إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الشيعة والاستعجال !

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشيعة والاستعجال !

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال تعالى (و لله العزة ولرسوله وللمؤمنين)
    وقال إمامنا الصادق عليه السلام: المؤمن يكون عزيزاً ولا يكون ذليلاً (الكافي ج5 ص63)

    لكن هذه العزة لم تمنع من تكذيب الناس لهؤلاء الرسل ولسيدهم (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ)
    ولا قتلهم الأنبياء (إِنَّ الَّذينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَ يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَق‏..)
    فما كان عليهم إلا أن يصبروا (وَ لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى‏ ما كُذِّبُوا وَ أُوذُوا)

    وعلى هذا جرت سيرتهم مع الفرقة الناجية..
    قال إمامنا الصادق عليه السلام (روضة الكافي ص5):
    فاتقوا الله أيتها العصابة الناجية ... فإنه لا يتم الأمر حتى يدخل عليكم مثل الذي دخل على الصالحين قبلكم وحتى تبتلوا في أنفسكم‏ وأموالكم وحتى تسمعوا من أعداء الله أذى كثيرا فتصبروا..: فلم يأمر الله تعالى هذه الفرقة الناجية سوى بالصبر على هذه البلايا وأصناف الأذى.. بل وعدهم بما يزيد عن ذلك، ما ظاهره الذلة فقال عليه السلام:

    و حتى يستذلوكم: وسواء أريد بها أن يستذلوكم في أمور الدنيا دون الدين، أو يقهروكم في الظاهر من أمور الدين، أو أن يروكم أذلاء (استذله أي رآه ذليلاً)، أو أن يعملوا على إذلالكم وان لم تكونوا أذلاء، أو غير ذلك.. فهذا سعيهم وشأنهم، لكن المهم هو فعلكم أيها الشيعة.. قال الإمام عليه السلام:

    و حتى يستذلوكم و يبغضوكم و حتى يحملوا عليكم الضيم (فتحملوا منهم) تلتمسون بذلك وجه الله و الدار الآخرة ... : فجعل عليه السلام فعل الشيعة هو (التحمل) !

    و حتى يكذبوكم بالحق و يعادوكم فيه و يبغضوكم عليه فتصبروا على ذلك منهم: وجعل جواب التكذيب والعداوة والبغضاء الصبر على ذلك ! كما صبر اولو العزم من الرسل.

    ثم قال عليه السلام:
    فتدبروا هذا و اعقلوه و لا تجهلوه فإنه من يجهل هذا و أشباهه مما افترض الله عليه في كتابه مما أمر الله به و نهى عنه ترك دين الله و ركب معاصيه فاستوجب سخط الله فأكبه الله على وجهه في النار.

    * وليس من تنبيه أشد من هذا، فإن جهل هذا الأمر المفروض يودي إلى ترك دين الله، وفتح باب الأخذ فيه بالهوى واتباع المقاييس الباطلة.

    وقد تكفل الله تعالى بتخفيف البلاء عن الشيعة (ولولا أن الله تعالى يدفعهم عنكم لسطوا بكم) لكن لهذا شروطاً منها:
    1. أن يعلم المؤمن ما فرضه الله عليه من لزوم الصبر والتحمل لما يقع عليه.
    2. أن يعمل بعلمه لا بهواه فيصبر ويتحمل.
    3. أن لا يكون من المستعجلين..
    فتخرجه العجلة إلى اتباع الهوى، وقد هلك المستعجلون، لأن الظالمين (لن يريدوا إلا من يعرض لهم‏) كما عن باقر علوم آل محمد عليه السلام.
    وتجعله العجلة من المتقدمين على آل محمد فيما أخروه و(المتقدم لهم مارق‏)..

    ولما كان المؤمن موقناً بحكمة الله تعالى وعدله لم يكن له بدّ من التسليم والخضوع لإرادته تعالى في إنفاذ شريعته..
    ولئن علم المؤمن الحكمة في أوامر الله تعالى على لسان أوليائه كان صابراً عالماً، فلئن أدرك ما يقوله صادق العترة عليه السلام عن الظالمين والمؤمنين: (وإنهم لا يريدونكم بجائحة إلا أتاهم الله بشاغل إلا من تعرض لهم – غيبة النعماني 197‏) وعرف أن الله حافظ المؤمنين لما صبروا.. كان صابراً مع شيء من المعرفة..

    وإن جهل الوجه في لزوم الصبر والتحمل.. ولكن لم يخرجه الأذى عن شرعة الحق وميزانه.. يؤمل أن يكون ممن قال فيهم المعصوم: نحن صبرنا وشيعتنا أصبر منا، وذلك أنا صبرنا على ما نعلم، وهم صبروا على ما لا يعلمون‏. (تفسير القمي ج2 ص141)

    ويخشى المنصف أن تأخذه الحمية أو العصبية أو الجهل إلى الرد على آل محمد فيما بثوه إلينا من أثقال الوحي، وقد قالوا: (ألا وإن الراد علينا كالراد على رسول الله جدنا ومن رد على رسول الله ص فقد رد على الله‏)

    وللحديث تتمة..

    والحمد لله رب العالمين

    شعيب العاملي

  • #2
    المرابطة في زمن الغيبة !

    بسم الله الرحمن الرحيم

    حثت آيات الكتاب الكريم على الجهاد وأسبغت على المجاهدين الثناء، وعد الجهاد في سبيل الله شطراً من الشريعة الغرّاء..
    ويكاد المتتبع لآيات الجهاد وكلمات المعصومين (ع) يخال أن الجهاد فرض واجب في كل حال وظرف ودون أي قيد وشرط.

    كيف وقد أمر الله تعالى خير خلقه بقوله: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَ الْمُنافِقينَ وَ اغْلُظْ عَلَيْهِمْ (التوبة73)
    وأمر الله المسلمين عامة بالقتال: وَ قاتِلُوا في‏ سَبيلِ اللَّهِ (البقرة 244) وبالجهاد: وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِه‏ (الحج 78)

    وكثيراً ما نجعل الآية الشريفة باباً للحث على الجهاد والقتال بعد إعداد العدة له: وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَ عَدُوَّكُمْ (الأنفال60)
    ويكتمل الجناح الآخر لهذا التصور عند مطالعة روايات الحث على الجهاد والذم للمتقاعسين كقول أمير المؤمنين لهم: يا أشباه الرجال ولا رجال ! (الكافي ج5 ص6)

    وتكون الخلاصة أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب الجهاد على المسلمين، وأن التخلف عنه معصية إن لم يكن جبناً ووهناً، فكل من لم يسلك طريق (الكفاح المسلح) كان خائناً لشريعة الله تعالى.

    لكن بعض الكمل من أوائل الشيعة أدرك أن هذه الأحكام كلها تدور مدار الإمام المعصوم، فهو لسان الله الناطق في خلقه، وهو حجة الله التامة، وأن فعله هو الميزان في الحلال والحرام فهو المؤتمن على وحي الله تعالى وأمره وسره..

    ومن هؤلاء: بعض الصفوة الذين كانوا مع علي عندما كشف بيت الزهراء سيدة النساء (ع)، فأدركوا أن مشق السيف يحتاج إذناً من المعصوم.. وقد ورد في النصوص:
    فقام المقداد فقال: يا علي، بما تأمرني؟ والله إن أمرتني لأضربن بسيفي وإن أمرتني كففت.
    فقال علي عليه السلام: كف يا مقداد، واذكر عهد رسول الله وما أوصاك به.(كتاب سليم ج2 ص592)
    وكذا كان التزام سلمان بأوامر الأمير حتى قال له الثاني: إنك له لمطيع مسلم (المصدر ص596)

    وقد قالوا : ولم يكن منا أحد أشد قولا من الزبير (المصدر 594)
    لكن هذه الشدة في الزبير أبعدته عن التسليم شيئاً فشيئاً..
    اتصف الآخرون بالتسليم المطلق، لكنه ابتعد عنه شيئاً فشيئاً حتى أشعل مع صنوه نار حرب صاحبة الجمل !

    وعلى هذه السيرة جرى سواه.. خرج الخوارج على علي لما أغمد سيفه بعدما ألجؤوه لذلك..
    وكرّت السبحة..

    يروي الشيخ النعماني في كتاب الغيبة عن علي بن الحسين ع أن ابن عباس بعث إليه من يسأله عن هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا):
    وكأن ابن عباس يريد أن يعرّض بمخالفة زين العابدين عليه السلام (للرباط) كما أمرت الآية، فإن إمامنا زين العابدين عليه السلام لم يكن ممن نهج منهج (الكفاح المسلح) ولا ممن (رابط)، فتوهم ابن عباس أن الثقلين المتفقين قد اختلفا !
    ولأن مثل هذا أمر عسير.. لم يواجه ابن عباس امامنا بذلك بل أرسل سائلاً يشير في سؤاله لهذا المعنى دون تصريح.

    تقول الرواية:
    فغضب علي بن الحسين ع و قال للسائل: وددت أن الذي أمرك بهذا واجهني به.
    ثم قال: نزلت في أبي و فينا و لم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد و سيكون ذلك ذرية من نسلنا المرابط .
    ثم قال: أما إن في صلبه (يعني ابن عباس) وديعة ذرئت لنار جهنم سيخرجون أقواما من دين الله أفواجا وستصبغ الأرض بدماء فراخ من فراخ آل محمد ع تنهض تلك الفراخ في غير وقت و تطلب غير مدرك و يرابط الذين آمنوا و يصبرون و يصابرون حتى يحكم الله و هو خير الحاكمين. (الغيبة للنعماني ص199)

    يظهر من الرواية أمور:
    1. أن مثل هذه الدعوى قد أثارت غضب إمامنا عليه السلام في الله عز وجل، فدين الله وعترة رسوله ليسا شرعة لكل وارد، وهم العالمون المعلمون كما قال جدهم المصطفى (و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم‏)(الكافي ج1 ص287)
    2. أن آية الحث على الرباط إنما نزلت فيهم عليهم السلام، لكن لها وقتاً لم يحن (و لم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد)
    3. أن هذه المرابطة مختصة بالقائم من آل محمد (ع)، فهو (المرابط) من نسلهم.
    4. أن من ينهض في غير وقته تصبغ الأرض بدمائه ولا يحقق مراده.

    بينما يكون الصبر والمرابطة والثناء والمديح من نصيب غير المتعجلين، حتى يحكم الله تعالى.

    نعم هناك معنى آخر لمرابطة الشيعة، وهو انتظارهم لإمامهم عليه السلام، ففي حديث آخر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع في قوله عز و جل (اصبروا و صابروا و رابطوا) فقال اصبروا على أداء الفرائض، و صابروا عدوكم، و رابطوا إمامكم المنتظر.(الغيبة للنعماني ص199)

    ثم جعل الله تعالى أجر المنتظرين كأجر المجاهدين مع إمامهم: فعن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع أنه قال: من مات منكم على هذا الأمر منتظرا كان كمن هو في الفسطاط الذي للقائم ع (المصدر ص200)

    ولئن كان اشتباه الأمور مع حضور الإمام المعصوم إلى هذا الحد، فكيف بنا وإمامنا قد غاب عن أبصارنا ؟ وإن لم تفارقنا رعايته..
    ولئن كان الدفاع عن العرض والنفس حقاً مشروعاً بل واجباً لا يتهاون فيه، ألا يكون ما سواه من (المرابطة) (والقتال) استعجالاً وتقدماً على من حقه التقدم !

    وللحديث تتمة

    والحمد لله رب العالمين

    شعيب العاملي

    تعليق


    • #3
      الشيعة والنوكى !

      بسم الله الرحمن الرحيم
      تواترت الروايات عن آل محمد (ع) في الأمر بالسكون والجلوس والمنع عن القيام، وكانت هذه الاوامر مغياة بالظهور المبارك للإمام الحجة ع أو بمقدماته المباشرة وهي العلامات الحتمية التي تتصل بالظهور..
      ونهت صريحاً عن الاستعجال إلى أن يأتي أمر الله تعالى..

      ومن هذه الروايات:
      1. قال أبو عبد الله ع: يا سدير الزم بيتك و كن حلسا من‏ أحلاسه واسكن ما سكن الليل و النهار فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا و لو على رجلك.(الكافي ج8 ص264)
      2. عن أبي جعفر الباقر ع أنه قال: اسكنوا ما سكنت السماوات و الأرض أي لا تخرجوا على أحد فإن أمركم ليس به خفاء (الغيبة للنعماني ص200)
      3. قال أبو الحسن ع‏: إنما عنى أبو عبد الله ع بقوله ما سكنت السماء من النداء باسم صاحبكم و ما سكنت الأرض من الخسف بالجيش‏ (عيون أخبار الرضا ج1 ص311)
      4. عن الباقر ع: كونوا أحلاس بيوتكم و ألبدوا ما ألبدنا فإذا تحرك متحركنا فاسعوا إليه و لو حبوا ... (الغيبة ص194)
      5. وعنه عليه السلام: أوصيك بتقوى الله و أن تلزم بيتك و تقعد في دهماء هؤلاء الناس و إياك و الخوارج منا فإنهم ليسوا على شي‏ء و لا إلى شي‏ء... و اعلم أنه لا تقوم عصابة تدفع ضيما أو تعز دينا إلا صرعتهم المنية و البلية (المصدر)
      6. وعن الصادق عليه السلام: كونوا أحلاس بيوتكم فإن الغبرة على من أثارها و إنهم لا يريدونكم بجائحة إلا أتاهم الله بشاغل إلا من تعرض لهم‏ (المصدر 197)
      7. وعنه (ع): اجلسوا في بيوتكم فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل فانهدوا إلينا بالسلاح‏ (المصدر)
      8. وعنه (ع): كفوا ألسنتكم و الزموا بيوتكم فإنه لا يصيبكم أمر تخصون به أبدا و يصيب العامة و لا تزال الزيدية وقاء لكم أبدا.(المصدر)
      9. قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر ع: يا جابر الزم الأرض و لا تحرك يدا و لا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها (المصدر 279)
      10. وعن الصادق ع: فالخارج منا اليوم إلى أي شي‏ء يدعوكم ؟ إلى الرضا من آل محمد ع ؟ فنحن نشهدكم أنا لسنا نرضى به (الكافي ج8 ص264)

      هذه عشرة وعشرات أخرى أمثالها..

      ومع وضوح هذه الروايات وسواها، فلا شك أنها لا تعطل كل حراك في المجتمع الشيعي وإن كان فردياً، بل تقوم بتقنينه، فلم تمنع مثلاً من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن تشريع الأمر والنهي كان من أساسه مقيداً بحالات خاصة تتناسب وغرض الشريعة السامي من حفظ الإسلام ممثلاً بالكيان الشيعي.. مع حفظ الفرد بعد حفظ الدين..
      وكذا لم تمنع من الدفاع عن النفس والعرض والمال.. لأن منعها خلاف الغرض الشرعي والحكم العقلي..

      وهكذا سلكت الشريعة مسلكاً وسطاً دقيقاً لا نظير له من حيث الحكمة والمتانة، وقد أثبت عبر التاريخ فعاليته في الحفاظ على العقيدة الشيعية نقية رغم كل الظلامات.

      ومن ضمن ما راعته الشريعة المقدسة عدم ربط الشيعة بظاهرة مناطقية ولا سياسية ولا إدارية خاصة، لمنع أي انعكاس لذلك على المذهب بأكمله، فلو صار الارتباط عضوياً بين التشيع وهذه الحالات ثم بادت إحداها للحقها المذهب كما حل بغيره من المذاهب.. والله الحافظ لدينه..

      وليس التعامل مع هذه المنهجية الفريدة أمراً يسيراً ولا إدراكه شيئاً سهلاً لغير المُسَلِّمِين، وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن من العلم صعبا شديدا محمله لو حملته الجبال عجزت عن حمله.
      إن علمنا أهل البيت سينكر و يبطل و تقتل رواته و يساء إلى من يتلوه بغيا و حسداً.. (الغيبة 142)

      وإن الفتنة ستصل في زمن الغيبة إلى حدّ يقول فيه أمير المؤمنين ع: وليبعثن الله رجلا من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا، و ليغيبن عنهم تمييزا لأهل الضلالة حتى يقول الجاهل ما لله في آل محمد من حاجة. (المصدر 141)

      وبعض آثار ذلك لا تستثني الشيعة، فعنه عليه السلام: كأني بكم تجولون جولان الإبل تبتغون مرعى و لا تجدونها يا معشر الشيعة.(ص192)

      ثم إن هناك حالة مهمة نعتبر عبد الله بن عطاء المكي نموذجاً لها، وهو الذي يروي قوله لإمامنا الباقر ع:إن شيعتك بالعراق كثيرة، والله ما في أهل بيتك مثلك. فكيف لا تخرج ؟
      قال: فقال: يا عبد الله بن عطاء، قد أخذت تفرش أذنيك للنوكى (الحمقى) إي و الله ما أنا بصاحبكم‏ (الكافي ج1 ص342)

      ويلاحظ من الرواية:
      1. أن الاستعجال كان سمة لبعض الناس في سالف الأيام كما هو في حاضرها.. وأن هؤلاء كانوا يصرحون برأيهم لإمامهم واليوم أثناء غياب الإمام.
      2. أن منشأ الاستعجال هو كثرة المناصرين والأتباع، فتصور هؤلاء أن اجتماع عدد كبير من الناس حول الإمام كافٍ في لزوم القيام والخروج المسلح.
      3. أن ضعف اليقين منشأ آخر للاستعجال، إذ كيف يجتمع اليقين بعصمة الإمام والاعتقاد بأنه عالم بتعليم من الله تعالى، مع الاعتراض على فعاله ؟ ما لم يكن السؤال استفاهمياً محضاً.
      4. أن هذا التفكير هو تفكير (الحمقى)، والأحمق (يريد أن ينفعك فيضرك‏) كما قال إمامنا زين العابدين ع.. فلعلّ هؤلاء من أهل الإيمان فعلاً لكنهم لجهلهم وحمقهم يتصرفون بما ضرره أكثر من نفعه، وقد رسم لنا أمير المؤمنين ع طريقاً في التعامل مع الأحمق بعد بيان صفاته: (وأما الأحمق فإنه لا يشير عليك بخير ولا يرجى لصرف السوء عنك ولو أجهد نفسه وربما أراد منفعتك فضرك، فموته خير من حياته، وسكوته خير من نطقه، وبعده خير من قربه‏).. فلا بد من الحذر من هؤلاء الحمقى والابتعاد عنهم وعدم الاستماع لهم لدفع ضررهم مهما كانت نيتهم..
      5. أن ما طلبه الراوي وهو (الخروج) مختص ب(صاحبكم) وقد بيّن عليه السلام أنه الإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه، فعدم القيام ليس من مختصات إمامنا الباقر عليه السلام، بل هو منهج الأئمة وشيعتهم عليهم السلام إلى أن يأتي أمر الله.. ولن يضر الإستعجال الدين شيئاً بل سيهلك المستعجلون، وقد قال إمامنا الصادق عليه السلام: إنما هلك الناس من استعجالهم لهذا الأمر. إن الله لا يعجل لعجلة العباد. إن لهذا الأمر غاية ينتهي إليها فلو قد بلغوها لم يستقدموا ساعة و لم يستأخروا.(الكافي ج1 ص369)

      والخلاصة..
      أن تكليف الشيعي في زمن الغيبة هو معرفة إمامه وانتظاره دون التقدم عليه، ولا يضره مع المعرفة شيء بعد ذلك، فعن الصادق عليه السلام: يا فضيل اعرف إمامك فإنك إذا عرفت إمامك لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر.
      و من عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعدا في عسكره لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه‏(الكافي ج1 ص371)

      اللهم اجعلنا في حزبه و أعوانه و أنصاره و الراضين بفعله‏..
      يا الله يا رحمان يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك‏..

      والحمد لله رب العالمين

      شعيب العاملي

      تعليق


      • #4
        بطلان الأعمال لولا الانتظار !

        بسم الله الرحمن الرحيم

        قال تعالى في سورة الأنعام: يَوْمَ يَأْتي‏ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في‏ إيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158)
        وفسرت الآيات تارة بالأئمة، والآية المنتظرة بالقائم عليه السلام (الإمامة و التبصرة ص102)
        وتارة أخرى بالظهور وعلاماته كما عن الباقر والصادق عليهما السلام: طلوع الشمس من المغرب، و خروج الدابة والدجال (تفسير العياشي ص384)

        فذكرت الآية الانتظار مرتين: الأولى: قُلِ انْتَظِرُوا، والثانية: إِنَّا مُنْتَظِرُونَ.

        ولعل كثيراً من الخلق لا يرون لهذا الكلام معنى.. فكم من مرة استعجل الكفار والمنافقون أنبياءهم لإنزال العذاب ! قال تعالى: (وَ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَ لَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ‏) وقال: (أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُون‏)

        وعبر القرآن عن الإنسان تارة بقوله تعالى (وَ كانَ الْإِنْسانُ عَجُولا)، وتارة أخرى بقوله (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُريكُمْ آياتي‏ فَلا تَسْتَعْجِلُون‏)

        فنهت الآية الأخيرة عن الاستعجال مقروناً بالوعد بإراءة آيات الله، بينما ذكرت الآية الأولى (بعض آيات ربك) وقرنها الإمام بالظهور المبارك.
        فكان انتظار الظهور منهجاً قرآنياً واضحاً لا لبس فيه، وكان الفعل البشري متعجلاً كعادته.. و(إنما يعجل من يخاف الفوت‏)..

        ويلاحظ المتتبع أن الرفق والأناة كانت منهجاً لعلي وبنيه في أحلك الظروف، فها هو يوصي قادة عسكره بترك العجلة حتى في القتال فيقول عليه السلام: عليكما في حربكما بالتؤدة وإياكم والعجلة (وقعة صفين 125)
        وهو بذلك يتبع قول رسول الله (ص): إنما أهلك الناس العجلة. وقوله (ص): الأناة من الله والعجلة من الشيطان.(المحاسن ج1 ص215)
        بل ورد عن الإمام الكاظم عليه السلام أن: العجلة هي الخرق‏ (تحف العقول ص403)

        وهكذا يتضح أن الله سبحانه وتعالى وحملة رسالاته قد بينوا للشيعة في زمن الغيبة الطريق واضحاً جلياً.. بنهيهم عن الاستعجال والأمر بالسكون إلى أن يأذن الله لوليه، ولا يعرف ذلك إلا بعلامات حتمية لا تخفى على الشيعة الأبرار.

        وهذه السنة هي سنة الله تعالى في الآخرين كما كانت في الأولين، فلم يكن منهج الأنبياء مختلفاً عن طريق الأولياء والشيعة الأبرار، بل تقدموا عليهم في ذلك، وقد قال إمامنا الصادق عليه السلام: ما أحسن الصبر و انتظار الفرج! أما سمعت قول العبد الصالح: (ارتقبوا إني معكم رقيب) (فانتظروا إني معكم من المنتظرين) فعليكم بالصبر فإنه إنما يجي‏ء الفرج على اليأس، و قد كان الذين من قبلكم أصبر منكم. (قرب الإسناد 380)

        ثم قال عليه السلام:
        وأنتم قوم تحبونا بقلوبكم و يخالف ذلك فعلكم.. : وههنا يبين الإمام حقائق النفوس وخفاياها وفعال الخلق ظاهرة أو مستورة، فكم من شخص يزعم أنه محب ومطيع يخالف فعله قوله ؟! لقد أقر الإمام لهؤلاء أنهم محبون لهم بالقلب، لكن فعلهم لم يوافق حبهم.. وما ذاك إلا من جهة التعجل والضعف عن الصبر.. حيث يقول عليه السلام بعد ذلك:

        ما لكم لا تملكون أنفسكم و تصبرون حتى يجي‏ء الله تبارك و تعالى بالذي تريدون؟ : فإن (العجلة) التي اتصف بها (بعض) الشيعة نتجت عن قصورهم أو تقصيرهم في الصبر، وفقدان السيطرة على النفس والعجز عن التحكم بها (ما لكم لا تملكون أنفسكم)..
        فهؤلاء يريدون الحق ويطلبونه ويرغبون به وهو الذي سيأتي به الله تبارك وتعالى، ولكن: يقول الإمام:

        إن هذا الأمر ليس يجي‏ء على ما يريد الناس، إنما هو أمر الله تبارك و تعالى و قضاؤه و الصبر، و إنما يجعل من يخاف الفوت: فليس أمر الله تابعاً لرغباتنا ومشيئاتنا وإراداتنا ! ولا يحدد تسرعنا وعجزنا وقصورنا وتقصيرنا مشيئة الله عز وجل !

        ولذا لم يخرج الشيعة عن قاعدة التمحيص والابتلاء حتى في زمن الغيبة: فعن الباقر عليه السلام: و كذلك شيعتنا يميزون و يمحصون حتى تبقى منهم عصابة لا تضرها الفتنة.(الغيبة 210)
        وعنه عليه السلام: لتمحصن يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين و إن صاحب العين يدري متى يقع الكحل في عينه و لا يعلم متى يخرج‏ منها و كذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا و يمسي و قد خرج منها و يمسي على شريعة من أمرنا و يصبح و قد خرج منها. (المصدر 206)

        وليس الابتلاء شكلياً هنا أو صورياً، فإن من آثاره أن يخرج عن حقيقة التشيع من كان شيعياً والعكس ! إنها فتنة عظيمة تدع الحليم حيراناً.. وهي التي سبق وأن قال عنها أمير المؤمنين عليه السلام: يا مالك بن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا و شبك أصابعه (المصدر)

        وعن سيد الشهداء عليه السلام: لا يكون الأمر الذي تنتظرونه حتى يبرأ بعضكم من بعض و يتفل بعضكم في وجوه بعض و يشهد بعضكم على بعض بالكفر و يلعن بعضكم بعضاً (المصدر)

        وهل هناك سبب يا ترى يبرر مثل هذا التوصيف سوى (الاستعجال) والضعف عن السيطرة على النفس ؟ سواء كان ذلك بدافع الحب والإيمان أم بدافع المكر والخداع !
        إنها حالة رهيبة تعتري الشيعة في تلك الظروف، يُكَفِّر بعضهم بعضاً، ذلك أن منهم من لا يتحمل الصبر إلى أن تأتي دولة الحق، وفي الحديث عن أبي عبد الله عليه السلام: إن للحق دولة و للباطل دولة و كل واحد منهما في دولة صاحبه ذليل ... (الكافي ج2 ص447)

        مثل هذه (الذلة) الظاهرية قد لا يرتضيها الإنسان المؤمن وهو الذي أعزه الله تعالى بالإيمان، فيعظم عليه أن يكون ذليلاً في دولة الباطل، ويكون أمام خيارين:
        1. الصبر والتحمل وانتظار الفرج.
        2. استعجال دولة الحق ومحاولة بعثها قبل أوانها بيديه الخاليتين عن التسديد الرباني، ذلك أنه مذخور للإمام المنتظر ع.

        عن أمير المؤمنين عليه السلام: كونوا كالنحل في الطير ليس شي‏ء من الطير إلا و هو يستضعفها (الغيبة ص209)

        وبعدما بيّن الإمام الصادق عليه السلام ما لا يقبل الله العمل إلا به وعَدَّ (الانتظار للقائم عليه السلام) ركناً منها قال عليه السلام: إن لنا دولة يجي‏ء الله بها إذا شاء.
        ثم قال: من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق، و هو منتظر، فإن مات و قام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه، فجدوا وانتظروا هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة. (فضائل أمير المؤمنين ص147)

        فلا يمنع الصبر من العمل بما أمر الله تعالى، بل يقترن بالعمل والجد..
        وليس الصبر والانتظار ضعفاً ولا عجزاً.. إنما يمثل قمّة القوة والعنفوان..
        نقول في زيارة أمير المؤمنين ع: أنت أول مظلوم وأول مغصوب حقه فصبرت و احتسبت‏ (الكافي ج4 ص570)
        وتكرر الصبر على لسانه في نهج البلاغة حين قال: فصبرت وفي العين قذى و في الحلق شجا.. وقال: فصبرت على طول المدة و شدة المحنة..(ص48 و49)

        وسئل سيد الشهداء ع: يا ابن النبي ما الذي أخرجك من المدينة ؟
        فقال: ويحك يا أبا هرم شتموا عرضي فصبرت و طلبوا مالي فصبرت و طلبوا دمي فهربت وايم الله ليقتلني ثم ليلبسنهم الله ذلا شاملا (أمالي الصدوق ص153)

        فمن مثلك يا علي !
        ومن يقدر على مثل صبرك !

        اليوم يعاب على أتباعك أنهم أطاعوك حيث (سكنوا) و(لبدوا) و(لزموا بيوتهم والأرض) و(لم يثيروا الغبرة) و(لم يحركوا يدا ولا رجلا) لأنهم ينتظرون القائم من آل محمد ع !
        اليوم ينتقص العاجزون عن الصبر من قدر أتباعك لما صبروا وتحملوا!

        اليوم كالأمس.. حين فعلوا ذلك معك ومع أبنائك المعصومين !

        ومع دعوتنا لأخوتنا بالهداية، فإنا نعلم أن الظهور لن يكون قبل أن يتفل بعضنا في وجوه بعض! ويأتي الخير بعد ذلك على يدي الصاحب من ذريتك..

        نسعى لهدايتهم، ولكن نؤمن بقوله تعالى: إِنَّكَ لا تَهْدي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدي مَنْ يَشاءُ..

        اللهم إنا نسألك الفرج بعد الشدة..

        والحمد لله رب العالمين

        شعيب العاملي

        تعليق


        • #5
          وقد قالوا : ولم يكن منا أحد أشد قولا من الزبير (المصدر 594)
          لكن هذه الشدة في الزبير أبعدته عن التسليم شيئاً فشيئاً..
          لا يوجد اي شيء يقول ان شدة الزبير في بغض اعداء الله كانت سبب انحرافه لعنه الله ولا ادري من اين اتيت بهذا
          كان سبب انحرافه ابنه من اسماء بنت ابي بكر أي عبد الله بن الزبير كما هو مذكور في الكثير من الاخبار وليس شدّته حتى تجعل الشدة في بغض اعداء الله مذمومة


          من الباب الثالث من نهج البلاغة، قال في الأول:
          أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمان، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسن، أنبأنا أبو محمد ابن النحاس أنبأنا أبو سعيد بن الاعرابي أنبأنا أبو رفاعة عبد الله بن محمد بن حبيب أنبأنا إبراهيم ابن سعيد الجوهري أنبأنا إبراهيم بن مهدي أنبأنا عيسى بن يونس:
          عن قيس قال [قال علي] ما زال الزبير منا أهل البيت حتى نشأ ابنه عبد الله فقلبه.

          تعليق


          • #6
            بالانتظار حتى تنهي موضوعك كي نرى ماهي فكرتك

            تعليق


            • #7
              لا يوجد اي شيء يقول ان شدة الزبير في بغض اعداء الله كانت سبب انحرافه لعنه الله ولا ادري من اين اتيت بهذا
              في الحقيقة وبالنظر في كلام الاخ شعيب أعتقد ان قصده هو التسليم وليس مقدار بغض الاعداء
              اي ان المؤمن في كل أمره يجيب ان يكون مسلما لامر امامه ع مهما كان الموقف
              فكون الزبير لم يلتزم .. شيئا فشيئا أبعده عن الامام ع

              والله العالم.

              تعليق


              • #8
                فقط انتظر منك ان تنهي موضوعك مولاي بعد النهاية اخبرنا لو سمحت وياريت تنقل لنا كلام شيخك الوحيد هل يوافق هواك أم انت مجرد موضوع تكتبه بما انك احد طلابه وشيخ من المعممين

                لو سمحت حال الانتهاء اكتب انتهيت من الموضوع

                سلام

                تعليق


                • #9
                  يرفع لك مولاي

                  تعليق


                  • #10
                    ارجو ان لا تنسى الكتابة في هذه الموضوع بعد عودتك وشكراً لك مولاي

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    x

                    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                    صورة التسجيل تحديث الصورة

                    اقرأ في منتديات يا حسين

                    تقليص

                    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                    استجابة 1
                    10 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                    بواسطة ibrahim aly awaly
                     
                    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                    ردود 2
                    12 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                    بواسطة ibrahim aly awaly
                     
                    يعمل...
                    X