محاضره في ذكرى الامام علي عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
في هذا اليوم الذي هو حسب الرز نامة يوم الثاني عشر وحسب الموازين الشرعية هو يوم الحادي عشر من شهر رجب، وبناءً على ذلك نحن نعيش في ذكريات الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه الذي ولد في يوم الثالث عشر من شهر رجب، وولادته كما تعلمون كانت في بيت الله الحرام، حيث لا يشك التاريخ في ذلك، ويقول الراوي المنقول عنه (بعدة طرق) أنّ الإمام (ع) ولد في البيت عندما كانت أمه فاطمة بنت أسد تطوف حول البيت، وقد جاءها المخاض بوقت الطواف، وحينما شعرت بآلام الحمل حسب نقل الراوي وقفت أمام البيت ودعت الله سبحانه وتعالى أن يسهّل عليها الحمل والولادة وناشدت ربها وأكدت في العبارة المنقولة عنها إنها لا تؤمن إلا بالله الواحد الأحد، وكما تعلمون أن الإيمان بالله الواحد كان قبل الإسلام، وكان موجوداً في الجزيرة ولكن عند نفر قليل من الناس، ودين الجزيرة كان دين التوحيد، أو حسب التعبير القرآني "دين الإسلام" حتى من قبل النبي محمد (ص)، لأنّ الإسلام ملّة أبيكم إبراهيم (كما يقول القرآن)، وهو سمّاكم المسلمين من قبل، ولكن الجهل والمصالح والمطالب والأهداف المادية شوّهت معالم الإسلام، فغيّرت العقيدة، وغيّرت الشريعة أيضاً، ففي باب الحج كما تعلمون كانوا يحجون بالشكل الغريب بوقت الحج، وكانوا يغيّرون الأحكام ويقدّمون الأشهر الحرم وغير ذلك من الأعمال الشاذة التي تؤكد أنهم غيّروا معالم الدين، حتى الإيمان بالله الواحد، كانوا مؤمنين بالله ولكن يذكرون له فريسة، فكانوا يعبدون الأصنام التي تعلموها من الغرباء، لأنّ العرب كانوا مؤمنين بالله في الجزيرة، وحينما كانوا يسافرون إلى الشام (مثلاً) يجدون هناك صنماً باسم هُبل ويحطّونه في المعبد الأزلي الذي هو الكعبة، وهكذا ازدادت الأصنام من الخشب ومن الخبز ومن التمر، وعندما يجوعون كانوا يأكلون الصنم : كما تعلمون، وهكذا ازدادت الصنمية بينهم، وإلا فأهل الجزيرة كلهم كانوا مؤمنين بالله، لكن أي الله؟ الله الذي له شريك وله النظير وله بنات وله جماعة وله أرحام وله قبيلة.. فكرة الصنمية كانت سائدة، والقرآن الكريم حينما كان ينقل استنكاره على عبادة الأصنام ينقل عنهم أنهم كانوا يقولون هؤلاء للدفاع لنا عند الله، الإيمان بالله كان موجود عندهم ولكن (..)..
في قلبية الحج نحن نقول لبيك لا شريك لك لبيك..، أما هم فكانوا يقولون : لبيك لا شريك لك لبيك إن طريقاً هو لك تملكه وما ملك، كانوا يعتبرون لله شريك، هكذا الإيمان بالله الواحد تحول إلى إيمان بشركاء، وقد كثر عددهم حسب الرغبة والأصوات، فكل كان يعبد صنماً.. كم يريد؟ يعني: واحد يستأنس بأن يضع الصنم بشكل حيوان، فكان يعمل واحد، يجعل صنماً بشكل المرء، وهكذا كان يُعجب بصنم بشكل فيعمل مثله، يعني كان الله والمعبود الذي هو خالقهم كان مخلوقاً لهم، ولما الإنسان يفكر كيف بدو يعمل صنم سيعمل، فهم كانوا يعبدون مخلوقاتهم ومصنوعاتهم، لهذا الآيات والروايات التي تؤكد تحاول تنظيم هذا الإيمان وتفسيره، فسورة قل هو الله أحد تؤكد على أنه الله الصمد غير محتاج، لا يحتاج إلى شيء، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، قد تأتي لأجل القضاء على فطرة انهم كانوا يقولون إن ملائكة الله بنات الله، هكذا كانوا يعتقدون في الجزيرة.
المسيحيون فهموا أن المسيح هو ابن الله، بعض القبائل كانوا يعبدون الأصنام كشركاء وأطفال وجماعة الله، فقل هو الله أحد ينفي، والآيات تؤكد بأن الله سبحانه، ليس كذلك الذي تتخيله بذهنك، والحديث الشريف يقول كل ما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه فهو مردود إليكم، أنت لا تتمكن من أن تتصور حقيقة خالقك لأنه فوق مستواك، إنّ كل ما فكرت وصغت وكل ما وصلت إليه وكل ما تقدمت بالعلم وبالصناعة وبالفلسفة وكل طاقات البشرية كل هذه الأشياء مخلوقة لك، مسموح لك، فالتوحيد شاع في الجزيرة، لكن بقي هناك أناس قليلون يؤمنون بالله الواحد لا شريك له، منهم آباء النبي الكريم (ص ) ومنهم بعض أرحامه منهم خديجة سلام الله عليها.
هؤلاء كانوا معروفين في الجزيرة بالحنفاء، الدين الحنفي.. دين إبراهيم، كانوا يسمونهم الحنفاء ، وما كانوا يقولون بإله آخر، ولهذا بالرغم من أن بني هاشم كانوا كبار القوم والقادة والمشرفون على الكعبة فما كان لهم صنماً في الكعبة بدليل انهم ما كانوا يعبدون كقبيلة صنماً آخر ومعبوداً آخر غير الله، وفاطمة بنت أسد في هذه الكلمة المنقولة عنها تظهر تماماً منها إنها لا تؤمن إلا بالله الواحد وتطلب من الله الواحد أن يسهل عليها الحمل ويسهل عليها الولادة، فيقول عباس ونفراً آخر من الذين كانوا جالسين في مسجد الحرام انهم شاهدوا فاطمة دخلت في الكعبة بشكل غير طبيعي، كيف دخلت؟ التفاصيل غير معروفة لأن الدخول في الكعبة ما كان أمراً سهلاً، والكعبة كان لها باب ولا يزال ، وباب الكعبة مرتفع عن الأرض لا يمكن للإنسان العادي وفي حالة الصحة أن يدخل الكعبة ألا إذا جعل درجاً وطلع من الدرج ووصل، والباب مقفل، كيف المرأة الحامل الضعيفة مع عدم وجود المفتاح والدرج كيف تمكنت أن تدخل في الكعبة بشكل غير طبيعي؟ هذا تفاصيله غير موجود عندنا، ولكن دخلت في الكعبة وولدت هناك أمير المؤمنين سلام الله عليه، وليس هناك أحد غير الإمام ولد في الكعبة..
أعداء الإمام الذين كان لهم مجال واسع خلال التاريخ ، حكام العالم الإسلامي الذين كانوا يستأجرون الضمائر والرواة لتتغير الأحاديث، حاولوا أن يعلقوا وان يردوا وان يذكروا أمثالاً لفضائل الإمام ومقامه، اختلقوا قصة أخرى، قالوا إنه في الكعبة ولد شخص آخر اسمه حكم بن خزام هذا الرجل الذي قيل انه ولد ، حديث موضوع مزور، ولا ينقل ولادة حكم بن خزام إلا المتأخرين الذين يحاولون أن يدققوا ويذكروا ويفكروا، وحكم بن خزام رجل ضعيف الإيمان كان يتقاضى الزكاة من فئة مؤلفة في كتبهم، بل كان ضعيف الإيمان ولا في مثله ابداً، ولهذا هذه المرتبة سبحان الله خصصها الله سبحانه وتعالى في إمامنا أمير المؤمنين سلام الله عليه، كما أن مقتل الإمام في المحراب، فالإمام أصيب بالجرح المميت والذي قضى عليه بواسطة ابن ملجم في المحراب، فحياة الإمام بدأت في بيت الله وانتهت في بيت الله، حياة الإمام بين هذا المبدأ وذلك المنتهى كلها سجود وعبادة وخدمة في سبيل الله، يكفي أن نعلم انه هو الذي حطّم الأصنام بأمر رسول الله، هو الذي حطّم الأصنام الاصطناعية ، هو الذي قضى على كبار المشركين في الحروب وعلى كبارهم في المجتمعات، أمير المؤمنين سلام الله عليه خُلق بهذا الشكل وتمكن أن يكون عند أداء رسالته، فأدى واجبه، مولد الإمام في الكعبة ونهايته في المسجد، وحياته كما تعلمون حياة مليئة بالحركة والقول والسعي والفضل، ونحن مهما قلنا ومهما تحدثنا عن الإمام لا يمكننا أن نؤدي بعض التعبير والتذكير عنه، ماذا تقول في رجل كما يقول ابن أبي حبيب أنكر أصدقائه فضائله خوفاً وأعداءه طمعاً وحسداً، ومع ذلك والعبادة بالتفصيل ظهر بين وبين ما ملئه الخافقين كما يقولون، والحقيقة أن الإمام في كل حقل من الحقول له منافذ لا يمكن أن توصف في باب علمه، كما نعلم مدينة العلم بابها أمير المؤمنين سلام الله عليه في باب العدالة والاستقامةـ والحق بالحق يقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أقضا كم علي، ويقول أنا ميزان الأعمال وعلي لسانه، في باب الحكمة نجد في خطه وفي تعاليمه من الفضل والعلم والينابيع المتينة القوية الوافرة التي تملأ حياة المسلمين خير وبركة، في باب الشجاعة، ماذا تقول عنه في باب الكرم؟ يقول عدوه: لو كان بيتان أحدهما من تبر أي الذهب وآخر من تبن لأنفق تبره قبل تبنه، وهكذا في جميع الحقول، يقف الإنسان أمام أمير المؤمنين سلام الله عليه ولا يدري ماذا يقول، يقول أحد المعاصرين من الخلفاء: لو أن البحر مداد والأشجار أقلام والإنس كتاب والجن حساب لما أحصوا فضائلك يا أبا الحسن ، تعرفون ماذا يعني بهذا الحديث في كتاب علي والخلفاء الشيخ نجل الدين العسكري حفظه الله ينقل هذا الحديث عن اكثر من عشرة طرق عن الخليفة الأول أبي بكر هو الذي يقول بهذه الكلمة وهكذا يقول بنفس القول الخليفة الثاني عمر بن الخطاب حينما يقول إن العلم قد قسم عشرة أجزاء وقد اختص علي بتسعة منها وترك للآخرين في الجزء الآخر حديث ايضاً عن عمر بن الخطاب وهكذا نجد انه حينما كان ينظر ويتجلى يقف أمامه الصديق والعدو بإعجاب واحترام يقول معاوية في رسالة له لمحمد بن أبي بكر لا اذكر عن الإمام في أننا في أيام رسول الله كنا ننظر إلى علي كنجل، وهكذا جميع حياته وجميع سعيه وجميع لحظاته كانت في سبيل الله في سبيل الكمال في سبيل التقرب إلى الله ما هو إنتاجه ماذا تقول لحظة من حياته ضربة علي يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين لحظة من حياته ضربة واحدة فهذا الرجل بخلال 63 عام ماذا عمل اللحظة في حياته تعادل عبادة الثقلين والآخرون والباقي من أوقاته ماذا يقول وكم له مقام عند الله سبحانه وتعالى جهاده مستمر وعبادة مستمرة سمعتم ما يقول علي بن الحسين حينما أكد على بعض أصحابه بأنك تكثر من الصلاة والتهجد والعبادة عند الله وأنتم من أهل بيت طهركم الله تطهيرا يطلب كتاب علي وصحيفة علي ثم يقرأ أو يقول من مثلك يا أبا الحسن ليله متواصل بنهاره جهاده وسعيه وشجاعته، وهو ما كان يوفر لنفسه شيء في نصيحته لابنه محمد ابن الحنفية حينما كان يبعثه للقتال في واقعة الجيل يقول له بعض نصائحه هذه النصائح تبين نفسية الإمام وطريقة عمله (عض على نواجذك ثبت قدمك انظر إلى ما وراء القوم ثم يقول أعر الله جمجمتك ) هكذا كان يمشي علي كان يمشي ويعتبر أن جمجمته أمانة واعادتها لله، لا أبالي أوقع الموت علي أم وقعت على الموت، وهكذا نجد في واقعة أُحد كما يقول بعض الآثار يقول الإمام سلام الله عليه في واقعة أُحد تفقدت ما حولي فما وجدت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقلت في نفسي أين هو هل هو هرب وهو لا يهرب هل صعد إلى السماء ما كان ذلك منتظر، هل قتل. أمام هذا التساؤل وقفت مضطرباً فتفقدت القوم فوجدهم متجمهرين في المكان فقلت هناك الموت وانه يريد أن يموت فهجمت عليهم وفرقتهم كالجراد المنتشر ووجدت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ملقى على الأرض مغمى عليه بهكذا حرب وجهاد رجع علي عليه السلام من واقعة أُحد وعلى جسمه مائة وثلاثون جرحاً يدخل من أحدها الفتيل ويخرج من الآخر يقول الراوي "زرناه وعدنا مع رسول الله فدخلنا عليه فوجدناه كأنه ممزق اللحم مقطع لا يمكن وضعه على الفراش إذا وضعه على الجلد يقع، يقول بلى رسول الله من وضع الإمام فقال له يا أبا الحسن ما جزاء من جاهد في سبيل الله وقدم مثل ما قدمت وهم في الجلوس نادى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالجهاد والجهاد هذا إعادة لاعتبار للمسلمين بعد قتلهم في واقعة أُحد لأنهم انكسروا ، نادى على الجهاد تعبيراً عن قوة الجهاد للمسلمين واستعداهم ، وتضعيفاً لمعنويات الكفار ، حينما نادى بالجهاد أمير المؤمنين قال وأنا معك يا رسول الله قال له يا أبا الحسن أبمثل هذه الحالة قال نعم بأبي أنت أمي بالله لو حملوني على الأكتاف لما تركتك لحظة، هذا جهاده وسعيه ونفثاته في سبيل الإسلام وفي سبيل الدفاع عن الإسلام وإخلاصه في العمل كم سمعتم اكثر من مرة في واقعة الأحزاب ما أراد أن يقتل عمر بن ود العامري إلا مخلصاً لله لا يشرك في عمله هذا وغضبه وانتقامه واستيائه من تصرفات البطل العامري الذي أهانه، حينما حينما جلس على صدر هذا هو جالس أو لمحة من وجود الإمام سلام الله عليه وإذا قلنا لا ينتهي لكن أريد أن أقول شيئاً الإمام عظيم عزيز حتى أن الذي نُقل عن رسول الله في واقعة المعراج إني وجدت ثقالاً من الجمال يحملون على أكتافهم كتباً كثيرة ، فسألت ما هذا ؟ قالوا كتب لصفات علي.. ترى إن كان هذا صحيحاً أو لم يكن صحيحاً ولكن هل أنت تعلم إننا لو جمعنا الكتب التي كتبت بالإمام في تاريخ حياته إلى يومنا هذا باللغات المختلفة في العالم كم كتاب تجد؟ وإذا نريد أن نحمل هذه الكتب نحتاج إلى جمال، حتماً ليس شيئاً مستغرب ، الإمام عظيم جداً يكفي شهادة الرسول في حقه "علي مع الحق والحق مع علي يدور الحق معه كيفما دار" يكفي أن عبر عنه القرآن الكريم بنفس محمد، ومحمد خير البشر، يكفي كل هذا ولكن ما لنا وللإمام نحن كلما قمنا في مدح الإمام وكلما ذكرنا في مدحه كلما كرمناه يبقى مجال التساؤل ماذا يخصنا ، ماذا يهمنا ما لنا ولعلي بن أبي طالب هل يكفي أننا نحبه ؟ الحب وسيلة تسهل لنا ولكن هل الحب هو كل شيء ذا اكتفينا بالحب هل يكفي هذا ؟ كلا بالعكس المسؤولية تبقى اكثر وأقوى لان الإنسان الذي يحب الإمام وإذا ما عمل مسؤول اكثر من المسؤولية التي لا يحب الإمام والذي يعرفه نحن في الحقيقة جعلنا الإمام عظيماً ثم وضعنا في واجهة ، فالبضاعة نعتز بها فقط ، نحن دون شيء نسمي علي إمامي ، أليس كذلك ، علي إمامي ما معنى الإمام إمام الجماعة ماذا يفعل إذا كبر فأرفع يدي واكبر وإذا ركع أركع وإذا سجد فأسجد ، ليس هذا الإمام علي بن أبي طالب ، إمام يمشي من هذا الخط ونحن نمشي من هذا الخط ونقول انه إمامي، هذا كذب وافتراء ، الإمام باللغة يعني الميزان ، الوسيلة لاستقامة الحائط علي بن أبي طالب وسيلة لاستقامتنا القسطاس المستقيم ، حسب تفسير الآية الكريمة ما معنى القسطاس يعني إذا بدنا نزين السكر والرز بالميزان ، ولكن إذا بدنا نزين الحرارة بأي شيء نزينها بميزان الحرارة وإذا بدنا نزين الإنسان بأي ميزان نزينه بعلي بن أبي طالب ، ونحن اتباعه نحن من جماعته نحن محسوبين عليه ، إذا واحد في لبنان بدو يعرف علي بن أبي طالب من خلال جماعته مش من خلال الكتب ، ماذا يقولون ، يقولون نحن جماعة الإمام علي بن أبي طالب ، بينك وبين الله هل وضعك الحقيقي ترك الإمام ، إخواني نحن في لبنان المعرض للمذاهب والأديان نمثل علي بن أبي طالب ، إذا نحن محسوبين عليه وما كنا معه في الحقيقة ، ليس فقط وجودنا ليس زين عليه لا بل سوء على الإمام ، يعني القدوة الإمام يعني النموذج يعني الوسام فهل نحن في حياتنا نتشبه بالإمام ، يوم المولد والكل علينا ونحن في خلال هذا اليوم ننظر إلى وجه علي المشرق من جديد ونطمئن وأمامنا ألف مشكلة ولا نشك أن علياً لو كان بيننا ، هو بيننا دائماً بروحه ورسالته بدعوته بجهاده بتعاليمه بأوامره ، لو كان بيننا كان يرضى لنا هذا الوضع الاجتماعي كان يرضى لنا وضعنا أمام إسرائيل ، كان يقبل منا الظلم هو كان يرضى بهذا الظلم لو كان بيننا ، إن طاقاتنا وسعينا وبعثنا يصرف لمصالحنا الخاصة أو لطرد إخواننا وجيراننا من هنا وهناك كان يقبل منا الإمام ، لو كان بيننا كان يقبل أن نظلم أزواجنا أو لا نربي أولادنا أن نتصرف هذه التصرفات هنا وهناك وهو الذي كان يحمل الدر المعروف بالسبيك والسيف ، كان يدخل في السوق ثم يتفقد وإذا وجد مظلوماً يقول الضعيف عندي قوي حتى اخذ الحق له والقوي عندي ضعيف حتى اخذ الحق منه ، وهكذا كان يحكم بين الناس علي بن أبي طالب بيننا من جسم حتى نقول جسمه مات وحقيقته بكلامه ، حقيقته بسيرته حقيقته بتعاليمه ، حقيقته بالمواقف وكلها بارزة ، وتبرز أمامنا مع المولد ونحن نقف أمام هذه الذكرى وماذا نعمل ما مدى صلتنا بعلي بن أبى طالب وما كان هناك صلة عملية كل حسب ونسب في النار إلا حسبي ونسبي ولا حسب ونسب لهم إلا عملنا وتقوانا وسعينا ومواقفنا أما الذكرى علينا أن ننتبه إلى ما نتمكن أن نقيس لصالحنا لحياتنا لكرامتنا ثم إذا لم يكن من شيء من هذا النوع من كرامته هو لأنه نحن واقعنا لا يشرف علي بن أبي طالب وهو الكبير وهو العظيم وهو أب لنا وهو سيدٌ لنا نحبه بكل وجودنا شهد الله أنا لا اشك بان كل واحد منا حينما يفكر يجد نفسه مستعداً للفداء لعلي بن أبي طالب ، أليس كذلك ألستم كلكم مستعدين لفداء علي بن أبي طالب ما يعني يا جماعة ، هو ليس موجوداً بجسمك لكن ما هو اعز منه موجود فينا وهو رسول الله تعاليمه ، فرصة نجاحه ، صلاة ربه صيام ربه، فإذن نحن مستعدين لذلك والتفاني في سبيله نعتز بالانتساب له ونتشرف بذلك ، فما لنا ونحن نتجاهل هذا الإمام العظيم ما لنا ونؤيد أعداءه ، صحيح أو لا ، أعداء علي بن أبي طالب من هم أعداءه ، هدفه أعداء رسالته أعداء سيره وخطه ، المنافقون أعداء علي عبدة الأصنام أعداء علي الفسقة الفجار أعداء علي المتنكرون للإسلام أعداء علي بن أبي طالب ، يفتخر الذي كان يقتل من شأنه قلت لكم أن عمر بن ود سب أم الإمام وبصق في وجهه وما قتله ، لكن من كان يقتل ، لان يده يد الله وعينه عين الله علي بن أبي طالب لا يريد منا نحن نقتل أعدائنا ليس له أعداء وما كان يعتبر لنفسه شيء ، يريد منا نحن نقتل أعدائنا ليس له أعداء وما كان يعتبر لنفسه شيء لا يريد من دنياكم وهو يقول لقد اكتفى من دنياكم بطمريه ومن طعمه بقرصيه، هذا هو وصف الإمام وموصوف له يعني كان يشتغل من شأن تحصيل هذا الشيء ما كان يريد من دنياكم شيئاً ، فيقول الدنيا أهون عنده من عفطة عنز ويقول يا دنيا غري غيري ما يقول هذا فإذن ماذا كان يرى تحرك الإمام سيره وجهاده ومواصلة ليله بنهاره وتحمله للمشاق والأذى ، ماذا كان يرى ؟ كان يريد الدنيا ؟ لا كان يريد تنفيذ هذا الدين الذي يقول والله لو حملوني على الأكتاف لما تركتك لحظة ، الرجل هدفه قائم الان فإذن نحن ضعفنا الإسلام ، وقللنا من قيمة الإسلام وتركنا الصلاة وتركنا الواجبات تركنا الموجة العامة للفسق والفجور نحن نعطي السلاح بيد أعداء علي بن أبي طالب حتى يقتلوا علي بن أبي طالب، نحن جماعته إذا كنا في خطه إذا مثل ما قال أنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد ، إذا سلكنا خطه إذا مشينا في طريقه نحن من جماعته وإلا فلا ، وأنتم تحبون الإمام نحبه حتماً إذا كان مع شيء من المعرفة والوعي يتحول إلى تأييد ومشاركة وسعياً في خدمته وتنفيذاً لأهدافه وتضعيفاً لأعدائه هذا هو الخط الذي نستوحيه من ذكريات الإمام سلام الله عليه .
http://www.shiitecouncil.gov.lb/khot...20mohadrat.htm
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
في هذا اليوم الذي هو حسب الرز نامة يوم الثاني عشر وحسب الموازين الشرعية هو يوم الحادي عشر من شهر رجب، وبناءً على ذلك نحن نعيش في ذكريات الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه الذي ولد في يوم الثالث عشر من شهر رجب، وولادته كما تعلمون كانت في بيت الله الحرام، حيث لا يشك التاريخ في ذلك، ويقول الراوي المنقول عنه (بعدة طرق) أنّ الإمام (ع) ولد في البيت عندما كانت أمه فاطمة بنت أسد تطوف حول البيت، وقد جاءها المخاض بوقت الطواف، وحينما شعرت بآلام الحمل حسب نقل الراوي وقفت أمام البيت ودعت الله سبحانه وتعالى أن يسهّل عليها الحمل والولادة وناشدت ربها وأكدت في العبارة المنقولة عنها إنها لا تؤمن إلا بالله الواحد الأحد، وكما تعلمون أن الإيمان بالله الواحد كان قبل الإسلام، وكان موجوداً في الجزيرة ولكن عند نفر قليل من الناس، ودين الجزيرة كان دين التوحيد، أو حسب التعبير القرآني "دين الإسلام" حتى من قبل النبي محمد (ص)، لأنّ الإسلام ملّة أبيكم إبراهيم (كما يقول القرآن)، وهو سمّاكم المسلمين من قبل، ولكن الجهل والمصالح والمطالب والأهداف المادية شوّهت معالم الإسلام، فغيّرت العقيدة، وغيّرت الشريعة أيضاً، ففي باب الحج كما تعلمون كانوا يحجون بالشكل الغريب بوقت الحج، وكانوا يغيّرون الأحكام ويقدّمون الأشهر الحرم وغير ذلك من الأعمال الشاذة التي تؤكد أنهم غيّروا معالم الدين، حتى الإيمان بالله الواحد، كانوا مؤمنين بالله ولكن يذكرون له فريسة، فكانوا يعبدون الأصنام التي تعلموها من الغرباء، لأنّ العرب كانوا مؤمنين بالله في الجزيرة، وحينما كانوا يسافرون إلى الشام (مثلاً) يجدون هناك صنماً باسم هُبل ويحطّونه في المعبد الأزلي الذي هو الكعبة، وهكذا ازدادت الأصنام من الخشب ومن الخبز ومن التمر، وعندما يجوعون كانوا يأكلون الصنم : كما تعلمون، وهكذا ازدادت الصنمية بينهم، وإلا فأهل الجزيرة كلهم كانوا مؤمنين بالله، لكن أي الله؟ الله الذي له شريك وله النظير وله بنات وله جماعة وله أرحام وله قبيلة.. فكرة الصنمية كانت سائدة، والقرآن الكريم حينما كان ينقل استنكاره على عبادة الأصنام ينقل عنهم أنهم كانوا يقولون هؤلاء للدفاع لنا عند الله، الإيمان بالله كان موجود عندهم ولكن (..)..
في قلبية الحج نحن نقول لبيك لا شريك لك لبيك..، أما هم فكانوا يقولون : لبيك لا شريك لك لبيك إن طريقاً هو لك تملكه وما ملك، كانوا يعتبرون لله شريك، هكذا الإيمان بالله الواحد تحول إلى إيمان بشركاء، وقد كثر عددهم حسب الرغبة والأصوات، فكل كان يعبد صنماً.. كم يريد؟ يعني: واحد يستأنس بأن يضع الصنم بشكل حيوان، فكان يعمل واحد، يجعل صنماً بشكل المرء، وهكذا كان يُعجب بصنم بشكل فيعمل مثله، يعني كان الله والمعبود الذي هو خالقهم كان مخلوقاً لهم، ولما الإنسان يفكر كيف بدو يعمل صنم سيعمل، فهم كانوا يعبدون مخلوقاتهم ومصنوعاتهم، لهذا الآيات والروايات التي تؤكد تحاول تنظيم هذا الإيمان وتفسيره، فسورة قل هو الله أحد تؤكد على أنه الله الصمد غير محتاج، لا يحتاج إلى شيء، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، قد تأتي لأجل القضاء على فطرة انهم كانوا يقولون إن ملائكة الله بنات الله، هكذا كانوا يعتقدون في الجزيرة.
المسيحيون فهموا أن المسيح هو ابن الله، بعض القبائل كانوا يعبدون الأصنام كشركاء وأطفال وجماعة الله، فقل هو الله أحد ينفي، والآيات تؤكد بأن الله سبحانه، ليس كذلك الذي تتخيله بذهنك، والحديث الشريف يقول كل ما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه فهو مردود إليكم، أنت لا تتمكن من أن تتصور حقيقة خالقك لأنه فوق مستواك، إنّ كل ما فكرت وصغت وكل ما وصلت إليه وكل ما تقدمت بالعلم وبالصناعة وبالفلسفة وكل طاقات البشرية كل هذه الأشياء مخلوقة لك، مسموح لك، فالتوحيد شاع في الجزيرة، لكن بقي هناك أناس قليلون يؤمنون بالله الواحد لا شريك له، منهم آباء النبي الكريم (ص ) ومنهم بعض أرحامه منهم خديجة سلام الله عليها.
هؤلاء كانوا معروفين في الجزيرة بالحنفاء، الدين الحنفي.. دين إبراهيم، كانوا يسمونهم الحنفاء ، وما كانوا يقولون بإله آخر، ولهذا بالرغم من أن بني هاشم كانوا كبار القوم والقادة والمشرفون على الكعبة فما كان لهم صنماً في الكعبة بدليل انهم ما كانوا يعبدون كقبيلة صنماً آخر ومعبوداً آخر غير الله، وفاطمة بنت أسد في هذه الكلمة المنقولة عنها تظهر تماماً منها إنها لا تؤمن إلا بالله الواحد وتطلب من الله الواحد أن يسهل عليها الحمل ويسهل عليها الولادة، فيقول عباس ونفراً آخر من الذين كانوا جالسين في مسجد الحرام انهم شاهدوا فاطمة دخلت في الكعبة بشكل غير طبيعي، كيف دخلت؟ التفاصيل غير معروفة لأن الدخول في الكعبة ما كان أمراً سهلاً، والكعبة كان لها باب ولا يزال ، وباب الكعبة مرتفع عن الأرض لا يمكن للإنسان العادي وفي حالة الصحة أن يدخل الكعبة ألا إذا جعل درجاً وطلع من الدرج ووصل، والباب مقفل، كيف المرأة الحامل الضعيفة مع عدم وجود المفتاح والدرج كيف تمكنت أن تدخل في الكعبة بشكل غير طبيعي؟ هذا تفاصيله غير موجود عندنا، ولكن دخلت في الكعبة وولدت هناك أمير المؤمنين سلام الله عليه، وليس هناك أحد غير الإمام ولد في الكعبة..
أعداء الإمام الذين كان لهم مجال واسع خلال التاريخ ، حكام العالم الإسلامي الذين كانوا يستأجرون الضمائر والرواة لتتغير الأحاديث، حاولوا أن يعلقوا وان يردوا وان يذكروا أمثالاً لفضائل الإمام ومقامه، اختلقوا قصة أخرى، قالوا إنه في الكعبة ولد شخص آخر اسمه حكم بن خزام هذا الرجل الذي قيل انه ولد ، حديث موضوع مزور، ولا ينقل ولادة حكم بن خزام إلا المتأخرين الذين يحاولون أن يدققوا ويذكروا ويفكروا، وحكم بن خزام رجل ضعيف الإيمان كان يتقاضى الزكاة من فئة مؤلفة في كتبهم، بل كان ضعيف الإيمان ولا في مثله ابداً، ولهذا هذه المرتبة سبحان الله خصصها الله سبحانه وتعالى في إمامنا أمير المؤمنين سلام الله عليه، كما أن مقتل الإمام في المحراب، فالإمام أصيب بالجرح المميت والذي قضى عليه بواسطة ابن ملجم في المحراب، فحياة الإمام بدأت في بيت الله وانتهت في بيت الله، حياة الإمام بين هذا المبدأ وذلك المنتهى كلها سجود وعبادة وخدمة في سبيل الله، يكفي أن نعلم انه هو الذي حطّم الأصنام بأمر رسول الله، هو الذي حطّم الأصنام الاصطناعية ، هو الذي قضى على كبار المشركين في الحروب وعلى كبارهم في المجتمعات، أمير المؤمنين سلام الله عليه خُلق بهذا الشكل وتمكن أن يكون عند أداء رسالته، فأدى واجبه، مولد الإمام في الكعبة ونهايته في المسجد، وحياته كما تعلمون حياة مليئة بالحركة والقول والسعي والفضل، ونحن مهما قلنا ومهما تحدثنا عن الإمام لا يمكننا أن نؤدي بعض التعبير والتذكير عنه، ماذا تقول في رجل كما يقول ابن أبي حبيب أنكر أصدقائه فضائله خوفاً وأعداءه طمعاً وحسداً، ومع ذلك والعبادة بالتفصيل ظهر بين وبين ما ملئه الخافقين كما يقولون، والحقيقة أن الإمام في كل حقل من الحقول له منافذ لا يمكن أن توصف في باب علمه، كما نعلم مدينة العلم بابها أمير المؤمنين سلام الله عليه في باب العدالة والاستقامةـ والحق بالحق يقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أقضا كم علي، ويقول أنا ميزان الأعمال وعلي لسانه، في باب الحكمة نجد في خطه وفي تعاليمه من الفضل والعلم والينابيع المتينة القوية الوافرة التي تملأ حياة المسلمين خير وبركة، في باب الشجاعة، ماذا تقول عنه في باب الكرم؟ يقول عدوه: لو كان بيتان أحدهما من تبر أي الذهب وآخر من تبن لأنفق تبره قبل تبنه، وهكذا في جميع الحقول، يقف الإنسان أمام أمير المؤمنين سلام الله عليه ولا يدري ماذا يقول، يقول أحد المعاصرين من الخلفاء: لو أن البحر مداد والأشجار أقلام والإنس كتاب والجن حساب لما أحصوا فضائلك يا أبا الحسن ، تعرفون ماذا يعني بهذا الحديث في كتاب علي والخلفاء الشيخ نجل الدين العسكري حفظه الله ينقل هذا الحديث عن اكثر من عشرة طرق عن الخليفة الأول أبي بكر هو الذي يقول بهذه الكلمة وهكذا يقول بنفس القول الخليفة الثاني عمر بن الخطاب حينما يقول إن العلم قد قسم عشرة أجزاء وقد اختص علي بتسعة منها وترك للآخرين في الجزء الآخر حديث ايضاً عن عمر بن الخطاب وهكذا نجد انه حينما كان ينظر ويتجلى يقف أمامه الصديق والعدو بإعجاب واحترام يقول معاوية في رسالة له لمحمد بن أبي بكر لا اذكر عن الإمام في أننا في أيام رسول الله كنا ننظر إلى علي كنجل، وهكذا جميع حياته وجميع سعيه وجميع لحظاته كانت في سبيل الله في سبيل الكمال في سبيل التقرب إلى الله ما هو إنتاجه ماذا تقول لحظة من حياته ضربة علي يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين لحظة من حياته ضربة واحدة فهذا الرجل بخلال 63 عام ماذا عمل اللحظة في حياته تعادل عبادة الثقلين والآخرون والباقي من أوقاته ماذا يقول وكم له مقام عند الله سبحانه وتعالى جهاده مستمر وعبادة مستمرة سمعتم ما يقول علي بن الحسين حينما أكد على بعض أصحابه بأنك تكثر من الصلاة والتهجد والعبادة عند الله وأنتم من أهل بيت طهركم الله تطهيرا يطلب كتاب علي وصحيفة علي ثم يقرأ أو يقول من مثلك يا أبا الحسن ليله متواصل بنهاره جهاده وسعيه وشجاعته، وهو ما كان يوفر لنفسه شيء في نصيحته لابنه محمد ابن الحنفية حينما كان يبعثه للقتال في واقعة الجيل يقول له بعض نصائحه هذه النصائح تبين نفسية الإمام وطريقة عمله (عض على نواجذك ثبت قدمك انظر إلى ما وراء القوم ثم يقول أعر الله جمجمتك ) هكذا كان يمشي علي كان يمشي ويعتبر أن جمجمته أمانة واعادتها لله، لا أبالي أوقع الموت علي أم وقعت على الموت، وهكذا نجد في واقعة أُحد كما يقول بعض الآثار يقول الإمام سلام الله عليه في واقعة أُحد تفقدت ما حولي فما وجدت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقلت في نفسي أين هو هل هو هرب وهو لا يهرب هل صعد إلى السماء ما كان ذلك منتظر، هل قتل. أمام هذا التساؤل وقفت مضطرباً فتفقدت القوم فوجدهم متجمهرين في المكان فقلت هناك الموت وانه يريد أن يموت فهجمت عليهم وفرقتهم كالجراد المنتشر ووجدت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ملقى على الأرض مغمى عليه بهكذا حرب وجهاد رجع علي عليه السلام من واقعة أُحد وعلى جسمه مائة وثلاثون جرحاً يدخل من أحدها الفتيل ويخرج من الآخر يقول الراوي "زرناه وعدنا مع رسول الله فدخلنا عليه فوجدناه كأنه ممزق اللحم مقطع لا يمكن وضعه على الفراش إذا وضعه على الجلد يقع، يقول بلى رسول الله من وضع الإمام فقال له يا أبا الحسن ما جزاء من جاهد في سبيل الله وقدم مثل ما قدمت وهم في الجلوس نادى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالجهاد والجهاد هذا إعادة لاعتبار للمسلمين بعد قتلهم في واقعة أُحد لأنهم انكسروا ، نادى على الجهاد تعبيراً عن قوة الجهاد للمسلمين واستعداهم ، وتضعيفاً لمعنويات الكفار ، حينما نادى بالجهاد أمير المؤمنين قال وأنا معك يا رسول الله قال له يا أبا الحسن أبمثل هذه الحالة قال نعم بأبي أنت أمي بالله لو حملوني على الأكتاف لما تركتك لحظة، هذا جهاده وسعيه ونفثاته في سبيل الإسلام وفي سبيل الدفاع عن الإسلام وإخلاصه في العمل كم سمعتم اكثر من مرة في واقعة الأحزاب ما أراد أن يقتل عمر بن ود العامري إلا مخلصاً لله لا يشرك في عمله هذا وغضبه وانتقامه واستيائه من تصرفات البطل العامري الذي أهانه، حينما حينما جلس على صدر هذا هو جالس أو لمحة من وجود الإمام سلام الله عليه وإذا قلنا لا ينتهي لكن أريد أن أقول شيئاً الإمام عظيم عزيز حتى أن الذي نُقل عن رسول الله في واقعة المعراج إني وجدت ثقالاً من الجمال يحملون على أكتافهم كتباً كثيرة ، فسألت ما هذا ؟ قالوا كتب لصفات علي.. ترى إن كان هذا صحيحاً أو لم يكن صحيحاً ولكن هل أنت تعلم إننا لو جمعنا الكتب التي كتبت بالإمام في تاريخ حياته إلى يومنا هذا باللغات المختلفة في العالم كم كتاب تجد؟ وإذا نريد أن نحمل هذه الكتب نحتاج إلى جمال، حتماً ليس شيئاً مستغرب ، الإمام عظيم جداً يكفي شهادة الرسول في حقه "علي مع الحق والحق مع علي يدور الحق معه كيفما دار" يكفي أن عبر عنه القرآن الكريم بنفس محمد، ومحمد خير البشر، يكفي كل هذا ولكن ما لنا وللإمام نحن كلما قمنا في مدح الإمام وكلما ذكرنا في مدحه كلما كرمناه يبقى مجال التساؤل ماذا يخصنا ، ماذا يهمنا ما لنا ولعلي بن أبي طالب هل يكفي أننا نحبه ؟ الحب وسيلة تسهل لنا ولكن هل الحب هو كل شيء ذا اكتفينا بالحب هل يكفي هذا ؟ كلا بالعكس المسؤولية تبقى اكثر وأقوى لان الإنسان الذي يحب الإمام وإذا ما عمل مسؤول اكثر من المسؤولية التي لا يحب الإمام والذي يعرفه نحن في الحقيقة جعلنا الإمام عظيماً ثم وضعنا في واجهة ، فالبضاعة نعتز بها فقط ، نحن دون شيء نسمي علي إمامي ، أليس كذلك ، علي إمامي ما معنى الإمام إمام الجماعة ماذا يفعل إذا كبر فأرفع يدي واكبر وإذا ركع أركع وإذا سجد فأسجد ، ليس هذا الإمام علي بن أبي طالب ، إمام يمشي من هذا الخط ونحن نمشي من هذا الخط ونقول انه إمامي، هذا كذب وافتراء ، الإمام باللغة يعني الميزان ، الوسيلة لاستقامة الحائط علي بن أبي طالب وسيلة لاستقامتنا القسطاس المستقيم ، حسب تفسير الآية الكريمة ما معنى القسطاس يعني إذا بدنا نزين السكر والرز بالميزان ، ولكن إذا بدنا نزين الحرارة بأي شيء نزينها بميزان الحرارة وإذا بدنا نزين الإنسان بأي ميزان نزينه بعلي بن أبي طالب ، ونحن اتباعه نحن من جماعته نحن محسوبين عليه ، إذا واحد في لبنان بدو يعرف علي بن أبي طالب من خلال جماعته مش من خلال الكتب ، ماذا يقولون ، يقولون نحن جماعة الإمام علي بن أبي طالب ، بينك وبين الله هل وضعك الحقيقي ترك الإمام ، إخواني نحن في لبنان المعرض للمذاهب والأديان نمثل علي بن أبي طالب ، إذا نحن محسوبين عليه وما كنا معه في الحقيقة ، ليس فقط وجودنا ليس زين عليه لا بل سوء على الإمام ، يعني القدوة الإمام يعني النموذج يعني الوسام فهل نحن في حياتنا نتشبه بالإمام ، يوم المولد والكل علينا ونحن في خلال هذا اليوم ننظر إلى وجه علي المشرق من جديد ونطمئن وأمامنا ألف مشكلة ولا نشك أن علياً لو كان بيننا ، هو بيننا دائماً بروحه ورسالته بدعوته بجهاده بتعاليمه بأوامره ، لو كان بيننا كان يرضى لنا هذا الوضع الاجتماعي كان يرضى لنا وضعنا أمام إسرائيل ، كان يقبل منا الظلم هو كان يرضى بهذا الظلم لو كان بيننا ، إن طاقاتنا وسعينا وبعثنا يصرف لمصالحنا الخاصة أو لطرد إخواننا وجيراننا من هنا وهناك كان يقبل منا الإمام ، لو كان بيننا كان يقبل أن نظلم أزواجنا أو لا نربي أولادنا أن نتصرف هذه التصرفات هنا وهناك وهو الذي كان يحمل الدر المعروف بالسبيك والسيف ، كان يدخل في السوق ثم يتفقد وإذا وجد مظلوماً يقول الضعيف عندي قوي حتى اخذ الحق له والقوي عندي ضعيف حتى اخذ الحق منه ، وهكذا كان يحكم بين الناس علي بن أبي طالب بيننا من جسم حتى نقول جسمه مات وحقيقته بكلامه ، حقيقته بسيرته حقيقته بتعاليمه ، حقيقته بالمواقف وكلها بارزة ، وتبرز أمامنا مع المولد ونحن نقف أمام هذه الذكرى وماذا نعمل ما مدى صلتنا بعلي بن أبى طالب وما كان هناك صلة عملية كل حسب ونسب في النار إلا حسبي ونسبي ولا حسب ونسب لهم إلا عملنا وتقوانا وسعينا ومواقفنا أما الذكرى علينا أن ننتبه إلى ما نتمكن أن نقيس لصالحنا لحياتنا لكرامتنا ثم إذا لم يكن من شيء من هذا النوع من كرامته هو لأنه نحن واقعنا لا يشرف علي بن أبي طالب وهو الكبير وهو العظيم وهو أب لنا وهو سيدٌ لنا نحبه بكل وجودنا شهد الله أنا لا اشك بان كل واحد منا حينما يفكر يجد نفسه مستعداً للفداء لعلي بن أبي طالب ، أليس كذلك ألستم كلكم مستعدين لفداء علي بن أبي طالب ما يعني يا جماعة ، هو ليس موجوداً بجسمك لكن ما هو اعز منه موجود فينا وهو رسول الله تعاليمه ، فرصة نجاحه ، صلاة ربه صيام ربه، فإذن نحن مستعدين لذلك والتفاني في سبيله نعتز بالانتساب له ونتشرف بذلك ، فما لنا ونحن نتجاهل هذا الإمام العظيم ما لنا ونؤيد أعداءه ، صحيح أو لا ، أعداء علي بن أبي طالب من هم أعداءه ، هدفه أعداء رسالته أعداء سيره وخطه ، المنافقون أعداء علي عبدة الأصنام أعداء علي الفسقة الفجار أعداء علي المتنكرون للإسلام أعداء علي بن أبي طالب ، يفتخر الذي كان يقتل من شأنه قلت لكم أن عمر بن ود سب أم الإمام وبصق في وجهه وما قتله ، لكن من كان يقتل ، لان يده يد الله وعينه عين الله علي بن أبي طالب لا يريد منا نحن نقتل أعدائنا ليس له أعداء وما كان يعتبر لنفسه شيء ، يريد منا نحن نقتل أعدائنا ليس له أعداء وما كان يعتبر لنفسه شيء لا يريد من دنياكم وهو يقول لقد اكتفى من دنياكم بطمريه ومن طعمه بقرصيه، هذا هو وصف الإمام وموصوف له يعني كان يشتغل من شأن تحصيل هذا الشيء ما كان يريد من دنياكم شيئاً ، فيقول الدنيا أهون عنده من عفطة عنز ويقول يا دنيا غري غيري ما يقول هذا فإذن ماذا كان يرى تحرك الإمام سيره وجهاده ومواصلة ليله بنهاره وتحمله للمشاق والأذى ، ماذا كان يرى ؟ كان يريد الدنيا ؟ لا كان يريد تنفيذ هذا الدين الذي يقول والله لو حملوني على الأكتاف لما تركتك لحظة ، الرجل هدفه قائم الان فإذن نحن ضعفنا الإسلام ، وقللنا من قيمة الإسلام وتركنا الصلاة وتركنا الواجبات تركنا الموجة العامة للفسق والفجور نحن نعطي السلاح بيد أعداء علي بن أبي طالب حتى يقتلوا علي بن أبي طالب، نحن جماعته إذا كنا في خطه إذا مثل ما قال أنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد ، إذا سلكنا خطه إذا مشينا في طريقه نحن من جماعته وإلا فلا ، وأنتم تحبون الإمام نحبه حتماً إذا كان مع شيء من المعرفة والوعي يتحول إلى تأييد ومشاركة وسعياً في خدمته وتنفيذاً لأهدافه وتضعيفاً لأعدائه هذا هو الخط الذي نستوحيه من ذكريات الإمام سلام الله عليه .
http://www.shiitecouncil.gov.lb/khot...20mohadrat.htm
تعليق