ونلحق السيل الجارف بطلقات تخلص على المسكين
الصراط المستقيم - علي بن يونس العاملي ج 3 ص 103 :
ومنها : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ( 2 ) ) قلنا : لا يتعين هنا السبق إلى الاسلام ، بل جاز كونه إلى الخيرات ، فإن الله يقول : ( ومنهم سابق بالخيرات ( 3 ) ) . قالوا : لو أراد السبق بالخيرات لم يخص المهاجرين والأنصار ، قلنا : التخصيص بالذكر لا يوجب التخصيص بالحكم ، وقد قرر في الأصول مع أنه قال بعد ذلك : ( والذين اتبعوهم بإحسان ) ولو سلم أن المراد السبق إلى إظهار الاسلام ، كان ذكر الشدة على الكفار التي هي ببذل النفس في جهادهم في قوله : ( أشداء على الكفار ( 4 ) ) في آية أخرى ادعي نزولها فيهم ، مخرجا لما يعنونه إذ لاحظ لهم في القتال ونصرة الاسلام بحال . إن قالوا : فأي شدة على الكفار في ستة نفر كانوا في جانب علي قلنا : ومن حصر المتمسكين بالحق في ستة أو ستين أو ستمائة أو أكثر ؟ على أن الذين معه لم يختص بمعاصريه لوجود النفاق في كثير منهم ، بل بمن كان على دينه إلى يوم القيامة ولا شبهة أن فيهم من يغيظ الكفار ، ولو سلم اختصاصها بمن في عصره فقد مات في حياته جم غفير منهم تنغاظ الكفار ببغضهم ، على أنا لا نقطع بحصول الرضا لكل السابقين ، فإن الله وعد الصادقين والصابرين ولم يلزم حصول الموعود به لكل صادق وصابر ، فكذا ثم . على أنه لم يعن بالسابق من سبق غيره ، وإن كان مسبوقا وإلا لدخل فيه * ( هامش ) * ( 1 ) الحشر : 10 . ( 2 ) براءة : 100 . ( 3 ) فاطر : 32 . ( 4 ) الفتح : 29 . ( * ) / صفحة 104 / ما عدا الأخير ، بل عنى السابق مطلقا ، ولهذا أكده بالأولية وذلك هو علي بالاتفاق ، وسبق غيره على هذا الوجه مختلف فيه ، وفرارهم في المواطن معروف قال سلامة شعرا : قعدوا عن كل هذا جزعا * ثم قالوا نحن أرباب الرتب نحن أولى بالنبي المصطفى * من بنيه وأخيه في النسب وابنة الهادي الرضا فاطمة * حقها بعد أبيها يغتصب ما لهم لا غفر الله لهم * جعلوا الدين إلى الدنيا سبب
- الصوارم المهرقة- الشهيد نور الله التستري ص 27 :
وأما قوله تعالى " والسابقون الاولون من المهاجرين " فقد بينا ايضا في ضمن الحديث المذكور سابقا عدم دلالته على مدعاه على انا لا نسلم كون المشايخ الثلاثة من السابقين الاولين فإن السابقين الاولين من المهاجرين هم الذين هاجروا الهجرة الاولى وهي الهجرة الى رسول الله صلى الله عليه وآله في حصاره بمكة حين حاصرت قريش بني هاشم مع رسول الله صلى الله عليه وآله في شعب عبد المطلب اربع سنين والامة مجتمعة على ان أبا بكر وعمر لم يكونا معهم في ذلك الموطن بل لا نسلم كون اولهم من المهاجرين مطلقا كما سيأتي بيانه في الموضع اللائق به انشاء الله تعالى
تحياتي للضائعين
الصراط المستقيم - علي بن يونس العاملي ج 3 ص 103 :
ومنها : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ( 2 ) ) قلنا : لا يتعين هنا السبق إلى الاسلام ، بل جاز كونه إلى الخيرات ، فإن الله يقول : ( ومنهم سابق بالخيرات ( 3 ) ) . قالوا : لو أراد السبق بالخيرات لم يخص المهاجرين والأنصار ، قلنا : التخصيص بالذكر لا يوجب التخصيص بالحكم ، وقد قرر في الأصول مع أنه قال بعد ذلك : ( والذين اتبعوهم بإحسان ) ولو سلم أن المراد السبق إلى إظهار الاسلام ، كان ذكر الشدة على الكفار التي هي ببذل النفس في جهادهم في قوله : ( أشداء على الكفار ( 4 ) ) في آية أخرى ادعي نزولها فيهم ، مخرجا لما يعنونه إذ لاحظ لهم في القتال ونصرة الاسلام بحال . إن قالوا : فأي شدة على الكفار في ستة نفر كانوا في جانب علي قلنا : ومن حصر المتمسكين بالحق في ستة أو ستين أو ستمائة أو أكثر ؟ على أن الذين معه لم يختص بمعاصريه لوجود النفاق في كثير منهم ، بل بمن كان على دينه إلى يوم القيامة ولا شبهة أن فيهم من يغيظ الكفار ، ولو سلم اختصاصها بمن في عصره فقد مات في حياته جم غفير منهم تنغاظ الكفار ببغضهم ، على أنا لا نقطع بحصول الرضا لكل السابقين ، فإن الله وعد الصادقين والصابرين ولم يلزم حصول الموعود به لكل صادق وصابر ، فكذا ثم . على أنه لم يعن بالسابق من سبق غيره ، وإن كان مسبوقا وإلا لدخل فيه * ( هامش ) * ( 1 ) الحشر : 10 . ( 2 ) براءة : 100 . ( 3 ) فاطر : 32 . ( 4 ) الفتح : 29 . ( * ) / صفحة 104 / ما عدا الأخير ، بل عنى السابق مطلقا ، ولهذا أكده بالأولية وذلك هو علي بالاتفاق ، وسبق غيره على هذا الوجه مختلف فيه ، وفرارهم في المواطن معروف قال سلامة شعرا : قعدوا عن كل هذا جزعا * ثم قالوا نحن أرباب الرتب نحن أولى بالنبي المصطفى * من بنيه وأخيه في النسب وابنة الهادي الرضا فاطمة * حقها بعد أبيها يغتصب ما لهم لا غفر الله لهم * جعلوا الدين إلى الدنيا سبب
- الصوارم المهرقة- الشهيد نور الله التستري ص 27 :
وأما قوله تعالى " والسابقون الاولون من المهاجرين " فقد بينا ايضا في ضمن الحديث المذكور سابقا عدم دلالته على مدعاه على انا لا نسلم كون المشايخ الثلاثة من السابقين الاولين فإن السابقين الاولين من المهاجرين هم الذين هاجروا الهجرة الاولى وهي الهجرة الى رسول الله صلى الله عليه وآله في حصاره بمكة حين حاصرت قريش بني هاشم مع رسول الله صلى الله عليه وآله في شعب عبد المطلب اربع سنين والامة مجتمعة على ان أبا بكر وعمر لم يكونا معهم في ذلك الموطن بل لا نسلم كون اولهم من المهاجرين مطلقا كما سيأتي بيانه في الموضع اللائق به انشاء الله تعالى
تحياتي للضائعين

تعليق