علي مع القرآن).

              بسم الله الرحمن الرحيم
              هذه الرواية التي صدرها حديث المنزلة، مذيّلة بذيلٍ، وهذا الذيل يوضح ملاك الخلافة المطلقة للخاتم ص في حياته ومماته، والتنبه لهذا الذيل مهم، حيث أن نسبة الذيل لصدر الحديث نسبة العلة للمعلول، وهذه العلّة هي العلة المحدثة للخلافة، وانفكاك المعلول عن علته التامة محال.
              هذا برهان قاطع وهو ختم الكلام.

              متن الرواية: ولما نزلت هذه الآية ﴿فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ﴾ دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي.(صحيح مسلم ج7 ص121)

              وههنا مباحث:
              الأول: أن نصّ الآية يتضمن دعوة النبي ص لتمام أساقفة نجران للمباهلة بحيث يدعو النبي (أنفسنا) وتدعون (أنفسكم)، وندعو (أبناءنا) وتدعون (أبناءكم)، وندعو (نساءنا) وأنتم تدعون (نساءكم) (ثم نبتهل)..
              والسؤال هنا: من دعا النبي ص في مقابل دعوة الأبناء ؟ إنهم الحسن والحسين بالاتفاق.
              ومن دعا مقابل دعوة النساء ؟ شخص واحد بالاتفاق، هي فاطمة الزهراء عليها السلام.
              وفي مقابل دعوة (أنفسنا) دعا شخصاً واحداً هو علي المرتضى عليه السلام.

              فتعيّنت الكبرى والصغرى بحكم القرآن وبالنصّ الصحيح، بحيث صار عليّ نفس النبي ص.
              فهل يمكن مع وجود نفس الشخص أن يُملأ خلأ وجوده بغير هذه النفس ؟
              هذا القرآن وهذا البرهان..

              إذاً عليٌّ بنص هذه الرواية، وبحكم الكتاب والسنة: هو نفس الخاتم، وملاك وعلة الخلافة هي هذه النفسية، وقد كانت هذه العلة ثابتة له في حياة النبي ص، وفصله عن الخلافة برحيل النبي ص عن الدنيا يعني تفكيك العلة عن المعلول.

              ثانياً: دعا ص علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال: اللهم هؤلاء أهلي، وبعد أن جمعهم رفع رأسه إلى السماء وقال محدّداً: هؤلاء أهل بيتي.
              لو فهمت هذه الجملة هل تبقى شبهة عند أحد ؟
              قال: اللهم إن هؤلاء أهلي.
              لو جمع كل علماء المذاهب الأربعة فهل يمكنهم ان يجيبوا على هذه الجملة وعلى القرآن الكريم ؟
              اللهم ان هؤلاء أهلي: أثبتت أن علياً أول أهله.

              ونص القرآن : ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ [الأحزاب : 33]
              مطلق الرجس، فقد أذهب عنهم الرجس وطهرهم بالتطهير الإلهي، بالطهارة التي تفوق البيان والإدراك.

              والمرجع أيضاً هو القرآن الكريم: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾ [التوبة : 125]
              مدلول هذه الآية أنه لو كان لروحٍ أدنى مرض فإنها مبتلاة بالرجس، أما الروح المنزهة عن الرجس فهي التي تكون قد وصلت الى حدٍّ تنزهت فيه عن كل مرض نفساني.
              وتكون النتيجة أن الجهل مرض للروح، والكبر مرض للروح، وكلّ معصية مرض للقلب، والمنزّه عن الرجس هو المنزه عن الجهل والمعصية.

              هل كان أبو بكر منزهاً عن الجهل والمعصية أم لا ؟
              هل كان عمر بن الخطاب منزهاً عن الجهل أم لا ؟
              هل كان عثمان منزهاً أم لا ؟
              لقد نصّ القرآن والسنة على أن علياً منزّه عن كلّ رجس، ودلّت السنة القطعية أن غير علي ملوث بالأرجاس !

              سبعون مرة: لولا علي لهلك عمر، تبيّن أي أرجاس حملها من الجهالات.
              هل للوثة الجهل ملاك لخلافة النبي ص ؟
              هذه الحجة البالغة.

              اللهم إن هؤلاء أهلي، ونصّ القرآن: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ ﴿وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ﴾.
              فالنتيجة أن علياً أصبح عقل الكل وكل العقل، لأنه خالٍ من كلّ رجسٍ، وعدم العلم بحكم القرآن رجسٌ، فَعَليٌّ منزّه عنه..
              والنتيجة أنه كل العلم وعلم الكل، لأن كل جهل رجس، ومطلق الرجس زائل عن علي بن أبي طالب بنص القرآن.

              ختم الكلام في هذه الرواية:
              ثم اعلم أن لحديث التمسك بذلك طرقاً كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابياً.(الصواعق المحرقة ص150)
              هذه الحديث قد روي عما يزيد عن عشرين صحابياً من أصحاب النبي، وهذه كلمات من لم يأت مثله في تاريخ العامة في معاداة مذهب الشيعة! هذه الحجة البالغة.

              قال (ابن حجر): وفي رواية صحيحة: إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا ان تبعتموهما: دققوا جيدا: الطرف المخاطب كل الأمة حتى القيامة، فكلهم مأمورون بالتبعية لأمرين:
              كتاب الله واهل بيتي عترتي. (المصدر السابق)

              وفي هذه الرواية قد اختار ص علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال: اللهم إن هؤلاء أهلي، فأثبت أن هؤلاء هم أهله وعترته، وفي تلك الجملة أمَرَ كل الأمة باتباع شيئين: القرآن والعترة.

              قال ابن حجر:
              ثم أحقٌّ من يُتمَسَّك به منهم: أنسب من يتمسك به وهو قرين القرآن ويُتَّبَع:
              إمامهم وعالمهم عليّ بن أبي طالب: ولأنا نقرأ كلامه فإن الأمانة تقتضي أن نقرأ الكلام كما هو: كرّم الله وجهه: أنسب من ينبغي على كل الأمة التمسك به هو عليّ بن أبي طالب، لماذا وما الدليل ؟
              لما قدّمناه من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته: والسؤال لهؤلاء جميعاً: إذا كان علي عترة النبي ص، وقد قال النبي: إني تارك فيكم أمرين: كتاب الله وعترتي لن تضلوا ما ان تمسكتم بهما، وإذا كانت كل الأمة مأمورة بالتمسك به واتباعه، فهل الخلافة غير ذلك ؟!
              أين العقل؟!
              إن أقروا بذلك فلا اختلاف بعد ذلك، هذه الحجة البالغة.
              ومن ثم قال أبو بكر رضي الله عنه: علي عترة رسول الله: هذا كلام ابي بكر بنقل ابن حجر الهيثمي! فكون علي عترة رسول الله هي الصغرى.
              والكبرى: إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي لن تضلوا ما ان تمسكتم بهما أبداً.

              النتيجة: أن كلّ من قدّم غير علي عليه يدخل في أهل الضلال بنصّ القرآن، وينبغي البراءة منهم جميعاً، لأن السنة القطعية قد حصرت عدم الضلال بالتمسك بعلي بن أبي طالب، وتكون النتيجة أن من قدّم غير علي على علي عليه السلام قد وقع في الضلال، وأصبح من الضالين كائناً من كان.
              ﴿ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾

              نتيجة البحث القطعي: أنه ثبت بحكم القرآن والسنة القطعية، وثبت بقول أكثر علماء السنة تعصباً: أن المذاهب الأربعة للعامة كلها من أهل الضلال، والصراط المستقيم في خلافة علي بن أبي طالب للنبي بلا فصل.

              والحمد لله رب العالمين

              شعيب العاملي

              تعليق


              • #52
                بسم الله الرحمن الرحيم

                إلى هنا اكتمل الموضوع الثاني من هذه السلسلة تحت عنوان:
                السنة النبوية وأدلة الإمامة (2): أنت مني بمنزلة هارون من موسى

                وقد شرعنا بالموضوع الثالث منها وعنوانه:

                السنة النبوية وأدلة الإمامة (3): علي مع القرآن والقرآن مع علي
                http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=215847

                والحمد لله رب العالمين

                شعيب العاملي

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                x

                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                صورة التسجيل تحديث الصورة

                اقرأ في منتديات يا حسين

                تقليص

                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                استجابة 1
                10 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                بواسطة ibrahim aly awaly
                 
                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                ردود 2
                12 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                بواسطة ibrahim aly awaly
                 
                يعمل...
                X