《 طرائف المضحكين 1 》
[ لو كنتِ كما تقولين ]
ـ تزوَّجَ بعضُ العُميان بسوداء ، فقالت له :
ـ لو نظرتَ إلی حُسْني وجمَالي وبياضي لازْدَدْتَ فِيَّ حُـبّاً .
ـ فقال لها : لو كـُنْتِ كما تقولين ما تَرَكَكِ لِيَ البُصَرَاء .(ص/ 26)
ـــــــــــــــــــــــ
[ هارون الرشيد والبرمكيّة ]
ـ قيل : دخلت امرأة على هارون الرشيد وعنده جماعة من وجوه أصحابه، فقالت : يا أمير المؤمنين ، أَقَرَّ اللهُ عَـيْـنَك، وفَرَّحَكَ بِما آتاك، وأَتَمَّ سَعْدَك ،َ لقد حَكَمْتَ فَقَسَطْتَ،
ـ فقال لها: مَنْ تكُونِينَ أيَّـتُها المرأة ؟
ـ فقالت: مِنْ آلِ برمك ، مِمَّنْ قتلتَ رجالَهم ، وأخذتَ أموالَهم، وسَـلَـبْتَ نَوالهم.
ـ فقال: أَمّا الرجال فقد مضى فيهم أمرُ الله، ونفذ فيهم قدره ، وأما المال فَمَرْدُودٌ إليك،
ـ ثم الْـتَفَتَ إلى الحاضرين من أصحابه،
ـ فقال: أَتَدْرون ما قالت المرأة ؟
ـ فقالوا: ما نَرَاها قالتْ إلا خيراً.
ـ قال: ما أَظُـنُّكُم فَهِمْـتُمْ ذلك، أَمَّا قَوْلُها ( أَقَرَّ اللهُ عَينَك ) أي أَسْكَـنَها عن الحركة، وإذا سَكَـنَتِ العينُ عن الحركة عَمِيَـتْ، وأما قولها: ( وفَرَّحَكَ بِمَا آتاك ) فَـأَخَذَتهُ من قوله تعالى: ﴿ حَـتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أوتوا أَخَذْناهُمْ بَغْـتَة ﴾ وأما قولها: ( وأَتَمَّ اللهُ سَعْدَك ) فَـأَخَذَتْهُ مِنْ قَوْلِ الشاعر:
إِذَا تـَمَّ أَمْـرٌ بَدَا نَقْصُـهُ
تَرَقَّبْ زَوالاً إِذَا قِيلَ: تَمْ
ـ وأما قولها ( لَقَدْ حكَمْتَ فَقَسَطْت ) فَـأَخَذَتْهُ مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿ وأَمّا القاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَـنَّمَ حَطَبا ﴾
ـ فـَتَعَجَّبوا مِنْ ذلك. (ص/ 28-29)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[ عبد الملك وإياس ]
ـ دخلَ عبد الملك بن مروان البصرة ، فرأی إياساً ، وهو صبي ، وخـَلْفهُ أربعة من القُرّاء ،
ـ فقالَ عبد الملك : اُفٍّ لِهذه العثانين...أَمَا فيهم شيخٌ يَـتَقَدَّمُهُم غير هذا الحَدَث ؟ ثُمَّ التَفَتَ إلی إياس ،
ـ وقال لَهُ : سِنُّك ؟
ـ سـِنِّي ، أطالَ اللهُ بَقاءَ الأمير سِنّ أسامة بن زيد حينَ وَلاهُ الرسول صلی الله عليه وآله وسلَّم جيشاً فيهِ أبو بكر وُعمر .
ـ قال : تَـقَدَّمْ ، بارَكَ اللهُ فيك .
ـ وكانَت سِنُّهُ سبعَ عشرةَ سـَنَة .( ص/32)
ـــــــــــــــــــــــــ
[ هي حاجَتي ]
ـ كان عمرو بن عبيد ، وهو شيخ المعتزلة في عصره ، صديقاً للمنصور قبل الخلافة ، وبَعد استخلافه جاء ليُحاوِرُه في الأمور العامّة، ويكاشفه بحقيقة الأوضاع السائدة . فلما أراد الخروج قال له المنصور : لقد أمرنا لك بعشرة آلاف درهم .
ـ قال عمرو: لا حاجةَ لي فيها .
ـ قال المنصور : هل لك في حاجة يا أبا عثمان ؟
ـ قال عمرو : نعم .
ـ قال : وما هي ؟
ـ قال : أن لا تبعث لي حتى آتيك .
ـ قال المنصور : إذن لا نلتقي .
ـ قال عمرو : هي حاجتي .( ص/39 )
ـــــــــــــــــــــــ
[ لَمْ أَمُرُّ بجهنم ]
ـ قال البحتري :
ـ كنتُ عند المتوكِّل ، وكان عنده "عبادة" المضحك .
ـ فَـأَمَرَ بِه ، فاُلْقِيَ في بركةِ ماء، فابْـتَلَّ وكاد يموت. ولمّا اُخْرِجَ من الماء وكُسِيَ، وجُعِلَ في ناحيةٍ من المجلس، سألَهُ المتوكِّل : كيف أنتَ يا عبادة ؟
ـ أجاب : يا أمير المؤمنين، جِئْتُ من الآخرة .
ـ فقال له : كيف تَرَكْتَ أخي الواثق؟
ـ قال : لَمْ أَمُرّ بجهنم .
ـ فضَحك المتوكّل ، وأَمَرَ له بِصِلَة.( ص/50)
[ لو كنتِ كما تقولين ]
ـ تزوَّجَ بعضُ العُميان بسوداء ، فقالت له :
ـ لو نظرتَ إلی حُسْني وجمَالي وبياضي لازْدَدْتَ فِيَّ حُـبّاً .
ـ فقال لها : لو كـُنْتِ كما تقولين ما تَرَكَكِ لِيَ البُصَرَاء .(ص/ 26)
ـــــــــــــــــــــــ
[ هارون الرشيد والبرمكيّة ]
ـ قيل : دخلت امرأة على هارون الرشيد وعنده جماعة من وجوه أصحابه، فقالت : يا أمير المؤمنين ، أَقَرَّ اللهُ عَـيْـنَك، وفَرَّحَكَ بِما آتاك، وأَتَمَّ سَعْدَك ،َ لقد حَكَمْتَ فَقَسَطْتَ،
ـ فقال لها: مَنْ تكُونِينَ أيَّـتُها المرأة ؟
ـ فقالت: مِنْ آلِ برمك ، مِمَّنْ قتلتَ رجالَهم ، وأخذتَ أموالَهم، وسَـلَـبْتَ نَوالهم.
ـ فقال: أَمّا الرجال فقد مضى فيهم أمرُ الله، ونفذ فيهم قدره ، وأما المال فَمَرْدُودٌ إليك،
ـ ثم الْـتَفَتَ إلى الحاضرين من أصحابه،
ـ فقال: أَتَدْرون ما قالت المرأة ؟
ـ فقالوا: ما نَرَاها قالتْ إلا خيراً.
ـ قال: ما أَظُـنُّكُم فَهِمْـتُمْ ذلك، أَمَّا قَوْلُها ( أَقَرَّ اللهُ عَينَك ) أي أَسْكَـنَها عن الحركة، وإذا سَكَـنَتِ العينُ عن الحركة عَمِيَـتْ، وأما قولها: ( وفَرَّحَكَ بِمَا آتاك ) فَـأَخَذَتهُ من قوله تعالى: ﴿ حَـتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أوتوا أَخَذْناهُمْ بَغْـتَة ﴾ وأما قولها: ( وأَتَمَّ اللهُ سَعْدَك ) فَـأَخَذَتْهُ مِنْ قَوْلِ الشاعر:
إِذَا تـَمَّ أَمْـرٌ بَدَا نَقْصُـهُ
تَرَقَّبْ زَوالاً إِذَا قِيلَ: تَمْ
ـ وأما قولها ( لَقَدْ حكَمْتَ فَقَسَطْت ) فَـأَخَذَتْهُ مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿ وأَمّا القاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَـنَّمَ حَطَبا ﴾
ـ فـَتَعَجَّبوا مِنْ ذلك. (ص/ 28-29)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[ عبد الملك وإياس ]
ـ دخلَ عبد الملك بن مروان البصرة ، فرأی إياساً ، وهو صبي ، وخـَلْفهُ أربعة من القُرّاء ،
ـ فقالَ عبد الملك : اُفٍّ لِهذه العثانين...أَمَا فيهم شيخٌ يَـتَقَدَّمُهُم غير هذا الحَدَث ؟ ثُمَّ التَفَتَ إلی إياس ،
ـ وقال لَهُ : سِنُّك ؟
ـ سـِنِّي ، أطالَ اللهُ بَقاءَ الأمير سِنّ أسامة بن زيد حينَ وَلاهُ الرسول صلی الله عليه وآله وسلَّم جيشاً فيهِ أبو بكر وُعمر .
ـ قال : تَـقَدَّمْ ، بارَكَ اللهُ فيك .
ـ وكانَت سِنُّهُ سبعَ عشرةَ سـَنَة .( ص/32)
ـــــــــــــــــــــــــ
[ هي حاجَتي ]
ـ كان عمرو بن عبيد ، وهو شيخ المعتزلة في عصره ، صديقاً للمنصور قبل الخلافة ، وبَعد استخلافه جاء ليُحاوِرُه في الأمور العامّة، ويكاشفه بحقيقة الأوضاع السائدة . فلما أراد الخروج قال له المنصور : لقد أمرنا لك بعشرة آلاف درهم .
ـ قال عمرو: لا حاجةَ لي فيها .
ـ قال المنصور : هل لك في حاجة يا أبا عثمان ؟
ـ قال عمرو : نعم .
ـ قال : وما هي ؟
ـ قال : أن لا تبعث لي حتى آتيك .
ـ قال المنصور : إذن لا نلتقي .
ـ قال عمرو : هي حاجتي .( ص/39 )
ـــــــــــــــــــــــ
[ لَمْ أَمُرُّ بجهنم ]
ـ قال البحتري :
ـ كنتُ عند المتوكِّل ، وكان عنده "عبادة" المضحك .
ـ فَـأَمَرَ بِه ، فاُلْقِيَ في بركةِ ماء، فابْـتَلَّ وكاد يموت. ولمّا اُخْرِجَ من الماء وكُسِيَ، وجُعِلَ في ناحيةٍ من المجلس، سألَهُ المتوكِّل : كيف أنتَ يا عبادة ؟
ـ أجاب : يا أمير المؤمنين، جِئْتُ من الآخرة .
ـ فقال له : كيف تَرَكْتَ أخي الواثق؟
ـ قال : لَمْ أَمُرّ بجهنم .
ـ فضَحك المتوكّل ، وأَمَرَ له بِصِلَة.( ص/50)
تعليق