إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

لماذا نقول يا حسين (ع)???

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    لماذا نقول ياحسين (عليه السلام)
    بقلم سماحة الشيخ مصطفى مصري العاملي



    لماذا نقول يا حسين ؟ الحلقة الخامسة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( الحلقة الخامسة)_ لماذا يقول النبي وأنا من حسين ؟
    خلاصة ما مر في الحلقات الاربع مقدمة لبحثنا لماذا نقول يا حسين هو : أنه قد ثبت عند جميع المسلمين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قال ( حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا ) وأن المقصود بهذه الكلمة هو بطل كربلاء الحسين بن علي بن أبي طالب ، ابن فاطمة الزهراء بنت النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وبينا أن النبي لا ينطق عن الهوى ، وأن فقرات ذاك الحديث واضحة المعاني باستثناء ( وأنا من حسين ) لعدم وجود معنى ظاهر ، وهو ما يحتم وجود معنى مقصود من كلام النبي لأن كلامه ( وحي يوحى )وطرحنا احتمالا لذلك و هو أن الحسين عليه السلام في حركته قد أسس لاستمرار الرسالة (من خلال طلبه للاصلاح في أمه جده )التي أتى بها النبي محمد ، وهو ما كان يعلم النبي حدوثه ، كما كان قد أخبر عن كربلاء ، وعما سيحدث فيها منذ ولادة الحسين عليه السلام .
    وبحثنا اليوم هو هل يوجد معنى آخر يفهم من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ و ما هو الدليل على هذا الفهم ؟ وبالتالي ماذا يترتب على ذلك ؟
    لا بد من أجل الوصول الى الاجابة العلمية والمنطقية الصحيحة على هذه التساؤلات أن ندرس الظروف التاريخية والعملية التي عاشتها الرسالة الاسلامية منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وصولا الى المرحلة التي جعلت الحسين عليه السلام يقدم نفسه وأهل بيته وأصحابه قربانا على ساحة كربلاء في معركة لا يشك فيها إنسان بأن الغلبة من الناحية العسكرية ستكون لصالح من هم أكثر جندا وعددا ، وهم المعسكر المعادي للحسين عليه السلام ، وفهمنا لهذه المرحلة يساعدنا على الوصول الى نتيجة ما نبحث عنه من التقييم الواقعي لحركة الحسين عليه السلام ، ومن دراسة نتائجها ، وبالتالي فهم معنى كلمة النبي ( وأنا من حسين ) تمهيدا لمعرفة ما يترتب على ذلك من آثار ونتائج . وهذا يحتاج الى بحث من عدة نواحي سنتعرض لها تباعا انشاء الله :
    الناحية التاريخية : من الواضح تاريخيا أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان قد انتقل الى جوار ربه في السنة الحادية عشرة للهجرة النبوية الشريفة بعد حجة الوداع في المدينة المنورة ، وكان عمر الحسين عليه السلام لا يتعدى السبع سنوات في ذلك الوقت ، وأن تحرك الحسين عليه السلام كان في نهاية سنة ستين للهجرة و شهادته في الايام الاولى من العام واحد وستون للهجرة في أرض كربلاء التي تبعد عن الكوفة أقل من مائة كيلو متر - باصطلاحنا الحديث لتحديد المسافات _ بعد ان ترك المدينة الى مكة ثم ترك مكة قبل أن يتم الحجيج حجهم متوجها الى أرض العراق قاطعة المسافات الشاسعة ، وهذا يعني أن عمر الحسين عليه السلام عند شهادته كان ست وخمسون سنة .فهل هناك ربط بين ما كان يقوله النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الحسين وهو لا يزال طفلا صغيرا ، وبين ما أقدم عليه الحسين عليه السلام في كربلاء؟
    الناحية الجغرافية للكيان الاسلامي : من الواضح أيضا لكل مطلع أو متتبع أن حدود كيان الدولة الاسلامية التي كانت عند وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يتعدى شبه الجزيرة العربية _ ضمن المصطلح الحديث للتسمية _ من المدينة الى مكة الى اليمن ، وهذه هي التي كانت تشكل المدن الرئيسية للجزيرة العربية ، بينما كانت حدود هذه الدولة قد توسعت في سنة ستين للهجرة لتشمل مساحات شاسعة بحيث ضمت اليها أراضي العراق والشام وفلسطين وصولا الى أراضي فارس ، وهو ما يشكل توسعا كبيرا من الناحية الجغرافية بحيث كانت هذه الدولة قد حسمت أمرها في بلاد العرب وأصبحت على تماس مع أكبر قوتين في ذاك العصر الامبراطورية الفارسية وملكها كسرى ، والامبراطورية الرومانية وملكها قيصر ، و تحققت انتصارات كبيرة أدت الى تلك التوسعة في البلاد الاسلامية .
    الناحية الديمغرافية : ويقصد بها التنوع البشري في هذه الدولة ، إذ نتيجة لهذه الفتوحات التي حصلت على مدى خمسين سنة فقد انظم الى المسلمين اقوام متعددون من جنسيات مختلفة ومن قوميات متعددة ، سواء ممن أسلم بعد الانتصارات من سكان هذه المناطق ، او من العبيد الذين أسروا ثم أسلموا وأصبحوا من ضمن الكيان الاسلامي الواحد ،
    الناحية السياسية : كان قد نصب في الشام بعد موت معاوية بن أبي سفيان ابنه يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، وجدته هند بنت عتبة ، كان قد نصب خليفة على المسلمين من خلال وصية معاوية بذلك ، وهو ما شكل صدمة في الوجدان الاسلامي للامة التي أصبحت مترامية الاطراف ، ولكن هذا الوجدان كان قد صار باهتا وغير ذي أثر نتيجة التراكمات والازمات التي عصفت بمستوى نظام الحكم خلال العقود الخمسة المنصرمة على وفاة الرسول والتي بدأت بفرض حاكم على المسلمين عين خليفة هو الخليفة الاول ، أبو بكر الذي اعتبره بعض المسلمين خليفة شرعيا نتيجة لاختيار المسلمين له ، واعتبره آخرون خليفة غير شرعي لما رافق هذا التنصيب من إشكالات متعددة ، ولم يستمر حكمه لاكثر من فترة قصيرة ، خاض فيها عدة حروب أبرزها حروب الردة . ثم الخليفة الثاني عمر بن الخطاب والذي طالت فترة حكمه الى ما يقرب من عقدين من السنين وشهدت عصر الفتوحات ، مع ما رافق تلك الفترة من تبدلات في نظام الحكم والادارة في الاسلام نتيجة لما امتاز به عمر من سلوك خاص ، ورؤيا خاصة تركت طابعها على المجتمع الاسلامي ، وبعد أن قتل كان الامر لعثمان ، الذي ازدادت في عصره الاضطرابات الداخلية الى أن حصلت عليه ثورة وقتل بعد حكم استمر للعدة سنوات ، ومنع من دفنه لآيام ، ثم سمح بدفنه في مقبرة اليهود في المدينة المنورة ، وبعد ذلك استلم الحكم الامام علي بن أبي طالب - أي بعد اربع وعشرين عاما من وفاة الرسول ، و الذي واجه حالات تمرد وعصيان وانقلاب عليه فخاض عدة معارك ، وكان أن استشهد في السنة الخامسة من حكمه ، ولم يطل الامر بالحسن عليه السلام حتى صالح معاوية بن أبي سفيان بعد أن لمس الخيانة في جيشه ، واستمر حكم معاوية بعد ذلك عشر سنين الى أن أوصى به الى ابنه يزيد ،
    هذا الاستعراض الموجز للوضع السياسي والتقلبات التي حصلت خلال خمسين عام يفتح الباب أمامنا من أجل ملاحظتها من ناحية أثرها على تعاليم الاسلام الحنيف الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو ما يجب أن نسلط عليه الضوء لمعرفة مدى الانحراف الذي أصاب هذا الكيان بحيث استدعى الامر أن تعالج الامور ضمن قاعدة تقديم الأهم على المهم ، وبالتنازل عن حقوق ومواقف في سبيل الحفاظ على الكيان الاساس ، فهل كان الحسين عليه السلام ملزما بتغيير نمط التعاطي مع الحالة التي كانت قائمة في المجتمع الاسلامي ؟،ويشكل بعمله تحولا كان لا بد منه في زمانه ؟، ولم تكن الظروف قبله قد وصلت الى هذا المستوى من قبل ، مما يحتم عليه القيام بحركة عنيفة تحرك ذاك الشعور الذي أصبح باهتا في وجدان الامة الاسلامية ،
    وماذا لو لم يتحرك الحسين عليه السلام ؟ وما هي الآثار التي كانت سترتب على مثل هكذا موقف ؟
    هذا ما سنحاول التحدث عنه في الحلقة السادسة إنشاء الله لنتعرف على مدى أهمية دور الامام الحسين عليه السلام ، ودرجة حساسيته بحيث انه لو تخلف عن هذا الدور لكانت قد انتهت الرسالة المحمدية الى استحكام حالة الانحراف والتي يستحيل بعدها التقويم كما حصل في الرسالات السابقة ، فإذا ثبت هذا من خلال القراءة التاريخية المعمقة لتلك الفترة فإننا نصل الى تبيان الدور المهم الذي اضطلع به الحسين عليه السلام ليكون مجددا وحافظا لدين جده ليستحق أن يقول فيه صلى الله عليه وآله وسلم ( وأنا من حسين)
    وهذا ما سنبحثه انشاء الله في الحلقة القادمة .

    تعليق


    • #32
      ونحن بالانتظار ان شاء الله

      ارجو مولانا ان تواصل سرد الحلقات وان لاتفصلها بسرد فضائل الامام روحي له الفدا حتى لاينقطع الموضوع ثم حضرتك قد كفيت ووفيت في سرد فضائل نور العين الحسين عليه افضل الصلاة والسلاموانا اعتقد كان المفروض تسرد الفضائل مقدما بعدها تذكر الحلقات للشيخ مصطفى ...انا اعلم بسردك للفضائل لتبين موقع واهمية الامام في حياة الرسول ومنزلته عند الله عزوجل .

      وعذرا لتدخلي مولانا الفاضل .

      ولني دائما اتساءل .. لماذ قتل الحسين بهذه الطريقة البشعة وللصراحة اجدها مذلة وهذا مايحز بنفسي كثيرا ... فعندما اسمع في المحاضرات والمجالس الحسينية انه داست صدره الخيول ورفسوه الاوغاد ومنهم شمر اللعين اتاثر كثيرا واقول لماذا هذه الميتة القاسية والمهينة ؟...وهل لاتستمر الرسالة المحمدية الا بهذه الميتة البشعة ؟


      جعله الله في ميزان حسناتكم هذا الموضوع

      تحياتي
      اختكم

      تعليق


      • #33
        اللهم صل على محمد و ال محمد
        السلام عليكم مولاي ابا حيدر العاملي و بارك الله بكم..
        نعم ستبقى كلمة يا حسين صرخة مدوية في وجه الطغاة والمستكبرين..
        اشكر لكم تثبيتكم الموضوع .


        مثل ما قالوا اخوانا

        تعليق


        • #34
          لماذا نقول ياحسين (عليه السلام)
          بقلم سماحة الشيخ مصطفى مصري العاملي

          لماذا نقول يا حسين ؟ الحلقة السادسة
          بسم الله الرحمن الرحيم
          وصلنا في بحثنا السابق الى ضرورة التأمل في المنعطفات والاحداث التي حصلت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقراءة التحولات التدريجية التي بدأت تحصل في الامة والتي عايش الامام الحسين عليه السلام جميع فصولها ، والتي جعلته في نهاية المطاف يقدم على خطوته الكبيرة التي خلدها التاريخ والتي كانت طريقا وحيدا أوحدا للحفاظ على استمرار الرسالة ونقاوتها ، فكانت خطوته هذه والتي كان يعلم نتائجها ، سببا لإحياء الدين من جديد بعد أن صار عرضة للانحراف والاندثار ، وهذا ما كان يعلمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، إذ كان يعلم ما سيجري عليه في كربلا ، - لما هو ثابت من الروايات التي تتحدث عن ذلك - ويعلم الظروف الموضوعية لحركته فكان أبلغ تعبير من النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو ( وأنا من حسين ) فكلمة أنا عند النبي لا تعني الشخص جسدا ونسبا ، لان هذا مستحيل أن يكون بنسبة النبي الى الحسين بل العكس هو الصحيح ، فأنا بمفهوم النبي عليه الصلاة والسلام هي الرسالة التي أتى بها ، هي رسالة الاسلام العظيم ، التي اختتمت به الديانات السماوية ، وهي تجسيد للدعوة المستمرة الى الله تعالى ( يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا ) وما يدل على هذا الفهم كما قلنا هو التأمل في تلك المحطات والاحداث التاريخية ولنذكر أبرزها :
          المحطة الاولى : كانت والنبي لا يزال جسدا في منزله قبل دفنه ، وهي اختلاف المسلمين على وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فنرى مواقف حادة قد عصفت بالمسلمين منذ اللحظة الاولى لوفاة النبي ، حيث ينكر عمر بن الخطاب وفاة النبي ويشهر سيفه - حسب بعض النصوص -قائلا : كلا لم يمت محمد ! الى ان يجبه ابو بكر ويقرأ عليه الاية الكريمة ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ) وهو ما رواه البخاري وهذا نصه (الحديث رقم 3467 حدثنا إسماعيل بن عبد الله: حدثنا سليمان بن بلال، عن هشام ابن عروة، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم:
          أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وأبو بكر بالسنح - قال إسماعيل: يعني بالعالية - فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: وقال عمر: والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك، وليبعثنه الله، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم. فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله، قال: بأبي أنت وأمي، طبت حيا ميتا، والذي نفسي بيده لا يذيقنك الله الموتتين أبدا، ثم خرج فقال: أيها الحالف على رسلك، فلما تكلم أبو بكر جلس عمر، فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه، وقال: ألا من كان يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. وقال: {أنك ميت وإنهم ميتون}. وقال: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}. فنشج الناس يبكون،
          المحطة الثانية : هي اختلاف المسلمين على أمر الخلافة واجتماعهم في سقيفة بني ساعدة ، وعلي عليه السلام مشغول بتغسيل النبي وتكفينه والحسين و هو طفل صغير يعيش هذه المأساة ، وظهور بوادر تفرقة بين المسلمين ومواقف متشنجة بين الصحابة وتدافع حتى كاد أن يقتل سعد بن عبادة، وهو ما يرويه البخاري في تتمة الحديث السابق (3467 - ... قال: واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، فقالوا: منا أمير ومنكم أمير، فذهب إليهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح، فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر، وكان عمر يقول: والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما قد أعجبني، خشيت أن لا يبلغه أبو بكر، ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس، فقال في كلامه: نحن الأمراء وأنتم الوزراء، فقال حباب بن المنذر: لا والله لا نفعل، منا أمير، ومنكم أمير، فقال أبو بكر: لا، ولكنا الأمراء، وأنتم الوزارء، هم أوسط العرب دارا، وأعربهم أحسابا، فبايعوا عمر أو أبا عبيدة بن الجراح، فقال عمر: بل نبايعك أنت، فأنت سيدنا، وخيرنا، وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ عمر بيده فبايعه، وبايعه الناس، فقال قائل: قتلتم سعدا، فقال عمر: قتله الله.)
          ويحكي عمر بن الخطاب عن ذلك كما ورد في صحيح البخاري الحديث (6442..ورواه مسلم أيضا في خطبة له يذكر فيها ما حصل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وكيف امتنع علي عليه السلام عن البيعة والزبير وآخرون ، وكيف كانت عملية فرض البيعة - وورد في صحاح احمد ايضا وكنز العمال وغيرهم... وهذا هو النص :ثم إنه بلغني قائل منكم يقول: والله لو قد مات عمر بايعت فلاناً، فلا يغترَّنَّ امرؤ أن يقول: إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمَّت، ألا وإنها قد كانت كذلك، ولكن الله وقى شرَّها، وليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر، من بايع رجلاً من غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي تابعه، تغرَّة أن يقتلا، وإنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن الأنصار خالفونا، واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر، فقلت لأبي بكر: يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار، فانطلقنا نريدهم، فلما دنونا منهم، لقينا منهم رجلان صالحان، فذكرا ما تمالأ عليه القوم، فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ فقلنا: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار، فقالا: لا عليكم أن لا تقربوهم، اقضوا أمركم، فقلت: والله لنأتينَّهم، فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا رجل مزمَّل بين ظهرانيهم، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا سعد بن عبادة، فقلت: ما له؟ قالوا: يوعك، فلما جلسنا قليلاً تشهَّد خطيبهم، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد،
          فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام، وأنتم معشر المهاجرين رهط، وقد دفَّت دافَّة من قومكم، فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا، وأن يحضنونا من الأمر. فلما سكت أردت أن أتكلم، وكنت قد زوَّرت مقالة أعجبتني أردت أن أقدمها بين يدي أبي بكر، وكنت أداري منه بعض الحد، فلما أردت أن أتكلم، قال أبو بكر: على رسلك، فكرهت أن أغضبه، فتكلم أبو بكر فكان هو أحلم مني وأوقر، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري، إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت، فقال: ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل، ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسباً وداراً، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين، فبايعوا أيهما شئتم، فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح، وهو جالس بيننا، فلم أكره مما قال غيرها، كان والله أن أقَدَّم فتضرب عنقي، لا يقرِّبني ذلك من إثم، أحب إلي من أن أتأمَّر على قوم فيهم أبو بكر، اللهم إلا أن تسوِّل لي نفسي عند الموت شيئاً لا أجده الآن. فقال قائل من الأنصار: أنا جُذيلها المحكَّك، وعُذيقها المرجَّب، منَّا أمير، ومنكم أمير، يا معشر قريش. فكثر اللغط، وارتفعت الأصوات، حتى فرقت من الاختلاف، فقلت:
          ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعته، وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار. ونزونا على سعد بن عبادة، فقال قائل منهم: قتلتم سعد بن عبادة، فقلت: قتل الله سعد بن عبادة، قال عمر: وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة: أن يبايعوا رجلاً منهم بعدنا، فإما بايعناهم على ما لا نرضى، وإما نخالفهم فيكون فساد، فمن بايع رجلاً على غير مشورة من المسلمين، فلا يتابع هو ولا الذي بايعه، تغرَّة أن يقتلا.[ر:2330][ش أخرجه مسلم في الحدود، باب: رجم الثيب في الزنا، رقم: 1691.
          وهذا العمل الذي حصل في سقيفة بني ساعدة وما تبعه من أمور تتعلق ببيت النبي وفاطمة الزهراء عليها السلام هو ما عبر عن ندمه تجاهه الخليفة الاول ابو بكر وذلك وفق ما ورد في كتاب كنز العمال (كنز العمال للمتقي الهندي*** وجدت في: المجلد الخامس. تتمة كتاب الخلافة مع الامارة الباب الأول في خلافة الخلفاء خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
          وجدت الكلمات في الحديث رقم:
          14113- عن عبد الرحمن بن عوف أن أبا بكر الصديق قال له في مرض موته: إني لا آسي على شيء إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن وثلاث وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن، فأما اللاتي فعلتها وددت أني لم أفعلها فوددت أني لم أكن أكشف بيت فاطمة وتركته وإن كانوا قد غلقوه على الحرب ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين أبي عبيدة بن الجراح أو عمر فكان أميرا وكنت وزيرا، ووددت حيث وجهت خالدا إلى أهل الردة أقمت بذي القصة فإن ظهر المسلمون ظهروا وإلا كنت بصدد لقاء أو مدد، وأما الثلاث اللاتي تركتهن ووددت أني فعلتهن فوددت أني يوم أتيت بالأشعث بن قيس أسيرا ضربت عنقه فإنه يخيل إلي أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه ووددت أني يوم أتيت بالفجاءة لم أكن أحرقته وقتلته سريحا أو أطلقته نجيحا ووددت أني حيث وجهت خالدا إلى أهل الشام كنت وجهت عمر إلى العراق فأكون قد بسطت يدي يمينا وشمالا في سبيل الله، وأما الثلاث اللاتي وددت أني سألت عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فوددت أني سألته فيمن هذا الأمر فلا ينازعه أهله ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر شيء؟ ووددت أني كنت سألته عن ميراث العمة وابنة الأخت فإن في نفسي منهما حاجة.
          هاتان المحطتان عاشهما الحسين عليه السلام في اليوم الاول لوفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل دفنه ، فماذا عايش من أزمات بعد دفن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
          هذا ما سنحاول الاجابة عليه في الحلقة السابعة انشاء الله

          تعليق


          • #35
            بسم الله الرحمن الرحيم
            اللهم صل على محمد و ال محمد

            إن ما تتميز بهِ ثورة الإمام الحسين (ع) أنها طرقت على الوتر الحساس في ذلك الوقت وهو جانب الإصلاح و قد أمتدت الى جوانب أخرى كان يسعى إليها سيد الشهداء ( ع ) من أجل إنقاد الدين من الضياع وفضح الظالم والباطل ، لقد كانت لهذه الثورة المباركة صدى كبيرا في شتى مشارق الأرض إلى يومنا هذا حيث أثبتت التجارب على أرض الواقع في أكثر من دولة إن القيادة التى تتخذ نهج و خط الأمام الحسين (ع) إما أن تلقى الشهادة وهي رضى في الدنيا والأخرة والفوز بالجنة أو تلقى النصر والفخر والعز والكرامة ، عكذا يريدنا الأمام في هذا العصر نأبى الذل والهوان ..وهو من علمنا ( هيهات منا الذلة ) لتحفر في عقولنا وفكرنا على مدى التاريخ المعاصر .

            إستطاع الأمام الخميني ( قدس ) وعبر الخط الحسيني أن يسقط الشاه المتمثل في نظامه الدكتاتوري وأن يبعث الأمل في نفوس المستضعفين من خلال ترسيخ المفهوم الفكري و العملي في نفوس و عشاق الحسين و الشهادة .. وجعل عاشوراء محطة من محطات مفردات الحياة( كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء) التى يجب أن نقف أمامها إجلاًلا وأكباراً و نتأمل في ما تحمله من معان ، لم يقتصر الأمام الخميني ( قدس) جهاده ضد الشاه !! بل تعدى مسافات بعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران حيث كانت توجيهاته للأبناء شعب لبنان أن يجعلو من عاشور البكاء حباً وطاعة وحركة وحياة لتغيير النمط الذي تحيا فيها مناسبة إستشهاد الأمام الحسين ( ع) و عاشوراء ، بعد طول سنوات من الجهاد وتقديم ألشهيد تلوالشهيد ... تحقق ما كان يأمل له السيد الأمام من إنتصار الحق على الباطل رغم وفاته قدس سره.
            لم تنتهي المسيرة فثورة الأمام الحسين (ع ) ما زالت تطرق إلى الحكومات الدكتاتورية إما ألتغيير إو مصيرها كما الشاه المقبور.


            نقلا عن احد المواقع الاسلاميه

            تعليق


            • #36
              لماذا نقول ياحسين (عليه السلام)
              بقلم سماحة الشيخ مصطفى مصري العاملي

              لماذا نقول يا حسين ؟ الحلقة السابعة
              الحلقة السابعة
              تعرضنا في الحلقة السابقة الى محطتين في حياة الامام الحسين عليه السلام عاشهما طفلا يوم وفاة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
              المحطة الثالثة : هي رفض والده الامام علي بي أبي طالب ما حصل في سقيفة بني ساعدة ، وبالتالي رفضه الاقرار بشرعية الحكم الجديد الذي تولاه ابو بكر ، والذي ما كان ليتم لولا الدور المميز لعمر بن الخطاب في هذه المسألة ، والتي عبر كل منهما ( اي ابو بكر وعمر ) عن موقفهما من هذه البيعة كما نقلناه من مصادر الاخوة _ أهل السنة _ في الحلقة السابقة .
              المحطة الرابعة :ما عايشه الحسين عليه السلام وهو الطفل المدلل عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حالة الانقلاب الذي حصل والتحول الذي طرأ ، فبعد أن كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يزور هذا البيت كل يوم ولا يدخل اليه إلا أن يستأذن _ وهو ما سنشير الى نصوصه لاحقا - ويخاطب أهل الدار بقوله ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ، وإذ بعد وفاة الرسول ينقلب الامر فتنتهك حرمة المنزل ، ويحصل ما يحصل من أمور عايشها الحسين لحظة بلحظة ، -وقد أشرنا الى جانب من هذا في الحلقة السابقة - ويتلمس موقف والدته فاطمة الزهراء ، بضعة المصطفى عليه السلام ، والتي يرضى الله لرضاها ، الرافض والمندد ببمارسات الحكم الجديد ، ويراها تعلن غضبها على الخليفة الجديد ، وعلى شريكه في الامر ، وتعلن ذلك صراحة أمامهما ، مما جعل أبا بكر يجهش بالبكاء ، ويحاول ان يستقيل من هذا الدور الذي اضطلع به منذ لقاء سقيفة بني ساعدة ، لولا منع عمر بن الخطاب له من ذلك ،
              وهذا ما لا ندعيه نحن كشيعة ، بل هو مما موجود في مصادر إخواننا أهل السنة ،
              وسنكتفي في هذه الحلقة بنقل بعض هذه النصوص التي تروي ما حدث ، مما عايشه الحسين عليه السلام من كتاب (الامامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري ، تحقيق الشيري ج 1 ص 28 -31:
              [وإن بني هاشم اجتمعت عند بيعة الانصار إلى علي بن أبي طالب ، ومعهم الزبير بن العوام رضي الله عنه ، وكانت أمه صفية بنت عبد المطلب ، وإنما كان يعد نفسه من بني هاشم ، وكان علي كرم الله وجهه يقول : ما زال الزبير منا حتى نشأ بنوه ، فصرفوه عنا ، واجتمعت بنو أمية على عثمان ، واجتمعت بنو زهرة إلى سعد وعبد الرحمن بن عوف ، فكانوا في المسجد الشريف مجتمعين ، فلما أقبل عليهم أبو بكر وأبو عبيدة وقد بايع الناس أبا بكر قال لهم عمر : ما لي أراكم مجتمعين حلقا شتى ، قوموا فبايعوا أبا بكر ، فقد بايعته وبايعه الانصار ، فقام عثمان بن عفان ومن معه من بني أمية فبايعوه ، وقام سعد و عبد الرحمن بن عوف ومن معهما من بني زهرة فبايعوه . وأما علي والعباس بن عبد المطلب ومن معهما من بني هاشم فانصرفوا إلى رحالهم ومعهم الزبير بن العوام ، فذهب إليهم عمر في عصابة فيهم أسيد بن حضير وسلمة بن أسلم ، فقالوا : انطلقوا فبايعو أبا بكر ، فأبوا ، فخرج الزبير بن العوام رضي الله عنه بالسيف ، فقال عمر رضي الله عنه : عليكم بالرجل فخذوه فوثب عليه سلمة بن أسلم ، فأخذ السيف من يده ، فضرب به الجدار ، وانطلقوا به فبايع وذهب بنو هاشم أيضا فبايعوا . إباية علي كرم الله وجهه بيعة أبي بكر رضي الله عنهما ثم إن عليا كرم الله وجهه أتي به إلى أبي بكر وهو يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله ، فقيل له بايع أبا بكر ، فقال : أنا أحق بهذا الامر منكم ، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الامر من الانصار ، واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي صلى الله عليه وسلم ، وتأخذونه منا أهل البيت غصبا ؟ ألستم زعمتم للانصار أنكم أولى بهذا الامر منهم لما كان محمد منكم ، فأعطوكم المقادة ، وسلموا إليكم الامارة ، وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الانصار نحن أولى برسول الله حيا وميتا فأنصفونا إن كنتم تؤمنون وإلا فبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون . فقال له عمر : إنك لست متروكا حتى تبايع ، فقال له علي : احلب حلبا لك شطره ، واشدد له اليوم أمره يردده عليك غدا . ثم قال : والله يا عمر لا أقبل قولك ولا أبايعه . فقال له أبو بكر : فإن لم تبايع فلا أكرهك ، فقال أبو عبيدة بن الجراح لعلي كرم الله وجهه : يا بن عم إنك حديث السن وهؤلاء مشيخة قومك ، ليس لك مثل تجربتهم ، ومعرفتهم بالامور ، ولا أرى أبا بكر إلا أقوى على هذا الامر منك ، وأشد احتمالا واضطلاعا به ، فسلم لابي بكر هذا الامر ، فإنك إن تعش ويطل بك بقاء ، فأنت لهذا الامر خليق وبه حقيق ، في فضلك ودينك ، وعلمك وفهمك ، وسابقتك ونسبك وصهرك . فقال علي كرم الله وجهه : الله الله يا معشر المهاجرين ، لا تخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته ، إلى دوركم وقعور بيوتكم ، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه ، فوالله يا معشر المهاجرين ، لنحن أحق الناس به . لانا أهل البيت ، ونحن أحق بهذا الامر منكم ما كان فينا القارئ لكتاب الله ، الفقيه في دين الله ، العالم بسنن رسول الله ، المضطلع بأمر الرعية ، المدافع عنهم الامور السيئة ، القاسم بينهم بالسوية ، والله إنه لفينا ، فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله ، فتزدادوا من الحق بعدا . فقال بشير بن سعد الانصاري : لو كان هذا الكلام سمعته الانصار منك يا علي قبل بيعتها لابي بكر ، ما اختلف عليك اثنان . قال : وخرج علي كرم الله وجهه يحمل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على دابة ليلا في مجالس الانصار تسألهم النصرة ، فكانوا يقولون : يا بنت رسول الله ، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ، ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به ، فيقول علي كرم الله وجهه : أفكنت أدع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته لم أدفنه ، وأخرج أنازع الناس سلطانه ؟ فقالت فاطمة : ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له ، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم .
              كيف كانت بيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال : وإن أبا بكر رضي الله عنه تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه ، فبعث إليهم عمر ( 1 ) ، فجاء فناداهم وهم في دار علي ، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال : والذي نفسه عمر بيده . لتخرجن أو لاحرقنها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص ، إن فيها فاطمة ؟ فقال : وإن ، فخرجوا فبايعوا إلا عليا فإنه زعم أنه قال : حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتى أجمع القرآن ، فوقفت فاطمة رضي الله عنها على بابها ، فقالت : لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم ، تركتم رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة بين أيدينا ، وقطعتم أمركم بينكم ، لم تستأمرونا ، ولم تردوا لنا حقا . فأتى عمر أبا بكر ، فقال له : ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة ؟ فقال أبو بكر لقنفد وهو مولى له : اذهب فادع لي عليا ، قال : فذهب إلى علي فقال له : ما حاجتك ؟ فقال : يدعوك خليفة رسول الله ، فقال علي : لسريع ما كذبتم على رسول الله . فرجع فأبلغ الرسالة ، قال : فبكى أبو بكر طويلا . فقال عمر الثانية : لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة ، فقال أبو بكر رضي الله عنه لقنفد : عد إليه ، فقل له : خليفة رسول الله يدعوك لتبايع ، فجاءه قنفد ، فأدى ما أمر به ، فرفع علي صوته فقال : سبحان الله ؟ لقد ادعى ما ليس له ، فرجع قنفد ، فأبلغ الرسالة ، فبكى أبو بكر طويلا ، ثم قام عمر ، فمشى معه جماعة ، حتى أتوا باب فاطمة ، فدقوا الباب ، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : يا أبت يا رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ، فلما سمع القوم صوتها وبكاءها ، انصرفوا باكين ، وكادت قلوبهم تنصدع ، وأكبادهم تنفطر ، وبقي عمر ومعه قوم ، فأخرجوا عليا ، فمضوا به إلى أبي بكر ، فقالوا له : بايع ، فقال : إن أنا لم أفعل فمه ؟ قالوا : إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك ، فقال : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله ، قال عمر : أما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا ، وأبو بكر ساكت لا يتكلم ، فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك ؟ فقال : لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جنبه ، فلحق علي بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يصيح ويبكي ، وينادي : يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني . فقال عمر لابي بكر ، رضي الله عنهما : انطلق بنا إلى فاطمة ، فإنا قد أغضبناها ، فانطلقا جميعا ، فاستأذنا على فاطمة ، فلم تأذن لهما ، فأتيا عليا فكلماه ، فأدخلهما عليها ، فلما قعدا عندها ، حولت وجهها إلى الحائط ، فسلما عليها ، فلم ترد عليهما السلام ، فتكلم أبو بكر فقال : يا حبيبة رسول الله ! والله إن قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي ، وإنك لاحب إلي من عائشة ابنتي ، ولوددت يوم مات أبوك أني مت ، ولا أبقى بعده ، أفتراني أعرفك واعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله ، إلا أني سمعت أباك رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا نورث ، ما تركنا فهو صدقة " ، فقال : أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرفانه وتفعلان به ؟ قالا : نعم . فقالت : نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول : رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطى ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد اسخطني ؟ " قالا : نعم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : فإني أشهد الله وملائكته انكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي لاشكونكما إليه ، فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة ، ثم انتحب أبو بكر يبكي ، حتى كادت نفسه أن تزهق ، وهي تقول : والله لادعون الله عليك في كل صلاة أصليها ، ثم خرج باكيا فاجتمع إليه الناس ، فقال لهم : يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته ، مسرورا بأهله ، وتركتموني وما أنا فيه ، لا حاجة لي في بيعتكم ، أقيلوني بيعتي . قالوا : يا خليفة رسول الله ، إن هذا الامر لا يستقيم ، وأنت أعلمنا بذلك ، إنه إن كان هذا لم يقم لله دين ، فقال : والله لو لا ذلك وما أخافه من رخاوة هذه العروة ما بت ليلة ولي في عنق مسلم بيعة ، بعدما سمعت ورأيت من فاطمة . قال : فلم يبايع علي كرم الله وجهه حتى ماتت فاطمة رضي الله عنهما ، ولم تمكث بعد أبيها إلا خمسا وسبعين ليلة ]
              - الامامة والسياسة - ابن قتيبة الدينوري ، تحقيق الشيري ج 1 ص 31 :
              لقد عايش الحسين عليه السلام هذه المحطة بكل الم وحزن ، وسنتابع في الحلقة القادمة ذكر بعض التفاصيل المتعلقة بهذه المحطة أيضا ، موقف أمه الزهراء ، وما حصل معها ، الى حين وفاتها ، والى اللقاء في الحلقة القادمة (الثامنة ) إنشاء الله

              تعليق


              • #37
                الامام الحسين (ع) و الملائكه

                روي عن ابن عباس أنه قال : لما ولد الحسين أمر الله عز وجل جبرئيل أن يهبط إلى الأرض بألف ملك من الملائكة المقربين ليهنئ سيدة نساء العالمين , قال فهبط جبريل مع الملائكة على جزيرة من جزائر البحر فرأى فيها ملكا يقال له (فطرس) وكان قد أرسله الله إلى أمر من أموره فأبطأ عليه فغضب عليه فكسر جناحه والقاه في تلك الجزيرة مدة طويلة فمكث الملك يعبد الله تعالى سبعمائة عام حتى ولد الحسين (ع) فقال الملك : يا أخي جبرئيل أين تريد؟ فقال : إن الله تعالى أنعم على محمد بمولود من ابنته فبعثت إليه أهنيه عن الله تعالى فقال الملك : يا جبرئيل قد مكثت في هذه الجزيرة سبعمائة سنة وقد ضاق صدري وعيل صبري أريد أن تحملني معك إليه لعل محمدا يدعو لي بالعافية ويشفع لي عند الله تعالى في جبر جناحي المكسور قال : فحمله جبرئيل معه على طرف جناحه حتى دخل به على النبي (ص) فهناه جبرئيل من الله تعالى وأخبره بحال الملك فطرس فقال النبي (ص) يا جبرئيل قل له يقوم ويمسح جناحه بهذا المولود وعد إلي قال : فقام الملك ومسح جناحه المكسور بالحسين (ع) فعوفي من ساعته وصار كما كان فقال الملك فطرس يا رسول الله أعلم أن امتك تقتل ولدك هذا يعني الحسين (ع) وله علي مكافأة يا محمد لا يزوره زائرا إلا بلغته الزيارة ولا يسلم عليه مسلم إلا بلغته السلام , ولا يصلي عليه مصل إلا بلغته الصلاة , ثم ارتفع طائرا إلى السماء ببركة الحسين سيد الشهداء وهو يقول : من مثلي وأنا عتيق الحسين ابن فاطمة وعتيق جده النبي الأمي , قال ابن عباس : فهذا الملك لا يعرف في السماء بين الملائكة إلا أن يقال : هذا مولى الحسين عليه السلام . ونقل عن أبي جعفر الطوسي في (مصباح الأنوار ) إن الله عز وجل لما غضب على هذا الملك خيره في عذاب الدنيا أو عذاب الآخرة فاختار عذاب الدنيا فكسر جناحه وألقاه في تلك الجزيرة وكان معلقا بأشفار عينيه سبعمائة سنة لايمر به حيوان من تحته إلا احترق من دخان يخرج منه غير منقطع فلما أحس بجبرئيل والملائكة النازلين من السماء كان ما كان من أمره بإذن الله تعالى فعفى عنه ببركة الحسين عليه السلام . فانظروا يا أهل المعالي إلى هذا الشرف العالي جعلنا الله وإياكم من أشياعهم وأتباعهم ومواليهم



                __________________

                تعليق


                • #38
                  اللهم صلي على محمد و آل محمد والعن اعدائهم


                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،


                  لقد أكدت درسات علميه في الطب قضية اللطم و العزاء على الحسين أي الضرب على الصدور مما يجعل الصدر يهتز من خلال الضرب عليه

                  هنا الطب يقول اللطم على الصدور أمر ضروري أي بأنه علاج للكثير من الامراض ومنها المصابون بالانسداد في الشراين و مجاري الدم من كثرت الدهون فيها واللطم عامل يساعد على تنشيط الدوره الدمويه ويجددها كما كانت في السابق تخلو من العوائق وغيرها وهي علاج من السكتات القلبيه أي من يلطم على صدره لا يموت بالسكته القلبية..

                  فهنا يا أخواني و خواتي الحسين في قلوبنا حتى في الحفاظ على صحتنا فلولا الحسين فما قام للأسلام قائمه.

                  السلام عليك ياابا عبدالله الحسين
                  نقلا عن منتديات حسينيه القصاب

                  تعليق


                  • #39
                    لماذا نقول يا حسين ؟ الحلقة الثامنة
                    الحلقة الثامنة
                    لقد ذكرنا في الحلقة السابقة جانبا من أدق المراحل وأخطرها التي عصفت بالامة الاسلامية بعد وفاة الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، والتي عايشها الحسين طفلا ، والتي تمثلت بحالة الانقلاب - إن جاز التعبير ، ضمن المصطلحات الحديثة - على آل بيت الرسول عليهم صلوات الله تعالى ، وهوما كانت قد حذرت منه الاية الكريمة ، ( وما محمد الا رسول قد خلت من بعده الرسل ، أفئن مات او قتل انقلبتم على أعقابكم ؟ ومن ينقلب على عقبية فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) .
                    فرغم التحذير القرآني والتنبيه من الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام ، فإننا نتلمس الحدة فيما حصل ، حيث وصل الامر الى التهديد من قبل عمر بن الخطاب بقتل علي بن أبي طالب إذا لم يتنازل عن حقه المعلن بكل وضوح وصراحة في أنه الخليفة الشرعي لرسول الله ، واطلعنا على نصوص ثابتة في المصادر التاريخية المعتبرة من قبل إخواننا أهل السنة ،
                    ونتابع اليوم جانبا آخرا من هذه المحطة والتي شكل فيها أبواه " الامام علي عليه السلام ، والصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام محور المواجهة للأمر الواقع الجديد ، وهذا الجانب تمثل في ممارسة ضغوط على بيت علي من نوع آخر ،
                    فلم يكن في هذا الجانب تهديد بالقتل ، بل كان فيه ضغط من نوع آخر ، وهو تجريد آل بيت النبي عليهم السلام مما يعتبر - في العرف الحديث - مورد قوة اقتصادية ، ومورد اكتفاء لهذه الاسرة ، وذلك من خلال مصادرة ( فدك ) من فاطمة الزهراء عليها السلام،
                    لقد كانت قصة فدك التي عايش أحداثها الامام الحسين عليه السلام كانت فصلا من فصول المواجهة ، ولم تكن هذه المواجهة متكافئة : فمن ناحية كانت الغلبة لطرف السلطة بما مارسه من تسلط سلطوي ، ولكنها كانت من الناحية الاخرى نصرا كبيرا للزهراء عليها السلام حيث كشفت عيوب الحكم الجديد من خلال قوة البلاغة والبيان الذي أدى الى افحام الخصم في الحوار . فكانت الزهراء عليها السلام هي الطرف المواجهة في هذه القضية .
                    فما هي قصة فدك ؟ وماذا حصل في تلك المرحلة ، التي عايشها الحسين عليه السلام طفلا لما يتجاوز السنين السبع من عمره ،
                    أولا : ما هي فدك ؟ هي قرية من قرى الجزيرة العربية كانت لليهود وقد صالحوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليها بدون قتال فكانت خالصة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
                    وفي ذلك يروي البلاذري (-المتوفي سنة 279 للهجرة -في كتابه فتوح البلدان الجزء الاول ، صفحة 28 ) ما يلي :
                    يقول : حدثنا الحسين بن الاسود قال : حدثنا يحيى بن آدم قال : حدثنا ابن أبي زائدة عن محمد بن اسحاق ، عن الزهري ، وعبد الله بن أبي بكر وبعض ولد محمد بن مسلمة قالوا : بقيت بقية من اهل خيبر تحصنوا وسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحقن دمائهم ويسيرهم ، فسمع بذلك أهل فدك فنزلوا على مثل ذلك ، وكانت فدك لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة لانه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب .
                    وقد أعطاها في حياته لفاطمة عليها السلام ، ولكن بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، عمدت السلطة الحاكمة الى مصادرة هذة القرية من فاطمة الزهراء ، وليس لهذا التصرف من معنى إلا أنه يهدف الى تضييق الخناق الاقتصادي على المعارضة الاساسية للسلطة الجديدة والتي تتمثل ، بالخليفة المعين من قبل النبي لخلافته في غدير خم ، والمصادر دوره بعد وفاة الرسول فيما يعبر عنه بمصلحاتنا الحديثة ، انقلابا أبيضا ، دون حصول سفك دماء ،- وهذا ما سنستدل عليه لاحقا ، من كتب إخواننا أهل السنة أيضا - ولكن لكي لا نخرج عن الموضوع ، فإننا سنبقى حديثنا حول فدك ، وما حصل في حينها من مطالبة فاطمة أبا بكر بإرجاع ما صادره من ملكها فنشير الى قسم منه هنا .
                    ثانيا : سنكتفي في بيان هذه الفقرة بذكر النصوص الواردة ومنها :ما ورد في كتاب (- بلاغات النساء- ابن طيفور - المتوفي عام 280 للهجرة - ص 12-15) في :
                    ( كلام فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) :
                    قال أبو الفضل ذكرت لابي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( ع ) كلام فاطمة ( عليها السلام ) عند منع أبي بكر اياها فدك وقلت له ان هؤلاء يزعمون انه مصنوع وانه من كلام أبي العيناء ( الخبر منسوق البلاغة على الكلام ) فقال لي :
                    رايت مشايخ آل أبي طالب يروونه عن آبائهم ويعلمونه ابناءهم وقد حدثنيه أبي عن جدى يبلغ به فاطمة على هذه الحكاية ورواه مشايخ الشيعة وتدارسوه بينهم قبل ان يولد جد أبي العيناء وقد حدث به الحسن بن علوان عن عطية العوفي انه سمع عبد الله بن الحسن يذكره عن أبيه .
                    ثم قال أبو الحسين وكيف يذكر هذا من كلام فاطمة فينكرونه وهم يرون من كلام عائشة عند موت ابيها ما هو اعجب من كلام فاطمة يتحققونه لو لا عداوتهم لنا أهل البيت ثم ذكر الحديث قال :
                    لما اجمع أبو بكر ( ره ) على منع فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدك وبلغ ذلك فاطمة ( عليها السلام ) لاثت خمارها على راسها واقبلت في لمة من حفدتها تطأ ذيولها ما تخرم من مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا حتى دخلت أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والانصار فنيطت دونها ملاة ثم أنت انة اجهش القوم لها بالبكاء وارتج المجلس فامهلت حتى سكن نشيج القوم وهدات فورتهم .
                    فافتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
                    فعاد القوم في بكائهم فلما امسكوا عادت في كلامها فقالت لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تعرفوه تجدوه أبي دون آبائكم واخا ابن عمي دون رجالكم فبلغ النذارة صادعا بالرسالة مائلا على مدرجة المشركين ضاربا لثبجهم آخذا بكظمهم يهشم الاصنام وينكث الهام حتى هزم الجمع وولوا الدبر وتغرى الليل عن صبحه واسفر الحق عن محضه ونطق زعيم الدين وخرست شقاشق الشياطين وكنتم على شفا حفرة من النار مذقة الشارب ونهزة الطامع وقبسة العجلان وموطئ الاقدام تشربون الطرق وتقتاتون الورق اذلة خاشعين تخافون ان يتخطفكم الناس من حولكم فانقذكم الله برسوله صلى الله عليه وآله وسلم بعد اللتيا والتي وبعد ما منى بهم الرجال وذؤبان العرب ( ومردة أهل الكتاب ) .
                    كلما حشوا نارا للحرب اطفاها ونجم قرن للضلال وفغرت فاغرة من المشركين قذف باخيه في لهواتها فلا ينكفئ حتى يطا صماخها باخمصه ويخمد لهبها بحده مكدودا في ذات الله قريبا من رسول الله سيدا في اولياء الله وانتم في بلهنية وادعون آمنون .
                    حتى إذا اختار الله لنبيه دار انبيائه ظهرت خلة النفاق وسمل جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين ونبغ خامل الآفلين وهدر فنيق المبطلين فخطر في عرصاتكم واطلع الشيطان راسه من مغرزه صارخا بكم فوجدكم لدعائه مستجيبين وللغرة فيه ملاحظين فاستنهضكم فوجدكم خفافا واجمشكم فالفاكم غضابا فوسمتم غير ابلكم واوردتموها غير شربكم هذا والعهد قريب والكلم رحيب والجرح لما يندمل بدار ( وفي نسخة إنما ).
                    زعمتم خوف الفتنة الا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين فهيهات منكم وانى بكم وانى تؤفكون وهذا كتاب الله بين اظهركم وزواجره بينة وشواهده لائحة واوامره واضحة ا رغبة عنه تدبرون ام بغيره تحكمون بئس للظالمين بدلا ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ثم لم تريثوا إلا ريث ان تسكن نغرتها تشربون حسوا وتسرون في ارتغاء ونصبر منكم على مثل حز المدى وانتم الان تزعمون ان لا ارث لنا افحكم الجاهلية تبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون.
                    ويها معشر المهاجرين أأبتز ارث ابي .
                    -الى هنا كان الخطاب موجها الى جميع الحاضرين ، ولكن في الفقرة التالية تخصص خطابها الى غريمها التي تولى الحكم بعد وفاة أبيها فتقول له : -
                    أفي الكتاب ان ترث اباك ولا ارث أبي لقد جئت شيئا فريا فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك فنعم الحكم الله والزعيم محمد والموعد القيامة وعند الساعه يخسر المبطلون ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون .
                    - وللتعبير عن مدى يأسها من استجابة القوم توجهت شاكية الى قبر الرسول كمايذكر المؤرخون :-
                    ثم انحرفت الى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي تقول
                    قد كان بعدك انباء وهنبثة *** لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
                    انا فقدناك فقد الأرض وابلها *** واختل قومك فاشهدهم ولا تغب

                    قال فما رأينا يوما كان اكثر باكيا ولا باكية من ذلك اليوم .
                    ونترك استعراض بقية النصوص الواردة الى الحلقة التاسعة انشاء الله .

                    تعليق


                    • #40
                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك سلام الله عليكم أجمعين ولاجعله الله آخر العهد مني لزيارتكم مولاي
                      السلام على الحسين الشهيد السلام على علي بن الحسين الشهيد السلام على أولاد الحسين السلام على أتباع الحسين عليه السلام


                      تعليق


                      • #41
                        .................................................. .......

                        .................................................. ......



                        تم تحرير المشاركة وتجميد صاحبها القذر ورميه في مزابل التاريخ



                        المشرف


                        ابو حيدر العاملي
                        التعديل الأخير تم بواسطة ابو حيدر العاملي; الساعة 23-06-2005, 11:30 PM.

                        تعليق


                        • #42
                          لماذا نقول يا حسين ؟ الحلقة التاسعة
                          بسمه تعالى

                          الحلقة التاسعة : من لماذا نقول :يا حسين ؟
                          لقد أشرنا في الحلقة السابقة الى محطة من محطات الانقلاب الذي حصل بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، والتي عايشها الحسين عليه السلام طفلا ، وهو مصادرة فدك من أمه الزهراء ، وأشرنا في الفقرة الاولى الى حقيقة فدك التاريخية كما ورد ذكرها في الكتب المعتبرة وهنا نشير الى تتمةالفقرة الثانية من الموضوع وهي ذهاب السيدة الزهراء الى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإلقاءها خطبتها الشهيرة موجهة كلامها الى الخليفة الجديد الذي صادر منها فدكا محتجة عليه ومستدلة بالادلة الشرعية الدامغة بحضور المسلمين من المهاجرين والانصار ، ملقية الحجة على الجميع .
                          فقد ورد أيضا في كتاب (- بلاغات النساء- ابن طيفور ص 15-20):
                          ( حدثني ) جعفر بن محمد رجل من أهل ديار مصر لقيته بالرافقة قال حدثني أبي قال اخبرنا موسى بن عيسى قال اخبرنا عبد الله بن يونس قال اخبرنا جعفر الاحمر عن زيد بن علي رحمة الله عليه عن عمته زينب بنت الحسين عليهما السلام قالت :
                          لما بلغ فاطمة ( عليها السلام ) اجماع أبي بكر على منعها فدك لاثت خمارها وخرجت في حشدة نسائها ولمة من قومها تجر اذراعها ما تخرم من مشية رسو الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا حتى وقفت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والانصار فانت انة اجهش لها القوم بالبكاء فلما سكنت فورتهم قالت :
                          ابدأ بحمد الله ثم اسبلت بينها وبينهم سجفا ثم قالت الحمد لله على ما انعم والشكر على ما الهم والثناء بما قدم من عموم نعم ابتداها وسبوغ آلاء اسداها واحسان منن والاها جم عن الاحصاء عددها وناءى عن المجازاة امدها وتفاوت عن الادراك آمالها واستثن الشكر بفضائلها واستحمد الى الخلائق باجزالها وثنى بالندب الى امثالها واشهد ان لا اله إلا الله كلمة جعل الاخلاص تأويلها وضمن القلوب موصولها وأنى في الفكرة معقولها الممتنع من الابصار رؤيته ومن الاوهام الاحاطة به ابتدع الاشياء لا من شئ قبله واحتذاها بلا مثال لغير فائدة زادته إلا اظهارا لقدرته وتعبدا لبريته واعزازا لدعوته ثم جعل الثواب على طاعته والعقاب على معصيته ذيادة لعباده عن نقمته وجياشا لهم الى جنته .
                          واشهد ان أبي محمدا عبده ورسوله اختاره قبل ان يجتبله واصطفاه قبل ان ابتعثه وسماه قبل ان استنجبه إذ الخلائق بالغيوب مكنونة وبستر الاهاويل مصونة وبنهاية العدم مقرونة علما من الله عز وجل بمايل الامور واحاطة بحوادث الدهور ومعرفة بمواضع المقدور ابتعثه الله تعالى عز وجل اتماما لامره وعزيمة على امضاء حكمه فراى صلى الله عليه وآله وسلم الامم فرقا في اديانها عكفا على نيرانها عابدة لاوثانها منكرة لله مع عرفانها فانار الله عز وجل بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ظلمها وفرج عن القلوب بهمها وجلى عن الابصار غممها ثم قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم قبض رافة واختيار رغبة بابي عن هذه الدار موضوع عنه العبء والاوزار محتف بالملائكة الابرار ومجاورة الملك الجبار ورضوان الرب الغفار صلى الله على محمد نبي الرحمة وامينه على وحيه وصفيه من الخلائق ورضيه صلى الله عليه وآله وسلم ورحمة الله وبركاته.
                          ثم انتم عباد الله ( تريد أهل المجلس ) نصب أمر الله ونهيه وحملة دينه ووحيه وامناء الله على انفسكم وبلغاؤه الى الامم زعمتم حقا لكم الله فيكم عهد قدمه اليكم ونحن بقية استخلفنا عليكم ومعنا كتاب الله بينة بصائره وآي فينا منكشفة سرائره وبرهان منجلية ظواهره مديم البرية اسماعه قائد الى الرضوان اتباعه مؤد الى النجاة استماعه فيه بيان حجج الله المنورة وعزائمه المفسرة ومحارمه المحذرة وتبيانه الجالية وجمله الكافية وفضائله المندوبة ورخصه الموهوبة وشرائعه المكتوبة .
                          ففرض الله الايمان تطهيرا لكم من الشرك والصلاة تنزيها عن الكبر والصيام تثبيتا للاخلاص والزكاة تزييدا في الرزق والحج تسلية للدين والعدل تنسكا للقلوب وطاعتنا نظاما وامامتنا امنا من الفرقة وحبنا عزا للاسلام والصبر منجاة والقصاص حقنا للدماء والوفاء بالنذر تعرضا للمغفرة وتوفية المكاييل والموازين تعبيرا للنحسة والنهى شرب الخمر تنزيها عن الرجس وقذف المحصنات اجتنابا للعنة وترك السرق ايجابا للعفة وحرم الله عز وجل الشرك اخلاصا له بالربوبية فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون واطيعوه فيما امركم به ونهاكم عنه فانه إنما يخشى الله من عباده العلماء ثم قالت :
                          ايها الناس انا فاطمة وابي محمد صلى الله عليه وآله وسلم اقولها عودا على بدء لقد جاءكم رسول من انفسكم ...ثم ساق الكلام على ما رواه زيد بن علي ( عليه السلام ) في رواية أبيه -( والذي ذكرنا نصه في الحلقة الثامنة ) -
                          ثم قالت -في متصل كلامها -افعلى محمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول الله تبارك وتعالى وورث سليمان داود وقال الله عز وجل فيما قص من خبر يحيى بن زكريا رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب وقال عز ذكره واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله وقال يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين وقال ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين وزعمتم ان لا حق ولا ارث لي من أبي ولا رحم بيننا .
                          افخصكم الله بآية اخرج نبيه صلى الله عليه وآله وسلم منها ؟ ام تقولون أهل ملتين لا يتوارثون؟ أو لست انا وأبي من أهل ملة واحدة ؟
                          لعلكم اعلم بخصوص القرآن وعمومه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟
                          افحكم الجاهلية تبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون .
                          أأغلب على ارثي جورا وظلما ؟ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
                          وذكر انها لما فرغت من كلام أبي بكر والمهاجرين عدلت الى مجلس الانصار فقالت :
                          معشر البقية واعضاد الملة وحصون الاسلام ما هذه الغميرة في حقي ؟والسنة عن ظلامتي ؟ اما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المرء يحفظ في ولده ؟ سرعان ما اجدبتم فاكديتم وعجلان ذااهانة تقولون مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخطب جليل استوسع وهيه واستنهر فتقه وبعد وقته واظلمت الأرض لغيبته واكثأبت خيرة الله لمصيبته وخشعت الجبال واكدت الامال واضيع الحريم واذيلت الحرمة عند مماته صلى الله عليه وآله وسلم وتلك نازل علينا بها كتاب الله في افنيتكم ممساكم ومصبحكم يهتف بها في اسماعكم وقبله حلت بانبياء الله عز وجل ورسله وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل افإن مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين .
                          ايها بني قيلة ااهضم تراث أبي وانتم بمرأى ومسمع ؟ تلبسكم الدعوة وتثملكم الحيرة وفيكم العدد والعدة ولكم الدار وعندكم الجنن وانتم الالى نخبة الله التي انتخب لدينه وانصار رسوله وأهل الاسلام والخيرة التي اختار لنا أهل البيت فباديتم العرب وناهضتم الامم وكافحتم البهم لا نبرح نامركم وتأمرون حتى دارت لكم بنا رحا الاسلام ودر حلب الانام وخضعت نعرة الشرك وباخت نيران الحرب وهدات دعوة الهرج واستوسق نظام الدين .
                          فانى حرتم بعد البيان ونكصتم بعد الاقدام واسررتم بعد الاعلان لقوم نكثوا ايمانهم اتخشونهم فالله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين الا قد أرى ان قد اخلدتم الى الخفض وركنتم الى الدعة فعجتم عن الدين وبحجتم الذي وعيتم ودسعتم الذي سوغتم فإن تكفروا انتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد.
                          الا وقد قلت الذي قلته على معرفة مني بالخذلان الذي خامر صدوركم واستشعرته قلوبكم ولكن قلته فيضة النفس ونفثة الغيظ وبثة الصدر ومعذرة الحجة فدونكموها فاحتقبوها مدبرة الظهر ناكبة الحق باقية العار موسومة بشنار الابد موصولة بنار الله الموقدة التي تطلع على الافئدة .
                          فبعين الله ما تفعلون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
                          وانا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد فاعملوا انا عاملون وانتظروا انا منتظرون ...
                          فما كان جواب الخليفة المستولي على الحكم بنظر فاطمة عليها السلام ؟
                          لنتطلع عليه من النص التالي : حيث يتابع المؤلف قائلا :
                          حدثني عبد الله بن أحمد العبدى عن حسين بن علوان عن عطية العوفة انه سمع أبا بكر رحمه الله يومئذ يقول لفاطمة ( عليها السلام ) :
                          يا ابنة رسول الله لقد كان (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمؤمنين رؤوفا رحيما وعلى الكافرين عذابا اليما .
                          وإذا عزوناه كان اباك دون النساء واخا ابن عمك دون الرجال آثره على كل حميم وساعده الامر العظيم لا يحبكم إلا العظيم السعادة ولا يبغضكم الا الردئ الولادة وانتم عترة الله الطيبون وخيرة الله المنتخبون على الاخرة ادلتنا وباب الجنة لسالكنا .
                          وأما منعك ما سألت فلا ذلك لي .
                          وأما فدك وما جعل لك ابوك فإن منعتك فانا ظالم وأما الميراث فقد تعلمين انه صلى الله عليه وآله وسلم قال لا نورث ما ابقيناه صدقة .
                          قالت ان الله يقول عن نبي من انبيائه يرثني ويرث من آل يعقوب وقال وورث سليمان داود فهذان نبيان وقد علمت ان النبوة لا تورث وإنما يورث ما دونها فما لي امنع ارث ابي أأنزل الله في الكتاب إلا فاطمة بنت محمد فتدلني عليه فاقنع به ؟
                          فقال يا بنت رسول أنت عين الحجة ومنطق الرسالة لا يدلى بجوابك ولا ادفعك عن صوابك ولكن هذا أبو الحسن بيني وبينك هو الذي اخبرني بما تفقدت وانبأني بما اخذت وتركت قالت فإن يكن ذلك كذلك فصبرا لمر الحق والحمد لله اله الخلق .
                          فهل انتهى الحوار بهذه الصورة ؟
                          هذا ما سنبحثه في الحلقة العاشرة انشاء الله .

                          تعليق


                          • #43
                            السلام عليكم

                            بارك الله بكم حاج ابو كمال والله يحفظكم.

                            السلام على الحسين و على علي بن الحسين و على اولاد الحسين و على اصحاب الحسين.

                            لبيك يا حسين
                            لبيك يا حسين
                            لبيك يا حسين
                            التعديل الأخير تم بواسطة جبريل الجنوب; الساعة 24-06-2005, 06:10 PM. سبب آخر: خطأ في الطباعة: عذرا

                            تعليق


                            • #44
                              اللهم صلى على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

                              بارك الله فيك أخي الكريم الحاج إبراهيم علي عوالي على هذه السطور

                              الرائعة



                              السلام على الحسين و على علي بن الحسين و على اولاد الحسين و على

                              اصحاب الحسين.

                              لبيك يا حسين
                              لبيك يا حسين
                              لبيك يا حسين

                              تحياتي

                              تعليق


                              • #45
                                ومن مثلك ومثلك يا حسين الدعاء تحت قبته مستجاب ، والشفاء جعلت في ترتبه المقدسة من الرحمن ، وهو أبوا الأئمة الأطهار ، وخامس أهل الكساء ، وباب رحمة الله وسفينة النجاة.

                                أجدك قمة لا يمكن إدراكها وبحر لا ساحل له ، يغرق الوافدون بجود كرمك ، وينهل بك الثائرون على الظلم والفساد ، أجدك وكلي ثقة واعتقاد أنك لا تترك شيعتك في يوم المعاد ، وحاشاك ثم حاشاك أن تنسانا في سكرات الموت وفي البرزخ وأهوال يوم الحساب .


                                فأنت الكنز العظيم ، وباب رحمة الله للعالمين ، وسفينة النجاة التي لا يغرق من تمسك بها من الأتقياء .

                                يقول الشاعر فيك :



                                وجَدْتُكَ في صورةٍ لـم أُرَعْ****بِأَعْظَـمَ منهـا ولا أرْوَعِ

                                وماذا! أأرْوَعُ مِنْ أنْ يَكُون****لَحْمُكَ وَقْفَاً على المِبْضَـعِ
                                وأنْ تَتَّقِي - دونَ ما تَرْتَئـِي-****ضميرَكَ بالأُسَّـلِ الشُّـرَّعِ
                                وأن تُطْعِمَ الموتَ خيرَ البنينَ****مِنَ "الأَكْهَلِيـنَ" إلى الرُّضَّـعِ
                                فيابنَ البتـولِ وحَسْبِي بِهَا****ضَمَاناً على كُلِّ ما أَدَّعِـي
                                ويابنَ التي لم يَضَعْ مِثْلُها****كمِثْلِكِ حَمْـلاً ولم تُرْضِـعِ
                                ويابنَ البَطِيـنِ بلا بِطْنَـةٍ****ويابنَ الفتى الحاسـرِ الأنْـزَعِ



                                فسلام الله عليك يا أبا عبدالله وعلى روحك الطيبة الطاهرة التي سكنت جنان الرحمن

                                والسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X