المشاركة الأصلية بواسطة حيران
ذكرالمفسرون لهذه الأية إحتمالين على يوم نزول تلك الأيةوقد يكون هناك إحتمالات إخرى ولكنها ضعيفة :
الإحتمال الأول:
1- انها نزلت يوم عرفه ولعله المشهور عند الإخوة من أهل السنة:
الرواية الاولى :
أخرج البخاري في صحيحه قال: حدّثنا محمد بن يوسف حدّثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب إن أنّاساً من اليهود قالوا: لو نزلت هذه الآيه فينـا لأتخذنا ذلك اليوم عيداً فقال عمر أَيَّةُ آيةٍ ؟ فقالوا: اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا، فقال عمر: إنّي لأعلم أي مكان أنزِلتْ، أنزِلتْ ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واقفٌ بعرفة .
الرواية الثانية:
أخرج إبن جرير عن عيسى بن حارثة الأنصاري قال: كنّا جلوساً في الديوان فقال لنا نصراني يا أهل الإسلام، لقد أنزِلتْ عليكم آية لو أنزِلتْ علينا لأتخذنا ذلك اليوم وتلك الساعه عيداً وما بقي منّا إثنان وهي «اليوم أكملت لكم دينكم» فلم يجبه أحد منّا، فلقيتُ محمد بن كعب القرطبي فسألته عن ذلك، فقال: ألا رددتم عليه ؟ فقال عمر بن الخطاب أنزلتْ على النّبي وهو واقفٌ على الجبل يوم عرفة، فلا يزال ذلك اليوم عيداً للمسلمين مابقي منهم ( الدر المنثور في التفسير المأثور 3 /18)
الإحتمال الثاني:
انها نزلت في الثامن عشر من ذوالحجة بعد تنصيب أمير المؤمنين(ع) والياوأميراً على المسلمين بعد الرسول(ص) بإمر من الله عزوجل وهذا ماجمع عليه جميع الشيعة وذهب إليه بعض أهل السنة:
أخرج الطبري في كتابه (الولاية في طريق حديث الغدير) [مخطوط]مسندا عن زيـد بـن ارقم قال : لما نزل النبي (ص ) بغدير خم في رجوعه من حجة الوداع , وكان وقت الضحى وحر شديد, امر بالدوحات فقمت ونادى الصلاة جامعة , فاجتمعنافخطب خطبة بالغة , ثم قال : ان اللّه تـعـالـى انزل الي : (بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته واللّه يعصمك من الـناس ), وقد امرني جبرئيل عن ربي ان اقوم في هذا المشهد, واعلم كل ابيض واسود: ان علي بن ابي طالب اخي ووصيي وخليفتي والامام بعدي , فسالت جبرئيل ان يستعفي لي ربي لعلمي بقلة المتقين وكثرة المؤذين لي , واللائمين لكثرة ملازمتي لعلي وشدة اقبالي عليه . حتى سموني اذنا. فقال تعالى : (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن خير لكم ), ولو شئت ان اسميهم وادل عليهم لفعلت , ولكني بسترهم قد تكرمت , فلم يرض اللّه الا بتبليغي فيه . فـاعـلموا معاشر الناس ذلك , فان اللّه قد نصبه لكم وليا واماما, وفرض طاعته على كل احد, ماض حـكـمـه , جـائز قـولـه , مـلعون من خالفه , مرحوم من صدقه , اسمعوا واطيعوا, فان اللّه مولاكم وعـلي (ع ) امامكم , ثم الامامة في ولدي من صلبه الى يوم القيامة , لا حلال الاما احله اللّه ورسوله . ولا حرام الا ما حرم اللّه و رسوله وهم , فما من علم الا وقد احصاه اللّه في ونقلته اليه , فلا تضلوا عنه ولا تستنكفوا منه , فهو الذي يهدي الى الحق ويعمل به ,لن يتوب اللّه على احد انكره ولن يغفر لـه , حـتـمـا على اللّه من يفعل ذلك ان يعذبه عذابانكرا ابد الابدين , فهو افضل الناس بعدي ما نزل الرزق وبقي الخلق , ملعون من خالفه ,قولي عن جبرئيل عن اللّه , فلتنظر نفس ما قدمت لغد. افـهـمـوا مـحـكـم القرآن ولا تتبعوا متشابهه , ولن يفسر ذلك الا من انا آخذ بيده , وشائل بعضده , ومـعلمكم : ان من كنت مولاه فهذا علي مولاه , وموالاته من اللّه عزوجل انزلهاعلي . الا وقد اديت , الا وقد بلغت , الا وقد اسمعت , الا وقد اوضحت , لا تحل امرة المؤمنين بعدي لاحد غيره . ثم رفعه الى السماء حتى صارت رجله مع ركبة النبي (ص ) وقال: معاشر الناس , هذا اخي ووصيي وواعي علمي وخليفتي على من آمن بي وعلى تفسيركتاب ربي.
وفـي رواية : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه , والعن من انكره , واغضب على من جحد حقه , اللهم انـك انزلت عند تبيين ذلك في علي : (اليوم اكملت لكم دينكم ) بامامته ,فمن لم ياتم به وبمن كان مـن ولـدي مـن صلبه الى يوم القيامة فاولئك حبطت اعمالهم وفي النار هم خالدون , ان ابليس اخرج آدم (ع ) من الجنة مع كونه صفوة اللّه بالحسد, فلا تحا سدوا فتحبط اعمالكم وتز ل اقدامكم , في علي نزلت سورة : (والعصر # ان الانسان لفي خسر). مـعـاشـر الناس , آمنوا باللّه ورسوله والنور الذي انزل معه من قبل ان نطمس وجوهافنردها على ادبـارهـا ونلعنهم كما لعنا اصحاب السبت . النور من اللّه في , ثم في علي , ثم في النسل منه الى القائم المهدي . معاشر الناس , سيكون من بعدي ائمة يدعون الى النار, ويوم القيامة لا ينصرون , وان اللّه وانا بريئان منهم , انهم وانصارهم واتباعهم في الدرك الاسفل من النار, وسيجعلونهاملكا اغتصابا, فعندها يفرغ لكم ايها الثقلان , يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلاتنتصران . الحديث [راجع : احقاق الحق 2: 419 - 420 عن ضياء العالمين].
2 -اخرج الحافظ ابو بكر الخطيب البغدادي : المتوفى (463) في تاريخه (8/290) عن عبداللّه بن علي بن محمد بن بشران، عن الحافظ علي بن عمر الدارقطني، عن ابي نصر حبشون الخلا ل، عن علي بن سعيد الرملي، عن ضمرة بن ربيعة، عن عبداللّه بن شوذ ب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن ابي هريرة، قال(( من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا))، وهو يوم غدير خم لما اخذ النبي(ص) بيد علي بن ابي طالب(ع)، فقال: <<الست ولي المؤمنين >> ؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه. قال(( من كنت مولاه فعلي مولاه)). فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن ابي طالب اصبحت مولاي ومولى كل مسلم فانزل اللّه: ((اليوم اكملت لكم دينكم))، ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب، كتب له صيام ستين شهرا، وهو اول يوم نزل جبريل(ع) على محمد(ص) بالرسالة.
3 -اخرج الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل [1: 157 ط. الاعلمي - بيروت ] باسناده عن ابـي سـعيد الخدري : ان رسول اللّه (ص ) لما نزلت هذه الاية : (اليوم اكملت لكم دينكم ) قال : [اللّه اكـبر على اكمال الدين , واتمام النعمة , ورضا الرب برسالتي , وولاية علي بن ابي طالب من بعدي ], وقال : [من كنت مولاه فعلي مولاه , اللهم وال من والاه , وعادمن عاداه , وانصر من نصره , واخذل من خذله ].
4 -أخرج الخوارزمي في كتابه المناقب: ص135 ح152.
اخبرنا سيد الحفاظ ابو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب الي من همدان ، اخبرني ابو الفتح عبدوس بنعبداللّه بن عبدوس الهمداني كتابة، اخبرني الشريف ابو طالب المفضل بن محمد الجعفري باصبهان ، اخبرني الحافظ ابو بكربن مردويه اجازة ، حدثني جدي، ، حدثنيعبداللّه بن اسحاق البغوي ، حدثني الحسن بن عليل الغنوي ، حدثني محمد بنعبدالرحمن الزراع ، حدثني قيس بن حفص ، حدثني علي بن الحسن العبدي ، عن ابي هارون العبدي ، عن ابي سعيد الخدريانه قال : ان النبي (ص) يوم دعا الناس الى غدير خم امر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم ، وذلك يوم الخميس ، ثم دعا الناس الىعلي ، فاخذ بضبعه ، فرفعها حتى نظر الناس الى ابطيه، حتى نزلت هذه الاية
( اليوم اكملت لكم دينكم ) . الاية . . .
وغيرهم من المفسرين
نأتي للإحتمال الأول:
انها نزلت يوم عرفة ونناقشه:
اولاً: نلاحظ ان الذين وضعوا هذا الحديث على لسان عمر بن الخطاب في زمن البخاري أرادوا أن يوفّقوا بين آراء اليهود والنصارى في أن ذلك اليوم هو يوم عظيم يجب أن يكون عيداً، وبين ما هم عليه من عدم الإحتفال بذلك اليوم وعدم ذكره بالمرّة حتى تناسوه، والمفروض أن يكون من أكبر الأعياد لدى المسلمين إذ أن الله سبحانه أكمل لهم فيه دينهم وأتمَّ فيه نعمته عليهم ورضي لهم الإسلام ديناّ.
حيران: فى الرواية الاولى كانوا يريدون ان يثبتوا وعلى لسان عمر انها نزلت يوم عرفة وقال فى رواية اخرى فى عرفة وفى يوم جمعة والا فما علاقة اليهود بالاية ان اليهود لم يؤمنوا بالرسول وهو موجود بينهم وكفروا به الان يعترفوا باية فى القران .
ولذلك ترى في الرواية الثانية قول الراوى عندما قال له النصراني: يا أهل الإسلام، لقد أنزلت عليكم آية لو أُنزلتْ علينا لأتخذنا ذلك اليوم عيداً مابقي منّا إثنان . قال الراوى فلم يُجبْهُ أحدٌ منّا؛ وذلك لجهلهم بتاريخ وموقف ذلك اليوم وعظمته، ويبدو أن الراوي نفسه إستغرب كيف يغفل المسلمون عن الإحتفال بمثل ذلك اليوم ولهذا نراه يلقي محمد بن كعب القرطبي فيسأله عن ذلك فيردّ هذا الأخير بأنّ عمر بن الخطاب روي إنها انزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو واقفٌ على الجبل يوم عرفة. فلو كان ذلك اليوم معروفاً لدى المسلمين على إنّه يوم عيد لما جهله هؤلاء الرّواة سواء أكانوا من الصحابة أم من التابعين، لأن الثابت المعروف لديهم أن للمسلمين عيدين إثنين وهما عيد الفطر وعيد الأضحى، حتّى أن العلماء والمحدّثين كالبخاري ومسلم وغيرهما تراهم يخرجون في كتبهم كتاب العيدين ـ صلاة العيدين ـ خطبة العيدين الى غير ذلك من المتسالم عليه لدى خاصّتهم وعامّتهم، ولا وجود لعيد ثالث
ثانيا:إن الباحث المدقق إذا أمعن في النظر في خطبة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم يوم عرفه لا يجد فيها أمراً جديداً يجهله المسلمون والذي يمكن إعتباره شيئاً مهمّاً أكمل الله به الدّين وأتّم به النّعمة، اذ ليس فيها إلا جملة من الوصايا التي ذكرها القرآن أو ذكرها النبي صلّى الله عليه وآله وسلم في عدة مناسبات وأكدّ عليها يوم عرفة وبالتالي فإنه لا يوجد اي معنى واي داعي لنزول جبرئيل(ع) في ذلك اليوم بالذات مخبراً بكمال الدين مالم يكن هناك شيئاًجديدو محدد امر به الرسول(ص)وبينه للمسلمين وانه من غير المعقول ان يكمل الله دينه ويرضاه للمسلمين في يوم عرفه قبل اي يوم آخر إذا لم يأمر بشيء محدد في ذلك اليوم وإلا لكان نزول جبرئيل(ع)بهذه الأية عبثا من الله عزوجل وحاشى لله عزوجل ان يعمل شيئ عبثاً ومن غير هدف محدد
ثالثا:لو نزلت هذه الآيه يوم عرفة فإن الشيء الذي كمل به الدين يكون مجهولا لدى المسلمين فمن غير المعقول ان يكون الشئ الذي إكتمل به الدين يكون لغزا ومجهولا خصوصا وانه ما من اية نزلت في القرآن إلا ولها مناسبة محدده وهدف معين وبالتالي فإن لنزول هذه الأية هدفا محدد كفيرها من الأيات ومن غير المعقول ان لا يسئل الصحابة الرسول(ص)سبب نزول هذه الأية او ان لا يسئل التابعين صحابة الرسول(ص)كذلك
حيران : اية اكمال الدين لا تنزل مرتين اما انها نزلت فى عرفة او انها نزلت فى الثامن عشر من ذى الحجة فى ( غدير خم ) لانه ليس من المعقول ان الله يكمل الدين فى عرفة ثم يكمله فى غدير خم فاما انه اكمله فى عرفة ورضى للمسلمين اسلامهم ( وحادثة الغدير انما هى تحصيل حاصل ولا تغنى ولا تسمن من جوع ولا اهمية لها ولا تعتبر اكمالا للدين ) او انهانزلت فى غدير خم وبولا ية الامام اكمل الله الدين ورضى الاسلام دينا للمسلمين - فاذا لم تنزل الاية فى عرفة ونزلت فى غدير خم فهذا يعنى ان الدين لم يكتمل فى عرفة ولم يرضى الله عن الاسلام دينا للمسلمين .
نأتي للإحتمال الثاني انها نزله في الثامن عشر من ذي الحجة
اولا:نلاحظ ان هناك شيئا جديدا امر به الرسول (ص)وبه كمل الدين واستدعى نزول جبرئيل(ع) في ذلك الوقت وبالتالي فإنه لم يبقى امر كمال الدين وسبب نزول الأية لغزا مجهولا لا يعرفه احد
ثانيا:ذكر المؤرخين من أهل السنة ان وفاة النبي محمد (ص) في الثاني عشر من ربيع الاول ، ومنهم ((تاريخ الكامل: 2/9 حوادث سنة 11 ه، وامتاع المقريزي: ص548، وتاريخ ابن كثير: 6/365 حوادث سنة 11ه وعده مشهورا،والسيرة الحلبية: 3/353) وكان فيه تسامحا بزيادة يوم واحد على الاثنينوثمانين يوما بعد اخراج يومي الغدير والوفاة ، وعلى اي فهو اقرب الى الحقيقة من كون نزولها يوم عرفة ، كما جاء في صحيح البخاري وغيره .
حيران :هذه النقطة هامة وتحتاج الى بعض الشرح منكم اخى ( اسير التراب ) . ممكن نقدر الايام ما بين ( الثامن عشر من ذى الحجة حتى وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فى الثانى عشر من ربيع الاول )
تحياتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق