إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الرد على المجسّمة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرد على المجسّمة

    الرد على المجسّمة

    (قول المشبّهة) : تشبيه صفات الله بصفات الإنسان
    يذهب أصحاب هذا القول إلى الأخذ بظواهر الصفات الخبرية، وإثباتها لله مع تشبيهها بصفات الإنسان.
    ومن هذا المنطلق جوّز هؤلاء الانتقال والنزول والصعود والاستقرار المادي والملامسة والمصافحة لله; لأنّهم يتمسّكون بظواهر هذه الصفات ويفهمون منها ما يفهم عند إطلاقها على الأجسام.

    موقف أهل البيت(عليهم السلام) من المشبّهة :
    1 ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): ما عَرَف الله من شبّهه بخلقه.
    2 ـ قال الإمام علي(عليه السلام): "اتّقوا أن تمثّلوا بالربّ الذي لا مثل له أو تشبّهوه من خلقه، أو تلقوا عليه الأوهام، أو تعملوا فيه الفكر، وتضربوا له الأمثال، أو تنعتوه بنعوت المخلوقين...".
    3 ـ كان الإمام زين العابدين(عليه السلام) ذات يوم في مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذ سمع قوماً يُشبِّهون الله تعالى بخلقه، ففزع لذلك وارتاعَ له، ونهض حتّى أتى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوقف عنده ورفع صوته يناجي ربّه، فقال في مناجاته: "إلهي بدت قدرتُك ولم تبدُ هيئةٌ فجهلوك وقدّروك بالتقدير على غير ما به أنت، شبّهوك وأنا بريء يا إلهي من الذين بالتشبيه طلبوك...".
    4 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "... تعالى عمّا يصفه الواصفون المشبّهون الله بخلقه المفترون على الله".
    5 ـ قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام): "إنّه من يصف ربّه بالقياس لا يزال الدهر في الالتباس، مائلاً عن المنهاج، ظاعناً في الاعوجاج، ضالاًّ عن السبيل،قائلاً غير جميل، أعرفه بما عرّف به نفسه من غير رؤية، وأصفه بما وصف به نفسه من غير صورة، لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس معروف بغير تشبيه...".
    6 ـ قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام):
    "إنّ للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب:
    1 ـ مذهب إثبات بتشبيه.
    2 ـ ومذهب النفي.
    3 ـ ومذهب إثبات بلا تشبيه.
    فمذهب الإثبات بتشبيه لا يجوز.
    ومذهب النفي لا يجوز.
    والطريق في المذهب إثبات بلا تشبيه"

    (قول السلفية) : الأخذ بالظاهر وإثباتها بعد سلب كيفيتها :
    يذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ الصفات الخبرية ثابتة لله بالمعنى المتبادر منها عرفاً، وأنّ لله وجه وعين ويد و... ولكن كيفية هذه الصفات مغايرة لكيفية صفاتنا.
    فله تعالى وجه، ولكنّه ليس كوجوهنا.
    وله تعالى عين، ولكنّها ليست كأعيننا.
    وله تعالى يد، ولكنّها ليست كأيدينا.
    وله تعالى نزول، ولكنّه ليس كنزولنا.
    قال أبو الحسن الأشعري: "إنّ له سبحانه وجهاً بلا كيف... وأنّ له سبحانه يدين بلا كيف... وأنّ له سبحانه عينين بلا كيف" يرد عليه :
    إنّ "الوجه" و "العين" و "اليد" وغيرها من الصفات الخبرية عبارة عن ألفاظ وضعت لأشياء لها كيفية خاصّة.
    ولا يصح استعمال هذه الألفاظ في موارد وإثبات معانيها بلا كيفية.
    لأنّ "الكيفية" هي المقوّمة والمثبتة للمعنى، فإذا حُذفت الكيفية فستكون الألفاظ من ناحية المعنى مبهمة ومجهولة، وما هو مبهم ومجهول غير صالح للدلالة على شيء أو حقيقة.

    توضيح ذلك:
    إنّ القول بأنّ لله تعالى يداً حقيقية ولكنّها بلا كيف، كلام متناقض; لأنّ اليد الحقيقية لها كيفية معلومة، وحذف الكيفية حذف لحقيقتها، فيكون لفظ "اليد" بعد حذف الكيفية لفظاً غير مفهوم وغير معقول، فلا يمكن جعل هذا اللفظ وسيلة للإشارة إلى حقيقة معيّنة; لأنّ اللفظ المبهم لا يصلح لذلك.

    تنبيه :
    إن انتزاع "الكيفية" من اللفظ يجعل اللفظ غير مفهوم وغير معقول، ولا يصح هذا الانتزاع في جميع الأحوال حتّى في الكناية والاستعارة، ففي هذه الحالات أيضاً يُستعمل اللفظ مع كيفيته، ولكن يكون استعماله في غير ما وضع له، ويكون إطلاقه مع كيفيته على نحو المجاز.

  • #2
    القول الخامس (قول الإمامية) الأخذ بالمعاني المجازية

    يذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ الصفات الخبريّة كما لها معان ظاهرية وحسيّة لا يمكن نسبتها إلى الله تعالى، فإنّ لها أيضاً معان أخرى مجازية يعرفها العربي من غير تأويل ولا محاولة تفسير.
    والكلمات المتضمّنة للمعاني المجازية بلا تأويل كثيرة ومتعارفة جدّاً في اللغة العربية.
    مثال ذلك:
    إنّ كلمة "اليد" كما تطلق على اليد الحسيّة التي يحمل بها الإنسان الأشياء، فإنّها تطلق أيضاً على معنى "القدرة والسيطرة".
    ويمكن عند ذكر كلمة "اليد" فهم المعنى المقصود من خلال ملاحظة القرائن الموجودة، فإذا قيل: حمل الأمير الحقيبة بيده، فالمقصود واضح بأنّه حملها بيده الحسيّة، وإذا قيل: البلد في يد الأمير، فالمقصود أنّ البلد تحت سيطرة الأمير وقدرته، وليس هذا المعنى الثاني على نحو التأويل والتفسير على خلاف ظاهرها، بل هذا المعنى ثابت لها بالوضع في اللغة العربية.
    مثال آخر:
    كلمة "الأسد" كما تطلق على "الحيوان المفترس" فإنّها تطلق أيضاً على "الإنسان الشجاع"، والسبيل للتمييز بين هذين المعنيين هو لحاظ القرائن، فإذا قال أحد الأشخاص: رأيت أسداً في حديقة الحيوانات، فإنّه يتبادر إلى الذهن "الحيوان المفترس" ولكنّه إذا قال: رأيت أسداً يرمي، فإنّ المتبادر من كلمة الأسد مع لحاظ قرينة يرمي هو "الإنسان الشجاع".

    تنبيه :
    الملاحظة المهمّة التي ينبغي الالتفات إليها في المثال السابق هي أنّ ثبوت معنى "الإنسان الشجاع" للفظ "الأسد" ثبوت "مجازي" متعارف في اللغة العربية، وليس هو من قبيل "التأويل" أو "التفسير على خلاف ظاهر الكلمة"
    .

    تعليق


    • #3
      المصدر : التوحيد عند مذهب أهل البيت لعلاء حسون حفظه الله .
      http://www.aqaed.com/book/554/tohid_08.html#tohef393

      تعليق


      • #4
        لماذا هناك ما ظاهره جبر و تشبيه في القرآن والأخبار؟
        ---
        يقول الصدوق رحمه الله حول كتابه التوحيد في المقدمة : إن الذي دعاني إلى تأليف كتابي هذا أني وجدت قوما من المخالفين لنا ينسبون عصابتنا إلى القول بالتشبيه والجبر لما وجدوا في كتبهم من الاخبار التي جهلوا تفسيرها ولم يعرفوا معانيها ووضعوها في غير موضعها ولم يقابلوا بألفاظها ألفاظ القرآن .

        ===
        يُعَلّق السيد الجزائري رحمه الله في نور البراهين ج1 :

        إشارة إلى ما روي من قوله عليه السلام: حديثنا كالقرآن فيه عام وخاص ومجمل ومبين ومحكم ومتشابه وأمر ونهي. فلو قابلوا ألفاظ الاخبار بألفاظ القرآن لما طعنوا على مذهبنا، ولظهر لهم أن في القرآن من المتشابه الذي ظاهره التشبيه والجبر كثيرا، كقوله عز وجل ﴿يد الله فوق أيديهم﴾ وقوله ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ ونحو ذلك، وقوله ﴿قل كل من عند الله﴾ وقوله ﴿يضل من يشاء ويهدي من يشاء﴾ . وغير ذلك مما ظاهره الجبر، مع أن اشتمال القرآن عليه لا يقدح في حقيته ، للاجماع من الكل على أن المراد منها غير الظاهر، فترد إلى المحكم منه، كما قال: {منه آيات محكمات هن أم الكتاب واخر متشابهات} فالمحكم أصل وأم للمتشابه يحكم عليه بها.
        -
        فإن قلت : اشتمال القرآن على ما ظاهره الجبر والتشبيه وما لا يُفهم الوجه فيه ظاهر , حيث إن المخاطب به النبي و أهل بيته المعصومين عليهم السلام , وقد أوحى إليهم تفاصيل علمه من طرق شتى .
        أما الأخبار فالمخاطب بها عامّة الخلق , فما الوجه في اشتمالها على الأمور المذكورة مع ما يترتب عليه من المفاسد المذكورة في كلام المصنّق رحمه الله ؟
        *قُلت : الجواب على هذا من وجوه :
        الأوّل :أن خطاب الشرع ليس منحصرا في الأحكام التكليفيّة العمليّة , بل هي شاملة بها ولأحكام الاعتقاد و التسليم و الإذعان , فإذا جاء الخبر متشابه المعنى لم يجز ردّه وإنكاره , بل ينبغي التسليم و الإنقياد , وإرجاع تفاصيل حقائقه غلى تراجمة الوحي عليهم السلام ; لأنهم أعلم بما قالوا , ويكون الراد علمه إليهم على طريق التسليم مأجورا عليه , كما يكون مثابا على الاحكام العمليّة , بل هذا أوفر حظا و ثوابا , حيث إن مدارج العقول لا تصل إليه , ومن ثم نصّ جماعة من أرباب التحقيق على ان مناسك الحج , كالطواف و السعي و رمي الجمرات إلى غير ذلك مما لا تحيط العقول بكنه حقائقها يكون الثواب على أدائها أكثر مما تصل إليه الأفهام والعقول ; لأنه تعبد محض خال من معاونة العقول و العادات , وغرض الشارع من تكليف العباد جزاؤهم بالثواب .
        الثاني : أن الأخبار التي وصلت إلينا متشابهة ربما لم تكن كذلك عند المخاطبين بها ; لأن قرائن الحال و المقال مما يكشف الإجمال و يزيل الإعضال , ومن راجع الأخبار يجد أكثر متشابهاتها من هذا المثال .
        الثالث : أنهم عليهم السلام أوضحوا الأصول و بيّنوا الفروع , ووضعوا قوانين الشريعة، فإذا ألقوا إلى الناس ما لعله لا يوافق تلك القولين ظاهرا ربما كان الغرض منه تكليف المجتهدين برد هذا إلى ذاك، ليفوزوا بأجر هذا الاجتهاد، كما قال عليه السلام: علينا أن نلقي إليكم الأصول وعليكم أن تفرعوا عليها (1) وما ذكرناه ضرب من التفريع.
        الرابع: ان طوائف أهل الخلاف لما قال بعضهم بالجبر وبعضهم بالتشبيه وتفرقت آراؤهم، ربما كان الوجه فيما كان ظاهره الموافقة لهم من الاخبار رعاية أطراف التقية: إما تقية من الأئمة الطاهرين عليهم السلام، وإما اتقاء على شيعتهم لئلا يعرفوا بكونهم على طرف الخلاف من العامة، كما قال الصادق عليه السلا م:
        أنا الذي خالفت بينهم في بيان أوقات الصلوات لئلا يعرفوا بالاتفاق على الوقت الواحد فيؤخذ برقابهم (2).
        الخامس: أن أفصح الكلام ما اشتمل على المجازات والاستعارات وأنواع الكنايات، ومن تصفح الاخبار المتشابهة وحملها على ضروب المجاز أمكنه التوافق بينها وبين المحكمات .
        -وقد ذكر مثل هذا الشيخ طاب ثراه في التبيان في الجواب عن متشابه القرآن، وهذا لفظه:
        فإن قيل: هلا كان القرآن كله محكما يستغني بظاهره عن تكليف ما يدل على المراد منه، حتى دخل على كثير من المخالفين للحق شبهة فيه، وتمسكوا بظاهره على ما يعتقدونه من الباطل؟
        *قيل: الجواب عن ذلك من وجهين:
        1-أحدهما: أن خطاب الله تعالى مع ما فيه من الفوائد لمصلحة معتبرة في ألفاظه لا يمتنع أن تكون المصلحة الدينية تعلقت بأن يستعمل له ألفاظه محتملة ويجعل الطريق إلى معرفة المراد به ضربا من الاستدلال، ولهذه العلة أطال في موضع واختصر في آخر، وذكر قصة في موضع وأعادها في موضع آخر، واختلفت أيضا مقادير الفصاحة فيه.
        والجواب الثاني: أن الله تعالى إنما خلق عباده تعريضا لثوابه، وكلفهم لينالوا أعلى المراتب وأشرفها، ولو كان القرآن كله محكما لا يحتمل التأويل ولا يمكن فيه الاختلاف لسقطت المحنة وبطل التفاضل وتساوت المنازل، ولم تبن منزلة العلماء من غيرهم، فأنزل الله القرآن بعضه متشابها ليعمل أهل العقل أفكارهم، ويتوصلوا بتكليف المشاق وبالنظر والاستدلال إلى فهم المراد، فيستحقوا به عظيم المنزلة وعالي الرتبة انتهى (3).
        والجواب الأول جار هنا أيضا، ومن ثم حكي عن السيد المرتضى وطائفة من القدماء أنهم حكموا على الأخبار الواردة في باب طينة المؤمن والكافر، من أن أحدهما من عليين والأخرى من سجين، ونحو ذلك مما ظاهره الجبر ونفي الاختيار، بأنها محمولة على طريق المجاز والاستعارة، كما سيأتي تحقيقه في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
        السادس: أن أكثر تلك الأخبار من باب إخبار الآحاد التي لا توجب علما ولا ظنا. وهذا الجواب قاله ابن إدريس رحمه الله في رد تلك الأخبار التي ظاهرها الجبر والتشبيه. وبالجملة فالأجوبة عن مثل هذا متكثرة جدا كما لا يخفى.

        ==============================================
        ==============================================
        1- بحار الأنوار: 2 / 245 ح 54.
        2- بحار الأنوار: 2 / 252 ح 69.
        3- التبيان للطوسي ج1 ص10 .

        تعليق


        • #5
          1 ـ الوجه
          أوّلاً: "الوجه" إشارة إلى ذات الشيء(1).
          قال تعالى: { كلّ من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذوالجلال والاكرام } [ الرحمن: 26 ـ 27 ]
          أي: تبقى ذات الله وحقيقته، وكلّ شيء ما سوى الله فان.
          ثانياً: "وجه الله" إشارة إلى ما يتوجّه به إلى الله تعالى(2).
          قال تعالى: { كلّ شيء هالك إلا وجهه } [ القصص: 88 ]
          أي: كلّ شيء من أعمال العباد هالك وباطل إلاّ ما أريد به الله تعالى، فإنّ ذلك يبقى ثوابه(3).
          قال الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام) حول هذه الآية: "... كلّ شيء هالك إلاّ دينه والوجه الذي يؤتى منه"(4).
          وقال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) حول هذه الآية: "كلّ شيء هالك إلاّ من أخذ طريق الحق"(5).
          قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) حول هذه الآية: "وجه الله أنبياؤه ورسله وحججه صلوات الله عليهم، هم الذين بهم يتوجّه إلى الله وإلى دينه ومعرفته" (6)

          تنزيه الله تعالى عن الصورة :

          إنّ الله تعالى منزّه عن الصورة.
          وأمّا في الحديث المروي عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): "إنّ الله خلق آدم على صورته". فقد بيّن أئمة أهل البيت(عليهم السلام) حقيقة هذا الحديث من زاويتين مختلفتين:
          1 ـ قال أحد الأشخاص للإمام الرضا(عليه السلام): "يابن رسول الله، إنّ الناس يروون أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: إنّ الله خلق آدم على صورته.
          فقال(عليه السلام): قاتلهم الله، لقد حذفوا أوّل الحديث، إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) مرّ برجلين يتسابان، فسمع أحدهما يقول لصاحبه: قبّح الله وجهك ووجه من يشبهك، فقال(صلى الله عليه وآله): يا عبدالله، لا تقل هذا لأخيك، فإنّ الله عزّ وجلّ خلق آدم على صورته".
          2 ـ سُئل الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام) حول حديث: "إنّ الله عزّ وجلّ خلق آدم على صورته".(7)
          فقال(عليه السلام): هي صورة محدثة مخلوقة اصطفاها الله واختارها على ساير الصور المختلفة، فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه والروح إلى نفسه، فقال: { بيتي } [ البقرة: 125 ] وقال: { ونفخت فيه من روحي } [ الحجر: 29 ](8) .
          تتمة :
          1 ـ سأل نصراني الإمام علي(عليه السلام): أخبرني عن وجه الربّ تبارك وتعالى ؟ فدعا علي(عليه السلام)بنار وحَطَب فأضرمه، فلمّا اشتعلت، قال علي(عليه السلام): أين وجه هذه النار؟
          قال النصراني: هي وجه من جميع حدودها.
          قال علي(عليه السلام): هذه النار مدبّرة مصنوعة لا يعرف وجهها، وخالقها لا يشبهها، ولله المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه الله..."(9).
          2 ـ إنّ "وجه الله" في قوله تعالى: { نطعمكم لوجه الله } [ الإنسان: 9 ] يعني موجّهاً إلى الله تعالى بإخلاص ومن دون رياء أو شائبة(10).

          ===
          1- انظر: أمالي المرتضى: 1 / 591.
          المنقذ من التقليد، سديدالدين الحمصي: ج 1، القول في نفي التشبيه عنه تعالى، ص 108. المسلك في أصول الدين، المحقّق الحلّي: النظر الأوّل، المطلب الثالث، ص 61.
          2- انظر: الاعتقادات في دين الإمامية، الشيخ الصدوق: باب 1، ص 5. أمالي المرتضى: 1 / 591.
          3- انظر: أمالي المرتضى: 1 / 592.
          مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ج 7، تفسير آية 88 من سورة القصص، ص 421.
          4- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 12، ح 1، ص 144.
          5- المصدر السابق، ح 2، ص 144.
          6- المصدر السابق: باب 8 : باب ما جاء في الرؤية، ح 21، ص 114.
          7- المصدر السابق: باب 12، ح 11، ص 147 ـ 148.
          8- المصدر السابق، باب6، ح18، ص100 .
          9- المصدر السابق: باب 28، ح 16، ص 177.
          10- انظر: مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ج 10، تفسير آية 9 من سورة الإنسان، ص 617.

          تعليق


          • #6
            2 ـ العين :
            العين كناية عن الرعاية والحفظ والإشراف والحماية.
            قال تعالى: { واصنع الفلك بأعيننا } [ هود: 37 ]
            أي: واصنع الفلك في ظلّ إشرافنا ورعايتنا وحمايتنا(1).
            وقال تعالى، { واصبر لحكم ربك فانّك بأعيننا } [ طور: 48 ]
            أي: واصبر لحكم ربّك فإنّك في ظلّ عنايتنا وحفظنا ورعايتنا(2).


            3 ـ اليد :
            المعنى الأوّل: اليد تعني "القوّة" و "القدرة"
            قال الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام): "اليد في كلام العرب القوّة والنعمة، قال [ تعالى ]: { واذكر عبدنا داود ذا الأيد } [ ص: 17 ] [ أي: ذا القوّة ]، وقال [ تعالى ]: { والسماء بنيناها بأيد } [ الذاريات: 47 ] أي: بقوّة"(3).
            قال تعالى: { يد الله فوق أيديهم } [ الفتح: 10 ]
            أي: قوّة الله وقدرته أعلى وأقوى من قوّتهم وقدرتهم(4).
            قال تعالى: { يا ابليس ما منعك أن تسجد لماخلقت بيدي } [ ص: 75 ]
            أي: لما خلقت بقوّتي وقدرتي(5).
            المعنى الثاني: اليد تعني النعمة(6)
            "غل اليد" يعني البخل والتقتير.
            و"بسط اليد" يعني البذل والجود.
            قال تعالى: { قالت اليهود يد الله مغلولة... بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء }[ المائدة: 64 ]
            أي: قالت اليهود بأنّ الله تعالى بخيل ويقتّر الأرزاق على العباد.
            فردّ الله تعالى عليهم: بل يداه(7) مبسوطتان، أي: إنّه تعالى في غاية الجود والبذل والسخاء.
            تنبيه :
            إنّ أخذ عبارة "غل اليد" بمعنى البخل، و "بسط اليد" بمعنى البذل في هذه الآية يشبه قوله تعالى: { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كلّ البسط فتقعد ملوماً محسوراً } [ الإسراء: 29 ]


            ===
            1- انظر: اللوامع الإلهية، مقداد السيوري: اللامع الثامن، المرصد الأوّل، ص 173.
            2- انظر: المنقد من التقليد، سديدالدين الحمصي: ج 1، القول في نفي الشبيه عنه تعالى، ص 107.
            3- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 13، ح 1، ص 148.
            4- انظر: اللوامع الإلهية، مقداد السيوري: اللامع الثامن، المرصد الأوّل، ص 173.
            5- انظر: أمالي المرتضى: ج 1، مجلس آخر، تأويل آية، ص 565 ـ 566.
            وقيل: "اليد" في هذه الآية كناية عن النفس، أي: ما منعك أن تسجد لما خلقت أنا. وهذا نظير قوله تعالى: ( فبما كسبت أيديكم ) [الشورى: 30] أي: بما كسبتموه أنتم; لأنّه ليس كلّ ما اكتسبوه من ذنوب كان بأيديهم.
            انظر: أمالي المرتضى: ج 1، مجلس آخر، تأويل آية، ص 565. المنقذ من التقليد، سديدالدين الحمصي: ج 1، القول في نفي الشبيه عنه تعالى، ص 107.
            وقيل: "خلقت بيدي" تعني: تولّيت خلقه (أي: خلق آدم(عليه السلام)) بنفسي من غير واسطة.
            انظر: مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ج 8 ، تفسير آية 75 من سورة (ص)، ص 757.
            6- قيل: أطلقت كلمة "اليد" على "النعمة"; لأنّ اليد آلة إعطاء النعمة.
            انظر: اللوامع الإلهية، مقداد السيوري: اللامع الثامن، المرصد الأوّل، ص 173.
            7- وردت لفظة اليد على نحو التثنية، وسبب ذلك:
            أ ـ مبالغة في الجود والإنعام; لأنّ ذلك أبلغ من أن يقول: بل يده مبسوطة.
            ب ـ المراد هي النعم الدنيوية والنعم الأخروية أو النعم الظاهرية والنعم الباطنية. وإذا ذهبنا إلى أنّ معنى اليد في هذه الآية هو "القوّة" فيكون المراد من تثينة لفظ اليد هو الإشارة إلى أنّ قوّة الله تعالى مبسوطة في إثابة العباد وعقابهم بخلاف قول اليهود الذين قالوا بأنّ يد الله مقبوضة عن عذابنا.
            انظر: مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ج 3، تفسير آية 64 من سورة المائدة، ص 340.

            تعليق


            • #7
              4 ـ اليمين :
              اليمين تعني القدرة والقوّة
              قال تعالى: { والسماوات مطويات بيمينه } [ الزمر: 67 ]
              أي: السماوات مطويّات بقدرته وقوّته.
              قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) حول هذه الآية: "اليمين: اليد، واليد: القدرة والقوّة، يقول عزّ وجلّ: والسماوات مطويّات بقدرته وقوّته"(1).

              5 ـ القبضة :
              القبضة تعني الملك.
              قال تعالى: { والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة } [ الزمر: 67 ]
              أي: الأرض جميعاً ملكه يوم القيامة.
              قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) حول هذه الآية: "يعني [ الأرض جميعاً ]ملكه لا يملكها معه أحد"(2).

              6 ـ الساق :
              المعنى الأوّل: الساق كناية عن شدّة الأمر(3).
              قال تعالى: { يوم يكشف عن ساق } [ القلم: 42 ]
              أي: يوم القيامة يوم الشدّة والأهوال.
              قال الشيخ المفيد حول هذه الآية: "يريد به يوم القيامة يكشف فيه عن أمر شديد صعب عظيم وهو الحساب والموافقة على الأعمال، والجزاء على الأفعال، وظهور السرائر وانكشاف البواطن... فعبّر بالساق عن الشدّة"(4).
              قال الشريف الرضي حول سبب استعمال العرب "الساق" كناية عن الشدّة: "لأنّ من عادة الناس أن يشمّروا عن سوقهم عند الأمور الصعبة"(5).
              وقد ورد عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) حول هذه الآية: "أُفحِم القوم(6)ودخلتهم الهيبة، وشخصت الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر، خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة..."(7).
              المعنى الثاني: الساق إشارة إلى حجاب من نور.
              قال تعالى: { يوم يكشف عن ساق } [ القلم: 42 ]
              قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) حول هذه الآية: "حجاب من نور يكشف"(8).


              ===
              1- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 17، ح 2، ص 157.
              2- المصدر السابق.
              3- انظر: الاعتقادات، الشيخ الصدوق: باب 1، ص 5.
              4- تصحيح اعتقادات الإمامية، الشيخ المفيد: معنى كشف الساق، ص 28 ـ 29.
              5- المسلك في أصول الدين، المحقّق الحلّي: النظر الأوّل، المطلب الثالث، ص 62، هامش رقم 50 .
              6- الإفحام يعني الإسكات بالحجّة.
              المنجد في اللغة: مادة (فحم)، ص 571.
              7- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 14، ح 2، ص 150.
              8- المصدر السابق: ح 1، ص 149.

              تعليق


              • #8
                7 ـ الجنب :
                جنب الله كناية عمّا هو قريب من الله، من قبيل رسوله وأوليائه، وما فيه مرضاته، وبصورة عامّة يمكن القول بأنّ جنب الله يعني طاعته تعالى(1).
                قال تعالى: { أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله }[ الزمر: 56 ]
                أي: على ما فرّطت في اتّباع رسول الله واتّباع السبيل الذي أمرني بالتمسّك به من بعده، أو بصورة عامّة على ما فرّطت في طاعة الله عزّ وجلّ.
                قال الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام): "معنى جنب الله، أنّه ليس بشيء أقرب إلى الله من رسوله، ولا أقرب إلى رسوله من وصيّه، فهو في القرب كالجنب، وقد بيّن الله تعالى ذلك في كتابه بقوله: { أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله } يعني في ولاية أوليائه" (2).

                8 ـ النفس :
                النفس تعني ذات الشيء.
                قال تعالى: { تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك } [ المائدة: 116 ]
                أي: تعلم ما أغيّبه ولا أعلم ما تغيّبه(3).
                أي: يحذّركم الله إيّاه من عقابه.
                ويحتمل أن يكون المقصود من ذكره تعالى لنفسه:
                أن يحذّر العباد من العقاب الذي يأتي من قبله ويصدر عن أمره لا العقاب الذي يصدر من غيره; لأنّ العقاب الذي يصدر مباشرة من الله تعالى يكون أبلغ تأثيراً وأشد ألماً(4).

                9 ـ الروح :
                الروح عبارة عن مخلوق اصطفاه الله ونسبه إلى نفسه تكريماً له كما نسب إلى نفسه بعض الأشياء المخلوقة، فقال: عبدي، جنّتي، ناري، سمائي وأرضي(5).
                قال تعالى: { ونفخت فيه من روحي } [ الحجر: 29 ]
                قال الإمام محمّد بن على الباقر(عليه السلام) حول هذه الآية: "روح اختاره الله واصطفاه وخلقه وأضافه إلى نفسه وفضّله على جميع الأرواح، فأمر فنفخ منه في آدم"(6).
                وقال(عليه السلام) في حديث آخر أيضاً: "... وإنّما أضافه إلى نفسه; لأنّه اصطفاه على سائر الأرواح كما اصطفى بيتاً من البيوت، فقال: بيتي، وقال لرسول من الرسل: خليلي، وأشباه ذلك، وكلّ ذلك مخلوق مصنوع محدَث مربوب مدبَّر"(7).

                ===
                1- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 22، ذيل ح 2، ص 160 ـ 161.
                2- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج 4، كتاب التوحيد، أبواب تأويل الآيات، باب 1.
                3- انظر: الاعتقادات، الشيخ الصدوق: باب 1، ص 7.
                4- انظر: حقائق التأويل، الشريف الرضي: المسألة السابعة، ص 78.
                5- انظر: الاعتقادات، الشيخ الصدوق: باب 1، ص 5.
                6- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 27، ح 1، ص 166.
                7- المصدر السابق: ح 3، ص 167.

                تعليق


                • #9
                  10 ـ المجيء والإتيان :
                  نسبة المجيء والاتيان إلى الله تكون بعد حذف شيء مضاف إلى الله تعالى، وهذا الحذف أمر متعارف في اللغة العربية.
                  قال تعالى: { وجاء ربك والملك صفاً صفاً } [ الفجر: 22 ]
                  أي : وجاء أمر ربّك(1) ، كما قال تعالى في آية أخرى: { يأتي أمر بك } [ النحل : 33 ]
                  وقال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) حول هذه الآية: "إنّ الله عزّ وجلّ لا يوصف بالمجيء والذهاب، تعالى عن الانتقال، إنّما يعني بذلك وجاء أمر ربّك ... "(2).
                  وقال تعالى: { هل ينظرون إلاّ أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة } [ البقرة: 210 ]
                  أي: أن يأتيهم عذاب الله(3)، أو يأتيهم وعده ووعيده(4).

                  11 ـ العرش :
                  قال تعالى: { الرحمن على العرش استوى } [ طه: 5 ]
                  ما هو عرش الله؟
                  قال الإمام علي(عليه السلام): "ليس العرش كهيئة السرير، ولكنّه شيء محدود، مخلوق، مدبّر، وربّك عزّ وجلّ مالكه... وأمر الملائكة بحمله، فهم يحملون العرش بما أقدرهم عليه"(5).

                  متى خلق الله العرش؟
                  قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام): "إنّ الله تبارك وتعالى خلق العرش... قبل خلق السماوات والأرض"(6).

                  لماذا خلق الله العرش؟
                  قال الإمام علي(عليه السلام): "إنّ الله تعالى خلق العرش إظهاراً لقدرته، لا مكاناً لذاته"(7).
                  ويجد المتأمّل في الآيات القرآنية التي ورد فيها نسبة "العرش" إلى الله أنّه تعالى ذكر مسألة تدبير شؤون الخلق في العديد من هذه الآيات بعد ذكر استوائه على العرش.
                  قال تعالى: { إنّ ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثمّ استوى على العرش يدبّر الأمر } [ يونس: 3 ]
                  وقال تعالى: { الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش... يدبّر الأمر } [ الرعد: 2 ]
                  وقال تعالى: { الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثمّ استوى على العرش... يدبر الأمر من السماء إلى الأرض } [ السجدة: 4 ـ 5 ]
                  فنستنتج بأنّ العرش مخلوق جعله الله تعالى المنطلق لتدبير شؤون خلقه.

                  معنى استواء الله على العرش
                  الاستواء يعني استقرار شيء على شيء، كما أنّه كناية عن الاستيلاء والهيمنة والسيطرة والسيادة(8)، وبما أنّ الله تعالى منزّه عن الاستقرار المكاني فيلزم الأخذ بالمعنى المجازي.
                  قال تعالى: { الرحمن على العرش استوى } [ طه: 5 ]
                  أي: الرحمن على العرش استولى وهيمن وسيطر عليه.(9) ليدبّر من خلال ذلك أمور خلقه.

                  أحاديث أهل البيت(عليهم السلام) حول استواء الله على العرش :
                  1 ـ قال الإمام علي(عليه السلام): "... لا أنّه عليه ككون الشيء على الشيء..."(10).
                  2 ـ قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام): "... لا يوصف بالكون على العرش لأنّه ليس بجسم، تعالى الله عن صفة خلقه علوّاً كبيراً..."(11).
                  3 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "من زعم هذا [ أي: من زعم أنّ الرب فوق العرش ] فقد صيّر الله محمولاً، ووصفه بصفة المخلوقين، ولزمه أنّ الشيء الذي يحمله أقوى منه..."(12).
                  4 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "... هو مستول على العرش، بائن من خلقه من غير أن يكون العرش حاملاً له، ولا أنّ العرش محلّ له... ونفينا أن يكون العرش... حاوياً له، وأن يكون عزّ وجلّ محتاجاً إلى مكان أو إلى شيء مما خلق، بل خلقه محتاجون إليه"(13).
                  5 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) حول قوله تعالى: { الرحمن على العرش استوى } : "استوى من كلّ شيء، فليس شيء أقرب إليه من شيء"(14).

                  ===
                  1- انظر: الاعتقادات، الشيخ الصدوق: باب 1، ص 6.
                  2- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 19، ح 1، ص 158.
                  3- انظر: الاعتقادات، الشيخ الصدوق: باب 1، ص 6.
                  4- انظر: المنقذ من التقليد، سديدالدين الحمصي: ج 1، القول في نفي الشبيه عنه تعالى، ص 106.
                  5- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 48، ح 3، ص 309.
                  6- المصدر السابق: باب 49، ح 2، ص 313.
                  7- الفرق بين الفرق، عبدالقاهر البغدادي: ص 200، نقلاً عن الإلهيات، جعفر السبحاني: 2 / 118.
                  8- انظر: مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: مادة (سوا)، ص 439.
                  9- انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 48، ذيل ح 9، ص 310 ـ 311.
                  غنية النزوع، ابن زهرة الحلبي: ج 2، الفصل الخامس، ص 48. المسلك في أصول الدين، المحقّق الحلّي: النظر الأوّل، المطلب الثالث، ص 63.
                  10- التوحيد، الشيخ الصدوق، باب 48، ح 3، ص 309.
                  11- المصدر السابق: باب 49، ح 2، ص 313.
                  12- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 49، ح 1، ص 312.
                  13- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج 3، كتاب التوحيد، باب 3، ح 3، ص 29 ـ 30.
                  14- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 48، ح 1، ص 308.

                  تعليق


                  • #10
                    12 ـ الكرسي :
                    المعنى الأوّل: الكرسي المنسوب إلى الله عبارة عن وعاء محيط بالسماوات والأرض.
                    قال تعالى: { وسع كرسيه السماوات والأرض } [ البقرة: 255 ]
                    أي: الكرسي مخلوق إلهي محيط بالسماوات والأرض.
                    قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "خلق [ الله تعالى ] الكرسي فحشاه السماوات والأرض، والكرسي أكبر من كلّ شيء خلقه الله، ثمّ خلق العرش فجعله أكبر من الكرسي(1).
                    وعنه(عليه السلام) أيضاً: "كلّ شيء خلقه الله في جوف الكرسي ما خلا عرشه، فإنّه أعظم من أن يحيط به الكرسي"(2).

                    المعنى الثاني: الكرسي في اللغة العربية له معنيان:
                    أوّلاً: السرير
                    قال تعالى في قصّة سليمان: { والقينا على كرسيه جسداً } [ ص: 34 ]

                    ثانياً: العلم(3)، ولهذا يقال للصحيفة المتضمّنة للعلم المكتوب: كراسة(4)
                    قال تعالى: { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلاّ بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض } [ البقرة: 255 ]
                    سئل الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: { وسع كرسيه السماوات والأرض } قال(عليه السلام): هو علمه(5).

                    13 ـ اللقاء :
                    اللقاء بشخص عظيم يعني الدخول تحت حكمه وقهره.
                    قال تعالى: { إنّهم ملاقوا ربهم } [ البقرة: 46 ]
                    وقال تعالى: { يوم يلقونه } [ التوبة: 77 ]
                    فيحتمل في معنى اللقاء في هاتين الآيتين:
                    أوّلاً: إنّهم سيكونون يوم القيامة تحت حكم الله وقهره.
                    ثانياً: في الكلام حذف مضاف، أي: إنّهم ملاقوا جزاء ربّهم (6).

                    ===
                    1- الاحتجاج، الشيخ الطبرسي: ج 2، احتجاجات الإمام الصادق(عليه السلام)، رقم 223، ص 250.
                    2- المصدر السابق: ص 249.
                    3- انظر: لسان العرب، ابن منظور: ج 12، مادة (كرس)، ص 68.
                    4- انظر: جامع البيان، ابن جرير الطبري: ج 3، تفسير آية 255 من سورة البقرة، ذيل ح 4524، ص 15.
                    5- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 52، ح 1، ص 319.
                    6- انظر: اللوامع الإلهية، مقداد السيوري: اللامع الثامن، المرصد الأوّل، ص 178.

                    تعليق


                    • #11
                      14 ـ القرب :
                      القرب بالنسبة إلى الله يعني القرب بالعلم والقدرة، ولا يمكن نسبة القرب المكاني والزماني إلى الله; لأنّه تعالى منزّه عن ذلك.
                      قال تعالى: { ونحن أقرب إليه من حبل الوريد } [ ق: 16 ]
                      أي: نحن أقرب إليه بالعلم والإحاطة والإشراف والسمع والبصر(1).

                      15 ـ الرضا والغضب :

                      قال تعالى: { رضي الله عنهم } [ المائدة: 119 ]
                      وقال تعالى: { غضب الله عليهم } [ الفتح: 6 ]

                      سبب تنزيه الله تعالى عن الرضا والغضب الانفعالي:
                      1 ـ سُئل الإمام الصادق(عليه السلام) عن الله تبارك وتعالى أله رضا وسخط؟ فقال(عليه السلام): نعم، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين، وذلك أنّ الرضا والغضب دِخال يدخل عليه فينقله من حال إلى حال، مُعتَمَل(2)، مركّب، للأشياء فيه مدخل، وخالقنا لا مدخل للأشياء فيه، واحد، أحدي الذات وأحدي المعنى..."(3).
                      2 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "... إنّه إذا دخله الضجر والغضب دخله التغيير، وإذا دخله التغيير لم يؤمن عليه الإبادة، ولو كان ذلك كذلك لم يعرف المكوِّن من المكوَّن، ولا القادر من المقدور، ولا الخالق من المخلوق، تعالى الله عن هذا القول علوّاً كبيراً"(4).
                      3 ـ قال الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام) حول غضب الله تعالى: "من زعم أنّ الله عزّ وجلّ زال من شيء إلى شيء فقد وصفه صفة مخلوق، إنّ الله عزّ وجلّ لا يستفزّه شيء ولا يغيّره"(5).
                      4 ـ قال الإمام علي(عليه السلام): "يحبّ ويرضى من غير رقّة، ويبغض ويغضب من غير مشقّة"(6).

                      المقصود من الرضا والغضب المنسوب إلى الله تعالى
                      1 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "... فرضاه ثوابه وسخطه عقابه من غير شيء يتداخله فيهيجه وينقله من حال إلى حال، فإنّ ذلك صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين، وهو تبارك وتعالى القويّ العزيز الذي لا حاجة به إلى شيء مما خلق، وخلقه جميعاً محتاجون إليه"(7).
                      2 ـ سئل الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): يابن رسول الله أخبرني عن الله عزّ وجلّ هل له رضا وسخط؟
                      فقال(عليه السلام): نعم، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين، ولكنّ غضب الله عقابه، ورضاه ثوابه.

                      النتيجة :
                      صفة الرضا والغضب تتضمّن معنى التغيير والانفعال، وبما أنّ الله منزّه عن هذه المعاني، فيلزم أن يكون إطلاق هذه الصفات عليه تعالى من باب المجاز، وتكون هذه الصفات كناية عن ثوابه وعقابه.

                      تنبيه :
                      إذا تعلّق رضا الله وغضبه بالمكلَّف فالمقصود إثابة الله وعقابه. ولكنّ إذا تعلّق رضا الله وغضبه بأفعال العباد فالمقصود يكون الأمر والنهي.
                      فعندما نقول: إنّ الله يرضى الطاعة، فالمعنى: أنّه تعالى يأمر بها.
                      وعندما نقول: إنّ الله يغضب من المعصية، فالمعنى: أنّه تعالى ينهى عنها(8).


                      ===
                      1- انظر: التبيان في تفسير القرآن، الشيخ محمّد بن الحسن الطوسي: ج9، تفسير آية 16 من سورة ق، ص364 .
                      2- معتمل يعني منفعل يتأثّر من الأشياء.
                      3- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 26، ح 3، ص 165.
                      4- المصدر السابق، ح 2، ص 164 ـ 165.
                      5- المصدر السابق: ح 1، ص 164.
                      6- نهج البلاغة، الشريف الرضي: خطبة 186، ص 367 ـ 368.
                      7- المصدر السابق: ح 3، ص 165.
                      8- انظر: كنز الفوائد، أبو الفتح الكراجكي: ج 1، القول في الغضب والرضا، ص84 .

                      تعليق


                      • #12
                        16 ـ السخرية والاستهزاء والمكر والخداع :

                        قال تعالى: { سخر الله منهم } [ التوبة: 79 ]
                        { الله يستهزىء بهم } [ البقرة: 15 ]
                        { ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين } [ آل عمران: 54 ]
                        { يخادعون الله وهو خادعهم } [ النساء: 142 ]
                        قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام):
                        "إنّ الله تبارك وتعالى لا يسخر ولا يستهزىء ولا يمكر ولا يخادع، ولكنّه عزّ وجلّ يجازيهم جزاء السخرية، وجزاء الاستهزاء، وجزاء المكر والخديعة، تعالى الله عما يقول الظالمون علوّاً كبيراً"(1).


                        17 ـ النسيان :

                        نسيان الله لبعض العباد يعني إهماله تعالى لهم، وعدم الاهتمام بهم، وتركهم لشأنهم، فإذا فعل الله بهم ذلك فإنّهم سينسون أنفسهم، ويكون ذلك عقوبة من الله لهم إزاء نسيانهم لله تعالى.
                        قال تعالى: { نسوا الله فنسيهم } [ التوبة: 67 ]
                        قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) حول هذه الآية: "إنّ الله تبارك وتعالى لا ينسى ولا يسهو، وإنّما ينسى ويسهو المخلوق المحدَث، ألا تسمعه عزّ وجلّ يقول: { وما كان ربك نسيا } [ مريم: 64 ]
                        وإنّما يجازي من نسيه ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم، كما قال عزّ وجلّ: { ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون } [ الحشر: 19 ]
                        وقوله عزّ وجلّ: { فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا } [ الأعراف: 51 ].
                        أيّ نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا"(2).
                        وقال الإمام علي(عليه السلام): "أمّا قوله: { نسوا الله فنسيهم } إنّما يعني نسوا الله في دار الدنيا، لم يعملوا بطاعته، فنسيهم في الآخرة، أي: لم يجعل لهم في ثوابه شيئاً فصاروا منسيين من الخير"(3).



                        ===
                        1- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 21، ح 1، ص 159.
                        2- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 16، ح 1، ص 155.
                        3- المصدر السابق، باب 36، ح 5، ص 253.

                        تعليق


                        • #13
                          الشرك عند الشيعة
                          فضح شركيات الشيعة
                          الشرك عند الروافض
                          دعاء غير الله
                          دعاء غير الله عند الشيعة
                          دعاء غير الله عند الروافض
                          الشرك الأكبر
                          الشرك الأصغر
                          توحيد أهل البيت
                          التوحيد في مدرسة أهل البيت
                          الاستغاثة عند أهل البيت
                          الاستغاثة في مذهب أهل البيت
                          التوسل عند أهل البيت
                          رد شبهات الوهابية
                          الرد على الوهابية في الاستغاثة
                          الرد على الوهابية في التوسل
                          الرد على شبهات الوهابية
                          جهل الوهابية بالتوحيد
                          إثبات بلا تكييف
                          صفات الله الخبرية
                          التجسيم عند الوهابية
                          التشبيه عند الوهابية
                          التجسيم عند السنة
                          التجسيم عند البخاري
                          التجسيم في البخاري

                          تعليق


                          • #14
                            سلام عليكم اخي الفاضل محب الغدير موضوعكم عن المجسمه تأجرعليه وهومسند عن قول المعصومين عليهم السلام وما يوافق العقلاء لكن عندي اسئله لبساطة مفهومي عن امر الله تعالى وحقيقته تعالى وعن الانبياء والمعصومين والملائكه سؤالي اذا كان الانبياء والمعصومين لهم القدره في كل شئ لانهم معصومين وهم شئ خاص من الله ابسط السؤال هل يعرف الله في الجنه او القيامه والسؤال الثاني هل يكون خلق الانبياء ومحمد وآل محمد لتكامل لمعرفة الله تعالى بالحقيقه لكن من بعد الناس وايذائهم لهم لن يتكلموا بهذه الحقيقه وهل يبقى لغر لم يعرف الله في الدارين وكيف ذلك غدآ اوضح السؤال اكثر شكرآ لك وتحملني لاني اريد استفاد تصبح على خير

                            تعليق


                            • #15
                              لهم القدره في كل شئ لانهم معصومين وهم شئ خاص من الله ابسط السؤال هل يعرف الله في الجنه او القيامه
                              افهم من سؤالك تقصد رؤية الله عز وجل .
                              والشيء مستحيل , لو الله -فرضا- اراد ان يري نفسه للبشر لما استطاع لأنه ليس جسم ويستحيل تحوّل واجب الوجوب (الله) إلى ممكن للوجود (مخلوق) فرؤية الخلق له بالعين المعهودة تستلزم تجسيمه فالبصر لا يبصر إلا ما له طول و عرض و عمق -جسم- .
                              لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ

                              فلارؤية لله يوم القيامة بل الرؤية في القيامة لمحمد وآله الطاهرين .

                              السؤال الثاني غير واضح

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X