إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

علماؤنا عظماؤنا .. سيرة و تاريخ.!!!!!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    فندق "هوليداي ان"


    أكد مدير هذا الفندق السيد سكرو كارو، في التحقيق المحلي وحسب المعلومات المتوافرة لدى البعثة الأمنية اللبنانية برئاسة الرائد نبيه فرحات، إن الشخصين اللذين دخلا الفندق في الساعة العاشرة من صباح يوم 1/9/78 وعرفا عن نفسيهما باسم موسى الصدر ومحمد شحاده، لم يكونا سماحة الإمام الصدر ومرافقه الشيخ محمد شحاده يعقوب، وذلك بعد اطلاعه واطلاع مستخدمي الاستقبال في الفندق على صورتيهما. وأعطى مدير الفندق أوصاف كل من الشخصين الذين دخلا الفندق، وهي لا تنطبق في شيء على أوصاف سماحة الإمام ومرافقه.

    وأفاد المدير أنهما كانا حجزا غرفتين لمدة عشرة أيام، إلا أنهما لم يمكثا فيها أكثر من عشر دقائق خرجا بعدها بثياب مدنية ودون عودة، تاركين في غرفتيهما حقائب وجوازي سفر، عرف في التحقيق أنها تعود لسماحة الإمام والشيخ محمد يعقوب ووجدت حقيبة اليد خاصة سماحة الإمام مخلوعة، وهي تفتح بطريقة الأرقام.

    وهذه الإفادة والمعلومات أوردت معظمها وكالة "رويتر" في روما بتاريخ 2و3/10/78 كما هو ثابت في نشرتها. كما أدلى بها مدير الفندق في مقابلة بثها التلفزيون الإيطالي بالتاريخ ذاته.

    وثمة ملاحظة مهمة، وهي أن الشخص المنتحل اسم الشيخ محمد يعقوب، ملأ بخط يده البطاقة المخصصة لنزلاء الفندق، عنه وعن رفيقه المنتحل اسم سماحة الإمام، وهذا الخط ليس خط الشيخ محمد يعقوب، ثم أن هذا الشخص أورد في البطاقة اسم "شحاده" على أنه اسم العائلة، في حين أن هذا الاسم هو اسم (الأب) وليس اسم (العائلة)، وهذا الالتباس وقع لأن الاسم الكامل في جواز السفر الذي كان في حيازته ورد هكذا: محمد شحاده يعقوب.







    تعليق


    • #17
      التأشيرات على جوازي السفر



      تبين أن جواز سفر كل من سماحة الإمام والشيخ محمد يعقوب، تضمن تأشيرتين أعطيتا بتاريخ 31/8/78 في طرابس الغرب من السفارة الإيطالية والسفارة الفرنسية. وفي هذا الشأن تبرز الملاحظات الآتية:

      الملاحظة الأولى: إن جوازي السفر المذكورين يحملان تأشيرتين صادرتين عن سفارة فرنسا في بيروت، وصالحتين، فلم يكن من موجب للتأشيرتين الجديدتين. هذا ما أثار استغراب سفارة فرنسا في ليبيا عند طلب التأشيرتين، وهي استوضحت سفارة فرنسا في بيروت بهذا الشأن قبل إجابة الطلب، وأفادت في الاستيضاح أن الذي حضر طالباً التأشيرتين موظف في الخارجية الليبية حسب إفادته. ورداً على الاستيضاح أجابت السفارة في بيروت بتسهيل المعاملة كون صاحبها هو الإمام الصدر.

      الملاحظة الثانية: إن سماحة الإمام والشيخ محمد يعقوب ليسا صاحبي الإرادة في الاستحصال على هاتين التأشيرتين اللتين لم يكن لهما لزوم بسبب حيازتهما تأشيرتين سابقتين صالحتين، وذلك يستنتج من كونهما لم يكلفا القائم بالأعمال اللبناني في ليبيا بهذه المهمة عندما كان بزيارتهما في الفندق قبل يومين فقط (أي بتاريخ 29/8/78) وتسلم بحضورهما من السيد عباس بدرالدين جواز سفره من أجل تأمين هذه التأشيرة له إلى فرنسا وهي لم تكن معطاة له في بيروت.

      الملاحظة الثالثة: إن وجهة سفر سماحة الإمام بعد طرابلس الغرب، معروفة بتصريحات سماحته قبيل مغادرة بيروت وأثناء وجوده في ليبيا، وهذه الوجهة هي (فرنسا) حيث تُعالج زوجته ويقيم أولاده. ولذا لم يطلب تأشيرة سفر إلى إيطاليا قبيل مغادرته بيروت، كما لم يطلب بتاريخ 29/8/78 من القائم بالأعمال اللبناني تأمين هذه التأشيرة ولم يطلبها منه أيضاً السيد عباس بدرالدين عندما سلمه جواز سفره بالتاريخ المذكور لتأمين تأشيرة فرنسا. علما بأن السيد بدرالدين اعتبر مسافرا مع سماحة الإمام والشيخ محمد يعقوب بتاريخ 31/8/78 في ذات الطائرة إلى روما، وهو لو كان حقيقة ًيرغب في هذا السفر لكان طلب التأشيرة إلى ايطاليا وفي وقت طلبها إلى فرنسا.





      و الى الغد ان شاء الله

      تعليق


      • #18
        الاسم : حسين محمد مسلماني
        مواليد :الصرفند سنة 1934
        الوفاة : بتاريخ 15-7-2001


        بسم الله الرحمن الرحيم
        والصلاة والسلام على اشرف الخلق واعز المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله
        الطيبين الطاهرين
        هذه القصيدة قالها الفقيد عندما تطاول اللعين معمر القذافي على الطائفة في عام
        1986 اثناء حرب المخيمات ونال من عظمة الطائفة ودعا الى قتالها


        هجاء يزيد العصر معمر القذافي


        من اين لي اصف اللقيط وكيف اقدر قلب طهورٌ حالنا ولسان أطهر
        أيمسنا رجسٌ تعفن مذ تصور في وكر زانية فكانت فيه أفجر
        حملت به ومن ادعاه فكان يهجر وأخذت قاموس الرذائل علّي اعثر
        فمررت بالاقذار قالوا هناك اقذر بالنتن بالاجرام بالنازي هتلر
        بجنون كل مخلف فلقد تعذر بيزيد في ابويه في الملعون شمّر
        قالوا كفاك الكل في شخص توفر هذي الرذائل جلدة لبست معمر
        يا أيها الوغد الذي ما يوم فكر أتراه مجنونا فتبا كيف قدر
        أاقول استحمرت عذرا كنت احمر كملت صفات بالحمار وانت ازعر
        فظلمته بالدبر منك فكان ادبر يابن الهلوك بكل زان فيك تمهر
        اسخرت من خلق عظيم فيه حيدر من طه ناداه نصيرا يوم خيبر
        من راح يمشي لإبن ود وهو يزأر ما كان لولا سيفه نجف وأزهر
        اسخرت من قوم لأحمد فيه شبر أمن الحسين وشيعة الزهراء تسخر
        أنكرت قوما فيهم الصديق جعفر يا للسفاهة يا معمر لن تعمر
        الصم اسمع منك والعميان ابصر يا بهلوان العرب يا للهند بندر
        يا من على آل الرسول أخذت تجأر لو بعد الف منك يا مجنون نثأر
        ابن الحسين بكم وموسى الصدر أخبر غدر الافاعي يا خبيث فانت أغدر
        ناظرت تيها ابن هند كنت اشطر يا ابن الافاعي البكر ولدوك اخطر
        فلعنت إبليسا بألف لا بأكثر وعليك ألفا لعنة والله اكبر

        26- كانون اول سنة 1986
        البحر الكامل المجزوء

        تعليق


        • #19
          السلطات الإيطالية


          إن المسألة بالنسبة للسلطات الإيطالية، كما هو ثابت في معلومات البعثة الأمنية اللبنانية إلى روما ، هي أنه لا يوجد أي تأكيد بأن سماحة الإمام أو أياً من مرافقيه دخل الأراضي الإيطالية أو مر بالترانزيت في مطار روما. بل أن بعض نواحي المعلومات لدى وزارة الداخلية الإيطالية تؤكد أنه لم يصل أي واحد منهم إلى إيطاليا.

          وفيما يخص السيد عباس بدرالدين، الذي وجد باسمه إجازة إقامة لمدة 84 ساعة ينزل خلالها في فندق "ساتلايت" بروما، ليتابع سفره إلى مالطا بتاريخ 1/9/78 على متن طائرة اليطاليا (الرحلة 490)، فإن تحقيقات الانتربول أثبتت أن هذا الراكب لم يعثر له على أثر في الفندق المذكور ولم يغادر إلى مالطا أو سواها (وجميع هذه المعلومات أوردتها أيضاً وكالات الصحافة العالمية، وبالأخص وكالة الصحافة الفرنسية في نشرتها بتاريخ 18/9/78 ووكالة "رويتر" في نشرتها بتاريخ 4/10/78).

          أما الصحافة الإيطالية التي استأثرت هذه القضية باهتمامها، وتابعت أخبار التحقيق فيها، وأفردت لها تحقيقات صحفية ومقالات، فإنها أكدت هذه المعلومات، ونقتطف هنا مما نشرته صحيفة "المساجيرو" حديثاً تحت عنوان (هل اختطف حقاً الإمام موسى الصدر) وفيما يلي ترجمته حرفياً:

          "المؤكد أن سماحة الإمام ومستشاره ليسا الشخصين اللذين ركبا الطائرة التي غادرت طرابلس. وبالتالي فإن الإمام لم إطلاقاً العاصمة الليبية، وان الشخصين اللذين ركبا الطائرة ونزلا في فندق (هوليداي ان) في روما ليسا إلا شخصين متنكرين أُرسلا للتضليل والإيحاء بعملية اختطاف لم تتم إطلاقا حتى في أي مكان آخر..."



          تعليق


          • #20
            تلازم كتاب السفارة الليبية مع رسالة منظمة إرهابية وهمية

            تلازم كتاب السفارة الليبية المذكور أعلاه والمؤرخ في 28/9/78م مع رسالة أودعت بذات التاريخ بريد المحطة المركزية للسكة الحديدية في روما موجهة إلى الصحيفة الايطالية "بايزي سييّرا" وموقعه بإسم "منظمة اللبنانيين العلمانيين من أجل لبنان موحد وعلماني" جاء فيها:

            "إن المنظمة اختطفت الإمام الصدر في 31/8/78 فور وصوله إلى روما حيث كان سيلتقي ثلاثة ممثلين إيرانيين معارضين لنظام الشاه. وأن اختطافه تم بفضل عباس بدر الدين الذي ينتمي إلى المنظمة وهو الآن في أميركا الجنوبية". وأضافت الرسالة: "إن الشيخ محمد يعقوب قُتل، فيما هو يحاول الهرب من المكان الذي سجن فيه في روما، وسيعلن قريباً المكان الذي دُفن فيه. وأن الصدر موجود الآن في أمستردام، وأن اختطافه ليس إلا بداية تحطيم دعائم الرجعية التي دمرت لبنان وأن الإمام خائن وسيحاكم ويلاقي حكم الشعب". وأضافت: أن على المفاوضين من أجل إنقاذ الإمام أن يذهبوا إلى فندق ماريوت " في امستردام" وفندق "شيراتون" في بروكسل وفندق "هوليداي إن" في روما، في العاشر من شهر تشرين الأول في العاشرة قبل الظهر...".

            هذا ولقد أثبت التحقيق الإيطالي وكذلك التحقيق اللبناني عدم حضور أي شخص إلى أي من الفنادق المذكورة في الموعد المحدد، كما أثبت التحقيق أن هذه المنظمة لا وجود لها، وأن الرسالة من نسيج خيال الجهة التي احتجزت الإمام الصدر، وذلك بغية التضليل وتشعب التحقيق. وأعلن رئيس شرطة الأجانب في "امستردام" أن زج اسم هذه المدينة في القضية ليس إلا مجرد عملية تضليل.

            هذه النتيجة التي توصل إليها التحقيق بالنسبة إلى هذه الرسالة، تلتقي تماماً مع حقيقة كتاب السفارة الليبية المؤرخ في 28/9/78 م الذي قصد منه الإيهام بان وراء القضية منظمة إرهابية، ويظهر بجلاء أن الرسالة والكتاب المتوافقي التاريخ والمعنى هما من نسيج فكر واحد.



            تعليق


            • #21
              التصريحات اللاحقة الصادرة عن المسؤولين الليبين



              بتاريخ 25/4/79 م نشرت صحيفة "كيهان" الإيرانية ووزعت وكالة الصحافة الفرنسية ووكالة أنباء الجماهيرية الليبية تصريحاً للرائد عبد السلام جلود الموجود في إيران آنذاك، تضمن: "أن وثائق قدمت إلى الحكومة الليبية تظهر أن الإمام الصدر غادر الجماهيرية فعلاً إلى روما حيث نزل في أحد الفنادق"، وقال: "إن الحكومة الإيطالية أبلغتنا بأن الإمام الصدر قد وصل بالفعل إلى إيطاليا".

              هذا التصريح دفع الحكومة الإيطالية إلى إصدار تكذيب علني له، بواسطة سفيرها في طهران وسفيرها في بيروت، أُبلغ خطياً ورسمياً إلى وزارتي خارجية إيران ولبنان وإلى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ونشرته الصحف الإيرانية واللبنانية بتاريخ 6/5/79 م.

              وبعد هذا التكذيب سُئل في فاس (المغرب) أمين الخارجية الليبية الدكتور علي عبد السلام التريكي عن مكان وجود أو إخفاء الإمام الصدر، فأجاب: "اسألوا لبنان." لقد نشرت الصحف اللبنانية وقائع السؤال والجواب بتاريخ11/5/79 م.

              هذا الجواب فيه تراجع واضح عن الموقف الليبي السابق باتهام إيطاليا، وكان محل تعليق وزير الخارجية اللبناني بقوله: "إنه تصريح غريب وعجيب". (الصحف اللبنانية،12/5/1979)

              وأخيراً عندما سئل القذافي خلال مؤتمر صحفي عقده في الكويت عن مكان الإمام الصدر، أجاب" ... هو الآن بين إيطاليا وفرنسا (!!!) اختفت الحقيقة في هذه الساحة...".("السفير"، 3/7/1979)



              تعليق


              • #22
                التحقيق القضائي الإيطالي ونتائجه

                ما أن نشرت وكالات الأنباء العالمية خبر القضية حتى تحركت فوراً بتاريخ 13/9/78 النيابة العامة الإيطالية في روما وباشرت أجهزة الأمن والتحقيق المختلفة وظائفها لجلاء القضية. وجرت التحقيقات على أوسع نطاق، وبشكل دقيق ومفصل تناول أدق الجزئيات، وتتابعت باهتمام ملموس وبلا انقطاع ودون التوقف عند الحدود الإقليمية بحيث تيسّر لأجهزة الأمن الإيطالية كشف الحقيقة بشكل تام في مدى أسبوعين فقط. فتبين في ملف التحقيق:

                1- أن طائرة اليطاليا (الرحلة 881) التي أقلعت من مطار طرابلس الغرب مساء 31/8/78 م، تأخرت عن موعد إقلاعها ساعتين.

                2- أن بعض ركاب الطائرة أفادوا أن الركاب كانوا مجتمعين وانتظروا طويلاً في مطار طرابلس الغرب بانتظار دخول الطائرة، وأنهم لم يشاهدوا بينهم شخصاً بأوصاف الإمام الصدر كما لم يشاهدوا أي شخص بلباس ديني.

                3- ضبطت إفادات كل المضيفات والمضيفين في الطائرة، وعددهم خمسة، كما ضبطت إفادات عدد من ركاب الدرجة الأولى في الطائرة، وجميعهم نفوا أن يكون دخل الطائرة شخص بصورة الإمام الصدر وأوصافه أو أي شخص بلباس ديني.

                4- استجوب جميع عناصر شرطة الجوازات في مطار فيوميشينو ومراقب الجمارك المناوب أثناء وصول ركاب الطائرة إلى هذا المطار، وكلهم نفوا أن يكونوا شاهدوا بين هؤلاء الركاب شخصاً بلباس رجل دين أو أي شخص بصورة الإمام الصدر وأوصافه.

                5- استجوب جميع مستخدمي الاستقبال ونقل الحقائب وخدم الغرف في فندق "هوليداي إن" في روما فنفوا جميعاً انطباق مواصفات الإمام الصدر والشيخ محمد يعقوب على مواصفات الشخصين اللذين حجزا غرفتين باسميهما في الفندق وأودعا فيه حقائبهما وجوازي سفرهما وغادراه بعد عشر دقائق من دخوله.

                وتبين أن هذين الشخصين لم يدخلا وحدهما الفندق بل كانا مع مجموعة أشخاص يتكلمون فيها اللغة العربية عندما تقدم واحد منهم إلى مكتب الاستقبال لطلب الحجز. كما تبين أن البطاقات التي ملأها النزيلان باسم الإمام الصدر والشيخ يعقوب، لم تُكتب أو تُوقع بخطيهما.

                وتبين أيضاً أن هذين النزيلين دخلا الفندق حوالي الساعة العاشرة صباحاً أي بعد أكثر من إحدى عشرة ساعة من وصول طائرة اليطاليا (الرحلة 881) إلى المطار في الساعة 23 ليلاً.

                6- تبين أن حقائب الإمام الصدر التي تركها النزيلان في الفندق، خُلطت فيها الألبسة مع الأوراق والملفات والحوائج الأخرى بشكل استدعى ملاحظة المحققين إلى أن أيادي غرباء سبق لها أن أفرغت محتويات هذه الحقائب ثم أعادتها إليها.

                7- كما تبين أن صورة سماحة الإمام الصدر على جواز سفره سبق نزعها منه قبل إعادتها إليه.

                أنهت السلطات الأمنية والقضائية تحقيقاتها الدقيقة بقرار قاضي تحقيق روما بتاريخ 7/6/79 بحفظ القضية والذي تضمن الجزم بأن الإمام ورفيقيه لم يغادروا ليبيا بطائرة اليطاليا ولم يصلوا إلى إيطاليا بأية وسيلة نقل. وتضمنت مطالعة نائب المدعي العام الإيطالي المؤرخة في 19/5/79 الجزم بأنهم لم يغادروا ليبيا.

                أبلغت الحكومة الإيطالية رسمياً، كلا من الحكومة اللبنانية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، وحكومة الجمهورية العربية السورية وحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن الإمام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضي الإيطالية ولم يمروا بها "ترانزيت".

                تعليق


                • #23
                  تحقيق البعثة الامنية اللبنانية



                  بتاريخ 13/9/1978م كانت السلطة اللبنانية قد أوفدت إلى ليبيا وروما بعثة أمنية سياسية برئاسة د.عمر مسيكة أمين عام مجلس الوزراء اللبناني وعضوية الضابطين من الشعبة الثانية في الجيش اللبناني نبيه فرحات ونصوح مرعب للتحقيق في القضية. رفضت السلطات الليبية السماح لهذه البعثة بدخول أراضيها، في حين سمحت السلطات الإيطالية لها بدخول إيطاليا وممارسة مهمتها. أنجزت هذه البعثة مهمتها في روما بمدة خمسة عشرة يوماً قضتها في إجراء التحقيقات وجمع المعلومات بالتعاون مع السلطات الإيطالية. وقدمت في مطلع شهر تشرين الأول 1978م إلى السلطات الحكومية والقضائية في لبنان تقريرها الذي توافق تماماً مع تحقيقات وتقارير الأجهزة الأمنية الإيطالية، وخلص إلى النتيجة الآتية:

                  إن الإمام الصدر ورفيقيه لم يصلوا إلى روما وأنهم لم يغادروا ليبيا في الموعد والطائرة اللذين حددتهما السلطة الليبية في بيانها الرسمي.



                  تعليق


                  • #24
                    موقف المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى


                    أعلن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، في بيانات عدة، وخاصة في مؤتمرين صحفيين عقدهما نائب رئيس المجلس سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين في بيروت بتاريخ 31/8/79 10/4/1980 مسؤولية القذافي شخصياً عن إخفاء الإمام الصدر ورفيقيه. كما أعلن أن ملوكاً ورؤساء عرب أبلغوه وأبلغوا ممثلي المجلس مسؤولية القذافي عن هذا الإخفاء.

                    تعليق


                    • #25
                      التحقيق القضائي الإيطالي الثاني

                      تقدمت السلطات الليبية من السلطات الإيطالية بطلب بتاريخ 15/2/80 لإعادة التحقيق القضائي في القضية، معززة طلبها بتحقيق أمني ليبي مزعوم -ثبت فيما بعد تزييفه- ادعت أنها باشرته بتاريخ 3/11/79 (أي بعد أكثر من أربعة عشرة شهراً على حصول الجريمة).

                      وبعد تحقيقات واسعة أجراها القضاء الإيطالي مجددا ووقف فيها على أدلة جديدة وانتقل خلالها المحقق الإيطالي إلى ليبيا ثم لبنان حيث استمع في تحقيقاته إلى شهود عديدين بينهم أشخاص جالسوا الإمام الصدر وتحادثوا معه أثناء وجوده في ليبيا وشاهدوه مع رفيقيه ينتقلون من فندق الشاطئ في طرابلس لمقابلة القذافي (حيث جرى إخفاؤهم بعدها) ولم يعودوا إلى الفندق الذي بقيت فيه حقائبهم قبل ظهور بعضها لاحقاً في فندق "هوليداي ان" في روما، لفظ القضاء الإيطالي قراره النهائي بمطالعة النيابة العامة في روما تاريخ 20/12/81((وضع النائب العام في روما الدكتور سلفاتوري فكيوني مطالعة بتاريخ 20/12/1981 أورد فيها بتفصيل الأدلة على تزوير التحقيق الليبي المزعوم، وقال أنه تكونت لديه "قناعة ترتكز إلى أدلة ثبوت دامغة ومتطابقة بصورة دقيقة جداً فيما بينها، سواء من الناحية المنطقية أم من الناحية الحسية الملموسة" يتحصل منها بالضرورة "أنه ثبت بالتأكيد الجازم أنه في إيطاليا لم يرتكب أي جرم بحق الشخصيات الثلاث موضوع البحث".)) وقرار قاضي التحقيق تاريخ 28/1/82 ((وضع قاضي التحقيق في روما الدكتور دومينيكو نوستروDr. Domenico Nostro بتاريخ 28/1/ 1982تحت رقم 8168/81 (سجل عام غرفة التحقيق ) قراراً أورد فيه حرفياً: "إن التحقيقات الإضافية المعمقة التي أجريت، عززت وأيدت بشدة، نتائج التحقيقات السابقة، وأفرزت أدلة ثبوت متطابقة لا يرقى إليها أدنى شك، وهي وفيرة جدا، بحيث يترتب الجزم، بكل تأكيد، أنه لم يرتكب أي جرم على أراضي الدولة الإيطالية بحق موسى الصدر ومحمد يعقوب وعباس بدر الدين، لأنه ثبت أن المذكورين لم يصلوا مطار فيوميتشينو (روما) في ساعة متأخرة من ليل31 آب 1978على متن طائرة اليطاليا (الرحلة881) القادمة من طرابلس، وأن أشخاصاً آخرين غير معروفين انتحلوا شخصيات الأشخاص الثلاثة، وزيفوا أثاراً لدخولهم وإقامتهم على أراضي بلدنا". ونظراً لانحصار سلطان القضاء الإيطالي بالحدود الإقليمية بمبدأ إقليمية قانون العقوبات، ولكون الجرائم المقترفة بحق الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والسيد عباس بدر الدين لم ترتكب في إيطاليا، قرر التحقيق الإيطالي عدم لزوم تحريك الدعوى الجزائية وحفظ الأوراق)) المتوافقين، والمتضمنين تثبيت نتيجة التحقيق الإيطالي الأول، بالإضافة إلى إعلان تزييف التحقيق الأمني الليبي.



                      تعليق


                      • #26
                        إعلان نتيجة التحقيق القضائي وتأكيد مسؤولية السلطات الليبية في مؤتمر صحفي بتاريخ 23/2/1982


                        بتاريخ 23/2/1982 عُقد في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان مؤتمر صحفي بحضور ممثلي وسائل الأعلام المحلية ومندوبي وكالات الأخبار العالمية، جرى فيه توزيع نسخ عن مطالعة النائب العام الإيطالي وقرار قاضي التحقيق الإيطالي بالصيغة الأصلية مع ترجمتها القانونية إلى اللغة العربية، وأُعلن في المؤتمر بيان رسمي باسم المجلس المذكور يؤكد مسؤولية السلطات الليبية "التي انكشفت أمام العالم أنها احتجزت واعتدت على الإمام موسى الصدر الذي جاءها مستحثاً للمساهمة في إنقاذ لبنان وجنوبه"، ويدعو البيان السلطات الليبية إلى "الكف عن ممارسة أساليب الغش، والكف عن جريمتها المتمادية في حق الإمام الصدر الذي نذر نفسه للإنسانية وللمحرومين وللقيم وللقضايا العادلة وفي طليعتها قضية العرب الكبرى والأولى". واختتم البيان بإعلان "أنه إلى أن يعود الإمام إلى ساحة جهاده مع رفيقيه، فإن هذه القضية ستظل حية ونابضة ومحركة وفاعلة".

                        تعليق


                        • #27
                          موقف القضاء اللبناني



                          كانت الحكومة اللبنانية قد أصدرت مرسوماً برقم 3794 تاريخ 4/2/1981 اعتبرت بموجبه إخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه جريمة اعتداء على أمن الدولة الداخلي، وأحالت هذه القضية على المجلس العدلي.

                          وسنداً للمرسوم المذكور، أصدر وزير العدل اللبناني قراراً برقم 72 تاريخ 6/2/1981 عيّن بموجبه القاضي طربيه رحمة محققاً عدلياً في هذه القضية.

                          وادعت النيابة العامة التمييزية في القضية بجريمتي الفتنة والحضّ على النزاع بين الطوائف في لبنان.

                          وأصدر القاضي رحمة قراره الظني بتاريخ 18/11/86 متضمناً الأدلة وشهادات الشهود على اختفاء الإمام ورفيقيه داخل الأراضي الليبية وعلى أن أشخاصاً آخرين انتحلوا شخصياتهم وزيفوا آثاراً لدخولهم الأراضي الإيطالية، وان جريمتي خطف الأمام وحجز حريته لا تستهدفان الإمام شخصياً لأنه لم يتبين وجود خلافات أو عداوات شخصية له، بل تستهدفان الساحة اللبنانية بغية خضها وتأجيج الاقتتال الدائر عليها.

                          وانتهى القرار بتأكيد اختصاص القضاء اللبناني للنظر في القضية وبإصدار مذكرة تحر دائم توصلاً لمعرفة الفاعلين والمحرضين والمتدخلين في الجرائم موضوعها.



                          وفيما يلي نص القرار الظني:

                          نحن طربيه رحمة قاضي التحقيق لدى المجلس العدلي،

                          بعد الاطلاع على المرسوم رقم 3794 تاريخ 4/2/1981 المحالة بموجبه على المجلس العدلي قضية الاعتداء على أمن الدولة الداخلي الناتج عنها اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والسيد عباس بدر الدين.

                          وبعد الاطلاع على القرار رقم 72 تاريخ 6/2/1981 القاضي بتعييننا محققاً عدلياً في القضية المحكي عنها.

                          وبعد الاطلاع على ادعاء النيابة العامة التمييزية المؤرخ في 21/2/1981 وعلى التوضيح الصادر عنها بتاريخ 21/10/1986 وعلى مطالعتها النهائية المؤرخة في 6/11/1986 وأوراق الدعوى كافة.



                          تبين أنه أسند إلى:

                          1- مجهولين

                          انهم خارج الأراضي اللبنانية وبتاريخ لم يمر عليه الزمن أقدموا على خطف وحجز حرية الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والسيد عباس بدر الدين وبالتالي تعريض لبنان للفتنة وإثارة النعرات المذهبية والنزاع بين الطوائف الجرائم المنصوص والمعاقب عليها في المرسوم الاشتراعي رقم 27 تاريخ 5/3/1959 والمادتين 308 و 317 من قانون العقوبات.



                          وتبين بنتيجة التحقيق:

                          بعد جمود في العلاقات بين المسؤولين الليبيين ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الإمام موسى الصدر وبعد مداخلة قام بها الرئيس الجزائري المغفور له هواري بومدين تلقى سماحته دعوة رسمية لزيارة الجماهيرية الليبية سلمت إليه من قبل القائم بأعمال السفارة الليبية في لبنان بتاريخ الثالث والعشرين من شهر آب سنة 1978 فتوجه إلى طرابلس الغرب بعد يومين مصطحباً الشيخ محمد يعقوب والسيد عباس بدر الدين.

                          بعد وصوله إلى ليبيا بدا متضايقاً فلم يجر أي اتصال هاتفي بأحد في لبنان، أو بأحد أفراد عائلته الموجودين في فرنسا حيث كانت زوجته تعالج وخلافاً لما إعتاده في أسفاره.

                          بتاريخ الثامن والعشرين من آب المذكور قابله القائم بأعمال السفارة اللبنانية في ليبيا فأكد له أن بقاءه في الجماهيرية متوقف على تحديد مواعيد لبعض المقابلات الرسمية فإن تمت عاجلاً سافر على الأثر وإن أبلغ تعذر حصولها غادر أيضا.

                          مساء 29/8/1978 حصل لقاء فكري حول "الكتاب الأخضر" بترتيب من السيد طلال سلمان بين الرئيس القذافي ووفد لبناني مؤلف من السادة: منح الصلح، محمد قباني، بلال الحسن، أسعد المقدم وبشارة مرهج فاستمر إلى ما بعد منتصف الليل علماً أن هؤلاء وصلوا طرابلس الغرب يوم 29/8/1978 أي بعد وصول الإمام ورفيقيه إليها وقد زاروا سماحته بجناحه في فندق الشاطئ بعد انتهاء اللقاء صبيحة الثلاثين من آب سنة 1978 فأخبرهم انه كان على موعد تلك الليلة مع الرئيس الليبي وتلقى حوالي منتصف الليل مكالمة هاتفية تنبئ بتأجيله مما حمل السيد المقدم على الاعتقاد أن سبب التأجيل هو امتداد اجتماعهم مع الرئيس القذافي حتى ساعات الصباح الأولى.

                          يوم 31/8/1978 علم السيد المقدم من عباس بدر الدين أن مكالمة هاتفية جرت بين المسؤولين الليبيين والإمام وأن موعداً للاجتماع بالرئيس الليبي حدد له وقد شاهده عند الساعة الواحدة والربع من بعد ظهر ذلك اليوم برفقة عباس المذكور يهمان بمغادرة الفندق مما جعله يستنتج انهما ذاهبان إلى الاجتماع المشار إليه.

                          بعد التاريخ والوقت المنوه عنهما انقطعت أخبار الإمام ورفيقيه انقطاعا كليا وما تزال، وقبيل العاشر من أيلول سنة 1978 أخذ القلق يساور أعضاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سيما وقد علموا أن الإمام لم يتصل بعائلته ولم يصل فرنسا بعد، فأبلغوا قلقهم للمسؤولين اللبنانيين على أعلى مستوياتهم وأعربوا عن خشيتهم من أن يكون سماحته والوفد المرافق قد تعرضوا للسوء.

                          بتاريخ الرابع عشر من أيلول سنة 1978 قابل الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء اللبناني الدكتور عمر مسيكة، الرائد عبد السلام جلود فأكد له المعلومات الرسمية المعطاة من السلطات الليبية ومفادها أن الإمام ورفيقيه غادروا ليبيا إلى إيطاليا على متن طائرة اليطاليا الرحلة 881 عند الساعة الثامنة والنصف من مساء 31/8/1978، مضيفاً أنهم سافروا فجأة وموضحاً أن تحقيقاً بوشر مع سائقي السيارات التي كانت موضوعة بتصرف الإمام بشأن مرافقتهم له إلى المطار دون إبلاغ المراسم.

                          وضعت النيابة العامة للجمهورية في روما يدها على التحقيق على أثر ما نشرته وكالات الأنباء من أخبار وعلى أثر ما طلبه القائم بأعمال السفارة اللبنانية في روما من السلطات الإيطالية من إيضاحات ، فتبين لها أنه بتاريخ 1/9/1978 ظهراً حضر شخصان كان أحدهما يرتدي لباسا دينياً إلى فندق هوليداي-ان عرفا عن نفسيهما أنهما الإمام الصدر والشيخ محمد يعقوب وطلبا أشغال غرفتين في ذلك الفندق فأعطيا الغرفتين 701 و 702 ودفعا الحساب سلفاً عن مدة أسبوع ثم بعد دخولهما الغرفتين لمدة عشر دقائق خرجا بلباسين مدنيين ولم يعودا، وعندما فتحت الغرفتان بنهاية المدة المدفوع أجرها عثر على جوازي سفر الإمام والشيخ محمد يعقوب وعلى أربع حقائب بينهما واحدة لعباس بدر الدين وكانت محتويات الحقائب من أغراض ووثائق وثياب قد خلطت فيما بينها خلطاً فوضوياً واحتوت أغراضاً غير عائدة أصلا للإمام ورفيقيه لا سيما المحفظة البنية الظاهرة عليها صورة العربة والحصان، وتبين أن استمارتي الفندق كتبهما الشخص الذي عرف عن نفسه أنه محمد يعقوب بأحرف كبيرة وخط بدائي وأغلاط كثيرة.

                          وتبين أن رحلة طائرة اليطاليا رقم 881 من طرابلس الغرب إلى روما مساء 31 آب سنة 1978 تأخرت ساعة كاملة وبعد وصول الطائرة إلى مطار فيومتشينو عند الساعة الحادية عشرة والدقيقة الثانية عشرة ليلاً تقدم من مكتب الأمن العام رجل عرّف عن نفسه أنه عباس بدر الدين مصرّحاً أنه ينوي الاقامة في فندق "ساتلايت" طالباً تأشيرة دخول لمدة ثمان وأربعين ساعة لزيارة المدينة على أن يغادرها متابعاً سفره إلى مالطا في اليوم التالي على متن طائرة اليطاليا الرحلة 490.

                          ولدى التحقيق مع نيكولوزي ليونارد وكولانجيلو بياترو وزانبيغو مارغريتا وسيدروني البرتو ودورانته جيوزييه وهوبر زيغفريد والعاملين في فندق هوليداي ان-نفوا أن يكون للشخصين اللذين دخلا الفندق وانصرفا بسرعة المواصفات الجسدية وملامح الوجه العائدة للإمام والشيخ محمد يعقوب. ونفى أفراد طاقم طائرة اليطاليا: استولفي اورلندو و بيجي بيارو وكوسياني ليسيا وكونتينو سرجيو وباغنيلو روبير ريشار والراكبان فالنتي السندرو و دونسلمان جوزفين وموظفو الأمن العام في مطار فيومتشينو كاردوني اندريا وفيدال الفريد واللذان دققا جوازات سفر القادمين على الطائرة المحكي عنها، أن يكون شخص له مواصفات الإمام الصدر الذي عرضت صورته عليهم قد كان على متن الطائرة في تلك الرحلة، كما نفى العريف دوناتو زوطو أن تكون للشخص الذي طلب تأشيرة الدخول المؤقت ملامح عباس بدر الدين الذي عرضت عليه صورته.

                          بتاريخ 7/6/1979 صدر عن قاضي التحقيق في روما قراراً يقضي بحفظ القضية لعدم وقوع أية جريمة في إيطاليا بحق الإمام الصدر ورفيقيه.

                          وبتاريخ 15/2/1980 طلب المكتب الشعبي للجماهيرية الليبية في روما من القضاء الإيطالي إجراء تحقيق إضافي حول اختفاء الإمام ورفيقيه رابطاً بمذكرته نسخة عن تحقيق بدأته الشرطة الليبية في 3/7/1979 تمحور حول إفادات أدلى بها شهود ليبيون وشاهد موريتاني انطوت على أن الإمام الصدر ورفيقيه غادروا الأراضي الليبية مساء 31 آب سنة 1978 على متن طائرة اليطاليا الرحلة رقم 881.

                          وبعد تحقيقات مطولة وتمحيص دقيق وشامل للأدلة أصدر قاضي التحقيق بتاريخ 28/1/1982 قراراً بحفظ القضية مجدداً لكون الإمام ورفيقيه لم يدخلوا الأراضي الإيطالية مساء 31/8/1978 ولكون أشخاص آخرين بقوا مجهولين انتحلوا شخصيات هؤلاء الثلاثة وزيفوا آثاراً لدخولهم وأقامتهم على الأراضي الإيطالية.

                          وحيث أن هذه الوقائع ثابتة:

                          1- بالادعاء.

                          2- بأقوال الشهود.

                          3- بالمستندات المبرزة.

                          4- بالوثائق الرسمية الصادرة عن القضاء الإيطالي.

                          5- بمجمل التحقيق.

                          وحيث أن الإمام الصدر ورفيقيه شوهدوا على الأراضي الليبية في الفترة الممتدة بين الخامس والعشرين من آب سنة 1978 والساعة الواحدة والربع من بعد ظهر الواحد والثلاثين منه.

                          وحيث أن السلطات الليبية أصرت على أنهم غادروا ليبيا إلى إيطاليا على متن طائرة اليطاليا الرحلة رقم 881 مساء31/8/1978.

                          وحيث أن القضاء الإيطالي نفى بعد تحقيقات مطوله ودقيقة أساسية وإضافية أن يكون سماحته ورفيقاه قد دخلوا الأراضي الإيطالية، مشددا على أن أشخاصاً آخرين انتحلوا شخصيات الثلاثة المذكورين وزيفوا أثار دخولهم وإقامتهم على الأراضي الإيطالية.

                          وحيث أن الاعتداء الواقع على الإمام ورفيقيه في الخارج يستدعي معرفة ما إذا كان القضاء اللبناني صالحاً للنظر في هذا الاعتداء سيما وأن مسألة الاختصاص تتعلق بالانتظام العام وتنبغي إثارتها عفوا.

                          وحيث أن مرسوم الإحالة على المجلس العدلي لا يولي هذا المجلس الاختصاص، بل يفترض به وبقاضي التحقيق لديه بالتالي التثبت من اختصاصه على ضوء القوانين الجزائية اللبنانية.

                          وحيث أن المادة 19 من قانون العقوبات اللبناني توجب تطبيق الشريعة اللبنانية على كل لبناني أو أجنبي فاعلا كان أو محرضا أو متدخلا أقدم خارج الأراضي اللبنانية على ارتكاب جناية مخلة بأمن الدولة.

                          وحيث أن الحكومة اللبنانية اعتبرت بالمرسوم رقم 3794 تاريخ 4/2/1981 هذه القضية مخلة بأمن الدولة الداخلي وأن النيابة العامة التمييزية ادعت بجريمتي الفتنة والحض على النزاع بين الطوائف المنصوص والمعاقب عليهما في المادتين 308 و317 من قانون العقوبات.

                          وحيث أن الجريمة الثانية هي من نوع الجنحة ولا تقع بالتالي تحت مظلة المادة 19 المشار إليها التي تلحظ حالة الجناية فقط، فينبغي حصر البحث في الجريمة الأولى باعتبارها من هذا النوع.

                          وحيث أنه ليس من الضروري أن ينتج عن اختفاء الإمام ورفيقيه وحجز حرياتهم، أو يتحقق على الساحة اللبنانية وجه مادي من اوجه الاعتداء التي لحظتها المادة 308 من قانون العقوبات، بدليل أن هذه المادة رفعت العقوبة إلى الإعدام إذا تم الاعتداء واعتبرت وقوع الاعتداء ظرفاً مشدداً.

                          وحيث أن المادة 313 من قانون العقوبات تعاقب على المؤامرة بقصد ارتكاب إحدى الجنايات المذكورة في نطاق الفتنة أي أنها تعاقب على مجرد الاتفاق الذي يستهدف تحقيق هذه الجرائم، دون الحاجة إلى القيام، حتى بأعمال مادية ترمي مباشرة إلى التنفيذ.

                          وحيث أنه لم يتبين حتى الآن أن ثمة خلافات أو عداوات شخصية حملت من قبيل الانتقام والتشفي على خطف الإمام ورفيقيه وحجز حرياتهم.

                          وحيث أن موقع الإمام الصدر على رأس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان والكثافة الشعبية التي يؤثر عليها وتتأثر به في لبنان والدور الذي كان يلعبه على الساحة اللبنانية إبان الاعتداء عليه واحتدام الصراع على هذه الساحة في المرحلة المذكور أمور يغلب معها أن يكون خطفه وحجز حريته لا يستهدفانه شخصياً بقدر ما يستهدفان تلك الساحة.

                          وحيث أن المشتركين في جريمتي الخطف وحجز الحرية بقوا مجهولين.

                          وحيث أن ما يربط اختصاص القضاء اللبناني أولا يربطه على ضوء ما تقدم، هو اتجاه نية هؤلاء المشتركين إلى خض الساحة اللبنانية وتأجيج الاقتتال الدائر عليها أو عدم اتجاهها.

                          وحيث أن القول بعدم اتجاه النية على هذا النحو يعني استباقاً للأمور ودفاعاً عن الضالعين في الاعتداء، فيكفي مجرد احتمال وجود مثل هذا الاتجاه لمتابعة التحقيقات توصلاً للتثبت من حقيقة النوايا.

                          وحيث أنه يقتضي والحالة ما ذكر تأكيد اختصاصنا للنظر بهذه القضية.

                          وحيث أن التحقيقات الحاصلة لم تؤد إلى معرفة المشتركين في الجرائم موضوع القضية فيقضي إصدار مذكرة تحر دائم توصلاً لمعرفتهم.

                          لــذلــك
                          نقرر وفقا للمطالعة:

                          1- تأكيد اختصاصنا للنظر في هذه القضية.

                          2- إصدار مذكرة تحر دائم توصلا لمعرفة الفاعلين والمحرضين والمتدخلين في الجرائم موضوعها،



                          قرار صدر بتاريخ 18/11/1986

                          المحقق العدلي

                          طربيه رحمة

                          تعليق


                          • #28
                            النص الرسمي للبيان الليبي



                            الصادر عن أمانة الخارجية للجماهيرية الليبية بتاريخ 17/9/1978
                            يعتبر الإمام الصدر من الشخصيات الإسلامية الكبيرة وزعيماً لطائفة الشيعة الإسلامية في لبنان وتربطه بالجماهيرية علاقات متينة مبعثها التقدير والاحترام للدور المهم الذي يقوم به الإمام الصدر في المجالات الإسلامية والسياسية عربياً وإسلامياً، وقد زار الجماهيرية مرات عدة من قبل وفي يوم 18/7/1978م اتصل عصــام مكي ممثــل الإمام موسـى الصدر الذي كان مــوجوداً في الجــزائر آنذاك بسفارتنا معرباً عن رغبة الإمام في زيارة الجماهيرية. وقد أبلغت سفارتنا في بيروت يوم 19/7/78م الترحيب بالزيارة.

                            وعند اتصال القائم بأعمال سفارة الجماهيرية بالإمام أبلغه أنه نظراً إلى انشغاله في ذلك الوقت يقترح أن تتم الزيارة خلال النصف الثاني من شهر رمضان المبارك، وحدد الإمام يوم 25/8/1978م موعداً لزيارته.

                            ووصل إلى طرابلس واستقبل استقبالاً حاراً وأجرى أثناء زيارته العديد من اللقاءات.

                            ثم طلب الإمام الحجز له للسفر إلى روما ومنها إلى باريس فقامت اللجنة الشعبية في مطار طرابلس العالمي بالحجز له على طائرة الخطوط الإيطالية "اليطاليا" المتجهة إلى روما على الرحلة 188 مع مرافقيه عباس حسين بدر الدين ومحمد شحاته يعقوب.

                            ونظراً إلى عدم وجود أماكن في الطائرة المذكورة على الدرجة الأولى، فقد قام ممثلو شركة " اليطاليا" في طرابلس بناء على طلب اللجنة الشعبية للمطار، بإنزال راكبين من ركاب الدرجة الأولى وتحويلهما إلى الدرجة السياحية لتمكين الإمام ومرافقيه من السفر على الدرجة الأولى وهذان الراكبــان هما السيد "فالـنتي" الموظــف في شــركة اليطاليـــة في طرابلس والسيدة "دونسلمان"، وهما إيطاليا الجنسية.

                            وسافر الإمام الصدر على متن طائرة الخطوط الإيطالية إلى روما ( الرحلة رقم 881) يوم الخميس 28 رمضان 1389 هـ الموافق 31 أغسطس 1978 الساعة الثامنة والربع مساء، وقام بتوديعه الأخ أحمد الحطاب عن مكتب الاتصال العربي في مـؤتمر الشعب العام ومندوب عن اللجنة الشعبية للمطار وممثل عن الشركة الناقلة " اليطاليا".

                            وفي يوم 12/9/1978م تسلم ممثل شركة "اليطاليا" في طرابلس برقية موجهة من المدير الإقليمي للشركة في بيروت عند الساعة العاشرة صباحاً يستفسر فيها عن المسافرين موسى ويعقوب وعباس على الرحلة 881 في تاريخ 31/8/1978م. وقد رد عليه مندوب شركة "اليطاليا" في طرابلس ببرقية الساعة 30،14 من اليوم نفسه مؤكداً له أن الإمام موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب وعباس بدر الدين غادروا طرابلس على رحلة "اليطاليا" الرقم 881 في تاريخ 31/8/1978م المتجهة إلى روما.

                            وإذ تؤكد أمانة الخارجية أن الإمام الصدر، الذي تربطه بالجماهيرية علاقات أخوية متينة وتكن له كل احترام وتقدير قد غادر طرابلس إلى روما، تؤكد كذلك أن الإشاعات التي ترددها بعض الدوائر المشبوهة المغرضة تريد بها أن تفــجّر المـوقف في لبنــان آخــر معاقل الثورة الفلسطينية. ولذلك فإن الجماهيرية تلقي بكـــامل ثقلـــها مع القـــوى الإســـلامية والتــقدميــة لمــعرفة مــصيـــر الإمـــام موسى الصـــدر وإنـقاذ حيـــاته وحيــــاة رفيقيه. وإننا على اتصال مستمر مع الحكومة الإيطالية التي سافر إليها الإمام الصدر على متن إحدى طائرات خطوطها في هذا الشأن وإن الجماهيرية تولي الأمر اهتماماً كبيراً.



                            تعليق


                            • #29
                              اللهم صلي على النبي الهادي المختار واله الأطهار

                              وعجل فرج إمامنا صاحب العصر والزمان

                              اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود
                              **************************

                              تعليق


                              • #30
                                محاضرة في ذكرى مولد الامام المهدي (عج)

                                بسم الله الرحمن الرحيم

                                المكان: بلدة اليمونة / البقاع

                                أيها الاخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

                                يشهد الله أني لا أتمكن من أن أصف شعوري في هذه اللحظات، نحن في اليمونة بين الأطفال، الأطفال الذين عبروا قطار الزمن، الأطفال الذين قاسوا وعانوا المحن، الأطفال الذين حفظوا الأمانة وما وهنوا ولا تفرقوا..

                                نحن في اليمونة وبحضور نخبة من كبار القوم الذين تركوا قاعات راحتهم وعملهم وسعوا مشتاقين لهذا اللقاء، نحتفل في مدرسة بذكرى مولد الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري (عج)، ولا نكتفي بإحياء الذكرى بل نجسّد تقديسنا للذكرى بتكريس خط ذكرى الإمام، يعني خط الأمل والتهيؤ.. سوف نكرس هذه المفاهيم هذا اليوم بإذن الله فنحاول أن نهيئ طاقاتنا وجهودنا مع جهود أطفال هذه البلدة وقادتهم في رفع بيت الله وإكمال المسجد المكرم في هذه البلدة.. الأيام كما سمعتم أيام استقلال، والاستقلال كما نفهمه يتجاوز معناه السياسي ويشمل الاستقلال الاقتصادي والفكري والخلقي..

                                أيام مباركة وساعات مباركة، فلقائنا في ذهن الحلم المشرق، ويكون لي الشرف كل الشرف أن أقف في هذه الذكرى في مولد الإمام الثاني عشر، وكما تعلمون، فالإمام الثاني عشر إمام منتظر، نحن ننتظر ظهوره لكي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً مثلما ملئت ظلماً وجورا، والفكرة بصورة موجزة لا تختص بهذه الخارطة بل في كتب أحاديث المسلمين بجميع مذاهبهم، مئات وألوف الروايات تدل وتثبت أنّ النبي الأكرم (ص) قال: لو لم يبق من العالم إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يأتي رجل من أهل بيتي بحمل اسمي ويكنى كنيتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، الحديث متواتر عند جميع فرق المسلمين، رأي لا يختص بطائفة، الفكرة كانت ولا تزال عامة تشمل جميع مفاهيم الأئمة، انتظار المخلص وانتظار المنقذ وانتظار روح الحق هو المغزى، وانعقاد أمر ما موجود عند جميع الفرق والأديان والمتشرعين بالشرائع، ثم أنّ الفكرة تتجاوز النشاط الديني وتشمل النشاط العلمي أيضاً، فإذا لاحظنا سعي البشر في مختلف حدودهم وفي تنوع حقولهم (العلم، والأدب، والفلسفة، والتجارب الاجتماعية، وتجربة الأنظمة والقوانين..) نجد أنهم متحركون نحو الكمال ونحو الأفضل في جميع شؤون حياتهم.. صحيح أنّ الإنسان قد يخدَّر وينزل وينحرف، لكن هذه زلات في السير السياسي والفكر الصحيح..

                                الإنسانية تتكامل وتعلو وتتقدم نحو الأفضل، وهي مطمئنة بأن الأفضل ميسور لها، ولهذا تسعى لأجله، ولو كان البشر يعتقدون كما يقول البعض بأنّ الإنسان في تدهور وأنّ العالم بتأخّر أو أنّ الأمر نحو الأسوأ لما كانوا يشتغلون ويتحركون بأمل وبقوة وإيمان نحو المستقبل، فإذن العلم والوفاق (الواثق المنبثق من الحقول العلمية المختلفة) والأنظمة الاجتماعية والمساعي التي تبذل لأجل التجربة في الحقول الاجتماعية والعادات والقيم والأخلاق وجميع البشر وطاقاتهم وإمكاناتهم وكفاءاتهم في سبيل حياة سعيدة..

                                كما تعلمون في هذا الوقت وفي جميع الأنظمة قسم من طاقات البشر أو بتعبير اصح قسم قليل من طاقات البشر يُصرف في سبيل حياة البشر، والكثير من الطاقات والأفراد لايزالون خارج المسرح لا تُستعمل طاقاتهم في سبيل حياتهم البشرية وفي سعادة البشر، فكل واحد منا في أي حقل من الحقول البشرية يسعى ويقصد القمة، ما هي القمة؟، القمة أن يكون الإنسان (كل إنسان) بجميع طاقاته (ليس فقط طاقاته المادية أو الفكرية)، جميع طاقاته يمكن أن يستفاد منها، تبرز هذه الطاقات وتُستعمل في سبيل خير البشرية، لا شك أنّ هذا النظام كالحلم يراود مخيلة كل إنسان يعيش ويسعى للمستقبل الأفضل المثالي الذي كان يُحلم به من أيام أفلاطون وكان يسمى بالمدينة الفاضلة، هذا المستقبل وهذا المجتمع المثالي الذي يختلف في بنائه وتكوينه جميع أنواع البشر، هذا مستقبل ، هذا حلم كل إنسان وليس عقيدة الشيعة بالنسبة الى المهدي. الانتظار الواعي والمبكر لهذا المستقبل هو أمل ومستقبل الجميع، فإذاً لا أريد أن أدخل في تفاصيل هذه العقيدة بمقدار ما أريد أن أدخل الجانب التربوي من العقيدة، مع أنّني أعترف بأنّ فكرة انتظار الفرج تشوّهت عندنا وانحرفت في نفوسنا، فأصبحنا إتكاليين نترك العمل والسعي بانتظار مجيء صاحب العصر والزمان..

                                الحقيقة أنّ فكرة الانتظار لعبت دوراً كبيراً في حياة هذا المذهب، لأنّ الأمل هو الحياة بالمستقبل، الإنسان الذي يحد من المستقبل يعني وضع حائطاً بينه وبين المستقبل، الأمل هو طريق المستقبل، صلة الإنسان بالمستقبل، والذي يعرف الأمل جعل بينه وبين المستقبل سداً لا يمكن تجاوزه، فإذن اليأس يعني الجمود، والجمود حقيقة يعني الوقوف والموت لأن الحياة واستمرار الحياة يعني بقائي في اللحظة الثانية، يعني حركتي منذ اللحظة الأولى الى اللحظة الثانية، فالجمود يعني لا يوجد حركة، وإذا لا يوجد حركة يعني الموت، إذاً الأمل عبارة عن الطريق المفتوح، واليأس يعني الاستسلام بالوقت الحاضر، لا أقول الذي لا يعدّ للمستقبل يموت، الموت الطبيعي لا، يموت الموت الحقيقي، فإذن الأمل طريق المستقبل، فإذا وقفنا نخضع للحاضر، والخضوع للحاضر يعني ليس لدينا مستقبل، يعني نرضى بالأمر الواقع، ذبنا في حالنا ذوبان السكر في الماء، وإذا احترمنا أنفسنا فالأمل شرط البقاء، فقد مر علينا (التاريخ يكشف بوضوح) كما مر على كل أمة، مرّ علينا زمن وفترات طوية من المحن، ولولا الأمل بمجيء صاحب الزمان لكنّا متنا وذبنا، لكن أملنا بكلام رسول الله: لو لم يكن للعالم إلا يوم واحد لطوّل الله هذا اليوم حتى يأتي رجل، هذا الأمل.. وقد تكرس لأننا لا نشك بقول الرسول، فإذاً أملنا هو الذي أبقاه وهو الذي حفظنا..

                                أنتم تعلمون أنّه بعد ارتفاع المسيح الى السماء (أو بعد استشهاده ووفاته حسب اعتقاد المسيحيين)، بقي الأمل ببشارة المسيح حين يقول يأتي يوم الحق، هذا الذي يفسّره بروح القدس، ولو لم يكن هذا الأمل بالمستقبل لما كانوا يتمكنون من البقاء لأن الاضطهاد تجاوز حد الطاقة البشرية..

                                فإذاً الأمل نتيجة تربوية للانتظار، وقد أدى دوره الكبير في تاريخنا، وسوف يؤدي دوره بإذن الله في تاريخنا القادم..

                                النقطة الثانية: الانتظار، وليس الانتظار ترك السير للآخرين، هذا معناه عدم الانتظار، معناه الاستسلام، أي سوف نغرق بانتظار هجوم مفاجئ، يقال أننا بانتظار هجوم مفاجئ من العدو، نحن بالانتظار بما معناه أننا نأكل ونشرب ونروح ولا نبالي ولا نراقب؟ هذا ليس اسمه انتظار في اللغة العربية، الانتظار معناه انه نحن على استعداد، بأيادينا، بسيوفنا، من أجل هدفنا، نتدرب، نتحد، نهيئ أنفسنا، نضع نواطير، نضع مراقبين، نضع رادار، وسائل كشف، حتى نعرف متى يكون هذا الهجوم المفاجئ، هذا معنى الانتظار، والآن نحن بانتظار المهدي الذي سوف يملأ العالم قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً، كم هو عظيم هذا الحلم؟ كم هو كبير هذا الهدف؟ المهدي وحده يريد أن يملأ العالم قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجورا، يعنى حدث ولا أكبر منه، نحن نريد أن ننصر المهدي على العالم بعرضه وطوله وفنّه وتدربه وقوته، نحن منتظرون، يعني نتهيأ للقيام بهذا الدور، وحينما يدعونا إليه، يعني عندما يرفع الصوت: "يا أيها الناس" نقول لبيك، نترك كل ما نملك، ونكون مستعدين، مثلما قلنا: أيدينا على سيوفنا، منتظرين، وإلا ما معنى الانتظار؟ الانتظار يعني التهيؤ، يعني التجنيد، يعني التدريب، يعني التهيؤ النفسي والفكري والروحي، التدريب الفني العسكري، وهكذا كانوا وكنا.. لا أذكر القصص لكن أنقل لكم كلاماً عن علي (ع): "الأماني غرور الأحمق"، الأحمق الذي ينتظر من دون تعب، الأحمق هو الذي ينتظر القوة والموت من دون تعب، الأماني غرور الأحمق، ماذا يوجد في الغرب؟ القلاع والمعسكرات والأبنية.

                                الصلاة التي فُرضت على المؤمنين كتاباً موقوتاً نجد فيها رعاية من الله، الصلاة في المساجد شيء مكتسب، وبالبيت شيء مكتسب، نجد في شروطها رعاية اجتماعية، أحد الموثوقين الكبار وكان اسمه محمد بن الأسد، هذا الرجل يقول: في صلاة المسلمين أعظم درس لحياتنا، يقول: الإنسان يجب أن يصلي وهو ساجد هادئ متوجه بقلبه الى الله، قاعد قرب الله، وإنّ الله يريد وأنت في صلاتك أن تكون متوجه الى الله بقلبك وتعمل وتقوم وتركع وتسجد حتى بقلب واحد، تتوجه بقلبك لله، قد تقوم بعمل ما (كلام أو مباهلة أو ركوع أو سجود) هل ستتمكن من الجمع بين العملين (مكان توجه القلب لله ومكان عمل الجسد)، الله يمرنك لتنسى مكان العمل، لماذا؟ وأنه بعد هذا التمرين حينما تموت أعطاك الدار الآخرة..

                                فإذاً الدين يمتلك جميع الشروط، وبعبارة موجزة وبعبارة واضحة: الدين شأنه في حياتنا شأن التنظيم..

                                أنت اليوم تشتري سيارة، فيأتي صاحب الشركة أو المسؤول عن الشركة أو صاحب السيارة ويعطيك تعديلات، يقول: أن لازم تجرّب وتمرّن هذه السيارة أكثر من 1000 كلم "روداج"، بعد ذلك يطلب منك أن تغيّر الزيت لأنك مشيت أكثر، واعمل ميكانيك، ويعطيك العافية، وبعد هذه الفترة تمشي على الجبل، هذا الشيء المعروف، ثم خلال استفادتك من هذه السيارة تراعي شؤون هذه السيارة، تغيّر الزيت، توقف السيارة، أقلع بسرعة.. هذه الأشياء والأمور أنت تريد أن تعرف أن تتعلم في هذه الفترة الصغيرة، لماذا هذا الرجل يريد أن يأمر علينا ويتحكم بنا؟ أنا حر.. حسناً، ماذا تريد؟ تأخذ السيارة وتذهب الى الجبل ، تأخذ السيارة ولا تصلحها؟، تخرب السيارة، من الخاسر؟ البائع أم الشاري؟ تخسر السيارة وقد تخسر عمرك، لا يوجد شيء، إذن هذه القوانين والتعاليم في الشركة تعطيك لنفسك، على أي أساس تعطي الشركة هذه التعاليم؟ بأي حق تعطي هذه التعاليم؟ بحق الخبرة وأنّ الصانع هو الذي يعلم، هو الذي وضع القوانين، هو لديه الخبرة، وهو الذي يعرف ماذا يوجد داخل السيارة "وخلفوا من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات".

                                إذا أردنا أن نعيش بشهواتنا وخلافاتنا وصعوباتنا ومبيعاتنا وفسادنا فهذا معناه أننا لا نستحق الحياة، محكومون بالموت..

                                الانتظار كان من نتائج هذه العقيدة بتاريخنا، فذكرى مولد صاحب الزمان في هذه البلدة الطيبة ذكرى الأمل والانتظار، وما أجمل اقتراب حفل ذكرى صاحب الزمان بإكمال المسجد، لأن المسجد كما سمعتم بدء الطريق، النقطة الأولى، هو الذي يكرّس الأمل ويهيئ الانتظار، المسجد أليس محلاً لعبادة الله، وعبادة الله تكرّس وتصون الإيمان، هذه نقطة بيننا.. هل يمكن لواحد أن يؤمن بقلبه ولا يمارس إيمانه في جسده؟ هذا لا يمكن، يعني واحد يريد أن يقول أنا مؤمن بقلبي ولكن بالخارج لا يمارس هل العمل، هذا يدل على وجود هذا الإيمان في قلبه؟ هذا مستحيل، ثم قال: هذه عاقبة الذين أساؤوا السوآى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤون..

                                الإنسان الذي يريد أن يحتفل بالإمامة يجب أن يمارس إيمانه، وإلا البشر شيء واحد، الإنسان شيء واحد، وليس شيئان، الجسم لوحده والروح لوحدها، والجسم لا يستقل عن الروح، هذا مستحيل، العمل الخارجي ينعكس على العمل النفسي، والعكس بالعكس..

                                المشكلة اننا كنا مؤمنين، بعد ذلك ضعف هذا الإيمان ، بقي الهيكل، اسمي نفسي مؤمناً، ولكن في الحقيقة متى يبرز من الايمان حركة وحياة؟ ممكن نحكم ونحاكم أنفسنا ونأتي بيننا وبين وجداننا وربنا، فكل واحد منا اخبر بنفسه ،هل احدنا يتمكن ان يتوب؟ هذا الايمان الذي نتغنى به متى يظهر؟ متى يحكي؟ متى يأمر؟ متى ينهى؟ أم فقط مكتوب هنا مسلم ، حبر على ورق في الهويات، وحبر على ورق في القلوب فقط ! الإيمان الحي هو الإيمان الذي يحرك يدفع يقول يأمر ينهى، المسجد مكان العبادة، والعبادة تكريس للإيمان، والإيمان مبدأ ومنبع الأمل، واليأس هو موت، وجود اليأس كفر لماذا كفر؟ لان اليأس معناه عدم الإيمان بالحق، ان الإيمان بالله والله هو الحق والعدل والعلم وهو صاحب الأسماء الحسنى والأسماء العليا، فالإيمان بالله يتلازم بان نؤمن بأن العالم أيضاً عالم الحق والعدل والجمال لماذا؟ لان هذا العالم من صنع الله المهندس الخبير حينما يبني بناية بيني بناية فسيحة يبني بناية قائمة على اساس الخبرة والفن الموجود عنده فلهذا انت بإمكانك ان تعرف عن طريق البناء قوة المهندس فإذن الايمان بالله الحق يعني " وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين وما خلقناهما إلا بالحق" الإيمان بالله العادل يعني أن الأرض مبنية على أساس العلم ومع الجهل فلا يمكن السير هذه الارض إلا سير الأعمى والغريق ، الإيمان بالله العادل يعني ان الأرض مبنية على أساس العدل وهكذا فإذاً نحن نؤمن بالله ونرى أنفسنا على حق، معناه أن المستقبل لنا لماذا ؟ لان الكون قائم على أساس الحق والحق ينتصر لأنه من صميم الكون ومن قاعدة الحياة، ولهذا أخذنا هذه الآيات ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون كتبنا من الكتب السماوية القديمة الى اليوم ان الأرض يرثها عبادي الصالحون، اما غير الصالح هذا غريب في الكون وهذا أجنبي هذا دخول الشيء الغير مغذي في الجسد دخول بحصة في الجسد لا يسمح ينقل يتعب يزعج فيوجب المرض والجسد لا يتحمل يصارع يكافح يشتغل حتى يدفع ويرمى الى الخارج هذا هو الغريب الغير متناسب مع الجسد وهذا هو القول الله الحق والعدل العالم الباطن فيه غريب والجاهل فيه غريب والظالم فيه غريب والمنحرف فيه غريب والفوضوي فيه غريب وهكذا لا مجال على ارض الله للجاهل لا مكان في الأرض الله للظالم لا مكان له في بلاد الله للمنحرف والفوضوي لا يمكن، هؤلاء المواطنين غير صالحين والله لا يقبل أن يكونوا في أرضه يأتون ويذهبون "وعد الله الذين آمنوا منكم والذين عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا " " ونريد ان نمن الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين " هذا السير العادل فإذاً المستقبل للحق فاذاً أنت قابل رأيك مرة نحن غير مؤمنين بخط إذا بالفعل نحن راغبين بالاستيلاء هل نحن على حق فهذا الإيمان يلتزم مع الإيمان بالنجاح فإذا الإيمان بالله متلازم للأمل ،واليأس كفر والمسجد يكرس الإيمان فاذاً يكرس الأمل وهكذا نرى الصلة الطيبة المتناسبة بين حفل ذكرى مولد صاحب الزمان ومولد الأمل مع بناء المسجد من الناحية الثانية الانتظار والتهيؤ وآسف على المسجد كيف كان وكيف صار المسجد كان محل للأطفال هل تعلمون لماذا يسمون المحراب محرابا؟ في المسجد يوجد محراب ليس كذلك المسيحيين يسمونه مذبح والله التذكير بهذه الشعارات يخجلنا محراب مذبح صليب شعار الصلب شعار الثار هل يمكن للمسيحي ان يتفاهم مع اليهودي؟ ممكن هذا الكلام في إسرائيل؟ هذا شعار الصلب لان المسيح لم يصلب الذين صلبوه مباشرة ام الذي امروا بصلبه لو وجدوا اليوم مسيحاً والف مسيحٍ لكانوا صلبوه ، فإذاً المحراب شعار المسجد وسيلة الحرب المذبح هذه الشعارات شعارات حية نابعة من اللازم ان نحكيها ونحملها الى عادات الجمود والوقوف وترك الدنيا والابتعاد عنها والانعزال عن العالم فبركة مصنع الرجال، المسجد يهيئ " خذوا زينتكم عن كل مسجد" الزينة معناه السلاح لانه لا زينة للرجل الا السلاح نتزين بالملابس والحرير نتزين بالكحل وتصفيف الشعر هذه زينة النساء ، ليس النساء المؤمنات بل نساء اللوحات ليس نساء الإنسان ، فاذا خذوا زينتكم عند كل مسجد ،المسجد محل للتجنيد محل للحركة محل للحياة محل للاندفاع محل للتحرر محل للانتظار ، فنحن نحي ذكرى صاحب العصر والزمان ذكرى الأمل الانتظار وسوف نكرس بإذن الله هذين الهدفين العظيمين الأمل والانتظار لبناء المسجد فما أحوجنا في هذا اليوم الى الامل والانتظار لأننا والمحن حاولت ان تأخذ من الأمل والانتظار وتصور ان كثر من الناس انقطعوا عن الأمل بالمستقبل يجب أن يعرفوا أن اليأس كفر فالمؤمن لا ييأس كيفما كان اليهود كم اضطهدوا كم سنة اضطهدوا كم مائة سنة اضطهدوا وكانوا منبوذين في كل مجتمعات العالم ولكن صمدوا وصبروا، والله ماذا قال لنا الذي يعمل يصل أي إنسان كان وأي أمة كانت، فإذاً لا موجب أن نفقد الأمل أمام العدو ومن كان وراء العدو من من الدول العالمية الكبرى في واقعة بدر المشركون كانوا يرفعون الشعارات وقسم منهم كان يرفع الشعار الصنم الذي يسمى هُبل فكانوا يرددون الأنشودة المعروفة أعلوا هبل والمسلمون أجابوا بأمر من النبي الله أعلى واجل ،الفئة الثانية كانوا يرفعون الصنم الثاني عزى وكانوا يقولون هذه عزى ولا عز لكم فالمسلمون أجابوا الله مولانا ولا مولى لكم لو كان لهم هُبل وعزى نحن لنا الله ما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته قد نقف يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه الأمل بهذا الله العظيم الامل نحن لا نفقده ابداً ولن نفقد وقد مر علينا ظروف أظلم من هذا وما فقدنا الامل نحن اليوم بحاجة الى الامل والى الانتظار والتهيؤ كما سمعتم لا يمكن ان الله يقبل منا الانتظار بمعنى الاتكال والتواكل ولينصرن الله من ينصره ان الله عزيز من الذي ينصر الله الذين مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وعملوا الزكاة و أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر هؤلاء فما أحوجنا اليوم إلى الأمل والانتظار بوركتم يا أهل اليمونة وبوركت بيوتكم الاجلاء الأعزاء الأحياء وبوركت ذكرى ما أحوجنا الى درس معانيها والسلام عليكم ورحمة الله

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X