قام رجلٌ يُقال له ذعلب
وكان ذرب اللسان ، بليغا في الخطب ، شجاع القلب
فقال
لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاةً صعبة
لأخجلنّه اليوم لكم في مسألتي إياه
فقال : يا أمير المؤمنين !
هل رأيت ربك ؟
فقال
ويلك يا ذعلب !..لم أكن بالذي أعبد رباً لم أره
قال : فكيف رأيته ؟
.. صفه لنا ..
قال ع
ويلك !.. لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان
ويلك يا ذغلب
!
إنّ ربي لا يُوصف بالبعد ولا بالحركة ولا بالسكون ، ولا بقيام قيام انتصاب ،
ولا بجيئة ولا بذهاب ، لطيفُ اللطافة لا يُوصف باللطف ، عظيمُ العظمة لا يوصف بالعظم ،
كبيرُ الكبرياء لا يُوصف بالكبر ، جليلُ الجلالة لا يُوصف بالغلظ ، رؤوفُ الرحمة لا يُوصف بالرقّة ،
مؤمنٌ لا بعبادة ، مُدركٌ لا بمجسّة ، قائلٌ لا بلفظ ، هو في الأشياء على غير ممازجة ،
خارجٌ منها على غير مباينة ، فوق كل شيء ولا يقال شيء فوقه ، أمام كلّ شيء ولا يقال له أمام ،
داخلٌ في الأشياء لا كشيء في شيء داخل ، وخارجٌ منها لا كشيء من شيء خارج ،
فخرّ ذعلب مغشياً عليه
فقال
تالله ما سمعت بمثل هذا الجواب ، والله لا عدتُ إلى مثلها
التوحيد 319 ، أمالي الصدوق 205
تعليق