إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

قل لمن لم يُخلص ....لا تتعب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قل لمن لم يُخلص ....لا تتعب







    إنّه القولُ القلبيّ، والإقرار، والتجرّد... إنّه إعلان وصدع بأمر لا يتمّ قبول الأعمال إلا به... يجب أن يملأ القلب صداه؛ فيطرد من داخله كلّ هوى يعكّر صفوه... إنّه "الإخلاص".

    معه... وبه سنرتقي هنا، لنلتقي هناك... في الفردوس الأعلى، وتحت ظلال طوبى، ونتظلل بعرش الرحمن معاً -بإذن الله ورحمته- فإن لم نرتقِ "بالإخلاص" في الدنيا لن نلتقي -لا قدّر الله- في دار القرار، وفي الجنان جنان عدن! نسأل الله السّلامة، والعافية في الدّنيا والآخرة.

    سنكون مع أولى جلساتنا تحت ظلال كتاب: النية والإخلاص، للشيخ الدكتور العلامة "يوسف القرضاوي" حفظه الله تعالى، وجزاه عنا كل خير. أسأل الله أن يجعل هذا الموضوع عمليّاً بحتاً، وأن يفتح للكلمات أبواب القلوب.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    حينما نمُرّ بشجرة كبيرة وارفة الظلال جميلة بعد أن طال سيرنا تحت سياط الشمس المحرقة نسعد بها... نُسرع الخُطى إليها... نمعن فيها، ونُطيل النّظر... نحاكيها، ونشكر الله الذي أرسلها إلينا قبل أن يدركنا الهلاك! نبثّ لها كم هي تعاستنا قبل أن تغمرنا -بإذن ربها وربنا ورحمته- بالبرد والسّلام.

    نصوّرها... لا لنحتفظ بالذكرى! بل إنّنا سنبقى تحت ظلالها نسير؛ فهي طريقنا إلى هناك، طريقنا الوحيد الأوحد، طريقنا المستقيم الأقصر والأيسر... وإنّما نصوّرها لنرسل صورتها لغيرنا الذي ما زال تحت الشّمس يتعب ويكدّ ظانّاً أنّه يحسن صنعاً! نرسل صورتها إليه ليهتديَ إليها، كما اهتدينا بمشيئة ربنا وربه -سبحانه وبحمده- ليهتدي ويرتقي فنلتقي معه هناك وقد وضع اهتداؤه في ميزاننا دون أن ينقص من ميزانه شيئاً... ننقلها أوّلاً كما هي، ثمّ نبوح بخواطرنا... نصف أنفسنا قبل أن نلقاها! ثمّ نصدع بما غمرتنا به تلك الشّجرة من العطاء، نصفُ حلاوة الثمر، ولا ننسى الأوراق وصفاءها، والجذور وثباتها، والجنّة ونعيمها.

    لقاء الدنيا للسائرين تحت ظلالها ليس بالأكيد لأنّها كبيرة جداً، وتتّسع للمزيد... ولكن... سيجمع لقاء الآخرة كل من ساروا تحت ظلالها في الدنيا؛ لأنّها طريق يوصل إلى نقطة واحدة فقط: الجنّة... وهناك يكون اللقاء الخالد. هناك وفقط هناك يحلو اللقاء.

    إنّ الشّجرة هنا هي كتاب: "النيّة والإخلاص".
    والسّطور تشرح كيفيّة الطرح.

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم

      النية والإخلاص
      تقديم من الدستور الإلهي


      أعوذ بالله من الشيطان الرجيم... (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)(إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص)(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء).




      بسم الله الرحمن الرحيم


      الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه، لا نبغي غيره رباً، ولا نتخذ غيره ولياً، ولا نبتغي غيره حكماً، ولا نشرك به ولا معه أحداً ولا شيئاً، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.

      وأزكى صلوات الله وتسليماته على سيدنا وإمامنا، وأسوتنا وحبيبنا محمد، الذي كانت صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين، لا شريك له، كان كله لله، إذا تكلم فلله، وإذا صمت فلله، إذا غضب فلله، وإذا رضي فلله، إذا أحب فلله، وإذا أبغض فلله، إذا أعطى أو منع أو سالم أو حارب فلله، ولا شيء غير الله، وقد علمنا أن ندعو الله فنقول: "اللهم إنا نعوذ بك نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه".

      ورضي الله عن أصحابه، الذين أخلصوا دينهم لله، وأخلصهم الله لدينه، فهاجروا لله، وآووا ونصروا لله، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، وكان الله ورسوله والجهاد في سبيله أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم وإخوانهم وعشيرتهم وأموال اقترفوها، وتجارة يخشون كسادها، ومساكن وأوطان يرضونها.. ورضي الله عمن سار على دربهم إلى يوم الدين.

      أما بعد...

      فهذه الصحائف التي أقدمها لك -أخي المسلم- تتحدث عن شعبة أساسية من أرفع شعب الإيمان، وعن مقام من أعظم مقامات الدين، وخلق من أجل أخلاق الربانيين، هو "الإخلاص" الذي لا يقبل الله عملا إلا به، فبغيره لا يكون العمل مرضياً عند الله تعالى، كما قال سليمان عليه السلام: (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين).

      وإنما يرضى الله العمل الصالح في ذاته إذا تحقق فيه الإخلاص، وانتفى منه الشرك أكبره وأصغره، جليه وخفيه: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا).

      ولا يتم الإخلاص إلا بتوافر النية الصادقة، وتجريدها لله، وتخليصها من الشوائب والرغبات الذاتية والدنيوية، ومعنى هذا: أن يفني الإنسان عن حظوظ نفسه، ويتعلق بربه، فيمنحه القوة من الضعف، والأمن من الخوف، والغنى من الفقر.

      وأرجو أن تجد أخي المسلم في هذه الصحائف ما يعينك على جهاد نفسك، ومقاومة شهواتها الخفية، وهي أشد خطرا من الشهوات الظاهرة، حتى تخلص لله، وتكون كلك لله: (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى، وإلى الله عاقبة الأمور).

      اللهم اجعلنا من الذين إذا علموا عملوا، وإذا عملوا أخلصوا، وإذا أخلصوا قبلوا عندك يا رب العالمين... اللهم آمين.


      الفقير إلى الله تعالى: يوسف القرضاوي

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم


        معنى الإخلاص وضرورته للسالكين إلى الله


        الإخلاص:
        عمل من أعمال القلوب
        بل هو في مقدمة الأعمال القلبية
        لأن قبول الأعمـال لا يتم إلا به.


        والمقصود بالإخلاص: إرادة وجه الله تعالى بالعمل، وتصفيته من كل شوب ذاتي أو دنيوي، فلا ينبعث للعمل إلا لله تعالى والدار الآخرة، ولا يمازج عمله ما يشوبه من الرغبات العاجلة للنفس، الظاهرة أو الخفية، من إرادة مغنم، أو شهوة، أو منصب، أو مال، أو شهرة، أو منزلة في قلوب الخلق، أو طلب مدحهم، أو الهرب من ذمهم، أو إرضاء لعامة، أو مجاملة لخاصة، أو شفاء لحقد كامن، أو استجابة لحسد خفي، أو لكبر، أو لغير ذلك من العلل والأهواء والشوائب، التي عقد متفرقاتها هو: إرادة ما سوى الله تعالى بالعمل، كائنا من كان، وكائنا ما كان.


        وأساس إخلاص العمل: تجريد "النية" فيه لله تعالى.
        والمراد بالنية: انبعاث إرادة الإنسان لتحقيق غرض مطلوب له.


        فالغرض الباعث هو: المحرك للإرادة الإنسانية لتندفع للعمل، والأغراض الباعثة كثيرة ومتنوعة، منها، المادي والمعنوي، ومنها: الفردي والاجتماعي، ومنها: الدنيوي والأخروي، ومنها التافه الحقير، والعظيم الخطير، منها ما يتعلق بشهوة البطن والجنس، ومنها ما يتصل بلذة العقل والروح، منها ما هو محظور، ومنها ما هو مباح، ومنها ما هو مستحب، ومنها ما هو واجب.

        وإنما يحدد هذه البواعث: عقائد الإنسان وقيمه التي يؤمن بها، ومعارفه وأفكاره ومفاهيمه التي كونها بالدراسة أو بالتجربة، أو بتأثير البيئة، وبالتقليد للآخرين.

        والمؤمن الحق هو الذي غلب باعث الدين في قلبه باعث الهوى، وانتصرت حوافز الآخرة على حوافز الدنيا، وآثر ما عند الله تعالى على ما عند الناس، فجعل نيته وقوله وعمله لله، وجعل صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين، وهذا هو الإخلاص.

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم

          حذفت المشاركة اجابة لطلب كاتبها

          النبأ العظيم
          التعديل الأخير تم بواسطة النبأ العظيم; الساعة 05-06-2005, 11:00 AM.

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم

            الرجاء من الاخوة المشرفين حذف المشاركة الاخيرة لانها وضعت في مكان خطأ مع الشكر

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم

              جزك الله خيرا اخي المشرف النبأ العظيم


              الإخلاص من ثمرات التوحيد الخالص


              والإخلاص -بالمعنى الذي ذكرنا- ثمرة من ثمرات "التوحيد" الكامل لله تبارك وتعالى، الذي هو إفراد الله عز وجل بالعبادة والاستعانة، والذي يعبر عنه قوله سبحانه في فاتحة الكتاب وأم القرآن: (إياك نعبد وإياك نستعين). والذي يناجي به المسلم ربه في صلواته كل يوم ما لا يقل عن سبع عشرة مرة.

              وبهذا الإخلاص المتجرد يتخلص من كل رق، ويتحرر من كل عبودية لغير الله: عبودية الدينار، والدرهم، والمرأة والكأس، والزينة والمظهر، والجاه والمنصب، وسلطان الغريزة والعادة، وكل ألوان العبودية للدنيا التي استسلم لها الناس، ويكون كما أمر الله رسوله: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين).

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم

                ضرورة الإخلاص للسالكين

                قد أجمع الربانيون -من رجال التربية الروحية، وأهل الطريق إلى الله- على أهمية الإخلاص وضرورته لكل عمل من أعمال الآخرة، وكل سالك للطريق.

                يقول الإمام أبو حامد الغزالي في مقدمة كتاب "النية والإخلاص والصدق" من ربع المنجيات من "الإحياء": "قد انكشف لأرباب القلوب ببصيرة الإيمان، وأنوار القرآن: أن لا وصول إلى السعادة، إلا بالعلم والعبادة، فالناس كلهم هلكى إلا العالمون، والعالمون كلهم هلكى إلا العاملون، والعاملون هلكى إلا المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم، فالعمل بغير نية عناء، والنية بغير إخلاص رياء، وهو للنفاق كفاء، ومع العصيان سواء، والإخلاص من غير صدق وتحقيق هباء، وقد قال الله تعالى في كل عمل كان بإرادة غير الله مشوباً مغموراً: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا)".

                وما قاله الغزالي سبق بنحوه العارف الرباني سهل بن عبد الله التستري، حيث قال: الناس كلهم سكارى إلا العلماء، والعلماء كلهم حيارى، إلا من عمل بعلمه.

                وفي لفظ آخر قال: الدنيا جهل وموت، إلا العلم، والعلم كله حجة (أي على صاحبه)، إلا العمل به، والعمل كله هباء، إلا الإخلاص، والإخلاص على خطر عظيم حتى يختم به.

                وقال بعضهم: العلم بذر، والعمل زرع، وماؤه الإخلاص.

                وقال ابن عطاء الله في "حكمه": إن الله لا يحب العمل المشترك، ولا القلب المشترك، فالعمل المشترك هو لا يقبله، والقلب المشترك هو لا يقبل عليه.

                إن العلم الذي لا يصحبه الإخلاص صورة بلا حياة، وجثة بلا روح، والله تعالى إنما يريد من الأعمال حقائقها لا رسومها وصورها، ولهذا يرد كل عمل مغشوش على صاحبه، كما يرد الصيرفي الناقد العملة المزيفة.

                وفي الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى أجسادكم وصوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم" وأشار بأصبعه إلى قلبه. وقال: "التقوى ههنا" وأشار إلى صدره ثلاث مرات.

                وقال تعالى في شأن قرابين الهدى والأضاحي التي يقدمها الحجاج والمعتمرون: "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم".

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  الإخلاص مطلوب لصلاح الحياة

                  وليس تشديد الإسلام في طلب الإخلاص، وتأكيده على تجريد النية لله، وتصحيح الاتجاه إليه وحده: ضرباً من التزمت أو العبث! فإن الحياة نفسها لا تستقيم ولا ترتقي إلا بالمخلصين، وأكثر ما يصيب الأمم والجماعات من النكبات والكوارث القاصمة إنما يجره عليها أناس لا يرجون الله والدار الآخرة.. أناس من عبيد الدنيا، وعشاق الثروة، الذين لا يبالون -في سبيل دنياهم وشهوات أنفسهم- أن يدمروا دنيا الآخرين ودينهم معاً، وأن يحولوا الأبنية إلى خرائب، والمنازل إلى مقابر، والحياة إلى موات.

                  أو أناس من طلاب الزعامة والسلطة، وعبيد الشهرة والجاه، وعشاق المجد الشخصي، والبطولة بغير الحق، إنهم في سبيل الحصول على المجد والسلطان، أو في سبيل الحفاظ على ما أدركوا منه، لا يبالون أن يخربوا دياراً، ويدمروا أمة بل أمماً بأسرها، لا لشيء إلا لتصفق لهم الأيدي، وتهتف لهم الحناجر، وتنطلق بإطرائهم الأقلام، وتسبّح بحمدهم الجماهير المسكينة المخدوعة! ويدوم لهم الاستمتاع بكراسي الحكم الوثيرة! وشعار كل منهم: أنا أو يخرب العالم من بعدي!

                  إن الإسلام لا يرضى للمسلم أن يعيش بوجهين: وجه لله، ووجه لشركائه، ولا أن تنقسم حياته إلى شطرين: شطر لله وشطر للطاغوت، الإسلام يرفض الثنائية المقيتة، والازدواجية البغيضة، التي نشهدها في حياة المسلمين اليوم؛ فنجد الرجل مسلماً في المسجد أو في شهر رمضان، ثم هو في حياته! أو في معاملاته! أو في مواقفه إنسان آخر! إن الإخلاص هو الذي يوحد حياة المسلم، ويجعلها كلها لله، كما يجعله كله لله، فصلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين.

                  تعليق


                  • #10
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    استحضار النية وتجريدها لله

                    لا يتحقق الإخلاص في العمل إلا بعنصرين أساسيين:

                    الأول: استحضار النية فيه، فإنما الأعمال بالنيات، ومن أدى العمل أداء آلياً، بغير نية طيبة، لم يدخل في زمرة المخلصين.

                    والثاني: تجريدها من الشوائب الذاتية والدنيوية، حتى تخلص لله سبحانه.

                    تعليق


                    • #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      إن توقفنا مع العنصرين الأساسيين لإخلاص العمل سنجد أنّ الأمر مع سهولته البالغة صعب، كيف؟

                      سهل جداً أمر النية؛ فهي لا تحتاج إلا إلى مرور خاطر، حتى ارتفاع الصوت فغير مطلوب فيها، بل هيَ مجرد نسمة تهبّ على القلب فتذكره بهدفه وبتوجهه وما هي هجرته، وإلى أين... أما أمر تجريدها من الشوائب فيحتاج منا بعض الوقفات مع النفس، والبقاء على حذر وهذا سهل وصعب في نفس الوقت. فهو لا يحتاج إلى جهد كبير، ولكنه يبقى على خطر عظيم ما لم نتعهد النفس باللوم، والمحاسبة، وتجريد النية دوماً.

                      في النهاية يبقى القلق: هناك أمور نفعلها لا نعقد أصلاً لها نية، نفعلها هكذا... لا لأجل شيء طيب وتوجه سليم وإخلاص، وأيضاً ليس لأجل شيء خبيث... هذه تحتاج منا إلى تجديد نية، وتوجيه حتى لا يضيع أجرها، ويحسب مع اللاشيء كما نيتها. اللهم تقبّل منا إنّك أنتَ السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

                      تعليق


                      • #12
                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        حقيقة النية


                        قال الجوهري في الصحاح : النية العزم.. وقال الخطابي: هي قصدك الشيء بقلبك، وتحري الطلب منك له. وقال البيضاوي: هي انبعاث القلب نحو ما يراه موافقاً لغرض، من جلب نفع، أو دفع ضر، حالاً أو مالاً.. قال: والشرع خصها بالإرادة المتوجهة نحو الفعل، ابتغاء لوجه الله تعالى، وامتثالاً لحكمه.

                        وقال العراقي في شرح التقريب: اختلف في حقيقة النية، فقيل: هي الطلب، وقيل: الجد في الطلب، ومنه قول ابن مسعود: من ينو الدنيا تعجزه، أي من يجد في طلبها.

                        وقال الزركشي في قواعده: حقيقة النية ربط القصد بمقصود معين، والمشهور: أنها مطلق القصد إلى الفعل.. وقال المارودي: النية قصد الشيء مقترناً بفعله، فإن قصده وتراخى عنه فهو عزم.
                        التعديل الأخير تم بواسطة أبو إسلام; الساعة 12-06-2005, 11:57 PM.

                        تعليق


                        • #13
                          بسم الله الرحمن الرحيم


                          أهمية النية في تحقيق الاخلاص


                          النية إرادة جازمة: إنما تتمثل النية في الإرادة الجازمة المصممة المتوجهة نحو الفعل، خيراً كان أم شراً، واجباً أو مستحباً، أو محظوراً، أو مكروهاً، أو مباحاً، ولهذا تكون أحياناً نية صالحة محمودة، وأحياناً نية سيئة مذمومة، حسب المنوي: أي شيء هو؟ وحسب المحرك الباعث: أهو الدنيا أم الآخرة؟ أهو وجه الله أم وجوه الناس؟

                          وليست النية إذن مجرد خاطرة تطرأ على القلب لحظة ثم لا تلبث أن تزول، فلا ثبات لها، يقول صلى الله عليه وسلم: "إن الله عفا عن أمتي ما حدثت بها أنفسها، ما لم تعمل به، أو تتكلم به"، وهذا يؤيد ما قاله بعضهم من أن النية ليست مجرد الطلب، بل الجد في الطلب.

                          وعلى هذا الأساس رأينا في الحديث: الفقير الذي لا مال له، يحصل -ببصيرته وصدق نيته- أجر الغنى الذي أنفق وتصدق في سبيل الله، قال: "فهما في الأجر سواء".

                          ورأينا في مقابله: الفقير الذي عاش حياته في الفقر والبؤس، يحصل -بغبائه وسوء نيته- وزر الغني الذي أنفق ماله في الشهوات ومعصية الله.

                          كما رأينا الحديث يحكم على المسلمين المقتتلين بأنهما في النار، القاتل بقتله، والمقتول، لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه، وذلك إذا كان اقتتالهما لأجل الدنيا.

                          تعليق


                          • #14
                            بسم الله الرحمن الرحيم

                            نلتقي بعد قليل مع: النية محلها القلب، وفقط القلب.

                            أحاول أن أقنع كبار السن بهذه النقطة ليل نهار! ولكنهم يقولون لي: هلأ إنتِ يا بني أشطر من أبو زيد؟! ما بعرف طبعاً مين أبو زيد، بس باينه كاين "متوعظن" في زماناته.. ويأبى كبار السن إلا أن يطبّق ما قاله لهم أبو زيد.. ويقولون لنا : جيلنا يا بني أوعى من جيلكم، إنتو منفتحين، وقاعدين بتقصوا من الدين، وآخرتكم رح تقضوا عليه كله!

                            اللهم اغفر لآبائنا و أجدّادنا ولأبي زيد ولكلّ كبار السن المُضَلَّلين.

                            تعليق


                            • #15
                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              النية محلها القلب..



                              وهذه النية عمل قلبي خالص، وليست من أعمال اللسان؛ ولذا لم يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولا عن تابعيهم بإحسان من سلف الأمة: التلفظ بالنية في العبادات! مثل الصلاة والصيام والغسل والوضوء، ونحوها، وهو ما نرى بعض الناس يجهدون أنفسهم في الإتيان به!

                              مثل قولهم: نويت صلاة الظهر أو العصر أربع ركعات لله العظيم، أو نويت الصيام غداً في شهر رمضان.. الخ، وكل هذا لم يأت به قرآن ولا سنة. ولا معنى له، إذ لا يقول الإنسان إذا أراد الذهاب إلى السوق: نويت الذهاب إلى السوق، أو إذا نوى السفر: نويت السفر! ونقل الزركشي عن الغزالي في فتاويه قوله: أمر النية سهل في العبادات، وإنما يتعسر بسبب الجهل بحقيقة النية أو الوسوسة

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
                              استجابة 1
                              102 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                              استجابة 1
                              76 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
                              ردود 2
                              156 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 29-06-2022, 06:45 AM
                              استجابة 1
                              112 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-08-2021, 02:31 AM
                              استجابة 1
                              86 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              يعمل...
                              X