بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
قد أناقش الكثير ممن يخالفني وأحترمه لأنه في نفسه محترم حتى لو كان هناك أبواب خلافات عقائدية بينك وبينه ولكنه يحاورك بأخلاق وهذا هو المهم وأما الغير محترم أعرض عنه
لأنه لا يتورع عن الكذب في كثير من المواضيع والمشاركات فما تكاد تحشره بزاوية حتى يواجهك بشتيمة لينسيك انك حشرته وذلك من خلال التعرض لعرضك أو نسبك أو والديك مبرراً ذلك باتباعه الرواية الكاذبة التي تقول
إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة.
والتي تختلف عنها الكثير من الروايات والآيات القرآنية بل هذا حديث مطّاطي يستطيع أن يلبسه كل الناس ليواجهوا اخصامهم تحت حجة ان كل خصمٍ عندهم مبتدع فيكون هذا الحديث سبباً لرمي الآخرين بالكذب والبهتان والسب والشتم تحت حجة انه مبتدع وبأنه يجب تنفيذ هذا الحديث عليه وللأسف يتحول الى انتصار في الرأي لا للدين ويعتبر ان كل مخالفاً لرأيه هو مبتدع .
والأنكى من ذلك بأنه يأتي كحمامة السلام ويقول تفضل إقنعني فأنا من الجاهلين وأريد أن أكون من المهتدين وعندما تبدأ حججك لا ينفك عن سبك وشتمك وتجريحك ولا يتورع عن اي حرمة اتجاهك ظناً منه بأنه يطبق الحديث المكذوب وبأن أهل البيت في غاية الرضا والسرور منه لفظاظته معك والتي لم تكن من أخلاق النبي وأهل بيته هذه الفظاظة .
والله عز وجل هو القائل :
وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
على كل حال بإختصار كي لا يقال بأننا في كل شهر محرم الحرام نتهجم على شعيرتهم بل على جعلها من الشعائر الحسينية أقول بكل إختصار بأن التطبير محرَّم في الكتاب والسنة وهما أهم مصدريّ تشريع وقبيحة عقلاً وعُرفاً .
الكتاب ذكر ما يلي إستهجان الملائكة بسفك الدم
وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك
قد يأتي البعض ليقول لك عن الحجامة أو غيرها فالقاعدة العامة هي حرمة سفك دم إلا بما استثناه المشرِّع الأول وهو الله ورسوله وأئمة أهل البيت عليهم السلام تباعاً .
فيحرم سفك الدماء إلا للجهاد في سبيل الله عز وجل أو للحجامة أو لذبح الحيوانات المحلل أكلها أو غيرها مما حلله المشرع الأول ولذا المسألة ليست كما يقولها البعض بأن كل شيء مباح ما لم يذكره المشرع وإلا هناك أنواع من المخدرات تصبح جائزة لعدم ذكرها في الكتاب والسنة فيكون سفك الدم حرام إلا ما أثبت حليته وليس العكس أي أن البعض يرون حلية سفك الدم إلا ما روي عن حرمته فالقاعدة الكلية هي الحرمة .
وأيضاً وردت قاعدة الضرر في القرآن بأنه كل ما هو فيه ضرر أو ضرره أكبر من نفعه يتم تحريمه وهذه القاعدة تقريباً إشترك بها أغلب المراجع الذين رؤوا حرمة التطبير تحت قاعدة الضرر الذي يؤدي إلى توهين المذهب وإشمئزاز الناس من التشيع كي لا يتصيد المخالفون من هذه الأفعال ذريعة في تصوير أن هذا الفعل هو عدم صوابية الفكر الشيعي
وقد ذكر الله في كتابه ذلك قائلاً
يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون
إذاً نحن هنا أمام آيتين واضحتين تحرمان التطبير الأولى تحت عنوان سفك الدماء والثانية تحت عنوان النفع والضرر .
نأتي إلى السنة النبوية وأحاديث أئمة أهل البيت عليهم السلام ولقد كتبت موضوعاً قديماً هنا في المنتدى وأكتب الآن هذا التعليق لعله وعسى أن يفتح عقول البعض على أن لا أحاورهم فلطالما حاورتهم من قبل ولم أجد إلا تضييع لوقتي وعصبيات عندهم كبيرة وردود واهنة كقال لي مرجعي وقال لك مرجعك رغم انني لا أؤمن بمرجعية من يقول بالتطبير ولكن أحترم رأيه ولا أتهجم عليه بسوء .
بعض ما ورد في أحاديثهم رغم أن هناك أحاديث تقول اعرضوا احاديثنا على كتاب الله فإن وافقها فخذوا بها وإن لا فاضربوا بها عرض الجدار .
نأتي إلى بعض أحاديثهم والتي ورد فيها حرمة هذا الفعل
- في كتاب مقتل الحسين لأبي مخنف الأزدي عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : اني جالس في تلك العشية التي قتل ابي صبيحتها وعمتي زينب عندي تمرضني إذ اعتزل ابي باصحابه في خباء له وعنده حوى مولى ابي ذر الغفاري وهو يعالج سيفه ويصلحه وابي يقول : يا دهرف أف لك من خليل * كم لك بالاشراق والاصيل
من صاحب أو طالب قتيل * والدهر لا يقنع بالبديل
وانما الامر إلى الجليل * وكل حي سالك السبيل
قال : فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها فعرفت ما أراد فخنقتني عبرتي فرددت دمعي ولزمت السكون فعلمت ان البلاء قد نزل ، فاما عمتي فانها سمعت ما سمعت وهي امرأة وفي النساء الرقة والجزع ، فلم تملك نفسها ان وثبت تجر ثوبها وانها
لحاسرة حتى انتهت إليه فقالت : واثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة اليوم ماتت فاطمة امي ، وعلي ابي ، وحسن اخي ، يا خليفة الماضي وثمال الباقي . قال : فنظر إليها الحسين ( ع ) فقال : يا اخية لا يذهبن حلمك الشيطان ، قالت : بابي انت
وامي يا ابا عبدالله استقتلت نفسي فداك ، فرد غصته وترقرقت عيناه وقال : لو ترك القطاء ليلا لنام ، قالت : يا ويلتى افتغصب نفسك اغتصابا فذلك اقرح لقلبي واشد على نفسي ، و لطمت وجهها واهوت إلى جيبها وشقته وخرت مغشيا عليها
فقام إليها الحسين فصب على وجهها الماء وقال لها : يا اخية اتقي الله ، وتعزى بعزاء الله ، واعلمي ان اهل الارض يموتون ، وان اهل السماء لا يبقون ، وان كل شئ هالك الا وجه الله الذي خلق الارض بقدرته ، ويبعث الخلق فيعودون
وهو فرد وحده ، أبي خير مني ، وامي خير مني ، وأخي خير مني ، ولي ولهم ولكل مسلم برسول الله اسوة . قال فعزاها بهذا ونحوه وقال لها : يا اخية اني اقسم عليك فابرى قسمي ولا تشقى علي جيبا ، ولا تخمشي علي وجها ، ولا تدعى علي بالويل والثبور إذا انا هلكت . قال : ثم جاء بها حتى اجلسها عندي ، وخرج إلى اصحابه ، فامرهم ان يقربوا بعض بيوتهم من بعض ، وأن يدخلوا الاطناب بعضها في بعض ، وأن يكونوا هم بين البيوت الا الوجه الذي يأتيهم منه عدوهم .
وقد ورد ذلك بأسانيد أخرى في كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي وفي كتاب الارشاد وفي كتاب المناقب لإبن شهراشوب وغيرهم
وبالنسبة للقبح العقلي فالآن لو تأخذ صورة لأحد المطبرين وهو مغسَّل بالدم وأريتها لمرجع يجيز التطبير من دون أن تقول له هذه صورة لأحد المطبرين فيسقول لك من صورة هذا الشهيد ومن فظَّع وفعل به هكذا ؟
وإن كان بجانبه أطفال فقد يقول لك لا تريها للأطفال لأن المشهد مؤلم وهو لا يعرف انه من المطبرين .
ولا تذهب بعيداً فالحروب التي تحصل في وطننا العربي تجد أي محطة تلفزيونية تريد أن تنقل مشهد لأحد الضحايا الملطخين بالدماء تقول لك المحطة قبل أن تعرض عليك المشهد نرجو أن لا يشاهد الأطفال هذا المشهد .
إذن من خلال هذين المثلين يتضح لنا ان هذه المشاهد غير مستساغة بل تجعل أطفالنا وتجعلنا نعتاد على رؤية الدم مما يجعل القلب قاسي ويجعل من البعض يحب الدماء وما أجمل عبارة الملائكة عندما قالت : وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء
وهنا الملائكة لم تخصص في أن سفك الدماء تأتي من سفك الإنسان لنفسه أو سفك الآخرين له وهذا يؤكد على أن ديننا ليس دين دموي بل الإسلام دين سلام ومحبة .
وقد يخطئ من يظن أن التعبير عن الحب يأتي من خلال التطبير وإسالة الدماء والمشي على الجمر يعني لا ينقصنا إلا أن نرمي بأنفسنا من على السطوح لنبرهن حبنا للحسين عليه السلام بل أعجب من هذا الحب الكبير فقط يوم العاشر بينما في باقي الأيام يقضيها أحدهم باللعب واللهو والتسلية والضحك .
فحبنا للإمام الحسين هو أن نتبع منهجه وتعاليمه ونبكي عليه ونحزن لما جرى عليه وأن نُوَطِّن أنفسنا لنصرة حفيده قائم آل محمد بالدعاء والعمل وليس بالمشي على الجمر أو بسفك الدماء .
وهذه عينة ممن حرمه من المراجع
الذين أفتوا بحرمة التطبير :
وقد علقت تلك الفتاوى في المراكز والموسسات
الاسلاميه ، والاماكن العامه
1 -السيد الخميني
2 - السيد الخامنئي
3 - هادي معرفه
4 - السيد الهاشمي
6 - السيد الحائري
7 - الايرواني
8 - المشكيني
9 - صانعي
10 - اللنكراني
11 - فتوى للسيد محسن الحكيم يحرم التطبير
بالعنوان الثانوي وقد نقلها السيد محمد باقر
الحكيم .
وحتى السيد السيستاني يرى بحرمة التطبير بالعنوان
الثانوي (اذا كان التطبير يؤدي الى السخريه والهتك
بالمذهب ).
ومن أبرز المراجع الذين ذهبوا الى حرمة التطبير في السابق او في عصرنا الحاضر:
1. السيد الخميني
2. السيد محسن الامين العاملي
3. السيد ابوالحسن الاصفهاني
4. السيد هبة الدين الشهرستاني
5. الشيخ عبدالكريم الجزائري
6. السيد محسن الحكيم
7. السيد علي السيستاني
8. السيد محمد باقر الحكيم
9. الشيخ محمد على الاراكي
10. الشيخ حسين نوري الهمداني
11. السيد كاظم الحائري
12. الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
13. السيد محمد حسين فضل الله ..
14. السيد كمال الحيدري
ولم يعتبرها السيد الخوئي من الشعائر وأفتى بعدم جوازها اذا ادت الى هتك حرمة ووهن المذهب .. كما أن الشيخ التبريزي أخرجها من الشعائر.
السيد محسن الحكيم (( إن هذه الممارسات ( التطبير) ليست فقط مجرد ممارسات ... هي ليست من الدين وليست من الأمور المستحبة بل هذه الممارسات أيضا مضرة بالمسلمين وفي فهم الإسلام الأصيل وفي فهم أهل البيت عليهم السلام ولم أر أي من العلماء عندما راجعت النصوص والفتاوى يقول بان هذا العمل مستحب يمكن إن تقترب به إلى الله سبحانه وتعالى ان قضية التطبير هي غصة في حلقومنا))
السيد أبو القاسم الخوئي:في رد على سؤاله حول إدماء الرأس وما شاكل يقول (( لم يرد نص بشرعيته فلا طريق إلى الحكم باستحبابه)) المسائل الشرعية ج2 ص 337ط دار الزهراء بيروت
السيد محمد باقر الصدر في جوابه لسؤال الدكتور التيجاني حين زاره في النجف الاشرف (( ان ما تراه من ضرب الأجسام وإسالة الدماء هو من فعل عوام الناس وجهالهم ولا يفعل ذلك أي واحد من العلماء بل هم دائبون على منعه وتحريمه)) كل الحلول عند آل الرسول ص 150 الطبعة الأولى 1997 م للتيجاني
السيد أبو الحسن الأصفهاني (( ان استعمال السيوف والسلاسل والطبول والأبواق وما يجري اليوم من أمثالها في مواكب العزاء بيوم عاشوراء باسم الحزن على الحسين (عليه السلام) انما هو محرم وغير شرعي )) كتاب هكذا عرفتهم الجزء الأول لجعفر الخليلي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي (( على المؤمنين الأخوة والأخوات السعي إلى إقامة مراسم العزاء بإخلاص واجتناب الأمور المخالفة للشريعة الإسلامية وأوامر الأئمة (عليهم السلام) ويتركوا جميع الأعمال التي تكون وسيلة بيد الأعداء ضد الإسلام، إذ عليهم اجتناب التطبير وشد القفل وأمثال ذلك...))
السيد كاظم الحائري (( ان تضمين الشعائر الحسينية لبعض الخرافات من أمثال التطبير يوجب وصم الإسلام والتشيع بالذات بوصمة الخرافات خاصة في هذه الأيام التي أصبح إعلام الكفر العالمي مسخرا لذلك ولهذا فممارسة أمثال هذه الخرافات باسم شعائر الحسين (عليه السلام) من أعظم المحرمات))
السيد محمد حسين فضل الله (( ...كضرب الرأس بالسيف أو جرح الجسد أو حرقه حزنا على الإمام الحسين (عليه السلام) فانه يحرم إيقاع النفس في أمثال ذلك الضرر حتى لو صار مألوفا أو مغلقا ببعض التقاليد الدينية التي لم يأمر بها الشرع ولم يرغب بها.)) إحكام الشريعة ص 247
الشيخ محمد مهدي الاصفهي (( لقد دخلت في الشعائر الحسينية بعض الأعمال والطقوس فكان له دور سلبي في عطاء الثورة الحسينية وأصبحت مبعثا للاستخفاف بهذه الشعائر مثل ضرب القامات.)) عن كيهان العربي 3 محرم 1410 هـ
السيد محسن الأمين ((.... كما ان ما يفعله جملة من الناس من جرح أنفسهم بالسيوف أو اللطم المؤدي إلى إيذاء البدن إنما هو من تسويلات الشيطان وتزيينه سوء الأعمال.)) كتاب المجالس السنية الطبعة الثالثة ص 7
محمد جواد مغنية ((.... ما يفعله بعض عوام الشيعة في لبنان والعراق وإيران كلبس الأكفان وضرب الرؤوس والجباه بالسيوف في العاشر من المحرم ان هذه العادات المشينة بدعة في الدين والمذهب وقد أحدثها لأنفسهم أهل الجهالة دون ان يأذن بها إمام أو عالم كبير كما هو الشأن في كل دين ومذهب حيث توجد فيه عادات لا تقرها العقيدة التي ينتسبون إليها ويسكت عنها من يسكت خوف الاهانة والضرر.)) كتاب تجارب محمد جواد مغنية
الدكتور مرتضى المطهري(( ان التطبير والطبل عادات ومراسيم جاءتنا من ارثودوكس القفقاز وسرت في مجتمعنا كالنار في الهشيم.)) كتاب الجذب والدفع في شخصية الإمام علي (عليه السلام)
وهناكأراء مشابهة ضد ظاهرة التطبير ومنهم:
الشيخ الاراكي
السيد محمود الهاشمي
محمد باقر الناصري
والعديد من كبار المراجع
قد أناقش الكثير ممن يخالفني وأحترمه لأنه في نفسه محترم حتى لو كان هناك أبواب خلافات عقائدية بينك وبينه ولكنه يحاورك بأخلاق وهذا هو المهم وأما الغير محترم أعرض عنه
لأنه لا يتورع عن الكذب في كثير من المواضيع والمشاركات فما تكاد تحشره بزاوية حتى يواجهك بشتيمة لينسيك انك حشرته وذلك من خلال التعرض لعرضك أو نسبك أو والديك مبرراً ذلك باتباعه الرواية الكاذبة التي تقول
إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة.
والتي تختلف عنها الكثير من الروايات والآيات القرآنية بل هذا حديث مطّاطي يستطيع أن يلبسه كل الناس ليواجهوا اخصامهم تحت حجة ان كل خصمٍ عندهم مبتدع فيكون هذا الحديث سبباً لرمي الآخرين بالكذب والبهتان والسب والشتم تحت حجة انه مبتدع وبأنه يجب تنفيذ هذا الحديث عليه وللأسف يتحول الى انتصار في الرأي لا للدين ويعتبر ان كل مخالفاً لرأيه هو مبتدع .
والأنكى من ذلك بأنه يأتي كحمامة السلام ويقول تفضل إقنعني فأنا من الجاهلين وأريد أن أكون من المهتدين وعندما تبدأ حججك لا ينفك عن سبك وشتمك وتجريحك ولا يتورع عن اي حرمة اتجاهك ظناً منه بأنه يطبق الحديث المكذوب وبأن أهل البيت في غاية الرضا والسرور منه لفظاظته معك والتي لم تكن من أخلاق النبي وأهل بيته هذه الفظاظة .
والله عز وجل هو القائل :
وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
على كل حال بإختصار كي لا يقال بأننا في كل شهر محرم الحرام نتهجم على شعيرتهم بل على جعلها من الشعائر الحسينية أقول بكل إختصار بأن التطبير محرَّم في الكتاب والسنة وهما أهم مصدريّ تشريع وقبيحة عقلاً وعُرفاً .
الكتاب ذكر ما يلي إستهجان الملائكة بسفك الدم
وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك
قد يأتي البعض ليقول لك عن الحجامة أو غيرها فالقاعدة العامة هي حرمة سفك دم إلا بما استثناه المشرِّع الأول وهو الله ورسوله وأئمة أهل البيت عليهم السلام تباعاً .
فيحرم سفك الدماء إلا للجهاد في سبيل الله عز وجل أو للحجامة أو لذبح الحيوانات المحلل أكلها أو غيرها مما حلله المشرع الأول ولذا المسألة ليست كما يقولها البعض بأن كل شيء مباح ما لم يذكره المشرع وإلا هناك أنواع من المخدرات تصبح جائزة لعدم ذكرها في الكتاب والسنة فيكون سفك الدم حرام إلا ما أثبت حليته وليس العكس أي أن البعض يرون حلية سفك الدم إلا ما روي عن حرمته فالقاعدة الكلية هي الحرمة .
وأيضاً وردت قاعدة الضرر في القرآن بأنه كل ما هو فيه ضرر أو ضرره أكبر من نفعه يتم تحريمه وهذه القاعدة تقريباً إشترك بها أغلب المراجع الذين رؤوا حرمة التطبير تحت قاعدة الضرر الذي يؤدي إلى توهين المذهب وإشمئزاز الناس من التشيع كي لا يتصيد المخالفون من هذه الأفعال ذريعة في تصوير أن هذا الفعل هو عدم صوابية الفكر الشيعي
وقد ذكر الله في كتابه ذلك قائلاً
يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون
إذاً نحن هنا أمام آيتين واضحتين تحرمان التطبير الأولى تحت عنوان سفك الدماء والثانية تحت عنوان النفع والضرر .
نأتي إلى السنة النبوية وأحاديث أئمة أهل البيت عليهم السلام ولقد كتبت موضوعاً قديماً هنا في المنتدى وأكتب الآن هذا التعليق لعله وعسى أن يفتح عقول البعض على أن لا أحاورهم فلطالما حاورتهم من قبل ولم أجد إلا تضييع لوقتي وعصبيات عندهم كبيرة وردود واهنة كقال لي مرجعي وقال لك مرجعك رغم انني لا أؤمن بمرجعية من يقول بالتطبير ولكن أحترم رأيه ولا أتهجم عليه بسوء .
بعض ما ورد في أحاديثهم رغم أن هناك أحاديث تقول اعرضوا احاديثنا على كتاب الله فإن وافقها فخذوا بها وإن لا فاضربوا بها عرض الجدار .
نأتي إلى بعض أحاديثهم والتي ورد فيها حرمة هذا الفعل
- في كتاب مقتل الحسين لأبي مخنف الأزدي عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : اني جالس في تلك العشية التي قتل ابي صبيحتها وعمتي زينب عندي تمرضني إذ اعتزل ابي باصحابه في خباء له وعنده حوى مولى ابي ذر الغفاري وهو يعالج سيفه ويصلحه وابي يقول : يا دهرف أف لك من خليل * كم لك بالاشراق والاصيل
من صاحب أو طالب قتيل * والدهر لا يقنع بالبديل
وانما الامر إلى الجليل * وكل حي سالك السبيل
قال : فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها فعرفت ما أراد فخنقتني عبرتي فرددت دمعي ولزمت السكون فعلمت ان البلاء قد نزل ، فاما عمتي فانها سمعت ما سمعت وهي امرأة وفي النساء الرقة والجزع ، فلم تملك نفسها ان وثبت تجر ثوبها وانها
لحاسرة حتى انتهت إليه فقالت : واثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة اليوم ماتت فاطمة امي ، وعلي ابي ، وحسن اخي ، يا خليفة الماضي وثمال الباقي . قال : فنظر إليها الحسين ( ع ) فقال : يا اخية لا يذهبن حلمك الشيطان ، قالت : بابي انت
وامي يا ابا عبدالله استقتلت نفسي فداك ، فرد غصته وترقرقت عيناه وقال : لو ترك القطاء ليلا لنام ، قالت : يا ويلتى افتغصب نفسك اغتصابا فذلك اقرح لقلبي واشد على نفسي ، و لطمت وجهها واهوت إلى جيبها وشقته وخرت مغشيا عليها
فقام إليها الحسين فصب على وجهها الماء وقال لها : يا اخية اتقي الله ، وتعزى بعزاء الله ، واعلمي ان اهل الارض يموتون ، وان اهل السماء لا يبقون ، وان كل شئ هالك الا وجه الله الذي خلق الارض بقدرته ، ويبعث الخلق فيعودون
وهو فرد وحده ، أبي خير مني ، وامي خير مني ، وأخي خير مني ، ولي ولهم ولكل مسلم برسول الله اسوة . قال فعزاها بهذا ونحوه وقال لها : يا اخية اني اقسم عليك فابرى قسمي ولا تشقى علي جيبا ، ولا تخمشي علي وجها ، ولا تدعى علي بالويل والثبور إذا انا هلكت . قال : ثم جاء بها حتى اجلسها عندي ، وخرج إلى اصحابه ، فامرهم ان يقربوا بعض بيوتهم من بعض ، وأن يدخلوا الاطناب بعضها في بعض ، وأن يكونوا هم بين البيوت الا الوجه الذي يأتيهم منه عدوهم .
وقد ورد ذلك بأسانيد أخرى في كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي وفي كتاب الارشاد وفي كتاب المناقب لإبن شهراشوب وغيرهم
وبالنسبة للقبح العقلي فالآن لو تأخذ صورة لأحد المطبرين وهو مغسَّل بالدم وأريتها لمرجع يجيز التطبير من دون أن تقول له هذه صورة لأحد المطبرين فيسقول لك من صورة هذا الشهيد ومن فظَّع وفعل به هكذا ؟
وإن كان بجانبه أطفال فقد يقول لك لا تريها للأطفال لأن المشهد مؤلم وهو لا يعرف انه من المطبرين .
ولا تذهب بعيداً فالحروب التي تحصل في وطننا العربي تجد أي محطة تلفزيونية تريد أن تنقل مشهد لأحد الضحايا الملطخين بالدماء تقول لك المحطة قبل أن تعرض عليك المشهد نرجو أن لا يشاهد الأطفال هذا المشهد .
إذن من خلال هذين المثلين يتضح لنا ان هذه المشاهد غير مستساغة بل تجعل أطفالنا وتجعلنا نعتاد على رؤية الدم مما يجعل القلب قاسي ويجعل من البعض يحب الدماء وما أجمل عبارة الملائكة عندما قالت : وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء
وهنا الملائكة لم تخصص في أن سفك الدماء تأتي من سفك الإنسان لنفسه أو سفك الآخرين له وهذا يؤكد على أن ديننا ليس دين دموي بل الإسلام دين سلام ومحبة .
وقد يخطئ من يظن أن التعبير عن الحب يأتي من خلال التطبير وإسالة الدماء والمشي على الجمر يعني لا ينقصنا إلا أن نرمي بأنفسنا من على السطوح لنبرهن حبنا للحسين عليه السلام بل أعجب من هذا الحب الكبير فقط يوم العاشر بينما في باقي الأيام يقضيها أحدهم باللعب واللهو والتسلية والضحك .
فحبنا للإمام الحسين هو أن نتبع منهجه وتعاليمه ونبكي عليه ونحزن لما جرى عليه وأن نُوَطِّن أنفسنا لنصرة حفيده قائم آل محمد بالدعاء والعمل وليس بالمشي على الجمر أو بسفك الدماء .
وهذه عينة ممن حرمه من المراجع
الذين أفتوا بحرمة التطبير :
وقد علقت تلك الفتاوى في المراكز والموسسات
الاسلاميه ، والاماكن العامه
1 -السيد الخميني
2 - السيد الخامنئي
3 - هادي معرفه
4 - السيد الهاشمي
6 - السيد الحائري
7 - الايرواني
8 - المشكيني
9 - صانعي
10 - اللنكراني
11 - فتوى للسيد محسن الحكيم يحرم التطبير
بالعنوان الثانوي وقد نقلها السيد محمد باقر
الحكيم .
وحتى السيد السيستاني يرى بحرمة التطبير بالعنوان
الثانوي (اذا كان التطبير يؤدي الى السخريه والهتك
بالمذهب ).
ومن أبرز المراجع الذين ذهبوا الى حرمة التطبير في السابق او في عصرنا الحاضر:
1. السيد الخميني
2. السيد محسن الامين العاملي
3. السيد ابوالحسن الاصفهاني
4. السيد هبة الدين الشهرستاني
5. الشيخ عبدالكريم الجزائري
6. السيد محسن الحكيم
7. السيد علي السيستاني
8. السيد محمد باقر الحكيم
9. الشيخ محمد على الاراكي
10. الشيخ حسين نوري الهمداني
11. السيد كاظم الحائري
12. الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
13. السيد محمد حسين فضل الله ..
14. السيد كمال الحيدري
ولم يعتبرها السيد الخوئي من الشعائر وأفتى بعدم جوازها اذا ادت الى هتك حرمة ووهن المذهب .. كما أن الشيخ التبريزي أخرجها من الشعائر.
السيد محسن الحكيم (( إن هذه الممارسات ( التطبير) ليست فقط مجرد ممارسات ... هي ليست من الدين وليست من الأمور المستحبة بل هذه الممارسات أيضا مضرة بالمسلمين وفي فهم الإسلام الأصيل وفي فهم أهل البيت عليهم السلام ولم أر أي من العلماء عندما راجعت النصوص والفتاوى يقول بان هذا العمل مستحب يمكن إن تقترب به إلى الله سبحانه وتعالى ان قضية التطبير هي غصة في حلقومنا))
السيد أبو القاسم الخوئي:في رد على سؤاله حول إدماء الرأس وما شاكل يقول (( لم يرد نص بشرعيته فلا طريق إلى الحكم باستحبابه)) المسائل الشرعية ج2 ص 337ط دار الزهراء بيروت
السيد محمد باقر الصدر في جوابه لسؤال الدكتور التيجاني حين زاره في النجف الاشرف (( ان ما تراه من ضرب الأجسام وإسالة الدماء هو من فعل عوام الناس وجهالهم ولا يفعل ذلك أي واحد من العلماء بل هم دائبون على منعه وتحريمه)) كل الحلول عند آل الرسول ص 150 الطبعة الأولى 1997 م للتيجاني
السيد أبو الحسن الأصفهاني (( ان استعمال السيوف والسلاسل والطبول والأبواق وما يجري اليوم من أمثالها في مواكب العزاء بيوم عاشوراء باسم الحزن على الحسين (عليه السلام) انما هو محرم وغير شرعي )) كتاب هكذا عرفتهم الجزء الأول لجعفر الخليلي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي (( على المؤمنين الأخوة والأخوات السعي إلى إقامة مراسم العزاء بإخلاص واجتناب الأمور المخالفة للشريعة الإسلامية وأوامر الأئمة (عليهم السلام) ويتركوا جميع الأعمال التي تكون وسيلة بيد الأعداء ضد الإسلام، إذ عليهم اجتناب التطبير وشد القفل وأمثال ذلك...))
السيد كاظم الحائري (( ان تضمين الشعائر الحسينية لبعض الخرافات من أمثال التطبير يوجب وصم الإسلام والتشيع بالذات بوصمة الخرافات خاصة في هذه الأيام التي أصبح إعلام الكفر العالمي مسخرا لذلك ولهذا فممارسة أمثال هذه الخرافات باسم شعائر الحسين (عليه السلام) من أعظم المحرمات))
السيد محمد حسين فضل الله (( ...كضرب الرأس بالسيف أو جرح الجسد أو حرقه حزنا على الإمام الحسين (عليه السلام) فانه يحرم إيقاع النفس في أمثال ذلك الضرر حتى لو صار مألوفا أو مغلقا ببعض التقاليد الدينية التي لم يأمر بها الشرع ولم يرغب بها.)) إحكام الشريعة ص 247
الشيخ محمد مهدي الاصفهي (( لقد دخلت في الشعائر الحسينية بعض الأعمال والطقوس فكان له دور سلبي في عطاء الثورة الحسينية وأصبحت مبعثا للاستخفاف بهذه الشعائر مثل ضرب القامات.)) عن كيهان العربي 3 محرم 1410 هـ
السيد محسن الأمين ((.... كما ان ما يفعله جملة من الناس من جرح أنفسهم بالسيوف أو اللطم المؤدي إلى إيذاء البدن إنما هو من تسويلات الشيطان وتزيينه سوء الأعمال.)) كتاب المجالس السنية الطبعة الثالثة ص 7
محمد جواد مغنية ((.... ما يفعله بعض عوام الشيعة في لبنان والعراق وإيران كلبس الأكفان وضرب الرؤوس والجباه بالسيوف في العاشر من المحرم ان هذه العادات المشينة بدعة في الدين والمذهب وقد أحدثها لأنفسهم أهل الجهالة دون ان يأذن بها إمام أو عالم كبير كما هو الشأن في كل دين ومذهب حيث توجد فيه عادات لا تقرها العقيدة التي ينتسبون إليها ويسكت عنها من يسكت خوف الاهانة والضرر.)) كتاب تجارب محمد جواد مغنية
الدكتور مرتضى المطهري(( ان التطبير والطبل عادات ومراسيم جاءتنا من ارثودوكس القفقاز وسرت في مجتمعنا كالنار في الهشيم.)) كتاب الجذب والدفع في شخصية الإمام علي (عليه السلام)
وهناكأراء مشابهة ضد ظاهرة التطبير ومنهم:
الشيخ الاراكي
السيد محمود الهاشمي
محمد باقر الناصري
والعديد من كبار المراجع
تعليق