أن يعقوب عليه السلام تأول رؤيا يوسف عليه السلام على حكم رؤيا البشر التي يصح منها ويبطل ، ويكون التأويل لها مشترطا بالمشيئة ( 2 ) ولم يكن يوسف ( 3 ) في تلك الحال " نبيا يوحى إليه في المنام فيكون تأويلها على القطع واثبات ، فلذلك لم يجزم على ما اقتضته من التأويل ، وخاف عليه اكمل الذئب عند إخراجه مع إخوته في الوجه الذى التمسوا إخراجه معهم فيه . وليس ذلك بأعجب من رؤيا إبراهيم عليه السلام في المنام - وهو نبى مرسل وخليل للرحمن ( 5 ) مصطفى مفضل - أنه يذبح ابنه ثم صرفه الله تعالى عن ذبحه وفداه منه بنص التنزبل ، مع أن رؤيا المنام أيضا على شرط صحة تأويلها ووقوعه ( 3 و ) لا محالة ليس بخاص لا يحتمل الوجوه ( 6 ) ، بل هو جار مجرى القول الظاهر المصروف بالدليل عن حقيقه إلى المجاز ، وكالعموم الذى يصرف عن ظاهره إلى ا لخصوص بقرائنه من البرهان . وإذا كان ( 7 ) على ما وصفناه أمكن أن يخاف يعقوب ( 8 ) على يوسف عليه السلام من العطب قبل البوغ وإن كانت رؤياه تقتضي على ظاهر حكمها بلوغه ونيله النبوة وسلامته من الآفات . وهذا بين لمن تأمله
تعليق