بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد :
لا زلتُ أقول : آآه لو أن السلفي يفهم ما يقرأ !
ولكن لا بأس أن أعيد الروايات التي من الصحاح ، وكذا الروايات العاضدة لها من الكتب الأخرى ، والتي تثبت أن قائل تلك الكلمة (يهجر) أو (أهجر) إنما هو واحد ، لا غير ، وهو عمر بن الخطاب.
وإن حاول بعض الرواة أو أصحاب الصحاح تخفيف الكلمة أحياناً بقولهم (غلبه الوجع) ، والحال أن النتيجة واحدة ، وهي أن هذا المريض (وهو هنا النبي الأعظم صلى الله عليه وآله) لا يعلم ما يقول من شدة مرضه ، أي أن المرض جعله ي ه ذ ي في اعتقاد عمر - والعياذ بالله ، والعياذ بالله ، والعياذ بالله - !
وبالتالي فالنتيجة واحدة ..!
هنا سننقل الروايات بطريقة معادلات متوازية ، لنعرف من قائل تلك الكلمة ...
فتعالوا
لعل من أغلق عقله يجد منفذاً يصل منه إلى الفهم
= = = = = =
روايات عاضدة من المسانيد وبعض الكتب
= = = = = = =
= = = = = = =
= = = = = = = = = = = = =
= = = = = = = =
=========
نأتي الآن إلى تلخيص الروايات لاستخراج النتيجة :
نقول :
نلاحظ انه في كل الروايات تصدَّر بقول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بالآتي :
قال : ائتوني بكتاب (أو ، هلمّ ) أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ...إلخ.
فبماذا كان يجابه في كل مرة مباشرة بعد طلبه المذكور - بأبي هو وأمي - ؟!!
تعالوا نسرد الرد الذي كان يواجه به فور طلبه المذكور ، والذي روي بعدة صور ، حتى نستخلص النتيجة النهائية لمعرفة القائل ، نسردها حسب تسلسل الروايات أعلاه :
1-قال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع ، وعندنا كتاب الله حسبنا .(البخاري)
2-فقالوا : ما له ؟! أهجر!!؟ استفهموه !!. (البخاري)
3-فقالوا : ما شأنه ! أهجر ؟؟!!! استفهموه !! (البخاري)
4-فقال بعضهم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله . (البخاري)
5-فقال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله. (البخاري)
6-قال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله . (البخاري)
7-وقالوا [/COLOR] : ما شأنه !؟ أهجر !!؟؟ استفهموه !!.[/COLOR] (صحيح مسلم)
8-فقالوا : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر!!!!.[/QUOTE] (صحيح مسلم)
9-فقال عمر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله !!. (صحيح مسلم)
10-قالوا : رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر.!![/QUOTE] (النسائي)
11-فقالوا : رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر.!![/QUOTE] (مسند أحمد)
12-قالوا : ما شأنه أهجر استفهموه . (مسند أبي عوانة)
13-وقال استفهموه أهجر !!؟؟. (مسند أبي عوانة)
14-فقالوا : إنما رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر.!![/QUOTE] (مسند أبي عوانة)
15-فقالوا : إن رسول الله يهجر.[/QUOTE] (تاريخ الطبري)
انتهت الردود مسلسلة.
أقول :
هكذا جُوبهَ أمر النبي صلى الله عليه وآله فور طلبه المذكور (وهو إحضار الدواة والكتف ليكتب لهم كتاباً لا يضلون بعده ابداً)
ثم دعكَ من روايات السنن والمسانيد وغيرها ، وتوقف عند صحيحي البخاري ومسلم ، وهي الردود من رقم (1 - 9) ففيها الكفاية.
حيث تثبت أن القائل هو واحد لا غير.
إلاّ إذا وضعتَ على عينك خرقة بالية .. فماذا أعمل لك بعدها - ؟!!
على انك تلاحظ في رواية رقم ( 1 ، 5 ، 6) عند البخاري قد روي كلام عمر بـ (فقال عمر : .. غلبه الوجع ..إلخ)
بينما في رواية رقم (4) من نفس البخاري رويت نفسها بـ (فقال بعضهم : ..غلبه الوجع ..إلخ).
وهذا يعطينا (مؤشر قوي) يدلنا على أن القوم كانوا يريدون طمس هذه الحقيقة بكل وسيلة.
ولكن الله متم نوره ، وكاشف ما قد يتلاعب به المتلاعبون ، تغطية على الحقيقة طوال السنين المنصرمة.
ثم نحن نقلنا كلام ابن تيمية ، وهو ممن لا يُتّهم على الخليفة عمر ، فكان أن قابلت كلامه بـ ((ت ف ل ة)) وجهتها له .
فماذا أفعل لك ؟!!
= = = = = = = = =
وهذا كلامه نعيده مرة أخرى
تفضلوا
ولمن لا يملكون "منهاج سنة المذكور" تفضلوا
الصفحة رقم (315) من الجزء 6 :
الجزء السادس - صفحة 315 <<= = = = =((إضغط هنـــا))
قال ابن تيمية :
((... فلما كان يوم الخميس هَمَّ أن يكتب كتابا !
فقال عمر : ماله أهجر ؟!!.
فشك عمر هل هذا القول من هجر الحمي أو هو مما يقول على عادته .
فخاف عمر أن يكون من هجر الحمى ، فكان هذا مما خفى على عمر ، كما خفى عليه موت النبي صلى الله عليه وسلم ، بل أنكره !! .
ثم قال بعضهم : هاتوا كتابا .
وقال بعضهم : لا تأتوا بكتاب !.
فرأى النبي صلى الله عليه وسلم أن الكتاب في هذا الوقت لم يبق فيه فائدة !! لأنهم يشكون !!هل أملاه مع تغيره بالمرض ؟!! أم مع سلامته من ذلك ؟؟!! فلا يرفع النزاع ! فتركه !!.
ولم تكن كتابة الكتاب مما أوجبه الله عليه أن يكتبه أو يبلغه في ذلك.انتهى المراد.
وأخيراً
رايتك تقول :
يقول مرآة التواريخ :
لاحظ انه يقول :
بينما الرد الذي نقله إنما هو للمدعو الرحيلي ، الذي ردّ به على الدكتور المستبصر التيجاني
تفضلوا هنا للتأكد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...readid=6559&s=
وننقل رد الرحيلي كاملاً ، كما نقله أحدهم في الرابط المذكور:
يقول مرآة التواريخ :
من المدلّس الآن ، يا حضرة تهامة ؟!!!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
مرآة التواريخ
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد :
لا زلتُ أقول : آآه لو أن السلفي يفهم ما يقرأ !
ولكن لا بأس أن أعيد الروايات التي من الصحاح ، وكذا الروايات العاضدة لها من الكتب الأخرى ، والتي تثبت أن قائل تلك الكلمة (يهجر) أو (أهجر) إنما هو واحد ، لا غير ، وهو عمر بن الخطاب.
وإن حاول بعض الرواة أو أصحاب الصحاح تخفيف الكلمة أحياناً بقولهم (غلبه الوجع) ، والحال أن النتيجة واحدة ، وهي أن هذا المريض (وهو هنا النبي الأعظم صلى الله عليه وآله) لا يعلم ما يقول من شدة مرضه ، أي أن المرض جعله ي ه ذ ي في اعتقاد عمر - والعياذ بالله ، والعياذ بالله ، والعياذ بالله - !
وبالتالي فالنتيجة واحدة ..!
هنا سننقل الروايات بطريقة معادلات متوازية ، لنعرف من قائل تلك الكلمة ...
فتعالوا
لعل من أغلق عقله يجد منفذاً يصل منه إلى الفهم
صحيح البخاري ج: 1 ص: 54
39 باب كتابة العلم
...عن ابن عباس قال : لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال : ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده .
قال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع ، وعندنا كتاب الله حسبنا .
فاختلفوا وكثر اللغط .
قال : قوموا عني ، ولا ينبغي عندي التنازع .
...
39 باب كتابة العلم
...عن ابن عباس قال : لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال : ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده .
قال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع ، وعندنا كتاب الله حسبنا .
فاختلفوا وكثر اللغط .
قال : قوموا عني ، ولا ينبغي عندي التنازع .
...
صحيح البخاري ج: 3 ص: 1155
6 باب إخراج اليهود من جزيرة العرب
.... فقال ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع .
فقالوا : ما له ؟! أهجر!!؟ استفهموه !!.
فقال : ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه
...
6 باب إخراج اليهود من جزيرة العرب
.... فقال ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع .
فقالوا : ما له ؟! أهجر!!؟ استفهموه !!.
فقال : ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه
...
صحيح البخاري ج: 4 ص: 1612
78 باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته.
... فقال : ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا - ولا ينبغي عند نبي تنازع -
فقالوا : ما شأنه ! أهجر ؟؟!!! استفهموه !!
فذهبوا يردون عليه ! فقال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه ...
....
78 باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته.
... فقال : ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا - ولا ينبغي عند نبي تنازع -
فقالوا : ما شأنه ! أهجر ؟؟!!! استفهموه !!
فذهبوا يردون عليه ! فقال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه ...
....
...فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده .
فقال بعضهم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله .
فاختلف أهل البيت واختصموا ، فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلون بعده ، ومنهم من ذلك ، فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوموا .
....
فقال بعضهم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله .
فاختلف أهل البيت واختصموا ، فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلون بعده ، ومنهم من ذلك ، فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوموا .
....
صحيح البخاري ج: 5 ص: 2146
17 باب قول المريض قوموا عني
... قال النبي صلى الله عليه وسلم : هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده .
فقال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله.
فاختلف أهل البيت ، فاختصموا ، منهم من يقول : قربوا يكتب لكم النبي صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر .
فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوموا .
...
17 باب قول المريض قوموا عني
... قال النبي صلى الله عليه وسلم : هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده .
فقال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله.
فاختلف أهل البيت ، فاختصموا ، منهم من يقول : قربوا يكتب لكم النبي صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر .
فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوموا .
...
صحيح البخاري ج: 6 ص: 2680
26 باب كراهية الاختلاف
...قال : هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده.
قال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
واختلف أهل البيت اختصموا ، فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر .
فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم قال : قوموا عني .
...
26 باب كراهية الاختلاف
...قال : هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده.
قال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله .
واختلف أهل البيت اختصموا ، فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر .
فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم قال : قوموا عني .
...
صحيح مسلم ج: 3 ص: 1257
5 باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصى فيه
...فقال ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي فتنازعوا ، وما ينبغي عند نبي تنازع
وقالوا : ما شأنه !؟ أهجر !!؟؟ استفهموه !!.
قال : دعوني ؛ فالذي أنا فيه خير ،
...
5 باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصى فيه
...فقال ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي فتنازعوا ، وما ينبغي عند نبي تنازع
وقالوا : ما شأنه !؟ أهجر !!؟؟ استفهموه !!.
قال : دعوني ؛ فالذي أنا فيه خير ،
...
صحيح مسلم ج: 3 ص: 1259
... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا .
فقالوا : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر!!!!.
... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا .
فقالوا : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر!!!!.
1637 ...فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هلم أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده .
فقال عمر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله !!.
فاختلف أهل البيت فاختصموا فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر .
فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوموا .
...
فقال عمر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله !!.
فاختلف أهل البيت فاختصموا فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر .
فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوموا .
...
روايات عاضدة من المسانيد وبعض الكتب
= = = = = = =
السنن الكبرى للنسائي ج: 3 ص: 435
كتابة العلم في الصحف
5857 ...قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ائتوني باللوح والدواة والكتف والدواة لأكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا .
قالوا : رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر.!!
كتابة العلم في الصحف
5857 ...قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ائتوني باللوح والدواة والكتف والدواة لأكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا .
قالوا : رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر.!!
مسند أحمد ج: 1 ص: 355
3336 ...قال رسول صلى الله عليه وسلم : ائتوني باللوح والدواة أو الكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا.
فقالوا : رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر.!!
3336 ...قال رسول صلى الله عليه وسلم : ائتوني باللوح والدواة أو الكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا.
فقالوا : رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر.!!
= = = = = = = = = = = = =
مسند أبي عوانة 1 ج: 3 ص: 477
4 باب الخبر الدال على أن الموصي إذا لم ينصب وصيـاً بعينه وأوصى إلى من حضره يجب على الحاكم وإثبات إخراج المشركين من جزيرة العرب.
5760 ...فقال ائتوني أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع.
قالوا : ما شأنه أهجر استفهموه .
فذهبوا يعيدون عليه
قال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه
...
4 باب الخبر الدال على أن الموصي إذا لم ينصب وصيـاً بعينه وأوصى إلى من حضره يجب على الحاكم وإثبات إخراج المشركين من جزيرة العرب.
5760 ...فقال ائتوني أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع.
قالوا : ما شأنه أهجر استفهموه .
فذهبوا يعيدون عليه
قال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه
...
5761 ... فقلت يا أبا عباس وما يوم الخميس بمثله إلا أنه قال بعدي أبداً قال فتنازعوا.
وقال استفهموه أهجر !!؟؟.
...
وقال استفهموه أهجر !!؟؟.
...
5762 ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوني بكتف أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً .
فقالوا : إنما رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر.!!
فقالوا : إنما رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر.!!
= = = = = = = =
تاريخ الطبري ج: 2 ص: 229
...قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوني باللوح والدواة أو بالكتف والدواة أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده.
قال : فقالوا : إن رسول الله يهجر.
...قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوني باللوح والدواة أو بالكتف والدواة أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده.
قال : فقالوا : إن رسول الله يهجر.
=========
نأتي الآن إلى تلخيص الروايات لاستخراج النتيجة :
نقول :
نلاحظ انه في كل الروايات تصدَّر بقول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بالآتي :
قال : ائتوني بكتاب (أو ، هلمّ ) أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ...إلخ.
فبماذا كان يجابه في كل مرة مباشرة بعد طلبه المذكور - بأبي هو وأمي - ؟!!
تعالوا نسرد الرد الذي كان يواجه به فور طلبه المذكور ، والذي روي بعدة صور ، حتى نستخلص النتيجة النهائية لمعرفة القائل ، نسردها حسب تسلسل الروايات أعلاه :
1-قال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع ، وعندنا كتاب الله حسبنا .(البخاري)
2-فقالوا : ما له ؟! أهجر!!؟ استفهموه !!. (البخاري)
3-فقالوا : ما شأنه ! أهجر ؟؟!!! استفهموه !! (البخاري)
4-فقال بعضهم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله . (البخاري)
5-فقال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله. (البخاري)
6-قال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله . (البخاري)
7-وقالوا [/COLOR] : ما شأنه !؟ أهجر !!؟؟ استفهموه !!.[/COLOR] (صحيح مسلم)
8-فقالوا : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر!!!!.[/QUOTE] (صحيح مسلم)
9-فقال عمر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله !!. (صحيح مسلم)
10-قالوا : رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر.!![/QUOTE] (النسائي)
11-فقالوا : رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر.!![/QUOTE] (مسند أحمد)
12-قالوا : ما شأنه أهجر استفهموه . (مسند أبي عوانة)
13-وقال استفهموه أهجر !!؟؟. (مسند أبي عوانة)
14-فقالوا : إنما رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر.!![/QUOTE] (مسند أبي عوانة)
15-فقالوا : إن رسول الله يهجر.[/QUOTE] (تاريخ الطبري)
انتهت الردود مسلسلة.
أقول :
هكذا جُوبهَ أمر النبي صلى الله عليه وآله فور طلبه المذكور (وهو إحضار الدواة والكتف ليكتب لهم كتاباً لا يضلون بعده ابداً)
ثم دعكَ من روايات السنن والمسانيد وغيرها ، وتوقف عند صحيحي البخاري ومسلم ، وهي الردود من رقم (1 - 9) ففيها الكفاية.
حيث تثبت أن القائل هو واحد لا غير.
إلاّ إذا وضعتَ على عينك خرقة بالية .. فماذا أعمل لك بعدها - ؟!!
على انك تلاحظ في رواية رقم ( 1 ، 5 ، 6) عند البخاري قد روي كلام عمر بـ (فقال عمر : .. غلبه الوجع ..إلخ)
بينما في رواية رقم (4) من نفس البخاري رويت نفسها بـ (فقال بعضهم : ..غلبه الوجع ..إلخ).
وهذا يعطينا (مؤشر قوي) يدلنا على أن القوم كانوا يريدون طمس هذه الحقيقة بكل وسيلة.
ولكن الله متم نوره ، وكاشف ما قد يتلاعب به المتلاعبون ، تغطية على الحقيقة طوال السنين المنصرمة.
ثم نحن نقلنا كلام ابن تيمية ، وهو ممن لا يُتّهم على الخليفة عمر ، فكان أن قابلت كلامه بـ ((ت ف ل ة)) وجهتها له .
فماذا أفعل لك ؟!!
= = = = = = = = =
وهذا كلامه نعيده مرة أخرى
تفضلوا
ولمن لا يملكون "منهاج سنة المذكور" تفضلوا
الصفحة رقم (315) من الجزء 6 :
الجزء السادس - صفحة 315 <<= = = = =((إضغط هنـــا))
قال ابن تيمية :
((... فلما كان يوم الخميس هَمَّ أن يكتب كتابا !
فقال عمر : ماله أهجر ؟!!.
فشك عمر هل هذا القول من هجر الحمي أو هو مما يقول على عادته .
فخاف عمر أن يكون من هجر الحمى ، فكان هذا مما خفى على عمر ، كما خفى عليه موت النبي صلى الله عليه وسلم ، بل أنكره !! .
ثم قال بعضهم : هاتوا كتابا .
وقال بعضهم : لا تأتوا بكتاب !.
فرأى النبي صلى الله عليه وسلم أن الكتاب في هذا الوقت لم يبق فيه فائدة !! لأنهم يشكون !!هل أملاه مع تغيره بالمرض ؟!! أم مع سلامته من ذلك ؟؟!! فلا يرفع النزاع ! فتركه !!.
ولم تكن كتابة الكتاب مما أوجبه الله عليه أن يكتبه أو يبلغه في ذلك.انتهى المراد.
وأخيراً
رايتك تقول :
المشاركة الأصلية بواسطة تهامة عسير8
لاحظ انه يقول :
وللرد نقول ...
تفضلوا هنا للتأكد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...readid=6559&s=
وننقل رد الرحيلي كاملاً ، كما نقله أحدهم في الرابط المذكور:
جاء في كتاب [الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال
القسم الأول الرد عليه في كتابه ثم اهتديت]
تأليف
الدكتور إبرهيم بن عامر الرحيلي
وأما طعن المؤلف على عمر - رضي الله عنه - وزعمه بأنه قد اتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه لا يعي ما يقول، وقال: (إنه يهجر) ولم يمتثل قوله، وقال: (عندكم كتاب الله)، (حسبنا كتاب الله).
فجوابه: أن ما ادعاه أولاً بأن عمر اتهم رسول الله بالهجر وأنه لا يعي ما يقول فهذا باطل. وذلك أن هذه اللفظة (أهجر) لا تثبت عن عمر - رضي الله عنه - أصلاً وإنما قالها بعض من حضر الحادثة من غير أن تعين الروايات الواردة في الصحيحين -والتي احتج المؤلف بها- قائلها،
__________________
(1) هذه الرواية أخرجها مسلم في صحيحه : (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصديق) 4/1857، ح2387، وأخرج الحديث البخاري - مع اختلاف في اللفظ- في صحيحه: ( كتاب الأحكام، باب الاستخلاف) فتح الباري 13/205، ح7217.
(2) منهاج السنة 6/23.
وإنما الثابت فيها ( فقالوا ما شأنه أهجر)(1)، هكذا بصيغة الجمع دون الإفراد. ولهذا أنكر بعض العلماء أن تكون هذه اللفظة من كلام عمر.
قال ابن حجر: « ويظهر لي ترجيح ثالث الاحتمالات، التي ذكرها القرطبي، ويكون قائل ذلك بعض من قرب دخوله في الإسلام، وكان يعهد أن من اشتد عليه الوجع ،قد يشتغل به عن تحرير ما يريــد».(2)
وقال الدهلوي: « من أين يثبت أن قائل هذا القول هو عمر مع أنه وقع في أكثر الروايات (قالوا) بصيغة الجمع ».(3)
وقد ذهب إلى هذا السويدي وذكر أنه قد صرح بذلك جمع من متأخري المحدثين ومنهم ابن حجر.(4)
وهذا الذي صرح به العلماء هنا هو ظاهر قول النووي حيث يقول في معرض شرحه للحديث: «... وهو المراد بقولهم هجر، وبقول عمر غلب عليه الوجع»، فقد فرّق بين القولين فتأمله..
__________________
(1) تقدم نص الحديث بكماله وتخريجه ص277.
(2) فتح الباري 8/133.
(3) مختصر التحفة الإثني عشرية ص250.
(4) انظر: الصارم الحديد (الجزء الثاني) ص16.
فثبت بهذا افتراء الرافضي وظلمه بنسبته هذه اللفظة لعمر من غير دليل، بل ظاهر الأدلة على خلافه، على أن هذه اللفظة لا مطعن فيها على عمر لو ثبتت عنه،كما أنه لا مطعن فيها على من ثبتت عنه من الصحابة. وما ادعاه المؤلف من نسبة قائلها رسول صلى الله عليه وسلم إلى أنه لا يعي ما يقول -حاشاه ذلك- باطل لا يحتمله اللفظ وبيان ذلك من عدة وجـــوه.
الوجه الأول : أن الثابت الصحيح من هذه اللفظة أنها وردت بصيغة الاستفهام هكذا (أهجر؟) وهذا بخلاف ما جاء في بعض الروايات بلفظ (هجر، ويهجر) وتمسك به المؤلف فإنه مرجوح على ما حقق ذلك المحدثون، وشراح الحديث: منهم القاضي عياض(1)، والقرطبي(2)، والنووي(3)، وابن حجر.(4)
فقد نصوا على أن الاستفهام هنا جاء على سبيل الإنكار على من قال: ( لا تكتبوا ).
قال القرطبي بعد أن ذكر الأدلة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الخطأ في التبليغ في كل أحواله، وتَقَرُرِ ذلك عند الصحابة: « وعلى هذا
______________________
(1) انظر: الشفا 2/886.
(2) انظر المفهم 4/559.
(3) انظر شرح صحيح مسلم 11/93.
(4) انظر فتح الباري 8/133.
يستحيل أن يكون قولهم ( أهجر )، لشك عرض لهم في صحة قوله، زمن مرضه، وإنما كان ذلك من بعضهم على وجه الإنكار على من توقف في إحضار الكتف والدواة، وتلكأ عنه، فكأنه يقول لمن توقف: كيف تتوقف أتظن أنه قال: هذيانا، فدع التوقف وقرب الكتف، فإنه إنما يقول الحق لا الهجر، وهذا أحسن ما يحمل عليه».(1)
قلت: وهذا يدل على اتفاق الصحابة على استحالة الهجر على الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث إن قائليها أوردوها على سبيل الإنكار الملزم، الذي لا يشك فيه المخالف، وبه تبطل دعوى الرافضي من أصلها.
الوجه الثاني: أنه على فرض صحة رواية (هجر) من غير استفهام، فلا مطعن فيها على قائلها، لأن الهجر في اللغة يأتي على قسمين: قسم لا نزاع في عروضه للأنبياء ، وهو عدم تبيين الكلام لبحّة الصوت، وغلبة اليبس بالحرارة على اللسان، كما في الحميات الحارة، وقسم آخر: وهو جريان الكلام غير المنتظم، أو المخالف للمقصود على اللسان لعارض بسبب الحميات المحرقة في الأكثر.
وهذا القسم محل اختلاف بين العلماء في عروضه للأنبياء، فلعل القائل هنا أراد القسم الأول ، وهو أنا لم نفهم كلامه بسبب ضعف ناطقته ، ويدل على هذا قوله بعد ذلك( استفهموه ) (2)
الوجه الثالث: أنه يحتمل أن تكون هذه اللفظة صدرت عن قائلهاعن دَهَشٍ وحَيْرةٍ أصابته في ذلك المقام العظيم،والمصاب الجسيم، كما قد أصاب عمر وغيره عند موت النبي صلى الله عليه وسلم قاله القرطبي.(3)
قلت: وعلى هذا فقائلها معذور أياً كان معناها، فإن الرجل يعذر بإغلاق الفكر والعقل، إما لشدة فرح أو حزن، كما في قصة الرجل الذي فقد دابته ثم وجدها بعد يأس فقال: ( اللهم أنت عبدي، وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح ).4)
الوجه الرابع: أن هذه اللفظة صدرت بحضور رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبار أصحابه، فلم ينكروا على قائلها، ولم يؤثموه، فدل على أنه معذور على كل حال ، ولا ينكر عليه بعد ذلك إلا مفتون في الدين ، زائغ عن الحق والهدى، كما هو حال هذا المسكين المعرض نفسه لما لا يطيق.
وأما ما ادعاه من معارضة عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ( عندكم كتاب الله ، حسبنا كتاب الله ) وأنه لم يمتثل أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أراد من كتابة الكتاب :فالرد عليه:
أنه ليس في قول عمر هذا، أي اعتراض على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم امتثال أمره كما توهم هذا الرافضي، وبيان هذا من عدة وجوه:
__________________
(1) انظر: المفهم 4/559.
(2) انظر: مختصر التحفة الإثني عشرية ص250.
(3) المفهم 4/560.
(4) أخرجه مسلم من حديث أنس - رضي الله عنه - (كتاب التوبة، باب الحض على التوبة...) 4/2104، ح2747.
الوجه الأول: أنه ظهر لعمر - رضي الله عنه - ومن كان على رأيه من الصحابة، أن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بكتابة الكتاب ليس على الوجوب، وأنه من باب الارشاد إلى الأصلح، وقد نبه على هذا القاضي عياض، والقرطبي، والنووي، وابن حجر.(1)
ثم إنه قد ثبت بعد هذا صحة اجتهاد عمر - رضي الله عنه - وذلك بترك الرسول صلى الله عليه وسلم كتابة الكتاب ، ولو كان واجباً لم يتركه لاختلافهم،لأنه لم يترك التبليغ لمخالفة من خالف.ولهذا عد هذا من موافقات عمر- رضي الله عنه -.(2)
الوجه الثاني : أن قول عمر - رضي الله عنه -: ( حسبنا كتاب الله ) رد على من نازعه لا على أمر النبي صلى الله عليه وسلم (3) وهذا ظاهر من قوله: ( عندكم كتاب الله ) فإن المخاطب جمع وهم المخالفون لعمر - رضي الله عنه - في رأيه.
__________________
(1) انظر: الشفا 2/887، والمفهم 2/559، وشرح صحيح مسلم 11/91، وفتح الباري 1/209.
(2) انظر: فتح الباري لابن حجر 1/209.
(3) نص عليه النووي في شرح صحيح مسلم 11/93.
الوجه الثالث: أن عمر - رضي الله عنه - كان بعيد النظر، ثاقب البصيرة، سديد الرأي، وقد رأى أن الأولى ترك كتابة الكتاب -بعد أن تقرر عنده أن الأمر به ليس على الوجوب- وذلك لمصلحة شرعية راجحة للعلماء في توجيهها أقوال.
فقيل: شفقته على رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يلحقه من كتابة الكتاب مع شدة المرض، ويشهد لهذا قوله: ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع ) فكره أن يتكلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يشق ويثقل عليه(1) مع استحضاره قوله تعالى: { ما فرطنا في الكتاب من شيء }(2)، { تبياناً لكل شيء }.(3)
وقيل: إنه خشي تطرق المنافقين، ومن في قلبه مرض، لما كتب في ذلك الكتاب في الخلوة، وأن يتقولوا في ذلك الأقاويل نص على ذلك القاضي عياض وغيره من أهل العلم.(4)
وقيل : إنه خشي أن يكتب أموراً ربما عجزوا عنها فاستحقوا
__________________
(1) انظر: الشفا للقاضي عياض 2/888، وشرح صحيح مسلم للنووي 11/90، وفتح الباري لابن حجر 1/209.
(2) سورة الأنعام آية 38.
(3) سورة النحل آية 89.
(4) انظر: الشفا 2/889 ، وشرح صحيح مسلم للنووي 2/92.
العقوبة لكونها منصوصة ، ورأى أن الأرفق بالأمة في تلك الأمور سعة الاجتهاد، لما فيه من الأجر والتوسعة على الأمة.(1)
قلت : ولا يبعد أن يكون عمر - رضي الله عنه - لاحظ هذه الأمور كلها، أو كان لاجتهاده وجوه أخرى لم يطلع عليها العلماء، كما خفيت قبل ذلك على من كان خالفه من الصحابة، ووافقه عليها الرسول صلى الله عليه وسلم بتركه كتابة الكتاب، ولهذا عد العلماء هذه الحادثة من دلائل فقهه ودقة نظره.
قال النووي: « وأما كلام عمر - رضي الله عنه - فقد اتفق العلماء المتكلمون في شرح الحديث، على أنه من دلائل فقه عمر، وفضائله، ودقيق نظره».(2)
الوجه الرابع : أن عمر - رضي الله عنه - كان مجتهداً في موقفه من كتابة الكتاب، والمجتهد في الدين معذور على كل حال، بل مأجور لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم اخطأ فله أجر )(3)، فكيف وقد كان اجتهاد عمر بحضور رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يؤثمه، ولم يذمه به، بل وافقه على ما أراد من ترك كتابة الكتاب
__________________
(1) انظر: الشفا 2/889، وفتح الباري 8/134.
(2) شرح صحيح مسلم 11/90.
(3) رواه البخاري من حديث عمرو بن العاص في: (كتاب الاعتصام، باب أجر الحاكم إذا اجتهد...) فتح الباري 13/318، ح7352، ومسلم: ( كتاب الأقضية، باب بيان أجر الحاكم إذا اجتهد) 3/1342، ح1716.
انتهى
القسم الأول الرد عليه في كتابه ثم اهتديت]
تأليف
الدكتور إبرهيم بن عامر الرحيلي
وأما طعن المؤلف على عمر - رضي الله عنه - وزعمه بأنه قد اتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه لا يعي ما يقول، وقال: (إنه يهجر) ولم يمتثل قوله، وقال: (عندكم كتاب الله)، (حسبنا كتاب الله).
فجوابه: أن ما ادعاه أولاً بأن عمر اتهم رسول الله بالهجر وأنه لا يعي ما يقول فهذا باطل. وذلك أن هذه اللفظة (أهجر) لا تثبت عن عمر - رضي الله عنه - أصلاً وإنما قالها بعض من حضر الحادثة من غير أن تعين الروايات الواردة في الصحيحين -والتي احتج المؤلف بها- قائلها،
__________________
(1) هذه الرواية أخرجها مسلم في صحيحه : (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصديق) 4/1857، ح2387، وأخرج الحديث البخاري - مع اختلاف في اللفظ- في صحيحه: ( كتاب الأحكام، باب الاستخلاف) فتح الباري 13/205، ح7217.
(2) منهاج السنة 6/23.
وإنما الثابت فيها ( فقالوا ما شأنه أهجر)(1)، هكذا بصيغة الجمع دون الإفراد. ولهذا أنكر بعض العلماء أن تكون هذه اللفظة من كلام عمر.
قال ابن حجر: « ويظهر لي ترجيح ثالث الاحتمالات، التي ذكرها القرطبي، ويكون قائل ذلك بعض من قرب دخوله في الإسلام، وكان يعهد أن من اشتد عليه الوجع ،قد يشتغل به عن تحرير ما يريــد».(2)
وقال الدهلوي: « من أين يثبت أن قائل هذا القول هو عمر مع أنه وقع في أكثر الروايات (قالوا) بصيغة الجمع ».(3)
وقد ذهب إلى هذا السويدي وذكر أنه قد صرح بذلك جمع من متأخري المحدثين ومنهم ابن حجر.(4)
وهذا الذي صرح به العلماء هنا هو ظاهر قول النووي حيث يقول في معرض شرحه للحديث: «... وهو المراد بقولهم هجر، وبقول عمر غلب عليه الوجع»، فقد فرّق بين القولين فتأمله..
__________________
(1) تقدم نص الحديث بكماله وتخريجه ص277.
(2) فتح الباري 8/133.
(3) مختصر التحفة الإثني عشرية ص250.
(4) انظر: الصارم الحديد (الجزء الثاني) ص16.
فثبت بهذا افتراء الرافضي وظلمه بنسبته هذه اللفظة لعمر من غير دليل، بل ظاهر الأدلة على خلافه، على أن هذه اللفظة لا مطعن فيها على عمر لو ثبتت عنه،كما أنه لا مطعن فيها على من ثبتت عنه من الصحابة. وما ادعاه المؤلف من نسبة قائلها رسول صلى الله عليه وسلم إلى أنه لا يعي ما يقول -حاشاه ذلك- باطل لا يحتمله اللفظ وبيان ذلك من عدة وجـــوه.
الوجه الأول : أن الثابت الصحيح من هذه اللفظة أنها وردت بصيغة الاستفهام هكذا (أهجر؟) وهذا بخلاف ما جاء في بعض الروايات بلفظ (هجر، ويهجر) وتمسك به المؤلف فإنه مرجوح على ما حقق ذلك المحدثون، وشراح الحديث: منهم القاضي عياض(1)، والقرطبي(2)، والنووي(3)، وابن حجر.(4)
فقد نصوا على أن الاستفهام هنا جاء على سبيل الإنكار على من قال: ( لا تكتبوا ).
قال القرطبي بعد أن ذكر الأدلة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الخطأ في التبليغ في كل أحواله، وتَقَرُرِ ذلك عند الصحابة: « وعلى هذا
______________________
(1) انظر: الشفا 2/886.
(2) انظر المفهم 4/559.
(3) انظر شرح صحيح مسلم 11/93.
(4) انظر فتح الباري 8/133.
يستحيل أن يكون قولهم ( أهجر )، لشك عرض لهم في صحة قوله، زمن مرضه، وإنما كان ذلك من بعضهم على وجه الإنكار على من توقف في إحضار الكتف والدواة، وتلكأ عنه، فكأنه يقول لمن توقف: كيف تتوقف أتظن أنه قال: هذيانا، فدع التوقف وقرب الكتف، فإنه إنما يقول الحق لا الهجر، وهذا أحسن ما يحمل عليه».(1)
قلت: وهذا يدل على اتفاق الصحابة على استحالة الهجر على الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث إن قائليها أوردوها على سبيل الإنكار الملزم، الذي لا يشك فيه المخالف، وبه تبطل دعوى الرافضي من أصلها.
الوجه الثاني: أنه على فرض صحة رواية (هجر) من غير استفهام، فلا مطعن فيها على قائلها، لأن الهجر في اللغة يأتي على قسمين: قسم لا نزاع في عروضه للأنبياء ، وهو عدم تبيين الكلام لبحّة الصوت، وغلبة اليبس بالحرارة على اللسان، كما في الحميات الحارة، وقسم آخر: وهو جريان الكلام غير المنتظم، أو المخالف للمقصود على اللسان لعارض بسبب الحميات المحرقة في الأكثر.
وهذا القسم محل اختلاف بين العلماء في عروضه للأنبياء، فلعل القائل هنا أراد القسم الأول ، وهو أنا لم نفهم كلامه بسبب ضعف ناطقته ، ويدل على هذا قوله بعد ذلك( استفهموه ) (2)
الوجه الثالث: أنه يحتمل أن تكون هذه اللفظة صدرت عن قائلهاعن دَهَشٍ وحَيْرةٍ أصابته في ذلك المقام العظيم،والمصاب الجسيم، كما قد أصاب عمر وغيره عند موت النبي صلى الله عليه وسلم قاله القرطبي.(3)
قلت: وعلى هذا فقائلها معذور أياً كان معناها، فإن الرجل يعذر بإغلاق الفكر والعقل، إما لشدة فرح أو حزن، كما في قصة الرجل الذي فقد دابته ثم وجدها بعد يأس فقال: ( اللهم أنت عبدي، وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح ).4)
الوجه الرابع: أن هذه اللفظة صدرت بحضور رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبار أصحابه، فلم ينكروا على قائلها، ولم يؤثموه، فدل على أنه معذور على كل حال ، ولا ينكر عليه بعد ذلك إلا مفتون في الدين ، زائغ عن الحق والهدى، كما هو حال هذا المسكين المعرض نفسه لما لا يطيق.
وأما ما ادعاه من معارضة عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ( عندكم كتاب الله ، حسبنا كتاب الله ) وأنه لم يمتثل أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أراد من كتابة الكتاب :فالرد عليه:
أنه ليس في قول عمر هذا، أي اعتراض على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم امتثال أمره كما توهم هذا الرافضي، وبيان هذا من عدة وجوه:
__________________
(1) انظر: المفهم 4/559.
(2) انظر: مختصر التحفة الإثني عشرية ص250.
(3) المفهم 4/560.
(4) أخرجه مسلم من حديث أنس - رضي الله عنه - (كتاب التوبة، باب الحض على التوبة...) 4/2104، ح2747.
الوجه الأول: أنه ظهر لعمر - رضي الله عنه - ومن كان على رأيه من الصحابة، أن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بكتابة الكتاب ليس على الوجوب، وأنه من باب الارشاد إلى الأصلح، وقد نبه على هذا القاضي عياض، والقرطبي، والنووي، وابن حجر.(1)
ثم إنه قد ثبت بعد هذا صحة اجتهاد عمر - رضي الله عنه - وذلك بترك الرسول صلى الله عليه وسلم كتابة الكتاب ، ولو كان واجباً لم يتركه لاختلافهم،لأنه لم يترك التبليغ لمخالفة من خالف.ولهذا عد هذا من موافقات عمر- رضي الله عنه -.(2)
الوجه الثاني : أن قول عمر - رضي الله عنه -: ( حسبنا كتاب الله ) رد على من نازعه لا على أمر النبي صلى الله عليه وسلم (3) وهذا ظاهر من قوله: ( عندكم كتاب الله ) فإن المخاطب جمع وهم المخالفون لعمر - رضي الله عنه - في رأيه.
__________________
(1) انظر: الشفا 2/887، والمفهم 2/559، وشرح صحيح مسلم 11/91، وفتح الباري 1/209.
(2) انظر: فتح الباري لابن حجر 1/209.
(3) نص عليه النووي في شرح صحيح مسلم 11/93.
الوجه الثالث: أن عمر - رضي الله عنه - كان بعيد النظر، ثاقب البصيرة، سديد الرأي، وقد رأى أن الأولى ترك كتابة الكتاب -بعد أن تقرر عنده أن الأمر به ليس على الوجوب- وذلك لمصلحة شرعية راجحة للعلماء في توجيهها أقوال.
فقيل: شفقته على رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يلحقه من كتابة الكتاب مع شدة المرض، ويشهد لهذا قوله: ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع ) فكره أن يتكلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يشق ويثقل عليه(1) مع استحضاره قوله تعالى: { ما فرطنا في الكتاب من شيء }(2)، { تبياناً لكل شيء }.(3)
وقيل: إنه خشي تطرق المنافقين، ومن في قلبه مرض، لما كتب في ذلك الكتاب في الخلوة، وأن يتقولوا في ذلك الأقاويل نص على ذلك القاضي عياض وغيره من أهل العلم.(4)
وقيل : إنه خشي أن يكتب أموراً ربما عجزوا عنها فاستحقوا
__________________
(1) انظر: الشفا للقاضي عياض 2/888، وشرح صحيح مسلم للنووي 11/90، وفتح الباري لابن حجر 1/209.
(2) سورة الأنعام آية 38.
(3) سورة النحل آية 89.
(4) انظر: الشفا 2/889 ، وشرح صحيح مسلم للنووي 2/92.
العقوبة لكونها منصوصة ، ورأى أن الأرفق بالأمة في تلك الأمور سعة الاجتهاد، لما فيه من الأجر والتوسعة على الأمة.(1)
قلت : ولا يبعد أن يكون عمر - رضي الله عنه - لاحظ هذه الأمور كلها، أو كان لاجتهاده وجوه أخرى لم يطلع عليها العلماء، كما خفيت قبل ذلك على من كان خالفه من الصحابة، ووافقه عليها الرسول صلى الله عليه وسلم بتركه كتابة الكتاب، ولهذا عد العلماء هذه الحادثة من دلائل فقهه ودقة نظره.
قال النووي: « وأما كلام عمر - رضي الله عنه - فقد اتفق العلماء المتكلمون في شرح الحديث، على أنه من دلائل فقه عمر، وفضائله، ودقيق نظره».(2)
الوجه الرابع : أن عمر - رضي الله عنه - كان مجتهداً في موقفه من كتابة الكتاب، والمجتهد في الدين معذور على كل حال، بل مأجور لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم اخطأ فله أجر )(3)، فكيف وقد كان اجتهاد عمر بحضور رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يؤثمه، ولم يذمه به، بل وافقه على ما أراد من ترك كتابة الكتاب
__________________
(1) انظر: الشفا 2/889، وفتح الباري 8/134.
(2) شرح صحيح مسلم 11/90.
(3) رواه البخاري من حديث عمرو بن العاص في: (كتاب الاعتصام، باب أجر الحاكم إذا اجتهد...) فتح الباري 13/318، ح7352، ومسلم: ( كتاب الأقضية، باب بيان أجر الحاكم إذا اجتهد) 3/1342، ح1716.
انتهى
من المدلّس الآن ، يا حضرة تهامة ؟!!!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
مرآة التواريخ
تعليق