إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

السنة النبوية وأدلة الإمامة (2): أنت مني بمنزلة هارون من موسى

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السنة النبوية وأدلة الإمامة (2): أنت مني بمنزلة هارون من موسى

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والحمد لله رب العالمين
    وبعد

    كنا قد شرعنا قبل أشهر بنشر أبحاث عقائدية ألقاها أستاذنا سماحة آية الله العظمى الشيخ حسين وحيد الخراساني حفظه الله خلال العام المنصرم، تحت عنوان:
    في رحاب الإمامة.. وآيات القرآن.. سلسلة أبحاث لسماحة الشيخ الوحيد الخراساني..
    http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=184199

    ثم شرعنا بنشر بسلسلة جديدة من أبحاث سماحة الشيخ تحت عنوان: الإمامة في السنة النبوية الشريفة

    وقد اكتمل موضوعها الأول تحت عنوان:
    السنة النبوية وأدلة الإمامة (1): من أطاع علياً فقد أطاعني

    http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=192058

    وها نحن نشرع بالموضوع الثاني منها وعنوانه:
    السنة النبوية وأدلة الإمامة (2): أنت مني بمنزلة هارون من موسى
    وقد بدأ سماحته بإلقاء هذا البحث في أواخر شهر ذي القعدة 1434 للهجرة ولا يزال مستمراً فيه..

    والحمد لله رب العالمين

    شعيب العاملي
    التعديل الأخير تم بواسطة شعيب العاملي; الساعة 13-11-2013, 02:05 PM.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الرواية الثانية: حديث المنزلة

    الرواية الثانية: قال رسول الله (ص) لما خرج الى تبوك واستخلف علياً (الاستخلاف يعني أنه جعل علياً خليفة لنفسه): ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ (مع فرق في المنزلة، أن لتنزيلك تلك المنزلة استثناء أن هارون كان نبياً بعد موسى، لكنك فاقد النبوة، لأني خاتم النبيين)

    والبحث في مقامات ثلاثة:
    أولاً: في مصادر الحديث.
    ثانياً: في سند الحديث.
    ثالثاً: في فقه الحديث.

    1. مصادر الحديث
    هذا الحديث من الأحاديث التي اتفقت عليها كافة الفرق الإسلامية دون استثناء، وهو معروف عند العامة والخاصة بحديث المنزلة، لذا فإن المصادر التي تعرضت لنقل الحديث في حد التواتر، ونحن نتعرض لقسم منها فقط:
    صحيح البخاري وهو أصح الكتب في موردين، في الجزء الخامس والثاني، صحيح مسلم، سنن الترمذي، سنن ابن ماجة، الخصائص في موارد متعددة، المستدرك للحاكم، تلخيص الذهبي، مسند امام الحنابلة ج1 في موارد متعددة، وج3 وج6، فضائل الصحابة، السنن الكبرى للبيهقي، مجمع الزوائد للهيثمي، مسند أبي داوود الطيالسي، مصنف عبد الرزاق، مسند الحميدي، مسند بن جعد، مصنف ابن ابي شيبة، مسند ابن راهويه، مسند سعد بن ابي وقاص، السنن الكبرى للنسائي، مسند أنس، صحيح ابن حبان، المعجم الأوسط للطبراني في مجلدات عدة، شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد في موارد متعددة، نظم درر السمطين، شواهد التنزيل، الطبقات الكبرى، تاريخ بغداد في عدة مجلدات، تاريخ مدينة دمشق، أسد الغابة، تهذيب الكمال، تهذيب التهذيب، ذكر أخبار أصفهان، البداية والنهاية، السيرة النبوية لابن كثير، سبيل الهدى والرشاد، ينابيع المودة.. والعديد من المصادر الأخرى.

    وعلي أول مظلوم مع كل هذه الشواهد على حقانيته، وهو القائل: فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجى.
    ويأتي البحث في السند والمتن.

    والحمد لله رب العالمين

    شعيب العاملي

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم

      2. سند الحديث
      كان بحثنا في حديث المنزلة، ولأن هذا الحديث حجة إلهية بالغة على إثبات حق أمير المؤمنين (ع)، فينبغي ملاحظة سنده ومتنه بدقة، ودون أي تعصب ورأي مسبق وحب وبغض.
      أشرنا في الجلسة السابقة لقسم من مصادر الرواية، والنكتة المهمة في هذا البحث والتي تلزم للفقيه في كل بحث هي فهم مراتب الحديث.

      في كل حديث احتمالان: أحدهما احتمال كذب المُخبر، وأحدهما احتمال خطأ المُخبر. وما لم يرتفع هذان الاحتمال لا يعقل أن تتم الحجية.
      أما مبنى دفع احتمال الكذب فهو عدالة الراوي، بناء على حجية خبر العادل، ووثاقة الراوي بناء على مبنى حجية خبر الثقة، لأن العامة يشترطون العدالة لذا فإن احتمال الكذب يُدفع بعدالة الراوي.
      وأما احتمال الخطأ فيُدفع بأصالة عدم الغفلة التي تثبتها سيرة العقلاء في كل معاملاتهم وأخبارهم والتي تقوم على أصالة عدم غفلة المخبر.
      وهذين الأصلين يتممان حجية خبر الواحد مع عدالة الراوي، لكن المهم مرتبة الحديث وهو بحث آخر.

      كلما زاد عدد الرواة يضعف كلا الاحتمالين من الناحية العلمية، فمثلاً إذا روى الخبر شخصان عادلان فإن ذلك يختلف عما لو رواه شخص واحد، لأنه وبحسب الاحتمالات الرياضية فإن احتمال الخطأ مع تعدد الرواة يصبح أقل، ومثله احتمال مخالفته للواقع.
      وإذا وصل عدد المخبرين إلى عشر أشخاص، ينخفض ويضعف احتمال الخطأ وخلاف الواقع بهذه النسبة.
      إلى أن يصل الخبر إلى حد التواتر، وحينها ينتفي الاحتمال بالوجدان ويحصل العلم بإصابة الخبر للواقع ويتحقق.

      كل هذه المطالب قائمة على البرهان، والدقة لازمة في هذا البحث، لأن الطرف المخاطَب علماء المذاهب الأربعة، مع اختلاف مراتبهم.
      وبالنسبة لهذا الحديث فينبغي أن يتم إثبات صحته والتعرض لمرتبة الصحة أيضاً.

      أما بالنسبة لصحة الحديث، فإن الكتب الروائية عند العامة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: أحدهما الصحاح مثل الصحاح الستة وفي أعلى درجاتهم صحيحي البخاري ومسلم، وثانيها المسانيد مثل مسند إمام الحنابلة أحمد وأضراب هذه المسانيد، وثالثها السنن.
      وإذا ورد حديث في الصحاح وفي المسانيد وفي السنن معاً تكون مرتبة الحديث من هذه الجهة مرتفعة أيضاً، من جهة أصحاب الدقة والعلم والحكمة.

      وبحثنا من هذا القبيل، ونتعرض لقسم من ذلك:
      يقول ابن عبد البر في الاستيعاب (وهذه الكلمات لها حساب خاص من مثل هؤلاء الأشخاص): وروى قوله صلى الله عليه وسلم: (لانهم لا يقولون وآله فنحن نلتزم بأمانة النقل) أنت مني بمنزلة هارون من موسى، جماعة من الصحابة (والصحابة عند أئمة المذاهب عدول، ويستدلون على عدالتهم بالكتاب والسنة، أما من الكتاب فبقوله تعالى ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ ﴾ [البقرة : 143] وأما من السنة فبحديث: مثل أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، هذا استدلال امامهم الفخر الرازي، وقد روى هذه الرواية جماعة من الصحابة عن النبي (ص)، والعمدة في هذه الجملة: وهو من أثبت الآثار وأصحّها، (هذه الحجة الإلهية).(الاستيعاب3: 1097)

      وفي أسنى المطالب عبر الحافظ الجزري: متفق على صحته: فالرواية قد تكون صحيحة في نظر العامة، والصحة لها مراتب، فتارة يجمع الكل على الصحة، مع اختلاف تمام المشارب في الحديث، فهذا الحديث (علي مني بمنزلة هارون من موسى): بمعناه من حديث سعد بن أبي وقاص. وهذا بيان أسنى المطالب.

      وينقل الحافظ أبو القاسم ابن عساكر: روى هذا الحديث جماعة من الصحابة منهم عمر وعلي وابن عباس وعبد الله بن جعفر ومعاذ ومعاوية وجابر بن عبد الله الأنصاري وجابر بن صنعة وبراء بن عازب وزيد بن أرقم .... وفاطمة بنت أبي حمزة.

      فمن مزايا الحديث أن من رواته حتى من بذل ما بذل لمحو فضائله (ع)، هذا ما يحير العقل، فمن دفع مئات الاف الدنانير ليجعل حديث أن قوله تعالى (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) قد نزل في ابن ملجم قاتل أمير المؤمنين، مثل هذا ينقل عن النبي (ص) قوله: علي مني بمنزلة هارون من موسى، وسيعرف بعد ذلك معنى هذا الحديث، وهو معاوية بن ابي سفيان، فهو واحد من الرواة.
      وواحد آخر من الرواة عمر بن الخطاب، وهكذا.

      وفي شرح السنة عن البغوي بعد نقل الحديث: هذا حديث متفق على صحته.

      وعن الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: هذا هو حديث المنزلة، قال شيخنا أبو حاتم الحافظ خرجته بخمسة الاف أسناد.
      هذا ما ينبغي أن يفهم.

      عود على بدء..
      فإن بحثنا في المرحلة الثانية من مراحل الوصول لحديث المنزلة، وهو البحث في أسناد الحديث، وعلاوة على نقل صحاح العامة كصحيح البخاري ومسلم ومسانيد وسنن العامة، فإن للحديث تعدداً من جهة السند تم تحقيقه، وقد وصل إلى حد محيّر، ولا يوجد في روايات الخاصة والعامة سند بهذه القوة.

      وههنا مطلبان: أحدهما تعبير أبو حاتم الحافظ بأن عدد أسانيد الحديث قد بلغ خمسة آلاف، ومثل هذا المقدار منحصر بهذا الفرد من الأحاديث بعد تصريح مثل هؤلاء، ولذا قال الحاكم وهو من أعلام العامة: هذا حديث دخل في حد التواتر.
      وهذه المزية تقطع حجة كل معاند وتقصم ظهره.
      والتواتر من الناحية الفنية مفيد للعلم لا للعلمي، وبينهما بون بعيد.

      إذا بلغت الأحاديث الضعيفة إلى حد التواتر تكون حجة عقلاً وعقلاءً وشرعاً، فكيف بالحديث الذي يكون سنده صحيحاً أعلائياً بشرط البخاري ومسلم، مثل هذا الحديث وبتلك الصحة إذا بلغ إلى حد التواتر يكون برهاناً قاطعاً لكي يُركِع كل معاند.
      هذا سند الحديث، وبهذا انتهينا من المرحلتين: المصادر، والسند.
      ويأتي الكلام في فقه الحديث.

      والحمد لله رب العالمين

      شعيب العاملي

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        3. فقه الحديث

        المرحلة الثالثة فقه الحديث ودراية الرواية، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، فالمهم هو فقه الحديث.
        متنه: علي مني : فالموضوع علي.
        أي أن منزلته ونسبته مني، وياء مني لمن ؟ عقل الكل وكل العقل، علم الكل وكل العلم، إمام كافة الأنبياء والمرسلين، خلاصة الخلقة، خاتم النبوة والرسالة، في هذه الرواية تتبين منزلة علي (ع) بالنسبة لهذه الحقيقة المحمدية. فأي منزلة هذه ؟

        ثم ينزله: بمنزلة هارون من موسى: فكما كانت منزلة هارون من موسى بن عمران، لعلي نسبة مثلها مني.

        وههنا نكتتان مهمتان من الناحية العلمية وتحوزان أهمية كبيرة:
        الأولى: إطلاق المنزلة وعمومها، فقد ثبتت كل المقامات التي كانت لهارون من موسى ثبتت لعلي من النبي الخاتم (ص).
        الثانية: الإستثناء، فكل ما استثناه النبي (ص) من منزلة هارون لموسى بالنسبة لعلي (ع) هو النبوة. فقد كان هارون نبياً، أما أنا فلأني خاتم النبيين: كل منزلة كانت لموسى تثبت لهارون إلا النبوة.
        فالحديث يدل على العموم.

        وتصل النوبة لتحقيق منازل هارون من موسى، حتى تثبت هذه المنازل لعلي عليه السلام بمقتضى هذا العموم والاستثناء.
        والمرجع القرآن، كلام الله، أصدق الكلمات، فيجب الرجوع إليه، وأخذ مفتاح قفل الحقائق من كلام الله.


        منازل هارون

        1. المنزلة الأولى: الاستخلاف

        ههنا ينبغي أن يركع ألف فخرٍ رازي:
        قال تعالى: ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ [الأعراف : 142]
        أولاً: ما هو المورد ؟
        في الوقت الذي كان موسى مأموراً بالذهاب إلى ميقات الله وبالغياب عن قومه ثلاثين ليلة، ثم أتمها الله له أربعين ليلة، وهذه الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة هي متممة لتلك الأربعين.. في مثل هذه الظروف (وعلى مثل الفخر الرازي أن يدرك المورد) ومع الأخطار التي كانت محيطة ببني إسرائيل، ومع ما جرى حتى دعا الله موسى إلى الميقات فكان غائباً عن قومه أربعين يوماً، ماذا قال موسى في ذلك الظرف ؟
        ﴿وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي﴾: فليضم علماء المذاهب الأربعة القرآن الكريم لهذه السنة ولينظروا من هو الخليفة ؟

        قال موسى: أنت يا هارون خليفتي في قومي، أنت من ينبغي أن يكون الخليفة في أمتي.
        ﴿وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ * وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا﴾: فلما استخلف هارون ذهب لميقات الله تعالى.
        ﴿وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ﴾: كلم الله موسى حينها فصار كليم الله.
        ﴿قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأعراف : 143]
        القضية هي مثل هذه القضية.. والخلافة في مثل هذا الميقات، حيث طلب موسى أن يخلفه هارون في قومه، فصار موسى المُستَخلِف، وهارون خليفة موسى، على أي جمع ؟ على تمام أمة موسى.

        هل كانت الخلافة مع الفصل أم بدون الفصل ؟
        علي مني بمنزلة هارون من موسى.
        المطلب فوق الحد الذي يمكن أن ندركه.

        والحمد لله رب العالمين

        شعيب العاملي

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم

          منازل هارون

          2. المنزلة الثانية: الوزارة

          ينبغي النظر في سورة طه: وخصوصيات المطلب مهمة، فينبغي النظر فيما أعطاه الله أولاه لموسى كالعصا واليد ثم قال: ﴿اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى﴾ [طه : 24]
          اذهب بهذه الآيات إليه.
          ﴿قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ﴾[طه : 25] : افهموا جيداً من أين يبدأ الدعاء وكيف يُختم، موسى نبي من أولياء العزم، من زمرة خمسة أنبياء هم سادات الأنبياء، يسأل الله أن يشرح له صدره، شرح صدري أنا وأنت غير شرح صدره هو، دققوا في ذلك جيداً، يطلب موسى من الله أن يشرح له ذلك الصدر الذي وصل إلى مقام كليم الله أيضاً، هذه أولاً.

          وثانياً: ﴿وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي﴾ [طه : 26] : أمر موسى هو بلاغ النبوة والرسالة الإلهية، وهو الذي يدعو موسى الله بأن ييسره له، وبعد أن طلب هذين الطلبين، ما كان طلبه الثالث ؟

          ثالثاً: ﴿وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾ [طه : 27-28] : لكل هذه الآيات شرح مفصل..

          وبعد أن تم كل ذلك مما يتصل بنبوته ورسالته كان طلبه الأخير:
          ﴿وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي﴾ [طه : 29]
          هل فهمت أيها الفخر الرازي ؟
          واجعل لي وزيراً، وليكن هذا الوزير من أهلي، فينبغي أن يكون وزير موسى من أهله، ووزير الخاتم ينبغي أن يكون من أهل الخاتم أيضاً: علي مني بمنزلة هارون من موسى.
          ﴿هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي﴾ [طه : 30-32]
          وههنا مطلبان آخران: شد أزري بوزيري وهو هارون، وكل هذه المطالب ينبغي تحقيقها وسنتعرض لذلك لاحقا إن شاء الله، والمهم: وأشركه في أمري: اجعل هارون وزيري شريكاً في أمري، وبعد أن تم ذلك قال تعالى: ﴿قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى﴾ [طه : 36]: فقد أعطيت ما طلبت.

          بعد أن تم كل ذلك ماذا تكون منزلة علي من النبي (ص) باستثناء النبوة ؟ يصبح شريكاً في أمر خاتم النبيين، ومشدداً لأزر النبي الخاتم ﴿سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ﴾
          وزير خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، هذا معنى بمنزلة هارون من موسى.
          ويأتي بيان ضم القرآن إلى السنة.

          معنى الوزير

          بحثنا في فقه الرواية، وفي المقامات التي ثبتت لهارون من موسى، وأن مقتضى عموم المنزلة يثبت تمام تلك المقامات.
          وبعد اثبات الاستخلاف قال موسى: ﴿واجعل لي وزيراً من أهلي﴾.
          فينبغي معرفة ما معنى الوزير، والمرجع هو اللغة، وينبغي أن نرى ما قال أئمة أهل اللغة في هذه الكلمة.
          كتاب العين للخليل بن أحمد: الْوَزَرُ: الجبل يلجأ إليه، يقال: ما لهم حصن ولا وَزَر(العين7: 380)
          وينبغي الدقة جيداً في مثل هذه التعابير، فالوزير من الوزر، والوزر الجبل لأنه الملجأ والحصن.
          وعلى أهل الدقة والنظر التأمل في هذا الحديث.
          وتتمة كلام الخليل: والوزير: الذي يستوزره الملك، فيستعين برأيه.

          وفي معجم مقاييس اللغة: وزر‌ الواو والزاء والراء أصلانِ صحيحان: أحدهما الملجأ، والآخَر الثِّقَل فى الشَّيء. الأوَّل الوَزَر: الملجأ. قال الله تعالى: كَلّٰا لٰا وَزَرَ... والوزير سمِّى به لأنّه يحمل الثِّقل عن صاحِبِه.(ج6 ص108)
          فوجه التسمية هو حمله الثقل، وتلك المسؤولية التي يحملها الملك في إدارة المُلك، حيث أن سر تلك المسؤولية في عهدة الوزير.

          وفي لسان العرب: الوَزَرُ: المَلْجَأُ، وأَصل الوَزَرِ الجبل المنيع، وكلُّ مَعْقِلٍ وَزَرٌ.... قال أَبو إِسحق: الوَزَرُ في كلام العرب الجبل الذي يُلْتَجَأُ إِليه، هذا أَصله. وكل ما الْتَجَأْتَ إِليه وتحصنت به، فهو وَزَرٌ.... ووضعت الحربُ أَوْزارَها أَي أَثقالها (ج5 ص282)
          هذه كلمات أهل اللغة، فالوزير حامل السر، ويكمل في لسان العرب: وكذلك وَزِيرُ الخليفة معناه الذي يعتمد على رأْيه في أُموره ويلتجئ إِليه، وقيل: قيل لوزير السلطان وَزِيرٌ لأَنه يَزِرُ عن السلطان أَثْقال ما أُسند إِليه من تدبير المملكة أَي يحمل ذلك.(ص283)

          نتيجة هذا الكلام أن للوزير خصوصيتان: إحداهما الخصوصية العلمية، بحيث يستعين برأيه من عيّنه وزيراً، وثانيهما الخصوصية العملية حيث يلقى على كاهله ثقل المسؤولية فيتحملها ويؤديها.

          وما ينبغي الدقة فيه هو أنه هل هناك مراتب في الوزارة أم لا ؟
          وبعبارة فنية: هل عنوان الوزير من العناوين المتواطئة أو من العناوين المشككة، وهذا البحث مهم جداً.
          مع التأمل في مقامي الثبوت والإثبات يتضح أن الوزارة معنى مشكك، حيث لا يعقل وحدة حال الوزير في مملكة صغيرة مع الوزير في المملكة التي تمتد من الشرق للغرب، لأنه يطلب من الثاني الكثير من الآراء، وتلقى عليه مسؤوليات أكثر من الأول.

          وإذا ثبت هذا المطلب بالبرهان والدليل العلمي، فينبغي المقايسة بين مرتبة موسى بن عمران مع مرتبة خاتم الأنبياء (ص)، حينها يعلم في أي حد كان وزير موسى، وفي أي حد وزير الخاتم.

          أما موسى نفسه فمن كان ؟ اقرأ القرآن وانظر من كان موسى: ﴿وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً﴾ [مريم : 52]
          وقد أعطي موسى تسع آيات أحدها العصى مقابل القوم الذين: ﴿ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ﴾ [الأعراف : 116]
          ما الذي كان قد حدث حتى وصف الله تعالى فعلهم ذلك في قرآنه بالعظمة ؟!
          ﴿ فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ﴾ [الشعراء : 45]
          هذه هي العصا.. وأما اليد:
          ﴿وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ﴾ [النمل : 12]
          ما هي آية وزير مثل هذا ؟ هذا المهم في البحث.
          موسى مع عظمته هذه، عندما رأى مقام ولي العصر، ورأى وصي الخاتم، بعد كل ذلك قال: يا إلهي هل يمكن أن تختارني لذلك المقام ؟
          موسى مع عظمته تلك جاءه الجواب: أن هذا السؤال ليس على قدرك !!

          وهذه النسبة بين موسى والخاتم بالبرهان: قال تعالى: ﴿ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف : 145] ومن للتبعيض، فما كتبناه في كتاب موسى بعضٌ من كل شيء، لكنه تعالى قال في القرآن الذي أنزله على النبي(ص): ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ﴾ [النحل : 89]
          فانظر التفاوت بين (من كل شيء) و(كل شيء)

          فوزير الخاتم هو من يعتمد خاتم النبيين (ص) على رأيه، هذه معرفة علي، من قال تعالى في القرآن: ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً﴾ [النساء : 113]
          ففضل الله على النبي عظيم: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم : 4]

          فمن يتكل عليه النبي (ص) علمياً وعملياً هو علي، وهو قوله: علي مني بمنزلة هارون من موسى، وهذا نص السنة القطعية، وفي كتاب الله: ﴿وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي﴾ [طه : 29]
          فتكون النتيجة أن علياً أصبح وزير عقل الكل، وزير خاتم الرسل، من كان يتكل ويرتكز ويركن إليه كل الأنبياء أصبح متكئاً على علي بن أبي طالب (ع).
          هذه نتيجة الكتاب والسنة.

          والحمد لله رب العالمين

          شعيب العاملي

          تعليق


          • #6
            أولا : ماهو متن الحديث الصحيح الذي يعتمد عليه صاحب الموضوع، الرجاء نقل المتن الصحيح وليس المتن الضعيف.

            ثانيا : هل علي بن ابي طالب رضي الله عنه افصح لسانا من الرسول عليه الصلاة والسلام كما ان هارون عليه السلام افصح لسانا، قال تعالى (وَأَخِي هَارُ‌ونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا).

            لدي اسئلة كثيرة ولكن نتركها حتى لايتشعب الحوار.

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم

              الاخ (يا الله عفوك)
              أولاً: حديث المنزلة كما مرّ فوق حد التواتر ومن الأحاديث المتفق عليها، ويمكنك أن تطلع على نماذج عن متنه في الصحاح، وعلى سبيل المثال:
              قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي اما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى (صحيح البخاري4: 208)
              قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي (صحيح مسلم7: 120)

              ثانياً: ذهب جملة من المفسرين من الفريقين إلى أن قول نبي الله موسى في الآية المباركة (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا) راجع إلى عقدة كانت في لسانه دون هارون.
              واستشهدوا لذلك بكلام آخر لموسى في كتاب الله هو قوله (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي) وفسروها بأنها رثة تشبه التمتمة وأنها رافقته منذ صغره عندما أدخل الجمرة في فيه !!

              ويلاحظ على هذا القول أمور:
              1. أنه ليس في قول موسى عليه السلام (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي) دلالة على وجود عقدة في لسانه، ولتقريب المعنى نقول: وردت الآية المذكورة في سياق آيات أخرى من سورة طه هي: قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ( 25 ) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ( 26 ) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي ( 27 ) يَفْقَهُوا قَوْلِي ( 28 ) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي ( 29 )
              ولا شك بأن صدر نبي الله موسى الذي أرسل لكافة البشرية كان منشرحاً بالإيمان بالله تعالى، ورغم ذلك دعا موسى عليه السلام ربه أن يشرح له صدره.
              ولا شك أن الله متكفل بتيسير أموره في مستقبله كما يسرها في ماضيه.
              فلا يلزم من دعاء النبي عليه السلام بهذه الأمور أن يكون فاقداً لها، وإنما للدعاء حكم وغايات وأغراض أخرى بحثت في محلها، ومنها على سبيل الإشارة أن الله سبحانه وتعالى يحب من العبد الدعاء، والأنبياء أقرب الناس إلى الله وأكثرهم دعاء له، وأن الدعاء يقرب العبد من ربه، وأن فيه اعترافاً بحق المنعم فيدخل في عنوان الشكر، وأنه نوع من أنواع العبادة، وغير ذلك من الوجوه، وقد كان نبينا (ص) وأئمتنا الأطهار (ع) أكثر الناس دعاء لله تعالى وهم أقرب الناس إليه وقد أعطاهم أعلى صفات الكمال التي يمكن للمخلوق أن يصل إليها.
              نعم قد يقال بأن قوله في الآية اللاحقة (يفقهوا قولي) قرينة على أن الغرض هو إتمام الحجة وفِقهُ القوم لقوله عليه السلام، فيكون الدعاء بظاهره لنفسه وبواقعه للقوم بأن يرفع الله تعالى ما يمنعهم من فقه كلامه. ويكفي قيام هذا الاحتمال وأضرابه لعدم تمامية الاحتجاج بما استظهره بعض المفسرين منها.

              2. كذلك ليس في قوله (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا) دلالة على كمال في هارون كان مفقوداً في موسى عليه السلام، خاصة وأن فصاحة البيان واللسان أمر ضروري ولازم في الرسول، فكيف يرسل الله سبحانه وتعالى من يكون منقوصاً أو معيوباً فيما له دخالة في تبليغ شريعة رب العباد ؟!
              ويحتمل أن لا يكون المقصود فصاحة هارون بنفسه من جهة خصلة خاصة فيها، وإنما من جهة قبول أولئك القوم لكلام هارون أكثر من كلامه لمأخذ لهم على موسى عليه السلام، والقرينة على ذلك هي سياق الآيات أيضاً من سورة القصص:
              قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ ( 33 ) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ ( 34 ) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآَيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ ( 35 )
              فإن جملته مسبوقة بخوفه مما يمكن أن يلاقيه على أيدي القوم، وطلبه لهارون لكي يصدقه مع خوفه من تكذيبهم، فيكون المعنى قريباً مما يحتمل في الآية السابقة.

              3. أنه لا يعقل ولا يتصوّر وجود نقص في نبي من أنبياء أولي العزم وخاصة نقصاً ذو صلة بتبليغ رسالته فيكون مانعاً عن إتمام الحجة، وهذا الحكم العقلي بنفسه قرينة على عدم إرادة ما ذهب إليه جملة من المفسرين في تفسير الآية.
              ويضاف إليه أنا لم نعثر على ما يصح الاستناد اليه في مثل هذا القول الذي يتعارض مع الأدلة العقلية والنقلية المانعة من اتصاف الأنبياء خاصة أولي العزم بمثل هذه الصفات..
              وما عثرنا عليه في الغالب آراء خاصة للمفسرين، وما نسب إلى الروايات كان مرسلاً غير مسند.

              4. وقد عثرنا بعد ذلك في كلمات عدد من العلماء على ما يؤيد هذا القول أو يشير إليه أو إلى ما يقرب منه، ومن ذلك عند الخاصة ما ذكره الشريف الرضي في تلخيص البيان تجويزاً، قال: وقد يجوز أيضا أن يكون المراد بذلك إزالة التقية عن لسانه وكفايته سطوة فرعون وغواته ، حتى يؤدى عن اللَّه سبحانه آمنا ، ويقول متمكنا ، فلا يكون معقود اللسان بالتقية ، ومعكوم الفم بالخوف والمراقبة . وذلك كقول القائل : لسان فلان معقود : إذا كان خائفا من الكلام . ولسان فلان منطلق : إذا كان مقداما على المقال (ص224)
              وعند العامة ما أشار إليه الفخر الرازي بقوله: وهؤلاء اختلفوا فمنهم من قال لم تحترق اليد ولا اللسان لأن اليد آلة أخذ العصا وهي الحجة واللسان آلة الذكر فكيف يحترق(تفسير الرازي22: 48)

              وأخيراً..
              لو تنزلنا وسلمنا بأنه كان في لسان موسى عقدة، أو أن هارون كان أفصح من موسى بالمعنى الذي ذهب إليه بعضهم أي كان أكمل منه من هذه الجهة، (ونحن لا نعتقد ذلك)، فلا تكون هذه الخصلة أو الخصيصة داخلة في قول النبي (ص) لعلي عليه السلام: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وذلك لوجوه:
              1. أن هذه ليست من المناصب التي ثبتت لهارون من موسى، فإن المناصب هي ما ثبت لهارون مما كان ثابتاً لموسى عليه السلام، ومنها على سبيل المثال الأخوة (غير النسبية) والولاية والوصاية والخلافة والوزارة وما شابه، وهذه لم تكن عند موسى فانتقلت إلى هارون منه، ولا كانت نسبة شيء لهارون مما كان عند موسى مثلها أو أعظم منها.
              2. ولو تنزلنا هنا أيضاً وسلمنا أنها من مواردها، تكون خارجة بدليل خاص وهو الدليل الذي دل على أفضلية النبي الأكرم (ص) على كافة الخلق بما فيهم أمير المؤمنين عليه السلام، فتكون مخصصة بهذا الدليل الخاص كما خصصت النبوة برواية المنزلة نفسها، وخصصت الأخوة النسبية بالعلم القطعي والمعرفة العرفية بأنه ليس أخاً نسبياً.

              والحمد لله رب العالمين.

              شعيب العاملي

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة شعيب العاملي

                وأخيراً..
                لو تنزلنا وسلمنا بأنه كان في لسان موسى عقدة، أو أن هارون كان أفصح من موسى بالمعنى الذي ذهب إليه بعضهم أي كان أكمل منه من هذه الجهة، (ونحن لا نعتقد ذلك)، فلا تكون هذه الخصلة أو الخصيصة داخلة في قول النبي (ص) لعلي عليه السلام: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وذلك لوجوه:
                1. أن هذه ليست من المناصب التي ثبتت لهارون من موسى، فإن المناصب هي ما ثبت لهارون مما كان ثابتاً لموسى عليه السلام، ومنها على سبيل المثال الأخوة (غير النسبية) والولاية والوصاية والخلافة والوزارة وما شابه، وهذه لم تكن عند موسى فانتقلت إلى هارون منه، ولا كانت نسبة شيء لهارون مما كان عند موسى مثلها أو أعظم منها.
                2. ولو تنزلنا هنا أيضاً وسلمنا أنها من مواردها، تكون خارجة بدليل خاص وهو الدليل الذي دل على أفضلية النبي الأكرم (ص) على كافة الخلق بما فيهم أمير المؤمنين عليه السلام، فتكون مخصصة بهذا الدليل الخاص كما خصصت النبوة برواية المنزلة نفسها، وخصصت الأخوة النسبية بالعلم القطعي والمعرفة العرفية بأنه ليس أخاً نسبياً.

                قطعا ان هارون افصح لسانا من موسى عليهم السلام بنص الاية الصريح الواضح، ولكن من كلامك انت تستثني ذلك من تلك المنازل
                وايضا منزلة الاخوة نسبا، وانت تستثني ذلك


                هل الاستغراق ممنوع في المنازل؟
                لانه معلوم ان العام اذا خصص بغير الاستثناء اصبحت دلالته ظنية



                قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي اما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى (صحيح البخاري4: 208)
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي (صحيح مسلم7: 120)

                نلاحظ ان النبوة لم تستثني معه
                اي نبي مع نبي في نفس الفترة وليس بعده

                ركز في كلامي جيدا
                التعديل الأخير تم بواسطة * يا الله عفوك *; الساعة 20-11-2013, 06:44 PM.

                تعليق


                • #9
                  ليمراجعه بعد هذا سابين ان الحشويه مجرد حاملي اسفار وسترون

                  تعليق


                  • #10
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    الاخ يا الله عفوك
                    لقد بينا المسألة من مختلف الجهات، وقلنا ما نراه الأقرب في تفسير الأفصحية، ثم على فرض التنزل أنها ليست من المراتب، ثم على فرض التنزل مجدداً بأن سلمنا أنها من المراتب تكون مستثناة وبيّنا الوجه في ذلك.

                    ولا وجه لكون دلالة العموم ظنية في غير المستثنى، أكان الاستثناء متصلاً أم منفصلاً، إذ لا خلاف في أن دلالة الدليل القطعي العام على كافة أفراده قطعية، خرج منها بالأدلة الخاصة أفراد محددة ويبقى الباقي مشمولاً للعموم. ولا وجه للقول بأنه ظني أبداً وإلا فلا قطع في مورد من الموارد مع كثرة التخصيص حتى قيل أنه ما من عام إلا وقد خص.
                    أما أن استثناء النبوة بعده وليس معه فهي قرينة لنا لأنها تتحدث عن ثبوت المنازل وبقائها بعد وفاة النبي (ص) لا في حياته فقط، وعليه فإنها تدل على أن الخلافة والوزارة والاخوة وغيرها مما ثبت لأمير المؤمنين عليه السلام لم يكن مختصاً بحياة النبي وإنما يثبت له كذلك بعد وفاته (ص).

                    الاخ الطالب313
                    رفقاً بالمحاور، فلسنا في جبهة قتال إنما في ساحة حوار..
                    ولو كان الحوار مع كافر أو مشرك يلزمنا أن نحسن الحوار لأن في ذلك الخير والصلاح لنا ولغيرنا..

                    ونعود في المشاركة القادمة لإكمال بحث سماحة الشيخ.

                    والحمد لله رب العالمين

                    شعيب العاملي

                    تعليق


                    • #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      منازل هارون

                      2. المنزلة الثالثة: الأخوة

                      كان البحث في فقه حديث المنزلة، وكانت المنزلة الأولى الاستخلاف، والثانية الوزارة وقد بحثت إلى حد ما، والثالثة الأخوة، لأن مدلول الحديث أن علياً من النبي بمنزلة هارون من موسى، فمقتضى عموم التنزيل واستثناء النبوة من الجهة العلمية أن جميع المزايا التي ثبتت لهارون من موسى قد ثبتت لأمير المؤمنين عليه السلام من النبي (ص) قطعاً، وإحدى هذه المزايا هي الأخوة: ﴿هارون أخي اشدد به أزري﴾
                      فيكون مقتضى عموم هذا التنزيل اثبات أخوة علي (ع) للنبي (ص)، غاية الأمر مع فارق أن تلك الأخوة كانت نسبية، وهذه الأخوة ليست في النسب لكنها في جميع مراتب (الحسب)، لذا حتى لو لم يكن هناك أي مستند آخر فإن هذا الحديث بنفسه وهو الذي اتفقت جميع المذاهب على صحته علاوة على كونه في حد التواتر، هذا الحديث بنفسه يثبت الأخوة.

                      مضافاً إلى روايات الفريقين التي تثبت الأخوة بشكل تام وأحدها هذه الرواية:
                      عن عبد الله بن عمر قال: لما ورد رسول الله (ص) المدينة آخى بين أصحابه فجاء علي تدمع عيناه فقال: يا رسول الله، آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين احد، فقال رسول الله (ص): يا علي انت اخي في الدنيا والآخرة.

                      أولاً: نتعرض لمصادر هذا الحديث إلى حد ما.
                      وثانيا: نتعرض لفقه الحديث.

                      وردت هذه الرواية في الكتب التالية من متون العامة: سنن الترمذي، أسد الغابة، البداية والنهاية، مجمع الدقائق، فتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن حجر، تاريخ بغداد، نظم ودرر السمطين، كنز العمال، تاريخ مدينة دمشق، أنساب الأشراف، ينابيع المودة.. هذا قسم فقط من مصادر الحديث في كتب العامة.
                      خصوصية الرواية أنها مروية عن عبد الله بن عمر بن الخطاب.

                      ما كان منشأ المؤاخاة ؟ وما كيفية عقد الأخوة منه (ص) وبأي مناط ؟ لقد آخى بعد نزول قوله تعالى ﴿انما المؤمنون اخوة﴾ وكان أول عمل عمله (ص) وفِعلُهُ فِعلُ الله: ﴿وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى﴾.
                      العمدة على فهم الحديث، فعله نفس فعل الله تعالى.

                      بأي نحو آخى بينهم ؟ على قدر منازلهم، هذه الأخوة لم تكن دون حساب، لأن الاخوة التي تحصل بيد الخاتم (ص) وبعد نزول الآية لا تكون اعتباطية، إنما بحسب المنازل، فكل يؤاخى بينه وبين من يتناسب معه، وقد صرح رواة العامة أنفسهم أن الأخوة كانت بحسب منازلهم والتناسب بينهم.
                      وقد عقد النبي (ص) الأخوة بين أبي بكر وعمر، وهنا المعجزة !!
                      وآخى بين عثمان وعبد الرحمان بن عوف !!
                      إذا أدرك أحد ما هذه الحقائق فإنها الإكسير الأعظم، طالعوا قضية الشورى عندما جعلها ذاك بين ستة أشخاص وقال: اذا حصل خلاف بينهما فالمرجع رأي عبد الرحمان، وعبد الرحمان اختار عثمان!
                      هنا يتحير العقل، حيث أنه في اليوم الذي هاجر النبي (ص) إلى المدينة وكان البناء على تعيين الأخوة بين الصحابة آخى بين عثمان وعبد الرحمان !!
                      وآخى بين أبي عبيدة وسعد بن معاذ! وهكذا كانت المؤاخاة بين المتناسبين من الجهة النفسية والروحية.

                      هذه الأخوة كانت بحسب المراتب باعتراف الخصم، وأصلها وجذورها في النفوس، والسنخية علة الإنضمام بناء على برهان السنخية، فإلى أي حاد كانت السنخية بين الأول والثاني حتى آخى بينهما ؟
                      بنفس ذلك الحد كانت السنخية بين عثمان وعبد الرحمن بن عوف فآخى بينهما.

                      أما السنخية بينه وبين علي (ع)، فقد كان جواب النبي محيراً لعلي عليه السلام: (فقال رسول الله: يا علي أنت أخي) هنا على الفخر الرازي أن يفكر، لم يقل (جعلتك أخي) إنما قال (أنت أخي)، أولئك الأشخاص (جعلتهم) أخوة أما أنت فلست محتاجاً لجعل الأخوة (أنت أخي)، هذا الرمز الأول.
                      الرمز الثاني: في الدنيا والآخرة: هنا حيرة العقول.

                      أولاً: بنقل عبد الله بن عمر وباتفاق تمام علماء المذاهب فإن هذه الأخوة كانت بحسب السنخية والمنازل، ينبغي التأمل في ذلك: ماذا كانت منزلة خاتم النبيين ؟ ومن هو الذي يكون لائقاً بأخوته ؟
                      هنا الحجة البالغة لله تعالى، والتي تسكت تمام أئمة المذاهب الأربعة، هل كان هناك أحد بهذا الحد من النبي (ص) من الأصحاب ؟

                      هنا البرهان، وهذا بحث علمي وفني بناء على أدق موازين الاستدلال، لأن الطرف المقابل هم أركان العامة من أئمة الفنون.

                      إذا كانت الأخوة بحسب السنخية فهل كان بين أحد من جميع أصحاب النبي (ص) سنخية للأخوة مع النبي (ص) ؟

                      الأمر بين النفي والإثبات، فإذا كان منهم من هو كذلك وقد افتخر النبي بأخوة علي يكون فعله ترجيحاً بلا مرجح، وهو قبيح ومحال من شخص الخاتم، فيثبت بالضرورة أنه لم يكن في مثل هذا المستوى أحد من جميع الأصحاب وجميع الأمة، هذا أولاً.

                      وثانياً: من الجهة الإثباتية فإنه (ع) قد صار من نفس طراز من قال فيه تعالى ﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى﴾
                      ليس من طراز موسى، شأنه أجل من ذلك.
                      ليس من طراز عيسى، ولا إبراهيم الخليل، بل من طراز الشخص الأول لعالم الإمكان.
                      فهل هذا برهان أم لا ؟

                      إذا كان برهاناً، فارجعوا.
                      وإن لم يكن برهاناً أجيبوا، نحن على استعداد.
                      هذا الكتاب، والسنة، والعقل والمنطق والاستدلال.

                      إنها أخوة عقل الكل، وكل العقل، علم الكل وكل العلم، أخوة أشرف الأنبياء، أخوة من كان أفضل من الملائكة، أخوة من قال (أبيت عند ربي يطعمني) وقال فيه تعالى: ﴿دنا فتدلى﴾
                      من وصل إلى قاب قوسين، كان علي (ع) من طرازه (ص).
                      عندما وصل إلى هناك (وهذا من مصادر الخاصة) خاطبه الله عليه السلام بلهجة علي (ع)، إلى ما قبل هذه النقطة كان الكلام من مصادر العامة، وهذه النقطة كانت من مصادر الخاصة.

                      مبدأ هذه الأخوة ما كان ؟ وما منتهاها ؟ العمدة البحث في المبدأ والمنتهى ويأتي إن شاء الله.

                      والحمد لله رب العالمين

                      شعيب العاملي

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة شعيب العاملي

                        ولا وجه لكون دلالة العموم ظنية في غير المستثنى، أكان الاستثناء متصلاً أم منفصلاً، إذ لا خلاف في أن دلالة الدليل القطعي العام على كافة أفراده قطعية، خرج منها بالأدلة الخاصة أفراد محددة ويبقى الباقي مشمولاً للعموم. ولا وجه للقول بأنه ظني أبداً وإلا فلا قطع في مورد من الموارد مع كثرة التخصيص حتى قيل أنه ما من عام إلا وقد خص.

                        تبقى الدلالة ظنية لانك لاتجزم بكل المنازل .. لان الاستغراق ممنوع هنا
                        فلو كان الاستغراق مسموح لما جاز استثناء منزلة بدليل خارجي اذا كانت الاستثناء موجود في الرواية
                        لان قوله (لانبي بعدي) ليس استثناء، فلو كان استثناء لكانت باقي المنازل ثابته.

                        فالدلالة ظنية على باقي المنازل ... لانك تجد ادلة تعارض ثبوت بعض المنازل فيبقى المنازل الاخرى محل نظر وشك


                        وقد ثبت بالدليل الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام لم يوصي له بالخلافة
                        فهذا دليل على سقوط هذا الفهم الظني

                        فهو اصلا ليس دليل حتى نحتاج الى نفيه
                        بل هو ظن نحتاج الى اثباته



                        أما أن استثناء النبوة بعده وليس معه فهي قرينة لنا لأنها تتحدث عن ثبوت المنازل وبقائها بعد وفاة النبي (ص) لا في حياته فقط، وعليه فإنها تدل على أن الخلافة والوزارة والاخوة وغيرها مما ثبت لأمير المؤمنين عليه السلام لم يكن مختصاً بحياة النبي وإنما يثبت له كذلك بعد وفاته


                        على فهمك يكون علي بن ابي طالب نبي معه في حياته لان هذه المنزلة لم تستثنى
                        اليس كذلك؟

                        فالسامع لقول النبي عليه الصلاة والسلام سيفهم ان علي نبي معه
                        (بناءا على فهذا الفهم)


                        تعليق


                        • #13
                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          الاخ يا الله عفوك
                          لا وجه للقول بظنية أفراد العام بعد تخصيصه بدليل متصل أو منفصل أو بهما معاً، ويبقى العام على عمومه في غير ما خصص كما أسلفنا، وخروج بعض المصاديق لا يحول الدلالة فيما بقي من علمية إلى ظنية. ومع بقاء العلم وتأكده بسائر الأدلة يمتنع القول بعدم الإيصاء.
                          ومن ذهب إلى غير ذلك فعليه الإتيان بدليل، فما ذكرناه مطابق للقواعد المعروفة في علم الأصول وغيره.

                          مضافاً إلى أن بالإمكان ملاحظة الاختلاف بين روايتي البخاري ومسلم الصحيحتين عندكم بورود الاستثناء في إحداهما دون الأخرى، وهذه قرينة تامة (وإن لم نكن بحاجة لها) على إرادة سائر المصاديق إلا ما خرج بالدليل، ومن الدليل الاستثناء في رواية مسلم وغيره، ومن الدليل العلم القطعي بعدم الأخوة النسبية، وهكذا.

                          أما كون استثناء النبوة بعد حياة النبي (ص) فهو بنفسه دليل على استثنائها في حياته إذ لا يعقل أن يكون نبياً في حياة النبي ثم بعد وفاته (ص) لا يكون نبياً !! فتأمل.

                          ولا نطيل في هذا المقام فالمسألة واضحة ولا نحبذ التكرار، فإن طرحتم دليلاً على ما ذهبتم إليه عقبنا وإلا تابعنا إذ ليس بمقدورنا أن نلزم أحداً بشيء قد وطّن نفسه على عدم الاقرار به.
                          ولا بد من التجرد عن الموروثات عند نقاش أي فكرة، ومهما كان الأمر فلكل إنسان حرية الاعتقاد كما خيّره الله تعالى، وإلا لم يكن هناك معنى للتكليف والحساب والعقاب ولم نكن في دار امتحان.

                          وها نحن نكمل عرض أبحاث سماحة الشيخ.

                          والحمد لله رب العالمين

                          شعيب العاملي

                          تعليق


                          • #14
                            بسم الله الرحمن الرحيم

                            مبدأ الأخوة

                            كان البحث في هذه الجملة: يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة.
                            لهذه الأخوة بين الشخص الأول في العالم وبين علي (ع) مبدأ ومنتهى، أما مبدأ وأصل هذه الأخوة ففي هذه الرواية التي نقلها أعلام أهل العامة: كنوز الحقائق، أخرجه الطبراني، وكنز العمال أخرجه الديلمي، ونحن ننقله عن جلال الدين السيوطي
                            وهو من أعلام العامة وذلك من تفسير الدر المنثور، في ذيل تفسير قوله تعالى: ﴿وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ...﴾ [الرعد : 4]
                            والرواية: يا علي الناس من شجر شتى، وأنا وأنت من شجرة واحدة.

                            فالناس عموماً أخرجوا من أشجار شتى لكني وأنت قد جئنا إلى الوجود من شجرة واحدة.
                            نفس هذا المبدأ كافٍ ليتضح أصل هذه الأخوة. وأصل ذلك في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ..﴾ [إبراهيم : 24-25]
                            ينبغي فهم الكتاب والسنة معاً.. أنا وأنت من شجرة واحدة، الشجرة التي خلق منها خاتم الأنبياء وأشرف من عليها أصلها ثابت لأنها مستندة على الذات القدوس، وفرعها في السماء، وتلك السماء هي سماء الوحي والتنزيل ﴿تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها﴾..

                            ثمرة هذه الشجرة غير قابلة للانقطاع، في كل زمان تخرج فاكهة العلم والحكمة والهداية، بالأمس واليوم وغداً..
                            إذا دُقق في المسألة جيداً، فإن القرآن ونهج البلاغة ثمرتان، الأول ثمرة الأصل الأول، والثاني ثمرة الأصل الثاني، فهل هما قابلان للزوال ؟ وتظهر الحاجة الى ثمار هذه الشجرة عند
                            كل عقل وفي أي مرتبة شاء من شاء وأبى من أبى.

                            أنا وأنت من شجرة واحدة، إذا كانت تلك الشجرة قد ميّزت الخاتم بالنسبة للأنبياء، فإنها ميّزت علياً (ع) بالنسبة للأوصياء.
                            إذا كان ثمر تلك الشجرة العلم والحكمة: أنا دار الحكمة وعلي بابها.
                            أنا مدينة العلم وعلي بابها.
                            كل هذه الأمور ترجع إلى جملة واحدة: يا علي أنا وأنت من شجرة واحدة.

                            لا تمايز هنا، التمايز في صورة تعدد الأصل، فإذا كان الأصل واحداً وبما أن الفرع منبعث عنه يكون لا محالة متحداً في كل الخصوصيات.
                            لهذا قال (ص): علي مني بمنزلة هارون من موسى، والمستثنى هو النبوة فقط، ثم وصل إلى هذه الدنيا:
                            تاريخ الطبري والبلاذري وجامع الترمذي وفضائل الصحابة ومسند امام الحنابلة عن زيد بن أرقم وابن عباس قالا: قال النبي (ص): أول من صلى معي علي.
                            كل هذا مبني على حساب دقيق، ويطرح من الجهة العلمية والفنية.
                            معنى هذه القضية: الصلاة معراج المؤمن، ومعراج كل شخص بحسبه، ولا يعقل أن تتحد صلاة المعصوم مع صلاة غيره، هي معراج وطريق عروج تلك الروح، وهذه طريق عروج هذه الروح.
                            وقد خاطب الله تعالى الخاتم (ص) في القرآن، ولأن الآية موجبة للسجدة لا نتلوها ولكن مضمونها أن القرب مني في حالة السجود..
                            إن الصلاة التي أتى بها الدين تبدأ من تكبيرة الإحرام، وفيها سبع تكبيرات ورفع لتمام الحجب، ومن ثم الإبتداء باسم الله الرحمن الرحيم، وأم الكتاب، والتي فيها تمام القرآن واسم الله الأعظم مقطعاً، وبعد هذه السورة تصل النوبة للركوع ونهاية الأمر السجدة، وهناك مقام القرب.

                            وأما صلاة الخاتم، فالإمام هو، والمأموم شخص واحد هو علي (ع)، ومع تلك السجدة وتلك التكبيرات إلى أين يمكن الوصول ؟
                            المطلب مهم بقدر أن الحميري فحل الأدب يقول في بيانه:
                            ألم يصلِّ علي قبلهم حججاً * وَوَحَّدَ الله ربَّ الشمس والقمر
                            وهؤلاء ومن في حزب دينهم * قوم صلاتهم للعود والحجر

                            هذا كافٍ لأن يفكر المتفكرون في من كان أول من صلى مع النبي (ص) ؟ في من كان يعبد رب الشمس والقمر لسنوات حينما كان الأول والثاني يسجدان لهبل واللات تلك السنوات ؟

                            هذا سر الحديث، وفيه يصرح عبد الله بن عمر أن النبي (ص) آخى بين الأصحاب بحسب المشاكلة، وبهذا آخى بين أبي بكر وعمر.
                            إن كان هناك عقل، فهل أخ النبي (ص) الذي كان وجوده ووجود الخاتم من شجرة واحدة، ومن لم يسجد لغير الله طيلة عمره بالاتفاق، يكون هو الرابع؟
                            ومن كانت أخوّته بذلك الحد وسجد للأصنام سنوات يصبح الخليفة الأول ؟

                            العقل هنا أم هناك ؟
                            الكتاب هنا أم هناك ؟
                            السنة هنا أم هناك ؟

                            برهان بطلان خلافة غيره بلا فصل وحقية خلافته بلا فصل هو العقل والكتاب والسنة.
                            أنت أخي: أليس من كان أخاً للخاتم (ص) أولى من الجميع بالخاتم في الدنيا والآخرة ؟

                            هذا حكم القرآن والسنة القطعية.
                            وكفاه بأنه سبق الناس بفضل الصلاة والتوحيد .
                            وقد نقل أنه جاء جبرائيل بأعلى مكة فانفجرت من البادية عين حتى توضأ جبرائيل بين يدي رسول الله، ثم توضأ النبي (ص) نفسه، أولاً جبرائيل ثم الخاتم وبعدهما كان علي أول شخص يتوضأ.

                            هذه السنة وهذا القرآن: ﴿والسابقون السابقون * أولئك المقربون﴾.
                            الباب والجدار يسلب حقه لكن أين العين التي ترى ؟


                            منتهى الأخوة

                            كان البحث في الأخوة، التي كانت ثالث مزية من مزايا هارون، لكنها كانت في هارون أخوة في النسب وفي المشاكلة الروحية والنفسية، والأخوة الأولى ليست قابلة للإنتقال، أما الاخوة الثانية فإنها ثابتة لأمير المؤمنين (ع) بمقتضى حديث المنزلة بالنسبة للنبي (ص). غاية الأمر أن هذه الأخوة أخوة في الدنيا والآخرة.
                            والأخوة في الآخرة ليست قابلة للإدراك، لأنه وفق الروايات العامة والخاصة فإن أول من ينادى من الله تعالى هو خاتم النبيين، والثاني هو أمير المؤمنين، والثالث هو إبراهيم الخليل.
                            لواء الحمد في يد علي (ع)، والحوض تحت يده، كل هذه مظاهر الأخوة الأخروية.
                            وهذه الأخوة من الضروريات بين العامة والخاصة، ولا تحتاج إلى بحث.
                            نفس حديث المنزلة كافٍ لإثبات هذه الأخوة، وقد بُيِّنَت بألسنة مختلفة.

                            والحمد لله رب العالمين

                            شعيب العاملي

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة شعيب العاملي

                              لا وجه للقول بظنية أفراد العام بعد تخصيصه بدليل متصل أو منفصل أو بهما معاً، ويبقى العام على عمومه في غير ما خصص كما أسلفنا، وخروج بعض المصاديق لا يحول الدلالة فيما بقي من علمية إلى ظنية. ومع بقاء العلم وتأكده بسائر الأدلة يمتنع القول بعدم الإيصاء.
                              كلامك غير صحيح
                              لان التعميم لكل المنازل يحتاج الى دليل خارجي لوجود الموانع
                              لان هذا يعارضه عدم ثبوت الكثير من المنازل وهذا يدل على ان ثبوت باقي المنازل يبقى ظن واحتمال
                              لانك لاتجزم ان القصد ثبوت كل المنازل بدليل ان هناك تعارضات من خارج الرواية
                              فالسامع قد يفهم شيء مخالف للواقع

                              فالمنزلة الوحيدة هي فقط خلافته اثناء الغياب
                              لوجود ما يعارض منزلة الاستخلاف مابعد الوفاة بدليل صحيح صريح
                              فكيف تجيب على هذه المسألة؟؟؟



                              مضافاً إلى أن بالإمكان ملاحظة الاختلاف بين روايتي البخاري ومسلم الصحيحتين عندكم بورود الاستثناء في إحداهما دون الأخرى، وهذه قرينة تامة (وإن لم نكن بحاجة لها) على إرادة سائر المصاديق إلا ما خرج بالدليل، ومن الدليل الاستثناء في رواية مسلم وغيره، ومن الدليل العلم القطعي بعدم الأخوة النسبية، وهكذا.


                              ليس استثناء بل اضافة للعهدة
                              لانه لو كان استثناء لكان يلزم ان علي نبي مع الرسول عليه الصلاة والسلام

                              أما كون استثناء النبوة بعد حياة النبي (ص) فهو بنفسه دليل على استثنائها في حياته إذ لا يعقل أن يكون نبياً في حياة النبي ثم بعد وفاته (ص) لا يكون نبياً !! فتأمل.

                              يعقل
                              فالنبوة منزلة .. فيعقل ان تعطى وتنزع




                              ولا بد من التجرد عن الموروثات عند نقاش أي فكرة، ومهما كان الأمر فلكل إنسان حرية الاعتقاد كما خيّره الله تعالى، وإلا لم يكن هناك معنى للتكليف والحساب والعقاب ولم نكن في دار امتحان
                              .


                              احاورك بعقل ومنطق صحيح
                              فاريد منك دليل يقنعني وليس اتباع الهوى في الاستدلال

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                              ردود 2
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X