إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

علماؤنا عظماؤنا .. سيرة و تاريخ.!!!!!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    محاضره في ذكرى الامام علي عليه السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم



    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

    في هذا اليوم الذي هو حسب الرز نامة يوم الثاني عشر وحسب الموازين الشرعية هو يوم الحادي عشر من شهر رجب، وبناءً على ذلك نحن نعيش في ذكريات الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه الذي ولد في يوم الثالث عشر من شهر رجب، وولادته كما تعلمون كانت في بيت الله الحرام، حيث لا يشك التاريخ في ذلك، ويقول الراوي المنقول عنه (بعدة طرق) أنّ الإمام (ع) ولد في البيت عندما كانت أمه فاطمة بنت أسد تطوف حول البيت، وقد جاءها المخاض بوقت الطواف، وحينما شعرت بآلام الحمل حسب نقل الراوي وقفت أمام البيت ودعت الله سبحانه وتعالى أن يسهّل عليها الحمل والولادة وناشدت ربها وأكدت في العبارة المنقولة عنها إنها لا تؤمن إلا بالله الواحد الأحد، وكما تعلمون أن الإيمان بالله الواحد كان قبل الإسلام، وكان موجوداً في الجزيرة ولكن عند نفر قليل من الناس، ودين الجزيرة كان دين التوحيد، أو حسب التعبير القرآني "دين الإسلام" حتى من قبل النبي محمد (ص)، لأنّ الإسلام ملّة أبيكم إبراهيم (كما يقول القرآن)، وهو سمّاكم المسلمين من قبل، ولكن الجهل والمصالح والمطالب والأهداف المادية شوّهت معالم الإسلام، فغيّرت العقيدة، وغيّرت الشريعة أيضاً، ففي باب الحج كما تعلمون كانوا يحجون بالشكل الغريب بوقت الحج، وكانوا يغيّرون الأحكام ويقدّمون الأشهر الحرم وغير ذلك من الأعمال الشاذة التي تؤكد أنهم غيّروا معالم الدين، حتى الإيمان بالله الواحد، كانوا مؤمنين بالله ولكن يذكرون له فريسة، فكانوا يعبدون الأصنام التي تعلموها من الغرباء، لأنّ العرب كانوا مؤمنين بالله في الجزيرة، وحينما كانوا يسافرون إلى الشام (مثلاً) يجدون هناك صنماً باسم هُبل ويحطّونه في المعبد الأزلي الذي هو الكعبة، وهكذا ازدادت الأصنام من الخشب ومن الخبز ومن التمر، وعندما يجوعون كانوا يأكلون الصنم : كما تعلمون، وهكذا ازدادت الصنمية بينهم، وإلا فأهل الجزيرة كلهم كانوا مؤمنين بالله، لكن أي الله؟ الله الذي له شريك وله النظير وله بنات وله جماعة وله أرحام وله قبيلة.. فكرة الصنمية كانت سائدة، والقرآن الكريم حينما كان ينقل استنكاره على عبادة الأصنام ينقل عنهم أنهم كانوا يقولون هؤلاء للدفاع لنا عند الله، الإيمان بالله كان موجود عندهم ولكن (..)..

    في قلبية الحج نحن نقول لبيك لا شريك لك لبيك..، أما هم فكانوا يقولون : لبيك لا شريك لك لبيك إن طريقاً هو لك تملكه وما ملك، كانوا يعتبرون لله شريك، هكذا الإيمان بالله الواحد تحول إلى إيمان بشركاء، وقد كثر عددهم حسب الرغبة والأصوات، فكل كان يعبد صنماً.. كم يريد؟ يعني: واحد يستأنس بأن يضع الصنم بشكل حيوان، فكان يعمل واحد، يجعل صنماً بشكل المرء، وهكذا كان يُعجب بصنم بشكل فيعمل مثله، يعني كان الله والمعبود الذي هو خالقهم كان مخلوقاً لهم، ولما الإنسان يفكر كيف بدو يعمل صنم سيعمل، فهم كانوا يعبدون مخلوقاتهم ومصنوعاتهم، لهذا الآيات والروايات التي تؤكد تحاول تنظيم هذا الإيمان وتفسيره، فسورة قل هو الله أحد تؤكد على أنه الله الصمد غير محتاج، لا يحتاج إلى شيء، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، قد تأتي لأجل القضاء على فطرة انهم كانوا يقولون إن ملائكة الله بنات الله، هكذا كانوا يعتقدون في الجزيرة.

    المسيحيون فهموا أن المسيح هو ابن الله، بعض القبائل كانوا يعبدون الأصنام كشركاء وأطفال وجماعة الله، فقل هو الله أحد ينفي، والآيات تؤكد بأن الله سبحانه، ليس كذلك الذي تتخيله بذهنك، والحديث الشريف يقول كل ما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه فهو مردود إليكم، أنت لا تتمكن من أن تتصور حقيقة خالقك لأنه فوق مستواك، إنّ كل ما فكرت وصغت وكل ما وصلت إليه وكل ما تقدمت بالعلم وبالصناعة وبالفلسفة وكل طاقات البشرية كل هذه الأشياء مخلوقة لك، مسموح لك، فالتوحيد شاع في الجزيرة، لكن بقي هناك أناس قليلون يؤمنون بالله الواحد لا شريك له، منهم آباء النبي الكريم (ص ) ومنهم بعض أرحامه منهم خديجة سلام الله عليها.

    هؤلاء كانوا معروفين في الجزيرة بالحنفاء، الدين الحنفي.. دين إبراهيم، كانوا يسمونهم الحنفاء ، وما كانوا يقولون بإله آخر، ولهذا بالرغم من أن بني هاشم كانوا كبار القوم والقادة والمشرفون على الكعبة فما كان لهم صنماً في الكعبة بدليل انهم ما كانوا يعبدون كقبيلة صنماً آخر ومعبوداً آخر غير الله، وفاطمة بنت أسد في هذه الكلمة المنقولة عنها تظهر تماماً منها إنها لا تؤمن إلا بالله الواحد وتطلب من الله الواحد أن يسهل عليها الحمل ويسهل عليها الولادة، فيقول عباس ونفراً آخر من الذين كانوا جالسين في مسجد الحرام انهم شاهدوا فاطمة دخلت في الكعبة بشكل غير طبيعي، كيف دخلت؟ التفاصيل غير معروفة لأن الدخول في الكعبة ما كان أمراً سهلاً، والكعبة كان لها باب ولا يزال ، وباب الكعبة مرتفع عن الأرض لا يمكن للإنسان العادي وفي حالة الصحة أن يدخل الكعبة ألا إذا جعل درجاً وطلع من الدرج ووصل، والباب مقفل، كيف المرأة الحامل الضعيفة مع عدم وجود المفتاح والدرج كيف تمكنت أن تدخل في الكعبة بشكل غير طبيعي؟ هذا تفاصيله غير موجود عندنا، ولكن دخلت في الكعبة وولدت هناك أمير المؤمنين سلام الله عليه، وليس هناك أحد غير الإمام ولد في الكعبة..

    أعداء الإمام الذين كان لهم مجال واسع خلال التاريخ ، حكام العالم الإسلامي الذين كانوا يستأجرون الضمائر والرواة لتتغير الأحاديث، حاولوا أن يعلقوا وان يردوا وان يذكروا أمثالاً لفضائل الإمام ومقامه، اختلقوا قصة أخرى، قالوا إنه في الكعبة ولد شخص آخر اسمه حكم بن خزام هذا الرجل الذي قيل انه ولد ، حديث موضوع مزور، ولا ينقل ولادة حكم بن خزام إلا المتأخرين الذين يحاولون أن يدققوا ويذكروا ويفكروا، وحكم بن خزام رجل ضعيف الإيمان كان يتقاضى الزكاة من فئة مؤلفة في كتبهم، بل كان ضعيف الإيمان ولا في مثله ابداً، ولهذا هذه المرتبة سبحان الله خصصها الله سبحانه وتعالى في إمامنا أمير المؤمنين سلام الله عليه، كما أن مقتل الإمام في المحراب، فالإمام أصيب بالجرح المميت والذي قضى عليه بواسطة ابن ملجم في المحراب، فحياة الإمام بدأت في بيت الله وانتهت في بيت الله، حياة الإمام بين هذا المبدأ وذلك المنتهى كلها سجود وعبادة وخدمة في سبيل الله، يكفي أن نعلم انه هو الذي حطّم الأصنام بأمر رسول الله، هو الذي حطّم الأصنام الاصطناعية ، هو الذي قضى على كبار المشركين في الحروب وعلى كبارهم في المجتمعات، أمير المؤمنين سلام الله عليه خُلق بهذا الشكل وتمكن أن يكون عند أداء رسالته، فأدى واجبه، مولد الإمام في الكعبة ونهايته في المسجد، وحياته كما تعلمون حياة مليئة بالحركة والقول والسعي والفضل، ونحن مهما قلنا ومهما تحدثنا عن الإمام لا يمكننا أن نؤدي بعض التعبير والتذكير عنه، ماذا تقول في رجل كما يقول ابن أبي حبيب أنكر أصدقائه فضائله خوفاً وأعداءه طمعاً وحسداً، ومع ذلك والعبادة بالتفصيل ظهر بين وبين ما ملئه الخافقين كما يقولون، والحقيقة أن الإمام في كل حقل من الحقول له منافذ لا يمكن أن توصف في باب علمه، كما نعلم مدينة العلم بابها أمير المؤمنين سلام الله عليه في باب العدالة والاستقامةـ والحق بالحق يقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أقضا كم علي، ويقول أنا ميزان الأعمال وعلي لسانه، في باب الحكمة نجد في خطه وفي تعاليمه من الفضل والعلم والينابيع المتينة القوية الوافرة التي تملأ حياة المسلمين خير وبركة، في باب الشجاعة، ماذا تقول عنه في باب الكرم؟ يقول عدوه: لو كان بيتان أحدهما من تبر أي الذهب وآخر من تبن لأنفق تبره قبل تبنه، وهكذا في جميع الحقول، يقف الإنسان أمام أمير المؤمنين سلام الله عليه ولا يدري ماذا يقول، يقول أحد المعاصرين من الخلفاء: لو أن البحر مداد والأشجار أقلام والإنس كتاب والجن حساب لما أحصوا فضائلك يا أبا الحسن ، تعرفون ماذا يعني بهذا الحديث في كتاب علي والخلفاء الشيخ نجل الدين العسكري حفظه الله ينقل هذا الحديث عن اكثر من عشرة طرق عن الخليفة الأول أبي بكر هو الذي يقول بهذه الكلمة وهكذا يقول بنفس القول الخليفة الثاني عمر بن الخطاب حينما يقول إن العلم قد قسم عشرة أجزاء وقد اختص علي بتسعة منها وترك للآخرين في الجزء الآخر حديث ايضاً عن عمر بن الخطاب وهكذا نجد انه حينما كان ينظر ويتجلى يقف أمامه الصديق والعدو بإعجاب واحترام يقول معاوية في رسالة له لمحمد بن أبي بكر لا اذكر عن الإمام في أننا في أيام رسول الله كنا ننظر إلى علي كنجل، وهكذا جميع حياته وجميع سعيه وجميع لحظاته كانت في سبيل الله في سبيل الكمال في سبيل التقرب إلى الله ما هو إنتاجه ماذا تقول لحظة من حياته ضربة علي يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين لحظة من حياته ضربة واحدة فهذا الرجل بخلال 63 عام ماذا عمل اللحظة في حياته تعادل عبادة الثقلين والآخرون والباقي من أوقاته ماذا يقول وكم له مقام عند الله سبحانه وتعالى جهاده مستمر وعبادة مستمرة سمعتم ما يقول علي بن الحسين حينما أكد على بعض أصحابه بأنك تكثر من الصلاة والتهجد والعبادة عند الله وأنتم من أهل بيت طهركم الله تطهيرا يطلب كتاب علي وصحيفة علي ثم يقرأ أو يقول من مثلك يا أبا الحسن ليله متواصل بنهاره جهاده وسعيه وشجاعته، وهو ما كان يوفر لنفسه شيء في نصيحته لابنه محمد ابن الحنفية حينما كان يبعثه للقتال في واقعة الجيل يقول له بعض نصائحه هذه النصائح تبين نفسية الإمام وطريقة عمله (عض على نواجذك ثبت قدمك انظر إلى ما وراء القوم ثم يقول أعر الله جمجمتك ) هكذا كان يمشي علي كان يمشي ويعتبر أن جمجمته أمانة واعادتها لله، لا أبالي أوقع الموت علي أم وقعت على الموت، وهكذا نجد في واقعة أُحد كما يقول بعض الآثار يقول الإمام سلام الله عليه في واقعة أُحد تفقدت ما حولي فما وجدت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقلت في نفسي أين هو هل هو هرب وهو لا يهرب هل صعد إلى السماء ما كان ذلك منتظر، هل قتل. أمام هذا التساؤل وقفت مضطرباً فتفقدت القوم فوجدهم متجمهرين في المكان فقلت هناك الموت وانه يريد أن يموت فهجمت عليهم وفرقتهم كالجراد المنتشر ووجدت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ملقى على الأرض مغمى عليه بهكذا حرب وجهاد رجع علي عليه السلام من واقعة أُحد وعلى جسمه مائة وثلاثون جرحاً يدخل من أحدها الفتيل ويخرج من الآخر يقول الراوي "زرناه وعدنا مع رسول الله فدخلنا عليه فوجدناه كأنه ممزق اللحم مقطع لا يمكن وضعه على الفراش إذا وضعه على الجلد يقع، يقول بلى رسول الله من وضع الإمام فقال له يا أبا الحسن ما جزاء من جاهد في سبيل الله وقدم مثل ما قدمت وهم في الجلوس نادى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالجهاد والجهاد هذا إعادة لاعتبار للمسلمين بعد قتلهم في واقعة أُحد لأنهم انكسروا ، نادى على الجهاد تعبيراً عن قوة الجهاد للمسلمين واستعداهم ، وتضعيفاً لمعنويات الكفار ، حينما نادى بالجهاد أمير المؤمنين قال وأنا معك يا رسول الله قال له يا أبا الحسن أبمثل هذه الحالة قال نعم بأبي أنت أمي بالله لو حملوني على الأكتاف لما تركتك لحظة، هذا جهاده وسعيه ونفثاته في سبيل الإسلام وفي سبيل الدفاع عن الإسلام وإخلاصه في العمل كم سمعتم اكثر من مرة في واقعة الأحزاب ما أراد أن يقتل عمر بن ود العامري إلا مخلصاً لله لا يشرك في عمله هذا وغضبه وانتقامه واستيائه من تصرفات البطل العامري الذي أهانه، حينما حينما جلس على صدر هذا هو جالس أو لمحة من وجود الإمام سلام الله عليه وإذا قلنا لا ينتهي لكن أريد أن أقول شيئاً الإمام عظيم عزيز حتى أن الذي نُقل عن رسول الله في واقعة المعراج إني وجدت ثقالاً من الجمال يحملون على أكتافهم كتباً كثيرة ، فسألت ما هذا ؟ قالوا كتب لصفات علي.. ترى إن كان هذا صحيحاً أو لم يكن صحيحاً ولكن هل أنت تعلم إننا لو جمعنا الكتب التي كتبت بالإمام في تاريخ حياته إلى يومنا هذا باللغات المختلفة في العالم كم كتاب تجد؟ وإذا نريد أن نحمل هذه الكتب نحتاج إلى جمال، حتماً ليس شيئاً مستغرب ، الإمام عظيم جداً يكفي شهادة الرسول في حقه "علي مع الحق والحق مع علي يدور الحق معه كيفما دار" يكفي أن عبر عنه القرآن الكريم بنفس محمد، ومحمد خير البشر، يكفي كل هذا ولكن ما لنا وللإمام نحن كلما قمنا في مدح الإمام وكلما ذكرنا في مدحه كلما كرمناه يبقى مجال التساؤل ماذا يخصنا ، ماذا يهمنا ما لنا ولعلي بن أبي طالب هل يكفي أننا نحبه ؟ الحب وسيلة تسهل لنا ولكن هل الحب هو كل شيء ذا اكتفينا بالحب هل يكفي هذا ؟ كلا بالعكس المسؤولية تبقى اكثر وأقوى لان الإنسان الذي يحب الإمام وإذا ما عمل مسؤول اكثر من المسؤولية التي لا يحب الإمام والذي يعرفه نحن في الحقيقة جعلنا الإمام عظيماً ثم وضعنا في واجهة ، فالبضاعة نعتز بها فقط ، نحن دون شيء نسمي علي إمامي ، أليس كذلك ، علي إمامي ما معنى الإمام إمام الجماعة ماذا يفعل إذا كبر فأرفع يدي واكبر وإذا ركع أركع وإذا سجد فأسجد ، ليس هذا الإمام علي بن أبي طالب ، إمام يمشي من هذا الخط ونحن نمشي من هذا الخط ونقول انه إمامي، هذا كذب وافتراء ، الإمام باللغة يعني الميزان ، الوسيلة لاستقامة الحائط علي بن أبي طالب وسيلة لاستقامتنا القسطاس المستقيم ، حسب تفسير الآية الكريمة ما معنى القسطاس يعني إذا بدنا نزين السكر والرز بالميزان ، ولكن إذا بدنا نزين الحرارة بأي شيء نزينها بميزان الحرارة وإذا بدنا نزين الإنسان بأي ميزان نزينه بعلي بن أبي طالب ، ونحن اتباعه نحن من جماعته نحن محسوبين عليه ، إذا واحد في لبنان بدو يعرف علي بن أبي طالب من خلال جماعته مش من خلال الكتب ، ماذا يقولون ، يقولون نحن جماعة الإمام علي بن أبي طالب ، بينك وبين الله هل وضعك الحقيقي ترك الإمام ، إخواني نحن في لبنان المعرض للمذاهب والأديان نمثل علي بن أبي طالب ، إذا نحن محسوبين عليه وما كنا معه في الحقيقة ، ليس فقط وجودنا ليس زين عليه لا بل سوء على الإمام ، يعني القدوة الإمام يعني النموذج يعني الوسام فهل نحن في حياتنا نتشبه بالإمام ، يوم المولد والكل علينا ونحن في خلال هذا اليوم ننظر إلى وجه علي المشرق من جديد ونطمئن وأمامنا ألف مشكلة ولا نشك أن علياً لو كان بيننا ، هو بيننا دائماً بروحه ورسالته بدعوته بجهاده بتعاليمه بأوامره ، لو كان بيننا كان يرضى لنا هذا الوضع الاجتماعي كان يرضى لنا وضعنا أمام إسرائيل ، كان يقبل منا الظلم هو كان يرضى بهذا الظلم لو كان بيننا ، إن طاقاتنا وسعينا وبعثنا يصرف لمصالحنا الخاصة أو لطرد إخواننا وجيراننا من هنا وهناك كان يقبل منا الإمام ، لو كان بيننا كان يقبل أن نظلم أزواجنا أو لا نربي أولادنا أن نتصرف هذه التصرفات هنا وهناك وهو الذي كان يحمل الدر المعروف بالسبيك والسيف ، كان يدخل في السوق ثم يتفقد وإذا وجد مظلوماً يقول الضعيف عندي قوي حتى اخذ الحق له والقوي عندي ضعيف حتى اخذ الحق منه ، وهكذا كان يحكم بين الناس علي بن أبي طالب بيننا من جسم حتى نقول جسمه مات وحقيقته بكلامه ، حقيقته بسيرته حقيقته بتعاليمه ، حقيقته بالمواقف وكلها بارزة ، وتبرز أمامنا مع المولد ونحن نقف أمام هذه الذكرى وماذا نعمل ما مدى صلتنا بعلي بن أبى طالب وما كان هناك صلة عملية كل حسب ونسب في النار إلا حسبي ونسبي ولا حسب ونسب لهم إلا عملنا وتقوانا وسعينا ومواقفنا أما الذكرى علينا أن ننتبه إلى ما نتمكن أن نقيس لصالحنا لحياتنا لكرامتنا ثم إذا لم يكن من شيء من هذا النوع من كرامته هو لأنه نحن واقعنا لا يشرف علي بن أبي طالب وهو الكبير وهو العظيم وهو أب لنا وهو سيدٌ لنا نحبه بكل وجودنا شهد الله أنا لا اشك بان كل واحد منا حينما يفكر يجد نفسه مستعداً للفداء لعلي بن أبي طالب ، أليس كذلك ألستم كلكم مستعدين لفداء علي بن أبي طالب ما يعني يا جماعة ، هو ليس موجوداً بجسمك لكن ما هو اعز منه موجود فينا وهو رسول الله تعاليمه ، فرصة نجاحه ، صلاة ربه صيام ربه، فإذن نحن مستعدين لذلك والتفاني في سبيله نعتز بالانتساب له ونتشرف بذلك ، فما لنا ونحن نتجاهل هذا الإمام العظيم ما لنا ونؤيد أعداءه ، صحيح أو لا ، أعداء علي بن أبي طالب من هم أعداءه ، هدفه أعداء رسالته أعداء سيره وخطه ، المنافقون أعداء علي عبدة الأصنام أعداء علي الفسقة الفجار أعداء علي المتنكرون للإسلام أعداء علي بن أبي طالب ، يفتخر الذي كان يقتل من شأنه قلت لكم أن عمر بن ود سب أم الإمام وبصق في وجهه وما قتله ، لكن من كان يقتل ، لان يده يد الله وعينه عين الله علي بن أبي طالب لا يريد منا نحن نقتل أعدائنا ليس له أعداء وما كان يعتبر لنفسه شيء ، يريد منا نحن نقتل أعدائنا ليس له أعداء وما كان يعتبر لنفسه شيء لا يريد من دنياكم وهو يقول لقد اكتفى من دنياكم بطمريه ومن طعمه بقرصيه، هذا هو وصف الإمام وموصوف له يعني كان يشتغل من شأن تحصيل هذا الشيء ما كان يريد من دنياكم شيئاً ، فيقول الدنيا أهون عنده من عفطة عنز ويقول يا دنيا غري غيري ما يقول هذا فإذن ماذا كان يرى تحرك الإمام سيره وجهاده ومواصلة ليله بنهاره وتحمله للمشاق والأذى ، ماذا كان يرى ؟ كان يريد الدنيا ؟ لا كان يريد تنفيذ هذا الدين الذي يقول والله لو حملوني على الأكتاف لما تركتك لحظة ، الرجل هدفه قائم الان فإذن نحن ضعفنا الإسلام ، وقللنا من قيمة الإسلام وتركنا الصلاة وتركنا الواجبات تركنا الموجة العامة للفسق والفجور نحن نعطي السلاح بيد أعداء علي بن أبي طالب حتى يقتلوا علي بن أبي طالب، نحن جماعته إذا كنا في خطه إذا مثل ما قال أنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد ، إذا سلكنا خطه إذا مشينا في طريقه نحن من جماعته وإلا فلا ، وأنتم تحبون الإمام نحبه حتماً إذا كان مع شيء من المعرفة والوعي يتحول إلى تأييد ومشاركة وسعياً في خدمته وتنفيذاً لأهدافه وتضعيفاً لأعدائه هذا هو الخط الذي نستوحيه من ذكريات الإمام سلام الله عليه .





    http://www.shiitecouncil.gov.lb/khot...20mohadrat.htm

    تعليق


    • #32
      محاضره في ذكرى وفاة الامام الكاظم عليه السلام

      بسم الله الرحمن الرحيم



      الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين..

      في الأسبوع الماضي كنا نتحدث عن الدعاء المأثور بعد كل صلاة في شهر رجب، وبقي قسم من الدعاء وعدنا بتفسيره فيما بعد، وفي جانب ثانٍ في هذه الأيام، وفي السابع والعشرين من شهر رجب (حسب المشهور عندنا) مبعث النبي الكريم (ص) ثم معراجه، والإسراء، وهذه مناسبة عظيمة أيضاً تستحق التحدث، ولكننا خصصنا غداً حفلة كبرى لمناسبة ذكريات المبعث والإسراء والمعراج.. إنشاء الله نستمع في نادي الإمام الصادق ونتحدث ويتحدث المحدثون عن هذه المناسبة، أما اليوم فمناسبة أخرى عزيزة أيضاً: وفاة الإمام موسى بن جعفر (سلام الله عليه) في الخامس والعشرين من شهر رجب، ونحن كما تعهدون: هذه الذكريات من وفيات ومواليد نستعين بها ونتبرك بها ونكتسب من إحيائها تعاليم وأوامر ورصيد لحياتنا الصعبة في هذه الأيام، نستعرض حياة أئمتنا الذين قال في حقهم رسول الله (ص): إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا.. وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض..

      فإذاً التمسك بالقرآن وبعترة رسول الله (الأئمة الميامين) ليس معناه حبهما واحترامهما وتقديسهما وتقبيل القرآن ووضعه على الرأس، أو حب الأئمة في القلب، أو وضع صورهم في البيوت.. التمسك أي العمل.. يعني الاقتداء، فالذي يمشي في الخط المستقيم هو الذي ينفّذ ويطبّق أوامر الكتاب ويستنير بنور الكتاب القرآن الكريم وأيضاً يفتّش في صور أئمته ويدرس حياتهم ويجد في مواقفهم مواقف نموذجية يقتدي بها..

      في هذه الأيام (أيام الوفيات والذكريات) نحن نستعرض خلاصة من حياتهم حتى نستعين بها في هذا اليوم المظلم.. في حياتنا الخاصة والعامة.. أمام مشاكلنا.. ومن حسن الحظ، ومن إرادة الله، وتصديقاً وتطبيقاً لكلام رسول الله في أئمتنا، نجد أنواعاً من الحياة، ومواقف متعددة، نجد فيهم الخليفة، والمسجون، نجد فيهم الكبير، والشاب، نجد فيهم الأبيض، والأسمر (الإمام الجواد كان لونه أسمر)، ونجد فيهم ولي العهد مثل الإمام الرضا، ونجد فيهم العلماء يمارسون علم العلماء فقط مثل الصادق والباقر، نجد فيهم المضطهد مثل الإمام زين العابدين والإمام موسى بن جعفر، ونجد فيهم المسجون في ثكنات الجيش مثل الإمام الهادي والإمام العسكري الملقبين بالعسكريين لأنهما كانا يعيشان في مراقبة السلطان وفي ثكنات الجيش، نجد فيهم من كل لون، نجد من كانت أمه ست ، ومن كانت أمه جارية.. عبدة ، نجد الجميع والكثير من الألوان والمواقف، فإذا حاولنا أن نفتّش في حياة الأئمة حتى نجد درساً ليومنا نتمكن، لأنهم عاشوا أنواعاً من الحياة في الأجيال الإثني عشر، ولكن أحب أن أقول هنا بأننا مع الأسف في لبنان بالذات نهمل هذا الجانب، نجد أنفسنا نحب الأئمة ونضحي بأرواحنا لأجل تمجيد ذكراهم وإحياء شانهم، ولا نقبل أن يهينهم أحد أو يسمهم بسوء، ولكن هل نعرفهم؟، بعض أولادنا للأسف لا يعرفون أسماء الأئمة الإثني عشر، هذا غاية الظلم أيها الاخوان، أما نحن فربما لا نعرف متى ولدوا ومتى ماتوا وما هي صورتهم وكيف عاشوا، إذا نحن ما عرفناهم كيف نتمكن من التمسك بهم؟ مظبوط؟ لا تعرف إمامك كيف عاش كيف جاهد وكيف مات، بماذا تتمسك به؟ كيف تقتدي به؟ هذا ظلم.. يجب علينا أيها الاخوة أن نعرفهم ونعرف حياتهم ومماتهم وسيرتهم ونعلّم أولادنا،لا تقدرون على هذا؟ نأخذ الطفل الصغير كل ليلة كل يوم نعلّمه عن واحد من الأئمة، هذا واجبنا، لا يمكن أن تقول أنّ كل الواجبات على علماء الدين أو على الأئمة أو على الجمعية او على المؤمنين، كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، أنت في بيتك مسؤول لازم تعلم أولادك من الصغر، حتى يكون التعليم مستقراً في قلبه حاول أن تعلمه من الصغر: ما هو القرآن، ما هو ميزان تعاليم القرآن، من هم الأئمة، كيف عاشوا، نحن نعتز بالانتساب اليهم..

      قرأت في حياة الإمام موسى بن جعفر أنّ رجلاً مسيحياً زار الإمام أيام كان في بغداد، وقال: لقد بُعثت من قبَل مطران الشام (كبير رجال الدين في سوريا في وقتها)، كانوا موجودون طبعاً مثل اليوم، ويظهر أنّ هذا الشخص كان يحب العلم كثيراً ويبحث كثيراً، قال له: ما دمت تحب العلم فعليك بأعلم أهل زمانك، قال له: من هو، قال: هو موسى بن جعفر أعلم أهل زمانه (له أحاديث متبادلة مع الإمام)..

      هؤلاء الأئمة الذين ما ورد في تاريخهم وتاريخ معاصريهم موقف سلبي أبداً، لا نقائض شخصية، ولا تصرفات غير صحيحة، ولا مواقف جبانة، كلهم في خط واحد ونور واحد.. يقفون الموقف الواجب، وهم الذين حرسوا الدين، ومنعوا الحكام والخلفاء والسلاطين من تحريف الكلم وتغيير معالم الدين، هم الذين حرسوه، فأئمتنا يسوى نعرفهم أيها الإخوان، ومن السهل جداً أن تطلعوا على سيرة الأئمة، ولا يكلّف ذلك الكثير، ولا يحتاج الى الكثير معرفة أسماءهم وولاداتهم ووفاتهم ونبذة من كلماتهم وخلاصة من سيرة حياتهم، هذا واجب، وأكثر من واجب، ليش؟ كما قلت، ألا يقول رسول الله (ص): إني تارك فيكم الثقلين، مثلما يجب عليك معرفة القرآن حتى لا تضل فواجب عليك أن تعرف الأئمة حتى تقتدي وتهتدي، الإمام موسى بن جعفر من هؤلاء وله ميزة في حياته، تختلف هذه الميزة عن سائر الأئمة، هذه الميزة أنه عاش في أيام الاضطهاد الشديد (كما نقرأ في زيارته المخصوصة)، وهو كان يُنقل من سجن الى سجن، محبوس في ظلم السجون، الإمام موسى بن جعفر عاش أكثر أيامه في اضطهاد مستمر، أيّ اضطهاد؟ اضطهاد بمقاطعته وقطع الناس عنه، كانوا يفصلون بينه وبين الناس، وكانوا يراقبون أصحابه وجماعته، فيكيدون لأصحابه، معروف قضية علي ابن يقطين، وهو من أصحاب الإمام، ومن العلماء في زمانه، لكنه كان موظفاً في ديوان السلطان، في ديوان الخلفية هارون الرشيد برتبة عالية، كان مستشاراً، طبعاً التقسيمات الإدارية فيها ما كانت بالشكل الحاضر، فكان بمنـزلة الوزير، محرم سرّه وموزّع أمواله.. كان رجلاً كبيراً.. هذا الرجل يشكو عند الإمام موسى بن جعفر من أنه ابتلى بالخدمة عند الظالمين ويحب أن يترك لكنه يخاف على حياته، تسمعون كيف كانوا يشكون ولا يرضون بالتعاون مع الظالمين، كانوا يخافون على دينهم (رغم المال والمجد) لأنهم كانوا على علم بما ورد عن رسول الله (ص) وعن الأئمة (ع) بأنّ الذي يساعد الظالم ويعاونه هو شريك له ولو كان ذلك بمقدار تقديم قلم الى الظالم لكي يكتب..

      يقول صفوان الجمّال (رض)، وهو أحد الأصحاب، كان عنده كميات كثيرة من الجِمال يكريها لحكّام السلطان، فيسأله الإمام: هل أنت تكري وتؤجر جِمالك للحاكم؟ قال: نعم، ولكن أقدّم خدمة ولا أريدهم، أشتغل وآخذ أجري.. قال الإمام: حينما الجِمال تحمل بضائع الخليفة أو الحكّام، ما تريد من الخليفة أو هذه الخدمات؟ ألا تحب في قلبك أن يبقى الحاكم حياً لكي يدفع لك أموالك، قال: بلى، قال: فإذاً ترضى ببقاء الظالم، وتحب بقاء الظالم..

      هذه الدرجة ما كانوا يقبلونها: الممالأة مع الظالم، والمسايرة مع الظالم أياً كان وفي أي لبس كان وبأي درجة كان، هذا مشاركة للظالم..

      علي بن يقطين يقول: شكوت للإمام، فقال لي: أنت تعمل مع الإمام لكن يمكنك أن تخدم جماعتك وأصحابك والمستضعفين وتدافع عن حقوقهم وتوصلهم الى أخذ حقوقهم، فهذه كفّارة عملك، فيجوز لك أن تبقى، بل لا يجوز لك ان تترك، عليك ان تبقى هناك وتعمل..

      وفي إحدى المرات بعث الخليفة هدايا الى علي بن يقطين، ومن جملتها جبّة مذهّبة مزركشة نفيسة، علي بن يقطين استأنس بالهدايا وأراد أن يقدّمها الى الإمام لأنّ الإمام أعز خلق الله عليه، فبعث الى الإمام الهدايا كلها، فقبِل الإمام بعضها وأرجع البعض الآخر، وفي جملة هذا البعض بعث الجبّة المذهّبة واعتذر عن قبولها وقال: أنا لبستها وصلّيت فيها، ولكن أعيدها إليك، علي بن يقطين حينما وجد انّ هذه الجبّة مباركة أحبّها ووضعها في صندوق وكان يتبرك بها في بعض الليالي ويلبسها كي يتذكر الإمام..

      مضى مدة وأحدهم يقدم تقريراً الى الخليفة يقول أنّ هذا الرجل من موالي موسى بن جعفر ولا يحترمك ولا يؤمن بأنك على حق، والدليل أنه يدفع الحقوق الشرعية والزكاة الى الإمام، والسند الحي على ذلك أنه بعث الجبة المعروفة والهدايا الى الإمام، فطلبه الخليفة وعاتبه وتكلّم معه، ثم قال له: أين الجبّة؟ فقال: ادخرتها ووضعتها في صندوق وأتبرك بها، وهذا مفتاح الخزنة، فحجزه عنده وبعث المفتاح، وجاؤوا بالجبة وانكشف الأمر..

      الإمام كان يصون حياتهم وينصحهم في كثير من الأمور ويتخذ لهم الاحتياطات حتى لا يفشلوا، ولا يبتلوا بمثل هذه البلوى..

      كانوا (الحكّام) يضطهدون الإمام، فجعلوه في سجن، ونقلوه من سجن الى سجن، وقطعوا صلته بالناس، وكانوا يضطهدونه ويمنعونه من التحدث، فيراقبونه، وأكثر من ذلك: كان يفقرونه ويحولون دون وصول الأموال إليه.. محاولة تفقير وتجويع..

      في بعض الأخبار أنّ بنات الإمام ما كان لديهن لبس ليخرجن من البيت، وعندما يحين وقت الصلاة يتبادلن اللبس.. أي اضطهاد تريد أكثر من هذا؟ ظلمات بعضها فوق بعض، الاضطهاد بكل معنى الكلمة، ولكن هل سكت الإمام؟ هل ترك؟ أبداً.. أنظر الى الكتب الفقهية فتجد الروايات والأحاديث والأدعية والتعليمات الدينية مليئة عن الإمام موسى بن جعفر، ولكن لها طابع خاص.. فالأحاديث المروية عن بقية الأئمة مذكور إسم المروي عنه، يقول المحدّث: سمعت الصادق.. سمعت أبو عبد الله.. وهكذا.. إلا الإمام موسى بن جعفر، الأحاديث الواردة عنه: سمعت الرجل.. سمعت العالم.. سمعت الرجل الصالح.. كانوا يعبّرون عنه بتعبير رمزي، يعني: الإمام ما ترك الأمر للطغاة حتى يحولوا دون تقديم التعليمات وإعطاء التوجيهات للناس، ما سكت.. وكان يقدّم لهم بين فترة وأخرى وفي كل مناسبة (وحتى في السجون) التعليمات الدينية، وهذه معروفة..

      سبب الاضطهاد في أيام موسى بن جعفر أن الأمر استقر للعباسيين، بينما في أيام الباقر والصادق كانوا مزعزعين ومضطربين.. ما تمكنوا من فرض حراسة أو عمل مشاكل للأئمة، أما في أيام موسى بن جعفر فقد استقروا وتوسع سلطانهم وتمكنوا من رقاب الناس، فكانوا يضطهدون الإمام، ولكن هذا الاضطهاد لا يحول..

      الإمام كان في السجن.. كان مضطهداً.. كان فقيراً.. ومع ذلك لم يسكت.. ما كان يترك.. ما كان يمتنع عن التوجيه والعمل.. تريدون سيرة أكثر من هذا أيها الاخوة؟..

      نحن نجد أن أئمتنا، وهم من عائلة وجماعة طهّرهم الله وأذهب عنهم الرجس، مع ذلك لا تجد إماماً ساكتاً أبداً، زين العابدين كانوا يضطهدونه، ويحولون دون توجيهاته وتعليماته، وكان يجلس في المسجد ويقرأ الدعاء، ويقول كل شيء بأسلوب الدعاء، نجد في أدعية الإمام زين العابدين كثيراً من العقائد والفقه والتعاليم الدينية والتوجيهية والتربوية، ونجد في كلام الإمام موسى بن جعفر أيضاً، ثم أنه كان داعياً للناس بغير لسانه (..) كانت سيرته في السجن (دوام عبادته ودوام صلاته وصيامه) تؤثر في الناس وتغيّر قلوبهم، وبعد فترة وجيزة تحوّل جلاد السجن الى خادم للإمام.. الى تلميذ عند الإمام.. الى متأثر بتعاليم الإمام.. لذا لا عذر لنا أيها الإخوان في ترك واجباتنا أبداً، تريد فقراً أكثر من فقر موسى بن جعفر؟ تريد اضطهاداً أكثر من اضطهاد موسى بن جعفر؟ مع ذلك فهو ساهم في تقويم الدين ورفع كلمة الله، وقال الحق في أي ظرف من الظروف.. أما نحن فبمجرد أن نشعر أن الناس أدبروا أو أعرضوا عن الدين نخاف ان نتكلم، ربما فلان أو فلان يزعل، ربما فلان يناقش أو يعذّب أو يتهّم، فليحتقرني فلان او يحتقرك لأننا على حق، فهذا شرف كبير لك بأن تبتغي مرضاة الله، أما سخط المخلوق، فمن هو المخلوق؟ هل هو منبع رزقك أو وسيلة خلودك؟ أبداً.. بمجرد ما شفنا الناس أعرضوا نخاف ونوقّف؟ ليس نوقّف؟ لأن التيار جارف؟ شو بيصير إذا قلت كلمة الحق وتصرفت تصرف الحق وقالوا أنك متأخر؟ يتهموك؟ فليكن.. هذا شرف للإنسان.. يكفي أنّ الله يكون معك.. كفى بالله وكيلا.. إنّ الله يدافع عن الذين آمنوا.. أي اضطهاد يحول دون سعيك وعملك؟ أي ظروف صعبة يمكن تحول دون نشاطك وعملك؟ أبداً.. الحركة الدائمة والسعي المستمر دائماً وأبداً، وإلا فالإنسان الذي يتراجع ويقف، الإنسان الذي يخاف من حكي الناس، الإنسان الذي يشعر بالصغر وعدم الثقة بالنفس أمام مواقف الناس، هذا لا يصلح أن يعيش بهالدنيا، هذا حشيش، هذا علف، تبن.. يميلون مع كل ريح.. أتباع كل ناعق.. الإنسان الذي يمشي وراء التهديد أو التطمين كله متل بعض، مرة جماعة يدفعوا مصاري أو يوزعوا جاه نحن نمشي وراهم، أمير المؤمنين (ع) يعبّر بـ"اتباع كل ناعق ويميلون مع كل ريح ولا يستضيئوا بنور العلم"، ومرة واحد يخاف فيمشي، نفس الشيء.. شو الفرق..

      أما الإنسان الذي يؤمن ويثق بالله ويعتبر أنّ الله وليّه، الخليفة منع أحداً من توديع أبي ذر (رض)، سفّروه من المدينة الى أسوء المناطق، لم يودعه أحد إلا أمير المؤمنين، فقال (ع): "لا تستوحشوا طريق الهدى لقلة أهله".. قلال الناس؟ فليكن، شو بيصير؟ من هم الناس؟ إذا إجوا كلهم والله ما رضي، من يتمكن ان يمنع عنك موتك أو قتلك أو مرضك؟ ما حدا بيقدر ولو إجوا كل الناس؟ المهم ترضي ربك وتكون متصلاً به، لا تستوحشوا طريق الهدى لقلة أهله، هذه حقيقة.. لا تقولوا "الحمد لله الدنيا بخير.. المؤمنين كتار.. مساجدنا مليئة"..

      قليل من يمشي في طريق الحق.. قليل من يحكي الحق.. قليل من لا يخاف إلا الحق.. لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله.. علي (ع) حضر للوداع، يقول لأبي ذر (هذا البطل العملاق): يا أبا ذر لو أنّ السماوات والأرضين كانتا رتقاً لعبد من عباد الله فاعتمد عليه واستند اليه وتوكّل عليه يجعل الله من أمره مخرجاً.. ما في شي ظلام دائم أبداً، لو كان العالم يحاول اضطهادك وتفقيرك وتشريدك وضرب حقك، لو كان العالم كله متفق عليك

      أنت ما لك حق تيأس من رحمة الله، لا ييأس من رحمة الله إلا كل مذنب غير مؤمن، أنت لا تعتقد أنّ الله هو الحق (كما يقول القرآن)، شو يعني الله حق؟ يعين خلق العالم على أساس الحق، يعني ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين، وما خلقناهما إلا بالحق، مش هيك؟ إذا كان العالم على أساس الحق فلا بد من أن ينتصر الحق، كله فترات.. كلها زوابع.. كلها رياح.. تنتهي والحق يتجلى.. بس بدك تكون صابر شوي، لأنه ما بدهم مدللين.. ما بدهم ضعاف، ما بدهم خوّيفة، ما بدهم ناس جبناء، بدهم مثل علي بن أبي طالب، بدهم من هالمثل لا يخاف ولا يرهب.. أعر الله جمجمتك ويقول: لو كانت السماوات رتقاً على عبد من عباد الله لجعل من أمره مخرجاً، هكذا يريد، أما إذا بدك تخاف وتفزع وتطمع وتمشي هيك وهيك.. خلص، يعني أتباع كل ناعق.. يميلون مع كل ريح.. لم يستضيئوا بنور الله، ولم يلجؤوا الى ركن وثيق، أي ركن وثيق يمكن أن ترجع إليه أكثر من عناية الله الذي كانت السموات والأرض مطويات بيمينه؟ هذا هو أمير المؤمنين ينصح أبا ذر ويزيد من عزمه وقوته..

      ما دام هالحياة تنتهي.. مادام هذه الحياة مؤقتة.. إذا ما كان 20 فـ30.. إذا ما كان 50 فـ60، 90.. فيه أكثر؟ فيه أكثر من 100؟ ما دام الحياة مؤقتة ليش واحد لا يريد أن يسلكها في أفضل ما يمكن؟ في الحق.. يخلد مع الحق.. ويبقى مع الحق..

      موسى بن جعفر لا يبالي.. هارون الرشيد أمام قبر النبي يسلّم عليه: السلام عليك يا ابن العم.. الإمام موسى بن جعفر يقول: السلام عليك يا جدّاه.. يتحداه (لهارون).. يعني إذا أنت معتز بأنه ابن عمك؟ وهو البريء منك.. فهذا جدي الذي يحبني لأني ماشي في خطه.. أنا مش سلطان.. مش ظالم.. (بل) أسعى في سبيل تقوية ديني واستقامة أمري.. زعل الرجل (هارون) وشكى الى رسول الله من ابنه موسى ابن جعفر، ونقله الى السجون.. من سجن الى سجن..

      فإذاً أيها الإخوان، نحن في هذا اليوم الذي نشعر بإقبال من قلوبنا نحو الإمام، موسى بن جعفر في يوم ذكراه نقتبس من حياته، نستفيد من سيرته، نفكر شويّ بأمرنا، أديش لازم أن يكون الإنسان ضعيف يا إخوان، نعم: في مجلس إكراماً لي أو لك فلان يحكي كذا وكذا.. حرام.. ليش نحنا نقلل قيمتنا لهذا المقدار؟ ليش نغيّر كلامنا وحديثنا لهذا المقدار؟ ليش نريد نرضي الناس فنكذب ونكتسب سخط الخالق؟ ليش نخاف من زعل زيد او عمر من الناس؟ نترك واجبنا لماذا؟ الإنسان هو خليفة الله في الأرض، الإنسان لازم خطه يكون مثل علي بن أبي طالب، هذا هو طريق الإنسان الكامل، ليش بدو يكون مريض؟ ليش بدو يكون خايف او طامع؟ ما أسخف الحياة التي تقضى بهذا الشكل وإرضاءً لِرضا الناس؟ لِرضا من هو أعجز منّا.. من لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرا ولا موتاً ولا حياة ولا نشورا..

      الإمام زين العابدين (ع) في دعاء من أدعيته يقول: وعلمت أنّ طلب محتاج الى محتاج سفه في العقل وذلّة في الرأي، طلب المحتاج الى المحتاج شو يعني؟ يعني طلبك من رئيس الجمهورية.. يعني طلبك من الزعيم الفلاني.. يعني طلبك منّي وطلبي منك.. يعني طلبك مما عدا الله.. مهما كان نوعه وجنسه، فليكن في الذي يقدر ان يقضي لك حاجة، قلت لك سابقاً أنّ الدعاء لا يعني أن تترك الأسباب.. إمش وراء الأسباب وإسع.. لكن وقت اللي تحكي معي وتطلب مني قضاء حاجة قلبك يكون عند الله وتطلب منه أن يجري الخير على يدي، هذا هو..

      تروح عند الحكيم وتعالج نفسك، لكن لا تثق بأنّ الطبيب هو الذي يشفيك، قلبك يكون متوجه ومبتهل ومتضرع الى الله، لأنه يلهم الطبيب، ويسهّل لك العلاج..

      وهكذا في كل حياتنا نعيش معه.. نقول مثل الإمام أمير المؤمنين حينما سُئل هل رأيت ربك؟ فقال: والله ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله قبله وبعده وفيه ومعه (طبعاً بالقلب)..

      إذا عنده هذا المقدار، شو السبب للطمع والخوف؟ للدجل والنفاق؟ للغيبة والكذب؟ شو السبب؟ وقت الواحد يشعر أنه متصل بالله يحكي كلمة الحق ولو عند سلطان جائر، ليش أفضل العبادة قول الحق أمام سلطان جائر؟ لأن من يفعل ذلك يفضّل الحق ويتوسل الى الحق ولو خسر، ولو انتهى الى موقف خطير، وهذا دليل على قوة إيمانه وصلابة عقيدته..

      موسى بن جعفر مصباح الهدى.. مثل كل الأئمة.. نحن في يومه نتذكر سيرته المليئة بالاضطهاد من كل جانب، ثم نرى أنه ما أخذته لومة لائم في سبيل خدمته للدين وسعيه للحق، ونحاول بشفاعة حبنا له وتوسلنا الى الله أن نكون في حقه..

      وفقنا الله جميعاً، وسلام الله عليه وعلى أتباعه وأجداده وأبنائه..

      والسلام عليكم..


      http://www.shiitecouncil.gov.lb/khot...20mohadrat.htm

      تعليق


      • #33
        محاضرة بمناسبة عيد الاضحى المبارك

        بسم الله الرحمن الرحيم



        أيها اللبنانيون،

        من أعماق طوفان الفتنة الهوجاء التي تعصف بالأبصار والبصائر، من لبنان، حيث بدأت ألسنة اللهب تحوّل بقية الإنسان فيه الى الفحم والرماد أو الى الشرارة، وتقلع أمواج الدماء البريئة جذور الإيمان والقيم من النفوس ومن البلاد، إرتفعت ستائر الدخان والأحقاد حتى غطت جبين الثمر ووجه السماء، فإذا بمهبط الرسالات معرج العقول، منطلق الإنسانية وملتقى القيم الحضارية غابة من دون أفياء، تتحرك فيها وحوش كاسرة لتقضي على الأخضر واليابس، ثم تنظر إليها أعين الآخرين مندهشة محرقة، تحس أنّ الوحش يتسرب إليها، أو يهربون من الساحة، مفضلين اللامبالاة كما القطيع يقدّم بعضه الى المذبح والبقية ترتع.

        في هذا الليل المدلهمّ يرسل الأضحى والميلاد، ثم الغدير، خيوطاً من نور الأمل، أمام عيون بلادي (..) تتلمس جروحها البالغة بأصابعها الممتدة الرقيقة..

        نوافذ كالفجر يطل من خلالها التاريخ والسماء، وينفتح أمامنا أفق آخر يختطف من ساعاتنا السوداء لحظات قصيرة.

        الأضحى يتقدم ويبشر بالميلاد المجيد، يعقبه الغدير.. يبارك السعي، ويخلق الأمل، ويضمن النجاح، وكل يقدّم وقائع وفلسفة ومثالاً.

        ها هو إبراهيم، أبو الأنبياء وسيد الموحدين، وقد بلغ به الكبر واشتعل الرأس شيبا، يمشي منحنياً يأخذ يد ولده الوحيد لكي يقدّمه قرباناً لأمر الله، يقدّمه برضاه ووعيه لنجاة أمته، على رغم جروحه العميقة منهم ومن أصنامهم، وعلى رغم ظلم ذوي القربى، يمشي ويتقدّم ويتخطى كل سموّ، فيصل الى الخلود يوم المتقين، ويواكبه المليارات من البشر، يحمل كلٌ منهم في عنقه وفي نفسه دينه.

        كل منهم يقصد أرضه حتى يعيش المناخ الإبراهيمي، ويلتحق بموكبه ولأجل ذلك نراهم يأتونه رجالاً وعلى كل ضامر يأتونه من كل فج عميق، تاركين وراءهم بلادهم وراحتهم وأهلهم وملابسهم وعاداتهم وأموالهم.

        إنها قافلة الموحدين، أولئك الذين لا يعبدون مع الله إلهاً آخر فيتمردون على آلهة الأرض، ولا يرتضون عبادة الذات.

        إنهم بناة الحضارة، وخدام الإنسانية، وحَمَلة العلم والرسالة، يرفعون عجلة التاريخ نحو الأمام ويملأون العالم نوراً وخيراً وسعادة.

        إبراهيم يمشي، يواكبه أولئك العارفون الذين يملأون وادي منى، ويرافقهم جميع الذين يعيشون التحرك بقلوبهم وإرادتهم منذ أيامه حتى أبد الدهر ونهاية التاريخ.

        القافلة الإبراهيمية تسير حاملة كل ما تملك من مال أو جهد أو روح، واضعة إياها في خدمة الإنسان، كل إنسان. إنها القافلة الكبرى في التاريخ ترحل من أرض الإثبات والتفرق والخلافات، الى سماء التضحيات، الى عبادة الله، الى خدمة الناس. رحلة دائمة لا تنقطع حول قلب هو أول بيت وُضع للناس.

        ويأتي – هذه السنة – الميلاد المجيد على الأثر بذكراه المدهشة حياة تعدم في نشأتها أحلام الطغاة ومطامع المستأثرين، وتخلّد في نهايتها انتصار المؤمنين والمستضعفين، ولادة لأجل الفداء ووجود للعناء في الآخرين، شعاع الخلود في عالم الزوال، سلام يرفض الإستسلام لسدنة الهيكل وحماة الظالمين، ويقترن بالحرب الأبدية لخدمة المظلومين.

        كلمة الله تتجسد وتجسد في ولادتها الرفض، لزمت المجتمع في عقائده وعاداته ومفاهيمه وتحمّل في استمرارها مقاييس جديدة تتغلب على التغلب، وتحبب المنبوذين، وتبارك في نهايتها المذنبين والخاطئين، وتفتح باب العودة للبائسين والمنحرفين.

        ومع كل ميلاد، تشرق في قلوب المليارات من البشر نجمة البشارة والأمل بمجد الله، وتبعث السعادة على الأرض والمسرة الى القلوب.

        ثم نشاهد في الأفق الغدير يجرّ أذيال المجد، يحمل رسالة التفاني في خدمة الأمة، مستنكراً أن يقال لأحد أمير المؤمنين وهو لا يشاركهم في مكاره الدهر، قائلاً: "لئن أُعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة لما فعلت".



        والآن أيها اللبنانيون،

        يا أبناء هذه القافلة الإنسانية الخالدة..

        يا طليعة الموكب الذي درست من تاريخها وفي مواقفها وفي تعايشها أسس السير، حتى أصبحت هذه القواعد وحدها تميّز حضارتهم وسبب وجودهم ورسالة وطنهم.

        والآن، يا أيها اللبنانيون.. الى أين نذهب؟ الى أبشع النهايات.. لماذا؟ نجيب حتماً أولاً وثانياً وثالثاً.. وعاشراً، الحقيقة أنّ الغضب يجيب عنا.. فلنرجع لكي نسأل من جديد الى أين نذهب؟

        إنّ التجربة الحاضرة تجيب عنا في وضوح.

        لقد قطعنا قسماً من الطريق، وأصبح في إمكاننا أن نعرف النهاية بالمقارنة مع هذا القسم الذي قطعناه، لقد تراجعنا في وضوح، سلكنا خلال هذه الفترة مسافة بعيدة في اتجاه معاكس مئة في المئة.

        ماذا عملنا بأنفسنا وبوطننا وبأمجادنا التاريخية وسمعتنا أمام العالم؟

        ماذا عملنا بمستقبل أولادنا؟

        بل ماذا عملنا بحاضر أولادنا وهم يشهدون جرائمنا البشعة؟ ماذا يقول أولادنا غداً عندما يذكرون الأحداث ويقرأون التاريخ؟ ماذا نقول للعالم، لرفاقنا في الخارج، لأصدقائنا؟ كيف ينظر إلينا العالم، وكيف يعاملنا غداً في مجالات الديبلوماسية والثقافة والإقتصاد؟ بل كيف نشترك في المؤتمرات ونتعاون في سبيل الإنسان؟ مَن الرابح حتى الآن؟

        هل الذين حكمنا عليهم ونفّذنا أحكامنا الجائرة من دون محاكمة كانوا يستحقون هذه المجازاة؟

        وفوق كل هذا، هل يليق بنا وبوطننا هذا السلوك؟

        لقد كنا رجال الكلمة، حَمَلة الحرف، بناة الحضارات، معمّري البلاد، بلد الجامعات، وطن التعايش، مختبر الثقافات، بوابة الشرق، مدخل الغرب، محور القارات الثلاث، كنا نقف مع كل حق في العالم، كنا نرفض التصنيف بين الناس، كنا نرفض الإنحياز وسياسة المحاور.

        أين وصلنا؟

        مهما قلنا في الجواب لا يرضي ضمائرنا، فكيف بالآخرين؟!

        هل كان خطف واحد من أهلنا يبيح خطف عشرة أو أكثر من أبرياء لا ذنب لهم إلاّ هوياتهم التي فرضتها عليهم مصادفات الخلق وقوانين البلاد؟

        لقد جرى ما جرى وسكتنا. لم نستنكر. أخفينا المجرمين.. حتى أولئك الذين أباحوا حرمة المقدسات.. وعدنا بتسليمهم فأخلفنا.. وتصاعدت ردود الفعل، وعظمت الجرائم، وبقي السكوت، وعدم الإستنكار، والإخفاء والتمييع.

        كل الذي جرى ويجري نستمر في العناد. نتصرف كأنّ شيئاً لم يكن.. نحافظ على عاداتنا، على عقليتنا، على أسلوب حكمنا، نتهم الآخرين ونحمل مسؤولية الأحداث كل شيء، وكل شخص، وكل دولة.. ونتبرأ نحن من مسؤولياتنا.. بعض الدول العربية هي المسؤولة!! الشعب مسؤول!! الدول الكبرى هي التي تتصارع على أرضنا!! الفلسطينيون هم السبب! اليسار الدولي يفتك بنا!! أما نحن فإننا أطهر من الطاهر!!

        وبعد كل الذي جرى ويجري، نعتبر أي تعديل في المجتمع تخريباً، وأي تصحيح للأوضاع هو انتصار لفئة وهزيمة لفئة، حتى لو كان لمصلحة الوطن!!

        وبعد كل الذي جرى ويجري، نرفض النصيحة ونستمر في الغباوة والعناد، ونستمر في الأساليب البالية لكل عمل، عدا القتل الذي نطوره ونعتمد آخر الأساليب الحديثة.

        أيها اللبنانيون..

        إنّ الصديق، أي صديق في العالم، لا يتمكن من إنقاذنا إلاّ بمساعدتنا. كما لا تتمكن أية قوة في العالم أن تطعننا إلاّ بمساعدتنا.

        إذاً، فلنتوجه الى أنفسنا أولاً من أجل الخروج من الأزمة، ثانياً وهذا هو الأهم.

        إنّ القادة قد ثبت عجزهم من إنقاذنا إلاّ بمساعدة الشعب لهم، والواقع الأليم أثبت ذلك ويؤكد كل يوم، فتعالَوا ننتقل خلال أيامنا المباركة الى مواقعنا في الموكب الإنساني الخالد بإصلاح أنفسنا وباستلهام المناسبات.

        تعالَوا نرحم البلد وأطفاله، نرحم الأبرياء والمستقبل، نضمن مصير الخائفين، ونمسح جروح المصابين، ونتطلع الى الأفق البعيد.

        تعليق


        • #34
          محاضره بعنوان الدور الزينبي

          بسم الله الرحمن الرحيم



          الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

          مرور أيام قليلة على واقعة كر بلاء لا ينسينا عظم المصيبة والاعتبار بنتائجها، والحقيقة أن المصاب بعد الوقوع أكثر تأثير من إحساس الإنسان بالمصيبة قبل وقوع المصيبة، ثم نتائج المعركة والتضحية تبدو عادة بعد انتهاء المعركة، في يوم عاشوراء قُتل الأمام الحسين عليه السلام وقُتل من معه من الرجال بل والشباب بل وقسم من الأولاد الصغار وما بقي حسب نقل التواريخ في الخيام وبين أهل الحسين عليه السلام أحد إلاّ شخصان..

          الشخص الأول ، أو الرجل الأول علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام ، وهو كان مريضاً، وكان يخيل إلى الناس أنه في دور الاحتضار ولا يطول عمره أبداً، ولهذا تركوه اعتماداً على أنه سوف يموت بدون حاجة إلى القتل.

          وشاب ثاني نجا من المعركة بأعجوبة، وهو الحسن المثني أبن الإمام الحسن عليه السلام الذي كان جريحاً ، غاية الأمر وكان بين القتلى مطروحاً على الأرض من دون حراك ولا أثر للحياة، وبعدما وضعت الحرب أوزارها فأرادوا أن يدفنوا القتلى وجدوه حياً، فطببوه وبقي في الخيام جانب الأسرى وله بعض الأحداث عند ابن زياد ويزيد وفي السير وقد ذكر في بعض كتب المقاتل أما ما عدا هذين فُقتلوا كلهم وبقي الدور الرئيسي في إنجاز مهمة الإمام الحسين عليه السلام على عاتق زينب عليه السلام التي أدت هذه الأدوار الصعبة بخير ما يمكن يؤدي فهي لا شك أنها أُصيبت بما أُصيب به الحسين عليه السلام يوم عاشوراء من المصائب والأحزان ثم أنها أُصيبت أيضاً بقتل الحسين عليه السلام وبعد ذلك كان لها مهمات أولها المحافظة على عز الإمام الحسين عليه السلام وظهور الأمام الحسين عليه السلام بمظهر القوي لا بمظهر العاجز الضعيف المتخوف وكما قلت في بعض الأيام في عاشوراء الإمام الحسين مهد لهذا الأمر بتصفياته المتعددة من أصحابه وبتحضير زينب عليه السلام بشكل خاص وبقية الناس بشكل عام حضرهم على مجابهة هذه المصائب والأحداث حتى لا يظهر عليهن أثر من أثار العجز والضعف من النحيب والعويل والنداء بالعويل .. .. يوما كان هذه المسائل موجودة في كربلاء ويؤكد عليهم ذلك ثم أن كربلاء كما يظهر على أصحاب الحسين التنافس على الموت كما يصفهم الشاعر :

          لبس القلوب على الدروع كأنما يتهافتون على ذهاب الأنفس

          كانوا يتسابقون على الموت وكأنهم ذاهبون إلى أفضل غاية وأجمل واد هكذا أهل بيت الحسين وأمام الحسين عليه السلام كانوا يتسابقون وكلهم يريدون أن يذهبوا بالحاج وإصرار ، ويظهر أمام العدو بمظهر الشجاع الذي لا يبالي ، الحسين عليه السلام كان يراقب هذه النقطة جداً ، لا يظهر بمظهر العجز لا يبكي على الأولاد ولا يبكي على القتلى، لا يظهر العجز أمام الأعداء، أمام الحزن، أمام المصائب، وقد سمعتم الكلمة المعروفة (ما رأيت مكسوراً قط قد قٌتل ولده وأهل بيته أربط جأشاً ولا أقوى جناناً من الحسين عليه السلام .

          وكان يظهر على وجهه في هذا النقل الفرية والقوة والإشراق في الوجه والعلامة في الموقف، بعد كل هذه المصائب نفس الموقف يعني موقف القوة اللامبالاة بالموت والجرح والعطش والعدو، كان بارزاً عند النساء في جميع شؤون هذه الأيام ومصائبها كفانا، هذا الموقف المعروف، بعدما دفنت الأجسام الخبيثة، جماعة عمر بن سعد دفنوهم، وأجساد أصحاب الحسين وأهل بيته مطروحة على وجه الأرض، بعد ذلك أرادوا أن ينتقلوا من كربلاء إلى الكوفة، فأخذوا أهل البيت النساء الأمهات أخذوهم وعبروا بهم من قريب المقاتل، حاولوا أن يظهروا ما جرى في المعركة من القتلى والمصائب عند النساء ، لأي سبب؟ لنقيض السبب الذي كان يفكر به الإمام الحسين (ع)، الحسين كان يفكر أن يظهر بمظهر القوي في حياته وبعد وفاته، وهم كانوا يريدون أن يظهروا الحسين قبل موته وبعد موته بمظهر العجز، كانوا يريدون أن يأتوا بالنساء أمام أجساد القتلى، حتى يبكون.. حتى يحزنون.. وحتى يندبن تشفياً وإظهاراً لعجز الجماعة هنا.. حينما جاء بالنساء والأولاد..

          تصور الموقف الرهيب.. كل امرأة لها أخ.. لها أبن.. لها زوج بين القتلى.. ولكن لا تبكي.. وأن كن مأمورات بمتابعة زينب.. ثم زينب كانت عقيلتهم.. كن يطعن زينب (ع) في جميع الشؤون، وصلت زينب عليها السلام في طليعتهم أمام جسد الحسين المقطع والجسد الذي لا يرى عضو سالم في جسمه والجسد مع ذلك مغطى بالسيوف والرماح والحجارة.. مش بحاجة أن ينقل لنا التاريخ هذه النقاط، لأنها واضحة جاءت ووقفت عند جسد الحسين عليه السلام.. ونفضت هذه الحجار والرماح والسيوف ثم رفعت جسد الحسين عليه السلام بكلتا يديها وقالت اللهم تقبل منا هذا القربان.. تصور معنى هذه البطولة زينب عليها السلام ، بالنسبة إليها: الحسين كل شيء: ثم هذا المنظر الذي يجزع.. الصغار والكبار والجبال أمامه، أبداً، اللهم تقبل منا هذا القربان إعلاناً بأن هذا الموقف كان إرادتنا، ما فُرض علينا ما حدا، قال لنا: تعالوا واقتلوا، ما حدا قال لنا أنتم أخرجوا، نحن بملء حريتنا، جئنا إلى هذا الموقف ووقفنا هذا الموقف وما جنينا، هو نتيجة لإرادتنا، فنحن قدّمنا الحسين قرباناً لأجل دين الله، ونرجو من الله أن يتقبل هذا القربان، ومش مهم أبداً، وكما تعبر في مجلس بن زياد حينما سألها وقال لها (كيف رأيت صنع الله بأخيك) قالت (والله ما رأيت إلا جميلاً، هؤلاء رجال كتب عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم، هذا الأول، وهذا الأخير، بلا شك أن بعد هذا الموقف من زينب تجاه سيّد المقتولين وكبيرهم وسيد الشهداء، النساء عرفوا تكليفهم تجاه شهدائهم.

          أن هنا ليس وقت النحيب والبكاء وإظهار العجز أبداً، هنا موقف القوة وموقف الصلابة وإعلام العالم أننا جئنا هنا، وكنا نعلم ماذا سيكون، عرفناها ومشيناها وسعينا لهذا الموقف بكل ارتياح، ونتمنى من الله أن يتقبل، وإذا أرادت المعركة المزيد من هذه الضحايا نحن مستعدين أن نقدم، ودور زينب عليها السلام كان تتميم دور الحسين عليه السلام في إبراز المعركة بمظهر الكرامة، ولهذا أنا لا أعتقد بما يقرأ وبما ينقل وما يكتب من مظاهر العجز والويل والنحيب عند الحسين أو عند نساء الحسين أو عند آل بيت الحسين، لا أعتقد بهذه المسائل قطعياً، وأرجو أن لا تقرأوا هذه المسائل، فهذه الأمور في الحقيقة تشويه لحركة الحسين عليه السلام وانحراف لمهمة الحسين، الحسين ما ظهر عليه أبداً أثر من آثار الضعف، لا عليه ولا على جماعته ولا على نسائه، وهذا هو المهمة الكبيرة التي أداها الحسين عليه السلام ، فإذن زينب أدت هذا الدور في نساء الحسين، ثم زينب عليها السلام أدت دوراً كبيراً، آخر هذا الدور كان القضاء على مؤامرة بني أمية لأنهم كانوا يريدون أن يقتلوا الحسين عليه السلام ، ولا يفهم أحد تأكيداً لهذا بعدما قُتل مسلم بن عقيل وأهل الكوفة، خانوا العهد، نكثوا البيعة، وكانوا من جيش أبن زياد، فإذن الكوفة ما كانت موالية للحسين، بل كانت مسرحاً لأعداء الحسين، ليش ما تركوا الحسين يفوت بالكوفة، في سبب حتى يُقتل الحسين خارج الكوفة، لذا أرسلوا الحر وبعض الجماعة وأوقفوا الحسين في وسط الصحراء، ثم أبعدوه عن الكوفة وعن جميع عواصم المسلمين حتى يُقتل الحسين ولا يعرف أحد، هذه كانت الخطة، ولهذا قتلوا الرجال كلهم، وقالوا على علي بن الحسين اقتلوا هذا ولا تبقوا من أهل هذا البيت باقية، هذه محاولتهم، هذه صحراء وفيها رياح ورمال، وتأتي الرمال وتغطي الأجساد، ولا أحد يعرف، ثم يزينون الأمور عند الشعب عند الناس عند الأمة ويقولون قتلنا الخوارج والخوارج كان لها أسوء الأثر في نفوس الناس وفي نفوس الشعب باعتبار أن الناس كانوا ينظرون إلى الخوارج بأن هؤلاء وسيلة للفوضى وتمزيق الأمة وخلق الفتن، ولهذا لا يمكن أن أحداً يحب الخوارج، فإذا قالوا خوارج يعني خلص بإذن الدعاية واستعمال الإخفاء إبعاد المعركة عن العواصم، كانت تلك نقاطاً أساسية لإخفاء مثل الحسين والانتهاء من كل شيء، ولكن من الذي أحبط هذه المحاولات؟

          زينب عليها السلام لأنها هي بعد وقوع الواقعة نقلت الواقعة حرفياً عند الناس وفي أوساط الكوفة وفي الطريق وفي الشام وفي كل مكان، الكوفة تعرف علي، الكوفة تعرف صوت علي، جايين أهل الكوفة حتى يتفرجوا على الخوارج وعلى الأسرى.. دفعة واحدة يسمعوا صوت علي، لأن في هذه الفترة حتى فترة استشهاد الإمام الحسين حاولوا أكثر من عشرين سنة، كان كثير من الناس متذكرين علي بليلهم بنهارهم ببيوتهم، كانوا يعرفون الإمام، فإذاً سمعوا صوت علي وأنسوا بهذا الصوت وعرفوا أن هذا الصوت صوت علي ، من أي مكان هذا الصوت؟ طالع من الست التي يقولون عنها خارجية وأسيرة، عم تحكي كأنها تفرغ هذه المقاتل عن لسان علي (ع)، وحينئذٍ انتبه الناس إلى أن الجماعة الذين قتلوا هؤلاء الذين بعثوا أولادهم حتى ينتصروا وحتى نصروا دين الله راحوا قتلوا ابن بنت رسول الله، وهؤلاء نتيجة جهاد أولادهم وأبنائهم وأخوتهم، وحينئذٍ بدأوا يندبون ويبكون، وإذا زينب تكمل تتكلم فيهم، فهدأت الأنفاس وهدأت الأجراس وسكتت الأنفاس والناس بدءوا بالبكاء والنحيب ثم شددت بالتنفيذ عليهم بالخطبة المعروفة، الحافز أنه بمجرد دخول زينب بالكوفة وبكائها يوم أو يومين انكشفت العملية أمام جميع أهل الكوفة، كان القضية قضية قتل الحسين وما جرى وكيف جرى والتفاصيل الوضع تبينت للناس، وهكذا انتقلت زينب من بلد إلى بلد، ليش من بلد إلى بل؟د لأنكم تعلمون أنه في القديم كان غير ممكن أن تسير القافلة في الصحراء الطويلة لأن الخيل والبغال وغيرها من وسائل النقل آنذاك ما كانت تتحمل المسير في الصحراء، لذلك كانوا مضطرين أن يمروا في الخطوط التي تمر في البلاد في القرى، فإذن الأسرى نُقلوا بطريقة من بلد إلى بلد ومن قرية إلى قرية، ففي كل بلد يدخلون زينب تتكلم بالناس يستمعوا يسألوا شو كيف متى العملية تنكشف حتى وصلوا إلى الشام، وبالشام نفس الموضوع، أول خطبة ألقتها زينب في قصر يزيد كشفت عن كل شيء وتبين كل شيء حتى زوجة يزيد تغطت بقميصها وخرجت إلى القصر وطالبت وأمرت وألحت بدخول زينب وأهل بيت الحسين (ع) في الحرم، بدأت الحركة من داخل بيت يزيد.

          ماذا يصنع؟ أيستطيع أن يقتل كل العالم؟ أينما كانت تدخل هذه الست كانت تنتقل وكانت تحرك الناس وتعكس العملية على الناس، فبين فترة وجيزة جميع العالم الإسلامي وجميع أبناء الأمة عرفوا بالقضية، وبعد معرفتهم هناك هذا التحليل عرفت الأمة أنها مقصرة وعليها أن تكفر عن ذنبها وتتوب من معصيتها وثارت وثارت وثارت إلى آخر الموضوع، إذن زينب أول المطلوب منها كان هذا الدور، أن تحافظ على الكرامة وعلى العز بعد استشهاد الحسين ثم تنجز مهمة الحسين فتبلغ المأساة والمعركة التي حاول بني أمية أن يجعلوها في الصحراء، نقلتها زينب عليها السلام في أوساط العالم الإسلامي، طيب فإذن بعد مصيبة الحسين عليه السلام وانتهاء دوره نقف أمام دور زينب البطولي فنحترم ونعظم هذه المرأة التي عجز عن العمل مثلها كبار الرجال والعظماء، ثم أمام هذه التجربة الرائعة الدرس المعبر الموجه بأن الرجل كما يمكن أن يكون الحسين المرأة المسلمة أيضاً يمكنها أن تكون زينب، إذا كان الحسين نموذجاً للأبطال وغاية السيد الرجال فزينب أيضاً نموذج للنساء وكما أن الرجل المسلم يتمكن أن يكون بطلاً مجاهداً المرأة المسلمة يمكنها أن تكون بطلة ومجاهدة، إنما كل ما في الأمر أن هذا أو تلك بحاجة إلى الإيمان وإلى القوة، إلى الشعور بقرب الله حتى يخافوا ولا يحزنوا، لأن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ونحن أمام هذه الواقعة نقف وننتبه إلى كلمة من كلمات الحسين عليه السلام حينما خرج قال: إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً إنما أريد الإصلاح في أمة جدي ما استطعت.. أريد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. مهمة الحسين وغاية الحسين تتلخص في هذه الكلمة هنا في هذا السؤال.. أمة جد الحسين هل كانت في عصر الحسين فقط؟ أم أنها باقية على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح بين الناس؟ كان مختصاً بأيام الحسين وانتهى أم أننا نحن أيضاً من الأمة بحاجة؟ نحن أيضاً بحاجة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. العملية مستمرة..

          فإذن نحن لا نزال نعيش في الظرف المناسب لتحقيق أهداف الأمام الحسين عليه السلام، يعني الحسين قتل في زمانه حتى يصلح فيه، حتى يأمر بالمعروف في هذا الظرف وينهي عن المنكر في هذا الزمن بالذات، هذا حسب تفسيره هو، فإذا ترك المنكر وإذا أتي بالمعروف وإذا حصل الإعلام بين الناس في هذا الظرف فالحسين بلغ غايته من الاستشهاد، وإذا ترك المعروف وعمل بالمنكر وسعى الفساد بين الناس ، اليوم كلما ازداد المنكر وقل المعروف وشاع الفساد وقل الإصلاح بين الناس اليوم، هذا يعني أن هذا الظرف من الزمن وهذا الجيل من الأمة قد أهدر دم الحسين في هذا الزمن وقد ساعد في الإحباط وإنهاء أهداف الحسين التي قتل من أجلها، فإذن نحن اليوم وفي هذا الظرف ليس واجبنا تعظيم الشعائر الله والبكاء فقط بل واجبنا نصرة الحسين في أهدافه بعدما صرح هو بأهدافه إني ما خرجت أشراً ولا بطراً، ما كان عملية الانتصار على أحد أمام أحد حتى نقول انتهى وخلصنا، المهمة التي كان يطلبها الحسين باقية هذا اليوم لأن الأمة باقية، فنحن محل ما نتمنى، ونقول يا ليتنا كنا معك فنفوز فوزاً عظيما، بإمكاننا اليوم أن ننصره وأن نؤيده وأن نقوي على خصمه وأن نحقق أهدافه، وهذا الشيء ممكن وبين أيدينا، المعركة قائمة وموجودة، انتبهوا إلى حالكم إلى أولادكم إلى حياتكم إلى نسائكم إلى تصرفاتكم وواجباتكم واختاروا ما تشاءون والله تعالى يهدينا سواء السبيل..

          غفر لنا ولكم والسلام عليكم.



          http://www.shiitecouncil.gov.lb/khot...20mohadrat.htm

          تعليق


          • #35
            بحث حول المعاد


            بسم الله الرحمن الرحيم



            هذه الحلقة هي تتمة للأبحاث التي كنا نقدمها يوم الجمعة في بيت الفتاة وأسف جداً على التأخير وإزعاجكم لأسباب خارجة عن اختياري فأتمم هذا البحث، نحن كل يوم الساعة الرابعة كنا نبحث في العقائد، إيمان الإنسان، لماذا نؤمن، ولأي سبب نؤمن بهذه الأشياء، نحن في عقائدنا نؤمن بالله الواحد، ونؤمن بعدالة الخالق، ونؤمن بالأنبياء، وآخرهم رسول الله محمد (ص)، ونؤمن بالإمامة كمبدأ من المبادئ الإسلامية في الإسلام، وأخيراً نؤمن بالمعاد، بحثنا في الحلقات السابقة عن المعاد وأن المعاد يعني عودة الإنسان بعد موته إلى عالم الوجود من محاسبة، فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره، وهناك إما الجنة وإما النار، ثم بدأنا نبحث في الدليل على هذه العقيدة، ذكرنا أولاً أن الإنسان جسم وروح، الجسم محدود في الزمان وفي المكان، ثم الجسم متغير، وفي كل 13 سنة أو أكثر يتغير أساساً، بينما الروح غير محدد لا بالزمان ولا بالمكان، ولهذا الإنسان يتصور ويعكس في أشياء أكبر منه، ثم تفسيرنا وانتقال جسمنا من مكان إلى مكان لا يحتاج إلى الوقت، هناك أبحاث سبق أن استفدنا من مجموعها بأن الروح موجود غير متغير غير محدود بالزمان والمكان، خالد.. ثم قلنا كيف يمكن أن الروح الخالدة تنضم إلى الجسم الذي يفنى بعد الموت، واستعرضنا المشكلة التي يقولها القرآن وضرب لنا مثلاً ونسي خلقة قال من يحيى العظام وهي رميم، ثم يجيب القرآن قل يحيها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم، كما أن وجود الإنسان في هذا الوقت مجموعة من مواد مختلفة تأتي من مختلف مناطق العالم، فكما قلنا أكلك في يومك مؤلف من ماء من هواء ومن قمح هو من أقطار العالم، ومن سكر من أميركا أو كوبا، أو قهوة من البرازيل، تتجمع هذه المواد وتكوّن الإنسان الواحد.. كيف لأول مرة، جمع الله الأشياء من مختلف المناطق والأرجاء، وجعلها موجوداً واحداً، كذلك ثاني مرة ممكن وأسهل، فإذن إن الله يوم القيامة يجمع الجسد من جديد ويضم إليه الروح الخالد، فيقول الإنسان إلى الإنسان الذي كان (..)، وتساءلنا أن سبب كل هذه المسائل ليش الإنسان يحشر المرة الثانية وقلنا أن الله خلق عالماً منظماً دقيقاً ليس فيه تفريط ولا فيه فوضى ولا فيه خلل، ولكن نجد أمامنا بعض الأسئلة نجد الظالمين الذي انتقم منهم حتى ماتوا، ونجد المظلومين الذين ما انتقم لهم حتى ماتوا، ونجد الناس الذين ضحوا بكل وجودهم وكل حياتهم من أجل خدمة الناس وما عوض عليهم، وهذا لا يجتمع مع عدالة الخلق، لذلك يجب أن يكون غير هذا العالم هذه الدنيا المادية التي نعيشها، يجب أن يكون لهذه الدنيا تتمة تكمل هذه الدنيا حتى تتم العدالة التي هي أساس، هذا الكون، الأبحاث هذه موجودة، وهي مسجلة، الذي يريد أن يطلع على هذه الأبحاث هنا، وصلنا إلى بعض النقاط، وهل الجسم يعذَّب يوم القيامة؟ أو الروح تعذب؟ جواب هذا السؤال واضح.. ليش؟ لأننا لأي سبب افترضنا المعاد أما هناك ظالم ما انتقم منه، فيجب أن يكون هناك انتقام من الظالم، الجسم أم الروح، الشخص الذي يظلم هل يظلم بجسمه؟ أم بروحه؟ نقدر نقول بهما؟ بيده وبجسمه، ولكن تقصيره وروحه يفترش، ويسير هذا الروح، لو كان الروح وحده تتسخر له بعض الحاجات وبعض الأجزاء والوسائل لتنفيذ الظلم، الظلم يخرج من الجسم ومن الروح معاً بإذن، يجب أن يكون الانتقام من الجسم ومن الروح معاً، من آمن بالمعاد على أساس المظلوم الذي ما انتقم له من المظلوم الجسم أو هو الروح يؤخذ ماله ويضرب ويهان، من هو المظلوم؟، الجسم؟ أم الجسم والروح معاً؟ هو المظلوم دون الجسم وحده ودون الروح وحده، ولهذا السبب كما آمنا أن المظلوم هو الإنسان المجتمع من الجسد والروح يجب أن نؤمن أن الانتقام للإنسان الذي يتألف من الجسم ومن الروح، فإذن يوم القيامة يحشر الإنسان كما هو بنفس الشكل والوضع الحالة وينتقم منه أو ينتقم له أو يعوض عليه وهكذا تتم العدالة وتتحقق العادلة الإلهية التي هي صريحة وواضحة .

            أما السؤال الثاني، كيف يجازى الإنسان؟ بأي شكل؟ توضيح حول هذا الموضوع: كيف يكون الإنسان يوم القيامة؟ كيف يضرب؟ كيف يجازى الإنسان؟ أذكر لكم مثلاً صغيراً: أنت في بيتك تستعمل الكهرباء بواسطة الضوء وبواسطة الراديو وبواسطة الغسالة أو المروحة أو المنقل أبو بواسطة البراد أو المكوى.. استعمالات الكهرباء قد تكثر الإستعمال، وقد تقلل هذا الإستعمال، وفي آخر الشهر يأتي الجابي ويقول لك يطلع عليك 13 ليرة أو 7 ليرات.. الجابي ما كان معك عندما صرفت الكهرباء بواسطة الكي أو بواسطة البراد أو ضويت الضوء، الجابي ما كان معك.. إذن كيف يعرف كم صرفت من الكهرباء.. من الساعة، الساعة ما زالت تعمل.. الساعة الكهرباء يمر عليها، وكل كمية كيلووات تصرف تنعكس على الساعة، وهكذا الجابي: على لوحة الساعة يقرأ الجابي، في هذا الكتاب أن شو عامل خلال الشهر، نفس المثل بالنسبة للسيارة، واحد يريد أن يشتري سيارة، يريد أن يعرف، اشتغلت كثير أو قليل، يأتي على ساعة السيارة فيقرأ 29000 كلم، وهكذا يفهم الشخص المشتري أنّ هذه السيارة اشتغلت كثير أم لا، كيف يفهم الإنسان؟ لأنّ كل دور الدواليب، كل دور يدور، ينعكس على هذه الساعة، وعندما ننظر إلى الساعة، نعلم كم دارت دورة.





            تعليق


            • #36
              محاضرة في كلية الطب بالجامعه اليسوعيه

              بسم الله الرحمن الرحيم



              ألقيت المحاضرة بتاريخ 1974/3/15

              أثار سماحة الإمام موسى الصدر في محاضرته أمس أمام الطلاب في كلية الطب بالجامعة اليسوعية سلسلة من القضايا الجنوبية الخطيرة، وكشف النقاب عن أنّ الدولة الفلسطينية التي تعمل لها أميركا و"إسرائيل" ستأخذ جنوب لبنان. تحدى الإمام الصدر الدولة أن تنفّذ مشروع الليطاني، وقال إنّ حالة الطوارئ في الجنوب ما هي إلاّ وسيلة للتنكيل بالمواطنين هناك.



              ست قضايا:

              تساءل الإمام الصدر: ما هي القضايا التي يشكو منها الجنوبي؟ وقال إنها ست:



              لا حمايــة:

              الوطن في جنوبه غير محمي: الدوريات موجودة، وهي مختصرة في النهار حتى الساعة الرابعة، بعدها لا تجد أثراً للسلطة. فالمنطقة تصبح متروكة للعدو وأطماعه. يقال الكثير عن إمكانات الدفاع، والصحيح أنه ليس هناك في العالم دولة حديثة أو قديمة تقول لا أتمكن من الدفاع عن الوطن. الحقيقة أنّ هناك وسائل أخرى للدفاع: كعقد المحالفات، التجنيد وغيرها.. لا بد منها لحماية الوطن. المبدأ القانوني الإنساني يفرض الدفاع عن الوطن.

              يروي الإمام ما قاله أحد رؤساء الجمهوريات في مقابلة خاصة: بعثة عسكرية فرنسية درست أوضاع لبنان ووضعت تقريراً يفيد أنّ الوضع الجغرافي في الجنوب وفي الحدود المتاخمة تساعد للدفاع عدة أيام إذا كانت هناك حرب وكانت لدينا بعض الأسلحة الخفيفة والصواريخ. أؤكد لكم أنّ عدم قدرة الدفاع عن الوطن هي أسطورة أتت عن تكرار ذلك القول ولا أساس لها من الصحة.



              الدفاع عن المواطن – الأمن:

              الأمن مفقود في الجنوب، لا أحد يأمن على حياته خلال الليل. عندما أترك بيتي الى الجنوب، أقبّل أولادي قُبلة الوداع لأني لا أعلم إذا كنت سأعود سالماً في النهار.

              عندما يحضر الأمن في المنطقة يُستعمل، وهذه حقيقة لإرغام الناس على اتباع خط سياسي معيّن، وللتنكيل بالناس لعقائده وآرائهم..



              لا تخطيــط:

              لا تخطيط في الجنوب: عندما تأسس مجلس الجنوب سنة 1970، لم نجد مخططاً واحداً للجنوب في كل دوائر الدولة. لم يكن هناك ورقة عمل عن الجنوب فاضطر المجلس الناشئ الى استعارة بعض دراسات للقيام ببناء الطرق والمدارس. المهاجرون الصناعيون مستعدون لمساعدتنا، لكن الشروط الضرورية غير متوفرة.

              الشؤون الحياتية اليومية: الماء والكهرباء، نرى وسائل نقلهما في كل قرى الجنوب تقريباً. لكن ما بين الوسيلة والمضمون فرق كبير. الماء مقنّنة توزع مرة واحدة على القرية في الأسبوع. في بنت جبيل تأتي المياه يوم الخميس فقط وباقي الأيام تُستعمل مياه البرك والخزانات غير النظيفة. من هذه البرك تشرب الحيوانات، تغسل المرأة أواني البيت فيها، ثم يشربون منها. أيها اللبنانيون ما رأيكم بهذا؟

              مصلحة الليطاني كلفت حتى اليوم أكثر من 400 مليون ليرة (المصلحة تأسست سنة 1954)، كان هدف المشروع ري الجنوب فأصبح بيع الكهرباء. حسناً قبلنا بذلك. يبيعون سنوياً 20 مليون ليرة كهرباء، 8 ملايين تذهب للموظفين، 10 ملايين وفاء دين، مليونان فقط لإنماء الجنوب. أما الدراسات الحالية التي كما يقال ستنتهي في آخر هذا الشهر وتقوم بها منظمة الأغذية والزراعة الدولية بمساهمة 17 مهندساً، فماذا يحدث بها حالياً؟ إدوار صوما حذّر من تنفيذ المشروع ويشك فيه ويتحدى المسؤولين أن ينفّذوا الجدول الزمني الذي وضعوه لأنه مغاير للواقع.

              مصلحة الليطاني، على لسان نائب رئيس مجلس إدارتها سليم مقصود، تقول في دراسة الى المسؤولين: نحن قدّمنا الدراسة ولكن المصلحة لن تتمكن مطلقاً من تنفيذ المشروع..



              التبغ: قضية القضايا

              التبغ.. قضية القضايا. طلبت الشركة سنة 66 من الدولة السماح لها باستيراد آلات للتعبئة والتصنيع. جواب الدولة جاء بأسرع من الصاروخ، سنة 72 وحتى اليوم لم يتحقق المشروع.

              أوتوستراد الجنوب: نقل رئيس لجنة الإستملاك فبقي المشروع حبراً على ورق.

              وتحدّث الإمام عن مطالب أخرى، فقال إنها إذا أقرّت على الورق فهي تنفّذ في منتهى البطء والإستهتار.

              الفلسطينيون في الجنوب وقيامهم بالعمليات الفدائية: إنّ ذلك للوهلة الأولى حجة وعذر في يد "إسرائيل". لكن عندما تتجمد العمليات الفدائية، وقد تأكدت شخصياً من ذلك، يستمر القصف الإسرائيلي. حالياً العمليات مجمّدة والقصف الإسرائيلي مستمر، فأين الدولة؟ قضية الفلسطينيين هي مجال متاجرات ومزايدات وإهمال، ولكنها تستطيع أن تكون ورقة رابحة في يد السلطة اللبنانية إذا ما حزمت أمرها على إثبات وجودها. يحمّلون المقاومة وأبناء الجنوب سبب هجمات "إسرائيل": هذا ظلم كبير علينا أيها الشباب.

              أطماع "إسرائيل" العدوانية: حالياً هناك خطة خطرة تجري في إطار مفاوضات السلام. "إسرائيل" تحاول تهجير أهل الجنوب كون القصف الإسرائيلي، كما يقول المراقبون العسكريون، ليس على الحقول والبيوت فقط بل على كل شيء، كأنها تناور على أرض الجنوب بالذخيرة الحية. الخطة التي هي من وضع أميركي – يهودي تفيد بقيام دولة فلسطينية حول "إسرائيل" تتألف من: قطاع غزة، الضفة الغربية، هضاب من الجولان، بعض سهل الحولة وجنوب لبنان. هذه خطة خيانة للبنان وللقضية الفلسطينية. ستكون هذه الدولة مهزوزة وحزام أمن، وحزاماً لتصريف منتوجات "إسرائيل" لبلدان الداخل.



              السجن الكبير:

              بعد أن طلب الإمام من الشباب الجامعي الضغط الشريف الظاهر على المسؤولين الذين طال استهتارهم، قال: لماذا لا تتحركون من أجل المسجونين في سجن الجنوب الكبير؟ نعم الجنوب سجن، خلافاً للإعلام الكاذب الذي يشوّه الحقيقة. وأضاف: لا يكفي أن تتحركوا من أجل مطالب طلابية بل تحركوا من أجل الجنوب. الأمور بسيطة وليست معقدة كما يرى البعض: القضية بحاجة الى عقل وقلب، إما غير موجودين وإما مغطى كل منهما بالأزلام والحواشي والكلمات العذبة.

              في رده على الأسئلة قال إنه لم يدعُ الى الثورة المسلحة، بل حذّر المسؤولين بأنّ استمرار الإستهتار يؤدي الى الثورة والعنف، وأنّ دوره كرجل دين ينحصر في النصيحة وتصعيد الضغط بالوسائل التالية: الإضراب، العصيان المدني، قطع الطرق.



              الطوارئ للتنكيل:

              ورداً على سؤال آخر قال: حالة الطوارئ في الجنوب ليست لأسباب دفاعية، بل وسيلة في يد السلطات للتنكيل بالمواطنين، وأنا أرفض ذلك.

              وحول زيارته لسوريا قال: أنا لا أمارس ما ليس من صلاحياتي. أعرف ما هو تأثير سوريا على الجنوب فذهبت وقابلت المسؤولين، وأخذت صورة عن الوضع الحالي، ومشروع فصل القوات في الجولان، وذلك بصفتي كمسؤول ديني. أما ما يقال إني طلبت مساعدة من سوريا فأن أستعين بدولة أخرى لأدافع عن بلدي فهذا ما لا أقبله، لأنّ لبنان باستطاعته الدفاع عن جنوبه.



              البوليس الدولي:

              حول البوليس الدولي قال: يجب أن نفرّق بين البوليس الدولي المراقب والمقاتل. في مصر وسوريا هناك بوليس دولي مراقب فقط. فهل نستطيع في لبنان أن نأتي ببوليس دولي مدافع عنا؟ بالتأكيد هذا من المستحيلات.

              وفي رد على سؤال عما إذا يلتقي مع الأحزاب العقائدية التي ترى الجنوب بين مطرقة الإقطاع السياسي وأطماع "إسرائيل"؟ قال: ومَن قال لك إنني لم ألتقِ معها؟ فأنا ألتقي مع كل الذين يعملون على إنصاف المحرومين والمسروقين.

              وأوضح قائلاً: حملتي تختلف عن حملات الأحزاب السياسية والهيئات التقدمية. أنا كرجل دين حملاتي تتحدد من خلال رسالتي وهي الدفاع عن الإنسان المحروم المعذّب، وليس الحكم على أحد. لا تطلبوا مني مواقف سياسية بل إنسانية. سأكون ضمير هذا الشعب أصرخ في وجه المسؤولين، أقضّ مضاجعهم ما دام هناك محروم أو قطعة أرض مهملة.





              تعليق


              • #37
                بارك الله بكم حاج ابراهيم تابع تابع فبارك الله بهذه الانامل التي

                خطت هذا الموضوع .

                تعليق


                • #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة ميلاد
                  بارك الله بكم حاج ابراهيم تابع تابع فبارك الله بهذه الانامل التي

                  خطت هذا الموضوع .
                  ----------------------

                  حملتي تختلف عن حملات الأحزاب السياسية والهيئات التقدمية. أنا كرجل دين حملاتي تتحدد من خلال رسالتي وهي الدفاع عن الإنسان المحروم المعذّب، وليس الحكم على أحد. لا تطلبوا مني مواقف سياسية بل إنسانية. سأكون ضمير هذا الشعب أصرخ في وجه المسؤولين، أقضّ مضاجعهم ما دام هناك محروم أو قطعة أرض مهملة.

                  تعليق


                  • #39
                    كلمة الامام السيد موسى الصدر في ذكر المولد النبوي الشريف
                    في 7 أيار 1971 بحضور رئيس الجمهوريه

                    ان الرسول الأكرم قد ولد في هذا اليوم مرتين: مرة بجسمه ومن بطن أمه في مكة المكرمة وثانية خلال هجرته التي هي الولادة الكاملة للإسلام، رسالة النبي وجوهر وجوده. هذه الولادة كانت من مكة وفي المدينة المنورة وكانت بداية تاريخ الإسلام .

                    وفي إحتفالنا هذا بيوم المولد الشريف، محاولات لولادته الثالثة، الولادة المتجددة في القلوب وفي المجتمع. محاولات إنسانية رسالية لتكوين الميلاد المحمدي في يوم أتم الله ميلاد محمد ورسالته .

                    ومشاركة لبنان رئيساً وحكماً وشعباً، ومشاركة العالم في الإحتفال، هي مساعي منا جميعاً لخلق لبنان أفضل ولميلاد مجتمع أفضل .

                    الرئيس يجتمع بشعبه في ظروف زمنية ومكانية طاهرة يتحدث إليهم ويسمعهم يتحدثون اليه، يتعاون معهم ويتعاونون معه لخلق لبنان أفضل ولمولد مجتمع جديد. والعالم أجمع يشارك ويبارك محاولة لبنان، البلد الصغير الكبير لخدمة الإنسان .

                    هكذا نرحب بك يا فخامة الرئيس وبمعاونيك الكبار وبممثلي العالم لأول إحتفال في هذا البيت الإسلامي اللبناني بقلوب ملؤها الأمل والإيمان وفي أروقة ملؤها الترحيب والتكريم .

                    وهكذا نطرح قضايانا المستعصية معك بألم وأمل، قضايا نرجو أن تكون مخاضاً لميلاد لبناننا الجديد ولخلق المجتمع الجديد. ذلك وفاء لأمانة هذا اليوم وسعياً لصيانة مضمون حقيقي له لا يصبح طقساً تافهاً وشعاراً عابراً وصنماً يضاف الى أصنامنا التي ملأت حياتنا وقيدت أفكارنا وربطت أيدينا وجمدت حركتنا .

                    ولقد شجعتنا أنت بمواقفك النبيلة والجريئة، بل بمغامراتك الناجحة على صعيد السياسة الخارجية وعلى الصعيد العربي، وفي العدالة الإجتماعية التي تنشدها وتصر عليها وبصورة خاصة في تنفيذ الضمان الصحي .

                    لقد شجعتنا بهذا وذاك على طرح القضايا المستعصية بواقعية وبأمل وألم. وتشجعنا أمانة الله وأمانة لبنان على التحدث عنه في هذا اليوم المبارك .

                    فخامة الرئيس: ان زيارتك هذه جاءت في تسلسل زمني شاركت خلاله في إحتفالات دينية متعددة مع مختلف العائلات الروحية اللبنانية وقد سمعت لهم جميعاً، فأسمح لي أن أبرز هنا قضية مستعصية اتفق على ضرورة معالجتها جميع اللبنانيين دون إستثناء وأعطوا أصواتهم جميعاً فيها في أروع إستفتاء عفوي انها قضية الأخلاق في لبنان .

                    ان كل أم لبنانية وكل أب لبناني، وأنت أولهم، ينظر الى مستقبل أولاده والى مستقبل بلده بألم وقلق بالغين، ويرى أمواج الفساد وظلمات الميوعة واللامبالاة تحول الوضع الإجتماعي الى طوفان مجنون لا يبقي ولا يذر، انها تجاوزت وضعاً خاصاً في معهد بل شملت جميع وسائل الإعلام وتنشطت في الأفلام والإعلانات وإنتشرت خلال الليل والنهار في أماكن اللهو وفي البيوت والشوارع التي كادت أن تتحول جميعها الى أماكن اللهو .

                    انها ويا للأسف، تقدس من قبل ألسنة السوء وأقلام السوء بإسم الحرية، ولكنها إستعمال لجميع وسائل الضغط الروحي، وإستفادة من جميع الأدوات والأسباب السمعية البصرية، وإستغلال لجميع المكاسب العلمية الحديثة لتنمية جانب من جوانب الوجود البشري على حساب الجوانب الأخرى، وتشويه معالم الإنسان وكفاءاته، وبالتالي للتجارة البشعة الرخيصة وإرضائهم أعداء الإنسانية .

                    فرق كبير بين حرية التعبير وبين التضليل وإعطاء الأمور أحجاماً أكبر من حقائقها. انها لا تقل إطلاقاً عن محنتنا بإسرائيل، بل انها ترتبط بها وبالصهيونية العالمية بصورة واضحة، وعلاجها ليس أسهل من علاج محنتنا الوطنية والقومية والدينية بإسرائيل .

                    فيا أبا اللبنانيين جميعاً، ترى عيون الآباء والأمهات القلقة المرهقة تنظر الى ثمار وجودهم وفلذات أكبادهم وحبات قلوبهم تمشي وسط النار الملتهبة في كل مكان. انها تطالبك وقد سمعت صراخها ايها الفارس المؤمن بالعلاج، بالنجدة بمؤتمر يضم رجال لبنان المفكرين تدرس معهم المشكلة وأبعادها وطرق علاجها وتنفيذها فوراً. وأسمح لي أن أقول لك بإسمي وبإسم أبناء مذهبي وبإسم المسلمين وبإسم اللبنانيين جميعاً، انهم على إستعداد لتقديم كل خدمة فكرية وعملية ومادية في هذا الشأن .

                    التربية الدينية في المدارس أو التجنيد الإجباري أو الرقابة الأخلاقية أو الرقابة الذاتية أو تنشيط الرياضة وكل ما يملأ فراغ الشباب أو توفير العمل الجاد الواجب للجميع. أو جميع ذلك أو غير ذلك، طرق تدرس وتناقش وسوف تقدم بذلك خدمة تاريخية للبنان وللعالم المبتلى .

                    فخامة الرئيس، لقد آمنت بالعدالة، وعبرت في رسالتك عن الجنوب بالإبن المريض، وإستقبلت بمشاعر مرهفة أبناء الهرمل، وسمعتك تتحدث بألم عن عكار ...

                    وها أنا أؤكد لك أن المطالبات المستمرة التي أصبحت كالمعزوفة بحقوق المناطق المتخلفة وبحقوق الطوائف المحرومة، ان هي الا نداء العدالة التي تعمر قلوب الواعين من أبنائك. انها خدمة وطنية صادقة تقوم بها فئات من أخلص اللبنانيين لوطنهم ومن أكثر اللبنانيين مشاركة في بناء لبنان التاريخي والجغرافي انها ليست إستجداء ولا طلباً خاصاً ولا كسباً للجاه، انها نصائح صدق لصيانة لبنان ولحفظ لبنانية المحرومين وأبعادهم عن الكفر بوطنهم والإنجراف في التيارات المضللة .



                    لا نملك يا فخامة الرئيس ويا أصحاب الدولة والعطوفة والسماحة والسيادة كلمة تعبير عن شكرنا. وان مشاركتكم أبناءكم في إحتفالهم، هي تعبير عن أحاسيسكم وإيمانكم، وأن شكرنا الحقيقي، هو إستعدادنا للمشاركة، لصيانة لبنان بأرواحنا ودمائنا، وهو تأكيد إصرارنا على بقاء لبنان حراً كريماً مؤمناً عربياً .

                    تعليق


                    • #40
                      يوميات من مسيرة الامام الصدر

                      25/ 6 /1969

                      أ. زار وفد من اساتذة مدرسة بيبلوس للعلوم والمهن برئاسة مديرها ايوب الحقي الامام الصدر في دار الافتاء وهنأه بإنتخابه رئيساً للمجلس الشيعي . [ الحياة ]
                      ب. كما استقبل الامام الصدر سفير الهند في لبنان " أفنار كرشبتا دار " يرافقه السكرتير الاول في السفارة الدكتور بركات احمد وذلك لتهنئة الامام بإنتخابه رئيساً للمجلس الشيعي الاعلى. [ الجريدة ]

                      25/ 6 /1973

                      "أن المحافظة على لبنان هي ضرورة دولية وواجب وطني "هذا ما أعلنه في حوار صحفي مع مجلة "La Revue du Liban " الإمام السيد موسى الصدر كما أكد أنه لا تناقض بين سيادة لبنان والمحافظة على المقاومة مبيناً أن المحافظة على لبنان تكون بتعميم العدالة الحقيقية.



                      25/ 6 /1975

                      عرض الإمام الصدر مع السيد كمال جنبلاط بحضور الشيخ محمد يعقوب تطورات الأزمة الوزارية والعقبات التي حالت حتى الآن دون تشكيل الوزارة إضافة إلى الحلول المقترحة للخروج من الأزمة. بعد الإجتماع الذي عقد في منزل جنبلاط قال الإمام الصدر: "لا أعتقد أن أحداً من المواطنين الذين يشعرون بالمسؤولية يتمكن في هذه الظروف من الوقوف والإستسلام أمام الأحداث والأخطار. ومن الطبيعي أن أغتنم فرصة زيارة السيد جنبلاط وما أنعم الله به عليه من حكمة ورؤيا وحسن نية لأتحدث معه حول الأحداث وأبعادها وطرق الخروج من الأزمة بما يتفق ومصلحة القضية الوطنية والعدالة للمحرومين وصون الوحدة الوطنية وأرجو أن يكون لهذا اللقاء نتيجة جيدة ". أما جنبلاط فصرح: "أنني أغتبط دائماً بحديث الإمام وملاحظاته حول الأوضاع العامة التي يهم كل مواطن مخلص ألا تورطنا وتورط البلاد بانفجار عام قد يكون غير محتمل في نظرنا، وأن سماحة الإمام الصدر هو في طليعة الساعين إلى الخير والملتزمين بمطالب الفئات الإجتماعية والعائلات الروحية المحرومة وهو ولا شك في هذا الموقع يلتقي مع الحركة الوطنية وجميع المخلصين الذين يقودون الجماهير في هذه الفترة العصيبة ونضبطها ونوجهها بالرغم من الإستفزازات التي تقوم بها الكتائب والفصائل الإنعزالية ". وعلم أن الإمام أبدى رأيه في موضوع عزل الكتائب وإعتبر أنه يجب من مصلحة البلاد الإنتهاء منه فقال جنبلاط أن العزل ليس قضية طرحها هو أو الحزب التقدمي الإشتراكي بل أحزاب عربية وأن الرئيس كرامي في إمكانه أن يشكل الحكومة من الكتل النيابية التي يريد ولن يكون موقفه كما يتصورالبعض معارضة عنيفة وسلبية إلى أقصى الحدود.
                      وكان الإمام الصدر قد إستقبل في المجلس الإسلامي الشيعي قبل توجهه إلى منزل جنبلاط الرئيس كرامي وإمتنع كلاهما عن الإدلاء بأي تصريح. [ النهار ـ المحرر ]

                      25/ 6 /1977

                      قام الإمام الصدر بزيارة الى دمشق إستغرقت يومين، اجتمع خلالها مع كبار المسؤولين السوريين، وقد عرج في طريق عودته على بعلبك حيث حضر مصالحة بين عائلتي قانصوه وعثمان في حضور عدد كبير من وجهاء المنطقة والعشائر. وقد صرّح لدى وصوله الى بيروت بالتالي:
                      "لقد كنت ولم أزل مقتنعاً بأن التضامن العربي هو عتبة الحل للمشكلة اللبنانية ولمحنة الجنوب بل هو المدخل والإطار والمحتوى للحلول والصيانة بعد حدوثها ذلك لأن لبنان وحده لم يعد قادراً يوماً على مواجهة هذه العاصفة من الأحداث الجسيمة فكيف به الآن وهو مهيض الجناح "وأضاف الإمام الصدر: "من هنا إنني أصرف نصف وقتي على رغم تواضع جهودي في التحدث مع القادة الأشقاء وكبار معاونيهم وأملي كبير في النجاح. أما النصف الآخر من وقتي فأصرفه في السعي لتحقيق الوفاق السياسي اللبناني الذي هو الحل الآخر للمحنة بل إنه الحل الأشرف والأكثر دواماً، أما سوريا الشقيقة التي تحملت من المسؤوليات المصيرية في لبنان والتي كادت ان تجعل من المبادرة مغامرة ـ وهذا ما أكده لي منذ بداية المبادرة أحد كبار المسؤولين في دمشق ـ فإن التحدث مع المسؤولين فيها جزء أساسي من المهمتين وبدوري انني أحاول أن أساعد وأمهد وأسهل بتواضع الحوار الذي يجري بين المسؤولين هنا وهناك وأنا واثق ان يـد الله فوق أيدي المتآمرين والمتفرجين والشامتين وان يـد الله مع المؤمنين ولبنان هو وطن المؤمنين بالله ". ومساءً استقبل الإمام الصدر مدير عام الأمن العام فاروق ابي اللمع والدكتور فؤاد افرام البستاني. [ النهار ـ السياسة ]

                      تعليق


                      • #41
                        يوميات من مسيرة الامام الصدر

                        27/ 6 /1969

                        إتخذ المجلس الاعلى للطائفة الاسلامية الشيعية قراراً بتكليف سماحة السيد موسى الصدر توجيه برقيات ورسائل الى ملوك ورؤساء الدول العربية والاسلامية يناشدهم فيها التدخل لدى السلطات العراقية لوقف الحملة التي تشنها هذه السلطات على المراجع الشيعية وعلماء النجف . وستتضمن البرقيات والرسائل تفاصيل ما تتعرض له المراجع الشيعية والمقدسات الدينية في العراق من اضطهاد وحملات ترهيب واعتقالات في صفوف العلماء . ومن بينهم العلامة السيد حسن الشيرازي . وقد بدأ معظم العلماء اللبنانيين الذين يتلقون العلم في النجف الاشرف وكربلاء يصلون الى لبنان مع عائلاتهم. [ الحياة ـ الجريدة ]

                        27/ 6 /1971

                        روى الامام موسى الصدر، حقيقة ما حدث بينه وبين المفتي الشيخ حسن خالد، بعد اعلان الحكومة العسكرية... وذلك ردا على ما نشرته "الحوادث "من ان بعض الشباب اليساري حال دون اتصال الامام بالمفتي، لكي لا يقع المفتي تحت تأثير الامام، قال: "عندما صدر مرسوم تأليف الحكومة العسكرية، اتصلت هاتفيا بسماحة المفتي حسن خالد، وقلت له ان هذا الامر، هو حدث خطير، ويقتضي ان نواجهه بعمل وطني واسع ".
                        "وصبيحة اليوم التالي اجتمعت بسماحته في دار الفتوى، فأخبرني بأنه وجه الدعوة الى اجتماع اسلامي سيعقد هناك. فقلت لسماحته، انه من الانسب ان تكون الدعوة الى مؤتمر وطني عام، يشترك فيه المسيحيون مع المسلمين، باعتبار ان الظرف هو ظرف دفاع عن الديمقراطية، التي يهم الدفاع عنها اللبنانيون جميعا، على اختلاف طوائفهم. وكان في مكتب المفتي بعض شباب الاحزاب، فقال لي احدهم وهو عصام نعمان، انه من الاوفق ان يكون الاجتماع مقصورا على المسلمين وحدهم، لانه يجب ان نحدد مطالبنا اولا، وبعد ذلك تمكن الدعوة الى مؤتمر مشترك. فسألت سماحة المفتي، هل كان على علم بالاجتماع الذي كانت الاحزاب قد دعت اليه في نادي خريجي المقاصد، وهل استشاره الشباب في الامر، قبل حصوله، فقال لي سماحته، انه لم يكن على علم بالامر. فقلت له: يا سماحة المفتي، صحيح اننا كرجال دين مسلمين لسنا يمينيين، ولكننا لسنا يساريين كذلك.
                        "ودار الحديث بين الحاضرين، فقال لي عبد الله الغطيمي، ان اليسار ليس ملحدا، فقلت له: أنا اعرف ذلك، ولست اقول ان اليسار ملحد، فهو احدى الحركات لتغيير المجتمع، ولكن ما نقوله، هو اننا كرجال دين، لسنا يمينيين ولا يساريين.
                        "وفي النهاية، قال المفتي: يا سماحة الامام ايا كان الحضور، فان القرارات لن تكون إلا وطنية عامة ولن نقرر إلاما نتفق عليه.
                        "ثم جرى الاجتماع وكان الكلام الذي قلته عن الحكومة العسكرية، اوضح من أي كلام آخر، انطلاقا من قناعتي بأثر حكومة من هذا النوع على مبدأ التعايش الوطني بين الطوائف ".
                        وختم الامام كلامه قائلا: "أنا افهم ان يثور الانسان على الدستور وعلى القوانين، وعلى كل نوع من انواع الانظمة حتى نظام السير... ولكن لا افهم ان يثور الانسان على الاخلاق، والثوري بالذات هو احوج ما يكون الى التمسك بالنظام الخلقي، فاذا اعفى نفسه من احترام الانظمة، واعفى نفسه ايضا من النظام الخلقي، لم يعد ثوريا، بل اصبح فوضوياً "! [ الحوادث ]

                        27/ 6 /1974

                        أ. إحتفل في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أمس بتخريج الدفعة الأولى من خريجي معهد الدراسات الإسلامية في مدينة صور والتابع للمجلس الشيعي حيث أهدى سماحة الإمام السيد موسى الصدر عباءته للطالب الشيخ محمد الفوند ( من سيراليون ). كما قام بوضع العمامة على رأسه وقد ألقى الإمام الصدر كلمة في المناسبة قال فيها: نحن نعتبر هذا اليوم عيد من أعيادنا لأن العيد في الحقيقة هو عودة الرحمة والبركة من الله سبحانه وتعالى إلى الإنسان.
                        ولهذا نحتفل بعيدين: الفطر، عيد صناعة الإنسان والإنتصار على الذات، والأضحى، عيد التحرر من قيود الذات وإلتزاماتها، بالإضافة إلى كون العيد يوماً للحساب: ماذا فعلنا؟. وماذا أنتجنا؟. وماذا يجب أن نفعل؟.
                        أضاف الإمام: ونحن بتخرجه، الشيخ محمد الفوند، نحاسب أنفسنا فنشعر برضى. ذلك أننا خلال الفترة الماضية بذلنا جهداً وأنتجنا.. أنتجنا الدفعة الأولى.. صحيح أنها عبارة عن خريج واحد.. لكن سنجد في المستقبل الكثير الكثير من زملائه، 26 طالباً على الطريق إلى التخرج.
                        وأشار الإمام في كلمته إلى المهام التي ستواجه الشيخ محمد الفوند في سيراليون فقال: أفريقيا هي القارة الوحيدة التي لم تدخل في المشاركة في بناء الحضارة الإنسانية، خلال هذا القرن، لكن سيكون لها الدور الأول في هذا البناء خلال القرن المقبل ذلك أن القارات التي قررت مصير القرن العشرين قد أفلست، وعليكم مسؤولية البناء الأفريقي، موجهاً كلامه للشيخ محمد الفوند وزملائه الأفريقيين، فأنتم ستزرعون لينمو الإسلام يوماً بعد يوم في قاراتكم.
                        وتابع سماحته: عليكم خلال عملكم أن تختاروا " الكيفية " لا " الكمية " فلا نريد الآلاف والملايين من الناس بقدر ما نريد شخصاً واحداً دقيقاً ومتقناً لعمله وواجباته وإخلاصه لمسؤوليته.
                        كما دعا سماحته الطلاب إلى الإنفتاح على جميع المذاهب الإسلامية " فالمسلمون أمة واحدة وهدف واحد ومذاهبهم وسائل للوصول إلى هذا الهدف " كما دعا إلى الإنفتاح على المسيحيين في سيراليون عملاً بالآية الكريمة التي توصي المسلمين بالمسيحيين.
                        وبعد أن ذكر الإمام الصدر "الشيخ الفوند "ألا ينسى ما تحمله مخيلته من صور المأساة ومحنة جنوب لبنان حيث درس، توجه مختتماً كلمته شاكراً حكومة سيراليون التي إحتضنت في الماضي الكثير الكثير من أبنائنا وجاليتنا. [ الحياة ]
                        ب. زار الإمام الصدر صباح أمس الوزير الأسبق السيد هنري فرعون في نطاق تبادل الزيارات بين سماحته وشخصيات البلاد. وعرض الإمام الصدر في هذا اللقاء وجهة نظر المجلس الشيعي، في المطالب التي تنادي بها المناطق والفئات المحرومة. [ الجريدة ]

                        27/ 6 /1975

                        أ. إنتقد الإمام الصدر ووزراء شيعة موقف رئيس الحكومة لدى عودته من إيران والذي أعلن فيه أن المسؤولين الإيرانيين قرروا بناء مدرسة في جنوب لبنان وقال وزير بارز أن مبدأ إنشاء المدرسة أقر في السابق وهو للطائفة الشيعية وبالتالي يجب أن يسجل على أملاك وقف الطائفة وليس على أملاك الحكومة. كما أشار رئيس الوزراء الذين راجعوه بهذا الأمر. [ الصياد ]
                        ب. قام وزير الداخلية العماد سعيد نصرالله أمس بزيارة الإمام الصدر في المجلس الشيعي الأعلى حيث عرضا الأوضاع اللبنانية وبعد ذلك قام العماد نصرالله بزيارة ياسر عرفات وإنضم إليه لاحقاً الإمام الصدر.
                        وكانت الغاية من هذا الإجتماع العمل من أجل تكثيف الجهود لوضع حد للحوادث المتجددة في منطقة الشياح ـ عين الرمانة. [ المحرر ]

                        تعليق


                        • #42
                          28/ 6 /1969

                          برعاية الامام الصدر، أقامت جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية وادارة المدرسة المهنية الحديثة للبنات في النبطية، معرضها المهني الثاني لمناسبة اختتام العام الدراسي والقى الامام الصدر كلمة قال فيها : " هذا اليوم يصادف ذكرى سيدة الفتيات فاطمة الزهراء، وقصدت جمعية المقاصد ان تجعل يومها المبارك يوم ذكرى المرأة العاملة المجاهدة فعلى بناتنا أن يتخذن من سيرة هذه السيدة سبيلاً ".
                          وإمتدح الامام النبطية قلب الجنوب، وقلب بلد الاشعاع والنور بلد الجامعة الدينية والدراسات العلمية الحديثة بلد الحجة السيد حسن وبلد العلامتين الشيخ سلمان الضاهر والشيخ احمد رضا بلد المغفور له الشيخ محمد تقي الصادق . وقال سماحته : نحن بحاجة لتجنيد جميع طاقات شعبنا حتى لا تقهر لأن الشعب الذي يجند جميع إمكانياته لا يموت أبداً . ونحن في معركتنا مع اسرائيل الباغية . ولفت الى أن معركة مثل معركة الجزائر كان لها جزية وتضحيات مليون شهيد، وهل يمكن أن يكون أكثر من هذه الضحايا ومع ذلك بقي الشعب الجزائري . [ الحياة ]

                          28/ 6 /1974

                          غادر الإمام الصدر ظهر أمس إلى المملكة المغربية في زيارة خاصة تستغرق خمسة أيام، يشارك خلالها في تأبين الزعيم المغربي علاّل الفاسي. [ الجريدة ]

                          28/ 6 /1975

                          1 ـ عند الساعة الثالثة من بعد ظهر امس الجمعة وبعد صلاة الجمعة بدأ الامام الصدر اعتصاماً في مسجد الكلية العاملية في شارع عمر بن الخطاب مع اربعة من معاونيه افصح لهم سبب اقدامه على هذه الخطوات فقال:"طوال يوم امس وليله كنت التقي شكاوى الرجال واسمع بكاء الارامل واليتامى وعلى رغم اني سعيت جهدي ولم أذق طعم النوم فان القصف لم يهدأ والاوضاع تزداد سوءا فقررت في الثانية بعد الظهر اليوم أن أعتصم وأصوم وزادي هو كتاب الله وقطرات ماء وسأظل هنا حتى الشهادة أو حتى تعود البلاد إلى حالتها الطبيعية. وقد ودعت والدتي وزوجتي وأطفالي وجئت أصلي إلى الله أن ينقذ هذا الوطن ".
                          ثم اصدر الامام الصدر بيانا حدد فيه الاسباب الحقيقية للازمة ودور بعض رجال السياسة في استمرار التأزيم والتصعيد وبين الجهود التي بذلها لوقف النزف وحدد ما هو مطلوب لتراجعه عن الاعتصام وجاء في البيان: لقد اصبح الوطن هو المحروم الاول والحوار لا ينفع والآذان لا تسمع والضمائر تحتاج الى ضمائر تهزها. لقد دنسوا ارض الوطن فلجأت الى بيت الله مستمدا منه القوة والعون". [ وثيقة رقم: 1/ 28-06-75 ]
                          2 ـ وبعد اصدار البيان ادى الامام الصدر صلاة الجمعة في المصلين وخطب فيهم خطبة الجمعة مبينا صلة الاعتصام في المسجد بان الايمان بالله لا ينفصل عن الاهتمام بشؤون الناس وشرح الاسباب الحقيقية للازمة واهمها حزام البؤس حول العاصمة وهاجم السلطة لقصفها الوحشي للشياح وحدد كيفية الخروج من الازمة داعياً الناس الى المشاركة بانضباط وبدون سلاح. [ وثيقة رقم: 2/ 28-06- 75 ]
                          3 ـ وفور اذاعة نبأ الاعتصام عند صلاة العصر من المآذن في ضواحي بيروت غصّ مسجد العاملية بالوافدين وكل منهم يريد لمس الامام وتقبيل يديه وهو يوصيهم برد: "كل شخص يقترب من المسجد ومعه سلاح "لان حركتنا حركة سلمية، فهم شوهوا سمعة السلاح وحاجتنا الى السلاح، فقتلوا به المواطنين الابرياء ".
                          4 ـ وما لبث ان بدأت تتوافد الى المسجد الشخصيات والفاعليات. فحضر النائب محمد يوسف بيضون والمحامي شفيق الوزان وافترشا ارض المسجد مع الامام. وقال الوزان: "جئنا يا سماحة الامام نشارك مشاركة رمزية في ما تقوم به وأملنا ان يفهم المسؤولون هذا التحرك لانه تحرك الايمان والحق وهو اقوى من الرصاص ".
                          ورد الامام بكلمة شكر وبين لهما وحشية القصف على الشياح من قبل مصفحات السلطة وقال "لقد دنسوا ارض الوطن فلجأت الى بيت الله. لم اسمع او اقرأ في حياتي ان شعبا يقصف من قبل قواته ليل نهار حتى بين الدول العدوة ".
                          5 ـ ثم وصل كل من النائب بيار حلو والسادة محمد صفي الدين، على بزي، رياض طه، رضا وحيد، نجاح واكيم، علي الخليل وتحلقوا حول الامام يسمعون منه ما دار في اتصالاته مع المسؤولين والى اي مدى وصلت الازمة السياسية.
                          6 ـ كما وصل عدد من النواب، منهم عبد اللطيف الزين، رفيق شاهين والسادة: سليم حيدر، خطار حيدر، عبد الكريم الزين، فضل الله دندش، علي الجمال واعضاء من المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ثم عبد المجيد الزين والسيد حسين علي ناصر. واكتظت باحة المسجد الداخلية والباحات المحيطة به وملاعب الكلية العاملية بالمواطنين وعلت هتافاتهم تحية للامام.
                          7 ـ فجأة وصل الرؤساء رشيد كرامي، وصائب سلام، وعبد الله اليافي كما وصل كل من نسيب البربير، مالك سلام، عثمان الدنا، جميل كبي، نزيه البزري، ناظم القادري، امين العريس، حسين القوتلي واخرون فعانقوا الامام الصدر وجلسوا حوله ارضا. وقال كرامي للامام: "خطوتكم مباركة وحاسمة ". وقال سلام: "ما دام الخير رائدنا جميعا فأننا نؤيد هذه الخطوة المباركة ".
                          8 ـ مساءً حضر الشيخ حسن خالد وافترش الارض الى جانب الامام موضحاً: "ان خطوة الصدر كانت مفاجأة بالنسبة الي وعندما استطلعت الامر وتحققت من انها بالفعل حقيقية رأيت نفسي امام واجب لا يمكنني التخلي عنه. فموقف سماحته موقف انساني وطني اخلاقي ينبغي لكل مسؤول وكل مؤمن وكل وطني ان يتجاوب معه فيه فهو عزم على هذه الخطوة بعدما رأى ما رآه وسمع ما سمعه من قتل وهدم وتشريد وعدوان في منطقة الشياح.
                          ونحن لا يسعنا بعدما لمسنا هذه الخطوة الانسانية الايمانية المحقة الوطنية، لا يسعنا الا ان نعرب عن اعتزاز عن تأييدنا لموقفه هذا.
                          فنحن وقد استنكرنا ما وقع في منطقة الشياح واجرينا الكثير من الاتصالات التي تستنكر ما جرى من احداث، ونحن الآن عندما جئنا الى هذا البيت المطهر، جئنا لنعبر عن تأييدنا لموقف سماحته الذي دلل فيه على كثير من المناقبية.
                          وان الوطن اليوم يفتقر في حمأة هذا الصراع الذي لا نعرف له لونا ولا مبررا، نفتقر كل الافتقار الى مواقف من هذا القبيل، لنعيد الامور الى نصابها ولتكون عاملا مثمرا في خدمة الوطن ووقف هذه الازمة الخطيرة المفتعلة التي يمكن ان تنتهي بالبلاد الى ما لا يحمد.
                          اني الح لهذه المناسبة على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة لوضع حد لهذه الحفلات الارهابية التي نسمع بها هنا وهناك والتي اودت بحياة الكثيرين من الابرياء وقضت على مصالح الكثيرين ممن لم يرتكبوا اثما.
                          ان القتلى والايامى واليتامى والمساكين والذين هدمت بيوتهم، كل اولئك سيقفون موقفا كريما مثل الموقف الذي وقفه سماحة الامام الصدر في هذا اليوم.
                          واني من هذا المقام اضم صوتي الى صوته واؤكد ان موقفه هذا استمرار لموقف المسلمين جميعا وتعبير صريح وصادق عن موقفنا وعن امانينا ".
                          9 ـ واتصل النائب عبد اللطيف الزين بالمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور بطرس ديب وابلغه قرار الامام بالاعتصام والصوم ثم تحدث مع الرئيس فرنجية الذي قال: "اني اعتبر ان قرار الامام الصدر هو انقاذ للبنان ".
                          10 ـ وخاطب الامام الصدر جميع المستفسرين الذين تجاوزوا الالاف في المسجد وخارجه عن الخطوات التي تصحب الاعتصام: "اني ضد حمل السلاح او التجمع المسلح ولا اريد أي شخص ان يقطع طريقا. وكل من يفعل ذلك من الذين يقولون انهم يؤيدونني اعتبره مخربا على الاعتصام ويحاول ان يعطي صورة غير حقيقية عنه ".
                          11 ـ وليلا تحدث الامام الصدر الى عشرات الصحافيين وفي طليعتهم النقيب رياض طه وعرض معهم الوضع والاتصالات التي قام بها ومواقف الاطراف مطالبا بوقف كل الاعمال المسلحة في المناطق وخصوصا منطقة الشياح ـ عين الرمانة وتشكيل وزارة غير حزبية وثلاث هيئات الى جانبها لاجراء تحقيق شامل في الحوادث الاخيرة.[ النهار ـ الأنوار ـ المحرر ]

                          28/ 6 /1978

                          إستقبل الإمام الصدر رئيس الحكومة سليم الحص وحضر الإجتماع الشيخ محمد مهدي شمس الدين وتناول الحديث موضوع الجنوب والعراقيل التي تعترض بسط سيادة الدولة عليه وعرض الإمام المضايقات التي يتعرض لها أهالي النبعة وطالب بتمركز "قوة الردع العربية "أو الجيش اللبناني فيها. بعد الإجتماع قال الإمام: "شرفني دولة الرئيس الحص لمناسبة عودتي من الجزائر والسعودية خلال الجولة العربية الضرورية في هذه المرحلة وكانت فرصة لعرض الوضع عموماً والوضع في الجنوب خصوصاً حيث يستمر تلاعب إسرائيل في تمييع الضغط الدولي للإنسحاب الكامل. ومن جهة أخرى أن موقف الدولة وإصرارها على تطبيق نص قرار مجلس الأمن الدولي الرامي إلى تسلم قوات الطواريء الدولية كل المواقع ومساعدة لبنان على بسط سيادة الدولة مستمر أيضاً. وقد عرض الحص مختلف العراقيل والمساعي لمعالجة الوضع وتحدثنا في مسائل إدارية مختلفة ولا سيما موضوع تعويضات المتضررين في الجنوب فأكد الرئيس الحص إعطاء بعض الزيادات لبعض المتضررين ".
                          وختم قائلاً: "أن أعمال العنف الجارية تكمل تشويه سمعة لبنان وتؤكد للعالم أن الحرب اللبنانية في مرحلتها الحاضرة على الأقل هي حرب عمليات وحشية لا تتناسب مع تاريخ لبنان وكرامة أبنائه وآمال العالم بالنسبة إليه ". [ السفير ]

                          تعليق

                          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                          حفظ-تلقائي
                          x

                          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                          صورة التسجيل تحديث الصورة

                          اقرأ في منتديات يا حسين

                          تقليص

                          لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                          يعمل...
                          X