بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الخلق واعز المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر المنتجبين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين...
اما بعد
فلا يسعني الا ان اتقدم بالشكر للاخوة والاخوات الكرام في هذا المنتدى المبارك على صبرهم وطول باعهم..
كما واتقدم من الاخ الكريم شارفو بالشكر ايضا على ما ذكر، واقول عسى الله بحق هذه الليالي الفضيلة ان يمن علي وعليه وعلى سائر الاخوة والاخوات بفضله ونعمته وهديه .. انه سميع مجيب...
اخي الكريم، نعم، لقد التمست فيك الرغبة بالبعد عن غياهب الفلسفة، ومن ثم، وجدت في ثنايا بيانك التالي :" العقل اتى ليشهد على صحة ما جاء به الشرع.............. الخ" وجدت طرفا من الفلسفة - ربما اوردها بيانك عن غير قصد، والله اعلم-.. وعلى اعتبار انك ايها العزيز قد المحت الى شئ مما قد يطال او يرتبط بطريقة او باخلاى بماهية العقل، اسمح لنفسى، بعد الاذن، ان اعود للتفصيل في بعض الشؤون التي من المفترض ان تكون اولية، لا لشئ الا لايجاد الركيزة الاساسية المتبنة للموضوع، التي لا نزال بطريقة او باخرى نعاني من شئ من انعدام التحديد فيها، لذا سأبتدئ في البين بيناول مفاهيم العقيدة وعلم الكلام ومن بعدهما العقل بشئ من التبسيط والتفصيل، وكل واحدة على حدة، على ان تتولى اخي شارفو الاشارة الى ما تراه نقاط اختلاف بيننا ويبنكم ليصار الى مناقشتها.... والله الموفق.. هذا مع الاعتذار من الاخوة جميعا عن الاطناب، ولكن المقام يدعوه، فعساكم تصبرون علينا ، وانتم اهل الفضل والصبر ان شاء الله....
كما والفت انني في معرض الحديث عن هذه الامور الثلاثة مضطر للاشارة الى الابعاد الفلسفية لهذه العناوين، دحضا للاشكال الذي قد يقع احدنا فيه، والذي قد يتمثل ببيان احدنا الابتعاد عن الفلسفة، في الحين الذي يكون فيه غائصا في بحورها دون ان يدري...
في البداية نتكلم حول العقيدة، وبالواقع اخي العزيز ان يتقوم مفهوم العقيدة من خلال معنيين، اولهما ديني يدور حول العقيدة والوحي، وثانيهما فلسفي يختص في مجال المعرفة واليقين، والظاهر ان الاثنين يتعلقان بمجموعة من ما تراه حقائق الوحود .... وليس لنا الان ان ندخل تفصيلا في المعنى الثاني، اما المعنى الاول، فهو قد يتمثل - وارجو الله ان لا تخونني العبارة- بالجانب الديني المهتم بدراسة العقائد والاخلاق بالمعنى الديني.. وهو العلم الذي يدرك من خلاله احقية الدعوة الدينية، وفي الاسلام تمثل والله اعلم، بل وتتركز، بشكل رئيسي على مبادئ الايمان المستمد بعد الايمان بالله من خلال القرآن الكريم والاحاديث الشريفة، وغيرهما.. وبالواقع فقد ارتبطت العقيدة بالنظر مقابل الاخلاق، واعني بها المعاملات، وقد اثير حول هذا ، اخي الكريم، وعلى ما تعلم، نقاش طويل في علم الكلام.... فلقد كان من الصعب - واتحدث هنا بموضوعبة تامة وتجرد كامل- على من يتنازع بالعقيدة ان يطبق فكرة الاخلاق... ذلك انه من الصعب تطبيق الاخلاق، في حين يكون من السهل الحوار حول العقيدة..
هذه الماحة بسيطة عن هذا الامر....
اما موضوع علم الكلام- واستعير فيه بعد الاذن تعريفا لابن خلدون- اذ يقول فيه :" هو العلم الذي يتضمن الحجاج عن العقائد الايمانية بالادلة العقلية، والرد على المنحرفين في الاعتقادات".. ويمكن لك اخي، كما يمكن لاحد الاخوة او الاخوات الكرام ان يعترض على ايرادي تعريف ابن خلدون، ولكنني اجده اولا قد يأتي في معرض الحل الوسط، في امر غير ذي ارتباط بمحور له ما له في الدين - اعني به التعريف فقط - ومن ثم فلا اجده مختلفا من حيث الجوهر عن التعريفات الاخرى للعديد من المتكلمين.....على كل حال....تعلم اخي اننا لا نملك بالواقع محددا زمنيا موثوقا للوقت الذي ظهر فيه علم الكلام، بحيث استحال معرفة قائمة ذات اصول وقواعد، خاصة وان الكتب التي تبحث تاريخ هذا العلم ليست الا متأخرة نسبيا.. وعليه فالمرجح في البين ان يكون علم الكلام في مراحله الاولى علما تحصيليا لا مجرد دفاع، ولي على ذلك دلائل، ليس هنا وقتها او مكانها،..غير ان المعلوم في تاريخه انه ظهر مع بروز الفرق في اوائل دولة بني أمية ( لعن الله الظالمين).. واسمح لي ايضا هنا ان استعير كلاما لابي حيان التوحيدي عن علم الكلام وما يبحث به اذ يقول :" ... اما علم الكلام فانه باب من الاعتبار في اصول الدين، يدور النظر فيه على محض العقل في التحسين والتقبيح، والاحالة والتصحيح..ز والتوحيد والتفكير....." . ودون مزيد من الاطناب ننتقل الى العقل، ولن ادخل ايها العزيز في مواضيع اللب والحجى والنهى.. وما يذهب اليه في معرض التعريف اللغوي في البين، ولن اتطرق تفصيلا الى التعريف الفلسفي له، ولكن اقول والله اعلم، ان العقل هو قوة اودعها سبحانه في الانسان للادراك والتمييز، وهو ينقسم الى عملي ونظري... ودون مزيد من التفصيل حول مفاهيم العقل وتقسيمات العقل ادخل رأسا في معاني الحسن والقبح التي اشرت اليها آنفا... والواقع ابها العزيز ان الكلام هنا يقع ضمن عناوين، الاول يكون ان شاء الله في بيان محل النزاع، فيمكن القول ان للحسن والقبح ثلاثة معاني، الاول في الكمال والنقص، كالعلم وما يقابله على سبيل المثال، فالعلم وغيره من الصفات المحمودة يكون فيه كمال النفس، والعكس عكس، والعقل له القدرة على ادراك هذا، لانها انما تكون من قبيل الامور المقطوع بها، كما ان لها واقع خارجي على ما تعلم، حتى ايها العزيز لا اظن ان الاشاعرة تخالففي هذا المعنى، فالحسن والقبح عقليين في هذا المعنى حتى عند الاشاعرة - وللتبسيط اقول ان هذا من قبيل الاعتبار ان العلم حسن والتعلم حسن- ... اما الثاني ، ان يكون الحسن والقبح، بمعنى من المعاني يوافق ويخالف الطبع، وهذا يا عزيزي ثابت للافعال، ولما تتعلق به، وكذلك للصفات بلخاظ ميل النفس الى ما يوافق النفع، وهما لا ولقع خارجي لهما، وعليه فالشرب مع العطش حسن، وهما ايضا ودون الكثير من الاسهاب عقليان ايضا عند الاشاعرة....والثالث، كون الفعل بخيث يستحق فاعله المدح او الذم، وهما بهذا المعنى يقعان وصفا للافعال الاختيارية عند العقلاء، اي ان عقل الكل يدرك المدح على الحسن، والذم على القبيح... وهنا يقع النزاع مع الاشاعرة وبين من يقول بالعدل بعمومهم، وهذا له احد خمسة اسباب اوجزها اخي بالتالي:
1- ان يدرك العقل ان هذا الشئ كمال للنفس، او نقص لها، فيدفع هذا الامر بالمرء للادراك بان يفعل او لا..
2-ان يدرك الملائمة مع النفس او عدمها اما بذاته او لما فيه من نفع عام او خاص فيدرك الحسن والقبيح تحصيلا للمصلحة او دفعا للمفسدة..
3- الخلق الانساني مثل الكرم والشجاعة لا بدافع الكمال والملائمة بل لمجرد الخلق، فان كان في هذا الخلق مصلحة او مفسدة دخل في النزاع...
4- الانفعال النفسي من قبيل الرحمة والحياء وما يضادهما، فالعقلاء يمدحون هذه الانفعالات ويذمونها في البين، وهو لا يدخل في النزاع..
5- العادات السائدة، من قبيل احترام واكرام الضيف، وهي ايضا غير داخلة...هذا فيما يخص العنوان الاول...
اما العنوان الثاني في البين، فهو في بيان العقل الذي هو موضوع هذا النزاع، فقد حصرت ادلة الاحكام الشرعية في اربعة امور على ما تعلم ما ذكر الاختلاف بين العقل والقباس، والذي يراد - على ما يذهب اليه الاصوليون- من الدليل العقلي من هذه الادلة هو الحكم العقلي الذي يوجب القطع بالحكم الشرعي، فالحكم الشرعي لا بد للعلم به من علة تسمى - ويعلمها موالي في البين- بالواسطة في الاثبات، وهي القياس المنطقي المؤلف من مقدمتين.. وعليه ان كانت المقدمتان شرعيتان فالدليل شرعي محض، وان كانت احدى المقدمتين عقلية والثانية شرعية فالدليل حينها عقلي لانه يتبع اخس المقدمتين... ولاجل التفصيل والتبسيط ايها الاخ الكريم، ان العقل النظري ، الذي تقدمت بالالماح اليه، واظنك تعرفه، لا يمكنه في البين ان يدرك الحكم الشرعي مستقلا، لانها من الامور التوقفية على صاحب الشريعة، وهي ليست مما ينبغي ان يعلم بالنسبة له، فليس هو حجة في البين لادراك الحكم الشرعي، وكذلك الامر في العقل النظري فهو بحسب وظيفته لا يمكن له ان يدرك ماله لانه يدرك صفة في الفعل، ولا يحكي عنا لهذا العقل عند حاكم او مدرك آجر، فالمقصود بالعقل الذي هو دليل على الحكم الشرعي هو النظري في بعض الاحيان زالعملي في احيان اخرى والله اعلم... اما النظري اخي، فمثل ما اذا ثبت حكم شرعي من طريق معتبر وكانت هناك علاقة بينه وبين حكم شرعي آخر محتمل ـ فان هذه العلاقة والملازمة امر واقع حقيقي فان ادركها العقل النظري وجزم بها يحصل القطع بالحكم الشرعي.. واما العقل العملي فهو كما اذا حصل له ادراك بان هذا الشئ مما يتوجب فعله من حيث هو للمصلحة التي فيه باعتبار نظره، وهده القضية من مياحث علم الكلام ايها العزيز، تذكر في غيره كصغرى للكبرى الاتية، وهي ادراك العقل النظري للتلازم بين ما ادركه العقل العملي وبين الحكم الشرعي وهو لا يدرك الا في مسألة التحسين والتقبيح العقليين، اي في القضايا المشهورة التي تطابقت عليها آراء العقلاء كافة، من حيث انهم عقلاء وفي هذا المورد يشترك العقلان النظري والعملي.....
اما العنوان الثالث، فله بالواقع جهات ثلاث...
................(لم ينته الكلام بعد.... اكمل ان شاء الله بعد قليل......)
والصلاة والسلام على اشرف الخلق واعز المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر المنتجبين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين...
اما بعد
فلا يسعني الا ان اتقدم بالشكر للاخوة والاخوات الكرام في هذا المنتدى المبارك على صبرهم وطول باعهم..
كما واتقدم من الاخ الكريم شارفو بالشكر ايضا على ما ذكر، واقول عسى الله بحق هذه الليالي الفضيلة ان يمن علي وعليه وعلى سائر الاخوة والاخوات بفضله ونعمته وهديه .. انه سميع مجيب...
اخي الكريم، نعم، لقد التمست فيك الرغبة بالبعد عن غياهب الفلسفة، ومن ثم، وجدت في ثنايا بيانك التالي :" العقل اتى ليشهد على صحة ما جاء به الشرع.............. الخ" وجدت طرفا من الفلسفة - ربما اوردها بيانك عن غير قصد، والله اعلم-.. وعلى اعتبار انك ايها العزيز قد المحت الى شئ مما قد يطال او يرتبط بطريقة او باخلاى بماهية العقل، اسمح لنفسى، بعد الاذن، ان اعود للتفصيل في بعض الشؤون التي من المفترض ان تكون اولية، لا لشئ الا لايجاد الركيزة الاساسية المتبنة للموضوع، التي لا نزال بطريقة او باخرى نعاني من شئ من انعدام التحديد فيها، لذا سأبتدئ في البين بيناول مفاهيم العقيدة وعلم الكلام ومن بعدهما العقل بشئ من التبسيط والتفصيل، وكل واحدة على حدة، على ان تتولى اخي شارفو الاشارة الى ما تراه نقاط اختلاف بيننا ويبنكم ليصار الى مناقشتها.... والله الموفق.. هذا مع الاعتذار من الاخوة جميعا عن الاطناب، ولكن المقام يدعوه، فعساكم تصبرون علينا ، وانتم اهل الفضل والصبر ان شاء الله....
كما والفت انني في معرض الحديث عن هذه الامور الثلاثة مضطر للاشارة الى الابعاد الفلسفية لهذه العناوين، دحضا للاشكال الذي قد يقع احدنا فيه، والذي قد يتمثل ببيان احدنا الابتعاد عن الفلسفة، في الحين الذي يكون فيه غائصا في بحورها دون ان يدري...
في البداية نتكلم حول العقيدة، وبالواقع اخي العزيز ان يتقوم مفهوم العقيدة من خلال معنيين، اولهما ديني يدور حول العقيدة والوحي، وثانيهما فلسفي يختص في مجال المعرفة واليقين، والظاهر ان الاثنين يتعلقان بمجموعة من ما تراه حقائق الوحود .... وليس لنا الان ان ندخل تفصيلا في المعنى الثاني، اما المعنى الاول، فهو قد يتمثل - وارجو الله ان لا تخونني العبارة- بالجانب الديني المهتم بدراسة العقائد والاخلاق بالمعنى الديني.. وهو العلم الذي يدرك من خلاله احقية الدعوة الدينية، وفي الاسلام تمثل والله اعلم، بل وتتركز، بشكل رئيسي على مبادئ الايمان المستمد بعد الايمان بالله من خلال القرآن الكريم والاحاديث الشريفة، وغيرهما.. وبالواقع فقد ارتبطت العقيدة بالنظر مقابل الاخلاق، واعني بها المعاملات، وقد اثير حول هذا ، اخي الكريم، وعلى ما تعلم، نقاش طويل في علم الكلام.... فلقد كان من الصعب - واتحدث هنا بموضوعبة تامة وتجرد كامل- على من يتنازع بالعقيدة ان يطبق فكرة الاخلاق... ذلك انه من الصعب تطبيق الاخلاق، في حين يكون من السهل الحوار حول العقيدة..
هذه الماحة بسيطة عن هذا الامر....
اما موضوع علم الكلام- واستعير فيه بعد الاذن تعريفا لابن خلدون- اذ يقول فيه :" هو العلم الذي يتضمن الحجاج عن العقائد الايمانية بالادلة العقلية، والرد على المنحرفين في الاعتقادات".. ويمكن لك اخي، كما يمكن لاحد الاخوة او الاخوات الكرام ان يعترض على ايرادي تعريف ابن خلدون، ولكنني اجده اولا قد يأتي في معرض الحل الوسط، في امر غير ذي ارتباط بمحور له ما له في الدين - اعني به التعريف فقط - ومن ثم فلا اجده مختلفا من حيث الجوهر عن التعريفات الاخرى للعديد من المتكلمين.....على كل حال....تعلم اخي اننا لا نملك بالواقع محددا زمنيا موثوقا للوقت الذي ظهر فيه علم الكلام، بحيث استحال معرفة قائمة ذات اصول وقواعد، خاصة وان الكتب التي تبحث تاريخ هذا العلم ليست الا متأخرة نسبيا.. وعليه فالمرجح في البين ان يكون علم الكلام في مراحله الاولى علما تحصيليا لا مجرد دفاع، ولي على ذلك دلائل، ليس هنا وقتها او مكانها،..غير ان المعلوم في تاريخه انه ظهر مع بروز الفرق في اوائل دولة بني أمية ( لعن الله الظالمين).. واسمح لي ايضا هنا ان استعير كلاما لابي حيان التوحيدي عن علم الكلام وما يبحث به اذ يقول :" ... اما علم الكلام فانه باب من الاعتبار في اصول الدين، يدور النظر فيه على محض العقل في التحسين والتقبيح، والاحالة والتصحيح..ز والتوحيد والتفكير....." . ودون مزيد من الاطناب ننتقل الى العقل، ولن ادخل ايها العزيز في مواضيع اللب والحجى والنهى.. وما يذهب اليه في معرض التعريف اللغوي في البين، ولن اتطرق تفصيلا الى التعريف الفلسفي له، ولكن اقول والله اعلم، ان العقل هو قوة اودعها سبحانه في الانسان للادراك والتمييز، وهو ينقسم الى عملي ونظري... ودون مزيد من التفصيل حول مفاهيم العقل وتقسيمات العقل ادخل رأسا في معاني الحسن والقبح التي اشرت اليها آنفا... والواقع ابها العزيز ان الكلام هنا يقع ضمن عناوين، الاول يكون ان شاء الله في بيان محل النزاع، فيمكن القول ان للحسن والقبح ثلاثة معاني، الاول في الكمال والنقص، كالعلم وما يقابله على سبيل المثال، فالعلم وغيره من الصفات المحمودة يكون فيه كمال النفس، والعكس عكس، والعقل له القدرة على ادراك هذا، لانها انما تكون من قبيل الامور المقطوع بها، كما ان لها واقع خارجي على ما تعلم، حتى ايها العزيز لا اظن ان الاشاعرة تخالففي هذا المعنى، فالحسن والقبح عقليين في هذا المعنى حتى عند الاشاعرة - وللتبسيط اقول ان هذا من قبيل الاعتبار ان العلم حسن والتعلم حسن- ... اما الثاني ، ان يكون الحسن والقبح، بمعنى من المعاني يوافق ويخالف الطبع، وهذا يا عزيزي ثابت للافعال، ولما تتعلق به، وكذلك للصفات بلخاظ ميل النفس الى ما يوافق النفع، وهما لا ولقع خارجي لهما، وعليه فالشرب مع العطش حسن، وهما ايضا ودون الكثير من الاسهاب عقليان ايضا عند الاشاعرة....والثالث، كون الفعل بخيث يستحق فاعله المدح او الذم، وهما بهذا المعنى يقعان وصفا للافعال الاختيارية عند العقلاء، اي ان عقل الكل يدرك المدح على الحسن، والذم على القبيح... وهنا يقع النزاع مع الاشاعرة وبين من يقول بالعدل بعمومهم، وهذا له احد خمسة اسباب اوجزها اخي بالتالي:
1- ان يدرك العقل ان هذا الشئ كمال للنفس، او نقص لها، فيدفع هذا الامر بالمرء للادراك بان يفعل او لا..
2-ان يدرك الملائمة مع النفس او عدمها اما بذاته او لما فيه من نفع عام او خاص فيدرك الحسن والقبيح تحصيلا للمصلحة او دفعا للمفسدة..
3- الخلق الانساني مثل الكرم والشجاعة لا بدافع الكمال والملائمة بل لمجرد الخلق، فان كان في هذا الخلق مصلحة او مفسدة دخل في النزاع...
4- الانفعال النفسي من قبيل الرحمة والحياء وما يضادهما، فالعقلاء يمدحون هذه الانفعالات ويذمونها في البين، وهو لا يدخل في النزاع..
5- العادات السائدة، من قبيل احترام واكرام الضيف، وهي ايضا غير داخلة...هذا فيما يخص العنوان الاول...
اما العنوان الثاني في البين، فهو في بيان العقل الذي هو موضوع هذا النزاع، فقد حصرت ادلة الاحكام الشرعية في اربعة امور على ما تعلم ما ذكر الاختلاف بين العقل والقباس، والذي يراد - على ما يذهب اليه الاصوليون- من الدليل العقلي من هذه الادلة هو الحكم العقلي الذي يوجب القطع بالحكم الشرعي، فالحكم الشرعي لا بد للعلم به من علة تسمى - ويعلمها موالي في البين- بالواسطة في الاثبات، وهي القياس المنطقي المؤلف من مقدمتين.. وعليه ان كانت المقدمتان شرعيتان فالدليل شرعي محض، وان كانت احدى المقدمتين عقلية والثانية شرعية فالدليل حينها عقلي لانه يتبع اخس المقدمتين... ولاجل التفصيل والتبسيط ايها الاخ الكريم، ان العقل النظري ، الذي تقدمت بالالماح اليه، واظنك تعرفه، لا يمكنه في البين ان يدرك الحكم الشرعي مستقلا، لانها من الامور التوقفية على صاحب الشريعة، وهي ليست مما ينبغي ان يعلم بالنسبة له، فليس هو حجة في البين لادراك الحكم الشرعي، وكذلك الامر في العقل النظري فهو بحسب وظيفته لا يمكن له ان يدرك ماله لانه يدرك صفة في الفعل، ولا يحكي عنا لهذا العقل عند حاكم او مدرك آجر، فالمقصود بالعقل الذي هو دليل على الحكم الشرعي هو النظري في بعض الاحيان زالعملي في احيان اخرى والله اعلم... اما النظري اخي، فمثل ما اذا ثبت حكم شرعي من طريق معتبر وكانت هناك علاقة بينه وبين حكم شرعي آخر محتمل ـ فان هذه العلاقة والملازمة امر واقع حقيقي فان ادركها العقل النظري وجزم بها يحصل القطع بالحكم الشرعي.. واما العقل العملي فهو كما اذا حصل له ادراك بان هذا الشئ مما يتوجب فعله من حيث هو للمصلحة التي فيه باعتبار نظره، وهده القضية من مياحث علم الكلام ايها العزيز، تذكر في غيره كصغرى للكبرى الاتية، وهي ادراك العقل النظري للتلازم بين ما ادركه العقل العملي وبين الحكم الشرعي وهو لا يدرك الا في مسألة التحسين والتقبيح العقليين، اي في القضايا المشهورة التي تطابقت عليها آراء العقلاء كافة، من حيث انهم عقلاء وفي هذا المورد يشترك العقلان النظري والعملي.....
اما العنوان الثالث، فله بالواقع جهات ثلاث...
................(لم ينته الكلام بعد.... اكمل ان شاء الله بعد قليل......)
تعليق