مدح الله الأربعة أعظم مدح يكون وترضى عنهم فقال(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه)
انظر كيف ترضى عن السابقين الأولين ومنهم الأربعة وجعل الهدى مشروط باتباعهم
دل على أحقيتهم بالإمامة دون غيرهم وهذا ما رأه الأنصار
وهذا ما قاله الرسول فى احاديث كثيرة صحيحة منها(عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى)
قال العلماء أنه يجب إعمال اللفظة العامة على عمومها ما لم يأت مخصص فتأمل القرآن لأن الله أمرك بذلك فقال (أفلا يتدبرون القرآن ) لتستنبط منه العلوم والنور الذى يبين لك ما أشكل عليك
ما ذكر الله المهاجرين فى القرأن إلا بصيغة العموم مادحاً لهم واصفا لهم بإلإيمان والصدق ولم يستثن قال سبحانه (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا فى سبيل الله والذين ءاووا ونصروا أولئك المؤمنون حقاً ) جعلهم فى أعلى مرتبة للإيمان وقال سبحانه (إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا فى سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله) وقال ( والذين تبوأوا الدار والإيمان يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما أُوتوا ويأثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )
انظر كيف يمدح الله حب المهاجرين
دل على حبه تعالى للمهاجرين وقال فى آية أخرى (إن الذين أمنوا و هاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله والذين آووا ونصروا اولائك بعضهم أولياء بعض )
فى هذه الآيات مدح عام للمهاجرين والأنصار ولما أراد الله أن يستثني لم يستثن من المهاجرين ولا الأنصار منافقاً ولا فاسقاً بل قال بعد ما مدح السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وذكر رضائه عنهم قال قى الأية التى تليها
( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم )
قال تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ)
وابو بكر وعمر وعثمان وعلى ليسوا من أهل المدينة فلم يذكر الله فى المهاجرين أن فيهم منافق ولا فى الأنصار بل ذكر أن من أهل المدينة منافقين ففى الأية الأولى أثنى تعالى على المهاجرين والأنصار فدل على أنه ليس فيهما منافق ثم حصر فى الآية التى بعدها ذكر بعض أهل المدينة أنهم منافقين فدل على ايمان كل المهاجرين والأنصار ومعلوم أن المهاجرين ومنهم الثلاثة ليسوا من أهل المدينة لأن الله بعد ما ذكر المهاجرين اعقب بذكر أهل المدينة فى سورة التوبة والعطف يقتضى المغايرة أى لا يعطف الشيء على نفسه كما هو معلوم فى اللغة تأمل جيداً لم يذكر الله المهاجرين والأنصار إلا بالمدح والإيمان فدل على أنهم جميعاً مؤمنون صالحون ليسوا فاسقين لأن الله لم يستثن أحد لما ذكر الله تعالى المجاهدين والقاعدين وأنهم لا يستوون استثنى أولي الضرر
لما يعمم الله فى موضع يتبعه بتخصيص لكى لا يُتوهم العموم قال تعالى[ إلا أن تكون تجارة تديرونها بينكم ]وقال [لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر] ولما أوجب الجهاد والنفير فى سورة التوبة قال [ليس على الضعفاء ولا على المرضى ]
وقال (ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا إلا الذين تابوا )
نكتفى بهذه الأمثلة
قال تعالى
(لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)
أى ثناء ومدح للمهاجرين أعظم من هذا ؟
أولاً :: أٌخرجوا من ديارهم وأموالهم
ضحوا بها
ثم هم يرتدون بعد موته صلى الله عليه وآله كما تقول الشيعة !!
ثانياً:: يبتغون فضلاً من الله ورضواناً مدحهم بالإخلاص لله وأنهم فعلوا ذلك لله
ثم هم يطمعون فى الدنيا كما تقول الشيعة
ثالثاً :: وينصرون الله ورسوله
أى مدح لهم ؟
الشيعة يقولون فتحوا الفتوح للدنيا
رابعاً:: أولئك هم الصادقون
غاية المدح وأبلغ شهادة من رب العالمين سبحانه
تعليق