صدقت اخي ابو المنذر هذا هو الحل وليس في ديننا ما يحير:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت في الله بنت الصحابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أختي في الله :

إن قولك هذا فيه صواب وخطأ فالصواب هو أن السلف كانوا يقومون بإمرار آيات الصفات كما جاءت بدون تحريف ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل .

والخطأ هو أنهم كانوا يفوضون شيئا من الصفات ، حيث أن هذا الأمر لم يثبت عن أحد منهم قال ابن كثير في تفسيره :

( وأما قوله تعالى ( ثم استوى على العرش ) فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهوية وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولاتشبيه ولاتعطيل والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه وليس كمثله شيء ( وهو السميع البصير ) بل الأمر كما قال الأئمة منهم نعيم بن حماد الخزاعي قال من شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله ونفي عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى . ) (ابن كثير 2\221 )

فلاحظي قوله : ((إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولاتشبيه ولاتعطيل والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه وليس كمثله شيء ( وهو السميع البصير ) )) .

فلم يقل أن الظاهر المتبادر إلي الأذهان من تشبيه وغيره نفوض علمه إلي الله بل قال ندفعه بقولنا أن هذا منفي عن الله لأن الله لا يشبهه شيء من خلقه .

ولاحظي قول ابن كثير : ( بل الأمر كما قال الأئمة منهم نعيم بن حماد الخزاعي ) فماذا قال الأئمة وماذا قال الإمام نعيم بن حماد الخزاعي الجواب :

( فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله ونفي عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى )

وهذا ما نفعله وهو إثبات جميع ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بالله عز وجل وننفي عن الله تعالى النقائص التي تتبادر إلي الأذهان حين إثباتها .

مثال :
قال تعالى : { لما خلقت بيدي } ففي هذه الآية أخبرنا الله عز وجل أنه خلق آدم بيديه ونحن نثبت ذلك فنثبت لله اليدين وهذه الآية دليل على ذلك .

أما بالنسبة للنقائص التي قد تتبادر إلي الذهن مثل أن يقول قائل يديّ الله مثل أيدي المخلوقين فهذا القول ندفعه وننفيه عن الله ونقول : " ليست يديّ الله مثل أيدي المخلوقين قال تعالى : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } .


هذا والله أعلى وأعلم ،،،

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي ... أبو حفص القطيفي


أسأل الله أن يجمعني وإياك في الجنة .


أخوك
أبو المنذر