يزعم الشيعة الامامية أن الصحابة ارتدوا إلا خمسة : المقداد ، وحذيفة ، وسلمان ، وأبو ذر ، وعمار - ثبتوا مع علي رضي الله عنه ;وأحسن الشيعة الإمامية حالا يقولون : ارتدوا كلهم إلا أثني عشر صحابيا فقط ، هم علي وبعض آله ، وسلمان ، وأبو ذر ، وعمار ، والمقداد ، وحذيفة ، وأبو الهيثم بن التيهان ، وسهل بن حنيف ، وعبادة بن الصامت ، وأبو أيوب الأنصاري ، وخزيمة بن ثابت ، وأبو سعيد الخدري ، وأكثر الإمامية يرى أنهم أقل من ذلك بكثير .
الرد: ـ
أولاً :ـ شهادة القرآن للصحابة رضوان الله عليهم.
إن صريح القرآن ينص على صدق الصحابة وفلاحهم وفوزهم وأن لهم الحسنى ، وأن لهم العقبى ، وأن لهم التمكين في الدنيا والرضوان في الآخرة .
1 ـ قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس ) .
إن أمة الإسلام هي خير الأمم وهي خير الناس للناس ، لأنها تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر وتؤمن بالله تعالى وتهدي الناس إلى طريق الإيمان .
إن أولى الناس بهذا الوصف هم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم هم الذين حملوا رسالة الدين إلى جوار النبي وجاهدوا معه بأموالهم وأنفسهم ، من أجل نشر الدين وهداية الناس إلى طريق الإيمان بالله .
فهل يعقل أن مائة ألف كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع لا يبقى منهم على الإسلام إلا ستة أو أزيد قليلا أو أقل قليلا ، هل يعقل أن هذه هي خير أمة أخرجت للناس ، لو كان حالها كما يقول الإمامية الرافضة لكانت شر أمة أخرجت للناس لكونها ارتدت واشترت الكفر بالإيمان .
لما أعيتهم هذه الآية حرفوها وزادوها همزة ، وقالوا بدلا من ( أمة ) : ( أئمة ) يقصدون بها أئمتهم، فيقرأونها( كنتم خير أئمة أخرجت للناس ) .
__________________________________________________
2 ـ قال تعالى ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ) .
إن هذه الآية لمن أقوى الدلائل على عدل الصحابة وسلامة إيمانهم حيث وصفهم الله تعالى بقوله : ( والذين معه ) أي أصحابة ، الملازمين له ( أشداء على الكفار ) ، وفيه إشارة إلى إيمانهم وقوة يقينهم في الله ، ( رحماء بينهم ) تزكية من الله لهم ، ( تراهم ركعا سجدا ) عبادة متواصلة لله ، ( يبتغون فضلا من الله ورضوانا ) مخلصين لله لا يرجون الثواب إلا منه جل شأنه . فهذه هي صفات الصحابة عليهم الرضوان في القرآن الكريم .
( ليغيظ بهم الكفار ) فلا يكره الصحابة إلا الكفار المرتدون ، فكاره الصحابة كافر بنص القرآن لا بنصوص ابن تيمية أو محمد عبد الوهاب أو إبن باز. فمن أراد معرفة كفره من إيمانه فما عليه إلا عرض نفسه على القرآن الكريم.
( وعملوا الصالحات منهم ) ، يحتج الرافضة بكلمة ( منهم ) كدليل علىأن هناك من الصحابة من لا يتصف بالإيمان والعمل الصالح .
وتفنيد ذلك أن كل الصحابة كرام بررة مؤمنون صالحون ، فالله عز وجل يقول : ( محمد رسول الله والذين معه ) ، وكلنا يعلم أن الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثرهم صحابة مخلصون مطيعون صادقون مجاهدون مؤمنون صالحون ، وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم كذلك منافقون معلومو النفاق وهم عبدالله بن أبي بن سلول وجماعته ، فوضحت الآية أن المستحقين للثناء من الله تعالى هم صحابته المؤمنون الصالحون السابقون المسابقون إلى طاعة الله وطاعته صلى الله عليه وسلم .
ثم إن كلمة ( منهم ) هنا ليست تبعيضية وإنما هي لبيان الجنس ، كما جاء ذلك في كتب التفسير ;قال أئمة التفسير ما خلاصته :
( ليست (من) في قوله تعالى : ( منهم ) مبعضة لقوم من الصحابة دون قوم ، ولكنها عامة مجنسة ، مثل قولة تعالى : ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان ) لا يقصد للتبعيض ، ولكنه يذهب إلى الجنس ، أي : فاجتنبوا الرجس من جنس الأوثان . وكذا ( منهم ) أي هذا الجنس ، يعني جنس الصحابة . وقيل : ( منهم ) يعني من الشطء الذي أخرجه الزرع ، وهم الداخلون في الإسلام بعد الزرع الذي وصف الله تعالى صفته ، وإنما جمع الشطء لأنه أريد به من يدخل في دين محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة بعد الجماعة الذين وصف الله صفتهم ( تفسير الطبري 26/115 - 166 ، تفسير القرطبي 16/295 - 296 ، تفسير ابن كثير 7/344 ) .
________________________________________________
3 ـ قال تعالى ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) .
فمن هم هؤلاء السابقون إن لم يكن منهم أبوبكر وعمر وعثمان والزبير وطلحة وسعد وسعيد وأبو عبيدة المبشرون بالجنة ؟ ! ومن هم السابقون إن لم يكن منهم أهل بدر المشهود لهم بالإيمان ؟ !
إن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان حازوا رضوان الله ، وأعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار لهم فيها الخلود الدائم .
كيف يعقل مع هذه الآية أن تصديق قول من قال إن الصحابة ارتدوا إلا ثلاثة أو أربعة أو خمسة ، مع أن الآية تشهد لمجملهم بالإحسان والإيمان .
__________________________________________________
4 ـ ( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون * والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون * والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ) الحشر : 8-10 .
إن هذه الآيات الثلاثة من سورة الحشر تمثل منهاج الرد المتكامل على الروافض .
ففي الآية الأولى ثناء على المهاجرين ووصف لهم بالصدق والإخلاص ونصرة الله ورسوله ، وفي الآية الثانية ثناء على الأنصار ووصف لهم بالإيثار والفلاح ، وعلى ذلك فكلتا الآيتين ثناء على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم .
والآية الثالثة رد على الروافض حيث وصف الله تعالى المؤمنين على مر العصور بعد الصحابة بأنهم يستغفرون لأنفسهم وللمؤمنين الذين سبقوهم بالإيمان، وبأنهم يدعون الله عز وجل ألا يجعل في قلوبهم أي غل للمؤمنين .
والرافضة يسبون الصحابة ويلعنونهم ويكفرونهم ، وهم بذلك خرجوا من الأقسام الثلاثة للمؤمنين : الصحابة ( المهاجرين الصادقين ، والأنصار المفلحين ، والتالين المستغفرين الذين ليس في قلوبهم غل لهمن سبقوهم بالإيمان ) .
__________________________________________________
5 ـ قال تعالى (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير ) .
إن هذه الآية دليل ثناء من الله تعالى على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين أسلموا قبل الفتح والذين أسلموا بعد الفتح ، وأن الله تعالى وعد كليهما الحسنى .
فكيف يعد الله عز وجل صحابة النبي صلى الله عليه وسلم السابقين واللاحقين بالحسنى ، ثم تأتي الروافض فتجعل دينها السب واللعن والتكفير لهؤلاء الذين وعدهم الله تعالى بالحسنى .
__________________________________________________
6ـ قال تعالى: ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) .
إن هذا القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ليتلوه على صحابته ، وهو يخبر أولئك الأصحاب أنهم شهداء على الناس ، فكيف يكون هؤلاء الشهداء كفارا ملحدين ؟ ! إن هذا من أمحل المحال .
__________________________________________________
7 ـ قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ) .
كثير جدا من الآيات كانت تبدأ بقوله : ( يا أيها الذين آمنوا ) فعلى من كان يتلو الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن ؟ كان يتلوه على الناس حوله; أي علىصحابته ، فالناس حوله هم صحابته ، فكيف يخاطبهم الله تعالى بلفظ الإيمان ، أألله أعلم بأصحاب النبي أم الرافضة ؟
__________________________________________________
8 ـ قال الله تعالى " لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا " .
لقد سميت بيعة الرضوان ، لكون الله تعالى رضي الله عن أصحابها وكانوا ألفا وأربعمائة صحابي .
الله عز وجل يترضى عن أهل بيعة الرضوان والرافضة يكفرونهم!!!! أأهم أعلم أم الله ؟
__________________________________________________
9 ـ قال الله تعالى : " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا " .
فالمتدبر لهذه الآية يعلم يقينا أن الله تعالى وعد المؤمنين الصالحين الذين ارتضى الله لهم دينهم بالتمكين في الأرض
والناظر إلى الصحب الكرام يجد أن الله تعالى مكن لهم في الأرض تمكينا عظيما ، حيث فتحوا البلدان شرقا وغربا ، ودانت لهم الأرض كلها ، يعبدونها لله وحدة ، ويرفعون عليها رايات التوحيد ، فدل ذلك على أن الله تعالى ارتضى دينهم فمكن لهم في الأرض بإيمانهم وصالح أعمالهم .
وأمام ما سبق يقول الرافضة : -
لا يستطيع أحد أن ينكر أن القرآن أثنى على الصحابة ، ولكنهم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بدلوا وغيروا ، وسلبوا الإمام عليا حقه وظلموه وحرقوا بيته وضربوا زوجته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بطنها ، فأجهضت وماتت بعد ذلك متأثرة بجراحها .
وتفنيد قولهم أن علماء أهل السنة والجماعة الثقات المعتد بهم يكذبون تلك الروايات جميعا ، إذ لم يثبت منها شيء ، بل الثابت أن المحبة والمودة والتواصل هو الذي كان بين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وبين الإمام علي رضي الله عنه .
إن محبة الصحابة بعضهم بعضا كانت مضرب الأمثال ، حتى وصفهم الله تعالى بقوله : ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) .
وها هو الإمام علي رضي الله عنه محبة في الخلفاء الراشدين نراه يسمي أولاده : أبا بكر وعمر وعثمان ، رضي الله عن الجميع .
وها هو الإمام علي رضي الله عنه يزوج ابنته وفلذة كبده أم كلثوم بنت الزهراء رضي الله عنها لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه .
وها هو الإمام علي يعمل قاضيا للمدينة في خلافة عمر رضي الله عنهما ، ولا يألو جهدا في نصحه ومساعدته .
وها هو الإمام علي رضي الله عنه يثني على الأنصار والمهاجرين ويعتب على أصحابه لكونهم لم يبلغوا إخلاص الصحابة ولا تعبدهم لربهم ونصرتهم لدينهم (انظر نهج البلاغة ) .
وها هو الإمام علي رضي الله عنه يعتد بإجماع المهاجرين والأنصار ويجعل البيعة لهم وأن من بايعوه كان لله رضى (انظر نهج البلاغة ) ، لأن الله رضي عمن رضي عنه الصحابة من المهاجرين والأنصار .
ما كان بين الصحابة والإمام علي وآل بيته رضي الله عن الجميع إلا المودة والمحبة ، وكل ما ورد خلاف ذلك فهو ساقط لا يساوي مداد الحبر الذي كتب به ، وهو يسيء للإسلام والمسلمين ، وأكثره ضلال وفجور وكفر وتعد على حرمات المؤمنين الصادقين المفلحين صحابة النبي الكرام البررة ، أهل الرضوان والصدق والفوز في الدنيا والآخرة .
*************************************************
الرد: ـ
أولاً :ـ شهادة القرآن للصحابة رضوان الله عليهم.
إن صريح القرآن ينص على صدق الصحابة وفلاحهم وفوزهم وأن لهم الحسنى ، وأن لهم العقبى ، وأن لهم التمكين في الدنيا والرضوان في الآخرة .
1 ـ قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس ) .
إن أمة الإسلام هي خير الأمم وهي خير الناس للناس ، لأنها تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر وتؤمن بالله تعالى وتهدي الناس إلى طريق الإيمان .
إن أولى الناس بهذا الوصف هم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم هم الذين حملوا رسالة الدين إلى جوار النبي وجاهدوا معه بأموالهم وأنفسهم ، من أجل نشر الدين وهداية الناس إلى طريق الإيمان بالله .
فهل يعقل أن مائة ألف كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع لا يبقى منهم على الإسلام إلا ستة أو أزيد قليلا أو أقل قليلا ، هل يعقل أن هذه هي خير أمة أخرجت للناس ، لو كان حالها كما يقول الإمامية الرافضة لكانت شر أمة أخرجت للناس لكونها ارتدت واشترت الكفر بالإيمان .
لما أعيتهم هذه الآية حرفوها وزادوها همزة ، وقالوا بدلا من ( أمة ) : ( أئمة ) يقصدون بها أئمتهم، فيقرأونها( كنتم خير أئمة أخرجت للناس ) .
__________________________________________________
2 ـ قال تعالى ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ) .
إن هذه الآية لمن أقوى الدلائل على عدل الصحابة وسلامة إيمانهم حيث وصفهم الله تعالى بقوله : ( والذين معه ) أي أصحابة ، الملازمين له ( أشداء على الكفار ) ، وفيه إشارة إلى إيمانهم وقوة يقينهم في الله ، ( رحماء بينهم ) تزكية من الله لهم ، ( تراهم ركعا سجدا ) عبادة متواصلة لله ، ( يبتغون فضلا من الله ورضوانا ) مخلصين لله لا يرجون الثواب إلا منه جل شأنه . فهذه هي صفات الصحابة عليهم الرضوان في القرآن الكريم .
( ليغيظ بهم الكفار ) فلا يكره الصحابة إلا الكفار المرتدون ، فكاره الصحابة كافر بنص القرآن لا بنصوص ابن تيمية أو محمد عبد الوهاب أو إبن باز. فمن أراد معرفة كفره من إيمانه فما عليه إلا عرض نفسه على القرآن الكريم.
( وعملوا الصالحات منهم ) ، يحتج الرافضة بكلمة ( منهم ) كدليل علىأن هناك من الصحابة من لا يتصف بالإيمان والعمل الصالح .
وتفنيد ذلك أن كل الصحابة كرام بررة مؤمنون صالحون ، فالله عز وجل يقول : ( محمد رسول الله والذين معه ) ، وكلنا يعلم أن الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثرهم صحابة مخلصون مطيعون صادقون مجاهدون مؤمنون صالحون ، وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم كذلك منافقون معلومو النفاق وهم عبدالله بن أبي بن سلول وجماعته ، فوضحت الآية أن المستحقين للثناء من الله تعالى هم صحابته المؤمنون الصالحون السابقون المسابقون إلى طاعة الله وطاعته صلى الله عليه وسلم .
ثم إن كلمة ( منهم ) هنا ليست تبعيضية وإنما هي لبيان الجنس ، كما جاء ذلك في كتب التفسير ;قال أئمة التفسير ما خلاصته :
( ليست (من) في قوله تعالى : ( منهم ) مبعضة لقوم من الصحابة دون قوم ، ولكنها عامة مجنسة ، مثل قولة تعالى : ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان ) لا يقصد للتبعيض ، ولكنه يذهب إلى الجنس ، أي : فاجتنبوا الرجس من جنس الأوثان . وكذا ( منهم ) أي هذا الجنس ، يعني جنس الصحابة . وقيل : ( منهم ) يعني من الشطء الذي أخرجه الزرع ، وهم الداخلون في الإسلام بعد الزرع الذي وصف الله تعالى صفته ، وإنما جمع الشطء لأنه أريد به من يدخل في دين محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة بعد الجماعة الذين وصف الله صفتهم ( تفسير الطبري 26/115 - 166 ، تفسير القرطبي 16/295 - 296 ، تفسير ابن كثير 7/344 ) .
________________________________________________
3 ـ قال تعالى ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) .
فمن هم هؤلاء السابقون إن لم يكن منهم أبوبكر وعمر وعثمان والزبير وطلحة وسعد وسعيد وأبو عبيدة المبشرون بالجنة ؟ ! ومن هم السابقون إن لم يكن منهم أهل بدر المشهود لهم بالإيمان ؟ !
إن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان حازوا رضوان الله ، وأعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار لهم فيها الخلود الدائم .
كيف يعقل مع هذه الآية أن تصديق قول من قال إن الصحابة ارتدوا إلا ثلاثة أو أربعة أو خمسة ، مع أن الآية تشهد لمجملهم بالإحسان والإيمان .
__________________________________________________
4 ـ ( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون * والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون * والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ) الحشر : 8-10 .
إن هذه الآيات الثلاثة من سورة الحشر تمثل منهاج الرد المتكامل على الروافض .
ففي الآية الأولى ثناء على المهاجرين ووصف لهم بالصدق والإخلاص ونصرة الله ورسوله ، وفي الآية الثانية ثناء على الأنصار ووصف لهم بالإيثار والفلاح ، وعلى ذلك فكلتا الآيتين ثناء على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم .
والآية الثالثة رد على الروافض حيث وصف الله تعالى المؤمنين على مر العصور بعد الصحابة بأنهم يستغفرون لأنفسهم وللمؤمنين الذين سبقوهم بالإيمان، وبأنهم يدعون الله عز وجل ألا يجعل في قلوبهم أي غل للمؤمنين .
والرافضة يسبون الصحابة ويلعنونهم ويكفرونهم ، وهم بذلك خرجوا من الأقسام الثلاثة للمؤمنين : الصحابة ( المهاجرين الصادقين ، والأنصار المفلحين ، والتالين المستغفرين الذين ليس في قلوبهم غل لهمن سبقوهم بالإيمان ) .
__________________________________________________
5 ـ قال تعالى (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير ) .
إن هذه الآية دليل ثناء من الله تعالى على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين أسلموا قبل الفتح والذين أسلموا بعد الفتح ، وأن الله تعالى وعد كليهما الحسنى .
فكيف يعد الله عز وجل صحابة النبي صلى الله عليه وسلم السابقين واللاحقين بالحسنى ، ثم تأتي الروافض فتجعل دينها السب واللعن والتكفير لهؤلاء الذين وعدهم الله تعالى بالحسنى .
__________________________________________________
6ـ قال تعالى: ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) .
إن هذا القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ليتلوه على صحابته ، وهو يخبر أولئك الأصحاب أنهم شهداء على الناس ، فكيف يكون هؤلاء الشهداء كفارا ملحدين ؟ ! إن هذا من أمحل المحال .
__________________________________________________
7 ـ قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ) .
كثير جدا من الآيات كانت تبدأ بقوله : ( يا أيها الذين آمنوا ) فعلى من كان يتلو الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن ؟ كان يتلوه على الناس حوله; أي علىصحابته ، فالناس حوله هم صحابته ، فكيف يخاطبهم الله تعالى بلفظ الإيمان ، أألله أعلم بأصحاب النبي أم الرافضة ؟
__________________________________________________
8 ـ قال الله تعالى " لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا " .
لقد سميت بيعة الرضوان ، لكون الله تعالى رضي الله عن أصحابها وكانوا ألفا وأربعمائة صحابي .
الله عز وجل يترضى عن أهل بيعة الرضوان والرافضة يكفرونهم!!!! أأهم أعلم أم الله ؟
__________________________________________________
9 ـ قال الله تعالى : " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا " .
فالمتدبر لهذه الآية يعلم يقينا أن الله تعالى وعد المؤمنين الصالحين الذين ارتضى الله لهم دينهم بالتمكين في الأرض
والناظر إلى الصحب الكرام يجد أن الله تعالى مكن لهم في الأرض تمكينا عظيما ، حيث فتحوا البلدان شرقا وغربا ، ودانت لهم الأرض كلها ، يعبدونها لله وحدة ، ويرفعون عليها رايات التوحيد ، فدل ذلك على أن الله تعالى ارتضى دينهم فمكن لهم في الأرض بإيمانهم وصالح أعمالهم .
وأمام ما سبق يقول الرافضة : -
لا يستطيع أحد أن ينكر أن القرآن أثنى على الصحابة ، ولكنهم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بدلوا وغيروا ، وسلبوا الإمام عليا حقه وظلموه وحرقوا بيته وضربوا زوجته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بطنها ، فأجهضت وماتت بعد ذلك متأثرة بجراحها .
وتفنيد قولهم أن علماء أهل السنة والجماعة الثقات المعتد بهم يكذبون تلك الروايات جميعا ، إذ لم يثبت منها شيء ، بل الثابت أن المحبة والمودة والتواصل هو الذي كان بين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وبين الإمام علي رضي الله عنه .
إن محبة الصحابة بعضهم بعضا كانت مضرب الأمثال ، حتى وصفهم الله تعالى بقوله : ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) .
وها هو الإمام علي رضي الله عنه محبة في الخلفاء الراشدين نراه يسمي أولاده : أبا بكر وعمر وعثمان ، رضي الله عن الجميع .
وها هو الإمام علي رضي الله عنه يزوج ابنته وفلذة كبده أم كلثوم بنت الزهراء رضي الله عنها لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه .
وها هو الإمام علي يعمل قاضيا للمدينة في خلافة عمر رضي الله عنهما ، ولا يألو جهدا في نصحه ومساعدته .
وها هو الإمام علي رضي الله عنه يثني على الأنصار والمهاجرين ويعتب على أصحابه لكونهم لم يبلغوا إخلاص الصحابة ولا تعبدهم لربهم ونصرتهم لدينهم (انظر نهج البلاغة ) .
وها هو الإمام علي رضي الله عنه يعتد بإجماع المهاجرين والأنصار ويجعل البيعة لهم وأن من بايعوه كان لله رضى (انظر نهج البلاغة ) ، لأن الله رضي عمن رضي عنه الصحابة من المهاجرين والأنصار .
ما كان بين الصحابة والإمام علي وآل بيته رضي الله عن الجميع إلا المودة والمحبة ، وكل ما ورد خلاف ذلك فهو ساقط لا يساوي مداد الحبر الذي كتب به ، وهو يسيء للإسلام والمسلمين ، وأكثره ضلال وفجور وكفر وتعد على حرمات المؤمنين الصادقين المفلحين صحابة النبي الكرام البررة ، أهل الرضوان والصدق والفوز في الدنيا والآخرة .
*************************************************
تعليق