إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ولاية وامامة الامام علي (ع)...عدل الرسالة وكمال الدين وفقا للقران

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ولاية وامامة الامام علي (ع)...عدل الرسالة وكمال الدين وفقا للقران

    {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِإِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67


    {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً }المائدة3



    *) هذه الايات من اخر ما نزل من القران في اواخر حياة الرسول ص

    *) الامر الالهي بالتبليغ خاص بهذا الموضوع رغم ان الرسول ص مكلف بالتبليغ بصورة عامة بكل شيء لكن تاكيد امر التبليغ هنا يدل على عظم واهمية الموضوع

    *) موضوع التبليغ هنا ربما يكون عدل الرسالة... فلو لم يبلغ الرسول ص فكأن الرسالة كلها لم يتم تبليغها

    *) يبدو ان الكثير من الناس لم يم يكونوا راضين عن هذا التبليغ لذلك تعهد الله بحفظ الرسول ص من الناس (( والله يعصمك من الناس))... وهنا قد تكون اشارة الى قوة تيار المنافقين في اخر حياة الرسول ص

    *) رفض هذا التبليغ هو الكفر .... وكفر النفاق هو احد انواع الكفر




    *) الاسلام الحقيقي يتم بولاية الامام علي ع فولايته هي كمال الدين واتمام النعمة وهي الاسلام الذي يرضاه الله...اما من لا يؤمن بولايته فدينة غير كامل رغم كونه مسلما ( طبعا مع الفرق بين المعاند المتعمد وبين الجاهل وبين من لم يبحث في الموضوع)



    *) توجد اية في القران قد تشير الى ان اغلب قريش ومكة لن يؤمنوا... مع العلم ان القران ميز بين الايمان والاسلام وقد طرحنا هذا الموضوع سابقا ولم نجد اجابة من اتباع المنافقين


    {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }يس7

    http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=186017


  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة عادل سالم سالم
    {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِإِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67


    {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً }المائدة3



    *) هذه الايات من اخر ما نزل من القران في اواخر حياة الرسول ص

    *) الامر الالهي بالتبليغ خاص بهذا الموضوع رغم ان الرسول ص مكلف بالتبليغ بصورة عامة بكل شيء لكن تاكيد امر التبليغ هنا يدل على عظم واهمية الموضوع

    *) موضوع التبليغ هنا ربما يكون عدل الرسالة... فلو لم يبلغ الرسول ص فكأن الرسالة كلها لم يتم تبليغها

    *) يبدو ان الكثير من الناس لم يم يكونوا راضين عن هذا التبليغ لذلك تعهد الله بحفظ الرسول ص من الناس (( والله يعصمك من الناس))... وهنا قد تكون اشارة الى قوة تيار المنافقين في اخر حياة الرسول ص

    *) رفض هذا التبليغ هو الكفر .... وكفر النفاق هو احد انواع الكفر




    *) الاسلام الحقيقي يتم بولاية الامام علي ع فولايته هي كمال الدين واتمام النعمة وهي الاسلام الذي يرضاه الله...اما من لا يؤمن بولايته فدينة غير كامل رغم كونه مسلما ( طبعا مع الفرق بين المعاند المتعمد وبين الجاهل وبين من لم يبحث في الموضوع)



    *) توجد اية في القران قد تشير الى ان اغلب قريش ومكة لن يؤمنوا... مع العلم ان القران ميز بين الايمان والاسلام وقد طرحنا هذا الموضوع سابقا ولم نجد اجابة من اتباع المنافقين


    {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }يس7

    http://www.yahosain.com/vb/showthread.php?t=186017


    يقول وفقا للقرأن

    نضع الايات التى احضرها مجرده هل تدل على الامامه

    قوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ الله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ


    رقم الاية 67 انتبهوا


    هنى رقم الايه 3

    الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ


    هل يوجد ذكر للامامه لا


    ماذا فعل يقطع ويستأصل اجزاء من الايات ويعمل تركيبه على حسب هواه هذه لعب ونحريف للقرأن


    نضع الايات كامل لننظر حتى نريكم تلاعب هؤلاء القوم بالقرأن على هواهم


    الاية الاوله انظروا الى التلاعب بالعقول وتضليل

    وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ

    يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ

    قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ


    الاية الثانيه

    حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ


    ما دخل ما تدعونه بهذه الايات

    تعليق


    • #3
      راجع روايات كتبك في ذلك لتعرف الحق

      تعليق


      • #4
        قال ابن أبي حاتم في تفسيره (1) ، عند تفسير قوله تعالى {بلغ ما أنزل إليك من ربك} ما نصه بسند صحيح على شرطه :
        6609 – حدثنا أبي ، ثنا عثمان بن حرزاد ، ثنا إسماعيل بن زكريا ، ثنا علي بن عابس ، عن الأعمش [وأبي الجحّاف] ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : نزلت هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي بن أبي طالب.






        ـــــــــــــــــــــ

        (1)
        ج4 / 1172 وقد قال العلامه السيوطي في اللآلئ المصنوعة في كتاب التوحيدعن تفسير ابن ابي حاتم : (1/19) : "وقد التزم أن يُخرج فيه أصحَّ ما ورد، ولم يُخرج فيه حديثًا موضوعًا البتة" أقول : وقواعد أهل الحديث لاتطبق على أسانيد التفسير كما قال الشيخ آل الشيخ فلاتتعبوا أنفسكم في إسقاط السند




        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة حنبل

          يقول وفقا للقرأن

          نضع الايات التى احضرها مجرده هل تدل على الامامه

          قوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ الله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ


          رقم الاية 67 انتبهوا


          هنى رقم الايه 3

          الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ


          هل يوجد ذكر للامامه لا


          ماذا فعل يقطع ويستأصل اجزاء من الايات ويعمل تركيبه على حسب هواه هذه لعب ونحريف للقرأن


          نضع الايات كامل لننظر حتى نريكم تلاعب هؤلاء القوم بالقرأن على هواهم


          الاية الاوله انظروا الى التلاعب بالعقول وتضليل

          وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ

          يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ

          قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ


          الاية الثانيه

          حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ


          ما دخل ما تدعونه بهذه الايات
          في هذه الروابط عشرات المصادر من كتب السنة تبين نزول تلك الايات في غدير خم وفي ولاية الامام علي ع


          http://www.aqaed.com/faq/6267/

          http://www.aqaed.com/faq/2996/

          http://www.aqaed.com/faq/0167/


          http://www.aqaed.com/faq/2788/

          تعليق


          • #6
            اسباب النزول - أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي




            أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي الصَّفَّار، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد المَخْلدِي، قال: أخبرنا محمد بن حَمْدُون بن خالد، قال: حدَّثنا محمد بن إبراهيم الحلْوانِي، قال: حدَّثنا الحسن بن حماد سِجَّادة، قال: أخبرنا علي بن عابس، عن الأعمش، وأبي الحَجَّاب عن عطية، عن أبي سعيد الخُدْرِي، قال:
            نزلت هذه الآية: { يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} يوم "غَدِير خُمّ" في علي بن أبي طالب، رضي الله عنه.

            تعليق


            • #7
              قال بن كثير في تفسير اية البلاغ بعدما ذكر عدة اراء



              والصحيح أن هذه الآية مدنية ، بل هي من أواخر ما نزل بها ، والله أعلم .

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة حنبل

                يقول وفقا للقرأن

                نضع الايات التى احضرها مجرده هل تدل على الامامه

                قوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ الله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ


                رقم الاية 67 انتبهوا


                هنى رقم الايه 3

                الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ


                هل يوجد ذكر للامامه لا


                ماذا فعل يقطع ويستأصل اجزاء من الايات ويعمل تركيبه على حسب هواه هذه لعب ونحريف للقرأن


                نضع الايات كامل لننظر حتى نريكم تلاعب هؤلاء القوم بالقرأن على هواهم


                الاية الاوله انظروا الى التلاعب بالعقول وتضليل

                وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ

                يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ

                قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ


                الاية الثانيه

                حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ


                ما دخل ما تدعونه بهذه الايات
                سيلتفتون الى تلك الروايات الموضوعة الساقطة سندا ومتنا والتي تخالف القرآن ويكذبها سياقه
                قال المولى عز وجل : وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ

                تعليق


                • #9
                  اية اكمال الدين الكوراني يقول هذا ليس مكانها والصحابة من زجها هنا مع آية التطهير
                  https://www.youtube.com/watch?v=gH7tu130Wjo

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة الســــلاوي
                    اية اكمال الدين الكوراني يقول هذا ليس مكانها والصحابة من زجها هنا مع آية التطهير
                    https://www.youtube.com/watch?v=gH7tu130Wjo
                    الراي السائد والمعتبر والصحيح والذي عليه اكثر من 99% من علماء الشيعة في كل العصور ان القران ليس فيه زياد ولا نقص وليس فيه اي تحريف... ولم يتم تغيير اي اية من مكانها ووضعها في مكان اخر... اما الارء الفردية فلا تهمنا ايا كان قائلها

                    القران جمعه ورتبه الرسول ص قبل وفاته وهو كما تركه الرسول ص تماما بدون تغيير

                    تعليق


                    • #11
                      نقلا عن تفسير الامثل للمرجع ناصر مكارم شيرازي





                      الآية

                      يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَـفِرِينَ(67)



                      التّفسير

                      اختيار الخليفة مرحلة إنتهاء الرسالة:

                      إنّ لهذه الآية نَفَساً خاصاً يميزها عمّا قبلها وعّما بعدها من آيات، إنّها تتوجه بالخطاب إِلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وحده وتبيّن له واجبة، فهي تبدأ بمخاطبة الرّسول: (يا أيّها الرّسول) وتأمره بكل جلاء ووضوح أن (بلغ ما أُنزل إِليك من ربِّك)(1).



                      ثمّ لكي يكون التوكيد أشد وأقوى ـ تحذره وتقول: (وإِن لم تفعل فما بلّغت رسالته).



                      ثمّ تطمئن الآية الرّسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وكأن أمراً يقلقه ـ وتطلب منه أن يهدىء من روعه وأن لا يخشى الناس: فيقول له: (والله يعصمك من النّاس).





                      --------------------------------------------------------------------------------



                      1 ـ عبارة «بلِّغْ» كما يقول الراغب في «المفردات» أكثر توكيداً من «أَبْلِغْ».



                      [83]

                      وفي ختام الآية إِنذار وتهديد بمعاقبة الذين ينكرون هذه الرسالة الخاصّة ويكفرون بها عناداً، فتقول: (إِنّ الله لا يهدي القوم الكافرين).



                      أسلوب هذه الآية، ولحنها الخاص، وتكرر توكيداتها، وكذلك ابتداؤها بمخاطبة الرّسول (يا أيّها الرّسول) التي لم ترد في القرآن الكريم سوى مرّتين، وتهديده بأنّ عدم تبليغ هذه الرسالة الخاصّة إِنّما هو تقصير ـ وهذا لم يرد إِلاّ في هذه الآية وحدَها ـ كل ذلك يدل على أنّ الكلام يدور حول أمر مهم جداً بحيث أن عدم تبليغه يعتبر عدمَ تبليغ للرسالة كلها.



                      لقد كان لهذا الأمر معارضون أشداء إِلى درجة أنّ الرّسول(صلى الله عليه وآله وسلم) كان قلقاً لخشتيه من أنّ تلك المعارضة قد تثير بعض المشاكل بوجه الإِسلام والمسلمين، ولهذا يطمئنه الله تعالى من هذه الناحية.



                      هنا يتبادر إِلى الذهن السؤال التالي ـ مع الأخذ بنظر الإِعتبار تأريخ نزول هذه الآية ـ وهو قطعاً في أواخر حياة الرّسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ : تُرى ما هذا الموضوع المهم الذي يأمر الله رسولَه ـ مؤكّداً ـ أن يبلّغه للناس؟



                      هل هو ممّا يخص التوحيد والشرك وتحطيم الأصنام، وهو ما تمّ حله للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وللمسلمين قبل ذلك بسنوات؟



                      أم هو ممّا يتعلق بالأحكام والقوانين الإِسلامية، مع أنّ أهمها كان قد سبق نزوله حتى ذلك الوقت؟



                      أم هو الوقوف بوجه أهل الكتاب من اليهود والنصارى، مع أنّنا نعرف أنّ هذا لم يعد مشكلة بعد الإِنتهاء من حوادث بني النضير وبني قريظة وبني قينقاع وخيبر وفدك ونجران؟









                      أم كان أمراً من الأُمور التي لها صلة بشأن المنافقين، مع أنّ هؤلاء قد طردوا من المجتمع الإِسلامي بعد فتح مكّة، وامتداد نفوذ المسلمين وسيطرتهم على أرجاء الجزيرة العربية كافة، فتحطمت قوتهم، ولم يبق عندهم إِلاّ ما كانوا يخفونه مقهورين؟



                      [84]

                      فما هذه المسألة المهمّة ـ يا تُرى ـ التي برزت في الشهور الأخيرة من حياة رسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بحيث تنزل هذه الآية وفيها كل ذلك التوكيد؟



                      ليس ثمّة شك أنّ قلق رسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن لخوف على شخصه وحياته، وإِنّما كان لما يحتمله من مخالفات المنافقين وقيامهم بوضع العراقيل في طريق المسلمين.



                      هل هناك مسألة تستطيع أن تحمل كل هذه الصفات غير مسألة استخلاف النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وتعيين مصير مستقبل الإِسلام؟!



                      سوف نرجع إِلى مختلف الرّوايات الواردة في الكثير من كتب السنة والشيعة بشأن هذه الآية، لكي نتبيّن إِن كانت تنفعنا في إِثبات الإِحتمال الذي أوردناه آنفاً، ثمّ نتناول بالبحث الإِعتراضات والإِنتقادات التي أوردها بعض المفسّرين من السنة حول هذا التّفسير.



                      نزول آية التبليغ:

                      على الرغم من أنّ الأحكام المتسرعة، والتعصبات المذهبية قد حالت ـ مع الأسف ـ دون وضع الحقائق الخاصّة بهذه الآية في متناول أيدي جميع المسلمين بغير تغطية أو تمويه، إِلاّ أن هناك مختلف الكتب التي كتبها علماء من أهل السنة في التّفسير والحديث والتّأريخ، أوردوا فيها روايات كثيرة تقول جميعها بصراحة.



                      إِنّ الآية المذكورة قد نزلت في علي(عليه السلام).



                      هذا الرّوايات ذكرها الكثيرون من الصحابة، منهم «زيد بن أرقم» و«أبو سعيد الخدري» و«ابن عباس» و«جابر بن عبدالله الأنصاري» و«أبو هريرة» و«البراء بن عازب» و«حذيفة» و«عامر بن ليلى بن ضمرة» و«ابن مسعود» وقالوا: إِنّها نزلت في علي(عليه السلام) وبشأن يوم الغدير.



                      بعض هذه الأحاديث نقل بطريق واحد مثل رواية زيد بن أرقم.



                      [85]

                      وبعضها نقل بأحد عشر طريقاً، مثل رواية أبي سعيد الخدري ورواية ابن عباس.



                      وبعضها نقل بثلاثة طرق، مثل رواية البراء بن عازب، أمّا العلماء الذين أوردوا هذه الرّوايات في كتبهم فهم كثيرون، من بينهم:



                      الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في كتابه «ما نزل من القرآن في علي» (نقلا عن «الخصائص» الصفحة 29).



                      وأبو الحسن الواحدي النيسابوري في «أسباب النّزول» الصفحة 150.



                      والحافظ أبو سعيد السجستاني في كتابه «الولاية» (نقلا عن كتاب «الطرائف»).



                      وابن عساكر الشافعي (انظر «الدر المنثور» المجلد 3 من الصفحة 298).



                      والفخر الرازي في «تفسير الكبير» المجلد 3 الصفحة 636.



                      وأبو إِسحاق الحمويني في «فرائد السمطين».



                      وابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمّة» الصفحة 27.



                      وجلال الدين السيوطي في «الدر المنثور» المجلد 3 الصفحة 298.



                      والقاضي الشوكاني في «فتح القدير» المجلد 3 الصفحة 57.



                      وشهاب الدين الآلوسي الشافعي في «روح المعاني» المجلد 6 الصفحة 172.



                      والشيخ سليمان القندوزي الحنفي في «ينابيع المودة» الصفحة 120.



                      وبدر الدين الحنفي في «عمدة القاريء في شرح صحيح البخاري» المجلد 8، الصفحة 584.



                      والشيخ محمّد عبده المصري في تفسير «المنار» المجلد 6 الصفحة 463.



                      والحافظ ابن مردويه (المتوفى سنة 416) (عن السيوطي في «الدر المنثور»).



                      وجماعة كثيرون غيرهم أشاروا إِلى سبب نزول هذه الآية.



                      [86]

                      ونحن لا نعني ـ طبعاً ـ أنّ العلماء والمفسّرين الذين مرّ ذكرهم قد قبلوا نزول الآية في علي(عليه السلام)، بل نقصد أنّهم ذكروا ـ فقط ـ الرّوايات الخاصّة بذلك في كتبهم، ولكنّهم بعد أن نقلوا تلك الرّوايات المعروفة، امتنعوا عن قبولها، إمّا خوفاً من الظروف التي كانت تحيط بهم، وإمّا لأنّ التسرع في الحكم وقف حائلا دون إِصدار حكم سليم في أمثال هذه الأُمور، بل لقد سعوا ـ قدر إِمكانهم ـ أن يعتموا الرؤية الصحيحة لها ويظهروها بشكل هامشي.



                      فهذا الرازي ـ مثلا ـ وهو المعروف بتعصبه المذهبي في مسائل خاصّة، أدرج سبب نزول هذه الآية كاحتمال عاشر بعد إِيراده تسعة احتمالات أُخرى كلها واهية وضعيفة ولا قيمة لها.



                      وليس هذا بمستغرب من الرازي، فهذا شأنه في كل المواضيع. لكنّنا نتعجب من كُتّاب مثقفين أمثال سيد قطب، في تفسيره «في ظلال القرآن» ومحمّد رشيد رضا في تفسيره «المنار»، الذين أهملوا ـ كلياً ـ الإِشارة إِلى سبب نزول هذه الآية المذكور في أُمهات المصادر الإِسلامية، أو ضعّفوا أهميته بحيث أصبح بتصويرهم لا يستلفت نظراً.



                      هل كانت الظروف المحيطة بهؤلاء لا تسمح لهم بذكر الحقيقة؟ أم أنّ حُجُب التعصب أكثف من أن تخترقها أشعة التنوير؟! لا ندري!!



                      وهناك آخرون اعتبروا نزول الآية في علي(عليه السلام) أمراً مسلّماً به، ولكنّهم ترددوا في الإِقرار بأنّها تدل على الولاية والخلافة. وسنردّ ـ إِن شاء الله ـ على إِشكالات هؤلاء.



                      على كل حال، إِنّ الرّوايات المنقولة في كتب أهل السنّة المعروفة ـ دع عنك كتب الشيعة ـ في هذا الموضوع من الكثرة بحيث لا يمكن إِنكارها أو تجاوزها بسهولة.



                      لسنا ندري لماذا يكتفى في أسباب نزول سائر الآيات بحديث واحد أو



                      [87]

                      حديثين إِثنين فقط، ولا تكون كل هذه الرّوايات الواردة بشأن نزول هذه الآية كافية؟!



                      أفي هذه الآية من الخصوصية ما ليس في الآيات الأُخرى؟



                      ترى هل هناك دليل منطقي يسوّغ كل هذا التصلّب؟



                      ثمّة موضوع آخر لابدّ من الإِشارة إِليه، هو أنّ الرّوايات التي ذكرناها فيما سبق تتعلق كلها بنزول هذه الآية في علي(عليه السلام)، أي الرّوايات الخاصّة بسبب نزول هذه الآية فقط، أم الرّوايات الواردة عن حادثة غديرخم وخطبة الرّسول الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) وإِعلانه وصاية علي(عليه السلام) وولايته، فإِنّها أكثر بكثير من تلك، حتى أنّ العلاّمة الأميني(رحمه الله) ينقل في كتابه «الغدير» حديث الغدير عن 110 من صحابة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مع اسنادها، وعن 84 من التابعين، وعن 360 من العلماء والأُدباء المسلمين المعروفين بما لا يدع مجالا للشك في أنّ حديث الغدير واحد من أوثق الأحاديث المتواترة، ولئن شك أحد في تواتر هذه الرّوايات فإِنّه لا يمكنه أن يقبل أي حديث متواتر آخر.



                      ولمّا كانت دراسة كل هذه الرّوايات الخاصّة بشأن نزول هذه الآية، وكذلك البحث في الرّوايات الخاصّة بحادث الغدير، يتطلب تأليف كتاب ضخم يخرجنا عن طريقتنا في التّفسير، فإنّنا نكتفي بهذا القدر، ونحيل طالب الإِستزادة حول هذا الموضوع الى الكتب التّالية: «الدر المنثور» للسيوطي، و«الغدير» للعلاّمة الأميني، و«إِحقاق الحقّ» للقاضي نور الدين التستري، و«المراجعات» للسيد عبد الحسين شرف الدين، و«دلائل الصدق» للشيخ محمّد حسن المظفر.



                      * * *



                      حادثة الغدير بايجاز:

                      على الرغم من أنّ الرّوايات التي تذكر هذه الحادثة كثيرة وهي تصف واقعة



                      [88]

                      بعينها، فإِنّ الرّوايات التي عبّرت عنها متنوعة، فبعض هذه الرّوايات مسهب مطوّل، وبعضها الآخر موجز مكثف، وبعضها يتناول جانباً معيناً من الحادثة، ومن مجموع تلك الرّوايات ومن التّأريخ الإِسلامي ومن ملاحظة القرائن والظروف المحيطة بوقوعها وبمكانها يتبيّن مايلي:






                      أنّه في السنة الأخيرة من حياة النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أدّى المسلمون مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)حجّة الوداع في عظمة وجلال، وكان لهذه الحجة أثر كبير في النفوس، وبعد إِنتهائها أحاطت بالقلوب هالة من السموّ الروحي، وتشرّبت في الأعماق لذّة هذة العبادة الكبرى.



                      وكانت الجموع الغفيرة(1) من المسلمين المشاركين في تلك الحجّة يكادون يطيرون فرحاً لهذه السعادة الكبرى التي شرفهم الله بها.



                      لم يكن أهل المدينة وحدهم قد رافقوا النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في هذه الحجة، بل التحق بركبه مسلمون توافدوا من سائر أنحاء الجزيرة العربية لينالوا شرف الصحبة في هذه الحجّة.



                      كانت الشمس ترسل أشعتها اللافحة المحرقة على الوديان والسهول لكن لذّة هذا السفر الروحي يسّرت كل شيء. اقترب وقت الظهيرة، واقترب الركب الكبير من أرض الجحفة، وظهرت من بعيد أرض «غديرخم» القاحلة الجافة المحرقة.



                      كانت المنطقة، في الحقيقة، تقع على مفترق طرق أربع حيث كان على الحجيج أن يتفرقوا إِلى الوجهة التي يقصدونها فطريق يتجه إِلى المدينة نحو الشمال، وآخر يوصل إِلى العراق شرقاً، وطريق الغرب يتجه إِلى مصر، وطريق الجنوب يصل إِلى اليمن. ها هنا كان لابدّ أن يتحقق أهم فصل من فصول هذه الرحلة وآخر ذكرياتها. وكان على المسلمين أن يتلقوا آخر تكليف لهم، أو المرحلة النهائية من المهمات الناجحة التي اضطلع بها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، قبل أن





                      --------------------------------------------------------------------------------



                      1 ـ قيل أنّ عددهم 90 ألفاً، وقيل 120 ألفاً، وقيل 124 ألفاً.



                      [89]

                      يتفرقوا إِلى حال سبيلهم.

                      تعليق


                      • #12
                        كان يوم الخميس من السنة العاشرة للهجرة، وقد مضت ثمانية أيّام على عيد الأضحى، وإِذا برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يصدّر أمره للحجيج بالتوقف، فراح المسلمون يتنادون الذين في مقدمة الركب أن يعودوا، وانتظروا حتى يلتحق بهم من كان في المؤخرة أيضاً. كان الشمس قد تخطت نقطة الزوال، وصعد مؤذن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)ينادي في الناس لصلاة الظهر، وأخذ الناس يستعدون ـ مسرعين ـ لأداء الصّلاة. كانت الرياح لافحة محرقة، حتى اضطر بعضهم إِلى أن يضع قسماً من عباءته تحت قدميه وقسماً منها فوق رأسه كي يتقي حرارة الحصى وأشعة الشمس.



                        ما كان في تلك الصحراء ما يستظل به، ولا ما تستريح إِليه العين من خضرة الأعشاب، اللّهم إِلاّ بضع شجيرات عجاف عارية تصارع حرارة الجو صراعاً مريراً.



                        كان جمع قد لجأ إِلى هذه الشجيرات ونشر رداءه عليها ليستظل به رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، إِلاّ أنّ الرياح الساخنة كانت تعصف بتلك المظلة فتنشر تحتها حرارة الشمس الحارقة.



                        إنتهت صلاة الظهر. وهرع الحجيج يريدون نصب خيامهم الصغيرة التي كانوا يحملونها معهم يلوذون بها من حر الهاجرة. إِلاّ أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أخبرهم أنّ عليهم أن يستعدوا لسماع رسالة إِلهية، جديدة في خطبته، وكان الذين يقفون على مسافة من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لا يستطيعون رؤيته، لذلك صنعوا له منبراً من أحداج الإِبل ارتقاه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال:



                        «الحمد لله ونستعينه ونؤمن به، ونتول عليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن ضلّ، ولا مضلّ لمن هدى، وأشهد أن لا إِله إلاّ الله، و أنّ محمّداً عبده ورسوله.



                        أمّا بعد: أيّها الناس قد نبّأني اللطيف الخبير أنّه لم يعمر نبيّ إِلاّ مثل نصف عمر



                        [90]

                        الذي قبله، وإِنّي أوشك أن أُدعى فأجيب، وإِني مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟



                        قالوا: نشهد أنك بلّغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيراً.



                        قال: ألستم تشهدون أن لا إِله إِلاّ الله، وأن محمّداً عبده ورسوله، وأن جنّته حقّ، وناره حقّ، وأن الموت حقّ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور؟



                        قالوا: بلى نشهد بذلك.



                        قال: اللّهم اشهد، ثمّ قال:



                        أيّها الناس ألا تسمعون؟ قالوا: نعم.



                        ثمّ ساد الجوّ صمت عميق، ولم يُسمع فيه سوى أزيز الرياح ... قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «... فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين».



                        فنادى مناد: وما الثقلان، يا رسول الله؟



                        قال: الثقل الأكبر كتاب الله طرفّ بيد الله عزّ وجلّ، وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلّوا، والآخر الأصغر عترتي، وإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يتفرّقا حتى يردا عليَّ الحوض، فسألت ذلك لهما ربّي، فلا تقدّموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا.



                        ثمّ أخذ بيد علي فرفعها حتى رؤي بياض إباطهما، وعرفه القوم أجمعون، فقال:



                        أيّها الناس: من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟



                        قالوا: الله ورسوله أعلم.



                        قال: إِنّ الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعليٌّ مولاه» «يقولها ثلاث مرات»، وفي لفظ الإِمام أحمد إِمام الحنابلة: «أربع مرات». ثمّ قال: «اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحبَّ من أحبّه،



                        [91]

                        وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحقّ معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغائب».



                        ثمّ لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله: (اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي ...) الآية. فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم):



                        «الله أكبر على إِكمال الدين، وإِتمام النعمة، ورضى الرّب برسالتي والولاية لعلي من بعدي».



                        ثمّ طفق القوم يهنئون أميرالمؤمنين(عليه السلام) وممن هنّأه أبوبكر وعمر كلّ يقول: بخّ. بخّ لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.



                        وقال ابن عباس: وجبت والله في أعناق القوم.



                        وانبرى حسان بن ثابت، شاعر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يستأذنه في تخليد ذكرى هذه الحادثة في شعره، فقال:



                        يناديهم يوم الغدير نبيّهم بخم وأسمع بالرّسول مناديا



                        فقال: فمن مولاكم ونبيّكم؟ فقالوا، ولم يبدوا هناك التعاميا



                        إلهك مولانا وأنت نبيّنا ولم تلق منا في الولاية عاصيا



                        فقال له: قم يا عليّ فإنّني رضيتك من بعدي إِماماً وهاديا



                        فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له أتباع صدق وواليا



                        هناك دعا: اللّهم وال وليه وكن للذي عادى علياً معاديا(1)



                        محاورات وشبهات:

                        ليس ثمّة شك في أنّ هذه الآية، لو لم تكن قد نزلت في خلافة علي(عليه السلام)،





                        --------------------------------------------------------------------------------



                        1 ـ نقل هذه الأبيات جمع من كبار علماء أهل السنة، منهم: الحافظ أبو نعيم الأصفهاني، والحافظ أبو سعيد السجستاني، والخوارزمي المالكي، والحافظ أبو عبدالله المرزباني، والكنجي الشافعي، وجلال الدين السيوطي، وسبط بن الجوزي، وصدر الدين الحموي، وغيرهم.



                        [92]

                        لأكتُفي فيها ـ كما قلنا ـ بأقل ممّا ورد فيها من روايات ومن قرائن موجودة في الآية نفسها، فكثير من كبار المفسّرين المسلمين يكتفون في تفسير سائر الآيات القرآنية حتى بعُشر الرّوايات الموجودة بشأن هذه الآية، أو أقل من ذلك. ولكن ممّا يؤسف له أنّ حجاب التعصب قد حال دون قبول كثير من الحقائق.



                        إِنّ الذين يحملون لواء المخالفة تجاه تفسير هذه الآية والرّوايات الكثيرة الواردة بشأن نزولها، والرّوايات المتواترة بخصوص أصل حادثة الغدير، ينقسمون إِلى قسمين:



                        قسم حمل منذ البداية روح العناد والتعنت، وحمل بشدّة على الشيعة بالإِهانة والسب والشتم.



                        وآخرون حافظوا ـ إِلى حد ما ـ على الروح العلمية في البحث والتحقيق، وتابعوا القضية عن طريق الإِستدلال، ولذلك فهم يعترفون بجانب من الحقائق، ولكنّهم بعد إِيرادهم بعض الإِشكالات ـ التي ربّما كانت نتيجة لظروفهم الفكرية الخاصّة يتركون الوقوف عند الآية والرّوايات المرتبطة بها.



                        والنموذج البارز الذي يمثل القسم الأوّل هو ابن تيمية في كتابه «منهاج السنة» حيث يبدو فيه كمن يغمض عينيه في رابعة النهار ويضع أصابعه في أذنيه بشدّة، ثمّ ينادي: أين الشمس؟ فلا هو مستعد أن يفتح طرفاً من عينه ليرى بعض الحقائق، ولا هو يرضى برفع أصابعه عن أُذنيه كي يستمع الى ضجيج المحدثين والمفسّرين المسلمين، بل يستمر في سبه وشتمه وإِهاناته.



                        إِنّ دافع هؤلاء هو الجهل وعدم الإِطلاع والتعصب المقرون بالعناد، ممّا دفع بهم إِلى إِنكار البديهيات والواضحات التي لا تخفى على أحد.



                        لذلك فنحن لا نجشم أنفسنا عناء نقل أقوالهم، ولا نحمل القراء عناء سماع إِجاباتهم، فماذا يمكن أن يقال لمن ينبري بكل وقاحة لتجاهل هذا الحشد الكبير من كبار علماء الإِسلام والمفسّرين ـ ومعظمهم من أهل السنة ـ من الذين أعلنوا



                        [93]

                        أن تلك الآية قد نزلت بشأن علي(عليه السلام) فيدعي ـ متعامياً عن الحقّ ـ أن أحداً من العلماء لم يقل شيئاً كهذا في كتابه!! وما قيمة قوله هذا ليستحق البحث فيه؟!



                        من الجدير بالذكر أنّ ابن تيمية، في محاولته تبرئة نفسه قبال كل هذه الكتب المعتبرة التي تقول بنزول هذه الآية بحق علي(عليه السلام)، يلجأ إِلى تعبير مضحك، ويكتفي بقوله: «إِن العلماء الذين يعرفون ما يقولون لا يرون أن هذه الآية قد نزلت في علي»!!...



                        فالظاهر «أنّ العلماء الذين يعرفون ما يقولون» هم أُولئك الذين يضمون أصواتهم إِلى أصوات ابن تيمية وعناده المفرط. أمّا من لا يضمّ صوته إِليه فإنّه عالم لا يدرك ما يقول. وهذا منطق من ألقى العناد وحبّ الذات على عقله ظلالا مشؤومة، فلندَعْ هؤلاء.



                        أمّا الشبهات التي أوردها القسم الثّاني من العلماء، فمنها ما يجدر بالبحث، وسوف نتناولها فيما يلي:



                        1 ـ هل معنى «المولى» هو «الأولى بالتصرف»؟

                        إِنّ أهم اعتراض يورد على حادثة الغدير هو أنّ من معاني «مولى» الصديق والنصير والمحب، ومن الممكن أن تكون الكلمة هنا بهذا المعنى أيضاً.



                        ليس رد هذا الإِعتراض بصعب، لأنّ كل ناظر منصف يدرك أن تذكير الناس بمحبّة علي(عليه السلام) لا يقتضي كل تلك المقدمات، لا إِلقاء خطبة في تلك الصحراء القاحلة وتحت ذلك الحر المحرق، وايقاف تلك الجموع وانتزاع الإِعترافات المتوالية منهم. إِنّ حب المسلم لأخيه المسلم من المفاهيم الإِسلامية الواضحة التي تقررت منذ بداية الدعوة.



                        ثمّ إِنّ هذا الأمر لم يكن من الأُمور التي لم يبلغها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حتى ذلك الوقت، بل ثبّته وأعلنه مراراً.



                        [94]

                        كما إِنّه لم يكن من الأُمور التي تثير قلق رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وتخوفه حتى يطمئنه الله تعالى بشأنه.



                        ولا كان أمراً على هذا القدر من الأهمية بحيث تتخذ الآية هذا الأُسلوب الشديد في مخاطبة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): (وإِن لم تفعل فما بلغت رسالته).



                        كل هذه تدل على أنّ الأمر كان أكثر من مجرّد محبّة عادية تلك المحبّة التي كانت من أوليات الأُخوة الإِسلامية منذ بزوغ فجر الدعوة الإِسلامية.



                        ثم، إِذا كان القصد هو تبيان مثل هذه المحبة العادية، فلماذا يعمد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)إِلى استخلاص الإِعترافات من الحاضرين قبل بيان قصده، فيسألهم: «ألست أولى بكم من أنفسكم»(1)؟ أيتناسب هذا مع بيان محبّة عادية؟



                        ثمّ إِنّ المحبّة العادية لا تستدعي من الناس، وحتى من عمر نفسه، أن يهنىء علياً(عليه السلام) بقوله: «أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة»(2).



                        حبّ المسلم واجب، وعليّ كسائر المسلمين، ويجب حبّه، وليس في ذلك شيء جديد يستوجب التهنئة في ذلك اليوم وفي آخر سنة من حياة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).



                        ثمّ إِنّ هناك ارتباطاً بين حديث «الثقلين»(3) وعبارات وداع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وموالاة علي(عليه السلام)، وإِلاّ فإنّ حبّ علي(عليه السلام) حبّاً عادياً لا يستدعي أن يجعله رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في مصافّ القرآن!



                        أفلا يرى المنصف المحايد في التعبير الوارد في حديث الثقلين أنّ المسألة





                        --------------------------------------------------------------------------------



                        1 ـ وردت هذه العبارة في روايات كثيرة.



                        2 ـ هذا القسم من الحديث يعرف بحديث «التهنئة» وقد أورده كثير من كبار علماء الحديث والتّفسير والتّأريخ من أهل السنة، عن طريق عدد من الصحابة، مثل: ابن عباس، وأبي هريرة، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم. وقد نقل العلاّمة الأميني(رحمه الله) هذا الحديث في المجلد الأوّل من كتابه «الغدير» عن ستين عالماً من علماء أهل السنة!.



                        3 ـ «حديث الثقلين» من الأحاديث المتواترة التي وردت في كتب أهل السنة عن جمع من الصحابة، منهم: أبو سعيد الخدري، وزيد بن أرقم، وزيد بن ثابت، وأبو هريرة، وحذيفة بن أسيد، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن حنطب، وعبد بن حميد، وجبير بن مظعم وضمرة الأسلمي، وأبوذر الغفاري، وأبو رافع، وأم سلمة، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).



                        [95]

                        تتعلق بالقيادة، لأنّ القرآن هو القائد الأوّل للمسلمين بعد رحيل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وأهل البيت(عليهم السلام) هو القائد الثّاني؟



                        2 ـ ترابط الآيات

                        قد يقال أحياناً إِنّ الآيات السابقة واللاحقة على هذه الآية تخص أهل الكتاب ومخالفاتهم. وهذا ما يقول به صاحب تفسير «المنار» في المجلد 6 صفحة 466 ويصر على ذلك.



                        ولكن لا ضير في ذلك ـ كما قلنا في تفسير الآية نفسها ـ لأنّ اختلاف لحن الآية يختلف عن مواضيع الآيات التي قبلها وبعدها. وثانياً سبق أن قلنا مراراً أن القرآن ليس كتاباً أكاديمياً يلتزم في مواضيعه أسلوب التبويب والتقسيم إِلى فصول وفقرات معينة، بل إِنّ آياته نزلت بحسب الحاجات والحوادث والوقائع المختلفة الطارئة.



                        لذلك نلاحظ أنّ القرآن في الوقت الذي يتكلم عن إِحدى الغزوات، ينتقل إِلى ذكر حكم من الأحكام الفرعية ـ مثلا ـ وفي الوقت الذي يتحدث عن اليهود والنصارى، يخاطب المسلمين ويذكرهم بأحد القوانين الإِسلامية السابقة. (راجع بحثنا في بداية تفسير هذه الآية لزيادة التوضيح).



                        من العجيب أنّ بعض المتعصبين يصرّون على القول بأنّ هذه الآية قد نزلت في أوائل البعثة، مع أن سورة المائدة نزلت في أواخر عمر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم). فإِذا قالوا: إِن هذه الآية وحدها نزلت في مكّة في أوائل البعثة، ثمّ أدخلت في هذه الآية للتناسب نقول: إِن هذا على عكس ما تبحثون عنه تماماً، لأننا نعرف أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في أوائل البعثة لم يصطدم باليهود ولا بالنصارى. وعليه فإن ارتباط هذه الآية ينقطع بما قبلها وما بعدها من آيات (تأمل بدقّة).



                        هذه كلها أدلة على أن هذه الآية قد تعرضت إِلى هبوب عواصف التعصب،



                        [96]

                        فأحاطت بها بعض علامات الاستفهام ممّا لا يعتور آيات مشابهة أُخرى أبداً. أمّا هذه الآية فكل يحاول من جهة أن يتشبث بما حرفها عن مسيرها.



                        3 ـ أتذكر الصّحاح كلّها هذا الحديث؟

                        يقول بعضهم: كيف يمكن قبول هذا الحديث مع أنّه لم يرد في صحيحي مسلم والبخاري؟



                        وهذا من عجائب القول أيضاً: فهناك:



                        أوّلا: كثير من الأحاديث المعتبرة التي قبل بها أهل السنّة مع أنّها ليست في صحيحي مسلم والبخاري، فهذا الحديث ليس الأوّل من نوعه في هذه الحالة.



                        ثانياً: هل أنّ هذين الصحيحين هما الكتابان الوحيدان الموثقان عندهم، مع أنّ هذا الحديث قد ورد في سائر الكتب الأُخرى المعتبرة عندهم، وحتى في بعض الصحاح الستة (وهي التي يعتمدها أهل السنة)، مثل «سنن ابن ماجة»(1) و«مسند أحمد»(2). وهناك علماء مثل «الحاكم النيسابوري» و«الذهبي» و«ابن حجر» اعترفوا بصحة الكثير من طرق هذا الحديث، على الرغم ممّا عرف عنهم من التعصب.



                        لذلك فلا يستبعد أن يقع البخاري ومسلم تحت ضغط السياسة الذي ساد زمانهما، فلم يستطيعا، أو لم يشاءا أن يقولا ما لا يتلاءم ورغبة سلطات زمانهما في كتابيهما.



                        4 ـ لِمَ لَم يستدل علي وأهل البيت(عليهم السلام) بهذا الحديث؟

                        يقول بعض: لو كان حديث الغدير ـ على عظمته ـ صحيحاً فلماذا لم يستدل به





                        --------------------------------------------------------------------------------



                        1 ـ المجلد الأوّل، ص55 و58.



                        2 ـ مسند أحمد، المجلد الأول، الصفحات 84 و 88 و 118 و 119 و 152 و 331 و 281 و 370.



                        [97]

                        علي(عليه السلام) وأهل البيت(عليهم السلام) وأصحابهم ومحبّوهم عند اقتضاء الضرورة؟ ألم يكن من الخير لو أنّهم استندوا إِلى مثل هذا السند المهم لإِثبات حق علي(عليه السلام)؟



                        هذا أيضاً قول آخر ينبع من عدم الإِحاطة بالمصادر الإِسلامية في حقل الحديث والتّفسير والتّأريخ، إِذ أنّ كثيراً من كتب علماء السنة قد ذكرت أن عليّاً(عليه السلام) وأئمّة أهل البيت(عليهم السلام) وأتباعهم قد استدلوا فعلا بحديث الغدير.



                        فهذا الخطيب الخوارزمي الحنفي في «المناقب» يروي عن عامر بن واثلة، قال:



                        كنت على الباب يوم الشورى مع علي(عليه السلام) في البيت وسمعته يقول: «لأحتجنّ عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم تغيير ذلك» ثمّ قال: «أنشدكم الله أيّها النفر جميعاً أفيكم أحد وحّد الله قبلي؟» قالوا: لا (ثمّ استمر في تعديد مناقبه وفضائله) ... إِلى أن قال: «فانشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، ليبلّغ الشاهد الغائب، غيري؟».



                        قالوا: اللهم لا ...» الحديث(1).



                        هذه الرواية يذكرها الحمويني في «فرائد السمطين» في الباب 58، وابن حاتم في «الدر النظيم» والدارقطني، وابن عقدة، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة.



                        كذلك نقرأ في «فرائد السمطين» في الباب 58 أن علياً(عليه السلام) استشهد بحديث الغدير أمام جمع من الناس في المسجد على عهد عثمان، وفي الكوفة أيضاً إِستند إِلى هذا الحديث لتفنيد رأي الذين أنكروا خلافته بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مباشرة.



                        يقول صاحب كتاب «الغدير»: إِنّ أربعة من الصحابة وأربعة عشر من التابعين قد رووا هذا الحديث حسب ما نقلته مصادر أهل السنة المعروفة.





                        --------------------------------------------------------------------------------



                        1 ـ «المناقب»، ص 217.



                        [98]

                        وكما يقول الحاكم النيسابوري ـ في الصفحة 371 من المجلد الثّالث ـ من «المستدرك» فإنّ علياً(عليه السلام) قد إِستشهد بهذا الحديث يوم حرب الجمل أمام طلحة.



                        كذلك في حرب صفين ـ كما يقول سليم بن قيس الهلالي ـ إِنّ علياً كان في عسكره وأمام جمع من المهاجرين والأنصار والقادمين من أطراف البلاد، فاستشهد بهذا الحديث فقام إِثنا عشر من الذين أدركوا بدراً مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وأكّدوا أنّهم سمعوا الحديث من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).



                        وبعد علي(عليه السلام) إِستند إِلى هذا الحديث سيدة الإِسلام فاطمة الزّهراء(عليها السلام)والإِمامان الحسن والحسين(عليهما السلام) وعبدالله بن جعفر، وعمّار بن ياسر، وقيس بن سعد، وعمر بن عبد العزيز، والمأمون الخليفة العباسي.



                        بل أنّ عمرو بن العاص في رسالة له إِلى معاوية أراد أن يثبت لمعاوية فيها أنّه على علم تام بالحقائق الخاصّة بمكانة كل من علي(عليه السلام) ومعاوية بالنسبة للخلاقة، فاستشهد صراحة بحديث الغدير، وقد نقله الخطيب الخوارزمي الحنفي في كتابه «المناقب» صفحة 124 (على الذين يرغبون في المزيد من التوضيح بشأن إِستدلال علي(عليه السلام) وأهل البيت وبعض الصحابة وغير الصحابة بحديث الغدير، أن يرجعوا إِلى الصفحات 159 ـ 213، من المجلد الأوّل من كتاب «الغدير» فقد أورد العلاّمة الأميني(رحمه الله) أسماء 22 من الصحابة، وغير الصحابة ممن استدلوا بهذا الحديث).



                        5 ـ مفهوم الجملة الأخيرة من الآية

                        يقولون: لو كانت الآية تخص تنصيب علي(عليه السلام) في الخلافة والولاية وترتبط بحديث غدير خم، فما علاقة كلّ هذا بما جاء في آخر الآية: (إِنّ الله لا يهدي القوم الكافرين).



                        للردّ على هذا الإِعتراض يكفي أن نعرف أنّ لفظة «الكفر» في اللغة وفي



                        [99]

                        القرآن تعني الإِنكار والمخالفة والترك. فمرّة يقصد بها إِنكار الله ونبوة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ومرّة يراد بها إِنكار بعض الأحكام أو مخالفتها، ففي الآية (97) من سورة آل عمران فيما يرتبط بالحج نقرأ: (ومن كفر فإِنّ الله غني عن العالمين)والآية (102) من سورة البقرة تصف السحرة والذين تلوثوا بالسحر بأنّهم كفّار: (وما يعلمان من أحد حتى يقولا إِنّما نحن فتنة فلا تكفر)، وفي الآية (22) من سورة إِبراهيم نرى أنّ الشيطان يندد يوم القيامة بأُولئك الذين أطاعوه واتبعوه ويقول لهم: انكم بعدم إِطاعتكم أوامر الله قد جعلتموني شريكاً له، وإِني اليوم أكفر بعملكم ذاك: (إِني كفرت بما أشركتموني من قبل)، وعليه، فلا عجب أن يطلق القرآن صفة الكفر على الذين يخالفون مسألة الولاية والخلافة.



                        6 ـ هل يمكن وجود وليّين في وقت واحد؟

                        من الذرائع الأُخرى التي تذرعوا بها للنكوص عن هذه الحديث المتواتر والآية المذكورة، هي أنّه إِذا كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قد نصب علياً(عليه السلام) يوم الغدير للخلافة والولاية، فإن ذلك يعني وجود وليّين وقائدين في وقت واحد.



                        إِلاّ أنّ الإِلتفات إِلى الظروف الزمانية الخاصّة بنزول الآية وورود الحديث، وكذلك القرائن المستوحاة من خطبة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) تنفي هذه الذريعة أيضاً، إِنّنا نعلم أنّ هذا الحدث قد جرى في أواخر عمر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وإِنّه كان يبلغ الناس بآخر الأوامر لأنّه قال «وإنّي أوشك أن أدعى فأجيب».



                        إِنّ من يقول هذا لا شك في أنّه بصدد تعيين خليفته، وإِنّه يضع الخطط للمستقبل، لا للحاضر، كذلك من الواضح، إِنّه لا يقصد إِعلان وجود قائدين أو وليّين في وقت واحد.



                        وممّا يلفت النظر أنّ بعض علماء أهل السنة الذين يطرحون هذا الإِعتراض، يتقدم بعضهم برأي يناقض ذلك تماماً، وهو أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قد عين علياً(عليه السلام) في



                        [100]

                        الخلافة والولاية، ولكنّه لم يعين تأريخ التعيين، فما المانع أن يأتي ذلك بعد ثلاثة خلفاء؟



                        إِنّه لأمر محير حقّاً! يتشبثون بألوان المتناقضات لكي يبتعدوا عن حقيقة القضية! ألا يسأل هؤلاء أنفسهم: إِذا أراد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يعين خليفته الرابع ضماناً لمستقبل المسلمين، فلماذا لم يعين الخليفة الأوّل والثّاني والثّالث في يوم الغدير، وهم يتقدمون الرّابع وتنصيبهم مقدم على الأوّل؟!



                        ومرّة أُخرى نكرر مقولتنا السابقة لنختم به بحثنا هذا، وهي أنّه لولا وجود نظرات خاصّة في الأمر، لما حدثت كل هذه الإِعتراضات والإِشكالات بشأن هذه الآية وهذا الحديث، كما لم يحدث شيء من ذلك في غيرهما.

                        تعليق


                        • #13
                          نقلا عن تفسير الامثل


                          الآية

                          حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِاللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ والْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالاَْزْلَـمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الاِْسْلَـمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِى مَخْمَصَة غَيْر مُتَجَانِف لاِّثْم فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(3)



                          التّفسير

                          لقد تمّت الإِشارة في بداية السورة إِلى الحلال من لحوم المواشي، وورد ـ أيضاً ـ أنّ هناك استثناءات تحرم فيها لحوم المواشي، حيث ذكرتها الآية الأخيرة ـ موضوع البحث ـ في أحد عشر مورداً تكرر ذكر بعضها في آيات قرآنية أُخرى على سبيل التأكيد.



                          والمحرمات التي وردت في هذه الآية، بحسب الترتيب الذي جاءت عليه كما يلي:



                          أوّلا: الميتة.



                          [584]

                          ثانياً: الدم.



                          ثالثاً: لحم الخنزير.



                          رابعاً: الحيوانات التي تذبح باسم الأصنام، أو باسم غير اسم الله، كما كان يفعل الجاهليّون، وقد تحدثنا عن هذه اللحوم الأربعة المحرمة في الجزء الأوّل من تفسيرنا هذا.



                          خامساً: الحيوانات المخنوقة، سواء كان الخنق بسبب الفخ الذي تقع فيه أو بواسطة الإِنسان أو بنفسها، وكان الجاهليون يخنقون الحيوانات أحياناً للإِنتفاع بلحومها وقد أشارت الآية إِلى هذا النوع باسم «المنخنقة».



                          وورد في بعض الروايات أنّ المجوس كان من عادتهم أن يخنقوا الحيوانات التي يريدون أكلها، ولهذا يمكن أن تشملهم الآية أيضاً(1).



                          سادساً: الحيوانات التي تموت نتيجة تعرضها للضرب والتعذيب، أو التي تموت عن مرض وسمّيت في الآية بـ «الموقوذة»(2).



                          ونقل القرطبي في تفسيره أن عرب الجاهلية اعتادوا على ضرب بعض الحيوانات حتى الموت إِكراماً لأصنامهم وتقرباً لها.



                          سابعاً: الحيوان الذي يموت نتيجة السقوط من مكان مرتفع، وقد سمي هذا النوع في الآية بـ «المتردية».



                          ثامناً: الحيوان الذي يموت جراء نطحه من قبل حيوان آخر، وقد سمت الآية هذا النوع من الحيوانات بـ «النطيحة».



                          تاسعاً: الحيوان الذي يقتل نتيجة هجوم حيوان متوحش عليه، وسمي هذا النوع في الآية بـ «ما أكل السبع».



                          وقد يكون جزءاً من فلسفة تحريم هذه الأنواع من الحيوانات، هو عدم





                          --------------------------------------------------------------------------------



                          1 ـ وسائل الشيعة، ج 16، ص 173.



                          2 ـ الموقوذة = المضروبة بعنف حتى الموت.



                          [585]

                          نزفها المقدار الكافي من الدم لدى الموت أو القتل، لأنّه ما لم تقطع عروق رقابها لا تنزف الدم بمقدار كاف، ولما كان الدم محيطاً مناسباً جداً لنمو مختلف أنواع الجراثيم، وبما أنّه يتفسخ حين يموت الحيوان قبل الأجزاء الاُخرى من الجسد، لذلك يتسمم لحم الحيوان ولا يمكن أن يعد هذا اللحم من اللحوم السليمة، وغالباً ما يحصل هذا التسمم عندما يموت الحيوان على أثر مرض أو من جراء التعذيب أو نتيجة تعرضه لملاحقة حيوان متوحش آخر.



                          من جانب آخر فإِنّ الشرط المعنوي للذبح لا يتحقق في أي نوع من تلك الحيوانات، أي شرط ذكر اسم الله وتوجيه الحيوان صوب القبلة لدى الذبح.



                          لقد ذكرت الآية شرطاً واحداً لو تحقق لأصبحت لحوم الحيوانات المذكورة حلالا، وهذا الشرط هو أن يذبح الحيوان قبل موته وفق الآداب والتقاليد الإِسلامية، ليخرج الدم منه بالقدر الكافي فيحل بذلك لحمه، ولذلك جاءت عبارة (إلاّ ما ذكيتم) بعد موارد التحريم مباشرة.



                          ويرى بعض المفسّرين أن هذا الإِستثناء يخص القسم الأخير فقط، أي ذلك الذي جاء تحت عنوان: (وما أكل السبع) لكن أغلب المفسّرين يرون أنّ الإِستثناء يشمل جميع الأنواع المذكورة، والنظرية الأخيرة أقرب للحقيقة من غيرها.



                          وهنا قد يسأل البعض: لماذا لم تدخل جميع أنواع الحيوانات المحرمة في الآية في إطار «الميتة» التي ذكرت كأوّل نوع من المحرمات الأحد عشر في الآية، أليست الميتة في مفهومها تعني كل الأنواع المذكورة؟



                          والجواب هو: إِنّ الميتة لها معان واسعة من حيث مفهوم الفقهي الشرعي، فكل حيوان لم يذبح وفق الطريقة الشرعية يدخل في إِطار مفهوم الميتة، أمّا المعنى اللغوي للميتة فيشمل ـ فقط ـ الحيوان الذي يموت بصورة طبيعية. ولهذا السبب فإِن الأنواع المذكورة في الآية ـ غير الميتة ـ لا تدخل من الناحية اللغوية



                          [586]

                          ضمن مفهوم الميتة، وهي محتاجة إِلى البيان والتوضيح.



                          عاشراً: كان الوثنيون في العصر الجاهلي ينصبون صخوراً حول الكعبة ليست على أشكال أو هيئات معينة، وكانوا يسمون هذه الصخور بـ «النصب» حيث كانوا يذبحون قرابينهم أمامها ويمسحون الصخور تلك بدم القربان.



                          والفرق بين النصب والأصنام هو أنّ النصب ليست لها أشكال وصور بخلاف الأصنام، وقد حرم الإِسلام لحوم القرابين التي كانت تذبح على تلك النصب، فجاء حكم التحريم في الآية بقوله تعالى: (وما ذُبح على النّصب).



                          وواضح أنّ تحريم هذا النوع من اللحوم إِنّما يحمل طابعاً معنوياً وليس مادياً. وفي الحقيقة فإِن هذا النوع يعتبر من تلك القرابين التي تدخل ضمن مدلول العبارة القرآنية: (وما أُهل لغير الله به) وقد ذكر تشخيصاً في الآية بسبب رواجه لدى عرب الجاهلية.



                          أحد عشر: وهناك نوع آخر من اللحوم المحرمة، وهو اللحوم التي تذبح وتوزع بطريقة القمار، وتوضيح ذلك هو أنّ عشرة من الأشخاص يتراهنون فيما بينهم فيشترون حيواناً ويذبحونه، ثمّ يأتون بعشرة سهام كتب على سبعة منها عبارة «فائز»، وعلى الثلاثة الأخرى كتبت عبارة «خاسر»، فتوضع في كيس وتسحب واحدة واحدة باسم كل من الأشخاص العشرة على طريقة الإِقتراع، فالأشخاص الذين تخرج النبال السبعة الفائزة باسمائهم يأخذون قسماً من اللحم دون أن يدفعوا ثمناً لما أخذوه من اللحم، أمّا الأشخاص الثلاثة الآخرون الذين تخرج النبال الخاسرة باسمائهم فيتحملون ثمن الحيوان بالتساوي، فيدفع كلّ واحد منهم ثلث قيمة الحيوان دون أن يناله شيء من لحمه.



                          وقد سمى الجاهليون هذه النبال بـ «الأزلام» وهي صيغة جمع من «زلم» وقد حرم الإِسلام هذا النوع من اللحوم، لا بمعنى وجود تأصل الحرمة في اللحم، بل لأنّ الحيوان كان يذبح في عمل هو أشبه بالقمار، ويجب القول هنا أن تحريم



                          [587]

                          القمار وأمثاله لا ينحصر في اللحوم فقط، بل إن القمار محرم في كل شيء وبأيّ صورة كان.



                          ولكي تؤكّد الآية موضوع التحريم وتشدد على حرمة تلك الأنواع من اللحوم تقول في الختام: (ذلكم فسق).(1)



                          الإِعتدال في تناول اللحوم:

                          إِنّ الذي نستنتجه من البحث المار الذكر ومن المصادر الإِسلامية الأُخرى، هو أنّ الإِسلام اتبع في قضية تناول اللحوم أُسلوباً معتدلا تمام الإِعتدال جرياً على طريقته الخاصّة في أحكامه الأُخرى.



                          ويختلف اُسلوبه هذا اختلافاً كبيراً مع ما سار عليه الجاهليون في أكل لحم النصب والميتة والدم وأشباه ذلك، وما يسير عليه الكثير من الغربيين في الوقت الحاضر في أكل حتى الديدان والسلاحف والضفادع وغيرها.



                          ويختلف مع الطريقة التي سار عليها الهنود في تحريم كل أنواع اللحوم على أنفسهم.



                          فقد أباح الإِسلام لحوم الحيوانات التي تتغذى على الأشياء الطاهرة التي لا تعافها النفس البشرية، وألغى الأساليب التي فيها طابع الإِفراط أو التفريط.



                          وقد عيّن الإِسلام شروطاً أبان من خلالها أنواع اللحوم التي يحلّ للإِنسان الإِستفادة منها، وهي: ـ



                          1 ـ لحوم الحيوانات التي تقتات على الأعشاب، أمّا الحيوانات التي تقتات على اللحوم فهي غالباً ما تأكل لحوم حيوانات ميتة أو موبوءة، وبذلك قد تكون سبباً في نقل أنواع الأمراض لدى تناول لحومها، بينما الحيوانات التي تأكل





                          --------------------------------------------------------------------------------



                          1 ـ بالرغم من أنّ «ذلكم»، اشارة لمفرد، إلاّ أنّه لمّا كان يحتوي على ضمير الجمع، وقد فرض المجموع بمثابة الشيء الواحد، فلا اشكال في هذا الاستعمال.



                          [588]

                          العشب يكون غذاؤها سليماً وخالياً من الأمراض.



                          وقد تقدم أيضاً في تفسير الآية (72) من سورة البقرة بأنّ الحيوانات تورث صفاتها عن طريق لحومها أيضاً، فمن يأكل لحم حيوان متوحش يرث صفات الوحش كالقسوة والعنف، وبناء على هذا الدليل ـ أيضاً ـ حرمت لحوم الحيوانات الجلاّلة، وهي التي تأكل فضلات غيرها من الحيوانات.






                          2 ـ أن لا تكون الحيوانات التي ينتفع من لحمها كريهة للنفس الإِنسانية.



                          3 ـ أن لا يترك لحم الحيوان أثراً سيئاً أو ضاراً على جسم أو نفس الإِنسان.



                          4 ـ لقد حرمت الحيوانات التي تذبح في طريق الشرك في سبيل الأصنام، وأمثال ذلك لما فيها من نجاسة معنوية.



                          5 ـ لقد بيّن الإِسلام أحكاماً خاصّة لطريقة ذبح الحيوانات لكل واحد منها ـ بدوره ـ الأثر الصحي والأخلاقي على الإِنسان.



                          * * *



                          بعد أنّ بيّنت الآية الأحكام التي مرّ ذكرها أوردت جملتين تحتويان معنى عميقاً: الأُولى منهما تقول: (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون).



                          والثّانية هي: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإِسلام ديناً).



                          متى أكمل الله الدين للمسلمين:

                          إِنّ أهمّ بحث تطرحه هاتان الفقرتان القرآنيتان يتركز في كنهه وحقيقته كلمة «اليوم» الواردة فيهما.



                          فأيّ يوم يا ترى هو ذلك «اليوم» الذي اجتمعت فيه هذه الأحداث الأربعة



                          [589]

                          المصيرية، وهي يأس الكفار، وإِكمال الدين، وإِتمام النعمة، وقبول الله لدين الإِسلام ديناً ختامياً لكل البشرية؟



                          لقد قال المفسّرون الكثير في هذا المجال، وممّا لا شك فيه ولا ريب أن يوماً عظيماً في تاريخ حياة النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ كهذا اليوم ـ لا يمكن أن يكون يوماً عادياً كسائر الأيّام، ولو قلنا بأنّه يوم عادي لما بقي مبرر لإِضفاء مثل هذه الأهمية العظيمة عليه كما ورد في الآية.



                          وقيل أنّ بعضاً من اليهود والنصارى قالوا في شأن هذا اليوم بأنّه لو كان قد ورد في كتبهم مثله لإتّخذوه عيداً لأنفسهم ولاهتموا به اهتماماً عظيماً(1).



                          ولنبحث الآن في القرائن والدلائل وفي تاريخ نزول هذه الآية وتاريخ حياة النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والروايات المختلفة المستفادة من مصادر إِسلامية عديدة، لنرى أي يوم هو هذا اليوم العظيم؟



                          ترى هل هو اليوم الذي أنزل فيه الله الأحكام المذكورة في نفس الآية والخاصّة بالحلال والحرام من اللحوم؟



                          بديهي أنّه ليس ذلك لأنّ نزول هذه الأحكام لا يوجب إِعطاء تلك الأهمية العظيمة، ولا يمكن أن يكون سبباً لإِكمال الدين، لأنّها لم تكن آخر الأحكام التي نزلت على النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، والدليل على هذا القول ما نراه من أحكام تلت الأحكام السابقة في نزولها، كما لا يمكن القول بأن الاحكام المذكورة هي السبب في يأس الكفار، بل إنّ ما يثير اليأس لدى الكفار هو إِيجاد دعامة راسخة قوية لمستقبل الإِسلام، وبعبارة أُخرى فإِنّ نزول أحكام الحلال والحرام من اللحوم لا يترك أثراً في نفوس الكفار، فماذا يضيرهم لو كان بعض اللحوم حلالا وبعضها الآخر حراماً؟!


                          تعليق


                          • #14
                            فهل المراد من ذلك «اليوم» هو يوم عرفة من حجّة الوداع، آخر حجّة قام بها





                            --------------------------------------------------------------------------------



                            1 ـ تفسير المنار، ج 6، ص 155.



                            [590]

                            النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) (كما احتمله بعض المفسّرين)؟



                            وجواب هذا السؤال هو النفي أيضاً، لأنّ الدلائل المذكورة لا تتطابق مع هذا التّفسير، حيث لم تقع أيّ حادثة مهمّة في مثل ذلك اليوم لتكون سبباً ليأس الكفار ولو كان المراد هو حشود المسلمين الذين شاركوا النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في يوم عرفة، فقد كانت هذه الحشود تحيط بالنّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في مكّة قبل هذا اليوم أيضاً، ولو كان المقصود هو نزول الأحكام المذكورة في ذلك اليوم، فلم تكن الأحكام تلك شيئاً مهمّاً مخيفاً بالنسبة للكفار.









                            ثمّ هل المقصود بذلك «اليوم» هو يوم فتح مكة (كما احتمله البعض)؟ ومن المعلوم أنّ سورة المائدة نزلت بعد فترة طويلة من فتح مكة!



                            أو أنّ المراد هو يوم نزول آيات سورة البراءة، ولكنها نزلت قبل فترة طويلة من سورة المائدة.



                            والأعجب من كل ما ذكر هو قول البعض بأن هذا اليوم هو يوم ظهور الإِسلام وبعثة النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) مع أن هذين الحدثين لا علاقة زمنية بينهما وبين يوم نزول هذه الآية مطلقاً وبينهما فارق زمني بعيد جدّاً.



                            وهكذا يتّضح لنا أنّ أيّاً من الإِحتمالات الستة المذكورة لا تتلاءم مع محتوى الآية موضوع البحث.



                            ويبقى لدينا احتمال أخير ذكره جميع مفسّري الشيعة في تفاسيرهم وأيدوه كما دعمته روايات كثيرة، وهذا الإِحتمال يتناسب تماماً مع محتوى الآية حيث يعتبر «يوم عذير خم» أي اليوم الذي نصب النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) علياً أميرالمؤمنين(عليه السلام)بصورة رسمية وعلنية خليفة له، حيث غشى الكفار في هذا اليوم سيل من اليأس، وقد كانوا يتوهمون أن دين الإِسلام سينتهي بوفاة النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وأن الأوضاع ستعود إِلى سابق عهد الجاهلية، لكنّهم حين شاهدوا أنّ النّبي أوصى بالخلافة بعده لرجل كان فريداً بين المسلمين في علمه وتقواه وقوته وعدالته، وهو علي



                            [591]

                            بن أبي طالب(عليه السلام)، ورأوا النّبي وهو يأخذ البيعة لعلي(عليه السلام) أحاط بهم اليأس من كل جانب، وفقدوا الأمل فيما توقعوه من شر لمستقبل الإِسلام وأدركوا أن هذا الدين باق راسخ.



                            ففي يوم غدير خم أصبح الدين كاملا، إِذ لو لم يتمّ تعيين خليفة للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)ولو لم يتمّ تعيين وضع مستقبل الأُمّة الإِسلامية، لم تكن لتكتمل الشريعة بدون ذلك ولم يكن ليكتمل الدين.



                            نعم في يوم غذير خم أكمل الله وأتمّ نعمته بتعيين علي(عليه السلام)، هذا الشخصية اللائقة الكفؤ، قائداً وزعيماً للأُمة بعد النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم).



                            وفي هذا اليوم ـ أيضاً ـ رضي الله بالإِسلام ديناً، بل خاتماً للأديان، بعد أن اكتملت مشاريع هذا الدين، واجتمعت فيه الجهات الأربع.



                            وفيما يلي قرائن أُخرى إِضافة إِلى ما ذكر في دعم وتأييد هذا التّفسير:



                            أ ـ لقد ذكرت تفاسير «الرازي» و«روح المعاني» و«المنار» في تفسير هذه الآية أنّ النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يعش أكثر من واحد وثمانين يوماً بعد نزول هذه الآية، وهذا أمر يثير الإِنتباه في حد ذاته، إِذ حين نرى أنّ وفاة النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كانت في اليوم الثّاني عشر من ربيع الأوّل (بحسب الروايات الواردة في مصادر جمهور السنّة، وحتى في بعض روايات الشيعة، كالتي ذكرها الكليني في كتابه المعروف بالكافي) نستنتج أن نزول الآية كان بالضبط في يوم الثامن عشر من ذي الحجّة الحرام، وهو يوم غدير خم(1).



                            ب ـ ذكرت روايات كثيرة ـ نقلتها مصادر السنّة والشيعة ـ أنّ هذه الآية الكريمة نزلت في يوم غدير خم، وبعد أن أبلغ النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) المسلمين بولاية علي





                            --------------------------------------------------------------------------------



                            1 ـ إنّ هذا الحساب يكون صحيحاً إذا لم ندخل يوم وفاة النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ويوم غدير خم في الحساب، وأن يكون في ثلاثة أشهر متتاليات مشهرات عدد أيّام كل منهما (29) يوماً، ونظراً لأن أي حدث تاريخي لم يحصل قبل وبعد يوم غديرخم، فمن المرجح أن يكون المراد باليوم المذكور في الآية هو يوم غدير خم.



                            [592]

                            بن أبي طالب(عليه السلام)، ومن هذه الروايات:



                            1 ـ ما نقله العالم السنّي المشهور «ابن جرير الطبري» في كتاب «الولاية» عن «زيد بن أرقم» الصحابي المعروف، أنّ هذه الآية نزلت في يوم غدير خم بشأن علي بن أبي طالب(عليه السلام).



                            2 ـ ونقل الحافظ «أبو نعيم الأصفهاني» في كتاب «ما نزل من القرآن بحق علي(عليه السلام)» عن «أبي سعيد الخدري» وهو صحابي معروف ـ أنّ النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أعطى في «يوم غدير خم» علياً منصب الولاية ... وإِنّ الناس في ذلك اليوم لم يكادوا ليتفرقوا حتى نزلت آية: (اليوم أكملت لكم دينكم...) فقال النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وفي تلك اللحظة «الله أكبر على إِكمال الدين وإِتمام النعمة ورضى الرب برسالتي وبالولاية لعلي(عليه السلام) من بعدي» ثمّ قال(صلى الله عليه وآله وسلم): «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله».



                            3 ـ وروى «الخطيب البغدادي» في «تاريخه» عن «أبي هريرة» عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ آية (اليوم أكملت لكم دينكم ...) نزلت عقيب حادثة «غدير خم» والعهد بالولاية لعلي(عليه السلام) وقول عمر بن الخطاب: «بخ بخ لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم»(1).



                            وجاء في كتاب «الغدير» إِضافة إِلى الروايات الثلاث المذكورة، ثلاث عشرة رواية أُخرى في هذا المجال.



                            ورود في كتاب «إحقاق الحق» نقلا عن الجزء الثّاني من تفسير «ابن كثير» من الصفحة 14 وعن كتاب «مقتل الخوارزمي» في الصفحة 47 عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)أنّ هذه الآية نزلت في واقعة غديرخم.





                            --------------------------------------------------------------------------------



                            1 ـ لقد أورد العلاّمة الأميني(رحمه الله) هذه الروايات الثلاثة بتفاصيلها في الجزء الأوّل من كتابه «الغدير» في الصفحات 230 و231 و232 كما ورد في كتاب «إحقاق الحق» في الجزء السادس والصفحة 353 أن نزول الآية كان في حادثه غدير خم نقلا عن أبي هريرة من طريقين، كما نقلها عن أبي سعيد الخدري من عدة طرق.



                            [593]

                            ونرى في تفسير «البرهان» وتفسير «نور الثقلين» عشر روايات من طرق مختلفة حول نزول الآية في حق علي(عليه السلام) أو في يوم غدير خم، ونقل كل هذه الروايات يحتاج إِلى رسالة منفردة(1).



                            وقد ذكر العلاّمة السيد عبد الحسين شرف الدين في كتابه «المراجعات» أن الروايات الصحيحة المنقولة عن الإِمامين الباقر والصّادق(عليهما السلام) تقول بنزول هذه الآية في «يوم غدير خم» وإنّ جمهور السنّة أيضاً قد نقلوا ستة أحاديث بأسانيد مختلفة عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) تصرح كلها بنزول الآية في واقعة غدير خم(2).



                            يتّضح ممّا تقدم أنّ الروايات والأخبار التي أكّدت نزول الآية ـ موضوع البحث ـ في واقعة غدير خم ليست من نوع أخبار الأحاد لكي يمكن تجاهلها، عن طريق اعتبار الضعف في بعض أسانيدها، بل هي أخبار إِن لم تكن في حكم المتواتر فهي على أقل تقدير من الأخبار المستفيضة التي تناقلتها المصادر الإِسلامية المشهورة.



                            ومع ذلك فإِنّنا نرى بعضاً من العلماء المتعصبين من أهل السنّة كالآلوسي في تفسير «روح المعاني» الذي تجاهل الأخبار الواردة في هذا المجال لمجرّد ضعف سند واحد منها، وقد وصم هؤلاء هذه الرواية بأنّها موضوعة أو غير صحيحة، لأنّها لم تكن لتلائم أذواقهم الشخصية، وقد مرّ بعضهم في تفسيره لهذه الآية مرور الكرام ولم يلمح إليها بشيء، كما في تفسير المنار، ولعل صاحب المنار وجد نفسه في مأزق حيال هذه الروايات فهو إن وصمها بالضعف خالف بذلك منطق العدل والإِنصاف، وإن قبلها عمل شيئاً خلافاً لميله وذوقه.



                            وقد وردت في الآية (55) من سورة النور نقطة مهمّة جديرة بالإِنتباه ـ فالآية تقول: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصّالحات ليستخلفنّهم في





                            --------------------------------------------------------------------------------



                            1 ـ راجع تفسير الآية في الجزء الأوّل من تفسير البرهان والجزء الأوّل من تفسير «نور الثقلين».



                            2 ـ راجع كتاب «المراجعات» الطبعة الرابعة، ص 38.



                            [594]

                            الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً ...) والله سبحانه وتعالى يقطع في هذه الآية وعداً على نفسه بأن يرسخ دعائم الدين، الذي ارتضاه للمؤمنين في الأرض.



                            ولمّا كان نزول سورة النور قبل نزول سورة المائدة، ونظراً إِلى جملة (رضيت لكم الإِسلام ديناً) الواردة في الآية الأخيرة ـ موضوع البحث ـ والتي نزلت في حق علي بن أبي طالب(عليه السلام)، لذلك كله نستنتج أنّ حكم الإِسلام يتعزز ويترسخ في الأرض إِذا اقترن بالولاية، لأن الإِسلام هو الدين الذي ارتضاه الله ووعد بترسيخ دعائمه وتعزيزه، وبعبارة أوضح أن الإِسلام إِذا أُريد له أن يعم العالم كله يجب عدم فصله عن ولاية أهل البيت(عليهم السلام).



                            أمّا الأمر الثّاني الذي نستنتجه من ضمن الآية الواردة في سورة النور إِلى الآية التي هي موضوع بحثنا الآن، فهو أن الآية الأُولى قد أعطت للمؤمنين وعودا ثلاثة:



                            أوّلها: الخلافة على الأرض.



                            والثّاني: تحقق الأمن والإِستقرار لكي تكون العبادة لله وحده.



                            والثّالث: استقرار الدين الذي يرضاه الله في الأرض.



                            ولقد تحققت هذه الوعود الثلاثة في «يوم غدير خم» بنزول آية: (اليوم أكملت لكم دينكم ...) فمثال الإِنسان المؤمن الصالح هو علي(عليه السلام) الذي نصب وصيّاً للنّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، ودلت عبارة (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم ...) على أن الأمن قد تحقق بصورة نسبية لدى المؤمنين، كما بيّنت عبارة: (ورضيت لكم الإِسلام ديناً) إِنّ الله قد اختار الدين الذي يرتضيه، وأقرّه بين عباده المسلمين.



                            وهذا التّفسير لا ينافي الرواية التي تصرح بأنّ آية سورة النور قد نزلت في شأن المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، وذلك لأنّ عبارة (آمنوا منكم) لها معنى واسع تحقق واحد من مصاديقه في «يوم غدير خم» وسيتحقق



                            [595]

                            على مدى أوسع وأعم في زمن ظهور المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف (وعلى أساس هذا التّفسير فإِنّ كلمة الأرض في الآية الأخيرة ليست بمعنى كل الكرة الأرضية، بل لها مفهوم واسع يمكن أن يشمل مساحة من الأرض أو الكرة الأرضية بكاملها).



                            ويدل على هذا الأمر المواضع التي وردت فيها كلمة «الأرض» في القرآن الكريم، حيث وردت أحياناً لتعني جزءاً من الأرض، وأُخرى لتعني الأرض كلها، (فامعنوا النظر ودققوا في هذا الأمر).



                            سؤال يفرض نفسه:

                            وأخيراً بقي سؤال ملح وهو:



                            أوّلا: إن الأدلة المذكورة في الآية ـ موضوع البحث ـ والأدلة التي ستأتي في تفسير الآية (67) من سورة المائدة والتي تقول: (يا أيّها الرّسول بلغ ما أنزل إِليك ...) لو كانت كلها تخص واقعة واحدة، فلماذا فصل القرآن بين هاتين الآيتين ولم تأتيا متعاقبين في مكان واحد؟



                            وثانياً: لا يوجد ترابط موضوعي بين ذلك الجزء من الآية الذي يتحدث عن واقعة «غدير خم» وبين الجزء الآخر منها الذي يتحدث عن الحلال والحرام من اللحوم، فما هو سبب هذه المفارقة الظاهرة؟(1)



                            الجواب:



                            أوّلا: نحن نعلم أنّ الآيات القرآنية ـ وكذلك سور القرآن الكريم ـ لم تجمع كلها مرتبة بحسب نزولها الزمني، بل نشاهد كثيراً من السور التي نزلت في المدينة فيها آيات مكية أي نزلت في مكة، كما نلاحظ آيات مدنية بين السور المكية أيضاً.



                            وبناءً على هذه الحقيقة، فلا عجب ـ إِذن ـ من وجود هذا الفاصل في القرآن





                            --------------------------------------------------------------------------------



                            1 ـ لقد أورد هذا الإِعتراض تلميحاً صاحب تفسير «المنار» لدى الحديث عن هذه الآية، ج 6، ص 266.



                            [596]

                            بين الآيتين المذكورتين (ويجب الإِعتراف بأن ترتيب الآيات القرآنية بالصورة التي هي عليها الآن قد حصل بأمر من النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه) فلو كانت الآيات القرآنية مرتبة بحسب زمن نزولها لأصبح الإِعتراض وارداً في هذا المجال.



                            ثانياً: هناك احتمال بأن يكون سبب حشر موضوع واقعة «غدير خم» في آية تشمل على موضوع لا صلة لها به مطلقاً، مثل موضوع أحكام الحلال والحرام من اللحوم، إِنما هو لصيانة الموضوع الأوّل من أن تصل إِليه يد التحريف أو الحذف أو التغيير.



                            إِنّ الأحداث التي وقعت في اللحظات الأخيرة من عمر النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)والإِعتراض الصريح الذي واجهه طلب النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لكتابة وصيته، إِلى حدّ وصفوا النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لدى طلبه هذا الأمر بأنّه يهجر (والعياذ بالله) وقد وردت تفاصيل هذه الوقائع في الكتب الإِسلامية المعروفة، سواء عن طريق جمهور السنّة أو الشيعة، وهي تدل بوضوح على الحساسية المفرطة التي كانت لدى نفر من الناس تجاه قضية الخلافة بعد النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) حيث لم يتركوا وسيلة إِلاّ استخدموها لإِنكار هذا الامر(1).



                            فلا يستبعد ـ والحالة هذه ـ أن تتخذ اجراءات وقائية لحماية الأدلة والوثائق الخاصّة بالخلافة من أجل إِيصالها إِلى الأجيال المتعاقبة دون أن تمسّها يد التحريف أو الحذف، ومن هذه الإِجراءات حشر موضوع الخلافة ـ المهم جدّاً ـ في القرآن بين آيات الأحكام الشرعية الفرعية لإِبعاد عيون وأيدي المعارضين والعابثين عنها.



                            إِضافة إِلى ذلك ـ وكما أسلفنا في حديثنا ـ فإِنّ الوثائق الخاصّة بنزول آية:





                            --------------------------------------------------------------------------------



                            1 ـ نقل هذه الواقعة واحد من أشهر كتب السنّة وهو كتاب «صحيح البخاري» وفي عدّة أبواب منها باب «كتاب المرضى» في الجزء الرابع، وباب «كتاب العلم» في الجزء الأوّل، ص 22 وفي باب «جوائز وفد» من كتاب الجهاد، ص 118، ج 2 كما وردت في كتاب «صحيح مسلم» في آخر الوصايا بالإِضافة إِلى كتب أُخرى ذكرها المرحوم السيد عبد الحسين شرف الدين(رحمه الله) في كتابه «المراجعات» تحت عنوان «رزية يوم الخميس».



                            [597]

                            (اليوم أكملت لكم دينكم ...) الواردة في واقعة «غديرخم» حول قضية الخلافة بعد النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لم تقتصر كتب الشيعة وحدهم على ذكرها، بل تناقلها ـ أيضاً ـ الكثير من كتب السنّة من طرق متعددة عن ثلاثة من الصحابة المعروفين.



                            لقد أعادت الآية ـ في نهايتها ـ الكرة في التحدث عن اللحوم المحرمة فبيّنت حكم الإِضطرار في حالة المعاناة من الجوع إِذ أجازت تناول اللحم المحرم بشرط أن لا يكون هدف الشخص ارتكاب المعصية من تناول ذلك، مشيرة إِلى غفران الله ورحمته في عدم إِلجاء عباده عند الإِضطرار إِلى تحمل المعاناة والمشقة، وعدم معاقبتهم في مثل هذه الحالات. قالت الآية الكريمة: (فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإِثم فإِنّ الله غفور رحيم).



                            والمراد بالمخمصة هنا الجوع الشديد الذي يؤدي إِلى انخماص البطن، سواء كان بسبب حالة المجاعة العامّة، أو كان ناتجاً عن الحرمان الخاص.



                            أمّا عبارة (غير متجانف لإِثم) فمعناها غير مائل إِلى ارتكاب الذنب، وقد يكون الإِتيان بها تأكيداً لمفهوم الإِضطرار، أو أنّ الهدف منها هو المنع من الإِفراط في أكل اللحم الحرام أثناء الضرورة، توهماً من الشخص بأن ذلك حلال في مثل هذه الحالة، ومنعاً من أن يحاول الشخص بنفسه إِعداد مقدمات الإِضطرار أو أن يحصل الإِضطرار أثناء قيام الشخص بسفر من أجل ارتكاب الحرام فيه.



                            هذه المعاني كلها يحتمل ورودها ضمن العبارة الأخيرة الماضية «ولأجل الإِطلاع على توضيحات أكثر في هذا المجال، راجع الجزء الأوّل من تفسيرنا هذا».



                            * * *



                            تعليق


                            • #15
                              اقرا القران ولكي تفهم الاية اقرا ما قبلها وما بعدها فالقران لا يتجزأ واترك هذه الانشاءات والروايات الموضوعة فبينك وبين الله كلامه

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                              ردود 2
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X