نحن المغبوطون
مناقب ابن شهر آشوب ج/3- ص/199 – 200 عبد الملك بن عمير والحاكم، والعباس: انهم قالوا:
خطب الحسن عائشة بنت عثمان. فقال مروان: أزوّجها عبد الله ابن الزّبير، ثم إنّ معاوية كتب إلى مروان، وهو عامله على الحجاز يأمره أن يخطب أمّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفرٍ لابنه يزيد. فأبى عبد الله بن جعفر، فأخبره بذلك فقال عبد الله: إنّ أمرها ليس إليّ إنما هو إلى سيّدنا الحسن، وهو خالها، فأخبر الحسن بذلك فقال: أستخير الله تعالى: اللهم وفّق لهذه الجارية رضاك من آل محمّد، فلما اجتمع الناس في مسجد رسول الله أقبل مروان حتى جلس إلى الحسن (عليه السلام)، وعنده من الجلّة وقال: إنّ أمير المؤمنين معاوية، أمرني أن أخطب زينب بنت عبد الله بن جعفر، ليزيد بن معاوية، وان أجعل مهرها حكم أبيها بالغاً ما بلغ مع صلح ما بين هذين الحيّين، مع قضاء دينه، واعلم انّ من يغبطكم بيزيد اكثر مّمن يغبطه بكم، والعجب كيف يستمّهر يزيد، وهو كفو من لاكفو له، وبوجهه يستسقى الغمام، فردّ خيراً يا أبا محمّد. فقال الحسن (عليه السلام):
الحمد لله الذي اختارنا لنفسه، وارتضانا لدينه، واصطفانا على خلقه.. يا مروان قد قلت فسمعنا، أما قولك: مهرها حكم أبيها بالغاً ما بلغ، فلعمري لو أردنا ذلك ما عدونا سنّة رسول الله في بناته ونسائه وأهل بيته: وهو اثنتا عشرة أوقيةً يكون أربعمائة وثمانين درهماً.
وأما قولك: مع قضاء دين أبيها، فمتى كان نساؤنا يقضين عنّا ديوننا.
وأما صلح ما بيه هذين الحيّين، فإنّا قوم عادينا كم لله وفي الله، ولم نكن نصالحكم للدّنيا، فلعمري فلقد أعيى النسب فكيف السّبب.
وأمّا قولك: العجب ليزيد كيف يستمهر؟ فقد استمهر من هوخير من يزيد، ومن أب يزيد، ومن جدّ يزيد.
وأمّا قولك: إن يزيد كفو من لا كفو له، فمن كان كفوه قبل اليوم فهو كفوه اليوم، مازادته إمارته في الكفاية شيئاً.
وأمّا قولك: بوجهه يستسقى الغمام، فإنّما كان ذلك بوجه رسول الله.
وأمّا قولك: من يغبطنا به اكثر ممّن يغبطه بنا، فإنّما يغبط به أهل الجهل ويغبطه بنا أهل العقل. ثم قال بعد كلام: فاشهدوا جميعاً أني قد زوّجت أمّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفرٍ من ابن عمّها القاسم بن محمّد بن جعفرٍ على أربعمائة وثمانين درهماً، وقد نحلتها ضيعتي بالمدينة، أو قال: أرضي بالعقيق وإنّ غلّتها في السّنة ثمانية آلاف دينار، ففيها لهما غنى إن شاء الله.
فتغيّر وجه مروان وقال: أغدراً يا بني هاشمٍ تأبون إلا العداوة.
فذكّره الحسين خطبة الحسن عائشة وفعله. ثم قال" فأين موضع الغدر يامروان؟
فقال مروان:
أردنا صهركم لنجدّ ودّاً *** قد اخلقه به حدث الزّمان
فلمّا جئتكم فجبهتموني *** وبحتم بالضمير من الشّنان
فأجابه ذكوان مولى بني هاشم:
أماط الله منهم كلّ رجسٍ *** وطهّرهم بذلك في المثاني
فما لهم سواهم من نظيرٍ *** ولا كفؤ هناك ولا مداني
أيجعل كلّ جبارٍ عنيدٍ *** إلى الأخيار من أهل الجنان
ولمناقضات أبي محمد الحسن الزكي روحي فداه بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .
مناقب ابن شهر آشوب ج/3- ص/199 – 200 عبد الملك بن عمير والحاكم، والعباس: انهم قالوا:
خطب الحسن عائشة بنت عثمان. فقال مروان: أزوّجها عبد الله ابن الزّبير، ثم إنّ معاوية كتب إلى مروان، وهو عامله على الحجاز يأمره أن يخطب أمّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفرٍ لابنه يزيد. فأبى عبد الله بن جعفر، فأخبره بذلك فقال عبد الله: إنّ أمرها ليس إليّ إنما هو إلى سيّدنا الحسن، وهو خالها، فأخبر الحسن بذلك فقال: أستخير الله تعالى: اللهم وفّق لهذه الجارية رضاك من آل محمّد، فلما اجتمع الناس في مسجد رسول الله أقبل مروان حتى جلس إلى الحسن (عليه السلام)، وعنده من الجلّة وقال: إنّ أمير المؤمنين معاوية، أمرني أن أخطب زينب بنت عبد الله بن جعفر، ليزيد بن معاوية، وان أجعل مهرها حكم أبيها بالغاً ما بلغ مع صلح ما بين هذين الحيّين، مع قضاء دينه، واعلم انّ من يغبطكم بيزيد اكثر مّمن يغبطه بكم، والعجب كيف يستمّهر يزيد، وهو كفو من لاكفو له، وبوجهه يستسقى الغمام، فردّ خيراً يا أبا محمّد. فقال الحسن (عليه السلام):
الحمد لله الذي اختارنا لنفسه، وارتضانا لدينه، واصطفانا على خلقه.. يا مروان قد قلت فسمعنا، أما قولك: مهرها حكم أبيها بالغاً ما بلغ، فلعمري لو أردنا ذلك ما عدونا سنّة رسول الله في بناته ونسائه وأهل بيته: وهو اثنتا عشرة أوقيةً يكون أربعمائة وثمانين درهماً.
وأما قولك: مع قضاء دين أبيها، فمتى كان نساؤنا يقضين عنّا ديوننا.
وأما صلح ما بيه هذين الحيّين، فإنّا قوم عادينا كم لله وفي الله، ولم نكن نصالحكم للدّنيا، فلعمري فلقد أعيى النسب فكيف السّبب.
وأمّا قولك: العجب ليزيد كيف يستمهر؟ فقد استمهر من هوخير من يزيد، ومن أب يزيد، ومن جدّ يزيد.
وأمّا قولك: إن يزيد كفو من لا كفو له، فمن كان كفوه قبل اليوم فهو كفوه اليوم، مازادته إمارته في الكفاية شيئاً.
وأمّا قولك: بوجهه يستسقى الغمام، فإنّما كان ذلك بوجه رسول الله.
وأمّا قولك: من يغبطنا به اكثر ممّن يغبطه بنا، فإنّما يغبط به أهل الجهل ويغبطه بنا أهل العقل. ثم قال بعد كلام: فاشهدوا جميعاً أني قد زوّجت أمّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفرٍ من ابن عمّها القاسم بن محمّد بن جعفرٍ على أربعمائة وثمانين درهماً، وقد نحلتها ضيعتي بالمدينة، أو قال: أرضي بالعقيق وإنّ غلّتها في السّنة ثمانية آلاف دينار، ففيها لهما غنى إن شاء الله.
فتغيّر وجه مروان وقال: أغدراً يا بني هاشمٍ تأبون إلا العداوة.
فذكّره الحسين خطبة الحسن عائشة وفعله. ثم قال" فأين موضع الغدر يامروان؟
فقال مروان:
أردنا صهركم لنجدّ ودّاً *** قد اخلقه به حدث الزّمان
فلمّا جئتكم فجبهتموني *** وبحتم بالضمير من الشّنان
فأجابه ذكوان مولى بني هاشم:
أماط الله منهم كلّ رجسٍ *** وطهّرهم بذلك في المثاني
فما لهم سواهم من نظيرٍ *** ولا كفؤ هناك ولا مداني
أيجعل كلّ جبارٍ عنيدٍ *** إلى الأخيار من أهل الجنان
ولمناقضات أبي محمد الحسن الزكي روحي فداه بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .
تعليق