بسم الله الرحمن الرحيم. و الحمد لله رب العالمين.
والصلاة و السلام على أشرف الخلق أجمعين، محمد و آله الطيبين الطاهرين المعصومين المظلومين.
و لعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.
ينقسم الناس تجاه الملا صدرا إلى قسمين:
1- الذين يكفرونه و ينجسونه و يعتبرونه من أنذل الملحدين لما يقوله من (وحدة الموجود)، و لما يعمل به من (نتائج الاعتقاد بوحدة الموجود).
2- الذين يعظمونه و يجللونه و يعتبرونه من أكابر العلماء الأخيار.
و الموقف من الملا صدرا يتبع الموقف من الفلسفة و العرفان. فإذا كان للإنسان موقفا رافضا من الفلسفة و العرفان، يكون له موقفا رافضا من الملا صدرا؛ و إذا كان الإنسان مقبلا على الفلسفة و العرفان، يكون مقبلا أيضا على الملا صدرا.
و لأسباب عديدة التي منها قلة الوعي و قلة القراءة المتأملة من جهة، و صعوبة و غموض الفلسفة و العرفان من جهة أخرى، فإن نسبة الآراء الموافقة والمخالفة تجاه الملا صدرا تختلف وفقا للتبليغات. فإذا كان الحواضر العلمية و المؤلفون و الخطباء والمحاضرون معادون للفلسفة و الفلاسفة و الملا صدرا، فإن أغلبية الناس يعادون الفلسفة و الفلاسفة و الملا صدرا؛ و إن أصبح الحواضر العلمية و المؤلفون و الخطباء و المحاضرون مؤيدين للفلسفة و الفلاسفة و الملا صدرا، فإن أغلبية الناس يصبحون مؤيدين للفلسفة والفلاسفة و الملا صدرا.
و الحوزات العلمية - في السابق - كانت تعادي الفلسفة و العرفان و التصوف بدرجة أنها كانت تمنع دراستها، و كانت تعزل من يعلمها و يتعلمها؛ و المراجع كانوا يطاردون الفلاسفة و العرفاء و المتصوفة، و يحاولون أن يبعدون الناس عن شرهم. لكن و للأسف الشديد، ولدت مؤخرا قوى سياسية–حوزوية مؤيدة للفلسفة والعرفان و التصوف و موالية للفلاسفة و العرفاء و المتصوفة، فاستخدمت كل إمكانياتها في ترويج هذه المعارف و إحياء أساطينها الأموات و جندت كل طاقاتها في إسكات الرافضين و المعارضين. فأقبل الطلاب في الحوزات و الجامعات على هذه العلوم، و اجتمع الناس تحت منابر المتكلمين بأدبياتها، و هم غافلون عن الزلات و المخاطر.
لذلك، أحببت أن أقدم نصا من أحد أساطينهم و كبارهم لإخواني المؤمنين كنموذج من انحرافات الفلاسفة و العرفاء و المتصوفة ليكون إنذارا لهم:
يقول الملا صدرا في كتابه المعروف (الأسفار):
إعلم انه اختلف آراء الحكماء في هذا العشق و مهيته، و انه حسن أو قبيح، محمود أو مذموم.
و الذي يدل عليه النظر الدقيق، و المنهج الأنيق، و ملاحظة الأمور عن أسبابها الكلية، و مباديها العالية، و غاياتها الحكمية، ان هذا العشق أعني الالتذاذ الشديد بحسن الصورة الجميلة، و المحبة المفرطة لمن وجد فيه الشمائل اللطيفة، و تناسب الأعضاء، و جودة التركيب، لما كان موجودا على نحو وجود الأمور الطبيعية في نفوس أكثر الأمم من غير تكلف و تصنع، فهو لا محالة من جملة الأوضاع الإلهية التي يترتب عليها المصالح و الحكم. فلا بد أن يكون مستحسنا محمودا سيما و قد وقع من مباد فاضلة لأجل غايات شريفة.
أما المبادي، فلأنا نجد أكثر نفوس الأمم التي لها تعليم العلوم و الصنايع و الآداب و الرياضيات، مثل أهل الفارس و أهل العراق و أهل الشام و الروم، و كل قوم فيهم العلوم الدقيقة و الصنايع اللطيفة والآداب الحسنة، غير خالية عن هذا العشق اللطيف الذي منشأه استحسان شمائل المحبوب. و نحن لم نجد أحدا ممن له قلب لطيف و طبع رقيق و ذهن صاف و نفس رحيمة خاليا عن هذه المحبة في أوقات عمره. لكن وجدنا سائر النفوس الغليظة و القلوب القاسية و الطبايع الجافية من الأكراد و الأعراب و الترك و الزنج خالية عن هذا النوع من المحبة، و إنما اقتصر أكثرهم على محبة الرجال للنساء و محبة النساء للرجال طلبا للنكاح و السفاد و الغرض منها في الطبيعة بقاء النسل.
و أما الغاية في هذا العشق الموجود في الظرفاء و ذوي لطافة الطبع، فما ترتب عليه من تأديب الغلمان و تربية الصبيان و تهذيبهم و تعليمهم العلوم الجزئية كالنحو و اللغة و البيان و الهندسة و غيرها، و الصنايع الدقيقة و الآداب الحميدة و الأشعار اللطيفة الموزونة و النغمات الطيبة، و تعليمهم القصص و الأخبار و الحكايات الغريبة و الأحاديث المروية إلى غير ذلك من الكمالات النفسانية. فإن الأطفال و الصبيان إذا استغنوا عن تربية الآباء و الأمهات فهم بعد محتاجون إلى تعليم الأستادين و المعلمين و حسن توجههم و التفاتهم إليهم بنظر الإشفاق و التعطف.
فمن أجل ذلك أوجدت العناية الربانية في نفوس الرجال البالغين رغبة في الصبيان و تعشقا و محبة للغلمان الحسان الوجوه ليكون ذلك داعيا إلى تأديبهم وتكميل نفوسهم الناقصة و تبليغهم إلى الغايات المقصودة في إيجاد نفوسهم. و إلا لما خلق الله هذه الرغبة و المحبة في أكثر الظرفاء و العلماء عبثا و هباء. فلابد في ارتكاز هذا العشق النفساني في النفوس اللطيفة و القلوب الرقيقة الغير القاسية و لا الجافة من فائدة حكمية و غاية صحيحة، و نحن نشاهد ترتب هذه الغايات التي ذكرناها. فلا محالة يكون وجود هذا العشق في الإنسان معدودا من جملة الفضائل و المحسنات لا من جملة الرذائل و السيئات.
و لعمري ان هذا العشق ترك النفس فارغة عن جميع الهموم الدنياوية إلا هم واحد، و هو الإشتياق إلى رؤية جمال إنساني فيه كثير من آثار جمال الله و جلاله. و لأجل ذلك هذا العشق النفساني للشخص الإنساني إذا لم يكن مبدأه إفراط الشهوة الحيوانية، بل استحسان شمائل المعشوق، و جودة تركيبه، و اعتدال مزاجه، و حسن أخلاقه، و تناسب حركاته و أفعاله، و غنجه، و دلاله، معدود من جملة الفضائل؛ و هو يرقق القلب، و يذكي الذهن، و ينبه النفس على إدراك الأمور الشريفة.
و لأجل ذلك أمر المشايخ مريديهم في الابتداء بالعشق؛ و قيل العشق العفيف أوفى سبب في تلطيف النفس و تنوير القلب.
و تفصيل المقام ان العشق الإنساني ينقسم إلى حقيقي و مجازي. و العشق الحقيقي هو محبة الله و صفاته و أفعاله من حيث هي أفعاله، و المجازي ينقسم إلى نفساني و حيواني. و الأول مما يقتضيه لطافة النفس و صفاته، و الثاني مما يقتضيه النفس الأمارة، و يكون الأكثر مقارنا للفجور و الحرص عليه و استخدام القوة الحيوانية للقوة الناطقة بخلاف الأول، فإنه يجعل النفس لينة شيقة ذات وجد و حزن و بكاء و رقة قلب و فكر، كأنها يطلب شيئا باطنا مختفيا عن الحواس فتنقطع عن الشواغل الدنيوية، و يعرض عما سوى معشوقه جاعلة جميع الهموم هما واحدا. فلأجل ذلك يكون الإقبال على المعشوق الحقيقي أسهل على صاحبه من غيره، فإنه لا يحتاج إلى الانقطاع عن أشياء كثيرة بل يرغب عن واحد إلى واحد.
لكن الذي يجب التنبيه عليه في هذا المقام، ان هذا العشق و إن كان معدودا من جملة الفضائل، إلا أنه من الفضائل التي يتوسط الموصوف بها بين العقل المفارق المحض و بين النفس الحيوانية، و مثل هذه الفضائل لا تكون محمودة شريفة على الإطلاق، في كل وقت، و على كل حال من الأحوال، و من كل أحد من الناس، بل ينبغي استعمال هذه المحبة في أواسط السلوك العرفاني؛ و أما عند استكمال النفس بالعلوم الإلهية و صيرورتها عقلا بالفعل محيطا بالعلوم الكلية ذا ملكة الاتصال بعالم القدس، فلا ينبغي لها عند ذلك الاشتغال بعشق هذه الصور المحسنة اللحمية، و الشمائل اللطيفة البشرية، لأن مقامها صار أرفع من هذا المقام. و لهذا قيل المجاز قنطرة الحقيقة و إذا وقع العبور من القنطرة إلى عالم الحقيقة فالرجوع إلى ما وقع العبور منه تارة أخرى يكون قبيحا معدودا من الرذائل.
و أترك أصحاب العقول السليمة مع هذا النص الجلي الصريح الواضح الذي لا يحتاج إلى بيان أو بسط أو شرح لكي يصلوا إلى النتيجة المرجوة. و التوفيق من الله و منه التسديد.
أخوكم منتظر القائم
والصلاة و السلام على أشرف الخلق أجمعين، محمد و آله الطيبين الطاهرين المعصومين المظلومين.
و لعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.
ينقسم الناس تجاه الملا صدرا إلى قسمين:
1- الذين يكفرونه و ينجسونه و يعتبرونه من أنذل الملحدين لما يقوله من (وحدة الموجود)، و لما يعمل به من (نتائج الاعتقاد بوحدة الموجود).
2- الذين يعظمونه و يجللونه و يعتبرونه من أكابر العلماء الأخيار.
و الموقف من الملا صدرا يتبع الموقف من الفلسفة و العرفان. فإذا كان للإنسان موقفا رافضا من الفلسفة و العرفان، يكون له موقفا رافضا من الملا صدرا؛ و إذا كان الإنسان مقبلا على الفلسفة و العرفان، يكون مقبلا أيضا على الملا صدرا.
و لأسباب عديدة التي منها قلة الوعي و قلة القراءة المتأملة من جهة، و صعوبة و غموض الفلسفة و العرفان من جهة أخرى، فإن نسبة الآراء الموافقة والمخالفة تجاه الملا صدرا تختلف وفقا للتبليغات. فإذا كان الحواضر العلمية و المؤلفون و الخطباء والمحاضرون معادون للفلسفة و الفلاسفة و الملا صدرا، فإن أغلبية الناس يعادون الفلسفة و الفلاسفة و الملا صدرا؛ و إن أصبح الحواضر العلمية و المؤلفون و الخطباء و المحاضرون مؤيدين للفلسفة و الفلاسفة و الملا صدرا، فإن أغلبية الناس يصبحون مؤيدين للفلسفة والفلاسفة و الملا صدرا.
و الحوزات العلمية - في السابق - كانت تعادي الفلسفة و العرفان و التصوف بدرجة أنها كانت تمنع دراستها، و كانت تعزل من يعلمها و يتعلمها؛ و المراجع كانوا يطاردون الفلاسفة و العرفاء و المتصوفة، و يحاولون أن يبعدون الناس عن شرهم. لكن و للأسف الشديد، ولدت مؤخرا قوى سياسية–حوزوية مؤيدة للفلسفة والعرفان و التصوف و موالية للفلاسفة و العرفاء و المتصوفة، فاستخدمت كل إمكانياتها في ترويج هذه المعارف و إحياء أساطينها الأموات و جندت كل طاقاتها في إسكات الرافضين و المعارضين. فأقبل الطلاب في الحوزات و الجامعات على هذه العلوم، و اجتمع الناس تحت منابر المتكلمين بأدبياتها، و هم غافلون عن الزلات و المخاطر.
لذلك، أحببت أن أقدم نصا من أحد أساطينهم و كبارهم لإخواني المؤمنين كنموذج من انحرافات الفلاسفة و العرفاء و المتصوفة ليكون إنذارا لهم:
يقول الملا صدرا في كتابه المعروف (الأسفار):
فصل في ذكر عشق الظرفاء و الفتيان للأوجه الحسان
إعلم انه اختلف آراء الحكماء في هذا العشق و مهيته، و انه حسن أو قبيح، محمود أو مذموم.
و الذي يدل عليه النظر الدقيق، و المنهج الأنيق، و ملاحظة الأمور عن أسبابها الكلية، و مباديها العالية، و غاياتها الحكمية، ان هذا العشق أعني الالتذاذ الشديد بحسن الصورة الجميلة، و المحبة المفرطة لمن وجد فيه الشمائل اللطيفة، و تناسب الأعضاء، و جودة التركيب، لما كان موجودا على نحو وجود الأمور الطبيعية في نفوس أكثر الأمم من غير تكلف و تصنع، فهو لا محالة من جملة الأوضاع الإلهية التي يترتب عليها المصالح و الحكم. فلا بد أن يكون مستحسنا محمودا سيما و قد وقع من مباد فاضلة لأجل غايات شريفة.
أما المبادي، فلأنا نجد أكثر نفوس الأمم التي لها تعليم العلوم و الصنايع و الآداب و الرياضيات، مثل أهل الفارس و أهل العراق و أهل الشام و الروم، و كل قوم فيهم العلوم الدقيقة و الصنايع اللطيفة والآداب الحسنة، غير خالية عن هذا العشق اللطيف الذي منشأه استحسان شمائل المحبوب. و نحن لم نجد أحدا ممن له قلب لطيف و طبع رقيق و ذهن صاف و نفس رحيمة خاليا عن هذه المحبة في أوقات عمره. لكن وجدنا سائر النفوس الغليظة و القلوب القاسية و الطبايع الجافية من الأكراد و الأعراب و الترك و الزنج خالية عن هذا النوع من المحبة، و إنما اقتصر أكثرهم على محبة الرجال للنساء و محبة النساء للرجال طلبا للنكاح و السفاد و الغرض منها في الطبيعة بقاء النسل.
و أما الغاية في هذا العشق الموجود في الظرفاء و ذوي لطافة الطبع، فما ترتب عليه من تأديب الغلمان و تربية الصبيان و تهذيبهم و تعليمهم العلوم الجزئية كالنحو و اللغة و البيان و الهندسة و غيرها، و الصنايع الدقيقة و الآداب الحميدة و الأشعار اللطيفة الموزونة و النغمات الطيبة، و تعليمهم القصص و الأخبار و الحكايات الغريبة و الأحاديث المروية إلى غير ذلك من الكمالات النفسانية. فإن الأطفال و الصبيان إذا استغنوا عن تربية الآباء و الأمهات فهم بعد محتاجون إلى تعليم الأستادين و المعلمين و حسن توجههم و التفاتهم إليهم بنظر الإشفاق و التعطف.
فمن أجل ذلك أوجدت العناية الربانية في نفوس الرجال البالغين رغبة في الصبيان و تعشقا و محبة للغلمان الحسان الوجوه ليكون ذلك داعيا إلى تأديبهم وتكميل نفوسهم الناقصة و تبليغهم إلى الغايات المقصودة في إيجاد نفوسهم. و إلا لما خلق الله هذه الرغبة و المحبة في أكثر الظرفاء و العلماء عبثا و هباء. فلابد في ارتكاز هذا العشق النفساني في النفوس اللطيفة و القلوب الرقيقة الغير القاسية و لا الجافة من فائدة حكمية و غاية صحيحة، و نحن نشاهد ترتب هذه الغايات التي ذكرناها. فلا محالة يكون وجود هذا العشق في الإنسان معدودا من جملة الفضائل و المحسنات لا من جملة الرذائل و السيئات.
و لعمري ان هذا العشق ترك النفس فارغة عن جميع الهموم الدنياوية إلا هم واحد، و هو الإشتياق إلى رؤية جمال إنساني فيه كثير من آثار جمال الله و جلاله. و لأجل ذلك هذا العشق النفساني للشخص الإنساني إذا لم يكن مبدأه إفراط الشهوة الحيوانية، بل استحسان شمائل المعشوق، و جودة تركيبه، و اعتدال مزاجه، و حسن أخلاقه، و تناسب حركاته و أفعاله، و غنجه، و دلاله، معدود من جملة الفضائل؛ و هو يرقق القلب، و يذكي الذهن، و ينبه النفس على إدراك الأمور الشريفة.
و لأجل ذلك أمر المشايخ مريديهم في الابتداء بالعشق؛ و قيل العشق العفيف أوفى سبب في تلطيف النفس و تنوير القلب.
و تفصيل المقام ان العشق الإنساني ينقسم إلى حقيقي و مجازي. و العشق الحقيقي هو محبة الله و صفاته و أفعاله من حيث هي أفعاله، و المجازي ينقسم إلى نفساني و حيواني. و الأول مما يقتضيه لطافة النفس و صفاته، و الثاني مما يقتضيه النفس الأمارة، و يكون الأكثر مقارنا للفجور و الحرص عليه و استخدام القوة الحيوانية للقوة الناطقة بخلاف الأول، فإنه يجعل النفس لينة شيقة ذات وجد و حزن و بكاء و رقة قلب و فكر، كأنها يطلب شيئا باطنا مختفيا عن الحواس فتنقطع عن الشواغل الدنيوية، و يعرض عما سوى معشوقه جاعلة جميع الهموم هما واحدا. فلأجل ذلك يكون الإقبال على المعشوق الحقيقي أسهل على صاحبه من غيره، فإنه لا يحتاج إلى الانقطاع عن أشياء كثيرة بل يرغب عن واحد إلى واحد.
لكن الذي يجب التنبيه عليه في هذا المقام، ان هذا العشق و إن كان معدودا من جملة الفضائل، إلا أنه من الفضائل التي يتوسط الموصوف بها بين العقل المفارق المحض و بين النفس الحيوانية، و مثل هذه الفضائل لا تكون محمودة شريفة على الإطلاق، في كل وقت، و على كل حال من الأحوال، و من كل أحد من الناس، بل ينبغي استعمال هذه المحبة في أواسط السلوك العرفاني؛ و أما عند استكمال النفس بالعلوم الإلهية و صيرورتها عقلا بالفعل محيطا بالعلوم الكلية ذا ملكة الاتصال بعالم القدس، فلا ينبغي لها عند ذلك الاشتغال بعشق هذه الصور المحسنة اللحمية، و الشمائل اللطيفة البشرية، لأن مقامها صار أرفع من هذا المقام. و لهذا قيل المجاز قنطرة الحقيقة و إذا وقع العبور من القنطرة إلى عالم الحقيقة فالرجوع إلى ما وقع العبور منه تارة أخرى يكون قبيحا معدودا من الرذائل.
و أترك أصحاب العقول السليمة مع هذا النص الجلي الصريح الواضح الذي لا يحتاج إلى بيان أو بسط أو شرح لكي يصلوا إلى النتيجة المرجوة. و التوفيق من الله و منه التسديد.
أخوكم منتظر القائم
تعليق