المشاركة الأصلية بواسطة الدكتور الكويتي
X
-
المشاركة الأصلية بواسطة ابوبريرتقصد "الخليج الفارسي" يا دكتور؟
يعني لازم الواحد ينبهك في كل مرة!الخليج العربي
والساحل الشرقي لايران كانت تقطنه القبائل العربية ولم يكن للفرس تواجد على الساحل
وصاحبتك روسيا
سوف تظهر بحجمها الطبيعي في الايام القادمة
بعد ان كشرت امريكا واوربا عن انيابها
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة الدكتور الكويتياذا طبقتها على اسيادك في طهران
سننظر اصدقت ام كنت من الكاذبين في اتهامك لدول الخليج العربي
وكم عدد الجنود الامريكان اليوم لديكم وكم مكتب لاسرائيل موجود في دول الخليج وهل ما قاله الماجن الوليد بن طلال حول تحالفكم مع اسرائيل ما اذا شنت حرب ضد ايران صحيح ام لا وماذا عن المحادثات السرية بين وزير خارجية السعودية والمسؤلين الاسرائيليين حول نفس الموضوع
وهل لك ان تبرر لنا لماذا شاركت الامارات في تأبين شارون وطبعا وكيف يرفرف علم اسرائيل فيها
اذا استطعت ان تجيب عن كل هذا بدون ان تكذب فليدخلني الله ناره
اتعرف لماذا انا واثق من كذبك لانك بكل بساطة انسان مريض لا شفاء لك
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
وما علاقة القبائل بتسمية الخليج "فارسيا" يا دكتور؟
القبائل العربية كانت ولا تزال تقطن الساحل الشرقي..
يمكنك الاتصال بالاسكندر المقدوني على هاتفه الخلوي!
واذا كان الامر كذلك فلماذا سمي الخليج الاخر "عمان" والذي تم رفعه الان الى "بحر عمان"؟ فافضل تسمية لهذا البحر هو: عمارسي" لكون بلاد فارس وعمان تتقاسمانه!!
والمصيبة انه على العالم "المتخلف" ان يجتمع فورا لايجاد تسمية مناسبة للمحيط "الهندي"!! فافضل تسمية لهذا المحيط هو ان يعتمد الحرف الاول من كل قومية تقطن على بره ليكون اسم المحيط شيئا كهذا: هقلاىرحخثحبميهبنتبتابم!!!!
والله انك تصدع الراس!!
اما بالنسبة للشق الامريكي فهل تعتقد فعلا انها لها انياب بعد ان قطعها رجال من امتك يا غافل؟
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
27/3/2014
* بوشكوف: ينبغي إعادة النظر بالنظام العالمي المعتمد على الهيمنة الأمريكية
أكد رئيس لجنة مجلس الدوما (النواب) الروسي ألكسي بوشكوف على حتمية إعادة النظر في النظام العالمي الذي يعتمد على الهيمنة الأمريكية. وحذر بوشكوف في تعليق نشره على صفحته الرسمية بموقع “تويتر” اليوم قائلا: “لا مفر من إعادة النظر في النظام العالمي المستند إلى هيمنة الولايات المتحدة. وستكون هذه العملية مصحوبة بعدد من الأزمات”.
وجاء تعليق بوشكوف بعد خطاب ألقاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بروكسل الأربعاء حول العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. واعتبر أوباما أن الأحداث الأخيرة في أوكرانيا وجمهورية القرم تدل مرة أخرى على أهمية الحفاظ على العلاقات المتينة بين أعضاء حلف الناتو والتمسك بمبدأ الدفاع الجماعي الذي يعتمد عليه الحلف.
وعلى الرغم من رفضه انضمام القرم الى قوام روسيا، أكد الرئيس الأمريكي أن بلاده لا تنوي استخدام القوة العسكرية في أوكرانيا ولا تريد الدخول في حرب باردة جديدة مع روسيا. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أن اعتبر أن العالم لم يعد مستقرا منذ تفكك نظام القطبين، مشيرا الى تراجع دور المؤسسات الدولية في العالم المعاصر، ومشيرا الى أن الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة تفضل الاعتماد على “حق القوة” بدلا من الاسترشاد بالقانون الدولي.
***
* الروس يفرضون عقوبات على أوباما بحرمانه من “الفودكا والكافيار”!!
بدأ الروس حملة على الإنترنت لفرض “عقوبات” هزلية على الرئيس الأمريكي باراك أوباما ردًا على العقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو بسبب أزمة القرم وبدأ مستخدمو موقع تويتر حملة تضامنية تحت شعار “عقوباتي” قالوا فيها إنهم سيحرمون أوباما من كل شيء تشتهر به روسيا من الكافيار الأحمر إلى الفودكا.
كما نشر مركز تجاري في العاصمة الروسية موسكو في أحد اعلاناته حظرًا على أوباما وأعضاء الكونجرس الأمريكي مما يبرز مدى التأييد الذي يلقاه قرارالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضم منطقة القرم إلى الأراضي الروسية.
كما نشر أحد مستخدمي موقع إنستجرام لتحميل الصور الفوتوغرافية صورة للرئيس الأمريكي وهو مقطب الوجه وقال في رسالته ” باراك أوباما وكل الأعضاء في الإدارة الأمريكية ومجلس الشيوخ والكونجرس ممنوعون من تهنئتي بعيد ميلادي.”
وتتماشى الروح الهزلية للعقوبات على المواقع الألكترونية مع التصريحات المتحدية التي أدلى بها كثير من المسئولين ورجال الأعمال الروس الذين عاقبتهم الولايات المتحدة لدورهم في الأزمة الأوكرانية.
وارتفعت نسبة التأييد للرئيس الروسي بقوة في الأسابيع التي شهدت مواجهة مع الغرب.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة زائر (غير مسجل)تتكلم عن الكذب اذا اجب ان كنت صادقا ما عددالقواعد الامريكية في دول الخليج وكيف ساهمت في حرب افغانستان والعراق ولبنان
وكم عدد الجنود الامريكان اليوم لديكم وكم مكتب لاسرائيل موجود في دول الخليج وهل ما قاله الماجن الوليد بن طلال حول تحالفكم مع اسرائيل ما اذا شنت حرب ضد ايران صحيح ام لا وماذا عن المحادثات السرية بين وزير خارجية السعودية والمسؤلين الاسرائيليين حول نفس الموضوع
وهل لك ان تبرر لنا لماذا شاركت الامارات في تأبين شارون وطبعا وكيف يرفرف علم اسرائيل فيها
اذا استطعت ان تجيب عن كل هذا بدون ان تكذب فليدخلني الله ناره
اتعرف لماذا انا واثق من كذبك لانك بكل بساطة انسان مريض لا شفاء لك
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
7/4/2014
دانيتسك في شرق أوكرانيا تدعو الى استفتاء للانضمام الى روسيا
الحادي عشر من أيار مايو موعد حدده الموالون لروسيا لإجراء تصويت في مدينة دانيتسك الأوكرانية حول الانضمام إلى روسيا، أعقبت ذلك سلسلة تطورات من العاصمة كييف إلى مناطق شرق البلاد، ومقتل ضابط أوكرانيّ في القرم خلال صراع لم تحدّد أسبابه.
أعلن ناشطون موالون لروسيا الاثنين "جمهورية ذات سيادة" في مدينة دانيتسك الكبيرة في شرق أوكرانيا الناطق باللغة الروسية، وانتقدت حكومة كييف المؤيدة لأوروبا هذه الاضطرابات ووصفتها بأنها خطة اعدتها موسكو "لتفكيك" البلاد.
وقد شهدت مناطق شرق أوكرانيا القريبة من روسيا الأحد تصعيداً مفاجئا للتوتر، عندما هاجم متظاهرون موالون لروسيا وسيطروا على مباني رسمية في مدن خاركيف ولوغانسك ودانيتسك، وأنزلوا الأعلام الأوكرانية ورفعوا بدلاً منها الاعلام الروسية.
ونتيجة مفاوضات، أخلى المتظاهرون مبنى الإدارة في خاركيف، لكن المتظاهرين في دانيتسك تحصنوا فيه. وعقدوا صباح الاثنين تجمعاً فيه أعلنوا خلاله "جمهورية ذات سيادة"، وخرج أحد مندوبيهم الى أمام المبنى وأعلن القرار للصحافيين.
من جهة أخرى، يظهر في شريط فيديو وضع على الانترنت وقدم على أنه تجمع المتظاهرين، رجل يقول وسط الهتافات "أعلن انشاء الدولة ذات السيادة لجمهورية دانيتسك الشعبية".
وذكرت وكالة أنباء إنترفاكس أن المتظاهرين قرروا تنظيم استفتاء حول سيادة منطقتهم قبل 11 أيار/مايو القادم. أما موقع أوستروف للأخبار المحلية فذكر أنهم قرروا طلب الانضمام الى روسيا.
وحتى قبل هذا الإعلان، انتقدت الحكومة الأوكرانية الحالية الموالية لأوروبا الأحداث في شرق أوكرانيا، واعتبرتها خطة من الجار الروسي الكبير لـ"تفكيك" البلاد.
وقال رئيس الوزراء المدعوم من الغرب ارسيني ياتسينيوك خلال اجتماع طارىء للحكومة إن هذه الأحداث جزء من "خطة لزعزعة الاستقرار ليعبر جيش أجنبي الحدود ويجتاح الأراضي الأوكرانية وهذا ما لن نسمح به".
وأضاف ان "هذا السيناريو كتبه الاتحاد الروسي وهدفه الوحيد هو تفكيك أوكرانيا". وقد تحدث احيانا باللغة الروسية ليخاطب مباشرة سكان المناطق الشرقية.
ولم تصدر السلطات الروسية أي رد فعل على الفور على هذا التدهور المفاجئ للوضع في أوكرانيا.
وفي خضم الأزمة السياسية، ستجري كييف انتخابات رئاسية مبكرة في 25 ايار/مايو، فيما يطالب الناشطون الموالون لروسيا بتنظيم استفتاءات في الوقت نفسه لإلحاقهم بروسيا أو من أجل اعتماد "النظام الفدرالي" في أوكرانيا، وتنادي موسكو رسمياً بهذا الحل.
وقد عبرت الحكومة الألمانية عن قلقها من التظاهرات العنيفة في الشرق، وخصوصاً إعلان "جمهورية ذات سيادة" في دانيتسك.
وقال الناطق باسم الخارجية الألمانية شتيفن سايبرت إن "الحوادث الأخيرة في دانيتسك وخاركيف هي أمر نراقبه داخل الحكومة الألمانية بقلق كبير بالتأكيد". وأضاف "نجدد نداءنا الملح للعمل من أجل إحلال الاستقرار في المنطقة وتجنب مثل هذا التصعيد".
فيديو:
http://www.almayadeen.net/ar/news/eu...B3%D9%8A%D8%A7
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
8/4/2014
المتظاهرون في مدينة دونيتسك شرق اوكرانيا يعلنون حكومة مؤقتة
اعلن فاديم تشيرنياكوف، احد قياديي المحتجين في مدينة دونيتسك شرق اوكرانيا، اليوم تشكيل "حكومة مؤقتة لجمهورية دونباس".
وقال تشيرنياكوف "شكلنا حكومة موقتة في دونيتسك" عاصمة منطقة دونباس، مشيرا الى ما اعلنه المتظاهرون بعد سيطرتهم على مبنى الادارة المحلية في دونيتسك الاحد لجهة اولوية الدعوة لاجراء استفتاء قبل 11 ايار/مايو حول ضم المنطقة الى روسيا.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
8/4/2014
تواصل مسلسل استقلال الأراضي الأوكرانية بإعلان خاركوف "جمهورية شعبية"
فيكتور يانوكوفيتش
ذكرت وكالة أنباء "إيتارتاس" الروسية اليوم الثلاثاء أن مجموعة من الشخصيات الاجتماعية في مدينة خاركوف الأوكرانية أعلنت تأسيس جمهورية خاركوف الشعبية.
ونقلت "إيتارتاس" عن وسائل إعلام أوكرانية موالية لموسكو أن هذه المجموعة أعلنت كذلك أنها تتمتع بكل صلاحيات جميع مؤسسات السلطة في تلك الدولة الوليدة.
وكانت مجموعة من الشخصيات الاجتماعية قد عقدت في بهو مبنى ادارة المقاطعة،ما أسمته بـ"الاجتماع المدني للمقاطعة"، أعلن المشاركون فيه عن سحب الثقة من نواب مجلس مقاطعة خاركوف، وأصدروا قائمة تتضمن أسماء اشخاص اخذوا على عاتقهم صلاحيات نواب مجلس المقاطعة،كما أعلنوا عن تشكيل دولة مستقلة باسم "جمهورية خاركوف الشعبية". وسيصبح هذا الأمر ساري المفعول فور التصديق عليه خلال استفتاء شعبي عام في المقاطعة.
وأشارت وسائل إعلام في خاركوف إلى أن المشاركين اتخذوا قرارًا بالتوجه إلى الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش، وإلى روسيا بطلب ضمان التنفيذ السلمي للاستفتاء في المقاطعة.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
10/4/2014
مناطق اوكرانية جديدة تطالب بالانضمام الى روسيا
انتفاضة السكان الروس والمؤيدين لروسيا في اوكرانيا الشرقية
صوفيا ـ جورج حداد
تتواصل في جميع اجهزة الاعلام الغربية حملة "النباح البروباغندي" المسعور المعادية لروسيا، التي تديرها اجهزة المخابرات الامبريالية والصهيونية، والتي تدعي ان روسيا قد "احتلت" شبه جزيرة القرم بالقوة، بالرغم من ارادة شعبها. ولكن حملة الكذب الاعلامي الغربي تستثير السخرية لدى الجماهير الشعبية ولدى مؤسسات السلطة الجديدة في القرم. وبالرغم من كل هذه الحملة الشعواء والمحاولات الغربية المحمومة لاصطياد اي بادرة معارضة معادية لروسيا، فإنه لم تحدث في القرم اي مظاهرة احتجاج، ولو من بضعة انفار مأجورين، ضد اعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع الوطن الام روسيا. بل على العكس من ذلك تماما، فقد بدأت في مناطق اوكرانيا الشرقية مظاهرات شعبية عارمة تطالب بالانضمام الى روسيا، ولهذه الغاية ان يجري فيها استفتاء على غرار الاستفتاء الذي جرى في القرم في 16 اذار الماضي.
وفي مدينة دونيتسك الهامة في شرقي اوكرانيا استولى المتظاهرون على مبنى الادارة المحلية (البلدية)، واعلنوا انهم يريدون حل المجلس البلدي للمحافظة. وقال احد المشاركين في "مجموعة المبادرة" التي استولت على مبنى الادارة "اننا سوف نحل مجلس المحافظة الحالي، ونعطي تفويضا شعبيا لمجلس جديد. وسيتم انتداب ممثل لكل مدينة، وهذا سيكون المجلس الشرعي الجديد، الذي سيعمل من الان فصاعدا". كما جاء في وكالة "فوكوس" البلغارية.
ولكن السلطات في كييف اعلنت ان الميليشيا (الشرطة) لم تنضم الى المتظاهرين الموالين لروسيا الذين استولوا على مبنى ادارة المحافظة.
وفي الوقت ذاته فإن المتظاهرين في مدينة خاركوف عبروا عن ثقتهم بأنه ستصلهم نجدات من مدينتي دونيتسك ولوغانسك. وقد استولى المتظاهرون في هذه المدينة ايضا على مبنى الادارة المحلية، ويوجد بينهم اشخاص يضعون اقنعة وقبعات تخوفا من الاعتقالات واستعدادا للمصادمات. وقد طلب احد النشطاء من الصحفيين عدم الطلب من اي متظاهر نزع قناعه واعتبار مثل هذا الطلب استفزازا. واعلن المشاركون في الاستيلاء على مبنى الادارة المحلية ان المندوبين المحليين الحاليين هم غير شرعيين.
وفي بولونيا اعلن رئيس الوزراء دونالد توسك ان المجتمع الدولي لا يمكنه ان يتظاهر بأنه لا شيء يحدث في اوكرانيا. وقال "يجب اتخاذ الاجراءات الدبلوماسية التي تساعد على تسوية الوضع، حتى لا نصل الى دراما جديدة. وعلينا ان نعمل بحزم".
وفي كييف دعا رئيس البرلمان الانقلابي القائم بأعمال رئيس الجمهورية الكسندر تورتشينوف، الى اجتماع لقادة قوى الامن، للبحث في الاوضاع المستجدة.
وقد الغى تورتشينوف زيارته التي كانت مقررة الى ليتوانيا، بسبب تصاعد التوتر في شرقي اوكرانيا، حيث قام المواطنون المؤيدون لروسيا بتنظيم تجمعات جماهيرية كبيرة في مدن دونيتسك، ايناكييفو، بوزنيسينسك وخاركوف، ووجهوا انتقادات شديدة الى سلطة كييف الانقلابية.
وفي هذا الوقت، وبالرغم من صدور قرار منع من قبل السلطات، خرجت مظاهرة شارك فيها الالوف في مدينة اوديسا، للاحتجاج على اعمال القمع التي تقوم بها المجموعات الراديكالية اليمينية والسلطات الانقلابية في اوكرانيا. وقد تجمع المتظاهرون في ساحة كوليكوفو في وسط المدينة، حيث نصب المتظاهرون مجموعة من الخيم، حيث يجري جمع التواقيع على عريضة تطالب بإجراء استفتاء لاعطاء صفة رسمية كلغة للدولة للغة الروسية، ولاجل إقرار لامركزية السلطة في اوكرانيا، حسبما جاء في وكالة إيتار ـ تاس الروسية.
ورفع المتظاهرون اعلام مدينة اوديسا جنبا الى جنب الاعلام الروسية، كما رفعوا لافتات تحمل شعارات مثل "لا للفاشية!"، "اوديسا طردت بانديرا" (اشارة الى المجموعات الفاشية الراديكالية اليمينية)، "الاستفتاء"، "نحن سلافيون، والروس هم اخوتنا"، "نريد الغاء الحظر على قنوات التلفزيون الروسية". وتحدث في الحشد ممثلون عن مختلف المدن الاخرى المنتفضة. واتهم الخطباء السلطة بالانتقام السياسي من قادة حركة الاحتجاج، وبمحاولة حصر مسؤولية عمليات القتل التي حصلت في "الميدان" في كييف بمنظمة "بيركوت" (منظمة بوليسية يمينية فاشستية تولت اطلاق النار وتنفيذ عمليات القتل ضد معارضي السلطة في كييف، وقد جرى، تحت ضغط الرأي العام، حل هذه المنظمة واعتقال عدد من القناصين الذين كانوا ينفذون تعليماتها). وطالب المحتشدون باطلاق سراح رئيس مجلس التنسيق للمنظمات المدنية المسمى "البديل الشعبي" انطون دافيدتشينكو، الذي اعتقلته الاجهزة الخاصة، وكذلك بوقف الملاحقات ضد النشطاء الاخرين المعارضين للسلطة الانقلابية والمؤيدين لروسيا.
وقالت وكالة "اونيان" الاوكرانية انه بعد ساعة ونصف الساعة من الاشتباكات العنيفة تمكنت الميليشيا والوحدات الخاصة من انقاذ حوالى عشرين عنصرا من المجموعات الراديكالية الفاشستية الآتية من كييف، كانت الجموع المحتشدة المؤيدة لروسيا قد حاصرتهم وانهالت عليهم بالضرب وكانت تنوي اعدامهم في الساحة العامة. واخرجتهم الشرطة من الساحة ووجوههم تنزف بالدماء.
وفي دونيتسك، وبعد الاستيلاء على مبنى الادارة المحلية، اذاع احد النشطاء بالميكروفون انه سيتم انشاء "مجلس محلي شعبي". وتلا قرارا اتخذته المنظمات الاهلية المشاركة في الاحتجاجات انه ينبغي ان يدعى في اقرب وقت لتشكيل مجلس محلي جديد لمحافظة دونيتسك، وان يتخذ المجلس العتيد قرارا يجري بموجبه اجراء استفتاء للانضمام الى روسيا، على غرار الاستفتاء الذي جرى في القرم. وكان المتظاهرون قد انزلوا العلم الاوكراني عن مبنى الادارة المحلية في المدينة ورفعوا مكانه العلم الروسي.
ومن جهة ثانية اقتحم المتظاهرون الروس والمؤيدون لروسيا مبنى جهاز الامن الاوكراني في محافظة لوغانسك، وحطموا الابواب والنوافذ والقوا داخل المبنى قنابل دخانية، وهم يصرخون طالبين اطلاق سراح زعيم ما يسمى "حرس لوغانسك" الكسندر خاريتونوف المعارض للسلطة الانقلابية.
وفي شارع سومسكا قرب مسرح شيفتشينكو في مدينة خاركوف، كان يجري تجمع لانصار "الميدان" الموالين لاوروبا، فشن عليهم انصار روسيا هجوما كاسحا كما تقول وكالة "اونيان". وقد وقع عشرات "الميدانيين" في طوق محكم من قبل المؤيدين لروسيا، وتعرضوا لسيل من المفرقعات النارية والحجارة. وقد عمدت الشرطة والوحدات الخاصة لنقلهم في رتل من السيارات. ولكن الجموع الغاضبة حاصرت الرتل واوقفته، في محاولة لانتزاع العناصر اليمينية واعدامهم في الساحة. في وقت هرع الى المكان مئات اضافية من رجال الشرطة والوحدات الامنية الخاصة لانقاذ الرتل المتجز وفتح الطريق له. وامتلأت الساحة بسيارات الاسعاف التي اخذت تنقل المصابين.
ومن جهة ثانية اعلن الكسي ميلر رئيس شركة "غازبروم" العملاقة ان روسيا سبق ان دفعت سلفا لاوكرانيا، بواسطة اسعار الغاز المخفضة، تكاليف تأجير القاعدة البحرية في سيباستوبول حتى سنة 2017. وانه بعد ان سقطت اتفاقية التأجير عمليا، لان سيباستوبول اصبحت ارضا روسية، فإن "غازبروم" تطالب اوكرانيا بدفع مبلغ 11،4 مليار دولار التي سبق ان قبضتها سلفا، بالاضافة الى 2،2 ملياري دولار مدفوعات متأخرة. وقد رد ارسيني ياتسينيوك رئيس الوزراء الاوكراني الانقلابي واصفا هذا الطلب بأنه "عدوان اقتصادي" وبأنه سيقاضي روسيا دوليا، الامر الذي يهدد بوقف توريدات الغاز الى اوروبا عبر الاراضي الاوكرانية. وهذا ما سيدخل الازمة الاوكرانية في تعقيدات دولية جديدة على الاتحاد الاوروبي تحمل تبعاتها.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
12/4/2014
أميركا والغرب فقدوا قدرتهم على تقويم تصرفات روسيا
بعد القرم: التركيز الاستخباراتي لأميركا وحلفائها الأوروبيين سيتجه إلى روسيا
لفتت وكالة "رويترز" الى أن الغرب بات معنياً باعادة تركيز جهوده الاستخباراتية على موسكو بعد أزمة أوكرانيا الحالية. وفي تقرير أعده أحد صحافييها بيتر أبس من لندن استنتج أن الدول الغربية تجد نفسها الآن أمام واقع صعب وهي على أعتاب عصر جديد ربما ينطوي على مواجهة مع موسكو. والمشكلة انه بعد مرور ربع قرن على سقوط حائط برلين، تراجعت بشدة خبرات أجهزة المخابرات والقوات المسلحة الغربية المتعلقة بروسيا. الان ومع تزايد القلق إزاء أنشطة التجسس الروسية المحتملة بما في ذلك الهجمات الالكترونية التي تتزايد تطوراً وبرامج التجسس الالكتروني، يكشف تقرير "رويترز" عن تجدد قدر من الاهتمام بروسيا في السنوات الأخيرة وتحديداً في مجال مكافحة التجسس. كما أن المفاجأة الاخيرة التي عصفت بواشنطن وحلفائها بعيد ضم الرئيس فلاديمير بوتين شبه جزيرة القرم الى بلاده أظهرت الحاجة الماسة للتركيز من جديد على موسكو.
وبحسب مسؤولين حاليين وسابقين، فإنه بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، بات التركيز منصباً على ما أسمته الولايات المتحدة "التشدد الإسلامي" و"الشرق الأوسط" ثم على صعود نجم الصين، بحيث لم تعد شؤون الاتحاد السوفياتي السابق من التخصصات التي تعزز مستقبل صاحبها المهني.
وبعكس ما كانت عليه الحال إبان الحرب الباردة، حينما كان الوصول لمعظم الأراضي الروسية بعيد المنال بالنسبة لأبناء الغرب، يقول متخصصون إقليميون إن الخبرة متوافرة اليوم بين الأكاديميين ورجال الأعمال، لكنها خبرة غير مستغلة.
ونقلت "رويترز" عن ضابطة المخابرات الأمريكية المتخصصة في شؤون روسيا خلال الفترة من 2006 إلى 2009 فيونا هيل قولها "هناك عدد جيد من الخبراء المتخصصين في روسيا، أناس عاشوا هناك ولديهم خبرة عالية، لكن لا يوجد طلب عليهم من جانب الحكومة".
وأوضحت هيل التي تعمل الآن مديرة لمركز "الولايات المتحدة وأوروبا" في معهد "بروكينجز" أن "البنتاغون تحديداً فقد الكثير من خبرائه المتخصصين في شؤون روسيا وكذلك فقد البيت الأبيض". واستنادا الى مسؤولين حاليين وسابقين فإن المزيد من هؤلاء الخبراء يجدون عملا الآن على الأرجح في وزارات الدفاع الغربية وأجهزة المخابرات، لكن التركيز على روسيا في ظل التقليص الحالي في الميزانيات سيعني على الأرجح أخذ موارد من مخصصات أخرى. وبحسب ضابط مخابرات غربي سابق طلب عدم نشر اسمه "فان المشكلة الأساسية تتمثل في الوفرة العددية في وقت ينصب فيه التركيز حاليا على مكافحة الإرهاب والعراق وأفغانستان والصحوة العربية" حسب تعبيره.
"من يعرفون أكثر يقلقون أكثر"
لكن الأمر لا يتعلق بالوفرة العددية وحدها. فجحافل الغرب من المتخصصين في الشؤون السوفيتية لم ترصد -باستثناء قلة قليلة- منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1989.
ويقول مسؤولون ومحللون إن هناك شعورا متزايدا بأن الغرب كان ينبغي له أن يكثف التركيز على روسيا وبخاصة مع تزايد إنفاقها الدفاعي بنحو 30 في المئة بعد حربها مع جورجيا عام 2008.
في هذا الاطار، قال المسؤول السابق في البنتاغون والباحث الحالي بمركز "أمن أمريكي جديد" إلبريدج كولبي "من يعرفون أكثر عن قدرة الدفاع الروسية هم عادة من يأخذون الأمر بجدية أكبر". ويشير خبراء الى أن بعض دول وسط وشرق أوروبا والدول الاسكندنافية تركز منذ فترة معظم -ما لم يكن كل- مواردها المخصصة للمخابرات والدفاع على الجانب الروسي. وتعتبر بولندا والسويد على وجه الخصوص على رأس هذه المجموعة وتلحق دول أخرى الآن بالركب.
وتنقل "رويترز" عن مصادر في مخابرات غربية إن من بين الأسباب التي جعلت أحداث القرم تأخذ واشنطن وحلفاءها على حين غرة هو أنه خلال الحشد العسكري الروسي في المنطقة لم يكن هناك مؤشرات تذكر على حدوث تدخل عسكري وشيك للاستيلاء على شبه الجزيرة، على الرغم من أن موسكو حشدت علانية قواتها قبل أيام بدعوى إجراء تدريب. ويرى البعض أن عدم فك رموز مثل هذه "الشيفرات" الواضحة ينم عن أن المحللين فقدوا قدرتهم على تقييم تصرفات القيادة الروسية والتكهن بها. اما الان ومع ان المسؤولين الأمريكيين يتابعون عن كثب حشد القوات الروسية على الحدود الشرقية لأوكرانيا فان الخبراء الغربيين يختلفون بشأن ما إن كان بوتين يعتزم غزو المنطقة.
شبكة جواسيس واختراق إلكتروني
ويلفت تحقيق "رويترز" الى أنه بالنسبة للولايات المتحدة فقد ساعدت واقعتا تجسس أمكن رصدهما خلال العقد الأخير في إعادة الأنشطة الروسية المريبة إلى دائرة اهتمام أجهزة المخابرات. الواقعة الأولى حصلت عام 2008 حين تم اكتشاف برنامج تجسس متطور أطلق عليه اسم "إيجنت بي.تي.زد" أصاب أجهزة كمبيوتر خاصة بوزارة الدفاع بعد تسلله إليها عبر وحدة تخزين (يو.إس.بي) عثر عليها لاحقاً في مرأب سيارات تابع لقاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.
وتكشف الوكالة ان مسؤولي البنتاغون أمضوا شهورا في تنظيف الأنظمة الإلكترونية ولا يزال هذا الهجوم واحدا من أخطر حوادث اختراق الأمن الإلكتروني التي عانت منها الحكومة الأمريكية. ورغم أن واشنطن لم تتهم أحدا رسميا صرح مسؤولون أمريكيون لـ"رويترز" أن موسكو هي المشتبه به الرئيسي.
أما الحدث الأبرز الثاني فكان إلقاء القبض على عشرة جواسيس في الولايات المتحدة وطردهم ومن بينهم أنا تشابمان التي أصبحت مذيعة بالتلفزيون الروسي واكتسبت صيتا ذائعا. وجاء ذلك بعد معلومات من معارض روسي وتحقيق موسع أجراه مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي.
اما في بريطانيا فبدأت الأجهزة الأمنية إيلاء قدر أكبر من الاهتمام بروسيا بعد مقتل ألكسندر لتفنينكو المعارض لبوتين نتيجة تسمم إشعاعي عام 2007.
وتختم "رويترز" تحقيقها باستنتاجين. الاول هو أنه "ربما يسهم ضم روسيا للقرم في إحياء تخصصات عسكرية مثل حروب الدبابات والغواصات التي أهملت بسبب الحملة الطويلة في أفغانستان ذات الأراضي الجبلية الوعرة والتي لا تطل على بحار، لأن طالبان ليس لديها غواصات".
أما الثاني فتحيله الوكالة الى فكرة أن بعض المشاكل المتعلقة برؤية المواقف الروسية ربما تكون اجتماعية أكثر منها سياسية، وتتكئ هنا على تصريح إلبريدج كولبي المسؤول السابق في البنتاغون متحدثا عن الولايات المتحدة اذ يقول: " حين تكون المشاعر الوطنية عالية بقوة في بلد ما فإن هذا البلد لا يتسامح مع وطنية الآخرين، نحن ببساطة لا نرى وطنيتهم أمرا مشروعاً".
لكن هل تبقى الولايات المتحدة تدفع ثمن استعلائها وعنجهيتها في التعامل مع الاخرين ويزداد تقصيرها في فهم الروسي كما يطمح بأن يكون أم كما تريد هي ان تراه فقط.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
13/4/2014
النظام الاحادی القطب علی حافة السقوط لمزبلة التاريخ
محمد احمد الروسان – کاتب و محامی اردني
عبر هذا التحليل السياسي وحالة الدفع التاريخي الحاد السائدة في العالم هذا الأوان، سأحاول أن أجمع وأكثف في (حويصل) كمّاً من المعلومات، فنحن لا ننجّم ولا نقتحم علم المستقبليات الذي يعتمد نظريات فلسفة التاريخ، عندما نبحث شكل العالم القادم بعد ضم القرم، فنحن أمام يالطا جديدة أنهت يالطا القديمة، والفاعل الوحيد والأوحد في التاريخ وحركته وفي صناعة المستقبل هو الله سبحانه وتعالى، والناس والجنّ مجرد أدوات يستعملها الخالق سبحانه لتحقيق التوازن في هذا العالم وعبر التدافع.
أحسب وأعتقد أنّ أوكرانيا أولوية أمريكية أولى وهي نتاج الحدث السوري، وايران أولوية ثانية وهي الحلقة المستهدفة استراتيجياً عبر الحلقة السورية، والملف الفلسطيني أولوية ثالثة، والملف السوري بشكل عام أولوية رابعة رغم الشعور الغربي بقلق شديد نتيجة ارتفاع أسهم اجراءات الأنتخابات الرئاسية السورية في وقتها، نتيجةً للغة الميدان العسكري السوري لصالح دمشق، والرسالة وصلت الرياض عبر أوباما مباشرةً، وأنّ الجيش السوري خضع لأعادة هيكلة ميدانية عميقة وسيكولوجية بالغة الأهمية على مدار الأزمة السورية، وواشنطن تعمل على المتابعة وفي احتواء نتائج ضم القرم على المنظومة الدولية، بحيث لا يتمدد النفوذ الروسي سريعاً في دول حدائقه الخلفية، ذات المجال الحيوي للأمن القومي الروسي، وهناك قراءة أمريكية في تفسير نبرة الرئيس محمود عباس ابو مازن الأخيرة، حيث وجدت فيها واشنطن معالم لتدخل روسي واضح في اعادة احياء اللجنة الرباعية، بينما أمريكا تريد جعلها بيدها وحدها فقط، وبعيداً عن موسكو في الداخل الرباعي الدولي الراعي للمفاوضات، وكذلك بعيداً عن موسكو خارج الرباعي الدولي أيضاً.
وكلّما ارتفعت بتفاقم عميق حدّة الكباش الروسي الأمريكي، كلّما زادت حرارة التدمير الممنهج في سورية وتوسعت رقعة الأرهاب في المنطقة، وتوسع رقعة الأرهاب في الشرق الساخن وقلبه سورية، قد تغير وتبدّل كل المعادلات وتقلب الطاولة على رأس الجميع، وهذا يدفع العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي الى حالة من المجاهرة والأعلان بما صارت تقبله ضمناً، وهو بقاء الرئيس الأسد ونسقه السياسي، على شرط ضرب الأرهاب الأممي في المنطقة والعالم.
بالمقابل هناك طرف أمريكي فاعل وصقوري يتصل بحبل سريّ بالبلدربيرغ الأمريكي يقوم بأدوار خطيرة، تشي أننا أمام المرحلة الثانية من الحرب في سورية وعليها، لتحسين شروط التفاوض الأمريكي الغربي البعض العربي المرتهن أمام المحور المقاوم الممانع والمضاد، وهناك سلاّت من الضغوط القادمة على الأردن لمزيد من توريطه بالحدث السوري، لنقل الفوضى اليه ولجعله (مثل اسفنجة) تمتص مخرجات المفاوضات الفلسطينية الأسرائيلية العبثية، فذهب الملك الى موسكو بجانب أسباب أخرى ثنائية واقليمية سنأتي على ذكرها لاحقاً، مع استمرار الرياض في صنع الطبخة الكبرى ذات الرائحة التي تزكم الأنوف.
الدولة الأردنية بمؤسساتها المختلفة وعنوانها الملك، والأخير يدرك حركة التاريخ في الجغرافيا الثابتة وعليها، ويدرك قاعدة الدفع التاريخي الحاد (الأحتكام والأمتثال لثقافة العولمة والتجارة الدولية ونسج المصالح وتهيئة أسباب تعظيم المكاسب وتحويل الأخطار الى فرص)، ويدرك أنّ العالم بعد ضم القرم وعودتها الى حضن أمها الرؤوم ليس كالعالم قبل الضم، ولأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية تتغير الحدود الدولية، ويمتد هذا الأدراك الى أنّ الصراع الأن في العالم هو صراع بين (مفهوم احترام مبادىء الأخلاق التقليدية في السياسة الدولية واحترامات عميقة للقانون الدولي) وهذا المفهوم المتصاعد تتبناه نواة الدولة الروسية، و (مفهوم تصنيف الدول في العالم بين محور الخير ومحور الشر) تتبناه مؤسسات الولايات المتحدة المختلفة لتبرير عداواتها على الشعوب المستضعفة، كونها فقدت القدرة على التأثير وفي التأثير الجدّي والحقيقي في خصومها وحلفائها، وهي كما وصفها الأعلام المضاد للمحور الأمريكي الغربي البعض العربي المرتهن والتابع، مثل لاعب كرة القدم الذي وصل لسنّ متقدمة من العمر، فصار يلعب بخبرته لا بقدرته على المناورة والمراوغة.
ويلحظ العالم أجمع الفرق بين الأنموذج الروسي الصاعد كقوّة دولية عظمى، والأنموذج الأمريكي الذي استنفذ مخزوناته من سلاّت الكذب وقواميس الأفتراء والغدر، والأستكبار والأحتقار والخديعة والأجرام، باسم الواقعية السياسية الأنتهازية وعبر المكارثيون الجدد في الأدارة الأمريكية، صدى المجمّع الصناعي الحربي وصدى البلدربيرغ الأمريكي ونواة حكومته الأممية، حيث أخرجت واشنطن موسكو من مجموعة الثماني الدولية G8، لتعود الأخيرة لصفتها الأمبريالية G7 بدول سبع، كما أنهت كافة أشكال التعاون العسكري والمدني مع موسكو بما فيها مكافحة الأرهاب ومكافحة المخدرات ومكافحة الأتجار بالبشر، وأبقت أمريكا على التعاون بين روسيّا والناتو في الملف الأفغاني، لغايات تأمين بعض انسحابات للقوّات الأمريكية والناتو من أفغانستان في نهايات هذا العام ان صدقت الرؤى والنوايا.
فانّ دلّ هذا على شيء فانما يدل على مدى انتهازية واشنطن، فهي تلغي ما يناسبها وتبقي ما يتفق ومصالحها الآنية الضيقة، فهي دولة تعاني من النرجسيّة والسوبر ايغو بشكل شمولي، وصار نفوذها المعنوي يتراجع بسبب مواقفها السياسية وتدخلاتها الأمنية غير الأخلاقية.
ومع ذلك أعطتها الفدرالية الروسية درساً في الأخلاق السياسية، حيث اعتبرت موسكو مسألة الأنسحاب عبر اراضيها وعبر مجالها الجوي مسألة انسانية صرفة بامتياز، حيث الخطورة كبيرة على سلامة القوّات الأمريكية الأحتلالية والناتويّة عبر الطرق البريّة الباكستانية، حيث نشاطات عسكرية عميقة لجماعات (طالبان باكستان) المسلّحة، والأخيرة بدأت حوار مع اسلام أباد في محاولة مشتركة من الباكستان وواشنطن، لتأمين طريق بديل احتياطي للأنسحابات العسكرية الأحتلالية الأمريكية الأطلسية من الأفغانستان عبر الباكستان برّاً كخطّة بديلة، في حال تصاعد مروحة المواقف الروسية المتصاعدة كنتاج لحالات الكباش الروسي الأمريكي، لجهة الدبلوماسي والسياسي، وان لجهة الأقتصادي والعسكري، وان لجهة المخابراتي والعلمي، وان لجهة الثقافي والفكري، وتداعيات كل ذلك على مشاعر العداء القومي والكراهية لكل أطراف معادلات الكباش الأممي.
كما نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية نهجت سلوك فجّ في التعامل مع من كانت تعتبره الشريك الروسي الأستراتيجي، حيث قامت واشنطن بتعليق التعاون بين وكالة ناسا في برنامج الفضاء ومؤسسة الفضاء الروسية، باستثناء النشاطات المتعلقة بمحطة الفضاء الدولية الروسية، والأخيرة بنتها موسكو وتستفيد منها أمريكا في الأبحاث العلمية المتقدمة، ومع كل هذه الأنتقائية الفجّة غير الأخلاقية لواشنطن فانّ الروسي لن يطرد الأمريكي من محطته، وعلى قاعدة أنّ البحث العلمي هو ملك للبشرية جمعاء، وهذه قيمة علمية وانسانية مضافة تدلّل على قوّة ورقي وتسامي انساني، للفدرالية الروسية ونموذجها الأخلاقي والعلمي المتنامي والراقي.
فلم تكن روسيّا بحاجة إلى سنوات لتعيد ترتيب بيتها الداخلي وآفاقه الخارجية، كي تعود بقوّة إلى واجهة المسرح الدولي، أذكر كمتابع ما بعد احتلال بغداد في 9–4–2003م، قالت: وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة رايس -التي كانت مستشارة للأمن القومي آنذاك- إلى القول بحق جبهة الممانعة الأوروبية للتدخل الأمريكي السافر بالعراق المتكونة من فرنسا وروسيا وألمانيا آنذاك، ملخصةً سياسة بلادها بحق هذه الدول حيث نطقت: علينا أن نعاقب فرنسا ونسامح ألمانيا ونهمل روسيا.
فقد استطاعت موسكو أن تخرج من المخاض العسير غير المكتمل، الذي دخلته مع انهيار حلف وارسوا وتداعي الإتحاد السوفياتي السابق خلال أربع سنوات فقط على مقولة الدكتورة رايس الأنفة، مثبتة خطأ مقولتها، فهي لم تفهم رايس حقيقة الفدرالية الروسية جيداً، بالرغم من أنها توصف بالخبيرة بالشؤون الروسية، فالشعور القومي الوطني الروسي والمستند على ارث الإتحاد السوفياتي، وقوتها العسكرية والنووية الإستراتيجية وإمكاناتها الاقتصادية والطبيعية، مع وجود زعيم قومي روسي هو فلادمير بوتين ذو الرؤية الواضحة والذي يفكّر ويعمل بالاتجاه الصحيح، أفشل ما كانت ترجوه وتتمناه العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي من انهيار كامل للدولة الفيدرالية الروسية.
فالوضع الروسي في الشرق الأوسط له آفاقه الخاصة، فموسكو حاضرة وبقوّة على كل الجبهات: من إيران المستهدفة، ومن اليمن المستعر والمشتعل والمقسّم إلى فلسطين المحتلة والتي تتعرض قضيتها هذا الأوان العربي للتصفية والأنهاء عبر مفاوضات عبثية، إلى سورية التي تتعرض إلى حرب كونية سافرة، إلى لبنان الساخن مروراً بالعراق والذي يتعرض إلى حالات مخاض عسير ومحاولات العبث عبر بعض أطراف من العربان المرتهنين للخارج، الى أوكرانيا كمجال حيوي روسي ذو أثر على سلامة الأمن القومي الروسي، موسكو تعود بقوّة ودبلوماسيتها أخذت تظهر دينامية متنامية إزاء الأزمات التي تهز المنطقة، وصارت موسكو وبشكل متجدد وجهة رئيسية للتعاطي مع هذه الأزمات، وعادة مرةً أخرى إلى المياه الدافئة في الخليج والبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط.
تحولت موسكو بعهد بوتين لثلاث فترات رئاسية إلى طرف نشط يقدم مقترحات ويدافع عنها، فالدبلوماسية الروسية تسعى جاهدةً وبثبات لاستعادة مواقع النفوذ التقليدية لدبلوماسية الاتحاد السوفياتي السابق، من خلال التخلي عن العامل الأيديولوجي والتركيز على عامل المصالح الإستراتيجية بالدرجة الأولى، معطوفاً على ما يمكن أن توفره موسكو بفضل موقعها كقوّة عظمى لها دور رئيسي في مجلس الأمن الدولي وفي الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، بالرغم من أنّ ملف السلام صار ملف إسرائيلي داخلي، تنهيه الأخيرة مع الجانب الفلسطيني لوحدهما، ولم يعد ملفاً أمريكيا رئيسي كما تروج بعض وزارات الخارجية العربية.
وتأتي عودة موسكو على الجبهة الدولية والجبهات الإقليمية الأخرى، على أساس الاستفادة من الصعوبات التي تعاني منها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان وسورية ولبنان واليمن وايران، وهذا يمنحها صك تواصل وانفتاح على تلك الأطراف التي لا تتعامل معها واشنطن، حيث تستفيد وتوظف موسكو بؤر النزاعات والملفات الساخنة لأسماع صوت مختلف عن الصوت الأمريكي والغربي بشكل عام، وهذا ما يجعلها مسموعة ومقبولة لدى الجانب العربي لوقوفها إلى جانب حقوقه المشروعة، وأقلها إقامة دولته على الأراضي المحتلة لعام 1967م وعودة القدس الشرقية لتكون عاصمة لتلك الدولة وعودة اللاجئين والنازحين إليها، فروسيا اليوم لاعب نزيه وحقيقي وعادل في كواليس الصراع العربي - الإسرائيلي وجوهره القضية الفلسطينية، كما هي لاعب نزيه وعادل وحقيقي في تداعيات ما يسمّى بالربيع العربي، ودورها الحقيقي والفاعل والمتصاعد في الحدث السوري، للحفاظ على الدولة السورية وعلى الأمن والسلم الدوليين .
تقول المعطيات النظرية لعلم العلاقات الدولية، بأنّ التوازن الإقليمي يرتبط دائماً بالتوازن الدولي، وبتنزيل هذه الحقيقية إلى الواقع الميداني، فقد كان التوازن الإقليمي الخاص بمنطقة الشرق الأوسط يرتبط بالتوازن الدولي الخاص بنظام القطبية الثنائية خلال فترة وجود القوتين العظميين -الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق- ولكن بعد انهيار القطبية الثنائية وانفراد واشنطن بالزعامة محاولةً الهيمنة على النظام الدولي، بدا واضحاً أنّ منطقة الشرق الأوسط قد شهدت على أساس اعتبارات التوازن الدولي، حدوث فراغ في الميزان الأممي بسبب غياب القوّة السوفياتية التي انهارت وعدم تقدم روسيا أو الصين لملء الفراغ في الميزان الدولي، صعود قوّة إسرائيل في ميزان القوى الإقليمي، هبوط قوّة الأطراف العربية في ميزان القوى الإقليمي، مع الأخذ بعين الاعتبار حالة انقسام سادت في المنطقة العربية، بحيث أكد ما يسمى بمحور الاعتدال بالمنطقة - الذي انهار كليّاً - على ضرورة المضي قدماً في القبول بالنفوذ الأمريكي وتقديم التنازلات للمشروع الإسرائيلي - الأمريكي - الغربي. وعلى الطرف الآخر، أكد محور الممانعة بالمنطقة على ضرورة المضي قدماً في الاعتماد على الإرادة العربية والقدرة الذاتية ومبادئ العدالة والحقوق المشروعة، كوسيلة لمواجهة المشروع الإسرائيلي – الأمريكي – الغربي في المنطقة الشرق الأوسطية.
الآن تمثل جهود روسيا الفدرالية، بمواقفها المختلفة إزاء الحدث السوري وإزاء إيران وبرنامجها النووي السلمي، وإزاء الدور التركي المتلون وكافة الملفات الأخرى في المنطقة ومنها الملف الأوكراني، بما فيها ملف التسوية السياسية، هذه الجهود الإستراتيجية والتكتيكية تشكل رسائل جديدة تحمل الإشارات التالية:
بدء عودة روسيا لمنطقة شرق المتوسط ، من أجل ملء الفراغ الذي خلَفه انهيار الإتحاد السوفياتي، ردع النفوذ الأمريكي في المنطقة، عن طريق التأكيد بانّ أمريكا لن يكون في وسعها الإنفراد الكامل بممارسة النفوذ على المنطقة، ردع الأسرائليين من مغبة اعتماد استخدام القوّة الغاشمة المرفوضة، ودبلوماسية العمل من طرف واحد عن طريق وضع الأسرائليين أمام روادع على النحو التالي :
إنّ موسكو تمثل لاعباً دولياً مؤثراً في الساحة الأممية، لأنّ لها دوراً كبيراً في إدارة الصراع الدولي الدبلوماسي في مجلس الأمن الدولي واللجنة الرباعية، إنّ موسكو قادرة على تعزيز قوّة الأطراف الأخرى، وإعادة نظام سباق التسلح الذي سبق أن شهدته المنطقة على النحو الذي يضعف التفوق العسكري الإسرائيلي الحالي، ولموسكو خارطة طريق جديدة في الشرق الأوسط، حيث تتحدث المواقف الروسية عن نفسها، بأنّ موسكو تسعى حالياً إلى معاقبة الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق القيام بلعب دور معاكس لواشنطن في منطقة الشرق الأوسط، رداً على دور واشنطن المعاكس في أوكرانيا ومنطقة البلقان وشرق أوروبا ودفاعاً عن مصالحها الإستراتيجية عبر الحدث السوري، الذين يتبنون وجهة النظر هذه يلمحون بطريقة أو بأخرى إلى الفرضية القائلة:- باحتمالات أن تؤدي ضغوط موسكو على إسرائيل و واشنطن في الشرق الأوسط وبعد ضم القرم الى روسيّا عبر استفتاء شعبوي نزيه، إلى عقد صفقة بين موسكو و واشنطن تتراجع بموجبها واشنطن عن استهداف النسق السياسي السوري، وتقديم تنازلات لموسكو في ملفات نشر برنامج الدفاع الصاروخي والقواعد العسكرية الأمريكية وغيرها وبالمقابل تتراجع موسكو عن ملفات الشرق الأوسط غير الإستراتيجية، وعدم استهداف المصالح الأمريكية وخاصة في جورجيا على ان يكون ذلك بالتفاهم معها.
ولكن على العكس تماماً، تبدو التحركات الروسية وهي تشي إلى أنّ ثمة "خارطة طريق روسية دولية" تقوم موسكو بتقفي معالمها الرئيسية، كون التحركات الروسية المعاكسة لأمريكا شملت:
منطقة الخليج : سبق للرئيس الروسي فلادمير بوتين زيارتها. منطقة الشرق الأدنى: يوجد صعود روسي معاكس لأمريكا في أوكرانيا حيث تم ضم القرم، أرمينيا حيث تقول المعلومات أن موسكو أرسلت منصات صواريخ الى منطقة نارغوبي كارباخ، على الحدود المتنازع عليها بين أرمينيا وباكو بموافقة الحكومة الأرمينية، وهذا يشي بشيء ما ازاء نظام أذربيجان الموالي للغرب وأمريكا، كذلك في منطقة القوقاز والقفقاس، إضافة إلى الموقف الروسي المتجدد والثابت والداعم للنسقين السوري والإيراني.
منطقة آسيا الوسطى: استطاعت موسكو أن تضعف الوجود الأمريكي في آسيا الوسطى عن طريق الاتفاقيات الثنائية مع دولها الخمس: تركمنستان، أوزبكستان، كازاخستان، طاجيكستان، وكيرغيزستان. منطقة الشرق الأقصى: تحركات روسيا في ملف الأزمة النووية الكورية الشمالية بحيث أدّت إلى إضعاف الموقف الأمريكي المتشدد في المنطقة، ويضاف إلى ذلك انخراط روسيا – بكين ضمن منظمة تعاون شنغهاي كمنظمة إقليمية، التي استطاعت أن تفرض نفوذها الجيويوليتيكي على الإقليم الأوراسي الذي يضم روسيا، الصين، منغوليا، دول آسيا الوسطى، والذي سبق أن أجمعت كل النظريات الإستراتيجية على انّه يمثل مفتاح السيطرة على العالم باعتباره يمثل منطقة القلب الاستراتيجي لخارطة العالم .
من ناحية أخرى، إن انخراط روسيا في أجندة الصراع العربي - الإسرائيلي ضمن جهد شامل ونوعي، بالإضافة لما ذكر سابقاً في متن المقال، يهدف من جهة أخرى مكافحة ومواجهة انخراط واشنطن المتزايد في إقليم أوراسيا (آسيا الوسطى، القوقاز)، كذلك البدء بالتحركات المتعلقة بالملف النفطي، مع كل من مصر والجزائر وغيرها من البلدان الشرق الأوسطية النفطية، لبناء قوّة ناعمة نفطية روسية لجهة بناء تحالف نفطي روسي - شرق أوسطي .
حتّى الآن، تنظر التحليلات الأمريكية إلى أن التحركات الروسية في الشرق الأوسط تهدف إلى معاقبة أمريكا، ولكن كما هو واضح فانّ التحرك الروسي يمكن أن يكون جزئيّاً بسبب هذه المعاقبة، وما لم تنتبه إليه التحليلات الأمريكية الصادرة حتّى الآن، هو أنّ روسيا قد باشرت التصدي للسلوك الأمريكي في ملف كوسوفو ومنذ البدء وقبل أكثر من خمس سنوات من الآن، عن طريق استخدام الملف الجورجي وتداعيات هذا الاستخدام الروسي المشروع من وجهة نظر موسكو، على اعتبار أنّ ذلك يمس أمنها القومي ومجالها الحيوي والآن استخدام الملف الأوكراني بعد ضم القرم.
فموسكو وعبر فعلها وصبرها، تقول للولايات المتحدة الأمريكية: نجمك آفل بسرعة، وحضارتك ستستقر في مزبلة التاريخ عبر حركة الأخير، وأنّ الفراغ ستملاْه قوى جديدة صاعدة، وأنّ النظام الدولي الجديد المتعدد الأقطاب، سيولد من رحم الأزمات ومن رحم متاهاتك السياسية والعسكرية والأقتصادية والعلمية الفجّة، وأنّ العالم استعاد عبر ميكانيزمات فعله ميزة وصفة العالم المتعدد الأقطاب وهذا ما يدركه الجميع.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
14/4/2014
الجماهير الشعبية الاوكرانية تقول كلمتها
مناطق اوكرانية جديدة تطالب بالانضمام الى روسيا
صوفيا ـ جورج حداد
كي تبرر تدخلها في الشؤون الداخلية لاوكرانيا، تحاول الدول الغربية وعلى رأسها اميركا ان تدعي ان الازمة الاوكرانية هي ازمة خارجية بين روسيا واوكرانيا. وتحت هذه الحجة بدأت اميركا ودول الناتو تحشد قواتها في بلدان اوروبا الشرقية الاعضاء في حلف الناتو، كبولونيا ورومانيا وبلغاريا، كما بدأت السفن الحربية الاميركية والغربية الاخرى تتوجه الى البحر الاسود.
وتحاول الدوائر الغربية ان تستثير ردود فعل عسكرية من قبل روسيا، من اجل تدويل الازمة وتبرير تدخل الناتو. ولكن روسيا التي لها خطتها الاستراتيجية العامة للمواجهة مع الغرب، اعطت ظهرها بازدراء لتجميع القوات الغربية قرب اوكرانيا، وعمدت الى سحب القوات التي كانت قد حشدتها في بداية الازمة، حينما قامت المجموعات الفاشستية المسلحة (ما يسمى "القطاع الايمن" واشباهه) بتنفيذ الانقلاب المسلح على الحكومة الشرعية ليانوكوفيتش، وبالتوجه بالباصات والقطارات الى المناطق الشرقية والجنوبية لاوكرانيا واحتلال المباني العامة والاعتداء على المواطنين الروس في تلك المناطق. وقد تحركت حينذاك الجماهير الشعبية في تلك المناطق وتصدت للمجموعات الفاشستية، وردتها على اعقابها. وفي القرم اعلن المجلس النيابي المحلي عدم الاعتراف بالحكومة الانقلابية في كييف، واتخذ قرارا باجراء الاستفتاء العام للانضمام الى روسيا.
وبعد النجاح الباهر للاستفتاء الشعبي العام في جمهورية القرم ذات الاستقلال الذاتي وعودتها الى الوطن الام روسيا، بدأ يتضح بشكل صارخ تماما ان الازمة الاوكرانية هي ازمة داخلية 100%، واسبابها الرئيسية هي ثلاثة:
ـ1ـ الازمة الاقتصادية العميقة، والتدني الحاد لمستوى المعيشة.
ـ2ـ التمييز الذي تمارسه المجموعات الموالية للغرب، والسلطات المركزية المتأثرة بها، ضد السكان الروس والناطقين باللغة الروسية، ولا سيما في المناطق الشرقية والجنوبية، والتي هي في الوقت ذاته المناطق الاكثر انتاجية صناعيا وزراعيا وسياحيا، ومع ذلك الاكثر فقرا واهمالا.
ـ3ـ موجة سُعار المجموعات الفاشستية الموالية للغرب، خصوصا في المناطق الغربية، وهي المجموعات المدعومة والممولة من قبل المخابرات الغربية، والتي انتقل بعضها الى امتشاق السلاح. وقد توجت تلك المجموعات نشاطها المسعور بتنفيذ الانقلاب المسلح ضد السلطة الشرعية بزعامة الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش، الذي اضطر الى الفرار مع عائلته الى روسيا حفاظا على حياته، بعد ان رفض "التنازل طوعا" و"دستوريا" عن الرئاسة.
والان، وامام ذهول الدوائر الغربية التي لم تعد تعرف كيف ستتصرف، بدأت الجماهير الشعبية الغاضبة في المناطق الشرقية والجنوبية تنظم صفوفها، وتحتل ابنية المؤسسات العامة، وتعلن عن تشكيل "جمهورية شعبية مستقلة" لكل منطقة، وجيشا شعبيا للدفاع عن الجمهوريات المناطقية، وتطالب باجراء استفتاء شعبي في كل "جمهورية" للانضمام الى روسيا الاتحادية، على غرار الاستفتاء الذي جرى في 16 شباط الماضي في القرم.
ويوم الاربعاء في 9 نيسان الجاري، اصدر وزير الداخلية الانقلابي أرسين أفاكوف انذارا لمدة 48 ساعة، طلب فيه إخلاء المباني العامة وتسليمها لسلطات كييف "بالمفاوضات او بالقوة". ومضت الـ48 ساعة، ولم تجرؤ سلطات كييف على ارسال قواتها لرد المتظاهرين، خوفا من ان تنقسم القوات المسلحة وتنضم غالبيتها الى الجماهير الغاضبة، كما جرى سابقا في القرم. وردا على تهديدات وزير الداخلية، اعلنت الجماهير الغاضبة تشكيل "الجمهورية الشعبية" في كل منطقة، و"الجيش الشعبي الشرقي ـ الجنوبي" للدفاع عن تلك الجمهوريات، ودعت الى اجراء الاستفتاءات للانضمام الى روسيا او البقاء ضمن اطار اوكرانيا على قاعدة المبدأ الفدرالي، ووجهت الانذار من جهتها للسلطات الانقلابية بعدم التعرض للارادة الشعبية لجماهير المنطقة.
وبدلا من تنفيذ انذار وزير الداخلية، توجه رئيس الوزراء الانقلابي ذاته ارسيني ياتسينيوك الى احدى المدن المتمردة، وهي دونيتسك، لاجراء مفاوضات لتهدئة الاوضاع. وقد التقى بعدد من المحافظين والموظفين الاداريين الكبار وممثلي الاوساط الاقتصادية، وعلى رأسهم الاوليغارشي الملياردير (التتاري الاصل) رينات أخميتوف، الذي يسيطر على القطاعات الصناعية والمالية والتجارية الرئيسية في المناطق الشرقية وخصوصا في منطقة الدونباس الشهيرة. ويعمل في مؤسسات أخميتوف اكثر من 300.000 عامل، وكان عضوا في "حزب الاقاليم" الذي كان يتزعمه يانوكوفيتش، ومن اكبر داعميه، وأدى تخليه عنه في شهر شباط المنصرم الى تسهيل الانقلاب عليه في البرلمان، تحت تهديد المجموعات المسلحة. ويدعم أخميتوف فكرة الفيديرالية وتوسيع اللامركزية الادارية ضمن الكيان الاوكراني، ولكنه يعارض الانضمام الى روسيا، ما يتعارض تماما مع مصالحه الاقتصادية. الا ان اي ممثل عن الجماهير المنتفضة التي تحتل المباني العامة وتطالب باجراء الاستفتاء لم يحضر المباحثات مع ياتسينيوك. وقد وعد ياتسينيوك بأن البرلمان سيعيد النظر في القرار الذي صدر عنه بعد الانقلاب على يانوكوفيتش والذي ينص على التضييق على استخدام اللغة الروسية في المناطق الشرقية والجنوبية ذات الاغلبية الروسية والناطقة بالروسية.
وكانت جماهير المتظاهرين الموالين لروسيا في دونيتسك قد اعلنت مساء الخميس الماضي عن تشكيل "الجيش الشعبي" في محافظة دونيتسك. وجاء الاعلان على لسان دينيس بوشيلين، وهو احد قادة "جمهورية دونيتسك الشعبية" التي اعلنت هذا الشهر، كما جاء في وكالة ايتار ـ تاس.
وجاء في الاعلان "نعلن اليوم عن تأسيس الجيش الشعبي لجمهورية دونيتسك الشعبية ونبدأ بتشكيله"، وقال ان هذا الجيش هو ضروري "من اجل الدفاع عن الشعب في جمهورية دونيتسك الشعبية، ومن اجل الدفاع عن سلامة اراضي الجمهورية".
وصباح يوم الجمعة تناقلت وسائل الاعلام الانباء عن تشكيل "الجيش الجنوبي ـ الشرقي" في مدينة لوغانسك. وان هذا الجيش وضع انذارا امام السلطات الانقلابية، حسبما جاء في صفحة الفايسبوك لـسيرغيي ميلنيكوف مندوب اللجنة القيادية لمدينة لوغانسك للحزب الشيوعي في اوكرانيا. وجاء في بيان ميلنيكوف "لقد علمت ان هيئة اركان "الجيش الجنوبي ـ الشرقي" اتخذت قرارا بتوجيه انذار الى مجلس محافظة لوغانسك بأنه في خلال عشرة ايام ينبغي ان تعقد دورة استثنائية، لمندوبين منتخبين من قبل سكان محافظة لوغانسك، وان المندوبين ملزمون باتخاذ القرار التالي: "ان يتم الاعلان عن تشكيل جمهورية لوغانسك الشعبية، ان يتم الاعلان عن اجراء استفتاء في غضون 10 ايام، لاجل انضمام الجمهورية الشعبية الى الفيديرالية الروسية، او البقاء ضمن كيان اوكرانيا".
وجاء في القرار ايضا ان الجيش الجنوبي ـ الشرقي" لن يسلم سلاحه الا لسلطات لوغانسك التي سيجري انتخابها خلال الاستفتاء".
ويمضي مئات المتظاهرين الذين يحتلون مبنى ادارة المحافظة في غدانسك، الليل في المبنى. وقد طوقوا المبنى بثلاث حلقات من المتاريس التي كدسوا فيها الاثاث القديم واطارات السيارات واكياس الرمل وبلاط الارصفة والاسلاك الشائكة، استعدادا لرد الهجوم المتوقع لقوات السلطة الانقلابية والمجموعات الفاشستية الموالية للغرب.
وليل الجمعة أعلن أحد قادة جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين ان المحافظ سيرغيي تاروتا ومدير المدينة الكسندر لوكيانتشينكو يؤيدان اجراء استفتاء في المحافظة حول تطبيق الفيديرالية في اوكرانيا او انضمام محافظة لوغانسك الى روسيا.
وقد اقترحت السلطات المحلية الموالية لكييف تشكيل دوريات مشتركة من قبل الشرطة والمنتفضين لاجل حفظ النظام العام، وكذلك العفو العام عن جميع المشاركين في احتلال مبنى ادارة المحافظة. واقترحت ان ينتقل المحتجون الى ابنية رسمية اخرى. ولكن المحتجين وافقوا على اخلاء طابقين فقط من المبنى لتسهيل الاعمال الادارية الضرورية للمواطنين.
وبالاضافة الى "الجيش الشعبي" بقيادة ايغور خاكيمزيانوف شكل المنتفضون "حكومة مؤقتة" ايضا تقوم بالتفاوض مع سلطات كييف. ولم تعلن نتائج المفاوضات بعد.
وفي مدينة خاركوف جرت مظاهرات شعبية كبرى ايضا، وتم اعتقال 65 شخصا، افرج عن ثلاثة منهم فقط. وبين المعتقلين ايغور لوغفينوف احد قادة "الكتلة الاوكرانية الشرقية". وكان المتظاهرون قد احتلوا مبنى الادارة المحلية في المدينة ورفعوا فوقها العلم الروسي. ولكن الشرطة نجحت في طردهم من المبنى واعتقال 65 منهم بينهم لوغفينوف.
وفي مدينة اوديسا البحرية جرى اصطدام بين مجموعة مؤيدة للسلطة الانقلابية والجماهير المعارضة لها ووقع 7 جرحى.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
---|---|---|---|---|
بإسناد معتبر مباهلة سيدنا برير مع يزيد بن معقل في أن عليا هو إمام الهدى والحق وإنتصاره عليه
بواسطة وهج الإيمان
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 05-09-2020, 11:35 AM
|
ردود 5
208 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة وهج الإيمان
03-07-2025, 10:06 PM
|
||
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 26-08-2020, 09:02 PM
|
ردود 5
290 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة وهج الإيمان
02-07-2025, 08:46 PM
|
||
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 26-08-2020, 10:37 AM
|
ردود 4
133 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة وهج الإيمان
02-07-2025, 03:02 AM
|
||
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 06-09-2019, 12:55 PM
|
ردود 7
398 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة وهج الإيمان
02-07-2025, 03:03 AM
|
||
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 19-09-2018, 12:35 AM
|
ردود 4
1,556 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة وهج الإيمان
يوم أمس, 10:41 PM
|
تعليق