إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

تسمية الطافة المسماة " أهل السنة و الجماعة " بالمجوس في الروايات الشريفة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تسمية الطافة المسماة " أهل السنة و الجماعة " بالمجوس في الروايات الشريفة

    تسمية النواصب بالمجوس
    ===
    في الروايات عن المعصومين عليه السلام ما مضمونه :
    1-القدرية مجوس هذه الأمة . (1)
    2-لُعِنت القدرية على لسان 70 نبي . (2)
    وعلى هذا التحقيق في الصورة - وهو ممتاز وتشير إليه الكثير من الروايات - يكون المقصود بالقدرية في الروايات عن الرسول يعني أهل السنة والجماعة لأنهم يقولون أن الله فاعل الخير والشر حقيقةً يعني مذهب الجبر .

    والأشاعرة أصرح من السلفية في هذا الجبر فهم يعترفون أنه ليس للعبد قدرة وأن الفاعل هو فقط الله عز وجل بينما يسمى العبد فاعلاً مجازاً , أما السلفية فذهبوا لمعنى سخيف لا يقبله عقل وهو أن المنفذ هو الله و العبد لكن ليس على معنى الشراكة في الفعل بل بمعنى أن الله خلق في العبد الفعل فنُسب له أيضاً .
    وكلا المذهبان لا يستطيع العقل العادي استيعابهما -فهي لا معقولات- لو نريد أن نفصّل فيهما .
    وبالنسبة لتسميتهم مجوس فالروايات مستفيضة أن القدرية مجوس هذه الأمة , وأيضاً هم معروفون بعادة التكتّف في الصلاة ومن تشبه بقوم فهو منهم -مضمون الخبر- كما في الروايات عن المعصومين عليهم السلام . (3)
    ===
    1-توحيد الصدوق : قال عليه السلام: إن القدرية مجوس هذه الأمة .
    وأيضاً في الكافي عن الإمام علي عليه السلام بعد ذكر مقالة المجبّرة " تلك مقالة إخوان عبدة الأوثان وخصماء الرحمن وحزب الشيطان وقدرية هذه الأمة ومجوسها " .
    2-الطرائف نقل عن الرسول : لُعنت القدرية على لسان سبعين نبياً ; قيل : و من القدرية يا رسول الله ؟ فقال : قوم يزعمون أن الله سبحانه قدّر عليهم المعاصي و عذبهم عليها .
    3-روى الصدوق عن الإمام علي عليه السلام: أنه قال: لا يجمع المسلم يديه في صلاته، وهو قائم بين يدي الله عز وجل، يتشبه بأهل الكفر - يعني المجوس - .
    نهج البلاغة : قَلَّ من تشبّه بقوم إلا أوشك أن يكون منهم .
    ---ولوازم الجبر واحدة من إثنان :
    -أن الله فاعل للقبيح -تعالى عن ذلك- المستحق عليه الذم من العقلاء ; أي الوصف بالحمق وما شاكل , لأن التعذيب على شيء العباد لم يفعلوه فعل الحمقى .
    -أو أنه لا جنّة ولا نار لأن العباد ليسوا مستحقين لعقاب ولا ثواب فلم يفعلوا شيئاً .

  • #2
    في التشابه بين المجوس و المجبرة من هذه الأمة -خصيصا الأشاعرة-

    يقول الملا صالح‌ المازندراني في شرحه على الكافي ج5 ص11 :
    هم -أي القدرية- الأشاعرة وغيرهم من القائلين بالجبر ووجه المناسبة بينهم وبين المجوس متعدد:
    الأول أن المجوس قالوا بأصلين النور والظلمة ويسمون الأول بيزدان والثاني بأهرمن وينسبون جميع الخيرات إلى الأول وجميع الشرور إلى الثاني وليس للعباد عندهم فعل أصلا كما هو عند الأشاعرة.
    الثاني: أن المجوس قالوا إن الله يفعل فعلا ثم يتبرء منه كما خلق إبليس ثم تبرأ منه، والأشاعرة أيضا قالوا إن الله يفعل القبائح ثم يتبرأ منها.
    الثالث: أن المجوس قالوا إن نكاح الامهات والأخوات بقضاء الله وقدره وإرادته، والأشاعرة وافقوهم حيث قالوا: إن نكاح المجوس أمهاتم وأخواتهم بقضاء الله وقدره إرادته. (1)
    الرابع: أن المجوس قالوا إن القادر على الخير لا يقدر على الشر وبالعكس، والأشاعرة أيضا قالوا مثل ذلك حيث قالوا: إن كاسب الخير لا يقدر على الشر وبالعكس.
    الخامس: أن المجوس يثبتون له تعالى شريكا، والأشاعرة أيضا يثبتون له شركاء حيث قالوا بوجود صفات زائدة قديمة غير مخلوقة فلزمهم القول بتعدد الإله، فهم أقبح من المجوس لأن المجوس يقرون بشريك واحد ويسمونه أهر من وهم يقرون بشركاء متكثرة .
    والأشاعرة لما لم يقدروا على إنكار الحديث المذكور نسبوا القدرية والمجوسية إلى الفرقة العدلية -أعني المعتزلة والإمامية- وقالوا: العدلية قدرية ومجوسية لأنهم قالوا قدرة العبد مؤثرة موجدة لأفعالهم فهم قدرية لقولهم بوجود القدرة المؤثرة لغير الله تعالى .

    ===
    1-يعني على نحو الجبر .

    تعليق


    • #3
      " قد تطلق على الجبرية " وينبغي أن يكون هذا هو الاستعمال الشائع كما في نظائره يطلق الإمامية: على القائلين بالإمامة دون المنكرين، والجبرية: على القائلين بالجبر دون المنكرين، والعدلية: على القائلين بالعدل وأمثالها، فالقدرية: هم القائلون بالقدر، أي من يقول كل فعل من أفعال الأنسان بقدر الله (1) لكن الأشاعرة لم يستطيعوا أن يردوا الحديث المنقول عن النبي (صلى الله عليه وآله) " القدرية مجوس هذه الأمة " ولم يروا أن يعترفوا بأنهم أنفسهم قدرية فسروا القدرية بمن ينفي القدر وما وجدنا نظيره في كلام العرب، ولو جاز ذلك جاز أن يقال: النحوي من ينكر علم النحو، والصرفي: من ينكر علم الصرف، واللغوي: هو الذي لا يعرف من اللغة شيئا والاثنا عشري: من ينكر إمامة الأئمة الاثني عشر. والاسطرلابي: من لا يعرف الاسطرلاب، والاخباري: من ينكر الأخبار، والسني: من لا يتمسك بالسنة النبوية. ولكن لما اشتهر تفسيرهم القدرية بنفي القدر جاء في بعض الأخبار أيضا جريا على اللفظ المشهور وربما يقال: إذا أكثر رجل من ذكر شئ وإن كرهه ينسب إليه وهو غير صحيح فإن الجبرية أيضا يكثرون ذكر القدر بل أكثر من المفوضة.
      اسم الکتاب : شرح أصول الكافي المؤلف : الملا صالح‌ المازندراني الجزء : 5 صفحة : 4

      ===
      1-على نحو الجبر .

      تعليق


      • #4
        القدریة:

        هذا الاسم أطلقته المعتزلة علی الأشاعرة، باعتبار قولها بالقدر، و أنّ اللّه تعالی هو الذی قدّر الشر و الکفر، و أنّ أفعال العباد خارجة عن استطاعتهم فی الاختیار، بل هی مقدّرة بقدر اللّه و قضائه فی علمه الأزلی القدیم، حسبما تقدّم فی کلام الأشعری.
        و حاول الأشعری ردّ هذا الاسم علی المعتزلة، بحجة قولهم بقدرة العبد علی فعله و استطاعته فیما یختار. قال: «و زعمت القدریة- یرید بهم أصحاب الاعتزال- أنّا نستحق اسم القدر، لأنّا نقول: انّ اللّه عزّ و جلّ قدر الشر و الکفر، فمن یثبت القدر کان قدریا، دون من لم یثبته. یقال لهم: القدری هو من یثبت القدر لنفسه، دون ربه عزّ و جلّ، و أنّه یقدّر أفعاله دون خالقه. و کذلک هو فی اللغة، لأنّ الصائغ هو من زعم أنّه یصوغ، دون من یقول: انّه یصاغ له. فلما کنتم- خطاب الی المعتزلة- تزعمون أنّکم تقدّرون أعمالکم و تفعلونها دون ربکم، وجب أن تکونوا قدریة، و لم نکن نحن قدریة، لأنّا لم نضف الأعمال الی أنفسنا دون ربّنا، و لم نقل: إنّا نقدّرها دونه، و قلنا: إنّها تقدّر لنا» [2].
        قال أبو الفتح محمد بن علی الکراجکی: «لم نجد فی أسماء الفرق ما ینکره أصحابه و یتبرأ منه أهله، سوی القدریة. فأهل العدل- یعنی بهم فرقة الاعتزال- یقولون لأهل الجبر- یعنی بهم الأشاعرة: أنتم القدریة، و أهل الجبر یقولون لأهل العدل: أنتم القدریة. و إنّما تبرأ الجمیع من ذلک، لأنّهم رووا-من طریق أبی هریرة- عن النبیّ (صلّی اللّه علیه و آله) أنّه لعن القدریة، و قال: إنّهم مجوس هذه الامة، ان مرضوا فلا تعودوهم، و إن ماتوا فلا تشهدوهم» [1].
        قلت: أمّا الحدیث فمفتعل بلا ریب. قال أبو حاتم: «و هذا الحدیث باطل». و قال النسائی: «هذا الحدیث باطل کذب». و یذکر ابن الجوزی حدیث لعن القدریة، ثمّ یعقب: «هذا حدیث لا شک فی وضعه» [2].
        أمّا استدلال الأشعری فلا یعدو مغالطة مفضوحة، إذ «القدریة» نسبة إلی القول بالقدر- بفتحتین- کالجبریة نسبة إلی القول بالجبر، و لیس اشتقاقا من القدرة بمعنی الاستطاعة. هذا فضلا عن أنّ القیاس بالصائغ، قیاس مع الفارق بعد أن کانت الکلمة المبحوث عنها «قدریة»- بیاء نسبة- لا «قادر» اسم فاعل.
        و علیه فلو صحّ الحدیث- و لم یصحّ- کان انطباقه علی مذهب الأشعری، القائل بالقدر، و سلب قدرة العباد، أولی من انطباقه علی مذهب الاعتزال، القائل باستقلال العباد فی اختیاراتهم للافعال. فالقدریة- علی ذلک- هم الجبریة من غیر فرق.
        و کذلک اذنابهم من الفرق المتأخرة کالتیمیّة و الوهابیة، علی ما سنرمز الیهم فی الفصل القادم علی الهامش.

        اسم الکتاب : التمهید فی علوم القرآن المؤلف : الشیخ محمد هادی المعرفت الجزء : 3 صفحة : 75

        ===
        تعليق : الحديث صحّ من طرقنا في أكثر من مصدر معتبر فالكلام ينطبق عليهم .

        تعليق


        • #5
          قال عليه السلام : وقدريّة هذه الاُمّة ومجوسها . [ ص155 ح1 ] أقول : مجوسها هم الأشاعرة لا المعتزلة ، والدليل على ذلك ما روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال لرجل قدم عليه من فارس : «أخبرني بأعجب شيء رأيته» ، فقال : رأيت قوماً ينكحون اُمّهاتهم وأخواتهم ، فإذا قيل لهم : لِمَ تفعلون ؟ قالوا : قضاء اللّه علينا وقدره . فقال صلى الله عليه و آله : « سيكون في آخر اُمّتي أقوام يقولون مثل مقالتهم اُولئك مجوس هذه الاُمّة » [2] . وما روي عن الإمام الحسن بن عليّ عليهماالسلام : من أنّه قال : « بعث اللّه تعالى محمّداً إلى العرب ، وهم قدريّة يحملون ذنوبهم على اللّه » . ويصدّق قوله هذا ما قاله تعالى : « وَإِذا فَعَلُواْ فَـحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَآ ءَابَآءَنَا وَ اللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا » [3] . ثمّ إنّ الحسن البصري قال : من زعم أنّ المعاصي من اللّه ـ عزوجل ـ جاء يوم القيامة مسودّاً وجهه [4] . ثمّ قرأ قوله تعالى : « وَ يَوْمَ الْقِيَـمَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ » [5] . ومن الناس من ظنّ أنّه يشمل المعتزلة ، وهو كان من معاصرينا [6] . وهو ظنّ باطل بعد ما عرفت من الشواهد الصادقة .

          [1] الأعراف (7) : 28 .
          [2] الطرائف ، ص344 ؛ بحار الأنوار ، ج5 ، ص47 ، ح74 .
          [3] الكشّاف ، ج2 ، ص75 ؛ البحر المحيط ، ج4 ، ص286 وفيهما : «عن الحسن البصري» ؛ شرح المازندراني ، ج5 ، ص11 . والآية في سورة الأعراف (7) : 28 .
          [4] في المخطوطة : «وجوههم» .
          [5] الأمالي للسيّد المرتضى ، ج1 ، ص106 المجلس 10 ؛ والآية في سورة الزمر (39) : 60 .
          [6] راجع : المواقف ، ج3 ، ص658 ؛ شرح المقاصد ، ج2 ، ص143 .

          اسم الکتاب : الحاشية علی اصول الكافي (العاملي) المؤلف : السيّد أحمد بن السيّد زين العابدين الحسيني العاملي الجزء : 1 صفحة : 378

          تعليق


          • #6
            هذا الاصطلاح أعني اطلاق القدرية على النافين للقدر شئ غير معروف في النسبة في لغة العرب ولذلك يجب حمل الحديث المشهور " القدرية مجوس هذه الأمة " على الجبريين لعدم اشتهار هذا الاستعمال في عصر النبي (صلى الله عليه وآله) وأما في أحاديث الأئمة (عليهم السلام) فجرى بعض الأوقات على المشهور عند القوم لأن إرادة غير المشهور يوجب حيرة المخاطب وضلاله.

            اسم الکتاب : شرح أصول الكافي المؤلف : الملا صالح‌ المازندراني الجزء : 5 صفحة : 18

            تعليق


            • #7
              قوله عليه السلام : بقول القدرية [ ص157 ح4 ]

              هم الذين يقولون كلّ شيء بقضاء من اللّه وقدر (1)، والأشعريّون حيث قالوا لا فعل للعبد لزمهم القول بأنّ كلّ شيء بقضاء من اللّه وقدر ؛ ولكن حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه و آلهأنّ القدريّة مجوس هذه الاُمّة [2] قالت الأشعريّة : القدريّة المعتزلة . وقالت المعتزلة : القدريّة الأشعريّة ، وقول المعتزلة أقرب للأشاعرة ، فلاحظ .
              اسم الکتاب : الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي) المؤلف : السید بدر الدین بن احمد الحسيني العاملی الجزء : 1 صفحة : 118

              ===
              1-على نحو الجبر

              تعليق


              • #8
                قد ضم أنصار عقيدة الجبر الإلهي، و هم غير الشيعة، إلى أحاديث القلم المذكورة، روايات أخرى نسبوها إلى رسول اللّه «صلى اللّه عليه و آله» ، و خرجوا بنتيجة تقضي بتعميم القدر و الجبر الإلهي لأفعال العباد أيضا. .

                و لكنهم يرفضون تسميتهم ب‌ «الجبرية» و «القدرية» و «المجبرة» ، لكي يتفادوا انطباق حديث: «القدرية مجوس هذه الأمة» عليهم.

                رغم أن الخلاّل، و هو أحد علماء الحنابلة قد أطلق كلمة «القدرية» على القائلين بالجبر (1)

                1-درء تعارض العقل و النقل ص 66 عن الخلاّل.

                اسم الکتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي الجزء : 28 صفحة : 188

                تعليق


                • #9
                  وهذا هو مذهب المجبرة في القول بتكليف ما لا يستطاع فهم مجوس هذه الامة وقدريتها بما اقتضاه هذا البيان (وقد قالت العدلية) للمجبرة ان من ادل دليل على انكم القدرية قولكم ان جميع افعال العباد بقدر من الله عزوجل وانه الذي قدر على المؤمن ان يكون مؤمنا وعلى الكافر ان يكون كافرا وانه لا يكون شئ إلا ان يقدره الله تعالى (قالت المجبرة) بل انتم احق بهذا لانكم نفيتم القدر وجحدتموه وانكرتم ان يكون الله سبحانه قدر لعباده ما اكتسبوه (قالت العدلية) قد غلطتم فيما ذكرتموه وجرتم فيما قضيتموه لأن الشئ يجب ان ينسب الى من اثبته واوجبه لا الى من نفاه وسلبه ويضاف الى من اقر به واعتقده لا الى من انكره وجحده فتأملوا قولنا تعلموا انكم القدرية دوننا

                  اسم الکتاب : كنزالفوائد المؤلف : الشيخ أبوالفتح الكراجكي الجزء : 1 صفحة : 50

                  تعليق


                  • #10
                    من المعلوم أنّ المجبّرة هم الذين يصفون أنفسهم بأنهم يقولون بالقدر، و يضيفون كلّ قليل و كثير و حقّ و باطل و طاعة و معصية إلى قدر اللّه، و إن وقعت منهم جناية يعتذرون و يقولون: كان ذلك قضاء اللّه و قدره، ما أمكننا ردّه، و يلهجون بذكر القدر على ما هو معلوم، فهم القدريّة بحكم هذا الاشتقاق.

                    إن قالوا: لو كنّا قدريّة للعلّة التي ذكرتموها، لوجب أن تكونوا قدريّة، لأنّكم تقولون إنّ اللّه تعالى قدّر أفعال نفسه و أفعال عباده، بمعنى أنّه كتبها في اللوح المحفوظ.

                    قلنا: و كلّ مسلم يقول بهذا، فيجب ان يكون جميع المسلمين قدريّة، فإنّ قالوا: أنتم القدريّة، و ذلك لأنّكم تضيفون أفعالكم إلى قدركم، و تقولون إنّا نقدّر أفعالنا.

                    قلنا: لو كان القدريّ من أثبت نفسه مقدّرا، لوجب أن يسمّي اللّه تعالى قدريّا، لأنّه وصف نفسه بذلك، بقوله: فقدر فيها أقواتها، و كذا وصف غيره في قوله: «إِنَّهُ فَكَّرَ وَ قَدَّرَ» [1].

                    و حكي عن بعض رؤساء المجبّرة أنّه قال يوما لأصحابه: «هل علينا عين؟

                    فقالوا: لا، فقال: كنّا نسمّى القدريّة فقلبناها عليهم و أعاننا السلطان على ذلك فانقلبت».


                    و ما حكيناه- من كلام أمير المؤمنين عليه السلام في جواب من سأله عن مسيره إلى الشام، و أنّه كان بقضاء و قدر من اللّه- يدلّ أيضا على أنّ القدريّة هم المجبّرة.

                    و مما يدلّ على أنّ القدريّة هم المجبّرة تشبيهه صلّى اللّه عليه و آله، القدريّة بالمجوس، و قد علمنا أنّ المجوس تضيف إلى اللّه تعالى و إلى إرادته الزنا و اللواط و نكاح المحارم من الأمّهات و البنات و الأخوات و استماع المعازف و هذا بعينه مذهب المجبّرة، لأنّهم يقولون: إنّ جميع ذلك بإرادة اللّه تعالى و قضائه و قدره، و هي خلقه و فعله.

                    فإن قالوا: مذهبكم يضاهي مذهب المجوس، لأنّهم ينفون الشرور عن اللّه تعالى. و كذا تفعلون أنتم، فأنتم القدريّة.

                    قلنا: و ما الشّرور التي نفاها المجوس عن اللّه تعالى؟.

                    إن قالوا: هي الأمراض و الآلام و المصائب و المحن و خلق المؤذيات من الهوامّ و السباع.

                    قلنا: نحن لا ننفي عن اللّه تعالى هذه الأمور، بل نضيفها إليه و نقول إنّه تعالى يفعلها لمصالح متعلّقة بها للمكلّفين.

                    و إن قالوا: المراد بالشرور هي القبائح و الأفعال التي لو وقعت منه لما كانت حسنة.

                    قلنا: فأنتم أيضا تنفون عن اللّه تعالى القبائح بهذا المعنى بل تنفون قدرته عليه بقولكم: إنّه غير منهيّ عن شي‌ء فلا يقبح منه شي‌ء، فليس هذا شيئا يختصّنا.

                    فإن قالوا: المراد بالشرور المعاصي.

                    قلنا: فالمجوس لا تختصّ بهذا المذهب، بل اليهود و النصارى يشاركانها في هذا المذهب، لأنّ اليهود و النصارى ينفون عن اللّه تعالى المعاصي.

                    و روى الحسن، عن حذيفة، عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله أنّه قال: «لعنت القدريّة و المرجئة على لسان سبعين نبيّا. قيل: و من القدريّة يا رسول اللّه؟

                    فقال: قوم يزعمون انّ اللّه سبحانه و تعالى قدّر عليهم المعاصي و عذّبهم عليها». [1]

                    و المرجئة يزعمون إنّ الإيمان قول بلا عمل.

                    و عن جابر بن عبد اللّه قال: «يكون في آخر الزمان قوم يعملون المعاصي، ثمّ يقولون: إنّ اللّه عزّ و جل قدرها علينا. الراد عليهم كالشاهر سيفه في سبيل اللّه» [2]

                    و عن الحسن البصريّ «إنّ اللّه تعالى بعث محمدا، صلّى اللّه عليه و آله إلى العرب، و هم قدريّة مجبّرة، يحملون ذنوبهم على اللّه. و تصديقه قوله تعالى: «وَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَ اللَّهُ أَمَرَنا بِها» [3].

                    و روى أبو الحسن، عن محمد بن علي المكيّ بإسناده عن النّبي صلى اللّه عليه و آله «إنّ رجلا قدم عليه من فارس، فقال له عليه السلام: «أخبرني بأعجب شي‌ء رأيت» قال: رأيت أقواما ينكحون أمّهاتهم و بناتهم و أخواتهم. و إذا قيل لهم: لم تفعلون؟ قالوا: قضاء اللّه تعالى علينا و قدره. فقال عليه السلام:

                    سيكون فى آخر أمّتي أقوام، يقولون مثل مقالهم، أولئك مجوس أمّتي» [4].


                    ===

                    [1] البحار: ج 5 ص 47 ح 73.

                    [2] البحار: ج ص 47 ح 75.

                    [3] لم نعثر عليه.

                    [4] البحار: ج 5 ص 47 ح 74.


                    اسم الکتاب : المنقذ من التقليد المؤلف : سديد الدين حمصى الرازی الجزء : 1 صفحة : 197

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محب الغدير 2
                      " قد تطلق على الجبرية " وينبغي أن يكون هذا هو الاستعمال الشائع كما في نظائره يطلق الإمامية: على القائلين بالإمامة دون المنكرين، والجبرية: على القائلين بالجبر دون المنكرين، والعدلية: على القائلين بالعدل وأمثالها، فالقدرية: هم القائلون بالقدر، أي من يقول كل فعل من أفعال الأنسان بقدر الله (1) لكن الأشاعرة لم يستطيعوا أن يردوا الحديث المنقول عن النبي (صلى الله عليه وآله) " القدرية مجوس هذه الأمة " ولم يروا أن يعترفوا بأنهم أنفسهم قدرية فسروا القدرية بمن ينفي القدر وما وجدنا نظيره في كلام العرب، ولو جاز ذلك جاز أن يقال: النحوي من ينكر علم النحو، والصرفي: من ينكر علم الصرف، واللغوي: هو الذي لا يعرف من اللغة شيئا والاثنا عشري: من ينكر إمامة الأئمة الاثني عشر. والاسطرلابي: من لا يعرف الاسطرلاب، والاخباري: من ينكر الأخبار، والسني: من لا يتمسك بالسنة النبوية. ولكن لما اشتهر تفسيرهم القدرية بنفي القدر جاء في بعض الأخبار أيضا جريا على اللفظ المشهور وربما يقال: إذا أكثر رجل من ذكر شئ وإن كرهه ينسب إليه وهو غير صحيح فإن الجبرية أيضا يكثرون ذكر القدر بل أكثر من المفوضة.
                      اسم الکتاب : شرح أصول الكافي المؤلف : الملا صالح‌ المازندراني الجزء : 5 صفحة : 4

                      ===
                      1-على نحو الجبر .
                      وكيف للمازندراني ان يعرف كلام العرب
                      فهل القول عن شخص انه لوطي يعني انه منسوب الى لوط ام انه منسوب الى من ينكر نبوة لوط
                      على تفسير المازندراني يمكن ان يقال ان القدرية هم يؤمنون بالقدر خيره وشره
                      لايستطعيون اثبات عقيدتهم الا بلي عنق الروايات والمصطلحات والا فان القدرية والجبرية طائفة معروفة مشهورة ينسبون الىمعبد الجهني و الجهم بن صفوان والجعد بن درهم

                      تعليق


                      • #12
                        منقول:
                        السؤال
                        كيف تعترضون على الجبرية واللوح المحفوظ يؤيدهم؟ إن اللوح المحفوظ يؤيد القول بالجبرية, وينفي مجال الاختيار للإنسان في الإيمان والكفر؟.
                        الإجابــة

                        الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

                        فهذه الشبهة قديمة لا جديد فيها، وقد ارتفع اللبس فيها، وتناول الردّ عليها سلف هذه الأمة وخلفها، فليس فيها مقال لقائل وننتقي في هذا الجواب من ذلك ما جاء به الشيخ العثيمين، فقد بين حقيقة هذه الشبهة وذكر طرفا مما استدلّ به أصحابها وتتبع ذلك بالنقض، ثم أتى بالردّ على هذه الشبهة من الكتاب والسنة والعقل والحس وإجماع السلف، حيث يقول ـ رحمه الله تعالى ـ في مجموع الفتاوى والرسائل: استدل الجبرية: بقوله تعالى: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ { الزمر:62} والعبد وفعله من الأشياء، وبقوله تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ { الصافات:96} وبقوله تعالى: وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى {الأنفال:17} فنفى الله الرمي عن نبيه حين رمى وأثبته لنفسه، وبقوله تعالى: سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ { الأنعام: 148} ولهم شُبَهٌ أخرى تركناها خوف الإطالة، والرد على شبهاتهم بما يلي: أما قوله تعالى: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ـ فاستدلالهم بها معارض بالنصوص الكثيرة التي فيها إثبات إرادة العبد وإضافة عمله إليه وإثابته عليه كرامة أو إهانة، وكلها من عند الله، ولو كان مجبرا عليها ما كان لإضافة عمله إليه وإثابته عليه فائدة.

                        وأما قوله تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ـ فهو حجة عليهم، لأنه أضاف العمل إليهم، وأما كون الله تعالى خالقه، فلأن عمل العبد حاصل بإرادته الجازمة وقدرته التامة، والإرادة والقدرة مخلوقان لله عز وجل، فكان الحاصل بها مخلوقا لله.

                        وأما قوله تعالى: وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ـ فهو حجة عليهم، لأن الله تعالى أضاف الرمي إلى نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لكن الرمي في الآية له معنيان:

                        أحدهما: حذف المرمي، وهو فعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي أضافه الله إليه.

                        الثاني: إيصال المرمي إلى أعين الكفار الذين رماهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتراب يوم بدر فأصاب عين كل واحد منهم وهذا من فعل الله، إذ ليس بمقدور النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يوصل التراب إلى عين كل واحد منهم.

                        وأما قوله تعالى: سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ ـ فلعمر الله، إنه الحجة على هؤلاء الجبرية، فقد أبطل الله تعالى حجة هؤلاء المشركين الذي احتجوا بالقدر على شركهم حين قال في الآية نفسها: كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا ـ وما كان الله ليذيقهم بأسه وهم على حق فيما احتجوا به.

                        ثم نقول: القول بالجبر باطل بالكتاب والسنة والعقل والحس وإجماع السلف، ولا يقول به من قدّر الله حق قدره وعرف مقتضى حكمته ورحمته، فمن أدلة الكتاب: قوله تعالى: مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ { آل عمران: 152} وقال تعالى: يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ { آل عمران: 167} وقال: إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ { النمل: 88} وقال تعالى: وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ { المنافقون:11} فأثبت للعبد إرادة وقولا وفعلا وعملا.

                        ومن أدلة السنة: قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، وقوله: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به، فأتوا منه ما استطعتم ـ ولهذا إذا أُكره المرء على قول أو فعل وقلبه مطمئن بخلاف ما أكره عليه، لم يكن لقوله أو فعله الذي أكره عليه حكم فاعله اختيارا.

                        وأما إجماع السلف على بطلان القول بالجبر: فلم ينقل عن أحد منهم أنه قال به، بل رد من أدرك منهم بدعته موروث معلوم.

                        وأما دلالة العقل على بطلانه: فلأنه لو كان العبد مجبرا على عمله، لكانت عقوبة العاصي ظلما، ومثوبة الطائع عبثا، والله تعالى منزه عن هذا وهذا، ولأنه لو كان العبد مجبرا على عمله لم تقم الحجة بإرسال الرسل، لأن القدر باق مع إرسال الرسل، وما كان الله ليقيم على العباد حجة مع انتفاء كونها حجة.

                        وأما دلالة الحس على بطلانه: فإن الإنسان يدرك الفرق بين ما فعله باختياره، كأكله وشربه وقيامه وقعوده، وبين ما فعله بغير اختياره، كارتعاشه من البرد والخوف ونحو ذلك. اهـ.

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة سيدونس
                          منقول:
                          السؤال
                          كيف تعترضون على الجبرية واللوح المحفوظ يؤيدهم؟ إن اللوح المحفوظ يؤيد القول بالجبرية, وينفي مجال الاختيار للإنسان في الإيمان والكفر؟.
                          الإجابــة

                          الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

                          فهذه الشبهة قديمة لا جديد فيها، وقد ارتفع اللبس فيها، وتناول الردّ عليها سلف هذه الأمة وخلفها، فليس فيها مقال لقائل وننتقي في هذا الجواب من ذلك ما جاء به الشيخ العثيمين، فقد بين حقيقة هذه الشبهة وذكر طرفا مما استدلّ به أصحابها وتتبع ذلك بالنقض، ثم أتى بالردّ على هذه الشبهة من الكتاب والسنة والعقل والحس وإجماع السلف، حيث يقول ـ رحمه الله تعالى ـ في مجموع الفتاوى والرسائل: استدل الجبرية: بقوله تعالى: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ { الزمر:62} والعبد وفعله من الأشياء، وبقوله تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ { الصافات:96} وبقوله تعالى: وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى {الأنفال:17} فنفى الله الرمي عن نبيه حين رمى وأثبته لنفسه، وبقوله تعالى: سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ { الأنعام: 148} ولهم شُبَهٌ أخرى تركناها خوف الإطالة، والرد على شبهاتهم بما يلي: أما قوله تعالى: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ـ فاستدلالهم بها معارض بالنصوص الكثيرة التي فيها إثبات إرادة العبد وإضافة عمله إليه وإثابته عليه كرامة أو إهانة، وكلها من عند الله، ولو كان مجبرا عليها ما كان لإضافة عمله إليه وإثابته عليه فائدة.

                          وأما قوله تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ـ فهو حجة عليهم، لأنه أضاف العمل إليهم، وأما كون الله تعالى خالقه، فلأن عمل العبد حاصل بإرادته الجازمة وقدرته التامة، والإرادة والقدرة مخلوقان لله عز وجل، فكان الحاصل بها مخلوقا لله.

                          وأما قوله تعالى: وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ـ فهو حجة عليهم، لأن الله تعالى أضاف الرمي إلى نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لكن الرمي في الآية له معنيان:

                          أحدهما: حذف المرمي، وهو فعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي أضافه الله إليه.

                          الثاني: إيصال المرمي إلى أعين الكفار الذين رماهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتراب يوم بدر فأصاب عين كل واحد منهم وهذا من فعل الله، إذ ليس بمقدور النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يوصل التراب إلى عين كل واحد منهم.

                          وأما قوله تعالى: سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ ـ فلعمر الله، إنه الحجة على هؤلاء الجبرية، فقد أبطل الله تعالى حجة هؤلاء المشركين الذي احتجوا بالقدر على شركهم حين قال في الآية نفسها: كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا ـ وما كان الله ليذيقهم بأسه وهم على حق فيما احتجوا به.

                          ثم نقول: القول بالجبر باطل بالكتاب والسنة والعقل والحس وإجماع السلف، ولا يقول به من قدّر الله حق قدره وعرف مقتضى حكمته ورحمته، فمن أدلة الكتاب: قوله تعالى: مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ { آل عمران: 152} وقال تعالى: يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ { آل عمران: 167} وقال: إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ { النمل: 88} وقال تعالى: وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ { المنافقون:11} فأثبت للعبد إرادة وقولا وفعلا وعملا.

                          ومن أدلة السنة: قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، وقوله: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به، فأتوا منه ما استطعتم ـ ولهذا إذا أُكره المرء على قول أو فعل وقلبه مطمئن بخلاف ما أكره عليه، لم يكن لقوله أو فعله الذي أكره عليه حكم فاعله اختيارا.

                          وأما إجماع السلف على بطلان القول بالجبر: فلم ينقل عن أحد منهم أنه قال به، بل رد من أدرك منهم بدعته موروث معلوم.

                          وأما دلالة العقل على بطلانه: فلأنه لو كان العبد مجبرا على عمله، لكانت عقوبة العاصي ظلما، ومثوبة الطائع عبثا، والله تعالى منزه عن هذا وهذا، ولأنه لو كان العبد مجبرا على عمله لم تقم الحجة بإرسال الرسل، لأن القدر باق مع إرسال الرسل، وما كان الله ليقيم على العباد حجة مع انتفاء كونها حجة.

                          وأما دلالة الحس على بطلانه: فإن الإنسان يدرك الفرق بين ما فعله باختياره، كأكله وشربه وقيامه وقعوده، وبين ما فعله بغير اختياره، كارتعاشه من البرد والخوف ونحو ذلك. اهـ.
                          الفرق بينكم و بين الأشاعرة أنهم لا يتحرجون من تسميتهم مجبرة متوسطة بينما أنتم قبلتم بأصل المجبرة الفاسد أن أفعال العباد الله خالقها خلق تكوين فلزمكم من هذا الجبر .
                          وهذا الفرار من اشكالات المجبرة عليكم مجرد هروب وإلا كلها صحيحة على مبانيكم

                          تعليق


                          • #14
                            وكيف للمازندراني ان يعرف كلام العرب
                            فهل القول عن شخص انه لوطي يعني انه منسوب الى لوط ام انه منسوب الى من ينكر نبوة لوط
                            منسوب إلى قومه ولم يقل مثلاً لوطي بمعنى أنه منسوب للروم ...
                            وهل عندما أقول عن شخص سني يعني أنه منكر للسنة أو عن شخص رافضي يعني أنه يحب أبابكر و عمر أو عن شخص مرجئي أنه يحكم بتخليد مرتكب الكبائر ؟؟؟
                            على تفسير المازندراني يمكن ان يقال ان القدرية هم يؤمنون بالقدر خيره وشره
                            نحن لا نقول أن القدري هو المؤمن بالقضاء و القدر خيره و شره فالصحيح من مذهب الإمامية هذا لكن نؤمن به على نحو التقدير وليس التكوين الذي يستلزم الجبر كما يقول الصدوق رحمه الله في الاعتقادات .

                            لايستطعيون اثبات عقيدتهم الا بلي عنق الروايات والمصطلحات والا فان القدرية والجبرية طائفة معروفة مشهورة ينسبون الىمعبد الجهني و الجهم بن صفوان والجعد بن درهم
                            الجهمية كانوا يعترفون بأنهم مجبرة لكن انكار باقي المجبرة لكونهم كذلك لا يغير شيء في كونهم منهم .
                            وهذه الشهرة على تسمية "قدري" إنما أتت من الحكومات ومخالفة للعربية فهل عندما أقول فلان نحوي يعني أنه لا علم له بالنحو ؟؟

                            و حكي عن بعض رؤساء المجبّرة أنّه قال يوما لأصحابه: «هل علينا عين؟
                            فقالوا: لا، فقال: كنّا نسمّى القدريّة فقلبناها عليهم و أعاننا السلطان على ذلك فانقلبت».

                            تعليق


                            • #15
                              دلائل الحق لنهج الحق ( تطرق لجبر الأشاعرة في ج3 وأبطله )
                              http://www.narjes-library.com/2014/0...post_7574.html

                              http://www.aqaed.com/book/655/
                              http://www.aqaed.com/book/656/
                              http://www.aqaed.com/book/657/
                              الإنصاف في الانتصاف لأهل الحق من أهل الأسراف (تطرق فيه لجبر ابن تيمية في ج2 ) (وأيضاً من ص161-171 في ج1 )

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X