بالنسبة للجواب عن أثر عثمان بن حنيف فإليكم ما كتبه أحد أهل السنة الأفاضل:
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره .
أما بعدُ ،،،
فعن عثمان بن حنيف ، أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : ادع الله أن يعافيني .
قال : " إن شئتَ دعوتُ ، وإن شئت صبرت فهو خير لك " .
قال : فادعه .
قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ، ويدعو بهذا الدعاء :
" اللهم إني أسألك ، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتُقضى لي ، اللهم فشفعه في " .
الحديث أخرجه أحمد في " مسنده " ( 4 / 138 ) ، والبخاري في " التاريخ الكبير " ( 6 / 210 ) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " ( 659 ) ، والترمذي في " سننه " ( 5 / 569 / 3578 ) ، وابن ماجه في " سننه " ( 1 / 441 / 1385 ) ، وابن خزيمة في " صحيحه " ( 2 / 225 – 226 / 1219 ) ، وعبد بن حميد في " المنتخب " ( 1 / 341 / 379 ) ، وابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 189 – 190 / 2064 ) ، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 9 / 31 – 23 / 8311 ) ، و " الدعاء " ( 2 / 1289 – 1290 / 1051 ) ، وأبونعيم في " معرفة الصحابة " ( 4 / 1958 / 4926 ) ، والحاكم في " المستدرك " ( 1 / 313 ) ، وابن قانع في " معجم الصحابة " ( 2 / 257 – 258 ) ، والبيهقي في " دلائل النبوة " ( 6 / 166 ) ، والمزي في " تهذيب الكمال " ( 19 / 359 ) .
من طريق شعبة ، عن أبي جعفر الخطمي ، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت ، عن عثمان بن حنيف ، به .
قال الترمذي : " حديث حسن صحيح ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه " .
وقال الطبراني في " المعجم الصغير " ( 1 / 307 – الروض الداني ) : " تفرد به عثمان بن عمر بن فارس بن شعبة ، والحديث صحيح " .
قلت : لم يتفرد به ، بل تابعه روح بن عبادة ، عن شعبة ، به .
أخرجه أحمد في " مسنده " ( 4 / 138 ) ، وأبونعيم في " معرفة الصحابة " ( 4 / 1959 / 4927 ) .
ولذلك قال ابن تيمية في " التوسل والوسيلة " ( ص 113 ) : "والطبراني ذكر تفرده بمبلغ علمه ، ولم تبلغه رواية روح بن عبادة عن شعبة ، وذلك إسناد صحيح " .
والحديث صحح إسناده أيضاً الشوكاني في " تحفة الذاكرين " ( ص 231 ) ، والألباني في " التوسل " ( ص 90 ) .
قلت : وهو كما قالوا ؛ عمارة بن خزيمة وثقه النسائي وابن حبان ( تهذيب التهذيب 4 / 261 ) .
وأبي جعفر الخطمي وثقه ابن معين والنسائي وابن حبان والعجلي والطبراني وابن نمير ( تهذيب التهذيب 4 / 412 – 413 ) .
وخالفه حماد بن زيد فرواه عن أبي جعفر الخطمي ، به ، وزاد : "وإن كانت حاجة فافعل مثل ذلك " .
أخرجه أحمد في " مسنده " (4 / 138 ) ، والبخاري في " التاريخ الكبير " ( 6 / 209 – 210 ) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " ( 658 ) ، وابن أبي خيثمة في " تاريخه " كما في " التوسل والوسيلة " لابن تيمية ( ص 113 ) .
وهذه الزيادة شاذة ؛ فإن شعبة أوثق من حماد بن سلمة ، وقد أعل هذه الزيادة ابن تيمية في " التوسل والوسيلة " ( ص 113 – 114 ) ، وأقره الألباني في " التوسل " ( ص 90 ) .
وهذه الزيادة لم تصح وعلى فرض ثبوتها فإنها لا تدل على جواز بذات النبي – صلى الله عليه وسلّم – لاحتمال أن يكون المراد فافعل مثل ذلك من التوضؤ والدعاء وغير ذلك .
أو أن هذه اللفظ مدرجة من عثمان بن حنيف على ما فهم ، وقد خالفه من هو أعلم منه من الصحابة وهم عمر ومن معه من الصحابة عندما استسقوا بالعباس والحديث رواه البخاري ( 2 / 574 و 7 / 96 – فتح ) .
وخالف شعبة وحماد ، هشام الدستوائي ، فرواه : عن أبي جعفر ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، عن عمه ، به .
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 6 / 210 ) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " ( 660 ) .
وهذا الإسناد صحيح .
وتابع هشام الدستوائي ، روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي به .
أخرجه ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 197 ) ، والحاكم في " المستدرك " ( 1 / 526 ) ، وأبونعيم في " معرفة الصحابة " ( 4 / 1690 / 4929 ) .
من طريق عون بن عمارة ، عن روح بن القاسم ، به .
وإسناده ضعيف ؛ عون بن عمارة قال البخاري : " يعرف وينكر " ، وقال أبوزرعة : " منكر الحديث " ، وضعفه أبوداود ( تهذيب التهذيب 4 / 427 ) .
وتابع عوناً ، شبيب بن سعيد ، عن روح بن القاسم ، به .
أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 1 / 526 – 527 ) ، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( 628 ) ، والبيهقي في " دلائل النبوة " ( 6 / 167 و 168 ) ، وعبدالغني المقدسي في " الترغيب في الدعاء " ( 62 ) .
من طريق أحمد بن شبيب بن سعيد ، عن أبيه ، عن روح بن القاسم ، به .
أحمد بن شبيب ، قال أبوحاتم : " صدوق " ، ووثقه ابن حبان ( تهذيب التهذيب 1 / 27 ) .
وتابعه إسماعيل بن شبيب ، عن أبيه ، به .
أخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " ( 1 / 167 – 168 ) .
وإسماعيل هذا لم أقف على ترجمته ، وكنت أظن أنه تحريف في المطبوع من " الدلائل " ، ولكن وجدت ابن تيمية نقله هكذا في " التوسل والوسيلة " ( ص 109 ) .
وشبيب بن سعيد ضعيف إلا في حديث ابنه عنه عن يونس – كما بيّن الألباني في " التوسل " ( ص 94 – 95 ) – ، وهذا ليس من حديثه عن يونس .
وخالف أحمد وإسماعيل ابنا شبيب ، ابن وهب ، عن شبيب بن سعيد ، عن روح بن القاسم ، عن أبي جعفر الخطمي ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، عن عمه عثمان بن حنيف :
أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان – رضي الله عنه – في حاجة له ، فكان عثمان لا يلتفت إليه ، ولا ينظر في حاجته ، فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه ، فقال له عثمان بن حنيف : ائت الميضأة فتوضأ ، ثم ائت المسجد فصلي فيه ركعتين ، ثم قل : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك – جل وعز – ، فيقضي لي حاجتي ، فصنع ما قال له عثمان ، ثم أتى باب عثمان ، فجاء البواب حتى أخذ بيده ، فأدخله عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة ، وقال : حاجتك ؟ فذكر حاجته ، فقضاها له ، ثم قال له : ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة ، وقال : ما كانت لك من حاجة فأتنا ، ثم أن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف ، فقال له : جزاك الله خيراً ! ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في ، فقال عثمان بن حنيف : والله ! ما كلمته ، ولكن شهدت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأتاه ضرير ، فشكا عليه ذهاب بصره ، فقال له النبي – صلى الله عيه وآله وسلم – : " أفتصبر ؟ " ، فقال : يا رسول الله ! إنه ليس لي قائد ، وقد شق علي ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم – : " إيت الميضأة ، فتوضأ ، ثم صل ركعتين ، ثم ادع بهذه الدعوات " .
قال عثمان : فوالله ! ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط .
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير " ( 6 / 210 ) ، وابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 190 / 2064 ) ، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 9 / 30 – 31 / 8311 ) ، و " المعجم الصغير " ( 1 / 306 – 307 / 508 – الروض الداني ) ، و " الدعاء " ، وأبونعيم في " معرفة الصحابة " ( 4 / 1959 – 1960 / 4928 ) ، وابن قانع في "معجم الصحابة " ( 2 / 258 ) .
قال الطبراني : " لم يروه عن روح بن القاسم إلا شبيب بن سعيد أبوسعيد المكي وهو ثقة ، وهو الذي يحدث [ عنه ] أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس بن يزيد الأبلي " .
وهذا منكر ، فإن ابن وهب حدّث عن شبيب بمناكير كما قال ابن عدي في " الكامل " ( 4 / 30 ) .
وأيضاً فإن طرق الحديث الأخرى ليس فيها ذكر لهذه القصة .
وحكم بنكارة هذه القصة الألباني في " التوسل " ( ص 95 ) ، وأعلها ابن تيمية في " التوسل والوسيلة " ( ص 110 – 112 ) .
الخلاصة : أن الحديث صحيح ، وقد صحح أبوزرعة حديث شعبة ، وخالفه ابن المديني ( الدعاء للطبراني 2 / 1290 ) وابن أبي حاتم فصحح حديث هشام الدستوائي وروح بن القاسم ( العلل 2 / 189 – 190 ) ، وعندي أن الحديث محفوظ على الوجهين .
ومعنى قوله : " أتوجه إليك بنبيك – صلى الله عليه وسلّم – " أي بدعائه ، كما في قول عمر الذي رواه البخاري : " كنا نتوسل إليك بنبينا " ، أي : بدعائه ، وليس بذاته وإلا لما عدل عنه وتوسل بدعاء العباس .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره .
أما بعدُ ،،،
فعن عثمان بن حنيف ، أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : ادع الله أن يعافيني .
قال : " إن شئتَ دعوتُ ، وإن شئت صبرت فهو خير لك " .
قال : فادعه .
قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ، ويدعو بهذا الدعاء :
" اللهم إني أسألك ، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتُقضى لي ، اللهم فشفعه في " .
الحديث أخرجه أحمد في " مسنده " ( 4 / 138 ) ، والبخاري في " التاريخ الكبير " ( 6 / 210 ) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " ( 659 ) ، والترمذي في " سننه " ( 5 / 569 / 3578 ) ، وابن ماجه في " سننه " ( 1 / 441 / 1385 ) ، وابن خزيمة في " صحيحه " ( 2 / 225 – 226 / 1219 ) ، وعبد بن حميد في " المنتخب " ( 1 / 341 / 379 ) ، وابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 189 – 190 / 2064 ) ، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 9 / 31 – 23 / 8311 ) ، و " الدعاء " ( 2 / 1289 – 1290 / 1051 ) ، وأبونعيم في " معرفة الصحابة " ( 4 / 1958 / 4926 ) ، والحاكم في " المستدرك " ( 1 / 313 ) ، وابن قانع في " معجم الصحابة " ( 2 / 257 – 258 ) ، والبيهقي في " دلائل النبوة " ( 6 / 166 ) ، والمزي في " تهذيب الكمال " ( 19 / 359 ) .
من طريق شعبة ، عن أبي جعفر الخطمي ، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت ، عن عثمان بن حنيف ، به .
قال الترمذي : " حديث حسن صحيح ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه " .
وقال الطبراني في " المعجم الصغير " ( 1 / 307 – الروض الداني ) : " تفرد به عثمان بن عمر بن فارس بن شعبة ، والحديث صحيح " .
قلت : لم يتفرد به ، بل تابعه روح بن عبادة ، عن شعبة ، به .
أخرجه أحمد في " مسنده " ( 4 / 138 ) ، وأبونعيم في " معرفة الصحابة " ( 4 / 1959 / 4927 ) .
ولذلك قال ابن تيمية في " التوسل والوسيلة " ( ص 113 ) : "والطبراني ذكر تفرده بمبلغ علمه ، ولم تبلغه رواية روح بن عبادة عن شعبة ، وذلك إسناد صحيح " .
والحديث صحح إسناده أيضاً الشوكاني في " تحفة الذاكرين " ( ص 231 ) ، والألباني في " التوسل " ( ص 90 ) .
قلت : وهو كما قالوا ؛ عمارة بن خزيمة وثقه النسائي وابن حبان ( تهذيب التهذيب 4 / 261 ) .
وأبي جعفر الخطمي وثقه ابن معين والنسائي وابن حبان والعجلي والطبراني وابن نمير ( تهذيب التهذيب 4 / 412 – 413 ) .
وخالفه حماد بن زيد فرواه عن أبي جعفر الخطمي ، به ، وزاد : "وإن كانت حاجة فافعل مثل ذلك " .
أخرجه أحمد في " مسنده " (4 / 138 ) ، والبخاري في " التاريخ الكبير " ( 6 / 209 – 210 ) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " ( 658 ) ، وابن أبي خيثمة في " تاريخه " كما في " التوسل والوسيلة " لابن تيمية ( ص 113 ) .
وهذه الزيادة شاذة ؛ فإن شعبة أوثق من حماد بن سلمة ، وقد أعل هذه الزيادة ابن تيمية في " التوسل والوسيلة " ( ص 113 – 114 ) ، وأقره الألباني في " التوسل " ( ص 90 ) .
وهذه الزيادة لم تصح وعلى فرض ثبوتها فإنها لا تدل على جواز بذات النبي – صلى الله عليه وسلّم – لاحتمال أن يكون المراد فافعل مثل ذلك من التوضؤ والدعاء وغير ذلك .
أو أن هذه اللفظ مدرجة من عثمان بن حنيف على ما فهم ، وقد خالفه من هو أعلم منه من الصحابة وهم عمر ومن معه من الصحابة عندما استسقوا بالعباس والحديث رواه البخاري ( 2 / 574 و 7 / 96 – فتح ) .
وخالف شعبة وحماد ، هشام الدستوائي ، فرواه : عن أبي جعفر ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، عن عمه ، به .
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 6 / 210 ) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " ( 660 ) .
وهذا الإسناد صحيح .
وتابع هشام الدستوائي ، روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي به .
أخرجه ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 197 ) ، والحاكم في " المستدرك " ( 1 / 526 ) ، وأبونعيم في " معرفة الصحابة " ( 4 / 1690 / 4929 ) .
من طريق عون بن عمارة ، عن روح بن القاسم ، به .
وإسناده ضعيف ؛ عون بن عمارة قال البخاري : " يعرف وينكر " ، وقال أبوزرعة : " منكر الحديث " ، وضعفه أبوداود ( تهذيب التهذيب 4 / 427 ) .
وتابع عوناً ، شبيب بن سعيد ، عن روح بن القاسم ، به .
أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 1 / 526 – 527 ) ، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( 628 ) ، والبيهقي في " دلائل النبوة " ( 6 / 167 و 168 ) ، وعبدالغني المقدسي في " الترغيب في الدعاء " ( 62 ) .
من طريق أحمد بن شبيب بن سعيد ، عن أبيه ، عن روح بن القاسم ، به .
أحمد بن شبيب ، قال أبوحاتم : " صدوق " ، ووثقه ابن حبان ( تهذيب التهذيب 1 / 27 ) .
وتابعه إسماعيل بن شبيب ، عن أبيه ، به .
أخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " ( 1 / 167 – 168 ) .
وإسماعيل هذا لم أقف على ترجمته ، وكنت أظن أنه تحريف في المطبوع من " الدلائل " ، ولكن وجدت ابن تيمية نقله هكذا في " التوسل والوسيلة " ( ص 109 ) .
وشبيب بن سعيد ضعيف إلا في حديث ابنه عنه عن يونس – كما بيّن الألباني في " التوسل " ( ص 94 – 95 ) – ، وهذا ليس من حديثه عن يونس .
وخالف أحمد وإسماعيل ابنا شبيب ، ابن وهب ، عن شبيب بن سعيد ، عن روح بن القاسم ، عن أبي جعفر الخطمي ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، عن عمه عثمان بن حنيف :
أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان – رضي الله عنه – في حاجة له ، فكان عثمان لا يلتفت إليه ، ولا ينظر في حاجته ، فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه ، فقال له عثمان بن حنيف : ائت الميضأة فتوضأ ، ثم ائت المسجد فصلي فيه ركعتين ، ثم قل : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك – جل وعز – ، فيقضي لي حاجتي ، فصنع ما قال له عثمان ، ثم أتى باب عثمان ، فجاء البواب حتى أخذ بيده ، فأدخله عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة ، وقال : حاجتك ؟ فذكر حاجته ، فقضاها له ، ثم قال له : ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة ، وقال : ما كانت لك من حاجة فأتنا ، ثم أن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف ، فقال له : جزاك الله خيراً ! ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في ، فقال عثمان بن حنيف : والله ! ما كلمته ، ولكن شهدت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأتاه ضرير ، فشكا عليه ذهاب بصره ، فقال له النبي – صلى الله عيه وآله وسلم – : " أفتصبر ؟ " ، فقال : يا رسول الله ! إنه ليس لي قائد ، وقد شق علي ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم – : " إيت الميضأة ، فتوضأ ، ثم صل ركعتين ، ثم ادع بهذه الدعوات " .
قال عثمان : فوالله ! ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط .
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير " ( 6 / 210 ) ، وابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 190 / 2064 ) ، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 9 / 30 – 31 / 8311 ) ، و " المعجم الصغير " ( 1 / 306 – 307 / 508 – الروض الداني ) ، و " الدعاء " ، وأبونعيم في " معرفة الصحابة " ( 4 / 1959 – 1960 / 4928 ) ، وابن قانع في "معجم الصحابة " ( 2 / 258 ) .
قال الطبراني : " لم يروه عن روح بن القاسم إلا شبيب بن سعيد أبوسعيد المكي وهو ثقة ، وهو الذي يحدث [ عنه ] أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس بن يزيد الأبلي " .
وهذا منكر ، فإن ابن وهب حدّث عن شبيب بمناكير كما قال ابن عدي في " الكامل " ( 4 / 30 ) .
وأيضاً فإن طرق الحديث الأخرى ليس فيها ذكر لهذه القصة .
وحكم بنكارة هذه القصة الألباني في " التوسل " ( ص 95 ) ، وأعلها ابن تيمية في " التوسل والوسيلة " ( ص 110 – 112 ) .
الخلاصة : أن الحديث صحيح ، وقد صحح أبوزرعة حديث شعبة ، وخالفه ابن المديني ( الدعاء للطبراني 2 / 1290 ) وابن أبي حاتم فصحح حديث هشام الدستوائي وروح بن القاسم ( العلل 2 / 189 – 190 ) ، وعندي أن الحديث محفوظ على الوجهين .
ومعنى قوله : " أتوجه إليك بنبيك – صلى الله عليه وسلّم – " أي بدعائه ، كما في قول عمر الذي رواه البخاري : " كنا نتوسل إليك بنبينا " ، أي : بدعائه ، وليس بذاته وإلا لما عدل عنه وتوسل بدعاء العباس .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
وكتب
أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي الأثري
ضحى السبت 26 / رجب / 1425
مصر – الإسكندرية
أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي الأثري
ضحى السبت 26 / رجب / 1425
مصر – الإسكندرية
تعليق