إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الإمام علي مجمع الفضائل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    علي الملاك المحارب


    ليس لي أن أقول في علي بن أبي طالب لأني لا أعرف عنه ما يكفي، ولكن. وقد طلب إلى أن اشهد. أريد أن تكون شهادتي بالحب.

    حب الكلمة التي لفظ. والكلمة التي كتب.، والكلمة التي خطب،. والكلمة التي أوصى بها قبل موته.

    الكلمة التي انطلقت من لسان لتُفرع الملايين من الأشياع، هذه الكلمة أعجوبتها إنها كانت جسدا. أعجوبتها أنها كانت إنسانا، إنسانا عرف البراءة، فعرف قسوة الحفاظ عليها، ولوعة الانعزال بها، ووحشة الغربة في فردوسها الوحيد. لقد كان علي نفساً بريئة، براءة العارف فاجعة الوجود، لكن معرفته لم تبعثه على اليأس إنما على الشجاعة. فحين كان يصمت فاحتراما للحياة لا تسليماً لها، وحين كان يزهد فعن قوة لا عن بخل، وحين كان يغضب فقاعدة غضبه الرحمة.

    ومن يقرؤه يقرأ لثائر. الكلمة عنده تتوتر باستمرار، تتوتر وتشتاق إلى ما هو أكثر منها، وتتعذب، وتصفو، وتفرد وراءها أصداء عميقة وظلالاً حية. الكلمة عنده كائن متحرق.

    ليست بليغة فحسب، بل هي ما بقي على لسانه من لقاء التأمل الفكري بمعاناة الأعصاب.

    وبهذا كلمته كائن حي مهما توغلت في الوعظ. ولهذا بقيت تهدر كالسيل وتتألق كالنجم وتدخل إلىالقلب كأنها تعصره أو تهزه أو كأنها قلب إلى قلبه.

    إنني احب عليا لأنه، بين الأئمة. أشدهم براءة على معرفة. أشدهم صفاء على همّ،. وأقربهم إلى الينابيع الأولى. على شمول،. وأكثرهم غربة على امتلاء بالحق.

    أحب عليا لأنه، بين أساتذة الروح. في طليعتهم تجسيدا. وبين مجسدي الأفكار.

    في طليعتهم طهارة.

    أحب عليا لأنه قبض على سر التناقض . ففجره كالضوء في حياته وشهادته وأقواله.

    أحب عليا لأنه. بعد كل هذه المئات من السنين. أطالعه فأسمعه. واسمعه فأصغي إليه. وأصغي إليه فأشعر انه واقف في الزمان كالجرح. ككل صرخة بارة تكسر جدار الزمان. ليس بيننا وبينه مئات من السنين. أنه هنا. صوته في ملايين الأشياع. صراعه الذي كان.صراع في ما هو كائن. وكفاحه ضد ما كان كفاح ضد ما هو كائن.

    لقد انتشر نسغه في الشجرة، وعيده عيد العقل والقلب.

    أي ألم عرف علي فأوصله إلى ذلك الصفاء الآسر، أي ألم غير الألم الذي يصيب العادلين الصديقين؟

    كان اليونانيون يعتقدون أن العادل منذور للعذاب وأن الظالم وحده يعرف السعادة.

    أصحيح هذا؟

    وهل السعادة نقيض العذاب؟

    لقد كان علي عادلا فعرف العذاب، لكنه لم يعرف الشقاء لأنه لم يكن مرا. والشقاء مرارة.

    الشقاء مرارة وعلي كان عذاباً، الشقاء يباس وعلي كان طرياً بالحنان.

    كأنه مزيج من الملاك والمحارب، أو مزيج من الفرح والبكاء، أو مزيج من الحلم واليقظة.

    ولم تطوه الخيبة على حقد، ولا نشره النصر على طمع.

    كان كبيرا.

    وكأنه كان يخاف أن يسئ الآخرون تقليد كبره، فكان يحض على التواضع، ويتواضع، وكأنه خجول بعظمته.

    كأنه كان يعتذر عن كونه كبيراً في عالم يكاد لا يحتمل إلا الأوهام، في عالم يكاد لا يتألف إلا من الأقزام.

    وكان قادراً، قديراً، وكان يحض على الرحمة لأنه كان قادراً وقديراً.

    إن وجهه هو وجه المحبة، ويده يد الشجاعة، وقلبه قلب البر.

    ومهما أتى ناقماً ساخطاً صارخاً فنقمته هي نقمة البراءة وسخطه سخط العدل وصراخه صراخ الصدق. وهو لهذا يرتبط بكبار المتمردين في التاريخ على شروط الحياة البشرية. ولكنه تمرد مجذّر في الحب، لا يحدوه شغف بغير الخير، ولا يؤججه غير احترام للكرامة الإنسانية هو شرف للإسلام.

    وعيده هو عيد المثل العليا، عيد المثل العليا في دنيا تضحك من المثل، عيد المثل العليا في دنيا مثلها الأعلى القضاء على المثل بالصغارة والحقارة والعبودية والشبهات.

    أنسي الحاج

    (ألقيت في بعلبك بمناسبة عيد الغدير)

    تعليق


    • #47
      علي بن أبي طالب

      حياته
      أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي ولد سنة 600 بعد الميلاد في مكة و رابع الخلفاء الراشدين،وأحد العلماء والشجعان المشهورين، والزهَّاد المذكورين، والخطباء المفوَّهين،

      ابن عم رسول الله (ص) وصهره على ابنته فاطمة الزهراء ووالد الحسن والحسين وأمه فاطمة بنت اسد وهو أول من أسلم مع السيدة خديجة وهو ابن عشر سنين كفله النبي محمد قبل أن يوحى إليه لأن قريشاً أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب كثير العيال قليل المال.

      شهد علي المشاهد كلها مع الرسول إلا تبوك حيث استخلفه رسول الله (ص) على المدينة. كان سعد بن عبادة صاحب راية الرسول (ص) في المواطن كلها فإذا كان وقت القتال أخذها علي بن ابي طالب. كان في غزوة أحد قائد ميمنة المسلمين وثبت فيها واصيب بست عشرة ضربة، كل واحدة تلزمه الارض. وفي غزوة الخندق، قتل عمرو بن ود العامري وفيها فتح باب خيبر بيده وحده بإذن الله ولم يستطع سبعون رجلا إعادته مكانه بعدها وكان كاتب صلح الحديبية وهو الذي أبى أن يمحو مصطلح "رسول الله" من الوثيقة التي طالب بها سهيل بن عمرو مفاوض قريش. وهو من العشرة المبشَّرين بالجنة، ومن كُتَّاب الوحي، وروي له عن النبي محمد احاديث كثيرة.

      عندما هاجر محمد رسول الله، مع أبو بكر الصديق إلى المدينة المنورة، أمره النبي محمدأن يجلس في فراشه حتى لا يعرف أهل قريش بمغادرة الرسول إلى المدينة من مكة.

      [تحرير]
      وفاة النبي محمد
      بعد وفاة النبي محمد اختلف المسلمون في خليفته , والخلاف قائم إلى الوقت الحاضر في من هو أحق بالإمامة , وأستمر الخلاف إلى عهد عثمان بن عفان والمنافسة بين عثمان وعلي على الخلافة , والخلاف في موقف علي من الفتنة التي حدثت في عهد عثمان , وبويع علي بالخلافة سنة 35( هـ / 656 م) , وحدثت موقعة الجمل في عهده , والخلاف بين علي ومعاوية , و معركة صفين, وحدثت بعد ذلك فتنة الخوارج.

      [تحرير]
      وفاته
      اجتمع ثلاثة رجال: عبد الرحمن بن ملجم، والبُرك بن عبد اللّه، وعمرو بن بكر التميمي, على قتل(( أئمة الضلالة)) برايهم زعموا أن علي ومعاوية وعمرو بن العاص هم سبب بلاء الأمة, فقال أبن ملجم انا اكفيكم علي بن ابي طالب فقتل علي في رمضان سنة 40 هـ , وعمره 63 سنة, وطلب علي من ابنه الحسن عدم الانتقام ممن قتله, ودفن علي في النجف الاشرف .

      [تحرير]
      أقواله
      "يا بني، اجعل نفسك ميزاناً بينك وبين غيرك. فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك. واكره له ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تحب أن تُظلم، وأحسن كما تحب أن يُحسن إليك. واستقبح من نفسك ما تستقبحه من غيرك، وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك. ولا تقل ما لا تعلم وإن قلَّ ما تعلم، ولا تقل ما لا تحب أن يقال لك. واعلم أن الإعجاب ضد الصواب، وآفة الألباب. فاسع في كدحك، ولا تكن خازناً لغيرك. وإذا أنت هديت لقصدك فكن أخشع ما تكون لربك"


      نقلاعن الانترنت

      تعليق


      • #48
        وصية الرسول الاعظم (ص)الى امير المومنين عليه السلام

        بسم الله الرحمن الرحيم


        اللهم صلى على محمد واله محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم

        وصيته(ص) لأمير المؤمنين (عليه السلام):

        يا علي إن من اليقين أن لا ترضي أحدا بسخط الله ولا تحمد أحدا بما آتاك الله ولا تذم أحدا على ما لم يؤتك الله فإن الرزق لا يجره حرص حريص ولا تصرفه كراهة كاره إن الله بحكمه وفضله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط يا علي إنه لا فقر أشد من الجهل ولا مال أعود من العقل ولا وحدة أوحش من العجب ولا مظاهرة أحسن من المشاورة ولا عقل كالتدبير ولا حسب كحسن الخلق ولا عبادة كالتفكر يا علي آفة الحديث الكذب وآفة العلم النسيان وآفة العبادة الفترة وآفة السماحة المن وآفة الشجاعة البغي وآفة الجمال الخيلاء وآفة الحسب الفخر يا علي عليك بالصدق ولا تخرج من فيك كذبة أبدا ولا تجترئن على خيانة أبدا والخوف من الله كأنك تراه وابذل مالك ونفسك دون دينك وعليك بمحاسن الأخلاق فاركبها وعليك بمساوي الأخلاق فاجتنبها يا علي أحب العمل إلى الله ثلاث خصال من أتى الله بما افترض عليه فهو من أعبد الناس ومن ورع عن محارم الله فهو من أورع الناس ومن قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس يا علي ثلاث من مكارم الأخلاق تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك يا علي ثلاث منجيات تكف لسانك وتبكي على خطيئتك ويسعك بيتك يا علي سيد الأعمال ثلاث خصال إنصافك الناس من نفسك ومساواة الأخ في الله وذكر الله على كل حال يا علي ثلاثة من حلل الله رجل زار أخاه المؤمن في الله فهو زور الله وحق على الله أن يكرم زوره ويعطيه ما سأل ورجل صلى ثم عقب إلى الصلاة الأخرى فهو ضيف الله وحق على الله أن يكرم ضيفه والحاج والمعتمر فهما وفد الله وحق على الله أن يكرم وفده يا علي ثلاث ثوابهن في الدنيا والآخرة الحج ينفي الفقر والصدقة تدفع البلية وصلة الرحم تزيد في العمر يا علي ثلاث من لم يكن فيه لم يقم له عمل ورع يحجزه عن معاصي الله عز وجل وعلم يرد به جهل السفيه وعقل يداري به الناس يا علي ثلاثة تحت ظل العرش يوم القيامة رجل أحب لأخيه ما أحب لنفسه ورجل بلغه أمر فلم يتقدم فيه ولم يتأخر حتى يعلم أن ذلك الأمر لله رضا أو سخط ورجل لم يعب أخاه بعيب حتى يصلح ذلك العيب من نفسه فإنه كلما أصلح من نفسه عيبا بدا له منها آخر وكفى بالمرء في نفسه شغلا يا علي ثلاث من أبواب البر سخاء النفس وطيب الكلام والصبر على الأذى يا علي في التوراة أربع إلى جنبهن أربع من أصبح على الدنيا حريصا أصبح وهو على الله ساخط ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما يشكو ربه ومن أتى غنيا فتضعضع له ذهب ثلثا دينه ومن دخل النار من هذه الأمة فهو ممن اتخذ آيات الله هزوا ولعبا أربع إلى جنبهن أربع من ملك استأثر ومن لم يستشر يندم كما تدين تدان والفقر الموت الأكبر فقيل له الفقر من الدينار والدرهم فقال الفقر من الدين يا علي كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاث أعين عين سهرت في سبيل الله وعين غضت عن محارم الله وعين فاضت من خشية الله يا علي طوبى لصورة نظر الله إليها تبكي على ذنب لم يطلع على ذلك الذنب أحد غير الله يا علي ثلاث موبقات وثلاث منجيات فأما الموبقات فهوى متبع وشح مطاع وإعجاب المرء بنفسه وأما المنجيات فالعدل في الرضا والغضب والقصد في الغنى والفقر وخوف الله في السر والعلانية كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك يا علي ثلاث يحسن فيهن الكذب المكيدة في الحرب وعدتك زوجتك والإصلاح بين الناس يا علي ثلاث يقبح فيهن الصدق النميمة وإخبارك الرجل عن أهله بما يكره وتكذيبك الرجل عن الخير يا علي أربع يذهبن ضلالا الأكل بعد الشبع والسراج في القمر والزرع في الأرض السبخة والصنيعة عند غير أهلها يا علي أربع أسرع شي‏ء عقوبة رجل أحسنت إليه فكافأك بالإحسان إساءة ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك ورجل عاقدته على أمر فمن أمرك الوفاء له ومن أمره الغدر بك ورجل تصله رحمه ويقطعها يا علي أربع من يكن فيه كمل إسلامه الصدق والشكر والحياء وحسن الخلق يا علي قلة طلب الحوائج من الناس هو الغنى الحاضر وكثرة الحوائج إلى الناس مذلة وهو الفقر الحاضر



        وصية أخرى إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) مختصرة:

        يا علي إن للمؤمن ثلاث علامات الصيام والصلاة والزكاة وإن للمتكلف من الرجال ثلاث علامات يتملق إذا شهد ويغتاب إذا غاب ويشمت بالمصيبة وللظالم ثلاث علامات يقهر من دونه بالغلبة ومن فوقه بالمعصية ويظاهر الظلمة للمرائي ثلاث علامات ينشط إذا كان عند الناس ويكسل إذا كان وحده ويحب أن يحمد في جميع الأمور وللمنافق ثلاث علامات إن حدث كذب وإن اؤتمن خان وإن وعد أخلف وللكسلان ثلاث علامات يتوانى حتى يفرط ويفرط حتى يضيع ويضيع حتى يأثم وليس ينبغي للعاقل أن يكون شاخصا إلا في ثلاث مرمة لمعاش أو خطوة لمعاد أو لذة في غير محرم يا علي إنه لا فقر أشد من الجهل ولا مال أعود من العقل ولا وحدة أوحش من العجب ولا عمل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق إن الكذب آفة الحديث وآفة العلم النسيان وآفة السماحة المن يا علي إذا رأيت الهلال فكبر ثلاثا وقل الحمد لله الذي خلقني وخلقك وقدرك منازل وجعلك آية للعالمين يا علي إذا نظرت في مرآة فكبر ثلاثا وقل اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي يا علي إذا هالك أمر فقل اللهم بحق محمد وآل محمد إلا فرجت عني قال علي (عليه السلام) قلت يا رسول الله فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ ما هذه الكلمات قال يا علي إن الله أهبط آدم بالهند وأهبط حواء بجدة والحية بأصبهان وإبليس بميسان ولم يكن في الجنة شي‏ء أحسن من الحية والطاوس وكان للحية قوائم كقوائم البعير فدخل إبليس جوفها فغر آدم وخدعه فغضب الله على الحية وألقى عنها قوائمها وقال جعلت رزقك التراب وجعلتك تمشين على بطنك لا رحم الله من رحمك وغضب على الطاوس لأنه كان دل إبليس على الشجرة فمسخ منه صوته ورجليه فمكث آدم بالهند مائة سنة لا يرفع رأسه إلى السماء واضعا يده على رأسه يبكي على خطيئته فبعث الله إليه جبرئيل فقال يا آدم الرب عز وجل يقرئك السلام ويقول يا آدم أ لم أخلقك بيدي أ لم أنفخ فيك من روحي أ لم أسجد لك ملائكتي أ لم أزوجك حواء أمتي أ لم أسكنك جنتي فما هذا البكاء يا آدم تتكلم بهذه الكلمات فإن الله قابل توبتك قل سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم يا علي إذا رأيت حية في رحلك فلا تقتلها حتى تخرج عليها ثلاثا فإن رأيتها الرابعة فاقتلها فإنها كافرة يا علي إذا رأيت حية في طريق فاقتلها فإني قد اشترطت على الجن ألا يظهروا في صورة الحيات يا علي أربع خصال من الشقاء جمود العين وقساوة القلب وبعد الأمل وحب الدنيا من الشقاء يا علي إذا أثني عليك في وجهك فقل اللهم اجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون يا علي إذا جامعت فقل بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني فإن قضى أن يكون بينكما ولد لم يضره الشيطان أبدا يا علي ابدأ بالملح واختم به فإن الملح شفاء من سبعين داء أذلها الجنون والجذام والبرص يا علي ادهن بالزيت فإن من ادهن بالزيت لم يقربه الشيطان أربعين ليلة يا علي لا تجامع أهلك ليلة النصف ولا ليلة الهلال أ ما رأيت المجنون يصرع في ليلة الهلال وليلة النصف كثيرا يا علي إذا ولد لك غلام أو جارية فأذن في أذنه اليمنى وأقم في اليسرى فإنه لا يضره الشيطان أبدا يا علي أ لا أنبئك بشر الناس قلت بلى يا رسول الله قال من لا يغفر الذنب ولا يقيل العثرة أ لا أنبئك بشر من ذلك قلت بلى يا رسول الله قال من لا يؤمن شره ولا يرجى خيره.



        وصية له(ص) أخرى إلى أمير المؤمنين ع:

        يا علي إياك ودخول الحمام بغير مئزر فإن من دخل الحمام بغير مئزر ملعون الناظر والمنظور إليه يا علي لا تتختم في السبابة والوسطى فإنه كان يتختم قوم لوط فيهما ولا تعر الخنصر يا علي إن الله يعجب من عبده إذا قال رب اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت يقول يا ملائكتي عبدي هذا قد علم أنه لا يغفر الذنوب غيري اشهدوا أني قد غفرت له يا علي إياك والكذب فإن الكذب يسود الوجه ثم يكتب عند الله كذابا وإن الصدق يبيض الوجه ويكتب عند الله صادقا واعلم أن الصدق مبارك والكذب مشئوم يا علي احذر الغيبة والنميمة فإن الغيبة تفطر والنميمة توجب عذاب القبر يا علي لا تحلف بالله كاذبا ولا صادقا من غير ضرورة ولا تجعل الله عرضة ليمينك فإن الله لا يرحم ولا يرعى من حلف باسمه كاذبا يا علي لا تهتم لرزق غد فإن كل غد يأتي رزقه يا علي إياك واللجاجة فإن أولها جهل وآخرها ندامة يا علي عليك بالسواك فإن السواك مطهرة للفم ومرضاة للرب ومجلاة للعين والخلال يحببك إلى الملائكة فإن الملائكة تتأذى بريح فم من لا يتخلل بعد الطعام يا علي لا تغضب فإذا غضبت فاقعد وتفكر في قدرة الرب على العباد وحلمه عنهم وإذا قيل لك اتق الله فانبذ غضبك وراجع حلمك يا علي احتسب بما تنفق على نفسك تجده عند الله مذخورا يا علي أحسن خلقك مع أهلك وجيرانك ومن تعاشر وتصاحب من الناس تكتب عند الله في الدرجات العلى يا علي ما كرهته لنفسك فاكره لغيرك وما أحببته لنفسك فأحببه لأخيك تكن عادلا في حكمك مقسطا في عدلك محبا في أهل السماء مودودا في صدور أهل الأرض احفظ وصيتي إن شاء الله تعالى.
        منقوول

        تعليق


        • #49
          ختمة نادِ علياَ مظهر العجائب

          عندما يتعرض المؤمن الى معضلات كبيرة يقرأ هذا الدعاء 7 مرات بنية خالصة ليخلصة الله منها

          لطلب الرزق يقراءالدعاء 9مرات بعد صلاة الفجر

          لأداء الدين يقراء كل يوم 22مرة وذلك لمدة 15 يوماَ

          لتسهيل الولادة يقراء الدعاء 5 مرات على الماء ويعطى للحامل فلتد سريعاَ

          يحمل هذا الدعاء للحفظ من الإنس والجن والحيوانات

          بسم الله الرحمن الرحيم

          نادِ علياَ مظهر العجائب تجده عوناَ لك في النوائب لي إلي الله حاجتي وعليه معولي كلما أمرته ورميت منقضي في

          ظل الله ويضلل الله لي أدعوك كل هم وغم سينجلي بعظمتك يالله بنبوتك يا محمد بولايتك يا علي يا علي يا علي

          ادركني بحق لطفك الخفي الله أكبر أنا من شر أعدائك برىء الله صمدي من عندك مددي وعليك معتمدي بحق

          إياك نعبد وإياك نستعين يا أبا الغيث أغثني يا أبا الحسنين أدركني يا سيف الله أدركني يا باب الله أدركني يا حجة

          الله أدركني ياولي الله أدركني بحق لطفك الخفي يا قهار تقهرت بالقهر والقهر في قهر قهرك يا قهار يا قاهر العدو

          يا والي الولي يا مظهر العجائب يا مرتضى علي رميت من بغى علي بسم الله وسيف الله القاتل أفوض امري الى

          الله ان الله بصير بالعباد وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم أدركني يا غياث المستغيثين يا دليل

          المتحيرين يا أمان الخائفين يا معين المتوكلين يا راحم المساكين يا إله العالمين برحمتك وصلى الله على سيدنا

          محمد وآله أجمعين والحمدلله رب العالمين
          نقلا عن احد المواقع الاسلاميه

          تعليق


          • #50
            خطبة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع) و هي المعروفة بالشقشقية و تشتمل
            على الشكوى من أمر الخلافة ثم ترجيح صبره عنها ثم مبايعة الناس له



            أمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابن أبي قحافه وَ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ وَ لَا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وَ طَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً وَ طَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَ يَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ وَ يَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ


            ترجيح الصبر

            فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وَ فِي الْعَيْنِ قَذًى وَ فِي الْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْباً حَتَّى مَضَى الْأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ فَأَدْلَى بِهَا إِلَى ابن الخطاب بَعْدَهُ ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ الْأَعْشَى شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا وَ يَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ


            فَيَا عَجَباً بَيْنمَا هُوَ يَسْتَقِيلُهَا فِي حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لِآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ يَغْلُظُ كَلْمُهَا وَ يَخْشُنُ مَسُّهَا وَ يَكْثُرُ الْعِثَارُ فِيهَا وَ الِاعْتِذَارُ مِنْهَا فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ وَ إِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ فَمُنِيَ النَّاسُ

            لَعَمْرُ اللَّهِ بِخَبْطٍ وَ شِمَاسٍ وَ تَلَوُّنٍ وَ اعْتِرَاضٍ فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ وَ شِدَّةِ الْمِحْنَِ حَتَّى إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ فَيَا لَلَّهِ وَ لِلشُّورَى مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ لَكِنِّي أَسْفَفْتُ إِذْ

            أَسَفُّوا وَ طِرْتُ إِذْ طَارُوا فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ وَ مَالَ الْآخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَنٍ وَ هَنٍ إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيلِهِ وَ مُعْتَلَفِهِ وَ قَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اللَّهِ خِضْمَةَ الْإِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبِيعِ إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ وَ أَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ وَ كَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ

            مبايعة علي

            فَمَا رَاعَنِي إِلَّا وَ النَّاسُ كَعُرْفِ الضَّبُعِ إِلَيَّ يَنْثَالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حَتَّى لَقَدْ وُطِئَ الْحَسَنَانِ وَ شُقَّ عِطْفَايَ مُجْتَمِعِينَ حَوْلِي كَرَبِيضَةِ الْغَنَمِ فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالْأَمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ وَ مَرَقَتْ أُخْرَى وَ قَسَطَ آخَرُونَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ تِلْكَ الدَّارُ

            الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ بَلَى وَ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعُوهَا وَ وَعَوْهَا وَ لَكِنَّهُمْ حَلِيَتِ الدُّنْيَا فِي أَعْيُنِهِمْ وَ رَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا أَمَا وَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْ لَا حُضُورُ الْحَاضِرِ وَ قِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ وَ مَا

            أَخَذَ اللَّهُ عََى الْعُلَمَاءِ أَلَّا يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَ لَا سَغَبِ مَظْلُومٍ لَأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا وَ لَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا وَ لَأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ قَالُوا وَ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ عِنْدَ بُلُوغِهِ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ خُطْبَتِهِ

            فَنَاوَلَهُ كِتَاباً قِيلَ إِنَّ فِيهِ مَسَائِلَ كَانَ يُرِيدُ الْإِجَابَةَ عَنْهَا فَأَقْبَلَ يَنْظُرُ فِيهِ ( فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ )

            قَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوِ اطَّرَدَتْ خُطْبَتُكَ مِنْ حَيْثُ أَفْضَيْتَ فَقَالَ هَيْهَاتَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ تِلْكَ شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَوَاللَّهِ مَا أَسَفْتُ عَلَى كَلَامٍ قَطُّ كَأَسَفِي عَلَى هَذَا الْكَلَامِ أَلَّا يَكُونَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع بَلَغَ مِنْهُ حَيْثُ أَرَادَ


            قال الشريف رضي اللّه عنه قوله عليه السلام كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم و إن أسلس لها تقحم يريد أنه إذا شدد عليها في جذب الزمام و هي تنازعه رأسها خرم أنفها و إن أرخى لها شيئا مع صعوبتها تقحمت به فلم يملكها يقال أشنق الناقة إذا جذب رأسها بالزمام فرفعه و شنقها

            أيضا ذكر ذلك ابن السكيت في إصلاح المنطق و إنما قال ع أشنق لها و لم يقل أشنقها لأنه جعله في مقابلة قوله أسلس لها فكأنه ع قال إن رفع لها رأسها بمعنى أمسكه عليها بالزمام له






            تعليق


            • #51
              روى الجميع أن علياً عليه السلام ميزان الإسلام والكفر ، والإيمان والنفاق ، لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق.. فماذا بقي لغيره من الصحابة؟!

              روى الحاكم:3/129: (عن أبي ذر رضي الله عنه قال: ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله والتخلف عن الصلوات ، والبغض لعلي بن أبي طالب) . هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه). (ورواه أحمد في فضائل الصحابة:2/639، والدارقطني في المؤتلف والمختلف: 13763 ، والهيثمي في مجمع الزوائد : 9 / 132) .

              وروى الترمذي:4/327، و:5/293و298: باب مناقب علي: عن أبي سعيد الخدري قال:إن كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب).

              وروى النسائي في:8/115(عن أم سلمة قالت: كان رسول الله (ص) يقول: لايحب علياً منافق ، ولايبغضه مؤمن. وقال: هذا حديث حسن). (ورواه النسائي أيضاً:5/137، وابن ماجة:1/42، والترمذي:4/327 و:5/594 ، وأحمد: 2/579 و639 وفضائل الصحابة:2/264، وعبد الرزاق في مصنفه: 11/55 ، وابن أبي شيبة في مصنفه:12/56 ، والحاكم :3/129وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ! ووافقه الذهبي في تلخيص المستدرك . ورواه الطبراني في الأوسط:3/89 ، والهيثمي في مجمع الزوائد: 1299 وقال: رجال أبي يعلى رجال الصحيح . ورواه الخطيب في تاريخ بغداد عن صحابة متعددين في:2/72 و:4/41 و:13/32/153 و:14/426 و:2/ 255 ، والبيهقي في سننه: 5/47 ، وابن عبد البر في الإستيعاب:3 /37) .

              وفي الترمذي :5/601: (عن الأعمش: إنه لا يحبك إلا مؤمن. هذا حديثٌ حسنٌ صحيح).

              وفي الطبراني الكبير:1/319 و:23/380: (عن أبي الطفيل قال: سمعت أم سلمة تقول: أشهد أني سمعت رسول الله (ص)يقول: من أحب علياً فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله) .

              وفي فردوس الأخبار:3/64: (عن ابن عباس أن النبي (ص) قال: علي باب حطة ، من دخل منه كان مؤمناً ، ومن خرج منه كان كافراً .

              عن أبي ذر أن النبي (ص) قال: علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي ، حبه إيمانٌ وبغضه نفاق والنظر إليه رأفة ومودته عبادة ).

              وفي صحيح مسلم:1/60 ، تحت عنوان : باب حب علي من الايمان . عن زر بن حبيش قال قال علي: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي (ص) إلي أن لايحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق ).

              (ورواه ابن ماجة:1/42 ، والنسائي في سننه:8/115 و117 وفي خصائص علي: 1375 ، وأحمد في مسنده:1/84 و95 و128 وفضائل الصحابة:2/ 264 ، وابن أبي شيبة في المصنف: 12/ 56 ، وعبد الرزاق في المصنف:11/ 55 ، وابن أبي عاصم في السنة:5842 ، وابن حبان في صحيحه:9/40،والخطيب في تاريخ بغداد: 2 ص 255 و: 14 / 426 ، وابن عبد البر في الاستيعاب: 3 / 37 ، وأبو نعيم في الحلية : 8/185 ، وابن حجر في الإصابة:2/503 ، والحاكم في المستدرك: 3 /139 ،والبيهقي في سننه: 5/47 ، وابن حجر في فتح الباري:7/57 ، ومسند أبي يعلى:1/237 )



              وفي فتح الباري:7/72: (وفي كلام أمير المؤمنين كرم الله وجهه يقول: لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني ، ولو صببت الدنيا بجمانها على المنافق على أن يحبني ما أحبني! وذلك أنه قُضِيَ فانقضى على لسان النبي الأمي (ص) أنه قال: يا علي لا يبغضك مؤمن ، ولا يحبك منافق ) .

              وهو في نهج البلاغة:2/154، شرح محمد عبده ، وقال ابن أبي الحديد في شرحه2: 485 : في الخبر الصحيح المتفق عليه أنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق ، وحسبك بهذا الخبر ، ففيه وحده كفاية .

              وقال في موضع آخر: قال شيخنا أبو القاسم البلخي: قد اتفقت الأخبار الصحيحة التي لاريب عند المحدثين فيها أن النبي(ص) قال له: لايبغضك إلا منافق ولا يحبك إلا مؤمن) . (البحار:39/294 )




              ~~



              الأسئلة



              1 ـ صحت الأحاديث عندكم أن علياً عليه السلام كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله ميزاناً من الله تعالى للإسلام والكفر والإيمان والنفاق ، فهل انتهى مفعول هذا الميزان الشرعي بمجرد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ؟!



              2 ـ هل توجد درجة وسط بين حب علي عليه السلام وبغضه ؟ ولماذا لم يبينها النبي صلى الله عليه وآله ويبين حكمها للمسلمين ؟!



              3 ـ هل الذين استغلوا انشغال علي عليه السلام تجهيز جنازة النبي صلى الله عليه وآله ولم يدْعوه إلى السقيفة ، ثم هاجموا داره ليجبروه على بيعتهم ، كانوا محبين له ؟!



              4 ـ هل الذين رفضوا بيعة علي عليه السلام بعد عثمان ، أو نكثوا بيعته وخرجوا عليه وحاربوه ، كانوا محبين له أم مبغضين ؟!



              5- هل تختبرون إسلامكن وإيمانكم بحب علي عليه السلام أو بغضه ؟!



              6- هل يمكنك أن تحب شخصاً وتحب مبغضيه ومحاربيه وقاتليه ؟!



              من كتاب ألف سؤال واشكال
              منقول عن احد المواقع الاسلاميه المواليه

              تعليق


              • #52
                وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ألا من مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائباً
                (كشاف الزمخشري)

                ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الايمان
                ( الزمخشري)

                آلا ومن مات على حب آل محمد فتحت له في قبره بابُ الى الجنة (تفسير الثعلبي)

                يا عمار طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله عز وجل
                (ينابيع المودة - ص648)

                وقال: لو اجتمع الناس على حب علي بن ابي طالب لما خلق الله النار .. ينابيع المودة

                قال الامام علي عليه السلام: احسن الحسنات حبنا اهل البيت واسوأ السيئات بغضنا من اطاعنا ملك ومن ابغضنا هلك .......

                تعليق


                • #53
                  تفضيل الأئمة على الأنبياء (عليهم السلام)


                  بسم الله الرحمن الرحيم


                  تمهيد:

                  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين.

                  موضوع البحث مسألة تفضيل الأئمة (عليهم السلام) على الأنبياء (عليهم السلام).

                  هذه المسألة مطروحة في كتب أصحابنا منذ قديم الأيام، ولهم على هذا القول أو هذا الاعتقاد أدلتهم الخاصة، ونحن جريا على دأبنا في بحوثنا في هذه الليالي، حيث نستدل فقط بما ورد عن طرق أهل السنة، وما يكون متفقا عليه بين الطرفين، ومقبولا لدى الفريقين، جريا على دأبنا هذا وسيرتنا هذه، نبحث في هذه المسألة على ضوء الأحاديث الواردة عند الطرفين والمقبولة عند الفريقين. وإن كان لأصحابنا أدلتهم على هذه المعتقدات، وهم مستغنون عن دلالة دليل من خارج كتبهم، وغير محتاجين إلى الاستدلال على معتقداتهم بما عند الآخرين، إلا أن هذه الجلسات وهذه البحوث بنيت على أن تكون بهذا الشكل الذي ذكرته لكم. يمكن الاستدلال لتفضيل الأئمة سلام الله عليهم على الأنبياء بوجوه كثيرة، منها الوجوه الأربعة الآتية:


                  الوجه الأول: مسألة المساواة بين أمير المؤمنين (عليهم السلام) والنبي (صلى الله عليه وآله).


                  الوجه الثاني: تشبيه أمير المؤمنين بالأنبياء السابقين.


                  الوجه الثالث: كون علي أحب الخلق إلى الله مطلقا.


                  الوجه الرابع: صلاة عيسى خلف المهدي.


                  هذه الوجوه الأربعة، وعندنا وجوه أخرى أيضا، لكني أكتفي بهذه الوجوه وأبينها لكم على ضوء الكتاب، وعلى ضوء السنة المقبولة عند الفريقين.


                  المساواة بين أمير المؤمنين (عليه السلام) والنبي (صلى الله عليه وآله) نستدل لذلك بالكتاب أولا، بآية المباهلة، إن دلالة قوله تعالى: (وأنفسكم)(1) على المساواة بين أمير المؤمنين والنبي (صلى الله عليه وآله).

                  ولما كان نبينا أفضل من جميع الأنبياء السابقين بالكتاب وبالسنة وبالإجماع، فيكون علي أيضا كذلك، وهذا الوجه مما استدل به علماؤنا السابقون، لاحظوا تفسير الفخر الرازي، وغيره، حيث يذكرون رأي الإمامية واستدلالهم بهذه الآية المباركة على أفضلية أمير المؤمنين من الأنبياء السابقين.

                  يقول الرازي - في ذيل آية المباهلة -: كان في الري رجل يقال له محمود بن الحسن الحمصي، وكان معلما للاثني عشرية، وكان يزعم أن عليا أفضل من جميع الأنبياء سوى محمد. قال: والذي يدل عليه قوله: (وأنفسنا وأنفسكم)، وليس المراد بقوله: (وأنفسنا) نفس محمد (صلى الله عليه وآله)، لأن الإنسان لا يدعو نفسه، بل المراد به غيره، وأجمعوا على أن ذلك الغير كان علي بن أبي طالب، فدلت الآية على أن نفس علي هي نفس محمد، ولا يمكن أن يكون المراد منه أن هذه النفس هي عين تلك النفس، فالمراد أن هذه النفس مثل تلك النفس، وذلك يقتضي الاستواء في جميع الوجوه، ترك العمل بهذا العموم في حق النبوة، وفي حق الفضل أي الأفضلية، لقيام الدلائل على أن محمدا كان نبيا وما كان علي كذلك، ولانعقاد الإجماع على أن محمدا كان أفضل من علي، فيبقى فيما وراءه معمولا به، ثم الإجماع دل على أن محمدا كان أفضل من سائر الأنبياء، فيلزم أن يكون علي أفضل من سائر الأنبياء، فهذا وجه الاستدلال بظاهر الآية المباركة(2).

                  والشيخ محمود بن الحسن الحمصي من علماء القرن السابع، له كتاب المنقذ من الضلال، وطبع هذا الكتاب أخيرا وهو في علم الكلام.

                  ثم يقول الرازي في جواب هذا الاستدلال - لاحظوا الجواب -: والجواب: إنه كما انعقد الإجماع بين المسلمين على أن محمدا أفضل من علي، فكذلك انعقد الإجماع بينهم - أي بين المسلمين - قبل ظهور هذا الإنسان - أي الشيخ الحمصي - فالإجماع منعقد قبل ظهور هذا وقبل وجوده على أن النبي أفضل ممن ليس بنبي، وأجمعوا - أي المسلمون - على أن عليا ما كان نبيا، فلزم القطع بأن ظاهر الآية كما أنه مخصوص بحق محمد، فكذلك مخصوص في حق سائر الأنبياء.

                  ويتلخص الجواب: في دعوى الإجماع من عموم المسلمين على أن غير النبي لا يكون أفضل من النبي، وعلي ليس بنبي، فالاستدلال باطل. ولو راجعتم تفسير النيسابوري أيضا لوجدتم نفس الجواب، وكذا لو رجعتم إلى تفسير أبي حيان الأندلسي البحر المحيط.

                  النيسابوري يقول، وعبارته ملخص عبارة الرازي: فأجيب بأنه كما انعقد الإجماع بين المسلمين على أن محمدا أفضل من سائر الأنبياء، فكذا انعقد الإجماع بينهم على أن النبي أفضل ممن ليس بنبي، وأجمعوا على أن عليا ما كان نبيا.

                  ونفس الكلام أيضا تجدونه بتفسير أبي حيان(3)، وتفسير النيسابوري مطبوع على هامش تفسير الطبري(4). فكان الجواب إذن دعوى الإجماع من عموم المسلمين قبل الشيخ الحمصي على أن من ليس بنبي لا يكون أفضل من النبي.

                  لو ثبت هذا الإجماع، أو كان مستندا إلى أدلة قطعية، ولم يكن في مقابله أدلة قطعية، لسلمنا ووافقنا على هذا الجواب. ولكن القول بأفضلية أئمة أهل البيت من سائر الأنبياء سوى نبينا (صلى الله عليه وآله)، هذا القول موجود بين علماء هذه الطائفة قبل الشيخ الحمصي، فأين دعوى الإجماع - إجماع المسلمين - قبل ظهور هذا الإنسان. الشيخ الحمصي كما ذكرنا، وفاته في أوائل القرن السابع، لكن الاستدلال الذي ذكره الشيخ الحمصي إنما أخذه من الشيخ المفيد، والشيخ المفيد وفاته سنة (413)، فقبل الشيخ الحمصي هذا القول موجود، وهذا الاستدلال مذكور بالكتب، على أنا إذا راجعنا كلام الشيخ المفيد لوجدناه ينسب الاستدلال إلى من سبقه من العلماء، فهذا الاستدلال موجود من قديم الأيام، وإذا كان الدليل هو الإجماع، إذن لا إجماع على أن غير النبي لا يكون أفضل من النبي، وليس للرازي ولا لغيره جواب غير الذي قرأته لكم.

                  وأما المساواة بين أمير المؤمنين والنبي من السنة، فهناك أدلة كثيرة وأحاديث صحيحة معتبرة، متفق عليها بين الطرفين، صريحة في هذا المعنى، أي في أن أمير المؤمنين والنبي متساويان، إلا في النبوة، لقيام الإجماع على أن النبوة ختمت بمحمد (صلى الله عليه وآله).

                  نذكر بعض الأحاديث: منها: حديث النور: خلقت أنا وعلي من نور واحد، ففي تلك الأحاديث يقول رسول الله: إن الله سبحانه وتعالى قسم ذلك النور نصفين، فنصف أنا ونصف علي، قسم ذلك النور نصفين، وهما مخلوقان من نور واحد، ولما كان رسول الله أفضل البشر مطلقا، فعلي كذلك، وقد قرأنا هذا الحديث.

                  ومن الأحاديث أيضا قوله (صلى الله عليه وآله) بالنص: أنا سيد البشر تجدون هذا الحديث في صحيح البخاري (5)، وفي المستدرك (6)، وفي مجمع الزوائد (7)، وإذا كان علي مساويا لرسول الله بمقتضى حديث النور، وبمقتضى آية المباهلة، فعلي أيضا سيد البشر، وإذا كان سيد البشر، فهو أفضل من جميع الأنبياء.

                  قوله (صلى الله عليه وآله): أنا سيد ولد آدم، وهذا الحديث تجدونه في صحيح مسلم(8)، وفي سنن الترمذي(9)، ومسند أحمد(10)، وفي المستدرك(11)، وفي مجمع الزوائد(12) وغير هذه المصادر.

                  وإذا كان علي (عليه السلام) بمقتضى آية المباهلة وبمقتضى حديث النور مساويا لرسول الله، فيكون أيضا سيد ولد آدم.


                  تشبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) بالأنبياء (عليهم السلام) السابقين

                  وهذا الوجه أيضا ذكره الشيخ الحمصي، وأورده الفخر الرازي في الاستدلال، لكن الشيخ الحمصي ذكر هذا الدليل كتأييد لدلالة آية المباهلة، لكنا نعتبره دليلا مستقلا، وهذا الحديث نسميه بحديث الأشباه أو حديث التشبيه، وهو قوله: من أراد أن يرى آدم في علمه، ونوحا في طاعته، وإبراهيم في خلته، وموسى في هيبته، وعيسى في صفوته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.

                  وهذا هو اللفظ الذي ذكره الشيخ الحمصي، وللحديث ألفاظ أخرى، هذا الحديث بألفاظه المختلفة موجود في كتب الفريقين، أذكر لكم بعض أعلام الحفاظ والأئمة من أهل السنة الرواة لهذا الحديث بألفاظه المختلفة:


                  1 - عبد الرزاق بن همام، صاحب المصنف وشيخ البخاري.

                  2 - أحمد بن حنبل.

                  3 - أبو حاتم الرازي.

                  4 - أبو حفص ابن شاهين.

                  5 - الحاكم النيسابوري.

                  6 - ابن مردويه الإصفهاني.

                  7 - أبو نعيم الإصفهاني.

                  8 - أبو بكر البيهقي.

                  9 - ابن المغازلي الواسطي.

                  10- أبو الخير القزويني الحاكمي.

                  11- الطبري، صاحب الرياض النضرة.

                  12- ابن الصباغ المالكي.

                  وغير هؤلاء من العلماء، يروون هذا الحديث بأسانيدهم عن عدة من صحابة رسول الله، عن النبي (صلى الله عليه وآله).

                  ومن رواته: ابن عباس، وأبو الحمراء، وأبو سعيد الخدري، ومن رواته صحابة آخرون أيضا.

                  ولا بد من الكلام والبحث حول هذا الحديث سندا ودلالة ليتم الاستدلال.

                  أما سندا، فإني أذكر لكم سندين من أسانيده، وقد حققتهما، وهما سندان صحيحان، وبإمكاني تحقيق صحة أسانيد أخرى لهذا الحديث أيضا، لكني أكتفي بهذين السندين: يقول ياقوت الحموي في كتابه معجم الأدباء بترجمة محمد ابن أحمد بن عبيد الله الكاتب المعروف بابن المفجع، هذا الشخص نظم حديث التشبيه في قصيدة، والقصيدة اسمها قصيدة الأشباه، يقول الحموي ياقوت: وله قصيدة ذات الأشباه سميت بذات الأشباه لقصده فيما ذكره: الخبر الذي رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال:

                  قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو في محفل من أصحابه: إن تنظروا إلى آدم في علمه، ونوح في فهمه، وإبراهيم في خلته، وموسى في مناجاته، وعيسى في سننه، ومحمد في هديه وحلمه، فانظروا إلى هذا المقبل، فتطاول الناس فإذا هو علي بن أبي طالب، فأورد المفجع ذلك في قصيدته وفيها أي في هذه القصيدة مناقب كثيرة.

                  ياقوت الحموي معروف بأنه من المنحرفين عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهذا مذكور بترجمته، لاحظوا كتاب وفيات الأعيان، لاحظوا شذرات الذهب وغيرهما من المصادر، وقد ذكروا أنه تكلم في سنة 613 ه،‍ في دمشق بكلام في علي، فثار الناس عليه وكادوا يقتلونه، فانهزم من دمشق، ذكر هذا ابن خلكان ونص على أنه كان متعصبا على علي.

                  وأما عبد الرزاق بن همام، فهذا كما أشرنا وذكرنا وفي الجلسات السابقة أيضا ذكرناه، هذا شيخ البخاري وصاحب المصنف ومن رجال الصحاح كلها، ولم يتكلم أحد في عبد الرزاق ابن همام بجرح أبدا، حتى قيل بترجمته: ما رحل الناس إلى أحد بعد رسول الله مثل ما رحلوا إليه، توفي سنة 211 ه‍. معمر بن راشد، من رجال الصحاح الستة، توفي سنة 153 ه‍.

                  الزهري هو الإمام الفقيه المحدث الكبير، من رجال الصحاح الستة، وقد تجرأ ابن تيمية وادعى بأن هذا الرجل أفضل من الإمام الباقر (عليه السلام).

                  وإما سعيد بن المسيب، فكذلك هو من رجال الصحاح الستة، توفي بعد سنة 90 ه‍، وهذا الشخص يروي هذا الحديث عن أبي هريرة. وأبو هريرة عندهم من الصحابة الثقات والموثوقين، الذين لا يتكلم فيهم بشكل من الأشكال.

                  فهذا السند صحيح إلى هنا. وسند آخر، وهو ما ذكره الحافظ ابن شهر آشوب المازندراني في كتابه مناقب آل أبي طالب، المتوفى سنة 588 ه‍. هذا من علمائنا، لكن يترجمون له في كتبهم في كتب التراجم، ويثنون عليه الثناء الجميل، وينصون على أنه كان صادق اللهجة، وسأقرأ لكم عبارة ابن شهر آشوب يقول: روى أحمد بن حنبل، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة. وأيضا روى ابن بطة في الإبانة بإسناده عن ابن عباس، كلاهما عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى موسى في مناجاته، وإلى عيسى في سمته، وإلى محمد في تمامه وكماله وجماله، فلينظر إلى هذا الرجل المقبل)، قال: فتطاول الناس بأعناقهم فإذا هم بعلي كأنما في صبب وينحل عن جبل. وتابعهما أنس، أنس بن مالك أيضا من رواة هذا الحديث إلا أنه قال: (وإلى إبراهيم في خلته، وإلى يحيى في زهده، وإلى موسى في بطشته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب)(13).

                  وهذا السند نفس السند، إلا أن الراوي عن عبد الرزاق هو أحمد بن حنبل، وأحمد بن حنبل لا يحتاج إلى توثيق.

                  وأما ابن شهر آشوب، فهو أحد كبار علماء طائفتنا، إلا أن أهل السنة أيضا يحترمونه ويثنون عليه، ويترجمون له، فلاحظوا الوافي بالوفيات للصفدي، لاحظوا بغية الوعاة للسيوطي، ولاحظوا غير هذين الكتابين، يقولون هناك بترجمته: وكان بهي المنظر، حسن الوجه والشيبة، صدوق اللهجة، مليح المحاورة، واسع العلم، كثير الخشوع والعبادة والتهجد(14).

                  وأما دلالة حديث التشبيه، فهذا الحديث يدل على أفضلية أمير المؤمنين من الأنبياء السابقين، بلحاظ أنه قد اجتمعت فيه ما تفرق في أولئك من الصفات الحميدة، ومن اجتمعت فيه الصفات المتفرقة في جماعة، يكون هذا الشخص الذي اجتمعت فيه تلك الصفات أفضل من تلك الجماعة، وهذا الاستدلال واضح تماما، ومقبول عند الطائفتين، وسأقرأ لكم بعض العبارات: يقول ابن روزبهان في الجواب عن هذا الحديث: أثر الوضع على هذا الحديث ظاهر، ولا شك أنه منكر، لأنه يوهم أن علي بن أبي طالب أفضل من هؤلاء الأنبياء، وهذا باطل، فإن غير النبي لا يكون أفضل من النبي، وأما أنه موهم هذا المعنى فلأنه جمع فيه من الفضائل ما تفرق في الأنبياء، والجامع للفضائل أفضل من الذين تفرق فيهم الفضائل، وأمثال هذا من الموضوعات. فيضطر ابن روزبهان بعد أن يرى تمامية دلالة الحديث على مدعانا، يضطر إلى رمي الحديث بالوضع(15).

                  وقد أثبتنا نحن صحة الحديث، وأثبتنا أنه حديث متفق عليه بين الفريقين، وذكرنا عدة من أعيان رواة هذا الحديث من أهل السنة. ويقول ابن تيمية: هذا الحديث كذب موضوع على رسول الله بلا ريب عند أهل العلم بالحديث(16).

                  وكأن عبد الرزاق، وأحمد، وأبا حاتم الرازي، وغير هؤلاء ليسوا من أهل العلم بالحديث، لكن الظاهر أنه يقصد من أهل العلم بالحديث نفسه وبعض من في خدمته من أصحابه المختصين به!! ومما يدل على تمامية الاستدلال بهذا الحديث سندا ودلالة: إذعان كبار علماء الكلام بهذا الاستدلال، لاحظوا المواقف في علم الكلام وشرح المواقف(17) وشرح المقاصد(18)، فالقاضي الإيجي والشريف الجرجاني والسعد التفتازاني يذكرون هذا الاستدلال، ولا يناقشون لا في السند ولا في الدلالة، وإنما يجيب التفتازاني بأن هذا الحديث وأمثاله مخصصة بالشيخين، لأن الشيخين أفضل من علي، للأدلة القائمة عندهم على أفضلية الشيخين، فحينئذ لا بد من التخصيص، ودائما التخصيص فرع الحجاة، لا بد وأن يكون الحديث صحيحا سندا، ولا بد أن تكون دلالته تامة، فحينئذ يدعى أن هناك أدلة أيضا صحيحة قائمة على أفضلية زيد وعمرو ومن علي، فتلك الأدلة القائمة على أفضلية زيد وعمرو تلك الأدلة تكون مخصصة لهذا الحديث، وترفع اليد عن هذا الحديث بمقدار ما قام الدليل على التخصيص.

                  لاحظوا عبارة هؤلاء، عندما يذكر صاحب المواقف، وأيضا شارح المواقف، يذكران أدلة أفضلية علي يقول: الثاني عشر قوله (صلى الله عليه وسلم): (من أراد أن ينظر إلى آدم... ) إلى آخر الحديث، وجه الاستدلال: قد ساواه النبي بالأنبياء المذكورين - أي في هذا الحديث - وهم أفضل من سائر الصحابة إجماعا، وإذا كان الأنبياء المذكورون في هذا الحديث أفضل من الصحابة، فيكون من ساوى الأنبياء أفضل من الصحابة إجماعا. ثم أجابوا لا بالمناقشة في السند ولا في المناقشة في الدلالة، بل بأنه تشبيه، ولا يدل على المساواة، وإلا كان علي أفضل من الأنبياء المذكورين، لمشاركته ومساواته حينئذ لكل منهم في فضيلته واختصاصه بفضيلة الآخرين، والإجماع منعقد على أن الأنبياء أفضل من الأولياء. هذه عبارة المواقف وشرحها.

                  وفي شرح المقاصد يذكر التخصيص فيقول: لا خفاء في أن من ساوى هؤلاء الأنبياء في هذه الكمالات كان أفضل. ثم ناقش في ذلك بقوله: يحتمل تخصيص أبي بكر وعمر منه، عملا بأدلة أفضليتهما، إذن، لا مناقشة لا في السند ولا في الدلالة، وإنما المناقشة بأمرين:


                  الأول: الإجماع القائم على أن غير النبي لا يكون أفضل من النبي. وقد أثبتنا أن لا إجماع.


                  الأمر الثاني تخصيص هذا الحديث بما دل على أفضلية الشيخين.


                  ولكن هذا أولا الكلام. وتلخص: إن هذا الحديث يدل على أفضلية أمير المؤمنين، والمناقشات، أما في سنده فمردودة، إذ رمى ابن تيمية وابن روز بهان هذا الحديث بالوضع، وقد ظهر أنه ليس بموضوع، بل إنه صحيح ومقبول عند الطرفين، وأما المناقشة بالدلالة، فهي إما عن طريق الإجماع المذكور، وإما عن طريق التخصيص، يقول السعد التفتازاني: يحتمل تخصيص هذا الحديث. وقد ذكره على نحوه الاحتمال.

                  ومن جملة ما يستدل به لأفضلية رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الأنبياء السابقين قوله تعالى: (ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين، وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين، وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده)(19). محل الاستدلال كما ذكر الرازي وغيره من المفسرين: إن هذه الآيات المباركة تدل على أفضلية نبينا من سائر الأنبياء، لأن قوله تعالى: (فبهداهم اقتده) دليل على أنه قد اجتمع فيه الخصال المحمودة المتفرقة فيهم، كالشكر في داود وسليمان، والصبر في أيوب، والزهد في زكريا وعيسى ويحيى، والصدق في إسماعيل، والتضرع في يونس، والمعجزات الباهرة في موسى وهارون، فيكون منصبه - منصب نبينا - أجل من منصبهم، ومقامه أفضل من مقامهم.

                  وهذا نفس الاستدلال الذي نستدل به على ضوء حديث التشبيه بأن عليا قد جمع ما تفرق في أولئك الأنبياء، نفس الاستدلال في هذه الآية، بحسب ما ذكره المفسرون.

                  وإذا كان نفس الاستدلال، فحينئذ يتم استدلالنا بحديث التشبيه هذا أولا. وثانيا إذا كان بهذه الآيات رسول الله أفضل من الأنبياء السابقين، فعلي ساوى رسول الله، فهو أيضا أفضل من الأنبياء السابقين. لاحظوا التفاسير في ذيل هذه الآية، كتفسير الفخر الرازي(20)، وتفسير النيسابوري(21)، وتفسير الخطيب الشربيني(22)، ولربما تفاسير أخرى أيضا يتعرضون لهذا الاستدلال.




                  حديث الطير :

                  علي (عليه السلام) أحب الخلق إلى الله وهذا ما دل عليه حديث الطير: (اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي من هذا الطائر).

                  وقد ذكرنا سند هذا الحديث ودلالته في ليلة خاصة، ودرسنا ما يتعلق بهذا الحديث بنحو الإجمال، وإذا كان علي (عليه السلام) أفضل الخلق إلى الله سبحانه وتعالى، فيكون أفضل من الأنبياء، كما هو واضح.

                  ولا يقال إن المراد من أفضل الخلق إلى الله، أي في زمانه، أي في ذلك العصر، لا يقال هذا، لعدم مساعدة ألفاظ الحديث على هذا الاحتمال، مضافا إلى أن بعض ألفاظه يشتمل على الجملة التالية: (اللهم ائتني بأحب خلقك إليك من الأولين والآخرين)، فيندفع هذا الاحتمال.


                  صلاة عيسى (عليه السلام) خلف المهدي (عليه السلام)

                  ومن الأدلة على أفضلية الأئمة (عليهم السلام) من الأنبياء السابقين، قضية صلاة عيسى خلف المهدي، وهذا أيضا مما نقش فيه بعضهم كالسعد التفتازاني من حيث أن عيسى نبي، وكيف يمكن أن يقتدي بمن ليس بنبي، وعليه فإن هذه الأحاديث باطلة.

                  لاحظوا عبارته يقول: فما يقال إن عيسى يقتدي بالمهدي شئ لا مستند له فلا ينبغي أن يعول عليه، نعم هو وإن كان حينئذ من أتباع النبي، فليس منعزلا عن النبوة، فلا محالة يكون أفضل من الإمام، إذ غاية علماء الأمة الشبه بأنبياء بني إسرائيل(23). هذه عبارة سعد الدين التفتازاني. ونحن نكتفي في جوابه بما ذكره الحافظ السيوطي، فإنه أدرى بالأحاديث من السعد التفتازاني، يقول الحافظ السيوطي في الحاوي للفتاوي: هذا من أعجب العجب، فإن صلاة عيسى خلف المهدي ثابتة في عدة أحاديث صحيحة بإخبار رسول الله، وهو الصادق المصدق الذي لا يخلف خبره

                  وفي الصواعق لابن حجر دعوى تواتر الأحاديث في صلاة عيسى خلف المهدي سلام الله عليه

                  إذن، أثبتنا أفضلية أئمتنا من الأنبياء السابقين بأربعة وجوه، على ضوء الكتاب والسنة المقبولة عند الفريقين.

                  ولما كان هذا القول غريبا في نظر أهل السنة ولا يتمكنون من أن يقبلوا مثل هذا الرأي أو هذه العقيدة، أخذوا يناقشون في بعض الأحاديث، أو يناقشون في الاستدلال ببعض الآيات، وقد وجدتم الاستدلالات، وقرأت لكم عمدة ما قالوا، وما يمكن أن يقال في هذا المجال، وظهر اندفاع تلك المناقشات كلها. وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

                  نقلا عن احد المنتديات الاسلاميه المواليه

                  تعليق


                  • #54

                    محاورة
                    ذِكْرُ عَليٍّ عليه السلام عِبادَةٌ


                    مقدمة
                    أهمية محاورة ذكر علي عليه السلام عبادة وتأريخها

                    أهمية محاورة ذكر علي عليه السلام عبادة :
                    إن الله سبحانه وتعالى وفقني لأن أطلب عبادته من خلال نصر الحق بنصر أولياءه الذين جعلهم هداة لصراطه المستقيم ونعيمه المقيم ، وذلك عندما جادلتُ بالتي هي أحسن لأداء اليسير من حق سيدي ومولاي الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، فكانت لي مشاركات في بعض المحاورات على ساحات الحوار في الإنترنت ، والتي كان منها محاورة تحت عنوان ذكر علي عليه السلام عبادة ، وقد وضعتها ضمن صفحة البحوث في موقعي الشخصي ( صحف الطيبين ) والذي أضع فيه كتاباتي وما ألفته على مرور الزمان من صحف أصول الدين وسيرت المعصومين عليهم السلام .
                    وهذه المحاورة قد كانت فاتحة خير لكتابة صحيفة الإمام علي عليه السلام في موقع صحف الطيبين باسم ذكر علي عليه السلام عبادة ، وصارت كتاباً له عدة أجزاء يبين كيفية الذكر والعبادة لله تعالى وحده لا شريك له عند ذكر كل أمر يعرفنا الولاية الحقيقية لنبينا الكريم وآله الطيبين الطاهرين ، ويعرفنا تعاليمهم التي خصهم الله بها وشرفهم بها ليعلموها لنا بكل وجودهم ، وبالخصوص ذكر المناقب الكريمة والخصائص الشريفة لإمام الهدى وخليفة الله على المسلمين بعد النبي الكريم علي بن أبي طالب صلى الله عليهم وعلى آلهم وسلم .
                    وطبعت هذه المحاورة مفردة وهي بين يديك ، كما وقد وضعت هذه المحاور في مقدمة صحيفة ذكر علي عبادة ليُعرف سبب تأليفها والأسس الداعية لإيجاد بحوثها والمعارف التي نذكرها فيها ، وكانت هذه المحاورة هي الباب الأول الذي يفتح منه ألف باب في معرفة دين الله وعبوديته وذكره ، ومن خلال معرفة الصراط المستقيم لهدى الله ونعيمه الذي يقود العباد فيه إمام الحق وولي الله الصادق المصدق علي بن أبي طالب وآله آل رسول الله صلى الله عليهم وسلم .
                    كما ولتطلع على أهم ما يشكل به المخالفون ومجال الخلط عندهم وكيف يحرفون الحق عن محله ، وذلك ليبرروا عبادة لله بدين أئمة الكفر معاوية وأمثاله وممن سلك سبيله ومهد له الحكم ، وكيف يهجرون دين علي وآله وسيده نبينا الكريم صلى الله عليهم وسلم ، والذي هو دين الله الحق وصراطه المستقيم لحقيقة معرفته والإيمان به ولعبادته والإخلاص له من غير شرك .
                    فيا طيب : فإن أحببت المزيد من معرفة أسس الدين والمعارف التي تنبع من حديث ذكر علي عليه السلام عبادة ، خالصة لله سبحانه وتعالى ، فعليك بمراجعة الكتاب المذكور بكل أجزاءه أو بعضها ، وإن كنت تطلب الاختصار وإجمال البحث وتكتفي بنص المحاورة لمعرفة الحق في أن ذكر الإمام علي عليه السلام بكل سيرته وسلوكه وتعاليمه ومعارفه ومعرفته يكون مقرب لله ومن أحسن العبادة الخالصة له تعالى ، فهذه المحاورة وحدها أضعها بين يديك ، وبها أيضاً تعرف ما جرى بيننا من الحوار في معارف الحديث الشريف ، وتعرفنا باختصار بأنها من أفضل المسائل العباديّة عندنا ، وأكثرها شركاً عندهم ، فهم لا يرضون بذكره عليه السلام بمفرده من بين الصحابة أو تفضيله عليهم ، ويحرمون زيارته بل كل زيارة للنبي وآله صلاة الله وسلامه عليهم ويعتبرونها شركاً .
                    فكيف بدعوى أنّ ذكره عليه السلام عبادة ؟ وهل تراهم يقرون لها ويسلمون بصدقها ، وهم يفرون من معرفة الحق الصريح فيها وفيما شابهها من المسائل المرتبطة بحب النبي وآله الكرام وذكرهم ؟ فكيف يعتبرون ذكر سيد آل البيت بعد النبي عبادة والقرب منه عليه السلام طاعة لله يعبد بها سبحانه ويتقرب بها إليه بكل إخلاص ، وهم يصعب عليهم حتى سماع الكلام بمدحهم ، أو الترنم بذكر يفضلهم على الصحابة ؟ !! .
                    وهذا الجدال في هذه المحاورة بين طرفي النقيض بين شيخ شيعي وشيخ وهابي : تطلع فيه بعين الإنصاف وبضمير حر ووجدان صافٍ وعقل سليم لتعرف أنَّ الحق مع نبينا محمد وآله صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين ، وتتيقن أن ذكر علي وآل علي وسيدهم النبي صلاة الله وسلامه عليهم وفق الشرع والعقل والعرف والوجدان عبادة ، وأن في ذكره وذكرهم كلهم عليهم السلام القربة الخالصة المرضية لله تعالى ، والتي لها أعلى ثواب وأجزل عطاء من الله تعالى ، وفيها المقام الرفيع والكون مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
                    وأسأل الله أن تكون هذه المعرفة لهذه المسألة عوناً لنا ولكل مؤمن في معرفة معنى العبادة والذكر وحقيقتهما ، وكيفية التعبد لله بالولاية لأوليائه ونصرهم ومعاداة أعداء دينه والبراءة منهم وكشف سرهم ، ولتطمئن أنفسنا ويذعن عقلنا ووجداننا وكل وجودنا بأنها من الدين ، بل من خالص العبودية لله تعالى وامتثال أوامر رب العالمين وإطاعتها بما يحب ويرضى .


                    تأريخ محاورة ذكر علي عليه السلام عبادة وترتيبها :
                    كانت هذه المحاورة المباركة المسماة بـ ( ذكر علي عليه السلام عبادة ) ـ على ساحة حوار ( شبكة الموسوعة الشيعية ) وبمناسبة ميلاد الإمام علي عليه السلام في رجب من سنة 1420 ـ وقد بدأت في يوم 22-10-1999 ، الساعة 12:05 بعد الظهر ، وانتهت بما كتبه في يوم : 30-10-1999 الساعة : 11:45 مساءً .
                    وكان المحرر الأول للمحاورة الأخ أبو أحمد ثم توالت التهاني بين المؤمنين ، وبعدها أستقر النقاش بيني حيث كتبت باسمي حسن بالإنكليزية والتوقيع كان بعنوان خادم علوم آل محمد عليهم السلام .
                    وبين المدعو محمد إبراهيم وهو أول أربعة أو خمسة شخصيات من الوهابية الذين يعتنون بمحاوراتهم ويشيدون بها ، ويزجون بهم في معضل حوارهم مع الشيعة وأنصار نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم .
                    كما وسترى هنا كل حوار مع عنوان مناسب له ومنتزع من المواضيع التي فيه ومع المحافظة على الأمانة في المحتوى والنص ، وإن أحببت أن ترى المحاورة بنصها من غير كتاب أو من غير تنظيم فعليك بصفحة البحوث من موقع صحف الطيبين قسم الحوار ، وقد رقمت كل محاورة دارت بيني وبينه بالإضافة للمحاورة التي فيها بيان حُسن سند حديث ذكر علي عليه السلام عبادة ، وهي كتاب الإبادة لحكم الوضع على حديث ذكر علي عبادة للسيد الجليل حسن الحسيني آل المجدد الشيرازي حفظه الله ، وقد أضافها الأخ أبو أحمد لدعم المحاورة وإقامة الحجة فجزاه الله خيراً .
                    كما إن المحاورة التي أجراها الأخ أبو أحمد والتي كانت أساساً لهذه المحاورات لم أعطها رقماً ، وقد اعتبرتها تهنئة في ذلك اليوم المبارك ولتتميز بما فيها من الأحاديث الشريفة التي تبين مقام الإمام علي عليه السلام ، وهكذا لم أرقم ما شابهها من كلمات التهاني التي تبارك للمؤمنين ذلك اليوم الشريف للذكرى السنوية بمناسبة ميلاد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في رجب من سنة 1420 هجري ، والذي تبادله الأخوة الكرام الطيبون في تلك الأيام المباركة والتي كانت حافلة بالتهاني بينهم ، وبدأت بالرقم من محاورة المخالف .
                    وذكرت محاوراتنا بعد رقمها باسم الشيعي ، وأما ما ذكره المحاور الآخر المعترض باسم الوهابي حسب مذهبة الذي كان المؤسس له في الزمن الأخير محمد بن عبد الوهاب ، ثم بعد ذكر رقم المحاورة وطرف الحوار ، أذكر عنواناً مناسباً يتضمن موضوع المحاورة ويشير لأهم مطالبها ، وبعد العنوان نضع زمان تحريرها وكتابتها في ساحة الحوار للموسوعة الشيعية .

                    أثر المحاورة في تكوين صحيفة ذكر علي عليه السلام عبادة لله :
                    ولما كان قد أنقطع الحوار على حين غرة ولم يستوف البحث حقه أُعلق على المحاورة ببعض التعليقات البسيطة ، وتمام البحث تجده ضمن موسوعة صحف الطيبين قسم صحيفة ذكر علي عليه السلام عبادة بكل أجزاءها ، وجعلناه بإذن الله في أجزاء متعددة تبدأ بأجزاء ما نذكر به الإمام علي عليه السلام ، وبعدها في معنى العبادة لله تعالى وما يرتبط بها من ضرورة الإيمان والحضور عند الله مخلصين له الدين ، وأول ما يترتب على الإيمان به من ذكره تعالى وحده لا شريك له ، وكيف التعبد له بذكر فضله على أولياءه وهداه لهم ، وبذكر كل ما خصهم الله به وكرمهم وأنعم به عليهم حتى كانوا بكل وجودهم أولياءه المعرفين له ولدينه الصادق ، وإن من أول تعاليم الدين هو نصر أولياء دين الله وأئمة الحق وضرورة أخذ أحكام الدين وتعاليمه منهم والتعبد لله بذكرهم .
                    وهكذا يكون البحث في الأجزاء بعدها في الذكر ومعناه ثم تتوالى البحوث إن شاء الله ، حتى نتيقن بكل وجداننا وديننا وعقلنا وفطرتنا إن ذكر علي عليه السلام عبادة خالصة لله تعالى لا شرك فيها أبدأ ، بل ذكره عليه السلام في أي دين وهدى وصفة له وخصال الكرامة التي منَّ الله بها عليه هي من أول المعارف والذكر الحق الذي يدعوا للإخلاص لله وحده لا شريك ، ويصفيه من كل باطل وظلام لأولياء الشيطان وأئمة الفكر ، وأن الشرك والضلال في ذكر أعداءه وموالاتهم ودعوة الناس لدينهم ، فإذا أردت المزيد في معرفة الحق وأهله فعليك بصحيفة ذكر علي عليه السلام عبادة بكل أجزاءها التي نعدها للطبع أو تجدها في موقع صحف الطيبين ، واسأل الله أن يوفقني لكي أؤدي البحث حقه ويقبل مني نصر دينه أنه ولي حميد .
                    كما لا يسعني إلا أن أشكر الأخ الفاضل المؤلف لبحث " الإِبـادة لحكم الوضـع على حديث ذِكْرُ عَليٍّ عليه السلام عبـادة " السـيّد حسن بن صادق الحسيني آل المجـدّد الشيرازي حفظه الله ورعاه ، والذي عرضنا عليه المحاورة قبل أن نعدها للطبع ووضعها على الانترنيت ، فراجعها مشكوراً وأقترح أن يوضع الأصل من متن بحث الإبادة الماثل بين يديك في المحاورة العاشرة ، لأن ترتيبه أفضل وبحوثه أتم وأكمل ، فجزاه الله خيراً وبارك جهوده ويراعه المبارك الذي كتب هذا الكتاب وغيره من الكتب والبحوث في بيان حسن أحاديث الولاية وصحتها ، ككتاب حُسْن الرِّفادة بتلخيص الإفادة بطرق حديث النظر إلى علي عبادة ، وحديث إتمام النعمة بتصحيح حديث عليٌّ باب دار الحكمة ، وغيرها الكثيرة والمنشورة في أعداد من مجلة تراثنا ومجلة الحديث .
                    كما وأشكر كل المؤمنين الذين ساعدوا على نشره وترويجه وبأي جهد بذلوه في سبيل إعلاء كلمة الحق وجزاهم الله خير الجزاء ، وأيد الله جهودهم المبذولة لنشر علوم أهل البيت عليهم السلام بما يفرح كل طيب ، ويسر كل مؤمن يرى في كتب أهل مذهبه كل الواقع الذي يطابق هدى الله الصادق ، وبدليل محكم البيان وأسلوب جميل المنهل سهل المرقى يشفي غليل كل مسلم منصف يحب دين الله وحده لا شريك له ، ويبحث بجد واجتهاد عن مذهبٍ ناطق بما يرضي الله ورسوله ، ويوصله بصراط مستقيم لكل ما فيه الإيمان الخالص لله وحده لا شريك له ، ويصفيه من كل باطل ومكر وخداع لأولياء الشيطان من أئمة الكفر والضلال وأتباعهم .
                    فيعتنق مذهب النبي وآله صلى الله عليهم وسلم ، ويدين به لله تعالى مطمئن مسرور بهداه ، وبعد أن أيقن بأدلته المحكمة وبراهينه الصادقة والتي توصله لرضا الله سبحانه ، لأنه دينه الحق الذي أنزله على خاتم الأنبياء والمرسلين ، وحافظ عليه بآل النبي الطيبين الطاهرين صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين ، وعلى رغم المعاندين والمحاربين لهم في كل زمان ومكان ، وسواء كانوا مقاتلين لهم بالقلم واللسان أو بالحربة والسنان ، لأنهم كانوا عنهم ضالين وبهداهم الذي هو هدى الله غير مقتدين .
                    هذا ونسأل الله أن يتقبله منا وممن يقرأه ويؤمن به علماً وعملاً خالصاً لوجهه الكريم ، ويأجرنا بأحسن أجر حتى يجعلنا في الدنيا والآخرة مع مَن نتولاه وندين له بهداهم ، أئمتنا الأخيار المصطفين نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم أجمعين ، أنه ولي حميد وهو ارحم الراحمين ورحم الله من قال آمين .


                    المحاور
                    خادم علوم آل محمد عليهم السلام
                    الشيخ حسن جليل حردان
                    موقع صحف الطيبين

                    suhufaltybyn@hotmail.com
                    التعديل الأخير تم بواسطة ibrahim aly awaly; الساعة 01-03-2005, 09:28 AM.

                    تعليق


                    • #55
                      بداية محاورة
                      ذِكْرُ عَليٍّ عليه السلام عبـادة


                      حرر أبو أحمد الشيعي : في يوم : 22-10-1999 الساعة 12:05 بعد الظهر موضوعاً باسم : [ ذِكْرُ عَليٍّ عليه السلام عبـادة ] .

                      بسم الله الرحمن الرحيم { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا } الأحزاب70 { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً } الإسراء36 .
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مبروك ذكرى ميلاد أمير المؤمنين عليه السلام .
                      روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : ( لا يؤمن رجل حتى يحبَّ أهل بيتي لحبّي ) . فقال عمر بن الخطاب : وما علامة حبّ أهل بيتك ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( هذا ، وضرب بيده على عليّ ) (1).
                      قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( عنوان صحيفة المؤمن حبُّ علي )(2). قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( براءة من النار حبُّ علي )(3) .
                      وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( يا علي ، طوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب فيك )(4) .
                      ____________
                      (1) الصواعق المحرقة : 228 ، ونظم درر السمطين : 233 .
                      (2) تاريخ بغداد 4 : 410 . والجامع الصغير | السيوطي 2 : 182 | 5633 ، دار الفكر ـ بيروت ط1 . والمناقب | ابن المغازلي : 243 . (3) المستدرك على الصحيحين 2 : 241 . (4) المستدرك على الصحيحين 3 : 135 . وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وتاريخ بغداد 9 : 71 . والبداية والنهاية 7 : 355 . ومجمع الزوائد 9 : 132 . وذخائر العقبى : 91 .



                      روى بريدة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنّ الله أمرني أن أحبَّ أربعة ، وأخبرني أنه يحبهم ) .
                      فقالوا : من هم يا رسول الله ؟
                      فقال : ( علي منهم ، علي منهم " يكررها ثلاثاً " وأبو ذرّ ، والمقداد ، وسلمان ، أمرني بحبّهم )(1) .
                      وتكرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم لاسم أمير المؤمنين عليه السلام ثلاث مرات يعرب عن مدى اهتمامه بهذا الأمر ، والأمر بمحبة أبي ذر والمقداد وسلمان هي فرع من محبة أمير المؤمنين عليه السلام ؛ ذلك لاَنّ هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم كانوا المصداق الحقيقي لشيعة أمير المؤمنين عليه السلام ومحبيه والسائرين على منهجه ، وسيرتهم تكشف عن عمق إخلاصهم وولائهم له .
                      ونسأل الله أن يحشرنا مع محمد وآل محمد عليهم السلام ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين ، اللهم صلّ على محمد وآل محمد ، وعجل فرج آل محمد .
                      ____________
                      (1) سنن الترمذي 5 : 636 | 3718 . وسنن ابن ماجة 1 : 53 | 149 . والمستدرك على الصحيحين 3 : 130 . ومسند أحمد 5 : 351 . وأُسد الغابة 5 : 253 . والترجمة من تاريخ ابن عساكر 2 : 172 | 666 . والاصابة 6 : 134 . والصواعق المحرقة : 122 باب 9 . وتاريخ الخلفاء | السيوطي : 187 . وسير أعلام النبلاء 2 : 61 . والرياض النضرة 3 : 188 . ومناقب الخوارزمي : 34 .



                      تبريك وتهنئة من الأخت طبيعي :
                      وكتبت الأخت طبيعي في يوم 22-10-1999 الساعة 12:26 بعد الظهر :
                      السلام عليكم : أبارك لك أخي مولد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام .
                      وأسألك الدعاء أخي ، وليس فقط ذكر أمير المؤمنين عبادة ، بل كما يقول المصطفى صلى الله عليه وآله :
                      ( علي ذكره عبادة والنظر إلى وجهه عبادة )
                      مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري - كنز العمال - الطبراني- ابن المغازلي- الخوارزمي .
                      اللهم ارزقنا جميعا رؤيته ، اللهم صل على محمد وآل محمد .






                      --------------------------------------------------------------------------------


                      المحاورة الأولى للوهابي
                      عبادة غير الله شرك


                      كتب المدعو محمد إبراهيم وهو من الوهابية في يوم : 22-10-1999 ، الساعة : 02:35 بعد الظهر .

                      لقد جعل الله سبحانه وتعالى العبادة خالصة لوجهه الكريم لا يشرك به أحدا من العالمين سواء كان وليا أو إماما أو صنما أو غير ذلك مما يفترون .
                      إن المغالاة في حب مخلوق إلى درجة العبادة هو شرك بالله سبحانه وتعالى والعياذ بالله :{ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}الشعراء98 ، ومن يسوي رب العالمين بغيره فهو مشرك {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ } النساء 48.
                      ـــــــــــــ
                      أقول : نحن لا نساوي أحد برب العالمين بل هو الخالق وكل شيء في الوجود مخلوق له ، والله أعطى كل شيء نِعم لا تحصى في الوجود التكويني أو في الهدى التكويني والتشريعي ليستمر لأحسن غاية وأفضل كمال له ، ونحن حين نذكر علي وآله نعرفهم بأنهم هم المختصون بنعمة الهداية وهم أئمة الدين وولاة الأمر بعد سيدنا النبي ، وبهذا نعرفهم بأنهم آل نبينا وهم بعده المختصون بتعريف دين الله وهداه وأنهم عباده المخلصون المصطفون لله لتعريف نعمة الهداية التشريعية ، فمن أين جاءت التسوية برب العالمين حتى يكون ذكرهم شرك وليس فيه طاعة لله ولا يكون مُعرف له ولدينه وغير مقرب له .
                      فهل ذكرهم بأنهم عباد لله المخلصون والذين اصطفاهم الله لهداه وتعاليمه وتعريفه بحق المعرفة لعباده المؤمنين تسوية به تعالى ؟ أم بيان أنهم هم العباد المطيعون المخلصون له وأنه منهم يجب أخذ دينه يكون شرك ؟ وأين يكون الشرك بذكر شخص بأنه عبد مكرم لله ، أو أنه معلم لدين الله بكل وجوده وأن الله فضله على عباده لطاعته المخلصة التامة له.






                      --------------------------------------------------------------------------------




                      المحاورة الثانية للشيعي
                      ذكر علي لكونه لأمر الله فهو عبادة وليس بشرك


                      كتبت باسمي حسن ـ hasan ـ في يوم 23-10-1999 الساعة 02:10 صباحاً :

                      نبارك لجميع المؤمنين ميلاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فإن حب الله عبادة ، وحب الرسول عبادة ، وحب علي عبادة ، وحب آل البيت جميعهم عبادة .
                      والعبادة : ليست بالسجود والركوع بل إطاعة الأمر من الآمر عبادة له ، وفي الحديث معناه من أستمع لمتكلم فقد عبده إن كان يتكلم عن الله فقد عبد الله وإن كان المتكلم عن إبليس فقد عبد إبليس ، ونحن نسمع ونطيع ونحب ما أمرنا الله به في آية المودة وآية الولاية وفي الصلاة على ومحمد وآله في التشهد وغيره من المواضع ، ولمثل هذا نقول عبادة حب علي وآله ، لأنه نطلب ما امرنا به الله سبحانه وتعالى ، مثل امتثالنا أمر الصلاة والحج وغيرهما من التكاليف وإليكم أحاديث جميلة في هذا الباب :
                      1ـ قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( من أحبني فليحبّ علياً ، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله عزَّ وجلّ ، ومن أبغض الله أدخله النار )(1).
                      2 ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( من أحبّ علياً فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله عزَّ وجلّ )(1) .
                      ـــــــ
                      (1) تاريخ بغداد 13 : 32 .

                      وممّا تقدم تبين أن محبة أمير المؤمنين عليه السلام تفضي إلى محبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإلى محبة الله سبحانه ، وذلك غاية ما يصبو إليه المؤمنون بالله ، وهي منتهى أمل الآملين . السلام على جميع الموالين لأمير المؤمنين والذين يعتقدون حبه نوعاً من العبادة يمكن التقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى .


                      حب علي بن أبي طالـبٍ ـــ هـو الذي يهدي إلى الجنة
                      والنار تصلى لذوي بغضـه ـــ فمـا لهم من دونها جُنـة
                      والحمـد لله على أنــني ـــ مـمـن أوالي ولـه المنة
                      ******


                      تبريك وتهنئة من الشيعي قاسم جبر الله ، وأبو زهراء :
                      وحرر قاسم جبر الله : في يوم : 23-10-1999 الساعة : 12:51 بعد الظهر . مبرووووووووك لكم جميعا بمناسبة هذا المولد .
                      جبر الله qasem@ayna.com .
                      وكتب الأخ أبو زهراء :
                      في يوم : 23-10-1999 الساعة 03:41 بعد الظهر .
                      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ، نبارك للأمة الإسلامية ذكرى المولد الشريف لأخي رسول الإنسانية وابن عمه أسد الله الغالب علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما وعلى البضعة السيدة فاطمة وأبناءهما أفضل الصلاة وأكمل التسليم .
                      الأخ حسن لماذا لا تكمل الأبيات : إن كان تفضيلي له بدعة ....
                      ـــــــ
                      (1) الرياض النضرة 3 : 122 . والصواعق المحرقة : 123 . والاستيعاب 3 : 1100 .






                      --------------------------------------------------------------------------------





                      المحاور الثالثة للوهابي
                      لا يجوز ربط ذكر علي بعبادة الله فإنه شرك

                      حررها المدعو محمد إبراهيم يوم : 23-10-1999 الساعة 07:35 بعد الظهر .


                      هل تقصدون أنني لو جلست الآن وذكرت سيدنا عليّاً فإن هذه عبادة لله عز وجل ؟
                      ألا تعتقدون أن هذا شرك بالله عز وجل حيث أننا ربطنا ذكر مخلوق بعبادة الخالق عز وجل ؟
                      إذا كنا نحب سيدنا عليّاً ونذكر فضائله فهذا ليس به شيء ، فسيدنا علي يستحق أكثر من هذا ، ولكن ربط ذكره بعبادة الله عز وجل هو الإشكال الخطير.
                      إن العبادة : هي خالصة لرب العزة والجلالة لا يجوز أن نشرك بها أحدا من عباده ، ولا يجوز أن نخلط بين الحب والعبادة .
                      {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }النساء48 .






                      --------------------------------------------------------------------------------





                      المحاورة الرابعة للشيعي
                      عبادة الله متنوعة وبعضها يتم بذكر علي عليه السلام

                      حررتها في يوم : 24-10-1999 الساعة 10:26 صباحاً .


                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      قولنا : اللهم صلِّ على محمد وآل محمد ، نوع من العبادة نتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى ، لأنه سبحانه هو الذي امرنا بها ، وهكذا حب آل البيت كما هو معروف في الأمر به في آية المودة ، والله امرنا بالطواف والسعي وغيره فامتثلنا وحب النبي وعلي وآلهما مأمور به .

                      وذكر علي عليه السلام : إن كان للأمر الذي أمر الله به في حب آل البيت فهو طاعة لأمر الله فهو عبادة ، وإن كان مستقلاً عن أمر الله ودون النظر إليه ، فهو كفر ولا يجوز ، نحن نحب علياً ونذكره لأنه تابع لأمر الله بحبهم واتباعهم ووجوب إطاعتهم .
                      وما أراك تذكر الخلفاء الثلاثة والصحابة وتدافع عنهم ولا ترجوا قربة به إلى الله بل بُعداً وطرداً منه ، وإن كان ترجو قُربة لله شركتنا في الفكرة وخالفتنا في المصداق .
                      ونحن عندنا أدله خاصة وعامة تأمرنا بحب محمد وآله ، وأنت ليس لك أدلة ، وإن ذكرت شيئاً شارك فيه آل محمد وكانوا هم المصداق الحقيقي له ، وغيرهم حسب الآراء قسم قالوا هؤلاء انحرفوا ولم يدخلوا في هذا الفضل وقسم أيدوا .
                      وخلاصة القول : يجب عليك متابعة المتفق عليه من حب آل محمد واللهج بذكرهم إطاعة لأمر الله ، ودع غيرهم المختلف فيهم تنال الفوز في الآخرة وراحة البال في الدنيا ، حيث تبقى على يقين من فعلك من دون شك .
                      فهلمَّ إلى محمد وآله وأذكرهم في قلبك وعلى لسانك ودع غيرهم وأطع أمر الله سبحانه وتعالى .
                      ------------------
                      خادم علوم آل محمد عليهم السلام .






                      --------------------------------------------------------------------------------





                      المحاورة الخامسة للوهابي
                      حب من أمر الله بحبهم ليس عبادة لله وهو شرك

                      حررها في يوم : 24-10-1999 الساعة : 06:25 بعد الظهر .


                      قبل أن أبدأ أحب أن أقول : أننا نحب آل علي ، وهذا ثابت عند جميع المسلمين ، ولكن آل البيت هم ليسوا آل علي فقط ، بل هم نساء النبي صلى الله عليه وسلم بحسب آيات القرآن الكريم ، ثم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس وهؤلاء هم من حرمت عليهم الصدقة .

                      دخلت مرة : في مناظرة مع مبشر نصراني كان يخاطب جمعاً من الإنكليز في حديقة هايد بارك في لندن .
                      قال النصراني : أحبوا المسيح الذي خلصكم من العذاب .
                      قلت له : إننا نحب المسيح ولكن المسيح لم يخلصنا من أي عذاب لأنه ليست هناك خطيئة أصلاً ، خطيئة آدم حسب عقيدتنا قد تاب منها ( بكلمات علمها إياه الله سبحانه وتعالى ولم يكن سيدنا علي وسيدتنا فاطمة وسيدينا الحسن والحسين قد ولدا بعد عندما علم الله سبحانه وتعالى آدم كيف يتوب ..!!)(1) ، كما أنه لا نعتقد بأن الولد ينبغي أن يحاكم على جرائم هو بريء منها وأبوه هو الذي ارتكبها ، لماذا يجب أن نحب المسيح ؟
                      ــــــــ
                      (1) تعليق مضاف : على قوله : خطيئة آدم.. وهو تعريض منه على ما نقوله بأن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه لكي يتوب عليه هو تعليمه بأن يسأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، وهذا ثابت عندنا وهو لم يرتضيه ، أنظر تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي الجزء الأول تفسير قوله تعالى {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّاب ُ الرَّحِيمُ} البقرة37 ، وأن الكلمات هي أسماء أهل البيت عليهم السلام وهم =


                      قال لي : إن حب المسيح سوف يوصلكم إلى حب الإله . قلت له : ولكننا ينبغي أن نحب الإله مباشرة من غير واسطة ، ألا نستطيع أن نفعل ذلك ؟
                      قال لي : ولكن المسيح هو الجسر الذي سوف يوصلكم إلى الإله .
                      قلت له : وهل الإله يحتاج إلى جسر لنصل له ، إن الإله موجود دائما ومطلع على كل أعمالنا ويسمعنا ويرانا دائما ، فلماذا نضع واسطة بيننا وبين الإله ؟ أخيراً تجاهلني النصراني والتفت إلى الجمع قائلاً : أن هذا مسلم عقيدته مختلفة عما أدعوكم إليه ، ولكنه قوبل بالاستهجان من الجمع .
                      تذكرت هذه الحادثة وأنا أقرأ ما كتبه الزميل hasan :
                      الزميل حسن يقول باختصار : إن ذكر علي هو عبادة ، لأن حب علي هو أمر من الله سبحانه وتعالى ، حسب قول الشيعة ، ونحن نقول إن حب الصالحين كلهم هو أمر من الله سبحانه وتعالى .
                      وحسب كلام الزميل hasan فإن ذكر هؤلاء الصالحين عبادة لله سبحانه وتعالى …؟؟!! لماذا ننقل مفهوم العبادة من ذكر الله إلى ذكر الصالحين ؟ أليس من الأولى ذكر الله سبحانه وتعالى مباشرة بما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ؟ لماذا ربطنا عبادة الله سبحانه وتعالى بذكر الصالحين ؟ ألا يجب أن نذكر الله سبحانه وتعالى من باب أولى لعبادته ؟
                      كيف نصرف أمرا من أمور العبادة من الخالق إلى المخلوق ؟ ليس معنى كلامي هو عدم حب الصالحين وعدم ذكرهم بالخير والثناء ، ولكن الخطر هو ربط ذكرهم بعبادة الله سبحانه وتعالى . {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ } .
                      _____
                      = في عالم الملكوت ، وكتبنا بعض البيان في الجزء الأول وفي جزء العبادة ، تعرف إن آدم رأى ذريته في عالم الذر وعرف شرف نبينا وآله عند الله فسأله بحقهم ، وكذا راجع تفاصيل العبادة والإخلاص وضرورة تعلمه ممن زكاهم الله وصدقهم وأوجب حبهم.






                      --------------------------------------------------------------------------------



                      المحاورة السادسة للشيعي
                      وفق تعريف العبادة ذكر علي وحبه من عبادة الله تعالى




                      حررتها في يوم : 25-10-1999 الساعة 01:32 بعد منتصف الليل .

                      حضرة الزميل محمد إبراهيم :

                      أولاً : آل البيت هم أصحاب الكساء وآية التطهير و المباهلة والمودة و أصحاب سورة الدهر ( الإنسان ) والكوثر وغيرها من الآيات الكريمة ودخول غيرهم معهم من الذين ذكرتهم بالتبع ، كما يدخل معهم جميع مواليهم ومحبيهم ، ولهذا بحث خاص(1) قد يخرجنا عن موضوع البحث.
                      ثانياً : إن ما ذكرت من المباحثة مع النصراني لم تكن في جانبك ، حيث إنك اعترفت بحب الصالحين والنصراني كان يدعوك لحب نبي مرسل فلم تجبه ، وهذا عجيب .
                      نعم نحن نختلف معهم في جانب أن شريعتهم نسخت بالإسلام ولا يجوز التعبد بشريعة منسوخة كما لا يجوز التعبد بآية منسوخة وانتهى أمد حكمها ، ونحن نحب جميع الأنبياء كما نحب أوصيائهم والذين اتبعوهم في حياتهم ، كما نحب نبينا و آله و أصحابه الطيبين ، ولكن نعم للحب درجات حيث

                      ـــــــــــ
                      1ـ وهو بحث مرتبط بالإمامة وقبولها راجع صحيفة الإمامة ، و صحيفة الثقلين وصحيفة الإمام الحسين من موسوعة صحف الطيبين أو أجزاء صحيفة ذكر علي عبادة ، ويكفيك المراجعات ، أو الغدير ، أو عبقات الأنوار ، أو إحقاق الحق ، وغيرها من الكتب التي كتبت في الإمامة ، والعجب منه يتوسل لإنكار الإمامة بالمعترفين بإمامة أهل البيت والقائلين بإمامة علي وآله عليهم السلام وهم من أنصارهم وأخلص محبيهم .


                      نقدم حب نبينا وآله على غيرهم ونربط محبهم بهم سواء من الصحابة أو غيرهم ، والمنحرف عنهم لا نحبه .
                      وأعتقد مصداق هذا الأمر من أساسيات هذه المناقشات في هذا النادي ، بل لعلها من العصر الأول وسالت بسببه دماء من الجانبين كما اُلفت كتب كثيرة في هذا من الطرفين ، وهذا البحث وان كان أساسياً إلا أنه ليس موضوع البحث فعلاً .
                      ثالثاً : موضوع البحث فيما أعتقد في مفهوم العبادة وحدودها :

                      وأما تعريف العبادة : فهو كل ما يتقرب به إلى الله تعالى ، وهي على نوعين :
                      عبادة خاصة : وهي إقامة العبودية لله سبحانه مثل : الصلاة والصوم والحج وأمثالها ، والتي لا يجوز التوجه والتقرب بها إلا إلى الله سبحانه ، وإتيان مثل هذه الأمور لغيره شرك .
                      ومفهوم عام للعبادة : يصدق على كل ما أمر الله به ، كما يشمل الابتعاد عما نهى عنه بحسب المفهوم ، وعليه تقبيل الحجر الأسود ، والطواف ، والسعي ، وإعطاء الزكاة ، والخمس على رأينا ، والجهاد ، وحب الأنبياء وبالخصوص نبينا وآله وأتباعهم حسب ما عرفت ، بل حتى الجلوس للعلماء للتعلم منهم أمور الدين عبادة ، بل يشمل حتى زيارة المؤمن والمريض قربه لله ويكون عبادة .
                      وهكذا غيرها من الأمور التي أمر الله بها هي نوع من إقامة العبادة لله سبحانه وتعالى وهذا المعنى العام يشمل المعنى الخاص أيضاً ، نعم إتيان هذه الأعمال بنحو العبادة المستقلة عن أمر الله سبحانه كفر ولا يجوز .
                      رابعاً : تحرير موضع الخلاف : فالمعنى الخاص وهو إقامة العبودية لله سبحانه وتعالى على نحو الصلاة من سجود وركوع أو الصوم وهكذا الحج و أفعاله بل حتى الزكاة والخمس والجهاد وغيرها لا يجوز لغير الله سبحانه .
                      وتحصل مما سبق : المعنى العام للعبادة وهو إطاعة أوامر الله سبحانه وتعالى والتقرب إليه بامتثالها عبادة له تعالى ، وليس شركاً ، ويجوز التقرب بها لله سبحانه ، و هي التي أمر بها مثل حب النبي وآله وحب المؤمنين وبغض الكفار ، بل وحب المعلم لدين الله ، وزيارة المؤمن والمريض ، والإتيان بالأعمال الصالحة وفعل الخير و كل ما نقصد به قربة لله تعالى لكي ننال به رضوانه .
                      خامساً : ما يؤخذ على حصر معنى العبادة في المعنى الأول ، إذا لم يجز التقرب لله سبحانه لا بحب نبي ولا حب وصي ولا صحابي ، فلماذا ندافع عنهم ؟ بل إذا لا ثواب على هذه الأفعال الصالحة وأعمال الخير فلماذا ندعو الناس للتمسك بها ؟ أليس الثواب وضع للأعمال العبادية ؟
                      ثم إذا كانت العبادة محصورة فقط بمعنى حصر الفكر بالتوجه لله سبحانه وتعالى لماذا نتوجه للقبلة ؟ ولماذا نأتي بهذه الأفعال المخصوصة بالصلاة ؟ ولماذا نأتي بحدود الصوم والزكاة والجهاد ؟ أليس لأنه أمر بها الله تعالى ؟!!!
                      فعليه : أن حب النبي وعلي وآلهما لأنه جاء موافقاً لأمر الله يكون عبادة بالمعنى العام ، و إتيانه مستقلاً عن أمر الله لا يجوز وحرام ولا ثواب له .
                      وهكذا إتيان جميع الأعمال الصالحة وأفعال الخير بدون التقرب لله سبحانه وتعالى لا ينفع شيئاً ، وحتى كتابتي هذا الجواب إذا لم اقصد به التقرب به لله تعالى لأنه أمر بوجوب نصر أوليائه لا ينفع شيئاً .
                      ثم إذا لم تربط حب النبي وآله وأصحابهما بإقامة العبادة وبالتقرب به لله ، وامتثال أمره ويدخل تحت مفهم العبادة ، فما تسميه إذاً ؟ ولا أظنك ستجيبني للمفاخرة ولا تقصد به قربة لله تعالى .
                      ــــــــــــ
                      خادم علوم آل محمد عليهم السلام .







                      --------------------------------------------------------------------------------




                      المحاورة السابعة للوهابي
                      أنواع العبادة معروفة وليس منها حب علي وذكره


                      حررها في يوم : 25-10-1999 ، الساعة : 09:38 مساءً .

                      أولاً : أود أن أسأل شيعة آل علي : هل آل العباس من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أم لا ؟
                      (هؤلاء لم يذكروا في حديث الكساء أو آية المباهلة ، بينما نساء النبي ذكرن كآل البيت في الآية المشهورة في القرآن الكريم) .
                      للأسف أنك لم تفهم الهدف من المناظرة ، فالمناظرة مع النصراني لم تكن حول حب الأنبياء عليهم السلام بل كانت حول ما يدعوا إليه من حب المسيح من دون ذكر حب الإله ، وذلك لزعمهم أن حب المسيح يوصل لحب الإله .
                      وهذا يماثل ما تقول عنه شيعة آل علي بأن ذكر علي هو عبادة ؛ فالأولى أن تكون العبادة بذكر الله سبحانه وتعالى ، فلماذا العبادة بذكر مخلوق ؟
                      أتمنى من العقلاء من شيعة آل علي أن لا يعتبروا ما أقوله انتقاصاً أو بغضاً لسيدنا علي ، فما أقوله ينطبق على ذكر من هو أفضل من علياً وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
                      والآن أنتم تقولون إن ذكر علي عبادة : إذاً عندما أذكر أنا علياً فإنني أتعبد ؟؟!! أي أنني إذا قلت : ما أعظم علياً ، ما أحسن علياً ، ما أقوى علياً ، ما أكرم علياً ، علي علي علي علي علي …..وهكذا فإنني أتعبد بذلك …….؟؟!!
                      أي أننا : ربطنا العبادة الخالصة بذكر الله سبحانه وتعالى بذكر مخلوق من مخلوقات الله سبحانه وتعالى .
                      أي أننا : أشركنا ذكر هذا المخلوق بذكر الله سبحانه وتعالى .
                      أي أننا : أشركنا بعبادة الله سبحانه وتعالى والعياذ بالله .
                      لقد أمر الله سبحانه وتعالى جميع الناس بعبادته وخلقهم لعبادته : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}الذاريات56.
                      وأعظم ما أمر الله به هو التوحيد أي إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة ، وأعظم ما نهى عنه هو الشرك أي إشراك أي مخلوق في عبادة الخالق ، قال تعالى : {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا }النساء36 ، أي لا تشركوا شيئا بعبادة الله سبحانه وتعالى ؛ فالعبادة هي خالصة لوجه الله تعالى لا يشاركه بها أحد وإلا كان من يفعل هذا مشركا .
                      قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}البقرة22 .
                      قال ابن كثير : رحمه الله تعالى الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة ، وأنواع العبادة التي أمر الله بها مثل الإسلام والإيمان والإحسان ، ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والإنابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر ، وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها كلها لله تعالى .
                      والدليل قوله تعالى : {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } الجن18 ، فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر والدليل قوله تعالى {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} المؤمنون117 .
                      وفي الحديث الذي ذكرناه سابقا : " الدعاء مخ العبادة " .
                      قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
                      العبادة : هي طاعة الله بامتثال ما أمر به على ألسنة الرسل.
                      وقال أيضا : العبادة : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة (1).
                      وقال القرطبي : أصل العبادة : التذلل والخضوع وسميت وظائف الشرع على المكلفين عبادات لأنهم يلتزمونها ويفعلونها خاضعين متذللين لله تعالى .
                      وقال ابن كثير : العبادة في اللغة من الذلة يقال طريق معبد وغير معبد أي مذلل ، وفي الشرع عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف .
                      فكل أنواع العبادة يجب أن تكون خالصة لله سبحانه وتعالى ، قال تعالى : {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ }الإسراء23 .
                      فإذا أردت أنا أن أتعبد الله أي أن أطيع الله وأتذلل له وأخضع له وأحبه وأرضيه ؛ فإنني يجب أن أذكر الله سبحانه وتعالى كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم : سبحان الله ، الحمد لله ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، أستغفر الله ، ……وهكذا . هذا هو الذكر والعبادة .
                      ــــــــ
                      1ـ أرجوك تنتبه لتعاريف العبادة عندهم، فإنها مثل تعاريفنا وبالخصوص تعريف سيدهم ابن تيمية ، وإن حب علي والنبي وآله امتثال لأمر الله تعالى فهي عبادة على تعريفهم وتعريفنا ، فلاحظ جحدوا بها وأستيقنتها أنفسهم ، ولكن يظهر الحق على فلتات لسانهم ، وآية المودة هي الأمر بالحب الشديد لأهل البيت عليهم السلام بأمر الله ، وهذا لا يتم إلا بذكر علومهم ومناقبهم وأخلاقهم وسيرتهم وإخلاصهم لنقتدي بهم ونتعلم منهم وهذا مستوجب لذكرهم ، وهذا هو الذي علمنا الله ورسوله وبه نقيم العبادة الخالصة من ضلال أئمة الكفر وعدم حشرهم مع أئمة الهدى والحق ، وهم المنعم عليهم وكوثر الوجود وهداه وأصحاب الصراط المستقيم ، والحمد لله لأني ممن أولي أولياء الله وله المنة .






                      --------------------------------------------------------------------------------



                      المحاورة الثامنة للشيعي
                      حقيقة العبادة وروحها إطاعة ما أمر الله به ومنها حب علي وذكره

                      حررتها في يوم : 26-10-1999 ، الساعة : 06:50 بعد الظهر .


                      { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } البقرة 34 على رأيكم يا وهابية أو يا اتباع ابن تيمية إبليس افضل من الملائكة لأنه لم يرضَ بالسجود لأدم عليه السلام والملائكة عبدوا أدم لما سجدوا له ولم يعبدوا الله سبحانه عند ما أطاعوا أمره بالسجود لآدم .
                      ولكن اعرفوا وهيهات أن تعرفوا أن الله سبحانه وتعالى خلق الناس ليعبدوه من حيث أمرهم لا حسب شهواتهم وأراءهم ، وإطاعة أمر الله بحب قوم أو أشياء أخرى مثل الكعبة والحجر الأسود وحب المؤمنين وذكر فضائلهم ومناقبهم ، وهذا ليس شركاً به سبحانه بل عبودية له ، لأن هذا الحب إطاعة لأمر الله سبحانه وليس قولنا اشهد أن محمد رسول الله في الأذان شركاً بالله .
                      وليس ذكرنا في التشهد الصلاة على محمد وآله أخذهم أنداداً له سبحانه ، بل هو عين العبودية لله سبحانه ؛ لأنه إطاعة لأوامره ، وبهذه الألفاظ نتقرب لله تعالى .
                      ثم يا من يتشدق بذكر معنى العبودية من منبوذ معادٍ لمحمد وآله ، أعلمك أن إقامة العبودية لله بإطاعته في الصلاة والتي هي أفضل الأعمال يكون بذكر الآيات الكريمة الذاكرة لقصص بني إسرائيل ويوسف وباقي الأنبياء ، بل حتى في بعض الآيات أحوال حيوانات و أسمائها ، ليس عبودية لهم ولها ، بل تدخل في مجموع الصلاة لأنه تعالى أمر بقراءة القرآن والصلاة بمجموعها عبادة له .
                      وبالتالي نفكر في عظمة الله وجماله وجلاله وقدرته وحكمته وعلمه : أما الخضوع والخشوع والخشية والخوف والرجاء فهي حالات للإنسان تأتي هذه الحالات للإنسان لأنه يرى نفسه يخاطب الله العلي العظيم خالق الوجود كله ، والمنعم على كل شيء نعماً لا تحصى .
                      ويرجو منه في حالات الأنس معه عندما يتذكر نعمه وجماله سبحانه ، ويخافه في حالات تذكر عظمته وجلالته فعندها تحصل له هذه الحالات ، وهذه الألفاظ التي أمره سبحانه بتلفظها وهي من القرآن الذي نقرأه في الصلاة غير حالة العبودية بالخشوع والخضوع والخوف والرجاء والتي تحصل للإنسان حسب قوة توجه لنعم الله وقدرته والتفكر بمخلوقاته بقراءة القرآن أو ذكر أسمائه الحسنى.
                      نعم لا يجوز في الصلاة الخروج عن المرسوم فيها من الحركات المخصوصة فيها ، وكذا لا يجوز الخروج عن القراءة بالقرآن أو حالة الدعاء ، لا أنه يشترط في كل الصلاة ذكر الأسماء الحسنى فقط .
                      فإذا كان هذا معنى العبودية في الصلاة التي لا تجوز لغير الله ، فكيف بحالك في الألفاظ والحالات التي يمكن التقرب بها لله سبحانه تعالى في غير حالة الصلاة ، حيث نذكر فضائل أو أسماء أفضل مخلوقاته أقصد النبي الأكرم محمداً وآله علياً وفاطمة والحسن والحسين سادات أهل الجنة ، وهم أقرب الموجودات منزلة عند الله ، والله مدح من يتفكر في مخلوقات اقل منزلة من هؤلاء الأطهار .
                      قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } فاطر 27-28.
                      فإذا كان التفكر بهذه الأمور يوجب الخشية للعلماء ، فكيف من يتفكر بأعظم خلق الله محمد وآله ومناقبهم التي ملأ القرآن بها وكثرت الأحاديث النبوية فيها .
                      وهل التفكر يتم بدون معرفة هذه الأمور وخواصها ، والمعرفة توجب ترديد أسمائها سواء بألفاظ ذهنية أو لسانية .
                      وثم يا علامة زمانه : إن الله سبحانه أمرنا بموالاة أولياءه وحبهم و معاداة أعدائه وبغضهم ، ومحمد وآله أصحاب الكساء المخصوصين بهذه الكرامة ، والناس تبع لهم من احبهم أحببناه ومن أبغضهم أبغضناه .
                      ودخول زوجات النبي بهذا الملاك أيضاً ، ولم يدخلن بآية التطهير إلا بالعرض لا بالذات ، وهكذا آل العباس دخلوا بالمحبة لحبهم محمد وآله ، وخرج أبو لهب من المحبة مع انه عم النبي ، لا مجرد القرابة توجب المحبة ، بل حتى القرابة للنبي لها شروطها .
                      والنبي وآله أصحاب الكساء فيهم آيات كثيرة توجب محبتهم المستلزمة لذكر مناقبهم وترديد أسمائهم والتقرب بها إلى الله سبحانه ، ويصدق عليها أنه إقامة العبودية لله تعالى من ناحية إطاعة هذا الأمر ، ولهذا جاء الحديث الشريف ذكر علي عبادة لأنه ذكر لأشرف مخلوق بعد رسول الله صلوات الله وسلامه عليهما وعلى آلهما الطيبين الطاهرين ، والسلام على من اتبع الهدى .
                      ــــــ
                      خادم علوم آل محمد عليهم السلام .





                      --------------------------------------------------------------------------------




                      المحاورة التاسعة للوهابي
                      لا يجوز خلط العبادة بالذكر
                      وحكمه بالوضع على حديث ( ذكر علي عبادة )




                      حررها في يوم : 26-10-1999 ، الساعة 11:29 مساءً .

                      الزميل العزيز "hasan" : دعك من دعايات الوهابية والتيمية وركز على الموضوع ، ما إن بدأت تذكر الوهابية حتى بدأت تتخبط :
                      من قال : أن إبليس هو أفضل من الملائكة ؟ وما الذي دفعك إلى هذا الاستنتاج الغريب ؟
                      هل الملائكة سجدت لآدم على مزاجها أم بأمر من الخالق عز وجل ؟
                      هل الآيات التي أوردتها عن عدم الشرك بالله هي من عندي أم هي من كلام الخالق عز وجل ؟
                      أنت تخلط : بين العبادة بطاعة الله عز وجل وبين ما تزعمونه من أن ذكر علي عبادة والنظر إلى وجه علي عبادة ، وأنت خلطت بين قراءة القرآن الكريم والتشهد والصلاة الإبراهيمية وبين ما تزعمونه من أن ذكر علي عبادة والنظر إلى وجه علي عبادة .
                      وخلطت : بين التفكر في خلق الله وفي ملكوت الله وفي آيات الله وبين ما تزعمون من أن ذكر علي عبادة والنظر إلى وجه علي عبادة .
                      وخلطت : بين موالاة أولياء الله وبين ما تزعمونه من أن ذكر علي عبادة والنظر إلى وجه علي عبادة .
                      حسب كلامك هذا : هو أنني لأتعبد الله سبحانه وتعالى، فيمكنني بدلا من أن أذكر الله سبحانه وتعالى أن أذكر علي ابن أبي طالب ، وبذلك أكون قد تعبدت الله سبحانه وتعالى .
                      وأنا أقول لك : راجع آيات الشرك في العبادة التي ذكرتها لك في رسالتي السابقة ، حديثكم المزعوم يقول : ذكر علي عبادة ، وأنت أتيت لي بذكر النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الصالحين والعلماء ومن وردوا بآيات القرآن الكريم وتوسعت حتى ذكرت سجود الملائكة لآدم ، لا يوجد لديكم حديث يقول ذكر الرسول صلى الله عليه (وآله) وسلم عبادة ، والنظر إلى وجه الرسول صلى الله عليه وسلم عبادة ، مع جزمي بأن هذا الكلام خطأ .
                      ولكن لأعطيك مثالا : أن المقصود من حديثكم هو المغالاة في حب سيدنا علي حتى جعلتم ذكره عبادة والنظر إلى وجهه عبادة .
                      وقد شرحت لك : في رسالتي السابقة كيف يكون الشرك في العبادة وهذا الحديث المزعوم يقود إلى الشرك في العبادة ، أنا لا أقول أننا لا نذكر فضائل علي رضي الله عنه وفضائل الصحابة والصالحين ، ولكن الإشكال هو في تحديد أن ذكر علي هو عبادة .
                      وحديث ذكر علي عبادة : والنظر إلى وجه علي عبادة هو حديث موضوع لا يستشهد به ولذلك سأحيلك إلى ما لا خلاف فيه وهو القرآن الكريم : هل هناك آية قرآنية تقول أن ذكر أي أحد غير الله سبحانه وتعالى عبادة ، لقد أوردت لك الآيات القرآنية التي تحذر من الشرك في العبادة ، ولكنك لم تأت بآية قرآنية تدل على أنه يمكن التعبد بذكر أي أحد غير الله سبحانه وتعالى ، وأن هذا ليس شركاً ، إذا أردت أن تتعبد بالذكر فاقرأ القرآن الكريم فهو الذكر.
                      واذكر الله كما علمنا الرسول صلى الله عليه (وآله ) وسلم : سبحان الله ، الحمد لله ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، أستغفر الله ، توكلت على الله ، آمنت بالله ، …وغير ذلك من الذكر الخالص لله سبحانه وتعالى خالقك وخالق علي رضي الله عنه .

                      في الحقيقة إن آية التطهير التي تتكلم عنها : جاءت في نساء النبي وهي تؤكد أن نساء النبي هن أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ، ورغم أن هذا ليس بحثنا ولكنني سأورد لك آية التطهير مع الآية التي قبلها والآية التي بعدها ، حتى تفهم أن آية التطهير جاءت مخصوصة لتأكيد أن نساء النبي هن أولا أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ، وجاءت في نساء النبي وليس في آل علي رضوان الله عليهم أجمعين ، يقول الخالق عز وجل :
                      {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}الأحزاب34 .
                      {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}الشعراء98 ، ومن يسوي رب العالمين بغيره فهو مشرك .
                      {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}النساء48 .
                      { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا} النساء116 .


                      يتبع..............
                      التعديل الأخير تم بواسطة ibrahim aly awaly; الساعة 01-03-2005, 09:50 AM.

                      تعليق


                      • #56
                        المحاورة العاشرة للأخ الشيعي أبو أحمد

                        من كتاب ( الإِبادَة لِحُكمِ الوَضْعِ عَلى حديث ذِكْرُ عَليٍّ عليه السلام عِبادَة ) للسيد حسن آل المجدد الشيرازي


                        حررها في ويوم : 27 -10-1999 ، الساعة : 12:05مساءً .

                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا}الأحزاب70 {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً}الإسراء36.
                        الأخ الكريم محمد إبراهيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
                        وحديث : ذكر علي عبادة ، والنظر إلى وجه علي عبادة ، هو حديث موضوع لا يستشهد به ...... ـ كتاب ذكر علي عليه السلام عبادة ـ .

                        ملاحظة : عرفت في المقدمة إنه قد عرضنا المحاورة على السيد صاحب كتاب الإبادة لحكم الوضع على حديث ذكر علي عليه السلام عبادة ، وإنه حفظه الله أقترح أن يوضع نص الكتاب الذي أعده لا ما وضعه المحاور أبو أحمد لكونه أتم في البحث وأكمل في تحقيق السند ، ولأن الأخ المحاور أبو أحمد أخذ قسم منه ووضعه في المحاورة وترك قسم منه ، ونحن استجابة لأمره ولتعم الفائدة ولكي لا يخل بالبحث بعدم ذكر المهم منه قررنا وضع نص بحث كتاب الإبادة هنا ، كما أن للسيد حفظة الله كتاب آخر في تصحيح سند النظر إلى علي عبادة وهو موجود على موقع مركز الأبحاث العقائدية .
                        ثم إن كنت يا طيب تريد نص المحاورة كما عرضت على الموسوعة الشيعية فتجدها إن شاء الله على موقع موسوعة صحف الطيبين ، قسم المقالات والبحوث حتى من غير عناوين وأي تعديل وإضافة لأي نص ، وأما نص ما أفاده السيد الجليل في كتابه فهو يا طيب تحت نظرك الثاقب ووجدانك الصاحي والحكم إليك في السند وكل المحاورة .



                        الإبادَة
                        لِحُكْمِ الوَضْعِ عَلى‏ حديث‏
                        ذِكْرُ عَليٍّ عليه ‏السلام عِبادَة
                        تأليف‏ خادم الحديث الشريف والسُنّة المطهّرة
                        الحسن بن صادقٍ الحسينيّ‏ آل المجدِّد الشيرازيّ‏


                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        الحمد للَّه تعالى وكفى ، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى ، وصلّى اللَّه على سيّدنا محمّدٍ أفضل من سعى بين المروة والصفا ، وعلى ‏آله وخيرة صحبه ذوي النجابة والوَفا .
                        أمّا بعدُ : فهذا جزءٌ أفردته للكلام على حديث « ذِكْر عليٍّ عبادة » وبيان رُتبته ، والردّ على مَن حكم بوضعه وعدم ثبوته ، ووسمته بـ « الإبادة لحكم الوضع على حديث : ذكر عليٍّ عبادة » .
                        واللَّهَ تعالى أسألُ أن يُريَنا الحقّ حقّاً ويرزقنا اتّباعه ، والباطلَ باطلاً ويرزقنا اجتنابه ، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه ، ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .
                        اعلم - هداك اللَّه وأرشدك ، وأيّدك بتأييده وسدّدك - أنّ هذا الحديث روي عن عائشة ، وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ عليه الصلاة والسلام ، وابن عبّاسٍ رضى الله عنه .


                        فصل‏
                        البحث في سند الحديث الأول


                        فأمّا حديث عائشة ، فقد رواه الحسن بن صابرٍ الكِسائيّ الكوفيّ ، عن وكيع بن الجرّاح ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة . وروي عن ابن صابرٍ من طريقين :
                        الأوّل : ما أخرجه الحافظ ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) قال : أخبرنا أبو الحسن السلميّ ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا أبو جابرٍ يزيد بن عبد الله ، أنبأنا محمّد بن عمر الجعابيّ ، أنبأنا عبد الله بن يزيد - أبو محمّدٍ - أنبأنا الحسن بن صابرٍ الهاشميّ ، أنبأنا وكيع ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم :
                        ( ذِكْر عليٍّ عبادة )(1) .
                        والثاني : ما أخرجه أبو الحسن بن شاذان في ( المناقب ) قال : حدّثني القاضي المعافى بن زكريّا - من حفظه - قال : حدّثني إبراهيم ابن الفضل ، قال : حدّثني الفضل بن يوسف ، قال : حدّثني الحسن بن صابرٍ ، قال : حدّثني وكيعٌ ، قال : حدّثني هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم : ( ذِكْر عليّ بن أبي طالبٍ عبادةٌ )(2) . والرادّون لهذا الحديث : اختلفوا في علّته ، فأعلّه قومٌ من جهة الإسناد ، وردّه آخرون من جهة المتن ، ومنهم من أبطله من كلتا الجهتين ، فيقع الكلام معهم في مقامين :
                        ـــــ
                        (1) تاريخ دمشق - ترجمة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ عليه ‏السلام - 408/2 ح‏ =



                        المقام الأوّل‏
                        الكلام في سنده


                        فنقول : وباللَّه تعالى التوفيق :
                        قال المُناويّ في ( التيسير بشرح الجامع الصغير ) (1) : إسناده‏ ضعيف.
                        وكذا قال العزيزيّ في ( السراج المنير ) وكأنّهما قلّدا في ذلك الحافظ جلال الدين السيوطيّ في ( الجامع الصغير ) (2)حيث رمز لضعف الحديث.
                        وقال السندروسيّ في ( الكشف الإلهيّ )(3) : سنده واهٍ ، وأخذه ‏ الألبانيّ وزاد عليه قوله : جدّاً .
                        قلت : لم يتّهموا من رجال الإسناد - في ما وقفت عليه من كلامهم - إلّا الحسن بن صابرٍ ، وأعلّوا الحديث به ، وجعلوا الآفة فيه منه ، ومعوَّلهم في ذلك كلامُ ابن حبّان فيه ، فلنذكره ولنبيّن زيفه بحول اللَّه وقوّته .
                        قال في كتاب ( المجروحين ) (4): الحسن بن صابرٍ الكِسائيّ من أهل الكوفة ، يروي عن وكيع بن الجرّاح وأهل بلده ، روى عنه العراقيّون ، منكَر الرواية جدّاً عن الإثبات ، ممّن يأتي بالمتون الواهية عن الثقات بأسانيد متّصلة ، انتهى .
                        ثمّ ساق له حديثاً مرفوعاً عن وكيعٍ ، عن هشامٍ ، عن أبيه ، عن عائشة .
                        ــــــ
                        = 907 . وأخرجه الديلميّ في ( مسند الفردوس ) من هذا الطريق . (2) المناقب : 128 ، المنقبة الثامنة والستّون .(1) التيسير بشرح الجامع الصغير : 20/2 . (2) الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير : 665/2 ح‏4332 . (3) الكشف الإلهيّ : 358/1 . سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة : 216/4 . (4) ‏كتاب المجروحين : 239/1 .
                        وقال الذهبيّ بترجمته في ( ميزان الاعتدال )(1) : الحسن بن صابرٍ الكِسائيّ ، عن وكيعٍ ، قال ابن حبّان : منكَر الحديث ، انتهى .
                        ولم يتكلّم فيه أحدٌ من أئمّة الجرح والتعديل سوى ابن حبّان ، ولم يُترجَم في غير كتابه ، وأمّا الذهبيّ فإنّه مقلّد له في ذلك ، فلا اعتداد بكلامه .
                        ومع ذلك فإنّ جرح ابن حبّان للكسائيّ مردودٌ من وجوهٍ :
                        الأوّل : أنّ ابن حبّان - نفسَه - متَّهم مجروح ،بل رُمي بالعظائم،ومن قلّة حيائه وعدم تعظيمه لحرمة رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم تكلّمه في عليّ ابن موسى الرضا عليه الصلاة والسلام ، وقوله : إنّه يروي عن أبيه العجائب ، كأنّه كان يَهِم ويُخطى‏ء - كما حكاه أبو سعد السمعانيّ في ( الأنساب )(2)- .
                        وعلى من لا يحترم العترة الطاهرة من اللَّه ما يستحقّه .
                        وحكى الذهبيّ بترجمته في ( الميزان )(3) و ( التذكرة )(4) عن أبي‏ عمرو بن الصلاح في ( طبقات الشافعيّة ) أنّه قال : غلط الغلط الفاحش في تصرّفاته .
                        قال الذهبيّ : صدق أبو عمرو ، له أوهام يتبع بعضها بعضاً ، انتهى .
                        قلت : سيأتي - بعد هذا إن شاء اللَّه - ذكر جملةٍ من أوهامه في نقد الرجال . ومَن كان هذا حاله كيف يُعوّل اللبيب على كلامٍ انفرد به ، ولا متابع له عليه إلّا مَن اغترّ به ؟ !
                        فتنبّه - يرحمك اللَّه - .
                        ـــــ
                        (1) ميزان الاعتدال : 496/1 . (2) الأنساب : 74/3 - الرضا - تهذيب التهذيب : 244/4 . فتح الملك العليّ : 130 - 131 . (3) ميزان الاعتدال : 507/3 . (4) تذكرة الحفّاظ : 921/3 .

                        الثاني : أنّ الجهابذة النقّاد ، وأئمّة الرجال والإسناد قد تكلّموا في جرح ابن حبّان للرواة ، وبيّنوا غلطه في كثيرٍ من أحكامه ، فلنسرد هنا نُتَفاً من ذلك ، لينجلي لك وَهْيُ كلامه ، وينكشف لديك خطؤه في حكمه وإبرامه ، ولتذعن بصدق ما ادّعيناه ، ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه .
                        فمنها : قوله في أفلح بن سعيدٍ - أبي محمّد المدنيّ - : يروي عن الثقات الموضوعات ، لا يحلّ الاحتجاج به ، ولا الرواية عنه بحالٍ ( انتهى ) .
                        وأفلح هذا احتجّ به مسلم والنسائيّ ، ووثّقه ابن معينٍ وابن سعد .
                        وتنزّل الذهبيّ في ( ميزان الاعتدال ) للردّ عليه ، فقال : ربّما قصّب الثقة حتّى كأنّه لا يدري ما يخرج من رأسه ( انتهى ) (1).
                        ومنها : قوله في سويد بن عمروٍ الكلبيّ : كان يقلب الأسانيد ، ويضع على الأسانيد الصحاح المتون الواهية ( انتهى ) .
                        وردّه الذهبيّ في ( الميزان )(2) فقال : أسرف واجترأ .
                        وقال الحافظ ابن حجر في ( تقريب التهذيب ) (3) : أفحش ابن حبّان القولَ فيه ، ولم يأت بدليلٍ . ‏ وقد احتجّ به مسلم والترمذيّ والنسائيّ وابن ماجة ، ووثّقه ابن معينٍ والنسائيّ والعجليّ .
                        ومنها : طعنه في عثمان بن عبد الرحمن الطرائفيّ ، وقد احتجّ به أبو داود والنسائيّ وابن ماجة ، ووثّقه ابن معينٍ وابن شاهين .
                        ـــــ
                        (1) ميزان الاعتدال : 274/1 - تهذيب التهذيب : 233/1 . قصّب الثقة : عاب وشتم ، انظر : لسان العرب : 178/11 مادّة «قصب» .
                        (2) ميزان الاعتدال : 53/2 . (3) تقريب التهذيب : 260 .


                        قال الذهبيّ في ( ميزان الإعتدال )(1) : وأمّا ابن حبّان فإنّه يُقَعْقِع‏ كعادته ، فقال فيه : يروي عن قومٍ ضعفاء أشياء يدلّسها عن الثقات ، حتّى إذا سمعها المستمع لم يشكّ في وضْعها ، فلمّا كثر ذلك في أخباره ؛ اُلزقت به تلك الموضوعات ، وحمل الناس عليه في الجرح ، فلا يجوز عندي الاحتجاج بروايته كلّها بحالٍ ، انتهى .
                        وتعقّبه الذهبيّ : بأنّه لم يرْوِ في ترجمته شيئاً ، ولو كان عنده له شيءٌ موضوع لأسرع بإحضاره ، قال : وما علمتُ أنّ أحداً قال في عثمان بن عبد الرحمن هذا : إنّه يدلّس عن الهَلْكى ، إنّما قالوا : يأتي عنهم بمناكير ، والكلام في الرجال لا يجوز إلّا لتامّ المعرفة تامّ الورع ، انتهى .
                        قلت : أَمْعِنْ نظرَ الإنصاف والتحقيق في هذا الحرف الأخير من كلام الذهبيّ ، وليته بادر للردّ على ابن حبّان -في ترجمة ابن صابرٍ - بمثل هذا ، بل بأقلّ منه ، مع أنّ القدح فيه أخفّ وأيسر من جرح الطرائفيّ ، لكن هيهات أن تطاوعه نفسه على ذلك ، بل أقرّ ابن حبّان على جرحه المجروح لكون الرجل روى حديث الباب ، وتلك ( شنشنةٌ أعرفها من أَخْزَم ) .
                        بل ظنّي أنّ الكسائيَّ لو كان يسلم من طعن ابن حبّان لما كان يسلم من لسان ذلك الشاميّ الخبيث ، الذي يغيظ ويستشيط ويأخذه الزَمَع إذا مرّ على منقبةٍ من مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ عليه الصلاة والسلام ، وأهل البيت الطيّبين الطاهرين الكرام «قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ» .سورة آل عمران 3 : 119 .
                        ــــ
                        (1) ميزان الاعتدال : 45/3 - 46 .


                        ومن سرح نظره في تراجم رواة الفضائل من ( الطبقات ) و( الميزان ) لشاهد بالعيان كيف يُجنّ الذهبيّ فيأخذ في وَصْم الرجل وطعنه وسبّه من غير ذنبٍ ، عدا روايته الفضائل والمناقب ، فنسأل اللَّه السلامة من مخازي النواصب .
                        ومنها : قوله في محمّد بن الفضل السدوسيّ - المعروف بعارِمٍ ، شيخ البخاريّ ، وقد احتجّ به الستّة ووثّقه أبو حاتم والنسائيّ والدارقطنيّ والذهليّ والعجليّ ، وروى عنه البخاريّ أكثر من مائة حديثٍ ، كما حكاه الحافظ ابن حجرٍ في ( تهذيب التهذيب )(1) عن‏ ( الزهرة ) - : اختلط في آخر عمره وتغيّر حتّى كان لا يدري ما يحدّث به ، فوقع في حديثه المناكير الكثيرة ، فيجب التنكّب عن حديثه في ما رواه المتأخّرون ، فإن لم يُعلم هذا من هذا تُرك الكلّ ، ولا يُحتجّ بشيءٍ منها ، انتهى .
                        وتعقّبه الذهبيّ فقال : لم يقدر ابن حبّان أن يسوق له حديثاً منكَراً ، فأين ما زعم ؟ !
                        وقال أيضاً - بعد ذكر توثيقه عن الدارقطنيّ - : فهذا قول حافظ العصر الذي لم يأتِ بعد النسائيّ مثله ، فأين هذا القول من قول ابن حبّان الخسّاف المتهوّر ؟ !
                        وقال الحافظ ابن حجرٍ في ( هدي الساري )(2) : إبراهيم بن سويد بن حيّان تكلّم فيه ابن حبّان بلا حجّة .
                        وقال أيضاً : إسحاق بن إبراهيم أبو النصر الفراديسيّ تكلّم فيه الأزدي وابن حبّان بلا حجّة .
                        وقال أيضاً (3): سهل بن بكّارٍ البصريّ ذكره ابن حبّان بلا مستند .
                        ــــــ
                        (1) تهذيب التهذيب : 269/5 . (2) هدي الساري - مقدّمة فتح الباري : 484 . (3) هدي الساري : 486 .
                        وقال أيضاً(1) : عيسى بن طهمان ضعّفه ابن حبّان بلا مستندٍ ، والحمل على غيره . وقال أيضاً : محمّد بن الحسن الواسطيّ ذكره ابن حبّان بلا حجّة . وقال أيضاً : محمّد بن زيادٍ الزياديّ ذكره ابن مندة وابن حبّان بلا حجّة . وقال أيضاً : يونس بن أبي الفرات تكلّم فيه ابن حبّان بلا مستندٍ .
                        قلت : فعُلم من هذا أنّ ابن حبّان قد يُطلِق القولَ في الراوي ويتكلّم فيه من دون حجّةٍ ولا مستندٍ يعوَّل عليه ، فكيف يُقبل جرحه للرواة ؟ !
                        وإذا تأمّلت ما سُقناه لك هنا لا أراك تتوقّف في ردّ كلامه في الحسن بن صابرٍ ، لا سيّما وأنّه متّهم في جرح هذا الكوفيّ ، لأنّه روى حديثاً في فضل ذِكْر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ عليه الصلاة والسلام ، وابن حبّان وأضرابه ممّن لا يطيبون نفساً بسماع ذلك ، ولا يطيقون السكوت عليه - كما ستعرف إن شاء اللَّه تعالى- .
                        الثالث : أنّ ابن حبّان له أوهام كثيرة يتبع بعضها بعضاً - كما قال الذهبيّ - فيذكر الرجل في ( المجروحين ) ثمّ يذكره في ( الثقات ) وهذا تناقض بيّن ، وتسامح غير هيّن ، فلذا أوجبت كثرة أوهامه سقوطَ كلامه !
                        فمن ذلك : ذِكْره دهثم بن قُرّان في الكتابَيْن ، قال الذهبيّ في‏ (الميزان)(3) : فذكره في ( الثقات ) فأساء ، وقد ذكره أيضا في ( الضعفاء ) فأجاد .
                        ومن ذلك : ذكره زياد بن عبد الله النميريّ في ( المجروحين ) و ( الثقات ) قال الذهبيّ : فهذا تناقض .
                        ـــــــ
                        (1) هدي الساري : 487 . (2) هدي الساري : 488 .(3) كتاب المجروحين : 295/1 - الثقات : 293/6 .‏ميزان الاعتدال : 29/2 . (4) كتاب المجروحين : 306/1 - الثقات : 255/4 - 256 .ميزان الاعتدال : 91/2 .
                        ومن ذلك(1) : ذكره عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت في كتابيه .
                        قال الذهبيّ (2) : قال ابن حبّان : فحش خلافه للأثبات فاستحقّ الترك ، وذكره أيضاً في ( الثقات ) فتساقط قولاه .
                        ومن ذلك : ذكره يحيى بن سلمة بن كُهَيْلٍ في ( الثقات ) وذكره في ( الضعفاء ) أيضاً .
                        ومن ذلك : ذكره كميل بن زيادٍ النخعيّ في ( الثقات ) وقوله في ( الضعفاء ) : لا يُحتجّ به .
                        ومن ذلك : ذكره الوليد بن القاسم بن الوليد الهمدانيّ في الكتابين ، وكذا ميمون بن سياه البصريّ ، وهارون بن سعد العجليّ ، والوليد بن عبد الله بن جُمَيْعٍ الزهريّ المكّيّ الكوفيّ ، ويوسف بن أبي يعفورٍ ، وسفيان بن حسينٍ .
                        وذكر ذلك أيضاً المحدّث الشريف محمّد بن جعفرٍ الحسنيّ الكتّانيّ في ( الرسالة المستطرفة )(3) فقال : إنّه - يعني ابن حبّان – قد ذكر في كتابه هذا - يعني ( الثقات ) - خلقاً كثيراً ، ثمّ أعاد ذكرهم في ( كتاب الضعفاء والمجروحين ) وبيّن ضعفهم ، وذلك من تناقضه وغفلته ، أو من تغيّر اجتهاده ( انتهى ) .
                        ومن غرائب أوهامه ما ذكره في ترجمة بشر بن شعيب بن أبي حمزة الحمصيّ ، قال الحافظ ابن حجرٍ : قال ابن حبّان في كتاب ( الثقات ) : «كان متقناً» ثمّ غفل غفلةً شديدةً فذكره في ( الضعفاء ) وروى عن البخاريّ أنّه قال : تركناه .
                        ــــــــ
                        (1) كتاب المجروحين : 55/2 - الثقات : 95/5 . (2) ميزان الاعتدال : 552/2 . (3) الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السُنّة المشرّفة : 146 - 147 .

                        قال ابن حجرٍ : وهذا خطأٌ من ابن حبّان نشأ عن حذفٍ ؛ وذلك أنّ البخاريّ إنّما قال في ( تاريخه )(1) : « تركناه حيّاً سنة اثنتي عشرة » فسقط من نسخة ابن حبّان لفظة «حيّاً» فتغيّر المعنى ، انتهى .
                        الرابع : أنّ ابن حبّان من المتعنِّتين المشَّدِّدين الذين يجرحون الراوي بأدنى جرحٍ ، ويُطلقون عليه ما لا ينبغي إطلاقه عند اُولي الألباب ، كأبي حاتمٍ والنسائيّ وابن معينٍ وابن القطّان ويحيى القطّان وغيرهم ، فإنّهم معروفون بالإسراف في الجرح والتعنّت فيه .
                        ومن كان من الجارحين هذا دَيْدَنه فإنّ توثيقه معتبر ، وجَرْحه مردود ، إلّا إذا وافقه غيره ممّن يُنصف ويُعتبر - كما قال أبو الحسنات عبد الحيّ اللكهنويّ في «الرفع والتكميل»(2) .
                        قلت : ولم يوافق ابنَ حبّان على جرحه الحسنَ بنَ صابرٍ أحدٌ - وللَّه الحمد - ممّن يُنْصف ويعتبر .
                        وقال أيضاً(3) : لا يحلّ لك أن تأخذ بقول كلّ جارحٍ في أيّ راوٍ كان ، وإن كان ذلك الجارح من الأئمّة ، أو من مشهوري علماء الاُمّة ، فكثيراً مّا يوجد أمر يكون مانعاً من قبول جرحه ، وحينئذٍ يُحكم بردّ جرحه ( انتهى ) .
                        وقال في ( الأجوبة الفاضلة )(4) : ابن حبّان له مبالغة في الجرح في‏ بعض المواضع .
                        ـــــــــــ
                        (1) التاريخ الكبير : 76/2 رقم‏1743 ، هدي الساري - مقدّمة فتح الباري - : 412 ، تهذيب التهذيب : 285/1 . (2) الرفع والتكميل : 274 . الرفع والتكميل : 265 (4) الأجوبة الفاضلة : 179 ..

                        قلت : حسبك شهادة هذا الخرّيت المتضلّع والناقد المضطلع سنداً لردّ جرح ابن حبّان وأمثاله من المتعنّتين المتشدّدين ، كيف لا «وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا»(1) .
                        الخامس : أن يقال : إنّ وصفَ ابن صابرٍ بكونه « منكَر الحديث » ماذا اُريد به ؟ فإن عنى أنّه روى حديثاً واحداً ، فهذا غلط فاحش ، لأنّ ابن حبّان - نفسه - روى له في كتاب ( المجروحين ) حديثاً آخر غير حديث الترجمة - كما مرّ - بل ظاهر قوله : «إنّه يروي عن أهل بلده» يعني الكوفة ؛ يقتضي تعدّد أحاديثه ، فتدبّر .
                        وإن قصد بقوله : «منكر الحديث» أنّه لا تحلّ الرواية عنه - كما حُكي عن البخاريّ - فإنّ ذلك جرح مبهم ، يُردّ عليه ، إذ لا يعرف للحسن بن صابرٍ ما يوجب ردّ حديثه جملةً ، بل لو صرّح ابن حبّان بذلك لم يؤخذ به ، فقد رُدّ عليه مثله - كما مرّ آنفاً - .
                        وإن أراد بذلك الفرد الذي لا متابِعَ له - كما أطلقه أحمد بن حنبل - فإنّه منقوض بمتابعة غيره له - كما سيأتي إن شاء اللَّه تعالى - .
                        على أنّه لا يلزم من روايته المناكير - لو سُلّم - أن يكون ممّن لا يُحتجّ به ، كما قال الذهبيّ بترجمة أحمد بن عتّابٍ المروزيّ من ( الميزان )(2) : ما كلّ مَن روى المناكير يُضعّف .
                        وقال شيخ الإسلام الحافظ ابن حجرٍ في ( لسان الميزان )(3) : لو كان مَن روى شيئاً منكراً استحقّ أن يُذكر في الضعفاء لَما سلم من المحدّثين أحدٌ ، لا سيّما المُكْثِر منهم ( انتهى ) .
                        ــــــــــ
                        (1) سورة يوسف 12 : 26 . (2) ميزان الاعتدال : 118,(3) لسان الميزان : 308/2 ./1 .
                        وقال ابن دقيق العيد : قولهم : «روى مناكير» لا يقتضي بمجرّده‏ ، ترك روايته ، حتّى تكثر المناكير في روايته (1)( انتهى ) .
                        قلت : وأنّى لابن حبّان بإثبات ذلك في حقّ الكسائيّ ؟ ومنه تعرف أنّ رميه الرجل بنكارة الحديث فيه تساهل ، بل هو منكر من القول وزور ، فلا ينبغي أن يُعرَّج عليه ، ولا يركن إليه ، واللَّه المستعان .
                        السادس : هب أنّ ابن حبّان مصيبٌ في قوله ، لكنّ رمْي الراوي بنكارة الحديث لا يوجب - بإطلاقه - ردّ حديثه ، والحكم عليه بالوضع - كما توهّم الخصوم - لأنّه لم يُتّهم بالكذب ، ولا بوضع الحديث .
                        قال الشيخ الإمام تقيّ الدين السُّبكي (2): إنّ ممّا يجب أن يُتنبّه له أنّ حُكم المحدّثين بالإنكار والاستغراب قد يكون بحسب تلك الطريق ، فلا يلزم من ذلك ردّ متن الحديث ، انتهى.

                        قلت : وكم من راوٍ قيل فيه « منكر الحديث » أو ما في معناه ، ومع ذلك احتجّ به الشيخان في الصحيحين ، وغيرهما من أرباب السنن من دون تَرَيُّثٍ ، ولا مبالاةٍ بما وُصم به ، وهاكَ منهم على سبيل الإجمال :
                        1 - أحمد بن شعيب بن سعيدٍ الحبطيّ ، روى له البخاريّ والنسائيّ وأبو داود . قال أبو الفتح الأزديّ : منكر الحديث ، غير مرضيٍّ .
                        2 - واُسَيْد بن زيدٍ الجمّال ، روى عنه البخاريّ في الرقاق .
                        قال ابن حبّان : يروي عن الثقات المناكير ، ويسرق الحديث ، بل قال ابن معينٍ : حدّث بأحاديث كذبٍ .
                        ـــــــــــــ
                        (1)فتح الملك العليّ : 135 . (2) شفاء السقام في زيارة خير الأنام : 29 .


                        3 - وتوبة ابن أبي الأسد العنبريّ ، روى له الشيخان وأبو داود والنسائيّ . قال الأزديّ : منكر الحديث .
                        4 - وحسّان بن حسّانٍ - وهو حسّان بن أبي عبّادٍ البصريّ - روى عنه البخاريّ . قال أبو حاتم : منكر الحديث .
                        5 - وحميد بن الأسود البصريّ ، روى له البخاريّ وأصحاب السنن .
                        قال أحمد بن حنبل : ما أنكر ما يجيء به !
                        6 - وخُثَيْم بن عراك بن مالكٍ الغفاريّ ، روى له البخاريّ ومسلم والنسائيّ . قا الأزديّ : منكَر الحديث .
                        7 – وعبد الرحمن بن شريح بن عبد الله بن محمودٍ المعافريّ ، احتّج به الجماعة . قال ابن سعدٍ : منكر الحديث .
                        8 - والمفضّل بن فضالة القتبانيّ المصريّ ، اتّفق الجماعة على الاحتجاج به . قال ابن سعدٍ : منكَر الحديث .
                        9 - وموسى بن نافعٍ الحنّاط ، روى له الشيخان والنسائيّ وأبو داود . قال أحمد بن حنبل : منكَر الحديث .

                        فلو كان قولهم : «منكَر الحديث» موجِباً لطرح حديث الراوي لَلَزم إبطال جملةٍ وافرةٍ من أحاديث الكتب الستّة وغيرها ، ولا يلتزم به أحدٌ منهم البتّة ، ولمّا أعلّ ابن الجوزيّ حديث أنسٍ - عند الترمذيّ - : «اللهمّ أحيني مسكيناً ، وأَمِتْني مسكيناً ، واحشرني في زمرة المساكين»(1) بقوله : لا يصحّ ، لأنّ فيه الحارث بن النعمان ، منكَر الحديث ؛ تُعُقِّب بأنّ ذلك لا يقتضي الوضعَ - كما في «تنزيه الشريعة المرفوعة» لابن عَرّاقٍ - .
                        ــــــــــــ
                        (1) تنزيه الشريعة المرفوعة : 304/2 .


                        فلو سلّمنا قولَ ابن حبّان في الحسن بن صابرٍ وصدّقناه ، فإنّ حديثه هذا ليس منكَراً ، لوجود المتابع له عليه ، فلا وجه لردّ حديثه جملةً .
                        نعم ، الوَصْم بنكارة المعنى ممّا لا يكاد يَسْلَم منه حديث ورد في فضائل الآل الأطهار ومناقبهم ، ولكن لا يضرّ السحاب نباحُ الكلاب .


                        وبالجملة : فقوله في الرجل «منكَر الحديث» لا يدلّ على أنّ كلَّ ما رواه منكر حتّى هذا الحديث - كما مرّ عن الذهبيّ - بل جاز أن يُراد به أنّ له مناكير وقعت في أحاديثه ، كما قالوا ذلك في جماعةٍ ، كإبراهيم بن المنذر الحزاميّ ، والحكم بن عبد الله البصريّ ، والفضل ابن موسى السينانيّ ، ومحمّد بن إبراهيم بن الحارث التيميّ - الذي إليه المرجع في حديث «إنّما الأعمال بالنيّات» - ومحمّد ابن طلحة ابن مصرفٍ الكوفيّ .
                        وهؤلاء احتجّ بهم البخاريّ وغيره ، فتبيّن فساد رأي من ردّ الحديث من المتأخّرين اغتراراً بكلام ابن حبّان ، وانكشف وهن قول الألبانيّ : «إنّ الحسن هذا متّهم» ووهى‏ .
                        وكذا تعقّبه على المُناويّ - إذ أعلّ حديث الباب في ( فيض القدير )(1) بقول ابن حبّان المتقدّم - : بأنّ ذلك يقتضي أنّ إسناده ضعيف جدّاً ، وأنّ قوله في ( التيسير ) : «إسناده ضعيف» غاية في التقصير ، هذا مع جزمه قُبيل ذلك بأنّ الحديث موضوع .
                        ومن هنا تُذْعن بضعف هذا الألبانيّ في هذا العلم الشريف وقصوره فيه ، وعدم اتّباعه للمتقرِّر عند أهله ، إذ حكم على الحديث - أوّلاً - بأنّه موضوع - وهو شرّ الضعيف ، لأنّه لا درجة بعده مطلقاً - .
                        ــــــــ
                        ‏(1) فيض القدير : 565/3 . سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة : 216ـ217/4 .


                        ثمّ ذكر أنّ إسناده ضعيف جدّاً ، وهذا تناقض عظيم ، وجهل كبير يعلمه طلبة ( نخبة الفكر ) ، لأنّ السند الضعيف لا يصل أن يكون به الحديث موضوعاً ، بل يحتمل أن يكون واهياً يرتفع إلى درجة الضعيف ، بخلاف الحديث الموضوع ، فإنّه لا يرتفع إلى درجة الضعيف مطلقاً ، ولا تنفع فيه المتابعات والشواهد - كما أفاد شيخنا ابن الصدّيق أدام اللَّه حراسته(1) .

                        السابع : أنّ ممّا يكاد أن يُقطع به أنّ ابن حبّان لم يقل في ابن صابرٍ : « منكر الرواية جدّاً عن الأثبات » إلّا لكونه كوفيّاً روى هذا الحديث في فضل ذِكْر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ عليه الصلاة والسلام ، وهذا - عنده - ذنبٌ لا يُغفر ، وحوبٌ لا يُستر ، وبمثله يُرمى الرجل بالتشيّع فيردّ حديثه .
                        وهذه عادة النواصب اللئام - قبّحهم اللَّه تعالى وأخزاهم - في أكثر ما روي من مناقب آل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وقلوبهم المُنكَرة تنكر ما ثبت من ذلك ، حتّى إنّ أحدهم إذا لم يجد مَطعناً في الإسناد قال - متعنّتاً - :
                        في النفس من هذا الحديث شي‏ءٌ ، أو : إنّ القلب ليشهد ببطلانه ، وما ذلك إلّا من جَفائهم للعترة الطاهرة المطهّرة ، وسعيهم في إطفاء نور اللَّه تعالى - والعياذ باللَّه - .
                        ومن تتبّع كلام الغَويّ الجوزجانيّ ، وابن قايماز التركمانيّ وأضرابهما من ألدّاء النواصب أذعن لما قلنا .
                        أمّا فضائل خصومهم - التي ما أنزل اللَّه بها من سلطانٍ- فلا ترى فيها شيئاً من ذلك التشدّد المقيت ، والتقوّل السخيف ، وهم أعلم الخلق بكذبها وبطلانها ، لكنّ حبّ الشيء يُعمي ويُصمّ ، وهوان آل محمّد صلى الله عليه وآله
                        ــــــــ
                        (1) بيان نكث الناكث : 34 .


                        وسلم على هؤلاء الأجلاف الجفاة حملهم على ذلك ، فلا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم .
                        هذا ، وأمّا قول السندروسيّ في كتابه ( الكشف الإلهيّ عن شديد الضعف والموضوع والواهي )(1) - في حديث الباب - : سنده واهٍ .
                        فليس بشيءٍ ؛ لأنّه فسّر الواهي : بأنّه ما يُوجد في سنده كذّابان أو أكثر ، قال : يعني في كلّ طريقٍ من طرقه ، ( انتهى )(2) .

                        وليت شعري ، كيف وهّى السندَ مع عدم اشتماله على كذّابٍ واحدٍ ، فضلاً عن كذّابَيْن ، فضلاً عن تحقّق ذلك في كلّ طريقٍ من طرقه ؟ ! فناقض بذلك نفسه !
                        وقد تحصّل - ممّا مرّ - أنّ ابن صابرٍ الكسائيّ غير مطعونٍ فيه ، وأنّ جرح ابن حبّان إيّاه بنكارة الحديث - مع تفرّده به ، واختلافهم في قبول الجارح الواحد - مردود عليه ، لما بيّنّا من حاله في جرح الرواة ، ومبلغ ذلك عند الأئمّة النقّاد .


                        فإن قال قائل : يلزم ممّا قرّرتَ أن يكون الحسن بن صابرٍ في عداد المجهولين .
                        قلنا: لا يضرّه ذلك ، لأنّ المراد : إمّا جهالة العين ، أو جهالة الوصف.
                        فإن اُريد جهالة العين - وهو غالب اصطلاح أهل هذا الشأن في هذا الإطلاق - فذلك مرتفع عنه ، لأنّه قد روى عنه عبد الله بن يزيد ، والفضل بن يوسف القصبانيّ ، وبرواية اثنين تنتفي جهالة العين ، فكيف برواية العراقيّين عنه - كما ذكر ابن حبّان في ترجمته - . مضافاً إلى أنّه عَرَفه فوصفه بما ذكره .
                        ــــــ
                        (1) الكشف الإلهيّ : 358/1 .
                        (2)الكشف الإلهيّ : 65/1 .


                        وإن اُريد جهالة الوصف ، فغاية الأمر أنّه مستور ، لأنّ ظاهر أمره على العدالة ، وقد قبل روايته - أعني المستورَ- جماعة بغير قيدٍ كأبي حنيفة - وتبعه ابن حبّان - إذ العدل عنده من لا يُعرف فيه الجرح(1) .
                        قال : والناس في أحوالهم على الصلاح والعدالة ، حتّى يظهر منهم ما يوجب الجرح - كما في «شرح الشرح» للقاري(2) .
                        قال أبو عمرو بن الصلاح : يشبه أن يكون العمل على هذا الرأي في كثيرٍ من كتب الحديث المشهورة في غير واحدٍ من الرواة الذين تقادم العهد بهم(3)، وتعذّرت الخبرة الباطنة بهم ، وصحّحه النوويّ في‏ ( شرح المهذّب ) - كما في «تدريب الراوي» (4) .
                        وقال في ( علوم الحديث ) : حكى الإمام أبو المظفّر السمعانيّ‏ وغيره عن بعض أصحاب الشافعيّ(5) : أنّه تُقبل رواية المستور وإن‏ لم تقبل شهادته .
                        قال ابن الصلاح : ولذلك وجه متّجه ( انتهى ) .
                        وقال أيضاً : الحديث الذي لا يخلو رجال إسناده من مستورٍ لم تتحقّق أهليّته ، غير أنّه ليس مغفّلاً كثير الخطأ في ما يرويه ، ولا هو متّهم بالكذب - أي لم يظهر منه تعمّد الكذب في الحديث - ولا سببٍ آخر مفسِّقٍ ، ويكون متن
                        ـــــــ
                        (1) كما في نزهة النظر - شرح «نخبة الفكر» للحافظ ابن حجر - : 100 ، فواتح الرحموت بشرح مسلَّم الثبوت : 146/2 . (2) شرح الشرح - للقاري - : 154 . (3) علوم الحديث : 112 . (4) تدريب الراوي في شرح تقريب النواويّ : 268/1 .
                        (5) وهو سُليم بن أيّوب الرازيّ - كما يُعلم من علوم الحديث : 33 . «علوم الحديث» : 112 - و «جمع الجوامع» - لابن السُبْكيّ - : 150/2 المطبوع مع «حاشية البنّانيّ» و «تدريب الراوي» - للحافظ السيوطيّ- : 268/1 وهو مذهب ابن فَوْرَك أيضاً ، كما في جمع الجوامع : 150/2 .


                        الحديث - مع ذلك - قد عُرف ، بأن رُوي مثله أو نحوه من وجهٍ آخر أو أكثر ، حتّى اعتضد بمتابعة مَن تابع راويه على مثله ، أو بما له من شاهدٍ - وهو ورود حديثٍ آخر بنحوه - فيخرج بذلك عن أن يكون شاذّاً أو منكراً (1).
                        قال : وكلام الترمذيّ على هذا القسم يتنزّل ؛ انتهى .
                        قلت : فجهالة حال ابن صابرٍ - بل حتّى التكلّم فيه بنكارة الحديث - لا تضرّه في المقام ، إذ قد تُوبع على حديثه هذا بمتابعتين :
                        إحداهما تامّة ، والاُخرى قاصرة ؛ بان بهما أنّه لم يتفرّد به .
                        فأمّا التامّة ، فقد رواها الإمام الحافظ الفقيه ابن المغازليّ في ( المناقب ) قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن العطّار - الفقيه الشافعيّ - بقراءتي عليه فأقرّ به . قلت : أخبركم أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان المزنيّ - الملقّب بابن السقّا - الحافظ الواسطيّ ، قال : حدّثني محمّد بن عليّ بن معمّر الكوفيّ ، حدّثنا حمدان بن المعافى‏ ، حدّثنا وكيع ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت :
                        قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم : ذِكْرُ عليٍّ عبادة (2).
                        وأمّا القاصرة ، فقد رواها الرافعيّ في ( التدوين ) بترجمة كادح ابن جعفرٍ أبي عبد الله الزاهد الكوفيّ ، عن الحافظ الخليلي - صاحب «الإرشاد» - قال : حدّثني عبد الله بن محمّدٍ القاضي ، حدّثني محمّد ابن جعفرٍ الواسطيّ - ويُعرف بشعبة - حدّثنا يوسف بن يعقوب ، حدّثنا سليمان ابن الربيع ، حدّثنا كادحٌ ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت :
                        ـــــــــ
                        (1)علوم الحديث : 31 . (2) أحمد مناقب عليّ بن أبي طالبٍ عليه‏ السلام : 195 - 196 .


                        قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم : ذكر عليٍّ عبادةٌ (1).
                        وهاتان المتابعتان ثبت بهما خروج الحسن بن صابرٍ من عهدة الحديث ، وزالت عنه التهمة ، وظهر أنّه لا يدور عليه - خلافاً لما توهّمه المُبْطلون - وتبيّن أنّ رمي ابن حبّان إيّاه بنكارة الحديث ليس بشيءٍ .
                        ولنعم القول قول الحافظ شهاب الدين أحمد بن الصدّيق : إنّهم قد يتّهمون الراوي ويضعّفونه بحديثٍ يكون في الواقع بريئاً منه ، لوجود المتابعين له ، أو وجود المجاهيل في السند ، فوقه أو دونه .
                        قال : وكثيراً مّا يقع هذا لابن حبّان من المتقدّمين ، ولابن الجوزيّ من المتأخّرين ، وربّما وقع ذلك للذهبيّ أيضاً ( انتهى )(2) .

                        فإن قال قائلٌ : قد قرّروا أنّ الداعية إذا روى ما يؤيّد مذهبه فإنّ حديثه يُردّ بالإجماع .
                        قلنا : مع أنّه لم يثبت أنّ ابن صابر كان داعيةً - إذ ليس كلّ من كان على مذهبٍ فهو داعية إليه - فإنّ هذه حيلة احتالها النواصب - أعداء اللَّه وأعداء رسوله صلى الله عليه وآله وسلم - لردّ ما يرويه الثقات من أحاديث الفضائل والمناقب الواردة في عليٍّ وعترته الزكيّة ، فزعموا أنّ راويها إذا كان متشيّعاً فإنّ حديثه مردود ، ولكن هذا كلّه - واللَّه - باطلٌ من رأسه ، فلا تشيّع الراوي يوجب ردَّ حديثه ، ولا روايته في فضل عليٍّ وآله .
                        وهل يروي فضائلهم إلّا شيعتهم ومحبّوهم ؟ !
                        ـــــــ
                        (1) ‏التدوين في أخبار قزوين : 54/4 .
                        (2) فتح الملك العليّ : 118 .
                        وهل يُعقل أن يحدّث بها - عن طوعٍ - مَن عاداهم وناواهم ، ممّن أقام دهره على نصبهم وعداوتهم ؟ !
                        اللهمّ لا .
                        ولو كان تشيّع الراوي قادحاً لَما أخرج الشيخان في ( الصحيحين ) عن جماعةٍ من المتشيّعين ، وقد جمع الحافظ ابن حجرٍ أسماء من روى لهم البخاريّ منهم ، فسمّى نحو السبعين ، قال ابن الصدّيق : وما أراه استوعب (1).
                        وأمّا صحيح مسلمٍ ، ففيه أكثر من ذلك بكثيرٍ ، حتّى قال الحاكم : إنّ كتابه ملآن من الشيعة .
                        وقد روى الإمام أحمد في ( مسنده ) عن عبد الرزّاق بن همّامٍ الصنعانيّ ما لعلّه يبلغ نصف مسنده .
                        وحكى الذهبيّ في ( تذكرة الحفّاظ ) عن أبي أحمد الحاكم ، قال : سمعت أبا الحسين الغازيّ يقول : سألت البخاريّ عن أبي غسّان .
                        قال عمّ تسأل عنه ؟
                        قلت : شأنه في التشيّع .
                        فقال : على مذهب أئمّة أهل بلده الكوفيين ، ولو رأيتم عبيد اللَّه وأبا نعيمٍ وجميع مشايخنا الكوفيّين لما سألتموني عن أبي غسّان - يعني لشدّتهم في التشيّع – (2) .
                        واعترف الذهبيّ أيضاً في ( ميزان الإعتدال )(3) بترجمة أبان بن تَغْلِب : بأنّه لو رُدّ حديث المتشيّعين مطلقاً لذهبت جملة من الآثار النبويّة ، قال : وهذه مفسدة بيّنة . ‏
                        ـــــــــــ
                        (1)فتح الملك العليّ : 106 . (2) تذكرة الحفّاظ : 978/3 . (3) ميزان الاعتدال : 5/1 .


                        وقد قَبِلَ جماعةٌ من الأئمّة كالثوريّ وأبي حنيفة وأبي يوسف وابن أبي ليلى وآخرون رواية المبتدع مطلقاً ، سواء كان داعيةً أو لم يكن ، بل نُقل عن جماعةٍ من أهل الحديث والكلام قبول رواية المبتدعة - ولو كان كافراً ببدعته -.
                        واحتجّ الشيخان والجمهور بأحاديث الدُعاة كحريز بن عثمان ، وعمران بن حطّان ، وشبابة بن سوارٍ ، وعبد الحميد الحِمّاني وأضرابهم .
                        إذا تقرّر هذا ، تبيّن لك إغراب ابن حبّان والحاكم في حكاية الإجماع على اشتراط عدم كون الراوي داعيةً في قبول رواية المبتدع ، وهو باطلٌ في نفسه ، مخالفٌ لِما هم مجمعون عليه في تصرّفهم ، وإنّما نشأ ذلك عن تهوّرٍ وعدم تأمّلٍ - كما قال الحافظ أبو الفيض ابن الصدّيق - .
                        وأمّا اشتراط كونه روى ما لا يؤيّد بدعته : فهو من دسائس النواصب التي دسّوها بين أهل الحديث ليتوصّلوا بها إلى إبطال كلّ ما ورد في فضل عليٍّ عليه‏ السلام ، وذلك أنّهم جعلوا آية تشيّع الراوي وعلامة بدعته هو روايته فضائل عليٍّ عليه‏ السلام ، ثمّ قرّروا أنّ كلّ ما يرويه المبتدع ممّا فيه تأييدٌ لبدعته فهو مردود - ولو كان من الثقات - والذي فيه تأييد التشيّع - في نظرهم - هو فضل عليٍّ عليه‏ السلام وتفضيله ، فينتج من هذا أن لا يصحّ في فضله حديث - كما صرّح به بعض من ألقى جلباب الحياء عن وجهه من غلاة النواصب كابن تيميّة وأضرابه - .
                        قال الإمام الحافظ شهاب الدين أحمد بن الصدّيق في ( فتح الملك العليِّ بصحّة حديث باب مدينة العلم عليّ‏ عليه‏ السلام ) :
                        وقد راجت هذه الدسيسة على أكثر النُقّاد ، فجعلوا يُثبتون التشيّع برواية الفضائل ، ويجرحون راويها بفسق التشيّع ، ثمّ يردّون من حديثه ما كان في الفضائل ، ويقبلون منه ما سوى ذلك.
                        ولَعَمْري إنّها دسيسة إبليسيّة ، ومكيدة شيطانية ، كاد ينسدّ بها باب الصحيح من فضل العترة النبويّة ، لولا حكم اللَّه النافذ «وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ» سورة يوسف 12 : 21 . ، «يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى‏ اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» سورة التوبة 9 : 32 .
                        قال : وأوّل من علمته صرّح بهذا الشرط - وإن كان معمولاً به في عصره - إبراهيم بن يعقوب الجوزجانيّ ، وكان من غلاة النواصب ، بل قالوا : إنّه حَرِيزيّ المذهب ، على رأي حَرِيز بن عثمان وطريقته في النصب .
                        قال : وهذا الشرط لو اعتُبر لأفضى إلى ردّ جميع السُنّة ، إذ ما من راوٍ إلّا وله في الاُصول والفروع مذهبٌ يختاره ، ورأيٌ يستصوبه ويميل إليه ، ممّا غالبه ليس متّفقاً عليه ، فإذا روى ما فيه تأييدٌ لمذهبه وجب أن يردّ - ولو كان ثقةً مأموناً - لأنّه لا يُؤْمَن عليه حينئذٍ غلبة الهوى في نصرة مذهبه ، كما لا يُؤْمَن على المبتدع الثقة المأمون في تأييد بدعته .
                        فكما لا يُقبل من الشيعيِّ شي‏ءٌ في فضل عليٍّ عليه‏ السلام ، كذلك لا يقبل من غيره شي‏ءٌ في فضل أبي بكرٍ ، ثمّ لا يقبل ما فيه دليل التأويل ، ولا من السلفيِّ ما فيه دليل التفويض ، ثمّ لا يقبل من الشافعيِّ ما فيه تأييد مذهبه ، ولا من الحنفيِّ كذلك ، وهكذا بقيّة أصحاب الأئمّة الذين لم يخرج مجموع الرواة بعدهم عن التعلّق بمذهبٍ واحدٍ من مذاهبهم أو موافقته .
                        وحينئذٍ فلا يُقبل في بابٍ من الأبواب حديثٌ إلّا إذا بلغ رواته حدَّ التواتر ، أو كان متّفقاً على العمل به ، وذلك بالنسبة لخبر الآحاد وما هو مختلفٌ فيه قليلٌ .
                        وبذلك تُردّ السُنّة أو ينعدم المقبول منها ، وهذا في غاية الفساد ، فالمبنيّ عليه كذلك ، إذ الكلّ يعتقد أنّ مذهبه ورأيه صواب ، وكونه باطلاً وبدعةً في نفسه أمرٌ خارج عن معتقد الراوي ، ولهذا لم يعتبروا هذا الشرط ولا عرّجوا عليه في تصرّفاتهم أيضاً ، بل احتجّوا بما رواه الشيعة الثقات ممّا فيه تأييد مذهبهم . وأخرج الشيخان فضائلَ عليٍّ عليه‏ السلام من رواية الشيعة ، كحديث : «أنت منّي وأنا منك» أخرجه البخاريُّ(1) من رواية عبيد اللَّه بن‏ موسى العبسيّ - الذي أخبر عنه البخاريّ أنّه كان شديد التشيّع - .
                        وحديث : «لا يحبّك إلّا مؤمنٌ ولا يبغضك إلّا منافق» أخرجه مسلم(2) من رواية عدي بن ثابتٍ ، وهو شيعيٌّ غالٍ ، داعية .
                        وهكذا فعل بقيّة الأئمّة ، أصحاب الصحاح والسنن والمصنّفات الذين لا يخرّجون من الحديث إلّا ما هو محتجّ به ، وصرّحوا بصحّة كثيرٍ منها ، وذلك كثيرٌ لمتتبّعه ، دالٌّ على بطلان هذا الشرط (3)، انتهى .

                        وإنّما سُقتُ لك كلام هذا الإمام الخرّيت(3) - بطوله - لنفاسته ، وهو الحقّ الذي لا محيد عنه «فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّا تُصْرَفُونَ»سورة يونس 10 : 32 . ولم أرَ من سبقه إلى هذا التمحيص الأنيق ، فاشدد عليه يديك ، وعضّ عليه بناجذيك ، واللَّه الموفّق والمستعان .

                        ــــــــــ
                        (1) صحيح البخاري : كتاب الصلح - باب كيف يكتب هذا ما صالح فلان بن فلان بن فلانٍ . .الخ - كتاب المغازي - باب عمرة القضاء .
                        (2) صحيح مسلم : كتاب الإيمان - باب الدليل على أنّ حبّ الأنصار وعليٍّ رضي اللَّه عنهم من الإيمان .
                        (1) فتح الملك العليّ : 109 .
                        (3) انظر في ذلك أيضاً : دراسات في الجرح والتعديل : 153/2 لمحمّد ضياء الدين الأعظميّ - ط دار الغرباء الأثريّة بالمدينة المنوّرة سنة ( 1417 ) .

                        تعليق


                        • #57

                          فصل
                          البحث في سند الحديث الثاني‏


                          وأمّا حديث أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالبٍ عليه الصلاة والسلام ، فقد رواه محمّد بن زكريّا الغلابيّ ، عن جعفر بن محمّد بن عمارة ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّدٍ ، عن أبيه ، عن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ عليه‏ السلام - في حديثٍ - قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم :
                          ( النظر إلى عليِّ بن أبي طالبٍ عبادة ، وذِكْره عبادة ) (1).
                          فإن قيل : الحمل في هذا الحديث على الغلابيّ ، لأنّه متّهم ، قال الدارقطنيّ : يضع الحديث .
                          قلت : هذا تعسّفٌ وإسرافٌ من الدارقطنيّ ، ولم يتابعه عليه أحدٌ ، بل إنّ الذهبيّ - على تعنّته وتشدّده - اقتصر في ( ميزان الإعتدال )(2) على تضعيفه ، وحكى عن ابن حبّان أنّه ذكره في ( الثقات ) وقال : يُعتبر بحديثه إذا روى عن ثقةٍ ، وقال : في روايته عن المجاهيل بعض المناكير ، وقال ابن مندة : تُكُلِّم فيه ( انتهى )(3) .
                          ـــــــ
                          (1) رواه ابن شاذان رحمه الله في «المناقب» المنقبة المائة / 163؛ ومن طريقه الخوارزميّ في المناقب : 2 ، والحمويني في فرائد السمطين : 19/1 ، وكذا أخرجه الصدوق ابن بابويه رحمه الله في الأمالي : 119 . )(2)ميزان الاعتدال : 550/3 . (3) ميزان الاعتدال : 550/3 - لسان الميزان : 169/5 .

                          ووجه طعنهم في الرجل غير خافٍ ، فإنّه كان من وجوه الشيعة بالبصرة ، وروى مناقب الآل وصنّف فيها .
                          قال ابن النديم في ( الفهرست ) : كان ثقةً صادقاً .
                          وفي ( مسند الشهاب )(1) : محمّد بن زكريّا الغلابيّ‏ رجلٌ حديثه حسن . ولو جاز الأخذ بقول الدارقطنيّ في الغلابيّ لجاز الأخذ بتضعيفه أبا حنيفة في الحديث(2) ، ولا يُجيزون الأخذ به البتّة ، بل يردّونه‏ عليه ، ويعدّونه بَغْياً منه وإسرافاً(3) .
                          فكذا ينبغي طرح جرحه لمحمّد ابن زكريّا . على أنّه لو صُدِّق لم يَجْرِ في ما نحن فيه ، لعدم انفراد الرجل بحديث الباب -كما عرفت- .
                          ولو سُلِّم قولهم بضعفه ، فإنّ حديثه - بانفراده - يكون ضعيفاً ، وهو وإن كان حجّةً في المناقب إلّا أنّه يشتدّ ويعتضد بغيره من الأحاديث المتقدّمة ، فترتقي بمجموعها إلى درجة الحسن - كما سيأتي بيان ذلك إن شاء اللَّه تعالى.
                          ــــــــ
                          (1) مسند الشهاب : 109/2 .
                          (2) كما في سنن الدارقطنيّ : 123/1 - باب ذكر قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «مَن كان له إمامٌ فقراءة الإمام له قراءة» ، واختلاف الروايات في ذلك . وقد تكلّم النسائيّ في أبي حنيفة ، كما في بعض نسخ «ميزان الاعتدال» وصفحة121 من «الرفع والتكميل» ، وكذا تكلّم فيه الخطيب البغداديّ في تاريخه ، وتبعه ابن الجوزيّ .
                          (3) فواتح الرحموت : 154/2 - الرفع والتكميل : صفحة70 وما بعدها .

                          تنبيه‏ :
                          يقوى في النفس - واللَّه أعلم - اتّحاد محمّد بن زكريّا الغلابيّ البصريّ مع محمّد بن زكريّا الأنصاريّ ، لوجوهٍ :
                          الأوّل : اتّحادهما في الكُنية - كالاسم - فقد كُنّي كلٌّ منهما في كتب
                          الرجال بأبي جعفرٍ .
                          الثاني : أنّ ابن مندة قال في الأنصاريّ : تُكُلِّم في سماعه ، وقد مرّ أنّه قال
                          في الغلابيّ : تُكُلِّم فيه ؛ ولعلّه يعني سماعَه .
                          الثالث : أنّهما سمعا عبد الله بن رجاء الغدانيّ .
                          الرابع : أنّ أبا الشيخ الأصبهانيّ روى عن الأنصاريّ ، وأبا القاسم الطبرانيّ عن الغلابيّ ، وأبو الشيخ والطبرانيّ متعاصران .
                          فإن ثبت ذلك ، فاعلم : أنّ أبا نعيمٍ قال في محمّد بن زكريّا الأنصاريّ : صاحب اُصولٍ جيادٍ صحاح(1) . فإن كان هو الغلابيّ فقد برى‏ء بهذا أيضاً من طعن الدارقطنيّ ، وإن كان طعنه باطلاً مردوداً في نفسه ، واللَّه المستعان .
                          ــــــ
                          (1) لسان الميزان : 168/5 .


                          فصل‏
                          البحث في سند الحديث الثالث


                          وأمّا حديث ابن عبّاسٍ رضى الله عنه :
                          فقد رواه صاحب ( الاختصاص )(2) عن أبي جعفرٍ الصدوق محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي ، قال : حدّثنا محمّد بن موسى المتوكّل ، عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفيّ ، عن موسى بن عمران ، عن عمّه الحسين بن يزيد ، عن علي ابن سالمٍ ، عن أبيه [ سالم بن دينارٍ] عن سعد بن طريفٍ ، عن‏(3) الأصبغ بن نباتة ، قال : سمعت ابن عبّاسٍ يقول : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم :
                          ( ذِكْر اللَّه عز ّوجلّ عبادة .
                          وذكري عبادة .
                          وذكر عليٍّ عبادة ..... ) - الحديث .
                          قلت : هذا الإسناد وإن كان ضعيفاً ـ لاشتماله على بعض الضعفاء والمجاهيل ـ غير إن ذلك لا يقتضي الوضع ، كما لا يخفى على أهل هذا الشأن ، بل يتقوى ويعتضد بالطرق الأخرى والله تعالى أعلم .
                          ــــــ
                          (2)الاختصاص : 223 – 224(3) كذا في النسخة المطبوعة .




                          المقام الثاني‏
                          الكلام في متن الحديث


                          اعلم : أنّ الحافظ جلال الدين السيوطيّ أورد هذا الحديث في ( الجامع الصغير ) عن ( مسند الفردوس ) ورمز لضعفه - كما مرّ - وقد ذكر في خطبة كتابه : أنّه صانه عمّا تفرّد به وضّاعٌ أو كذّابٌ ، وإن قيل : إنّه أخلّ بشرطه (1).
                          لكنّ الحافظ أبا الفيض شهاب الدين أحمد بن الصدّيق الحسنيّ الغُماريّ تعقّبه في ( المُغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير )(2) فقال : لو روت عائشة هذا ما حاربت عليّاً عليه‏ السلام ( انتهى )(3) .
                          قلت : هذه زلّة عظيمة قد كنّا نربأ بصدورها عن مثله ، لكنّ الجواد قد يكبو ، والصارم قد ينبو ، والمعصوم من عصم اللَّه تعالى ، كيف لا ؟ ! وهذه دعوىً زائفةٌ فاسدة ، وحجّةٌ داحضة باردة ، لا تثبت عند البحث والتمحيص .
                          ـــــــــ
                          (1) وحكى الغُماريّ في ( المُداوي ) عن الكتّانيّ في ( الرسالة المستطرفة ) أنّه قال : إنّ السيوطيَّ انتخب الجامع الصغير وذيلَه؛ من جامعه الكبير؛ في أواخر عمره ، ولا شكّ في أنّه تحرّى فيهما الصحّة والحُسْن غاية جهده ، وأنّ الموجود من الضعيف فيهما لا يكون في غاية الضعف قطعاً ، مع أنّ الضعيف يُعمل به عند المحدّثين والاُصوليّين في فضائل الأعمال بشروطٍ مقرّرةٍ في محلّها ، ولا شكّ أنّه لم يذكر فيهما ما كان شديد الضعف ( انتهى ) . (2) المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير : 66 .
                          (3) أقول لم تعمل بقول الله تعالى : {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}الأحزاب33 ، وغيرها من الآيات الموجبة لإطاعة ولي الأمر أ تطع رسول الله .

                          وليس هذا منه إلّا محض تسرّعٍ ، وجرأةٍ في التهجّم والإقدام على ردّ الحديث بمجرّد التوهّم ، وما كان هذا شأنه ولا ديدنه في الحكم على الأحاديث ، بل قد عاب - هو - في كتابه ( فتح الملك العليّ )(1) جماعةً بذلك ، وتراه هنا قد تورّط فيه ، فنسأل اللَّه العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة ، آمين .
                          وظنّي أنّه عَزَبَ عن خاطره ساعةَ الكتابة على هذا الحديث مخالفات اُمّ المؤمنين عائشة لأحاديث رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ووصاياه ، وأعظمها إعلانها ومجاهرتها بنَبْذ كتاب اللَّه تعالى وراءَها ظِهريّاً يوم خرجت لقتال أمير المؤمنين وسيّد المسلمين عليه الصلاة والسلام ؛ بعسكر البغي الجرّار ، بعد ما أُمرت بالقرار - بنصّ الذكر الحكيم - في بيت النبيِّ المختار صلى الله عليه وآله وسلم راكبةً ذلك الجمل الأدبب ، وقد نبحتها كلاب الحوأب ، فقُتل ببغيها خلائق من المسلمين لا يُحْصَوْن .
                          ودَعْ عنك تحريضها على خلع عثمان ، وتأليبها على قتل ابن عفّان لمّا كانت تنادي : «اقتلوا نَعْثَلاً ، قتل اللَّهُ نعثلاً»(2) .
                          وسرورها بقتل خير خلق اللَّه تعالى بعد نبيّه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الذي حبّه علامة الإيمان ، وبغضه علامة النفاق - كما ثبت في الصحيح - وقولها - لمّا انتهى إليها ذلك - :

                          فألقَتْ عصاها واستقرّ بها النوى‏ كما قرّ عيناً بالإياب المسافر

                          ـــــــــ
                          (1)راجع : فتح الملك العليّ : 137 - 140 .
                          (2) راجع : شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - : 215/6 - 17/20 - 22 ، وتاريخ الطبري : 477/3 والنهاية - لابن الأثير - : 80/5 وتاج العروس : 141/8 والكامل في التاريخ : 260/3 .
                          وقولها - لمّا سألت عن قاتله ، فقيل : رجل من مرادٍ - :

                          فإن يكُ نائياً فلقد نعاه‏ غلامٌ ليس في فيه الترابُ‏(1)

                          فهل كان ذلك - وأضعافٌ مضاعفة ممّا صدر عنها - موافقاً لما سمعته وروته عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ؟ ! نبِّؤُنا يا اُولي الألباب ! !
                          ولها مع أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام شؤون لا يحتمل هذا الجزء سردها ، فمن شاء فليقف عليها في مظانّها .
                          وإنّي لا أظنّ أنّ الغُماريَّ - سامحه اللَّه وعفا عنه وعنّا بمنّه وكرمه- لم يُحِط خُبْراً بما ذكرنا ، كيف ؟ ! وهو شيخ الصنعة المقدّم ، وأبو بَجْدتها وكبش كتيبتها بلا مدافعٍ ولا نكيرٍ ، ولستُ أدري ما حمله على ذلك ، والعلم عند اللَّه تعالى !
                          هذا ، ومن ألمَّ بطرفٍ من سيرتها مع أخي رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله وسلم وابن عمّه ، وأمعن في ذلك بدقّةٍ ، وأعطى الإنصاف حقّه ، عَلِمَ أنّ ما ردّ به هذا الشيخ حديث الباب من السذاجة بمكانٍ ناءٍ جدّاً ، ولم يكن متوقّعاً من مثله التفوّه بذلك ، إذ ليس بعزيزٍ على عائشة أن تروي حديثاً ثمّ تعمد إلى مخالفته ، كأنّه لم يطرق سمعها أبداً ، ولا حدّثت به من المسلمين أحداً ، وبسط الكلام في ذلك خارج عن وضع هذا المختصر .
                          وحسبك ما رواه الحسن بن عَرَفة قال : حدّثنا يزيد بن هارون ، قال : حدّثنا حُميد الطويل ، عن أنسٍ ، عن عائشة ، قالت : سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول :
                          « عليّ بن أبي طالبٍ خير البشر ، من أبى فقد كفر».
                          ـــــــ
                          (1) تاريخ الطبري : 115/4 - طبقات الصحابة : 3 القسم الأوّل ص‏27 - ومقاتل الطالبيّين : 26 .


                          فقيل لها : ولِمَ حاربتيه ؟ !
                          فقالت : واللَّه ما حاربته من ذات نفسي ، وما حملني على ذلك إلّا طلحة والزبير(1) .
                          فليس مخالفتها لحديثٍ ترويه دليلاً على بطلانه - كما لا يخفى - ، والذي ينبغي أن يقال لمن يتشبّث بتلك الحجّة لإبطال هذا الحديث : إنّ رواية عائشة له من أقوى الشواهد على صحّته وثبوته ، وللَّه دَرُّ مَن قال :

                          ومليحةٍ شهدت لها ضرّاتُها والحُسن ما شهدت به الضرّاءُ
                          ومناقبٍ شهد العدوّ بفضلها والفضلُ ما شهدت به الأعداءُ

                          ومن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيدٌ عَلِمَ لطفَ اللَّه تعالى في اشتهار هذا الحديث من طريق عائشة ، وللَّه في خلقه شؤون .
                          ولولا أنّ الحافظ الغُماريّ من أئمّة الحديث ، وحذّاق النُقّاد ؛ لَما أطنبنا معه في الكلام ، لكنّه أتى بكلامٍ غريبٍ استدعى المناقشة والمداقّة ، فبيّنّا - بحول اللَّه تعالى وقوّته - أنّه ليس بشي‏ءٍ عند المحاقّة .

                          ثمّ بعد تحرير هذا كتب إلينا شيخنا العلّامة المحدّث أبو اليسر جمال الدين عبد العزيز بن الصدّيق - حفّه اللَّه بالعناية والتوفيق - : أنّه تعقّب كلام شقيقه أبي الفيض في ( المغير ) بقوله : هذا لا يكفي في الدلالة على الوضع ، فقد تكون - يعني عائشة - نسيت أو تأوّلت .
                          وقد حاربه الزبير معها ونسي قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : «إنّك ستحاربه وأنت ظالم له»(2) ، حتّى ذكّره عليٌّ عليه‏ السلام فترك ، انتهى .
                          ــــــــ
                          (1) المناقب - لابن شاذان - : المنقبة السبعون / 130 .(2)المستدرك على الصحيحين : 366/3 ، فضائل الخمسة من الصحاح الستّة : 404/2 - 408 .


                          قلت : وهذا أيضاً يوهن حكم ذلك الإمام الحافظ ، ويُبطل جزمَه بوضع حديث الباب .
                          وأمّا قوله في ( المُداوي )(1) : إنّ هذا الحديث موضوع ، وضعه‏ الحسن بن صابرٍ ، فرواه عن وكيعٍ ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، ولا شيء من ذلك أصلاً ( انتهى ) .
                          فيدفعه : أنّ الحسن بن صابرٍ الكِسائيّ لم يَرْمِه أحدٌ بالوضع إلّا الغماريّ - سامحه اللَّه - .
                          وقد بيّنّا أيضاً أنّه لم ينفرد بهذا الحديث بل تابعه عليه غيره ، وأنّ حديثه قد ورد من غير طريقٍ ، فزالت عنه التهمّة ، واللَّه وليّ العصمة .
                          وأمّا الألبانيّ الشاميّ ، فله جرأة عظيمة في إطلاق دعوى الوضع على الأحاديث - كما لا يخفى على من وقف على كتبه - وقد حكم على هذا الحديث بالوضع ، زاعماً أنّ متنه ظاهر الوضع(2) .
                          ولعلّه يريد - بزعمه - نكارة معناه ، فإنّ الحفّاظ يحكمون بوضع الحديث لنكارة معناه مع ثقة رجاله ، لكنّها دعوىً باطلة .
                          فأيّ نكارةٍ في كون ذِكْر أمير المؤمنين ويعسوب الدين عليّ بن أبي طالبٍ عليه الصلاة والسلام بالترضّي عنه ، أو بذكر مناقبه وفضائله ، أو بنقل كلامه وتقرير مواعظه وأذكاره وأحكامه ، أو برواية الحديث عنه ، أو نحو ذلك؛ عبادة اللَّه تعالى التي يُثيب عليها (3) ، كما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم قوله :
                          ـــــــ
                          (1) المُداوي لعلل الجامع الصغير وشرحَي المُناويّ : 83/4 . (2)سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة : 216/4 - ضعيف الجامع الصغير : 448 . (3) كما في فيض القدير - شرح الجامع الصغير - : 565/3 .


                          «النظر إلى عليٍّ عبادة» و «النظر إلى الكعبة عبادة»(1) و «انتظار الفرج من اللَّه عبادة» و «انتظار الفرج بالصبر عبادة» و «ذكر الأنبياء عبادة» و «الصمت أرفع العبادة» وأشباه ذلك ونظائره ممّا ورد في السُنّة ، فلا يُنْكِر ذلك إلّا ذو قلبٍ مهيضٍ ، وطَرْفٍ مريضٍ ، «خَتَمَ اللَّهُ عَلَى‏ قُلُوبِهِمْ وَعَلَى‏ سَمْعِهِمْ وَعَلَى‏ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ»(2)
                          وكم أنكر هذا المتسلِّف من أحاديث ثابتةٍ في فضل عليٍّ عليه‏ السلام دفعاً بالصدر ، وتقليداً لأسلافه النواصب كالذهبيّ وابن تيميّة وأضرابهما ممّن لم يألوا جُهداً في إطفاء نور اللَّه تعالى «وَيَأْبَى‏ اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ»(3)
                          وكان الشيخ العلّامة المحدّث أبو الفيض أحمد بن الصدّيق قد خالط هذا الألبانيّ مدّةً استكشف فيها مكنون سريرته ، واستبان حاله ، وعرف خبث طويّته ، فقال فيه - وهو الصادق في قوله - : خبيث الطبع ، وهّابيٌّ ، تيْميٌّ جَلْد . . . إلى آخره . وقال فيه أيضاً : إنّه في العناد - والعياذ باللَّه - خلَف الزمزميّ . . إلى آخره (4).
                          ولا بِدْعَ ممّن نَهَج سبيل ابن قايماز الذهبيّ التركمانيّ ، وكان على مذهب ابن تيميّة الحرّانيّ؛ أن يردّ مثل هذا الحديث ، فإنّ العِرْق دسّاسٌ والأصل خبيث .
                          ومن وقف على كتابه في الأحاديث الضعيفة والموضوعة تبيّن له كيف ادّعى الوضع - بمجرّد التشهّي - في أحاديث صحّحها أو حسّنها الأيقاظ من أئمّة الحديث وجهابذة الحفّاظ ، وبادر هو إلى إبطالها وإنكارها من غير تروٍّ ولا
                          ـــــــ
                          (1) وقد جمع شيخنا العلّامة ابن الصدّيق طرق هذا الحديث وصحّحه في جزءٍ لطيف سمّاه «الإفادة» أجاد فيه وأفاد . (2) سورة البقرة 2: 7. (3) سورة التوبة 9 : 32 . (4) .سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة : 6/4 .


                          تثبّتٍ ، ومن دون إستقصاءٍ ولا جمعٍ لطرقها ومتونها ، وهذا شأن من يُلقي بنفسه في كلّ وادٍ «وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ» . سورة الرعد 13 : 33 .
                          ومن ثمّ لا يجوز التعويل على أحكامه ، ولا الاسترواح إلى نقضه وإبرامه؛ من دون تثبّتٍ وتحقيقٍ ، وقد تعقّبه جماعة من أهل العصر وبيّنوا أخطاءه في كثيرٍ من أحكامه .
                          وكأنّه حلّ في هذا الزمان محلّ ابن الجوزيّ الذي صار يُضرب به المثل - عند فرسان هذا الميدان - في تسرّعه بردّ الأحاديث ، حتّى الصحيح الثابت منها.
                          بل إنّ أبا الفرج - مع تساهله الذائع في إطلاق الوضع على الأحاديث - لم يورد هذا الحديث لا في ( الموضوعات ) ولا في ( الواهيات ).
                          ولا هو مذكورٌ في شي‏ءٍ من كتب الموضوعات التي وقفتُ عليها - غير ما ذكرنا - ك ( اللآلى‏ء المصنوعة ) و ( تذكرة الموضوعات ) و ( الأسرار المرفوعة ) و ( الفوائد المجموعة ) و ( اللؤلؤ المرصوع ) وغيرها ، ولو كان موضوعاً - حقّاً - لما فات هؤلاء وغيرهم ممّن صنّف في الأحاديث الموضوعة ، ولا ذُهلوا عن إيراده في كتبهم - مع حرصهم على جمعها ، وتحرّيهم لضبطها وحصرها - .
                          وكفاك شاهداً على قصور باع الألبانيّ - في هذا الشأن - أنّه قال في حديث ابن عمر ، قال رسول اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم : «اتّبعوا السواد الأعظم ، فإنّ من شذّ شذّ في النار» : لم أجده في شي‏ءٍ من كتب السُنّة المعروفة ، حتّى الأمالي والفوائد والأجزاء التي مررت عليها ( انتهى )(1).
                          وهذا الحديث أخرجه الحاكم في ( المستدرك على الصحيحين )(2) عن ابن عمر ، قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم : «لا يجمع اللَّه‏ هذه
                          ـــــــ
                          (1) مشكاة المصابيح : 62/1 . المستدرك على الصحيحين : 115/1 .


                          الاُمّة على الضلالة أبداً» وقال : «يد اللَّه على الجماعة ، فاتّبعوا السواد الأعظم ، فمن شذّ شذّ في النار»(1) . فمن كان هذا مبلغ علمه ، كيف يُلقى عنان الانقياد إلى حكمه - كما اغترّ به بعض المتسلِّفين الأجلاف في هذا العصر - ؟ ! وحيث انجرّ الكلام إلى هنا ، فلا بأس بسرد مقالةٍ صَدَعَ بها الإمام الحافظ صلاح الدين العلائيّ ، فإنّ فيها موعظةً وذكرى للمتّقين ، ونصيحةً لمن أراد الحكم والتكلّم على الأحاديث بيقين .
                          قال في ( النقد الصحيح لما اعتُرض عليه من أحاديث المصابيح )(2) : الحكم على الحديث بكونه موضوعاً من المتأخّرين‏ عَسِرٌ جدّاً ، لأنّ ذلك لا يتأتّى إلّا بعد جمع الطرق وكثرة التفتيش ، وأنّه ليس لهذا المتن سوى هذه الطريق الواحدة ، ثمّ يكون في رواتها من هو متّهم بالكذب ، إلى ما ينضمّ إلى ذلك من قرائن كثيرةٍ تقتضي للحافظ المتبحّر الجزم بأنّ هذا الحديث كذبٌ .
                          قال : ولهذا انتقد العلماء على الإمام أبي الفرج ابن الجوزيّ في كتابه ( الموضوعات ) وتوسّعه بالحكم بذلك على كثيرٍ من الأحاديث ليست بهذه المثابة . . . إلى آخر كلامه . ولو كان هذا الألبانيّ فتّش عن حديث الباب وفحص عنه بصدقٍ وسلامة نفسٍ لوجده مرويّاً من غير طريقٍ كما وجدناه لكنّ التعصّب والنصب قد أصمّاه وأعمياه ، حتّى اتّهم به الحسن بن صابرٍ الكسائيّ ، وظنّ أنّ الحديث يدور عليه ، لكن قد تبيّن لك بطلانه فيما مضى ، فاللَّه المستعان .
                          ــــــــ
                          (1) تعليق للمحاور حتى ولو سيطر على الأمة كل فاجر لا يعرف حرمة لدين الله وكان الناس في طاعته لخوف جوره ، ولتعرف هذه الخدعة التي طرحها بني أمية والممهدين لهم وأذنابهم أنظر صحيفة الإمام الحسين وصحيفة ذكر الإمام علي عبادة الكاملة في موقع موسوعة صحف الطيبين ، أقول لم يرتضي الحديث لأنه لم يجده لقلة تتبعه وإلقاء الكلام من غير تحقيق لا أنه لم يرضى به وهو يوافق مذهبه ويؤيد من يدعي نصر الحاكم الظالم كما هم عليه من الدين . (2) النقد الصحيح لما اعتُرض عليه من أحاديث المصابيح30.



                          الخاتمة
                          نسأل اللَّه تعالى حُسنها


                          قد تحصّل - ممّا مرّ - أنّ الحديث بمقتضى الصناعة حسنٌ لغيره .
                          قال أبو عيسى الترمذيّ في كتاب ( العلل ) : كلّ حديثٍ يُروى ، لا يكون في إسناده من يتّهم بالكذب ، ولا يكون الحديث شاذّاً ، ويُروى من غير وجهٍ نحو ذلك فهو عندنا حديث حسن (1).

                          وقال الحافظ جلال الدين السيوطيّ في ( النكت البديعات على الموضوعات ) (2) : المتروك والمنكر إذا تعدّدت طرقه ارتقى إلى‏ درجة الضعيف القريب ، بل ربّما يرتقي إلى الحسن .
                          فإن أبى متعنّتٌ إلّا الحكم بضعفه ، تقليداً للحافظ السيوطيّ ومن دَرَجَ على ذلك ممّن جاء بعده من المقلِّدين الذين لا يُستجاز الاستدلال بكلامهم ، لأنه بمنزلة العدم .
                          قلنا : لو كان ضعيفاً لكان قريب الضعف ، ولو كان شديد الضعف فلا دليل على كونه موضوعاً .
                          وقد نقل الحافظ شمس الدين السخاويّ في ( شرح التقريب ) عن سيف الدين أحمد بن أبي المجد أنّه قال : أطلق ابن الجوزيّ الوضع على أحاديث لكلام بعض الناس في رواتها ، كقوله : فلانٌ ضعيف ، أو : ليس بالقويّ ، ونحوهما .
                          ــــــ
                          (1) سنن الترمذيّ : 758/5 . (2) النكت البديعات على الموضوعات : 299 .


                          وليس ذلك الحديث ممّا يشهد القلب ببطلانه ، ولا فيه مخالفة لكتابٍ ولا سُنّةٍ ولا إجماعٍ ، ولا ينكره عقلٌ ولا نقلٌ ، ولا حجّة معه سوى كلام ذلك الرجل في رواته ، وهذا عدوان ومجازفة(1) ، انتهى .
                          قلت : ونظير ذلك صنيع بعض الناس في إطلاق الوضع على هذا الحديث ، مع أنّه لم يقدح في راويه إلّا ابن حبّان بقوله : «منكر الرواية جدّاً» وقد تكلّمنا على هذا الجارح وجرحه - في ما سلف - .
                          وشتّان بين هذا وبين قول الحافظ السخاويّ : إنّ مجرّد اتّهام الراوي بالكذب - مع تفرّده - لا يسوّغ الحكم بالوضع ، ولذا جعله شيخنا - يعني الحافظ ابن حجرٍ - نوعاً مستقلاًّ وسمّاه «المتروك» وفسّره : بأن يرويه من يُتّهم بالكذب ، ولا يُعرف ذلك الحديث إلّا من جهته ، ويكون مخالفاً للقواعد .
                          قال : وكذا من عُرف بالكذب في كلامه - وإن لم يظهر وقوعه منه في الحديث - وهو دون الأوّل (2)، انتهى .
                          قلت : هذا هو التورّع في الحكم على الأحاديث ، دون التسرّع والاقتحام من غير تدبّرٍ وإمعانٍ وتتبّعٍ .
                          فإذا كان الحديث قد تدنّى وانحطّ إلى هذه المرتبة - ومع ذلك لم يَجُزْ إطلاق الوضع عليه - فعدم جواز إطلاقه على حديث الباب - الذي لم يُتّهم أحدٌ من رواته بالكذب - أولى وأحرى - كما لا يخفى على من أنصف من نفسه - واللَّه يحقّ الحقّ وهو يهدي السبيل .
                          هذا ، مع إطباق جمهور الفقهاء والاُصوليّين والحفّاظ على أنّ الحديث الضعيف حجّة في المناقب كما أنّه حجّة في فضائل الأعمال بإجماع من يُعتدّ به .
                          ــــــ
                          (1) (2)تنزيه الشريعة المرفوعة : 10/1 .


                          وإذا ثبت ذلك لم تَبْقَ شبهة لمعاندٍ ، ولا مَطْعن لحاسدٍ ، بل وجب على كلّ من له أهليّةٌ أن يُقرّ هذا الحقّ في نصابه ، وأن يردّه إلى إهابه ، وأن لا يصغي إلى تُرّهات المضلّين ، ونزغات المبطلين .

                          فإنّ الحكم بالوضع على هذا الحديث مبالغة وإسراف ، وإفراط واعتساف ، نسأل اللَّه تعالى السلامة من خزي الدنيا وعذاب يوم القيامة ، إنّه سبحانه سميع مجيب ، وما توفيقي إلّا باللَّه عليه توكّلت وإليه اُنيب .
                          وكان الفراغ من جمع هذا الجزء وتنميقه ، وتحريره وتنسيقه ، منتصف ليلة الجمعة المباركة ، ثامن عشر شهر صفرٍ ، خُتم بالخير والظفر ، من شهور سنة ( 1417 ) سبع عشرة وأربعمائة وألف من الهجرة النبويّة ، على مهاجرها أفضل صلاةٍ وأزكى تحيّةٍ ، بدار العلم ومَعْقِل الإيمان ، بلدة «قم» الطيّبة صينت عن نوائب الزمان؛ على يد الفقير إلى اللَّه تعالى خادم الحديث الشريف والسُنّة المطهّرة ، الحسن ابن صادق بن هاشمٍ الحسينيّ آل المجدِّد الشيرازيّ ، غفر اللَّه تعالى له ولوالديه ، ورَحِمَ ذُلَّه يوم الوقوف بين يديه ، آمين اللهمّ آمين .
                          والحمد للَّه ربّ العالمين ، وصلّى اللَّه وسلَّم على سيّدنا ونبيّنا محمّدٍ ، وعلى آله الطيّبين الطاهرين ، وصفوة صحبه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

                          مصادر كتاب الإبادة لحكم الوضع على ذكر علي عبادة :
                          1 - الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة : لمحمّد عبد الحيّ اللكهنويّ ، تحقيق عبد الفتّاح أبو غدّة - ط مكتب المطبوعات الإسلامية - الطبعة الثانية ، سنة ( 1404 ).
                          2 - الاختصاص : للإمام المجدّد الشيخ المفيد - الطبعة الاُولى سنة ( 1379 ) - ط مطبعة الحيدريّ بطهران - تحقيق علي أكبر الغفّاريّ .
                          3 - أمالي الصدوق : لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه القمّي - ط مؤسّسة الأعلميّ - بيروت ، الطبعة الخامسة ، سنة ( 1400 ) .
                          4 - بيان نكث الناكث المتعدّي بتضعيف الحارث : لشيخنا العلّامة المحدّث السيّد عبد العزيز بن محمّد بن الصدّيق الغُماريّ الحسنيّ - الطبعة الثانية ، سنة ( 1405 ) .
                          5 - تاريخ دمشق ( ترجمة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ عليه‏ السلام ) : لابن عساكر ، تحقيق الشيخ محمّد باقر المحموديّ - ط مؤسّسة المحموديّ - بيروت .
                          6 - تدريب الراوي في شرح تقريب النواويّ : لجلال الدين السيوطيّ ، تحقيق أحمد عمر هاشم - ط دار الكتاب العربيّ - بيروت ، سنة ( 1414 ) .
                          7 - التدوين في أخبار قزوين : لعبد الكريم بن محمّد الرافعيّ القزوينيّ - تحقيق الشيخ عزيز اللَّه العطارديّ - تصوير دار الكتب العلميّة ببيروت ، سنة ( 1408 ) .
                          8 - تذكرة الحفّاظ : للحافظ شمس الدين الذهبيّ ، ط حيدر آباد ، سنة ( 1377 ) .
                          9 - تقريب التهذيب : للحافظ ابن حجر العسقلانيّ ، تحقيق محمّد عوّامة - ط دار الرشيد - سوريا ، الطبعة الرابعة ، سنة (1412) .
                          10 - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة : لأبي الحسن علي بن عَرّاق الكنانيّ ، تحقيق عبد الوهّاب بن عبد اللطيف ـ ط دار الكتب العلميّة بيروت .
                          11 - تهذيب التهذيب : للحافظ ابن حجر العسقلانيّ ، ط دار إحياء التراث العربي - بيروت - سنة ( 1412 ) .
                          12 - التيسير بشرح الجامع الصغير : لعبد الرؤوف المُناويّ .
                          13 - الثقات : لابن حبّان - ط حيدر آباد - الطبعة الأولى ، سنة ( 1393 ).
                          14 - الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير : للسيوطيّ ، طبعة دار الفكر - بيروت - سنة ( 1401 ) .
                          15 - جمع الجوامع : لعبد الوهّاب السُبْكيّ ، المطبوع مع حاشية البنّانيّ - ط دار إحياء الكتب العربيّة - مصر .
                          16 - الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السُنّة المشرّفة : للمحدّث الشريف محمّد بن جعفر الحسنيّ الكتّانيّ - تصوير دار البشائر ، بيروت - سنة ( 1414 ) .
                          17 - الرفع والتكميل في الجَرْح والتعديل : لمحمّد عبد الحيّ اللكهنويّ ، تحقيق عبد الفتّاح أبو غُدّة - ط مكتب المطبوعات الإسلاميّة - الطبعة الثالثة ، سنة ( 1407 ) .
                          18 - شفاء السقام في زيارة خير الأنام : لعليّ بن عبد الكافي السُبْكيّ - ط حيدر آباد - الطبعة الثانية ، سنة ( 1402 ) .
                          19 - ضعيف الجامع الصغير وزيادته:لمحمّد ناصر الدين الألبانيّ،الطبعة الثالثة سنة1410.
                          20 - علوم الحديث : لأبي عمرو بن الصلاح ، تحقيق نور الدين عِتِرْ - ط دار الفكر - دمشق ، سنة ( 1406 ) .
                          21 - فتح الملك العليّ بصحّة حديث باب مدينة العلم عليّ : للإمام الحافظ المحدّث أحمد بن محمّد بن الصدّيق الحسنيّ المغربيّ ، ط النجف بتحقيق الأمينيّ .
                          22 - فرائد السمطين في فضائل الرسول والبتول والمرتضى والسبطين‏ عليهم ‏السلام : لمحمّد بن إبراهيم الحمويّ ، ط بيروت بتحقيق المحموديّ ، سنة ( 1400 ) .
                          23 - فضائل الخمسة من الصحاح الستّة : للعلّامة الفيروزآباديّ ، ط مؤسّسة الأعلميّ - بيروت - الطبعة الرابعة ، سنة ( 1402 ) .
                          24 - فواتح الرحموت بشرح مسلّم الثبوت : لمحمّد بن نظام الدين الأنصاريّ ، المطبوع بهامش المستصفى - ط المطبعة الأميريّة بمصر ، سنة ( 1325 ) .
                          25 - فيض القدير شرح الجامع الصغير : لعبد الرؤوف المناويّ ، ط مصر سنة 1357 .
                          26 - كتاب المجروحين من المحدّثين والضعفاء والمتروكين : لابن حبّان ، توزيع دار الباز بمكّة المكرّمة ، تحقيق محمود إبراهيم زايد .
                          27 - الكشف الإلهيّ عن شديد الضعف والموضوع والواهي : لمحمّد بن محمّد بن محمّد الحسينيّ الطرابلسيّ السندروسيّ ، ط مكتبة الطالب الجامعيّ بمكّة المكرّمة ، تحقيق محمّد محمود أحمد بكّار .
                          28 - لسان الميزان : للحافظ ابن حجر العسقلانيّ - ط حيدر آباد - سنة ( 1331 ) .
                          29 - المُداوي لعلل الجامع الصغير وشرحَي المُناويّ : للحافظ أحمد بن محمّد بن الصدّيق الغُماريّ - الطبعة الاُولى ، المكتبة المكّية - تحقيق : مصطفى صبري .
                          30 - المستدرك على الصحيحين : للحاكم النيسابوريّ - ط حيدر آباد سنة 1344 .
                          31 - مسند الشهاب : للقاضي القضاعيّ ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفيّ .
                          32 - مشكاة المصابيح : للخطيب التبريزيّ ، تحقيق محمّد ناصر الدين الألبانيّ ، منشورات المكتب الإسلاميّ بدمشق ، ط سنة (1382 ) .
                          33 - المُغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير : لأبي الفيض أحمد بن محمّد بن الصدّيق الغماريّ الحسنيّ - ط دار الرائد العربيّ - بيروت ، سنة ( 1402 ) .
                          34 - مائة منقبة من مناقب عليّ بن أبي طالبٍ عليه‏ السلام : لأبي الحسن ابن شاذان القمّي ، ط الدار الإسلاميّة ، بيروت الطبعة الاُولى سنة 1409 تحقيق نبيل رضا علوان .
                          35 - مناقب عليّ بن أبي طالبٍ عليه‏ السلام : للفقيه ابن المغازليّ ، ط دار الأضواء - بيروت - الطبعة الثانية ، سنة ( 1412 ) .
                          36 - المناقب : للموفّق بن أحمد الخوارزميّ - ط المطبعة الحيدريّة - النجف الأشرف ، سنة ( 1385 ) .
                          37 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال : للحافظ شمس الدين الذهبيّ ، تحقيق عليّ محمّد البِجاويّ - ط دار المعرفة - بيروت .
                          38 - نُزْهة النظر في توضيح نخبة الفِكَر في مصطلح أهل الأثر : للحافظ ابن حجر ، تحقيق نور الدين عتر - ط دار الخير - الطبعة الثانية - سنة ( 1414 ) .
                          39 - النقد الصحيح لما اعتُرِض عليه من أحاديث المصابيح : للحافظ صلاح الدين العلائيّ ، ط دار مسلم ، بتحقيق محمود سعيد ممدوح - الطبعة الاُولى - سنة 1410 .
                          40 - النُّكَت البديعات على الموضوعات : لجلال الدين السيوطيّ ، تحقيق عامر أحمد حيدر ، ط دار الجنان - الطبعة الاُولى - سنة ( 1411 ) .
                          41 - هَدْي الساري - مقدّمة فتح الباري : للحافظ ابن حجر العسقلانيّ - ط دار الريّان للتراث - مصر ، سنة ( 1407 ) .

                          تعليق

                          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                          حفظ-تلقائي
                          x

                          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                          صورة التسجيل تحديث الصورة

                          اقرأ في منتديات يا حسين

                          تقليص

                          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                          أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                          ردود 2
                          10 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                          بواسطة ibrahim aly awaly
                           
                          يعمل...
                          X