المشاركة الأصلية بواسطة فرقان المسلم
عزيزي فرقان المسلم
لم اكن اريد ان ارد عليك في الوقت الحالي و ذلك لبعض المشاغل لدي و خصوصا في فترة الامتحانات ، و لكن مشاركتك الأخيرة حفزتني لأرد عليك ،و ذلك لرد الشبهات التي تطرحها ، و خصوصا قولك هذا :
ما هي سالفة هذا الخذلان المستمر ؟ لماذا دائما الإئمة هم المخذولون ؟ دائما تتكرر هذه الكلمة وكأنها شماعة نعلق عليها تحليلاتنا ؟ لقد خذلوا الإمام الفلاني والعلاني ؟ لماذا دائما الأئمة هم المخذولون ؟
وكيف يتم خذلان الإئمة والله تعالي معهم ؟
اقول جوابا عن الشبهة
ان مثل الامام في الأمة مثل الكعبة و الحج , قال الله تعالى ( ) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)
فلو ترك جميع الناس الذهاب الى الحج و الطواف حول الكعبة ، فلا تكفر الكعبة بترك الناس اياها ،
و الامام مدلول عليه ،مستغن عن الدعوة لنفسه ، و على امة ان يتبعوه و مثله كالكعبة المشرفة يؤتى اليه و لا ياتي لأحد من الناس ، و ان لم يتبعوه الأمة فلا يضره شيئا بل الأمة هي التي تتضرر و سيتحكم عليها الجبابرة و الطواغيت ،
اما الامام مستغن من ان يدعوا الى نفسه ، لأنه بالأساس مدلول عليه ، و هذا لا يمنع ابدا ان يدعوا الامام المعصوم الناس اليه في بعض الموارد رحمة منه ،
اما الحالة مع الأنبياء و الرسل ، مختلف قليلا ، اي انهم يجب عليهم دعوة الناس اليهم واقامة الشرايع التوحيدية ،
) وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18)
فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)
) وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (92)
مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (99)
) وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)
وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (35)
) فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (82)
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54)
قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (17)
اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ (47) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ (48
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12)
و ذلك لأن دور الرسول و النبي عليهم السلام ، دور الهداية التشريعية ، اما دور الامام المعصوم عليه السلام دور الهداية التكميلية ، و هذا مصاديق اللطف اللهي ، كما بحث في قاعدة اللطف .
اما بالنسبة الى سائر المسائل ، فليكن الاجابة عليها بعد الفراغ من المشاغل .
و عليك ان تفهم عزيزي مما تقدم ان خذلت الأمة الامام المعصوم عليه السلام فهذا ليس ذنب الامام المعصوم عليه السلام بل ذنب الأمة . و عليها عواقب الخذلان .
و من الله التوفيق
و السلام .
تعليق