بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (و لله العزة ولرسوله وللمؤمنين)
وقال إمامنا الصادق عليه السلام: المؤمن يكون عزيزاً ولا يكون ذليلاً (الكافي ج5 ص63)
لكن هذه العزة لم تمنع من تكذيب الناس لهؤلاء الرسل ولسيدهم (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ)
ولا قتلهم الأنبياء (إِنَّ الَّذينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَ يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَق..)
فما كان عليهم إلا أن يصبروا (وَ لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَ أُوذُوا)
وعلى هذا جرت سيرتهم مع الفرقة الناجية..
قال إمامنا الصادق عليه السلام (روضة الكافي ص5):
فاتقوا الله أيتها العصابة الناجية ... فإنه لا يتم الأمر حتى يدخل عليكم مثل الذي دخل على الصالحين قبلكم وحتى تبتلوا في أنفسكم وأموالكم وحتى تسمعوا من أعداء الله أذى كثيرا فتصبروا..: فلم يأمر الله تعالى هذه الفرقة الناجية سوى بالصبر على هذه البلايا وأصناف الأذى.. بل وعدهم بما يزيد عن ذلك، ما ظاهره الذلة فقال عليه السلام:
و حتى يستذلوكم: وسواء أريد بها أن يستذلوكم في أمور الدنيا دون الدين، أو يقهروكم في الظاهر من أمور الدين، أو أن يروكم أذلاء (استذله أي رآه ذليلاً)، أو أن يعملوا على إذلالكم وان لم تكونوا أذلاء، أو غير ذلك.. فهذا سعيهم وشأنهم، لكن المهم هو فعلكم أيها الشيعة.. قال الإمام عليه السلام:
و حتى يستذلوكم و يبغضوكم و حتى يحملوا عليكم الضيم (فتحملوا منهم) تلتمسون بذلك وجه الله و الدار الآخرة ... : فجعل عليه السلام فعل الشيعة هو (التحمل) !
و حتى يكذبوكم بالحق و يعادوكم فيه و يبغضوكم عليه فتصبروا على ذلك منهم: وجعل جواب التكذيب والعداوة والبغضاء الصبر على ذلك ! كما صبر اولو العزم من الرسل.
ثم قال عليه السلام:
فتدبروا هذا و اعقلوه و لا تجهلوه فإنه من يجهل هذا و أشباهه مما افترض الله عليه في كتابه مما أمر الله به و نهى عنه ترك دين الله و ركب معاصيه فاستوجب سخط الله فأكبه الله على وجهه في النار.
* وليس من تنبيه أشد من هذا، فإن جهل هذا الأمر المفروض يودي إلى ترك دين الله، وفتح باب الأخذ فيه بالهوى واتباع المقاييس الباطلة.
وقد تكفل الله تعالى بتخفيف البلاء عن الشيعة (ولولا أن الله تعالى يدفعهم عنكم لسطوا بكم) لكن لهذا شروطاً منها:
1. أن يعلم المؤمن ما فرضه الله عليه من لزوم الصبر والتحمل لما يقع عليه.
2. أن يعمل بعلمه لا بهواه فيصبر ويتحمل.
3. أن لا يكون من المستعجلين..
فتخرجه العجلة إلى اتباع الهوى، وقد هلك المستعجلون، لأن الظالمين (لن يريدوا إلا من يعرض لهم) كما عن باقر علوم آل محمد عليه السلام.
وتجعله العجلة من المتقدمين على آل محمد فيما أخروه و(المتقدم لهم مارق)..
ولما كان المؤمن موقناً بحكمة الله تعالى وعدله لم يكن له بدّ من التسليم والخضوع لإرادته تعالى في إنفاذ شريعته..
ولئن علم المؤمن الحكمة في أوامر الله تعالى على لسان أوليائه كان صابراً عالماً، فلئن أدرك ما يقوله صادق العترة عليه السلام عن الظالمين والمؤمنين: (وإنهم لا يريدونكم بجائحة إلا أتاهم الله بشاغل إلا من تعرض لهم – غيبة النعماني 197) وعرف أن الله حافظ المؤمنين لما صبروا.. كان صابراً مع شيء من المعرفة..
وإن جهل الوجه في لزوم الصبر والتحمل.. ولكن لم يخرجه الأذى عن شرعة الحق وميزانه.. يؤمل أن يكون ممن قال فيهم المعصوم: نحن صبرنا وشيعتنا أصبر منا، وذلك أنا صبرنا على ما نعلم، وهم صبروا على ما لا يعلمون. (تفسير القمي ج2 ص141)
ويخشى المنصف أن تأخذه الحمية أو العصبية أو الجهل إلى الرد على آل محمد فيما بثوه إلينا من أثقال الوحي، وقد قالوا: (ألا وإن الراد علينا كالراد على رسول الله جدنا ومن رد على رسول الله ص فقد رد على الله)
وللحديث تتمة..
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
قال تعالى (و لله العزة ولرسوله وللمؤمنين)
وقال إمامنا الصادق عليه السلام: المؤمن يكون عزيزاً ولا يكون ذليلاً (الكافي ج5 ص63)
لكن هذه العزة لم تمنع من تكذيب الناس لهؤلاء الرسل ولسيدهم (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ)
ولا قتلهم الأنبياء (إِنَّ الَّذينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَ يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَق..)
فما كان عليهم إلا أن يصبروا (وَ لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَ أُوذُوا)
وعلى هذا جرت سيرتهم مع الفرقة الناجية..
قال إمامنا الصادق عليه السلام (روضة الكافي ص5):
فاتقوا الله أيتها العصابة الناجية ... فإنه لا يتم الأمر حتى يدخل عليكم مثل الذي دخل على الصالحين قبلكم وحتى تبتلوا في أنفسكم وأموالكم وحتى تسمعوا من أعداء الله أذى كثيرا فتصبروا..: فلم يأمر الله تعالى هذه الفرقة الناجية سوى بالصبر على هذه البلايا وأصناف الأذى.. بل وعدهم بما يزيد عن ذلك، ما ظاهره الذلة فقال عليه السلام:
و حتى يستذلوكم: وسواء أريد بها أن يستذلوكم في أمور الدنيا دون الدين، أو يقهروكم في الظاهر من أمور الدين، أو أن يروكم أذلاء (استذله أي رآه ذليلاً)، أو أن يعملوا على إذلالكم وان لم تكونوا أذلاء، أو غير ذلك.. فهذا سعيهم وشأنهم، لكن المهم هو فعلكم أيها الشيعة.. قال الإمام عليه السلام:
و حتى يستذلوكم و يبغضوكم و حتى يحملوا عليكم الضيم (فتحملوا منهم) تلتمسون بذلك وجه الله و الدار الآخرة ... : فجعل عليه السلام فعل الشيعة هو (التحمل) !
و حتى يكذبوكم بالحق و يعادوكم فيه و يبغضوكم عليه فتصبروا على ذلك منهم: وجعل جواب التكذيب والعداوة والبغضاء الصبر على ذلك ! كما صبر اولو العزم من الرسل.
ثم قال عليه السلام:
فتدبروا هذا و اعقلوه و لا تجهلوه فإنه من يجهل هذا و أشباهه مما افترض الله عليه في كتابه مما أمر الله به و نهى عنه ترك دين الله و ركب معاصيه فاستوجب سخط الله فأكبه الله على وجهه في النار.
* وليس من تنبيه أشد من هذا، فإن جهل هذا الأمر المفروض يودي إلى ترك دين الله، وفتح باب الأخذ فيه بالهوى واتباع المقاييس الباطلة.
وقد تكفل الله تعالى بتخفيف البلاء عن الشيعة (ولولا أن الله تعالى يدفعهم عنكم لسطوا بكم) لكن لهذا شروطاً منها:
1. أن يعلم المؤمن ما فرضه الله عليه من لزوم الصبر والتحمل لما يقع عليه.
2. أن يعمل بعلمه لا بهواه فيصبر ويتحمل.
3. أن لا يكون من المستعجلين..
فتخرجه العجلة إلى اتباع الهوى، وقد هلك المستعجلون، لأن الظالمين (لن يريدوا إلا من يعرض لهم) كما عن باقر علوم آل محمد عليه السلام.
وتجعله العجلة من المتقدمين على آل محمد فيما أخروه و(المتقدم لهم مارق)..
ولما كان المؤمن موقناً بحكمة الله تعالى وعدله لم يكن له بدّ من التسليم والخضوع لإرادته تعالى في إنفاذ شريعته..
ولئن علم المؤمن الحكمة في أوامر الله تعالى على لسان أوليائه كان صابراً عالماً، فلئن أدرك ما يقوله صادق العترة عليه السلام عن الظالمين والمؤمنين: (وإنهم لا يريدونكم بجائحة إلا أتاهم الله بشاغل إلا من تعرض لهم – غيبة النعماني 197) وعرف أن الله حافظ المؤمنين لما صبروا.. كان صابراً مع شيء من المعرفة..
وإن جهل الوجه في لزوم الصبر والتحمل.. ولكن لم يخرجه الأذى عن شرعة الحق وميزانه.. يؤمل أن يكون ممن قال فيهم المعصوم: نحن صبرنا وشيعتنا أصبر منا، وذلك أنا صبرنا على ما نعلم، وهم صبروا على ما لا يعلمون. (تفسير القمي ج2 ص141)
ويخشى المنصف أن تأخذه الحمية أو العصبية أو الجهل إلى الرد على آل محمد فيما بثوه إلينا من أثقال الوحي، وقد قالوا: (ألا وإن الراد علينا كالراد على رسول الله جدنا ومن رد على رسول الله ص فقد رد على الله)
وللحديث تتمة..
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
تعليق