إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كلمة الإمام الحسن بن علي (حلقات)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    نحن المغبوطون


    مناقب ابن شهر آشوب ج/3- ص/199 – 200 عبد الملك بن عمير والحاكم، والعباس: انهم قالوا:

    خطب الحسن عائشة بنت عثمان. فقال مروان: أزوّجها عبد الله ابن الزّبير، ثم إنّ معاوية كتب إلى مروان، وهو عامله على الحجاز يأمره أن يخطب أمّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفرٍ لابنه يزيد. فأبى عبد الله بن جعفر، فأخبره بذلك فقال عبد الله: إنّ أمرها ليس إليّ إنما هو إلى سيّدنا الحسن، وهو خالها، فأخبر الحسن بذلك فقال: أستخير الله تعالى: اللهم وفّق لهذه الجارية رضاك من آل محمّد، فلما اجتمع الناس في مسجد رسول الله أقبل مروان حتى جلس إلى الحسن (عليه السلام)، وعنده من الجلّة وقال: إنّ أمير المؤمنين معاوية، أمرني أن أخطب زينب بنت عبد الله بن جعفر، ليزيد بن معاوية، وان أجعل مهرها حكم أبيها بالغاً ما بلغ مع صلح ما بين هذين الحيّين، مع قضاء دينه، واعلم انّ من يغبطكم بيزيد اكثر مّمن يغبطه بكم، والعجب كيف يستمّهر يزيد، وهو كفو من لاكفو له، وبوجهه يستسقى الغمام، فردّ خيراً يا أبا محمّد. فقال الحسن (عليه السلام):

    الحمد لله الذي اختارنا لنفسه، وارتضانا لدينه، واصطفانا على خلقه.. يا مروان قد قلت فسمعنا، أما قولك: مهرها حكم أبيها بالغاً ما بلغ، فلعمري لو أردنا ذلك ما عدونا سنّة رسول الله في بناته ونسائه وأهل بيته: وهو اثنتا عشرة أوقيةً يكون أربعمائة وثمانين درهماً.

    وأما قولك: مع قضاء دين أبيها، فمتى كان نساؤنا يقضين عنّا ديوننا.

    وأما صلح ما بيه هذين الحيّين، فإنّا قوم عادينا كم لله وفي الله، ولم نكن نصالحكم للدّنيا، فلعمري فلقد أعيى النسب فكيف السّبب.

    وأمّا قولك: العجب ليزيد كيف يستمهر؟ فقد استمهر من هوخير من يزيد، ومن أب يزيد، ومن جدّ يزيد.

    وأمّا قولك: إن يزيد كفو من لا كفو له، فمن كان كفوه قبل اليوم فهو كفوه اليوم، مازادته إمارته في الكفاية شيئاً.

    وأمّا قولك: بوجهه يستسقى الغمام، فإنّما كان ذلك بوجه رسول الله.

    وأمّا قولك: من يغبطنا به اكثر ممّن يغبطه بنا، فإنّما يغبط به أهل الجهل ويغبطه بنا أهل العقل. ثم قال بعد كلام: فاشهدوا جميعاً أني قد زوّجت أمّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفرٍ من ابن عمّها القاسم بن محمّد بن جعفرٍ على أربعمائة وثمانين درهماً، وقد نحلتها ضيعتي بالمدينة، أو قال: أرضي بالعقيق وإنّ غلّتها في السّنة ثمانية آلاف دينار، ففيها لهما غنى إن شاء الله.

    فتغيّر وجه مروان وقال: أغدراً يا بني هاشمٍ تأبون إلا العداوة.

    فذكّره الحسين خطبة الحسن عائشة وفعله. ثم قال" فأين موضع الغدر يامروان؟

    فقال مروان:

    أردنا صهركم لنجدّ ودّاً *** قد اخلقه به حدث الزّمان

    فلمّا جئتكم فجبهتموني *** وبحتم بالضمير من الشّنان

    فأجابه ذكوان مولى بني هاشم:

    أماط الله منهم كلّ رجسٍ *** وطهّرهم بذلك في المثاني

    فما لهم سواهم من نظيرٍ *** ولا كفؤ هناك ولا مداني

    أيجعل كلّ جبارٍ عنيدٍ *** إلى الأخيار من أهل الجنان

    ولمناقضات أبي محمد الحسن الزكي روحي فداه بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

    تعليق


    • #32
      لشد ما علوت به


      روضة الواعظين لأبي عليّ النيسابوريّ.
      دخل الإمام الحسن يوماً على معاوية، فقال له:

      يا حسن! أخير منك!!.

      فقال الإمام:

      وكيف ذاك يا بن هند؟

      فقال معاوية:

      لأنّ الناس قد أجمعوا عليّ، ولم يجمعوا عليك..

      فقال الإمام:

      هيهات: الشرّ ما علوت به يابن آكلة الأكباد، المجتمعون عليك رجلان، بين مطيعٍ ومكره، فالطائع لك عاصٍ لله، والمكره معذور بكتاب الله، وحاشا الله أن اقول: أنا خير منك لأنّك لا خير فيك، فان الله قد برّأني من الرّذائل، كما برّأك من الفضائل.

      ملكنا وملككم


      مناقب آل أبي طالب ج 4 – ص 8، عن اسماعيل بن أبان باسناده
      إنّ الحسن بن عليٍّ عليهما السلام مرّ في مسجد رسول الله بحلقةٍ فيها قوم من بني أميّة، فتغامزوا به، وذلك عندما تغلّب معاوية على ظاهر أمره، فرآهم وتغامزهم به، فصلّى ركعتين ثم قال: (قد رأيت تغامزكم، أما والله لا تملكون يوماً إلا ملكنا يومين، ولا شهراً إلا ملكنا شهرين، ولا سنةً إلا ملكنا سنتين، وإنّا لنأكل في سلطانكم، ونشرب ونلبس وننكح ونركب، وأنتم لا تأكلون في سلطاننا ولا تشربون ولا تنكحون).

      فقال له رجل: فكيف يكون ذلك يا أبا محمّد؟ وأنتم أجود الناس وأرأفهم وارحمهم، تأمنون في سلطان القوم، ولا يأمنون في سلطانكم؟

      فقال: لأنّهم عادونا بكيد الشّيطان، وكيد الشّيطان ضعيف، وعاديناهم بكيد الله، وكيد الله شديد.

      ران على قلوبهم

      لقي الإمام الحسن (عليه السلام) حبيب بن سلمة الفهريّ في الطّواف – وكان من أتباع معاوية – فقال له الإمام: يا حبيب! ربّ مسيرٍ لك في غيرطاعة الله، فقال حبيب مستهزئاً به: أمّا مسيري من أبيك فليس من ذلك، فقال له الإمام: بلى والله، ولكنّك أطعت معاوية على دنيا قليلةٍ زائلة، فلئن قام بك في دنياك (فـ) لقد قعد بك في آخرتك، ولو كنت إذ فعلت قلت خيراً، كان ذلك كما قال الله تعالى: (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيّئاً) .

      ولكنّك، كما قال الله سبحانه: (كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون.

      ابليس شارك أباك


      كتاب الشيرازي: روى سفيان الثوري، عن واصل، عن الحسن
      عن ابن عبّاسٍ في قوله تعالى: (وشاركهم في الأموالٍ والأوّلاد) أنّه جلس الحسن بن عليّ، ويزيد بن معاوية بن أبي سفيان يأكلان الرّطب، فقال يزيد: يا حسن! اني مذكنت أبغضك، قال الحسن:

      اعلم يا يزيد! أنّ إبليس شارك أباك في جماعة، فاختلط الماءان فأورثك ذلك عداوتي، لأنّ الله تعالى يقول: (وشاركهم في الأموال والأولاد)، وشارك الشيطان حرباً عند جماعة، فولد له صخر، فلذلك كان يبغض جدّي رسول الله.

      بل اراد الغدر


      عيون الاخبار لابن قتيبة ج/1-ص/ 196.
      قال معاوية ذات يوم: لا ينبغي ان يكون الهاشميّ غير جواد، ولا الأمويّ غير حليم، ولا الزّبيريّ غير شجاع، ولا المخزوميّ غير تيّاه. ونقل كلامه إلى الإمام الحسن (عليه السلام) فقال: -

      قاتله الله! أراد ان يجود بنو هاشمٍ فينفذ ما بأيديهم، ويحلم بنو أمية فيتحبّبوا إلى النّاس، ويتشجّع إلى الزبير فيفنوا، ويتيه بنو مخزومٍ فيبغضهم النّاس.

      الشاتم علياً


      أعيان الشيعة ج 4- ق 1- ص 28 قاله (عليه السلام) لمعاوية بن خديج عندما رآه خارجاً من دار عمرو بن حريث.
      انت الشاتم علياً عند آكلة الأكباد؟ أما والله لئن وردت الحوض ولا ترده، لترينّه مشمّراً عن ساقيه، حاسراً عن ذراعيه، يذود عنه المنافقين.

      انا ابن النبي


      المناقب لابن شهر آشوب ج 4 – ص 12 عن المنهال بن عمرو: ان معاوية سأل الحسن (عليه السلام) أن يصعد المنبر وينتسب، فصعد فحمد الله واثنى عليه، ثم قال:..
      ايها النّاس! من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فسأبيّن له نفسي، بلدي مكّة ومنى، وانا ابن المروة والصّفا، وانا ابن النّبيّ المصطفى، وانا ابن من علا الجبال الروّاسي، وأنا ابن من كسا محاسن وجهه الحّياء، أنا ابن فاطمة سيّدة النّساء، انا ابن قليلات العيوب نقيّات الجيوب.

      واذّن المؤذّن فقال: اشهد أن لا إله إلا الله، اشهد أنّ محمداً رسول الله، فقال لمعاوية:

      محمد أبي أم أبوك؟ فان قلت ليس بأبي فقد كفرت، وإن قلت نعم فقد أقررت، ثم قال:

      أصبحت قريش تفتخر على العرب بأن محمّداً منها، وأصبحت العرب تفتخر على العجم بأنّ محمداً منها، وأصبحت العجم تعرف حقّ العرب بأنّ محمّداً منها، يطلبون حقّنا، ولا يردّون إلينا حقّنا.

      ولكلام الخليفة الأول لأمير المؤمنين روحي فداهم بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد

      تعليق


      • #33
        لا تهرق محجمة دم


        ناسخ التواريخ، ولما دنت الوفاة من الإمام الحسن استدعى أخاه الحسين فقال له: (اكتب يا أخي) واملى عليه هذه الوصية:
        هذا ما أوصى به الحسن بن عليّ إلى أخيه الحسين بن علي، أوصى أنه: يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّه يعبده حقّ عبادته، لاشريك له في الملك، ولا وليّ له من الذلّ، وأنه خلق كلّ شيء، فقدّره تقديراً، وأنه أولى من عبد، وأحقّ من حمد، من أطاعه رشد، ومن عصاه غوى، ومن تاب اليه اهتدى، فإني أوصيك ياحسين بمن خلّفت من أهلي وولدي وأهل بيتك: أن تصفح عن سيئهم، وتقبل من محسنهم وتكون لهم خلفاً ووالداً.
        وأن تدفنّي مع رسول الله فإني أحقّ به، وببيته ممّن أدخل بيته بغير إذنه، ولا كتاب جاءهم من بعده، قال الله فيما أنزله على نبيّه في كتابه (يا أيّها الّذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النّبيّ إلا أن يؤذن لكم) فوالله ما أذن لهم في الدخول عليه في حياته بغير إذنه، ولا جاءهم الإذن في ذلك من بعد وفاته، ونحن مأذون لنا في التصرّف فيما ورثناه من بعده، فإن أبت عليك الامرأة، فأنشدك بالله وبالقرابة التي قرّب الله عزّ وجلّ منك، والرحم الماسّة من رسول الله: أن لا تهريق في محجمةٍ من دم، حتّى نلقى رسول الله، فنختصم اليه، ونخبره بما كان من الناس إلينا من بعده.

        اصرفني إلى أمي

        اختلفت كتب التاريخ والحديث في نص وصية الإمام الحسن اختلافاً في النص مع اتفاقها على الهدف، فأثبتنا هذه النصوص الثلاثة، لاحتمال ان يكون الإمام قد كرر وصيته بالفاظ مختلفة، للتأكيد على منع اراقة الدماء حول جثمانه.
        يا أخي! إني أوصيك بوصيةٍ فاحفظها، فاذا أنا متّ فهيّئني، ثم وجّهني إلى رسول الله، لأجدّد به عهداً ثم اصرفني إلى أمّي فاطمة، ثمّ ردّني، فادفنّي بالبقيع، واعلم: أنه سيصبني من الحمراء ما يعلم النّاس صنيعها، وعداوتها لله ولرسوله، وعداوتها لنا أهل البيت.
        يا أخي! إنّ هذه آخر ثلاث مرّاتٍ سقيت فيها السمّ، ولم أسقه مثل مرّتي هذه، وأنا ميّت من يومي، فإذا أنا متّ فادفنّي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، فما أحد أولى بقربه مني، إلا أن تمنع من ذلك فلا تسفك فيه محجمة دم.
        يا أخي! إذا انا متّ، فغسّلني وحنّطني وكفّنّي، واحملني إلى جدّي صلى الله عليه وآله، حتّى تلحدني إلى جانبه، فان منعت من ذلك، فبحقّ جدّك رسول الله، وأبيك امير المؤمنين، وامّك فاطمة الزّهراء: ان لا تخاصم أحداً، واردد جنازتي من فورك إلى البقيع، حتى تدفنّي مع أمّي

        الحسين إمامك بعدي


        (ا): - أعلام الورى
        (ب) الكافي ج 1 – ص 301 – 302 مع اختلاف يسير في النص:

        لمّا حضرت الحسن الوفاة قال: (يا قنبر: انظر هل ترى وراء بابك مؤمناً من غير آل محمّد)، فقال: (الله ورسوله وابن رسوله أعلم)، قال: (امض فادع لي محمّد بن عليّ)، قال: فأتيته، فلما دخلت عليه قال: (هل حدث إلاّ خير؟) قلت: (أجب أبا محمّد)، فعجّل عن شسع نعله فلم يسوّه، فخرج معي يعدو.

        فلمّا قام بين يديه سلّم، فقال له الحسن: (اجلس فليس يغيب مثلك عن سماع كلامٍ يحيا به الأموات، ويموت به الأحياء، كونوا أوعية العلم ومصابيح الدّجى، فإن ضوء النهار بعضه اضوأ من بعض، أما علمت أن الله عزّ وجلّ جعل ولد ابراهيم أئمةً وفضّل بعضهم على بعض، وآتى داود زبوراً، وقد علمت بما استأثر الله محمداً صلى الله عليه وآله.
        يا محمد بن عليّ! إنّي لا أخاف عليك الحسد، وإنما وصف الله تعالى به الكافرين فقال: (كفّاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبيّن لهم الحقّ) ولم يجعل الله للشيطان عليك سلطاناً.
        يا محمّد بن عليّ، ألا أخبرك بما سمعت من أبيك (عليه السلام) فيك؟ قال: بلى.
        قال: سمعت أباك يقول يوم البصرة: من أحبّ أن يبرّني في الدنيا والآخرة قليبرّ محمداً.
        يا محمد بن عليّ! لو شئت أن أخبرك وأنت نطفة في ظهر أبيك لأخبرتك.
        يا محمد بن عليّ! أما علمت: أن الحسين بن عليٍّ بعد وفاة نفسي ومفارقة روحي جسمي، إمام من بعدي، وعند الله في الكتاب الماضي، وراثة النبيّ أصابها في وراثة أبيه وأمه، علم الله أنّكم خير خلقه، فاصطفى منكم محمّداً واختار محمد عليّاً، واختارني عليّ للإمامة، واخترت أنا الحسين.
        فقال له محمد بن علي: أنت إمامي (وسيدي) ، وأنت وسيلتي إلى محمّد، والله لوددت أنّ نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا الكلام. ألا وإن في رأسي كلاماً لا تنزفه الدّلاء، ولا تغيّره بعد الريّاح كالكتاب المعجم، في الرقّ المنمنم، أهمّ بابدائه فأجدني سبقت إليه سبق الكتاب المنزل، وما جاءت به الرّسل، وانه لكلام يكلّ به لسان الناطق، ويد الكاتب ولا يبلغ فضلك، وكذلك يجزي الله المحسنين ولا قوة إلا بالله، الحسين أعلمنا علماً، وأثقلناحلماً، أقربنا من رسول الله رحما، كان إماماً قبل أن يخلق، وقرأ الوحي قبل أن ينطق، ولو علم الله أنّ أحداً خير منّا ما اصطفى محمّداً صلى الله عليه وآله، فلمّا اختار محمّداً واختار محمّد عليّاً إماماً، واختارك عليّ بعده، واخترت الحسين بعدك، سلّمنا ورضينا بمن هو الرّضا، وبمن نسلم به من المشكلات.

        الحسين خليفة بعدي

        معالي السبطين ص 47.
        أوصيك يا أخي باهلي وولدي خيراً، واتبع ما أوصى به جدّك وابوك وامّك عليهم أفضل الصلوات والسّلام.
        يا أخاه لا تحزن عليّ فإن مصابك اعظم من مصيبتي ورزءك اعظم من رزئي. فإنّك تقتل – يا ابا عبد الله الحسين – بشطّ الفرات بأرض كربلا عطشاناً لهيفاً وحيداً فريداً مذبوحاً يعلو صدرك أشقى الأمّة، ويحمحم فرسك ويقول في تحمحمه: الظليمة الظليمة من امّةٍ قتلت ابن بنت نبيّها، وتسبى حريمك وييتّم اطفالك، ويسيّرون حريمك على الأقتاب بغير وطاءٍ ولا فراش، ويحمل رأسك يا أخي على رأس القنا، بعد أن تقتل ويقتل انصارك، فياليتني كنت عندك أذبّ عنك كما يذبّ عنك أنصارك بقتل الأعداء، ولكنّ هذا الأمر يكون وانت وحيد لا ناصر لك منا، ولكن لكلّ أجلٍ كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب، فعليك يا أخي بالصبر على البلاء حتّى تلحق بنا، ثم التفت إلى الحاضرين فقال: -
        ايها الحاضرون، اسمعوا وانصتوا ما اقول لكم الآن، هذا الحسين أخي إمام بعدي فلا إمام غيره، ألا فليبلّغ الحاضر الغائب، والوالد الولد، والحرّ والعبد والذكر والانثى، وهو خليفتي عليكم لا أحد يخالفه منكم، فمن خالفه كفر وأدخله الله النّار وبئس القرار، ونحن ريحانتا رسول الله وسيّدا شباب الله الجنّة، فلعن الله من يتقدّم أو يقدّم علينا أحداً فيعذبه الله عذاباً أليما، وإنّي ناصّ عليه كما نصّ رسول الله صلى الله عليه وآله على امير المؤمنين (عليه السلام)، وكما نصّ أبي عليّ، وهو الخليفة بعدي من الله ومن رسوله.
        حفظكم الله، أستودعكم الله، الله خليفتي عليكم وكفى به خليفة، وإنّي منصرف عنكم ولا حق بجدّي وابي وأمي وأعمامي ثم قال:
        عليكم السلام يا ملائكة ربّي ورحمة الله وبركاته.

        لا تترك الجهاد


        كتب الإمام الحسن عوذة لنجله (قاسم) وشدها في عضده ثم قال له: (اذا أصابك ألم وهم، فعليك بحل العوذة وقراءتها، فافهم معناها واعمل بكل ما تراه مكتوباً فيها) وحل القاسم بن الحسن العوذة يوم عاشوراء فاذا فيها:
        يا ولدي يا قاسم! أوصيك: أنك إذا رايت عمّك الحسين في كربلاء وقد أحاطت به الأعداء، فلا تترك البراز والجهاد، لأعداء الله وأعداء رسوله، ولا تبخل عليه بروحك، وكلّما نهاك عن البراز، عاوده ليأذن لك في البراز، لتحظى في السعادة الأبديّة.

        ولكلام الحسن المجتبى روحي فداه بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

        تعليق


        • #34
          دعاء على باب المسجد


          أ – جلاء العيون: السيد عبد الله شبّر – ص 321.
          ب – البحار – محمد باقر المجلسي ج 43 – ص 339.
          كان (عليه السلام) إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه وقال: إلهي ضيفك ببابك، يا محسن قد أتاك المسيء، فتجازو عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك ياكريم.

          دعاء للقنوط


          مهج الدعوات: السيد علي بن طاووس، ص 47.
          يا من بسلطانه ينتصر المظلوم، وبعونه يعتصم المكلوم، سبقت مشيّتك، وتمّت كلمتك، وأنت على كلّ شيءٍ قدير، وبما تمضيه خبير، يا حاضر كلّ غيبٍ، وعالم كلّ سرٍّ وملجأ كلّ مضطرٍّ ضلّت فيك الفهوم، وتقطّعت دونك العلوم. أنت الله الحيّ القيوم، الدائم الديموم، قد ترى ما أنت به عليم، وفيه حكيم، وعنه حليم، وأنت بالتّناصر على كشفه والعون على كفّه غير ضائق، وإليك مرجع كلّ أمرٍ كما عن مشيّتك مصدره، وقد أبنت عن عقود كل قومٍ وأخفيت سرائر آخرين، وأمضيت ما قضيت، وأخّرت مالا فوت عليك فيه، وحملت ما تحمّلت في غيبك، ليهلك من هلك عن بيّنةٍ ويحيا من حيي عن بيّنةٍ، وإنّك أنت السّميع العليم، الأحد البصير، وأنت الله المستعان وعليك التّوكّل، وأنت وليّ من تولّيت، لك الأمر كلّه، تشهد الإنفعال، وتعلم الإختلال، وترى تخاذل أهل الخبال، وجنوحهم إلى ما جنحوا إليه من عاجلٍ فانٍ، وحطامٍ عقباه حميم آنٍ، وقعود من قعد، وارتداد من ارتد، وخلوّي من النصّار، وانفرادي عن الظهّار، وبك أعتصم وبحبلك أستمسك وعليك أتوكّل، اللّهمّ فقد تعلم أني ما ذخرت جهدي ولا منعت وجدي حتى انفلّ حدّي، وبقيت وحدي فاتّبعت طريق من تقدّمني في كفّ العادية وتسكين الطّاغية عن دماء أهل المشايعة، وحرست ما حرسه أوليائي من أمر آخرتي ودنياي فكنت ككظمهم أكظم وبنظامهم أنتظم ولطريقتهم أتسنّم وبميسمهم أتّسم، حتى يأتي نصرك وأنت ناصر الحقّ وعونه وإن بعد المدى عن المرتاد ونأى الوقت عن افناء الأضداد، اللّهمّ صلّ على محمّدٍ وآله وامزجهم مع النصّاب في سرمد العذاب، واعم عن الرشد أبصارهم وسكّعهم في غمرات لذّاتهم حتى تأخذهم بغتةً وهم غافلون، وسحرةً وهم نائمون، بالحقّ الذي تظهره، واليد التي تبطش بها، والعلم الذي تبديه، إنّك كريم عليم.

          دعاء للإستسقاء


          من لا يحضره الفقيه: محمد بن علي الصدوق ص 140.
          اللّهمّ هيّج لنا السّحاب بفتح الأبواب بماءٍ عباب، وربابٍ بانصبابٍ وانسكابٍ يا وهّاب، واسقنا مطبقةً مغدقةً مونقةً، فتّح اغلاقها وسهّل اطلاقها وعجّل سياقها بالأندية والأودية يا وهّاب بصوب الماء يا فعّال، إسقنا مطراً قطراً طلاً مطلاً طبقاً عاماً معمارهما بهما رحيماً رشاً مرشاً، واسعاً كافياً عاجلاً طيباً مباركاً، سلاطح بلاطح يناطح الأباطح، مغدودقاً مطبوبقاً مغرورقاً، واسق سهلنا وجبلنا وبدونا وحضرنا حتى ترخص به أسعارنا وتبارك به في ضياعنا ومدننا، أرنا الرزق موجوداً والغلاء مفقوداً، آمين يا ربّ العالمين.

          دعاء للدخول على ظالم


          المصدر السابق ص 143: وقد دعى به عندما أتى معاوية بن أبي سفيان:
          بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله العظيم الأكبر، اللّهمّ سبحانك يا قيّوم، سبحان الحيّ الذي لا يموت، أسألك كما أمسكت عن دانيال أفواه الأسد وهو في الجبّ أن تمسك عني أمر هذا الرّجل وكلّ عدو لي في مشارق الأرض ومغاربها من الإنس والجنّ، خذ بآذانهم وأسماعهم وأبصارهم وقلوبهم وجوارحهم واكفني كيدهم بحولٍ منك وقوّةٍ، وكن لي جاراً منهم ومن كلّ شيطانٍ مريدٍ لا يؤمن بيوم الحساب، إنّ وليي الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولى الصالحين، فإن تولّوا فقل حسبي الله لا إله إلاّ هو عليه توكّلت وهو ربّ العرش العظيم.

          دعاء للدخول على كافرٍ


          البحار – محمد باقر المجلسي – ج 10 – ص 132 الطبعة الحديثة، وقد دعا به لما دخل على ملك الروم.
          الحمد لله الذي لم يجعلني يهودياً ولا نصرانياً ولا مجوسياً ولا عابد الشّمس والقمر ولا الصّنم والبقر، وجعلني حنيفاً مسلماً ولم يجعلني من المشركين، تبارك الله ربّ العرش العظيم، والحمد لله ربّ العالمين.

          دعاء للدخول على الأشرار


          أ – الاحتجاج للطبرسي – ص 146
          ب – شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج 2 – ص 164، دعا به لما دخل علي معاوية وعنده جماعة من أصحابه يريدون تنقيصه.
          لمّا دخل على معاوية وعنده جماعة من أصحابه ارادوا نقصه قال: اللّهمّ إني أعوذ بك من شرورهم وأدرأ بك في نحورهم وأستعين بك عليهم فاكفنهم كيف شئت وأنّى شئت بحوّلٍ منك وقوّةٍ يا أرحم الراحمين.

          دعاء للتّخلّص من ظالمٍ

          جلاء العيون: السيد عبد الله شبّر، ج 1، ص 332.
          استغاث الناس من زياد إلى الحسن (عليه السلام) فرفع يده وقال:

          اللّهمّ خذلنا ولشيعتنا من زياد بن أبيه، وأرنا فيه نكالاً عاجلاً إنّك على كلّ شيءٍ قدير.

          فخرج خرّاج في إبهام يمينه يقال له السّلعة وورم إلى عنقه فمات.

          إحتجاب من المتربّصين


          مهج الدعوات: السيد علي بن طاووس، صفحة 297.
          اللّهمّ يا من جعل بين البحرين حاجزاً وبرزخاً وحجراً محجوراً ياذا القوّة والسّلطان، يا عليّ المكان، كيف أخاف وأنت أملي وكيف أضام وعليك متّكلي، فغطّني من أعدائك بسترك وأظهرني على أعدائي بأمرك، وأيدني بنصرك، إليك ألجأ ونحوك الملتجأ فاجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً يا كافي أهل الحرم من أصحاب الفيل والمرسل عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارةٍ من سجّيل إرم من عاداني بالتّنكيل، اللّهمّ إني أسألك الشّفاء من كلّ داء، والنّصر على الأعداء والتّوفيق لما تحبّ وترضى يا إله من في السّماء والأرض وما بينهما وما تحت الثرى، بك أستشفي وبك أستعفي وعليك أتوكّل، فسيكفيكهم الله وهو السّميع العليم.

          ولرحاب أول السبطين روحي فداه بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

          تعليق


          • #35
            من حكم الإمام الحسن (ع)


            ابن آدم! إنّك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمّك، فخذ ممّا في يديك لما بين يديك، فإنّ المؤمن يتزوّد، وإنّ الكافر يتمتّع، (وتزوّدوا فإنّ خير الزاد التّقوى) .

            أسلم القلوب ما طهر من الشّبهات.

            أسمع الأسماع ما وعى التذكير وانتفع به.

            اجعل ما طلبت من الدنيا فلم تظفر به بمنزلة ما لم يخطر ببالك.

            إذا أضرّت النّوافل بالفريضة فاتركوها.

            أشدّ من المصيبة سوء الخلق.

            أنا الخلف من رسول الله، وأبي أمير المؤمنين الخليفة.

            إن لم تطعك نفسك فيما تحملها عليه ممّا تكره، فلا تطعها فيما تحملك عليه ممّا تهوى.

            إنّ أبصر الأبصار ما نفذ في الخير مذهبه.

            إنّ خير ما بذلت من مالك ما وقيت به عرضك، وإن من ابتغاء الخير اتقاء الشرّ.

            إنّ مروّة القناعة والرّضا أكبر من مروّة الإعطاء، وتمام الصنيعة خير من ابتدائها.

            إنّ المسألة لا تصلح إلاّ في غرمٍ فادحٍ، أو فقرٍ مدقعٍ أو حمالةٍ مفظعة.

            إنّ من طلب العبادة تزكّى لها.

            أوسع ما يكون الكريم بالمغفرة، إذا ضاقت بالمذنب المعذرة.

            أوصيكم بتقوى الله، وإدامة التفكّر، فإنّ التفكّر أبو كلّ خيرٍ وأمّه.

            البخل جامع للمساوىء والعيوب، وقاطع للمودّات من القلوب.

            بالعقل تدرك الدّران جميعاً، ومن حرم العقل خسرهما جميعاً.

            بينكم وبين الموعظة حجاب العزّة.

            تجهل النّعم ما أقامت، فاذا ولّت عرفت.

            ترك الزّنا، وكنس الفناء، وغسل الإناء، مجلبة للغناء.

            حقّ على كلّ من وقف بين يدي ربّ العرش: أن يصفرّ لونه وترتعد مفاصله.

            الخير الذي لا شرّ فيه: الشكر مع النّعمة، والصبر على النّازلة.

            رأس العقل: معاشرة الناس بالجميل.

            العار أهون من النّار.

            الغدر لا خير فيه.

            الفرصة سريعة الفوت، بطيئة العود.

            فضح الموت الدنيا.

            فوت الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها، والعبادة انتظار الفرج.

            القريب من قربته المودّة وان بعد نسبه، والبعيد من باعدته المودّة وان قرب نسبه، فلا شيء أقرب من يدٍ إلى جسد، وانّ اليد تغلّ فتقطع وتحسم.

            قطع العلم عذر المتعلمين.

            الكثير في ذات الله قليل.

            كفاك من لسانك ما أوضح لك سبيل رشدك من غيّك.

            كلّ معاجل يسأل النّظرة، وكل مؤاجلٍ يتعلّل بالتّسويف.

            كن في الدّنيا ببدنك، وفي الآخرة بقلبك.

            لا أدب لمن لا عقل له.

            لا تأت رجلاً إلاّ أن ترجو نواله، أو تخاف بأسه، أو تستفيد من علمه، أو ترجو بركته ودعاء، أو تصل رحماً بينك وبينه.

            لا تؤاخ أحداً حتى تعرف موارده ومصادره، فإذا استنبطت الخبرة، ورضيت العشرة، فآخه على إقالة العثرة، والمواساة في العسرة.

            لا تعاجل الذّنب بالعقوبة، واجعل بينهما للاعتذار طريقاً.

            لا حياة لمن لا دين له.

            لا مروّة لمن لا همّة له.

            لا يغشّ العاقل من استنصحه.

            اللّؤم أن لا تشكر النّعمة.


            لقضاء حاجة أخٍ لي في الله أحبّ إليّ من اعتكاف شهر.

            ما أعرف أحداً إلا وهو أحمق فيما بينه وبين ربّه.

            ما تشاور قوم إلا هدوا إلى رشدهم.

            المزاح يأكل الهيبة، وقد أكثر من الهيبة الصامت.

            المسؤول حرّ حتى يعد، ومسترقّ حتى ينجز.

            المصائب مفاتيح الأجر.

            المعروف مالم يتقدّمه مطل ولا يتبعه منّ، والإعطاء قبل السؤال من أكبر السّؤدد.

            البداية والنهاية لابن كثير ج 8 – ص 39، قيل للحسن بن علي: إن ابا ذركان يقول: الفقر أحب إلي من الغنى، والسقم أحب إلى من الصحة فقال: رحم الله أباذر، أما أنا فأقول:
            من اتكل على حسن الاختيار من الله له، لم يتمنّ أنّه في غير الحال التي اختارها الله له.

            من تذكّر بعد السفر اعتدّ.

            من عرف الله أحبّه، ومن عرف الدنيا زهد فيها. والمؤمن لا يلهو حتّى يغفل، وإذا تفكّر حزن.

            من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره.

            من عدّد نعمةً محق كرمه.

            من قلّ ذلّ. وخير الغنى القنوع. وشرّ الفقر الخضوع.

            الوعد مرض في الجود، والإنجاز دواؤه.

            الوحشة من الناس على قدر الفطنة بهم.

            هو (: الصمت) ستر العمى، وزين العرض، وفاعله في راحة، وجليسه آمن.

            يتولّد من احتمال الأذدى، البلوغ إلى الغايات.

            اليقين معاذ السّلامة.

            ولسيدي ومولاي الحسن روحي فداه بقية من بلاغته رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

            تعليق


            • #36
              من بعض أشعار الإمام الحسن روحي فداه

              قدم لنفسك

              تاريخ ابن عساكر ج 4- ص 219. كتب هذين البيتين على فص خاتمه.
              قدّم لنفسك ما استعطت من التّقى *** إنّ المنية نازل بك يا فتى

              أصبحت ذا فرحٍ كأنك لا ترى *** أحباب قلبك في المقابر والبلى

              حان الرحيل

              قل للمقيم بغير دار إقامةٍ *** حان الرحيل فودّع الأحبابا

              انّ الذين لقيتهم وصحبتهم *** صاروا جميعاً في القبور ترابا

              الدنيا

              ذري كدر الدنيا فإنّ صفاءها *** تولّى بأيام السرور الذّواهب

              وكيف يعزّ الدهر من كان بينه *** وبين الليالي محكمات التجارب

              الحق أبلج

              ألحقّ أبلج ما يخيل سبيله *** والحقّ يعرفه ذوو والألباب

              فمهلاً

              دخل الإمام يوماً على معاوية – وكان عنده عمرو بن العاص، فقال: - (قد جاءكم الفهه العيي، الذي كان بين لحييه عقله) فالتفت الإمام إلى معاوية قائلاً (يا معاوية! لايزال عندك عبداً راتعاً في لحوم الناس، أما والله لو شئت ليكونن بيننا ما تتفاقم فيه الامور، وتحرج منه الصدور).

              أتأمر يامعاوى عبد سهمٍ *** بشتمي والملا منّا شهود

              اذا أخذت مجالسها قريش *** فقد علمت قريش ما تريد

              أأنت تظلّ تشتمني سفاها *** لضغنٍ ما يزول وما يبيد

              فهل لك من أبٍ كأبي تسامى *** به من تسامى أو تكيد؟

              ولا جدّ كجدّي يا بن حربٍ *** رسول الله ان ذكر الجدود

              ولا أمّ كأمي من قريشٍ *** اذا ما حصل الحسب التليد

              فما مثلي تهكم يابن حربٍ *** ولا مثلي ينهنهه الوعيد

              فمهلاً لا تهج منّا أموراً *** يشيب لهو لها الطفل الوليد

              عزمت تصبراً

              لئن ساءني دهر عزمت تصبّراً *** وكلّ بلاءٍ لا يدوم يسير

              وان سرّني لم أبتهج بسروره *** وكل سرورٍ لا يدوم حقير

              فيم الكلام

              مناقب ابن شهر اشوب: تفاخرت قريش والحسن بن علي عليهما السلام حاضر لا ينطق، فقال معاوية: يا أبا محمد مالك لا تنطق؟ فوالله ما انت بمشوب الحسب، ولا بكليل اللسان. قال الحسن (عليه السلام): ما ذكروا فضيلة الا ولي محضها ولبابها، ثم قال:
              فيم الكلام؟ وقد سبقت مبرّزا *** سبق الجواد من المدى المتنفس[8]

              ***

              والصلح تأخذ منه ما رضيت به *** والحرب يكفيك من انفاسها جرع

              ظل زائل

              يا أهل لذات دنياً لا بقاء لها *** ان المقام بظلٍّ زائلٍ حمق

              عاجلتنا

              روي أن أعرابياً جاء إلى الحسن (عليه السلام) و هو يشكو ويقول:

              لم يبق لي شيء يباع بدرهمٍ *** يكفيك شاهد منظري عن مخبري

              إلا بقاياماء وجه صنته *** عن أن يباع وقد وجدتك مشتري

              فأعطاه الحسن (عليه السلام) اثني عشر ألف درهم، وقال:

              عاجلتنا فاتاك وابل برّنا *** طلاّ ولو أمهلتنا لم نقصر

              فخذ القليل وكن كأنّك لم تبع *** ما صنته وكأنّنا لم نشتر

              حين يسأل

              إذا ما أتاني سائل قلت مرحباً *** بمن فضله فرض عليّ معجل

              ومن فضله فضل على كلّ فاضلٍ *** وأفضل أيام الفتى حين يسأل

              السخي والبخيل

              خلقت الخلائق من قدرةٍ *** فمنهم سخيّ ومنهم بخيل

              فأمّا السخيّ ففي راحةٍ *** وأما البخيل فحزن طويل

              لو علم البحر

              اعيان الشيعة ج 4 – ص 89 – 90 جاءه اعرابي، فقال الإمام: اعطوه ما في الخزانة، فوجد فيها عشرون الف دينار، فدفعها إلى الاعرابي، فقال الاعرابي: يا مولاي ألا تركتني ابوح بحاجتي وانشر مدحتي؟ فأنشأ الحسن (عليه السلام):..
              نحن أناس نوالنا خضل *** يرتع فيه الرجاء والأمل

              تجود قبل السؤال أنفسنا *** خوفاً على ماء وجه من يسل

              لو علم البحر فضل نائلنا *** لغاض من بعد فيضه خجل

              أسرعت فيّ المنايا

              ومارست هذا الدهر خمسين حجةً *** وخسماً أرجّي قائلاً بعد قائل

              فما أنا في الدنيا بلغت جسيمها *** ولا في الذي أهوى كدحت بطائل

              وقد أسرعت فيّ المنايا أكفّها *** وأيقنت أني رهن موتٍ معاجل

              عندي شفاء الجهل

              ما غبيّاً سألت وابن غبيٍّ *** بل فقيهاً إذن وأنت الجهول

              فإن تك قد جهلت فإن عندي *** شفاء الجهل ما سأل السؤول

              وبحراً لا تقسمه الدوالي *** تراثاً كان أورثه الرسول

              نسود أعلاها

              نسود أعلاها وتأبى أصولها *** فليت الذي يسودّ منها هو الأصل

              السخاء فريضة

              ان السخاء على العباد فريضة *** لله يقرأ في كتابٍ محكم

              وعد العباد الاسخياء جنانه *** وأعدّ للبخلاء نار جهنّم

              من كان لا تندى يداه بنائلٍ *** للراغبين فليس ذاك بمسلم

              حياء

              أجامل أقواماً حياء ولا أرى *** قلوبهم تغلي عليّ مراضها

              كسرة وكفن

              لكسرة من خسيس الخبز تشبعني *** وشربة من قراحٍ الماء تكفيني

              وطرة من دقيق الثوب تسترني *** حياً وان متّ تكفيني لتكفيني

              فراق دار

              ولا عن قلىّ فارقت دار معاشري *** هم المانعون حوزتي وذماري

              قال العيون

              قال العيون وما أرد *** ن من البكاء على عليّ

              وتقبلنّ من الخليّ *** فليس قلبك بالخليّ

              ومع سيدي ومولاي الإمام الحسن نتابع رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

              تعليق


              • #37
                ما خفي عليك شيء

                البحار – ج 43 – ص 333: حدث أبو يعقوب يوسف بن الجراح، عن رجاله، عن حذيفة بن اليمان:
                قال حذيقة بن اليمان: بينما كان رسول الله صلّى الله عليه وآله في جماعةٍ من أصحابه، إذ اقبل اليه الحسن، فأخذ النبيّ في مدحه، فما قطع رسول الله صلّى الله عليه وآله كلامه، حتّى اقبل إلينا أعرابيّ يجرّ هراوةً له، فلما نظر رسول الله صلّى الله عليه وآله اليه قال:

                (قد جاءكم رجل يكلمكم بكلامٍ غليظ، تقشعرّ منه جلودكم، وإنّه يسألكم من أمور، إنّ لكلامه جفوة).

                فجاء الأعرابيّ فلم يسلّم وقال: أيّكم محمّد؟.

                قلنا: ما تريد؟.

                قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: (مهلاً).

                فقال: يا محمّد لقد كنت أبغضك ولم أرك، والآن فقد ازددت لك بغضاً.

                فتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وآله، وغضبنا لذلك، وأردنا بالأعرابيّ إرادة، فأومأ إلينا رسول الله أن: (اسكتوا).

                فقال الأعرابيّ: يا محمّد: إنّك تزعم: أنك نبيّ، وأنّك قد كذبت على الأنبياء، وما معك من برهانك شيء.

                قال له: (وما يدريك؟).

                قال: فخبّرني ببرهانك.

                قال: (إن أحببت أخبرك عضو من أعضائي، فيكون ذلك أو كد لبرهاني).

                قال: أو يتكلّم العضو؟

                قال: (نعم، يا حسن قم!).

                فازدرى الأعرابيّ نفسه وقال: هو ما يأتي، ويقيم صبيّاً ليكلّمني.

                قال: (إنك ستجده عالماً بما تريد).

                فابتدره الحسن (عليه السلام) وقال: مهلاً يا أعرابيّ.

                ما غبيّاً سألت وابن غبيّ *** بل فقيهاً إذن وأنت الجهول
                فإن تك قد جهلت فإن عندي *** شفاء الجهل ما سأل السّؤول
                وبحراً لا تقسمه الدّوالي *** تراثاً كان أورثه الرسول

                لقد بسطت لسانك، وعدوت طورك، وخادعت نفسك، غير أنك لا تبرح حتّى تؤمن إن شاء الله.

                فتبسّم الأعرابيّ وقال: هيه!

                فقال له الحسن (عليه السلام): نعم، اجتمعتم في نادي قومك، وتذاكرتم ما جرى بينكم، على جهلٍ وخرقٍ منكم، فزعمتم: أنّ محمداً صنبور( قال الجزري فيه: أن قريشاً كانوا يقولون ان محمداً صنبور: أي ابتر لا عقب له. )
                والعرب قاطبةً تبغضه، ولا طالب له بثأره، وزعمت: انّك قاتله، وكان في قومك مؤنته، فحملت نفسك على ذلك، وقد أخذت قناتك بيدك تؤمّه تريد قتله، فعسر عليك مسلكك، وعمي عليك بصرك وأبيت إلاّ ذلك، فأتيتنا خوفاً من أن يشتهر، وإنّك إنما جئت بخيرٍ يراد بك.

                أنبئك عن سفرك: خرجت في ليلةٍ ضحياء، إذ عصفت ريح شديدة، اشتدّ منها ظلماؤها وأطلّت سماؤها، وأعصر سحابها، فبقيت محرنجماً كالأشقر، إن تقدّم نحر، وان تأخّر عقر لا تسمع لواطيءٍ حسّاً ولا لنافخ نارٍ جرساً، تراكمت عليك غيومها، وتوارت عنك نجومها، فلا تهتدي بنجمٍ طالع، ولا بعلمٍ لامع، تقطع محجّة، وتهبط لجّة، في ديمومةٍ قفر، بعيدة القعر، محجفةٍ بالسّفر، اذا علوت مصعداً ازددت بعداً، الريح تخطفك، والشوك تخبطك، في ريحٍ عاصف، وبرقٍ خاطف، قد أوحشتك آكامها، وقطعتك سلامها، فأبصرت فإذا أنت عندنا فقرّت عينك، وظهر دينك، وذهب انينك).

                قال: من أين قلت ياغلام هذا؟ كأنك كشفت عن سويداء قلبي، ولقد كنت كأنّك شاهدتني، وما خفي عليك شيء من أمري، وكأنّه علم الغيب. (فـ) قال له: ما الإسلام؟

                فقال الحسن (عليه السلام): الله أكبر، اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمداً عبده ورسوله.

                فأسلم وحسن إسلامه، وعلّمه رسول الله صلّى الله عليه وآله شيئاً من القرآن. فقال:

                يا رسول الله: أرجع إلى قومي فأعرّفهم ذلك؟ فأذن له، فانصرف ورجع ومعه جماعة من قومه، فدخلوا في الإسلام. فكان الناس إذا نظروا إلى الحسن (عليه السلام) قالوا: -

                لقد أعطي مالم يعط أحد من النّاس.

                الخضر يسأل

                علل الشرائع: محمد بن علي الصدوق عن أبيه عن سعيد بن عبدالله عن أحمد بن محمد، عن أبي خالد البرقي، عن أبي هاشم: داود بن القاسم الجعفري عن ابي جعفر الثاني (عليه السلام)، انه قال:
                أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) ومعه الحسن بن عليّ (عليه السلام)، وهو متّكىء على يد سلمان، فدخل المسجد الحرام فجلس، إذ اقبل رجل حسن الهيئة واللبّاس، فسلّم على أمير المؤمنين فردّ (عليه السلام) فجلس، ثم قال: يا أمير المؤمنين، أسألك عن ثلاث مسائل، إن أخبرتني بهنّ، علمت: أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضى عليهم: إنّهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم، وإن تكن الأخرى علمت: أنّك وهم شرع سواء.

                فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): (سلني عمّا بدا لك) قال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الحسن بن عليّ (عليه السلام) فقال: يا أبا محمّدٍ أجبه، فقال الحسن (عليه السلام):

                أمّا ما سألت عنه من أمر الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ فإنّ روحه معلقة بالرّيح، والرّيح معلّقة بالهواء إلى وقت ما يتحرّك صاحبها لليقظة، فإذا أذن الله عزّ وجلّ بردّ تلك الروح على صاحبها، جذبت الروح الريح وجذبت الريح الهواء فأسكنت الروح في بدن صاحبها وإذا لم يأذن الله بردّ تلك الروح على صاحبها، جذب الهواء الريح، وجذبت الريح الروح فلم تردّ على صاحبها إلى وقت ما يبعث.

                وأمّا ما سألت عنه من أمر الذّكر والنّسيان؟ فإنّ قلب الرجل في حقّ، وعلى الحقّ طبق، فان هو صلّى على النّبي صلاةً تامّة، انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحقّ، فذكر الرجل ما كان نسي.

                وأمّا ما ذكرت من أمر الرجل يشبه ولده أعمامه وأخواله، فإنّ الرجل إذا أتى أهله بقلبٍ ساكن وعروق هادئة، وبدنٍ غير مضطرب، استكنّت تلك النّطفة، في تلك الرّحم، فخرج الولد يشبه أباه وأمّه، وإن هو أتاها بقلبٍ غير ساكن، وعروقٍ غير هادئة، وبدنٍ مضطرب، اضطربت تلك النطفة في جوف تلك الرّحم، فوقعت على عرقٍ من العروق، فإن وقعت على عرقٍ من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه، وإن وقعت على عرقٍ من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله.

                فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلاّ الله، ولم أزل أشهد بذلك، واشهد أنّ محمّداً رسول الله ولم أزل اشهد بذلك، وأشهد أنّك وصيّ رسول الله والقايم بحجته بعده – وأشار إلى امير المؤمنين (عليه السلام) – ولم أزل اشهد بذلك، واشهد أنك وصيّه والقايم بحجته – واشار إلى الحسن – وأشهد أنّ الحسين وصيّ ابيه والقائم بحجّته بعدك، واشهد على عليّ بن الحسين: انه القايم بأمر الحسين بعده، واشهد على محمّد بن علي: أنه القايم بأمر عليّ بن الحسين، واشهد على جعفر بن محمّد: أنه القايم بأمر محمّد بن عليّ، واشهد علىموسى بن جعفر: أنه القايم بأمر جعفر بن محمد، وأشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر، واشهد على محمد بن عليّ: أنه القايم بأمر عليّ بن موسى، واشهد على عليّ ابن محمّد: أنه القائم بأمر محمّد بن علي، واشهد على الحسن بن علي: انه القايم بأمر عليّ بن محمدّ واشهد على رجلٍ من ولد الحسين لا يكنّى ولا يسمّى، حتى يظهر أمره، فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً، والسلام عليك يا امير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

                ثم قام فمضى فقال امير المؤمنين للحسن: يا أبا محمد، اتبعه فانظر أين يقصد، فخرج الحسن بن عليّ (عليه السلام) فقال: ماكان إلا أن وضع رجله خارج المسجد، فما دريت اين اخذ من ارض الله عزّ وجلّ، فرجعت إلى امير المؤمنين (عليه السلام) فأعلمته. فقال: يا ابا محمدٍ أتعرفه؟ قلت: الله ورسوله وامير المؤمنين أعلم، فقال: هو الخضر (عليه السلام).

                معك يا مولاي يا ابا محمد نتابع رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                تعليق


                • #38
                  ألغاز وحلول

                  تحف العقول.
                  بعث معاوية رجلاً متنكّراً يسأل امير المؤمنين (عليه السلام) عن مسائل سأله عنها ملك الرّوم، فلمّا دخل الكوفة وخاطب امير المؤمنين (عليه السلام) أنكره، فقرّره فاعترف له بالحال، فقال امير المؤمنين (عليه السلام): قاتل الله ابن آكلة الأكباد، ما اضلّه وأضلّ من معه! قاتله الله! لقد أعتق جاريةً ما أحسن أن يتزوّجها، حكم الله بيني وبين هذه الأمّة، قطعوا رحمي وصغّروا عظيم منزلي واضاعوا أيّامي.

                  عليّ بالحسن والحسين ومحمّد، فدعوا، فقال (عليه السلام): يا أخا أهل الشام هذان ابنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهذا ابني فاسأل أيّهم احببت، فقال الشاميّ: أسأل هذا، يعني الحسن (عليه السلام) ثمّ قال:

                  كم بين الحقّ والباطل؟ وكم بين السماء والأرض؟ وكم بين المشرق والمغرب؟ وعن هذا المحو الذي في القمر، وعن قوس قزح، وعن هذه المجرّة، وعن اول شيءٍ انتضح على وجه الارض، وعن اوّل شيءٍ اهتزّ عليها، وعن العين التي تأوي اليها ارواح المؤمنين والمشركين، وعن المؤنث وعن عشرة أشياء بعضها اشدّ من بعض.

                  فقال الحسن (عليه السلام): يا أخا أهل الشام: بين الحقّ والباطل اربع أصابع، ما رأيت بعينك فهو الحقّ، وقد تسمع بأذنيك باطلاً كثيراً.

                  وبين السماء والأرض، دعوة المظلوم، ومدّ البصر، فمن قال غير هذا فكذّبه.

                  وبين المشرق والمغرب، يوم مطرد للشمس، تنظر إلى الشمس حين تطلع، وتنظر إليها حين تغرب، من قال غير هذا فكذّبه.

                  وامّا هذه المجرّة، فهي اشراج السماء، مهبط الماء المنهمر على نوح (عليه السلام).

                  وامّا قوس قزح: فلا تقل: قزح، فإن قزح شيطان، ولكنّها قوس الله، وامان من الفرق.

                  وامّا المحو الذي في القمر، فإنّ ضوء القمر كان مثل ضوء الشمس فمحاه الله. وقال في كتابه: (فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهارٍ مبصرة).

                  واما اول شيء، انتضح على وجه الأرض، فهو وادي دلس.

                  وأمّا أوّل شيءٍ اهتزّ على وجه الأرض، فهو النّخلة.

                  وأمّا العين التي تأوي إليها ارواح المؤمنين، فهي عين يقال لها: سلمى. وأمّا العين التي تأوي إليها أرواح الكافرين، فهيّ عين يقال لها: برهوت.

                  وأمّا المؤنّث، فإنسان لا يدري أمرأةً هو أو رجل، فينتظر به الحلم، فإن كانت امرأةً بانت ثدياها، وان كان رجلاً خرجت لحيته، وإلا قيل له يبول على الحائط، فان أصاب الحائط بوله فهو رجل، وإن نكص كما ينكص بول البعير فهو امرأة.

                  وأمّا عشرة أشياء بعضها اشدّ من بعض، فاشدّ شيءٍ خلق الله الحجر، وأشدّ من الحجر الحديد، وأشدّ من الحديد النّار، وأشدّ من النار الماء، واشدّ من الماء السّحاب، وأشدّ من السحاب الرّيح، واشدّ من الريح الملك، وأشدّ من الملك ملك الموت، واشدّ من ملك الموت الموت، واشدّ من الموت أمر الله.

                  قال الشامي: أشهد أنك ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وان عليّاً وصيّ محمد، ثمّ كتب هذا الجواب ومضى به إلى معاوية، وانفذه معاوية إلى ابن الأصفر فلما اتاه قال: اشهد انّ هذا ليس من عند معاوية، ولا هو إلاّ من معدن النبوّة.

                  سجن المؤمن وجنة الكافر

                  الفصول المهمة لابن الصباغ ص 161.
                  كان الإمام الحسن (عليه السلام) يسير في بعض طرق يثرب، وقد لبس حلّةً فاخرة، وركب بغلةً فارهة، وحفّت به خدمه وحاشيته، فرآه أحد أغبياء اليهود، فبادر اليه وقال له:

                  يابن رسول الله عندي سؤال؟

                  فقال الحسن: ما هو؟

                  قال اليهوديّ: إنّ جدّك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يقول: الدّنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر، فأنت المؤمن وأنا الكافر، وما الدنيا إلا جنة لك تتنعّم فيها وتستلذّ بها وأنت مؤمن وما اراها إلا سجناً قد أهلكني حرّها وأجهدني فقرها.

                  فقال الحسن: لو نظرت إلى ما أعدّ الله لي وللمؤمنين في الدار الآخرة، ممّا لاعين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، لعلمت: أني قبل انتقالي اليها وأنا في هذه الحالة سجين، ولو نظرت إلى ما أعدّ الله لك ولكلّ كافرٍ في دار الآخرة، من سعير نار جهنّم، ونكال العذاب الأليم المقيم، لرأيت قبل مصيرك اليه أنّك في جنّةٍ واسعةٍ ونعمةٍ جامعة.
                  ثم تركه الإمام واليهوديّ يتميّز من الغيظ والحقد.

                  فان قبلت الميسور

                  سأل رجل الإمام في حاجة، فقال له الإمام:
                  يا هذا حقّ سؤلك يعظم لديّ، ومعرفتي بما يجب لك يكبر لديّ، ويدي تعجز عن نيلك بما انت اهله والكثير في ذات الله عزّ وجلّ قليل، وما في ملكي وفاء لشكرك، فإن قبلت الميسور، ورفعت عنّي مؤنة الاحتفال والاهتمام بما أتكلّفه من واجبك، فعلت ثم أعطاه ثلاثمائة الف درهم وعشرين ديناراً.

                  ومع سيدي ومولاي الحسن بن علي روحي فداهم نواصل رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                  تعليق


                  • #39
                    وانا سائل

                    نور الابصار ص 111.
                    قيل له: لأيّ شيء لا نراك تردّ سائلاً؟ فأجاب:
                    إنّي لله سائل، وفيه راغب، وأنا أستحي أن أكون سائلا، وأردّ سائلاً، وإنّ الله عوّذني عادة أن يفيض نعمه، عليّ، وعوّدته أن أفيض نعمه على النّاس، فأخشى إن قطعت العادة أن يمنعني العادة، أنشأ يقول:
                    إذا ما أتاني سائل قلت: مرحباً *** بمن فضله فرض عليّ معجّل
                    ومن فضله فضل على كلّ فاضلٍ *** وأفضل أيّام الفتى حين يسأل

                    تمام المروّة

                    إرشاد القلوب ص 143: الحسن بن محمد الديلمي:
                    سأل رجل الحسن بن عليٍّ شيئاً، فأعطاه خمسين ألف درهم، وأعطى الجمّال طيلسانه كراه، وقال: تمام المروّه، إعطاء الأجرة لحمل الصّدقة.

                    التهنئة بالولد

                    (أ) تحف العقول
                    (ب) مكارم الأخلاق: الحسن بن الفضل الطبرسي.
                    رزق الإمام غلاماً فأتته قريش تهنّئه فقالوا: يهنيك الفارس، فقال (عليه السلام): أيّ شيء هذا القول؟ ولعله يكون راجلا، فقال له جابر: كيف تقول يابن رسول الله؟ فقال (عليه السلام): إذا ولد لأحدكم غلام فأتيتموه فقولوا له: شكرت الواهب، وبورك لك في الموهوب، وبلغ الله به اشدّه، ورزقك برّه.

                    تحيّة المستحمّ

                    مكارم الأخلاق: الحسن بن الفضل الطبرسي:.
                    خرج الحسن بن عليّ (عليه السلام) من الحمّام، فقال له رجل: طاب استحمامك. فقال: يا لكع! وما تصنع بالاست هاهنا؟ قال: فطاب حمّامك قال: إذا طاب الحمّام فما راحة البدن؟ قال: فطاب حميمك. قال: ويحك: أما علمت أنّ الحميم: العرق؟ قال: فكيف أقول؟ قال: قل: طاب ما طهر منك، وطهر ماطاب منك.

                    سقيت السم مراراً

                    مناقب ابن شهر اشوب ج 3 – ص 202.
                    لمّا سقي الإمام السُّمّ، جاءه أخوه الحسين، فقال له الإمام:
                    لقد سقيت السُّمّ مراراً، ما سقيت مثل هذه المرّة، لقد قطعت قطعة، من كبدي، فجعلت، أقلّبها بعودٍ معي.

                    وفي رواية عبد الله البخاري أنه قال:
                    يا أخي! انّي مفارقك ولا حق بربّي، وقد سقيت السّمّ ورميت بكبدي في الطّست، وانني لعارف بمن سقاني، ومن أين دهيت، وأنا أخاصمه إلى الله عزّ وجلّ، فقال له الحسن: ومن سقا كه؟

                    قال: ما تريد به؟ أتريد أن تقتله، ان يكن هو هو، فالله أشدّ نقمةً منك، وان لم يكن هو فما أحبّ أن يؤخذ بي بريء.

                    ماوفى

                    روى المسعودي: ان الحسن (عليه السلام) قال عند موته – في شأن جعدة ومعاوية:.
                    لقد حاقت شربته، وبلغ أمنيّته، والله ما وفى بما وعد، ولا صدق فيما قال.

                    أول يوم من الآخرة

                    ولما سقى الإمام الحسن السم عاده الإمام الحسين فسأله: (كيف تجدك يا أخي؟) فقال الإمام الحسن:..
                    أجدني في أوّل يومٍ من أيام الآخرة، وآخر يومٍ من أيام الدّنيا، واعلم أني لا أسبق أجلي، وأني وارد على أبي وجدّي، وعلى كرهٍ منّي لفراقك، وفراق اخوتك، وفراق الأحبّة، وأستغفر الله من مقالتي هذه بل على محبةٍ منّي للقاء رسول الله، وأمير المؤمنين، وأمّي فاطمة، وحمزة وجعفر، وفي الله عزّ وجل خلف من كلّ هالك، وعزاء من كلّ مصيبة، ودرك من كلّ مافات، رأيت يا أخي كبدي في الطّست، ولقد عرفت من دهاني، ومن اين ابتليت فما أنت صانع به يا أخي؟ قال الحسين: أقتله والله! قال: فلا أخبرك ابداً حتى نلقى رسول الله.

                    ولكلام ولينا الحسن بن علي بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                    تعليق


                    • #40
                      لا يوم كيومك

                      لما سم الإمام الحسن جاءه الإمام الحسين، فلما رأى ما به بكى، فقال له الإمام الحسن: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال له الحسين: أبكي على ما أراك فيه، فقال له الحسن:.
                      إنّ الذي يأتي إليّ بسمٍّ يدبّر إليّ فأقتل به، ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، يزدلف إليك ثلاثون الف رجل، يدّعون: أنهم من أمة جدّنا، وينتحلون دين الإسلام، فيجتمعون على قتلك، وسفك دمك، وانتهاك حرمتك، وسبي ذراريك ونسائك، وأخذ ثقلك، فعندها تحلّ ببني أميّة اللّعنة، وتمطر السماء رماداً ودماً، ويبكي عليك كلّ شيءٍ حتّى الوحوش في الفلوات، والحيتان في البحار.

                      الشاهد والمشهود

                      البحار: محمّد باقر المجلسيّ ج 1 – ص 130 الطبعة الحديثة.
                      سئل الإمام الحسن (عليه السلام) في الشّاهد والمشهود، فقال:
                      أمّا الشّاهد فمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأمّا المشهود فيوم القيامة. أما سمعته يقول: (يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهداً و مبشّراً ونذيراً)؟ وقال تعالى: (ذلك يوم مجموع له النّاس، وذلك يوم مشهود).

                      خشوع الإمام عليّ

                      مجموعة ورّام ص 429.
                      ما دخلت على أبي قطّ إلاّ وجدته باكياً.

                      خذوا زينتكم

                      تفسير الصافي؛ محسن الفيض.
                      كان الحسن بن عليّ عليهما السلام إذا قام إلى الصلاة لبس أجود ثيابه، فقيل له في ذلك، فقال:
                      إنّ الله جميل يحبّ الجمال، فأتجمّل لربي وقرأ: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كلّ مسجدٍ).

                      السّعي إلى الحجّ

                      البحار: محمد باقر المجلسيّ ج 43 – ص 339 الطبعة الحديثة.
                      إنّي لأستحي من ربّي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته.

                      أيّ فقيرٍ أفقر منّي

                      روضة الوافي: محسن الفيض ص 67.
                      قيل له: كيف أصبحت يابن رسول الله؟ فقال: أصبحت ولي ربّ فوقي، والنار أمامي، والموت يطلبني، والحساب محدق بي، وأنا مرتهن بعملي لا اجد ما أحبّ، ولا أدفع ما اكره، والأمور بيد غيري فإن شاء عذّبني، وإن شاء عفى عنّي، فأيّ فقيرٍ أفقر منّي.

                      أبكي لخصلتين

                      (أ) البحار: محمد باقر المجلسي ج 44 – ص 150.
                      (ب) الوافي: محسن الفيض ج 2 – ص 174.
                      (ج) جلاء العيون: السيد عبد الله شبّر ج 1 – ص 319.
                      قيل للحسن بن عليّ (عليه السلام): أتبكي ومكانك من رسول الله صلّى الله عليه وآله مكان الذي أنت به؟ فقال: إنّما أبكي لخصلتين: لهول المطّلع، وفراق الأحبّة.

                      اتّبع ما كتبت إليك

                      البحار: محمّد باقر المجلسي ج 10 ص 137 الطبعة الحديثة.
                      أمّا بعد فإنّا أهل بيتٍ كما ذكرت عند الله وعند أوليائه فأمّا عندك وعند أصحابك فلو كنّا كما ذكرت ما تقدّمتمونا ولا استبدلتم بنا غيرنا، ولعمري لقد ضرب الله مثلكم في كتابه حيث يقول: أتستبدلون الّذي هو أدنى بالذي هو خير، هذا لأوليائك فيما سألوا ولكم فيما استبدلتم، ولولا ما اريد من الاحتجاج عليك وعلى اصحابك ما كتبت اليك بشيءٍ مما نحن عليه، ولئن وصل كتابي إليك لتجدنّ الحجّة عليك وعلى اصحابك مؤكّدةً حيث يقول الله عزّ وجلّ: أفمن يهدي إلى الحقّ أحقّ أن يتّبع أمّن لا يهدي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون. فاتّبع ما كتبت اليك في القدر فانّه من لم يؤمن بالقدر خيره وشرّه فقد كفر، ومن حمل المعاصي على الله فقد فجر، إنّ الله عزّ وجلّ لا يطاع بإكراه ولا يعصى بغلبةٍ ولا يهمل العباد من الملكة، ولكنّه المالك لما ملّكهم والقادرعلى ما أقدرهم، فإن ائتمروا بالطاعة لن يكون عنها صادّاً مثبّطاً، وإن ائتمروا بالمعصية فشاء ان يحول بينهم وبين ما ائتمروا به فعل، وإن لم يفعل فليس هو حملهم عليها، ولا كلّفهم إياها جبراً، بل تمكينه إيّاهم وإعذاره إليهم طرقهم ومكنهم، فجعل لهم السبيل إلى أخذ ما أمرهم به وترك ما نهاهم عنه، ووضع التّكليف عن اهل النقصان والزمانة والسّلام.

                      أموت بالسّمّ

                      البحار: محمّد باقر المجلسي ج 43 – ص 327 الطبعة الحديثة.
                      إنّي أموت بالسّمّ، كما مات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

                      صفة النّبيّ

                      البحار: محمّد باقر المجلسي ج 44 – ص 90 الطبعة الحديثة.
                      عرض ملك الروم على الحسن بن عليٍّ صور الأنبياء فعرض عليه صنماً بلوحٍ فلمّا نظر اليه بكى بكاء شديداً، فقال له الملك: ما يبكيك؟ فقال (عليه السلام): هذه صفة جدّي محمّد صلّى الله عليه وآله: كثّ اللّحية، عريض الصّدر، طويل العنق، عريض الجبهة، أقنى الانف، أفلج الاسنان، حسن الوجه، قطط الشّعر، طيّب الريح، حسن الكلام، فصيح اللسان، كان يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، بلغ عمره ثلاثاً وستّين سنة، ولم يخلّف بعده إلا خاتماً مكتوباً عليه: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وكان يختتم في يمينه، وخلّف سيفه ذا الفقار، وقضيبه، وجبّة صوفٍ، وكساء صوفٍ كان يتسرول به، لم يقطعه ولم يخطه حتى لحق بالله.

                      ولكلام إمامنا الحسن بن علي بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                      تعليق


                      • #41
                        أسئلة ملك الرّوم

                        البحار: محمد باقر المجلسي ج 10 – ص 134 الطبعة الحديثة.
                        سأل ملك الرّوم الحسن بن عليٍّ (عليه السلام) عن سبعة أشياءٍ خلقها الله لم تركض في رحمٍ: فقال (عليه السلام): أوّل هذه آدم (عليه السلام)، ثم حوّا، ثم كبش إبراهيم، ثم ناقة صالحٍ، ثم إبليس الملعون، ثم الحية، ثم الغراب الذي ذكره الله في القرآن.

                        ثمّ سأله الملك عن أرزاق الخلائق؟ فقال (عليه السلام): أرزاق الخلائق في السّماء الرّابعة، تنزل بقدرٍ وتبسط بقدرٍ.

                        ثمّ سأله عن أرواح المؤمنين: أين يكونون إذا ماتوا؟ فقال (عليه السلام): تجتمع عند صخرة بيت المقدس في كلّ ليلة جمعةٍ – وهو عرش الله الأدنى – منها يبسط الله الأرض وإليه يطويها، ومنها المحشر، ومنها استوى ربّنا على السّماء والملائكة.

                        ثمّ سأله عن أرواح الكفّار: أين تجتمع؟ فقال (عليه السلام): تجتمع في وادي حضر موت وراء مدينة اليمن، ثمّ يبعث الله نارا من المشرق وناراً من المغرب، ويتبعها بريحين شديدتين، ويحشر النّاس عند صخرة بيت المقدس، فيحشر أهل الجنّة عن يمين الصّخرة ويزدلف المتّقون، وتصير جهنّم عن يسار الصّخرة في تخوم الأرضين السّابعة، وفيها الفلق والسّجّين، فيعرف الخلائق من عند الصّخرة، فمن وجبت له الجنة دخلها، ومن وجبت له النّار دخلها. وذلك قوله تعالى: (فريق في الجنّة وفريق في السعير).

                        أحاجي وحلول

                        معالي السبطين: الشيخ مهدي المازندراني ص 14.
                        كتب ملك الرّوم إلى معاوية يسأله عن مسائل، فلم يعرف معاوية اجوبتها، فأرسل معاوية رجلاً إلى الحسن يسأله عنها. وهي:

                        أين هو وسط السماء في الارض؟ وما هي اول قطرةٍ دمٍ وقعت على الارض؟ وما هو المكان الذي طلعت عليه الشمس مرّةً؟ وما هو المكان الذي لا قبلة له؟ ومن هو الذي لا قرابة له؟ فقال له الحسن (عليه السلام):

                        أكتب: وسط السماء الكعبة. وأوّل قطرة دمٍ وقعت على الارض دم حوّاء. والمكان الذي طلعت عليه الشمس مرّةً ارض البحر حين ضربه موسى. وما لا قبلة له فهي الكعبة. وما لا قرابة له فهو الربّ تعالى.

                        ليعلم ما كان

                        البحار: محمد باقر المجلسي ج 44 – ص 104.
                        وروي أنّ الحسن (عليه السلام) كان عنده رجلان فقال لأحدهما:

                        إنّك حدّثت البارحة فلاناً بحديث كذا وكذا، فقال الرجل: إنه ليعلم ما كان – وعجب من ذلك -.

                        فقال (عليه السلام): إنّا لنعلم ما يجري في الليل والنهار. ثم قال: إنّ الله تبارك وتعالى علّم رسول الله صلّى الله عليه وآله الحلال والحرام والتنزيل والتأويل، فعلّم رسول الله علياً علمه كلّه، وعلّمنيه امير المؤمنين كلّه.

                        ذبح ذاك وأحيا هذا

                        البحار: محمد باقر المجلسي ج 40 – ص 315 الطبعة الحديثة.
                        أتي أمير المؤمنين (عليه السلام) برجلٍ وجد في خربةٍ وبيده سكّين ملطّخة بالدّم، وإذا رجل مذبوح يتشحّط في دمه، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): ما تقول؟ قال: يا امير المؤمنين انا قتلته. قال: اذهبوا به فأقيدوه به، فلما ذهبوا به ليقتلوه به أقبل رجل مسرع فقال: لا تعجلوه ردّوه إلى امير المؤمنين (عليه السلام) فردّوه.

                        فقال: والله يا امير المؤمنين ما هذا صاحبه، انا قتلته. فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) للاوّل: ما حملك على إقرارك على نفسك؟ فقال: يا امير المؤمنين وما كنت أستطيع ان أقول وقد شهد عليّ أمثال هؤلاء الرجال وأخذوني وبيدي سكّين ملطّخة بالدم والرجل يتشحّط في دمه، وانا قائم عليه وخفت الضرب فأقررت، وأنا رجل كنت ذبحت بجنب هذه الخربة شاةً وأخذني البول فدخلت الخربة فرأيت الرجل يتشحّط في دمه، فقمت متعجّباً فدخل عليّ هؤلاء فأخذوني، فقال امير المؤمنين (عليه السلام): خذوا هذين فاذهبوا بهما إلى الحسن وقولوا له: ما الحكم فيهما؟ فذهبوا إلى الحسن وقصّوا عليه قصّتهما.

                        فقال الحسن (عليه السلام): قولوا لامير المؤمنين (عليه السلام): أنّ هذا ان كان ذبح ذاك فقد أحيا هذا، وقد قال الله عزّ وجل ومن احياها فكأنّما أحيا الناس جميعاً، يخلّى عنهما وتخرج دية المذبوح من بيت المال.

                        ولكلام سيدي الحسن كريم أهل البيت بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                        تعليق


                        • #42
                          ترجم المحصنة

                          معالي السبطين: الشيخ مهدي المازندراني ص 13.
                          سئل الحسن (عليه السلام) عن أمرأةٍ جامعها زوجها فقامت بحرارة جماعه فساحقت جاريةً بكراً وألقت النطفة اليها فحملت.

                          فقال (عليه السلام): أما في العاجل فتؤخذ المرأة، بصداق هذه البكر، لأنّ الولد لا يخرج منها حتى تذهب عذرتها، ثم ينتظر بها حتى بلد فيقام عليها الحدّ ويؤخذ الولد فيردّ إلى صاحب النطّفة، وتؤخذ المرأة ذات الزوج فترجم.

                          ما فضل فاهده

                          سأل أعرابيّ أبابكرٍ فقال: إني أصبت بيض نعامٍ فشويته وأكلته وأنا محرم فما يجب عليّ؟ فدلّه على امير المؤمنين (عليه السلام)، فقال له: سل أيّ الغلامين – يعني الحسن والحسين – شئت، فتحوّل الأعرابيّ إلى الحسن (عليه السلام).

                          فقال الحسن (عليه السلام): يا أعرابيّ، ألك إبل؟ قال: نعم. قال: فاعمد إلى عدد ما أكلت من البيض نوقاً فاضر بهنّ بالفحول، فما فضل منهما فأهده إلى بيت الله العتيق الذي حججت اليه.

                          فقال امير المؤمنين (عليه السلام): إنّ من النوق السلوب ومنها ما يزلق، فقال الحسن (عليه السلام): ان يكن من النوق السلوب ومنها ما يزلق فان من البيض ما يمرق.

                          لعلّ سيّداً يرعاني

                          (أ) – معالي السبطين: الشيخ مهدي المازندراني.
                          (ب)_ الانوار البهيّة: الشيخ عباس القمي ص 76.
                          كان الحسن (عليه السلام) يحضر مجلس رسول الله صلّى الله عليه وآله فيسمع الوحي ويحفظه، فيأتي أمّه فيلقي إليها ما حفظه. فلمّا دخل عليّ (عليه السلام) وجد عندها علماً فسألها عن ذلك فقالت: من ولدك الحسن. فتخفّى عليّ (عليه السلام) يوماً في الدار، وقد دخل الحسن (عليه السلام)، وقد سمع، فأراد أن يلقي اليها فارتج عليه، فعجبت أمّه من ذلك.

                          فقال (عليه السلام): لا تعجبي يا أمّاه فان كبيراً يسمعني واستماعه قد أوقفني – وفي رواية اخرى – يا أماه قلّ بياني وكلّ لساني لعلّ سيداً يرعاني، فخرج علي (عليه السلام) فقبّله.

                          الغائط

                          من لا يحضر الفقيه: محمد بن عليّ الصدوق ص 7.
                          سأله أحد: ما الغائط؟ فقال: لا تستقبل القبلة ولا تستدبرها، ولا تستقبل الرّيح ولا تستدبرها.

                          ما بذل أعظم

                          معالي السبطين: الشيخ مهدي المازندراني، ص 19.
                          وأتاه رجل في حاجةٍ، فقال (عليه السلام) له: إذهب فاكتب حاجتك في رقعةٍ، وارفعها إلينا نقضها لك. فرفع إليه حاجته فأضعفها له. فقال بعض جلسائه: ما أعظم بركة الرّقعة عليه يا ابن رسول الله؟ فقال (عليه السلام): بركتها علينا أعظم، حين جعلنا للمعروف أهلاً، أما علمت أنّ المعروف ما كان ابتداءاً من غير مسألةٍ، فامّا أعطيته بعد مسألةٍ فإنّما أعطيته بما بذل لك من ماء وجهه، وعسى أن يكون بات ليله متململاً أرقاً يميل بين اليأس والرجاء، لا يعلم لما يتوجّه من حاجته، أبكآبة الردّ أم بسرور النّجح؟؟ فيأتيك وفرائصه ترتعد، وقلبه خائف يخفق، فإن قضيت له حاجةً فبما بذل لك من ماء وجهه، فإنّ ذلك أعظم ممّا نال من معروفك.

                          أحضر ما عندك

                          جلاء العيون: السيد عبد الله شبّر ج 1 – ص 327.
                          وقف رجل على الحسن بن عليٍ (عليه السلام) وقال: يابن رسول الله بالذي أنعم عليك بهذه النعمة التي لم تلها منه بشفيعٍ منك اليه بل إنعاماً منه عليك الا ما أنصفتني من خصمى، فإنه غشوم ظلوم، لا يوقر الشيخ الكبير، ولا يرحم الطفل الصغير – وكان (عليه السلام) متوكّئاً فاستوى جالساً – فقال (عليه السلام) له: ومن خصمك حتى أنتصف لك منه؟ فقال: الفقر، بأطرق (عليه السلام) ساعة، ثم رفع رأسه إلى خادمه، وقال له: أحضر ما عندك من موجود، فأحضر خمسة آلاف درهمٍ، فقال: ادفعها اليه، ثم قال (عليه السلام): بحقّ هذه الأقسام التي أقسمت بها عليّ، متى أتاك خصمك جائراً إلا ما أتيتني منه متظلّماً.

                          لغاض من بعد فيضه

                          جلاء العيون: السيد عبد الله شبّر ج 1 – ص 335.
                          جاء أعرابيّ إلى الحسن (عليه السلام)، فقال: أعطوه ما في الخزانة. فوجد فيها عشرون ألف درهمٍ، فدفعها إلى الأعرابيّ، فقال الأعرابيّ: يا مولاي ألا تركتني أبوح بحاجتي وأنشر مدحتي؟ فأنشأ الحسن (عليه السلام):
                          نحن أناس نوالنا حنظل *** يرتع فيه الرجاء والأمل
                          تجود قبل السؤال أنفسنا *** خوفاً على ماء وجه من يسل
                          لو علم البحر فضل نائلنا *** لغاض من بعد فيضه خجل

                          ولدرر سيدي الحسن بن علي روحي فداهم بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                          تعليق


                          • #43
                            تحاربوا من حاربت


                            التوحيد: محمّد بن عليّ الصدوق، ص 385: بعد قتل عبد الرحمن بن ملجم: قاتل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، اجتمع الناس ليبايعوا الإمام الحسن، فخطب فيهم قائلاً:
                            الحمد لله على ما قضى من أمر وخصّ من فضلٍ وعمّ من أمرٍ وجلّل من عافيةٍ، حمداً يتمّ به علينا نعمه، ونستوجب به رضوانه، إن الدنيا دار بلاءٍ وفتنةٍ وكلّ ما فيها إلى زوالٍ وقد نبّأنا الله عنها كي ما نعتبر، فقدم إلينا بالوعيد كي لا يكون لنا حجّة بعد الإنذار، فازهدوا فيما يفنى وارغبوا فيما يبقى وخافوا الله في السرّ والعلانية، إن عليّاً (ع) في المحيا والممات والمبعث عاش بقدرٍ ومات بأجلٍ، وإني أبايعكم على أن تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت.

                            أعلم أنّكم غادرون

                            جلاء العيون: السيد عبد الله شبّر، ج 1 – ص 345: قاله الإمام لبعض المتظاهرين بأنهم من أصحابه، الغادرين به، والمتربّصين به لصالح معاوية:
                            إنّي لأعلم أنّكم أهل مكرٍ وخدعةٍ، وأعلم أنكم غادرون ما بيني وبينكم، ولكنّي أتمّ الحجة عليكم فاجتمعوا غداً في النخيلة، ووافوني هناك ولا تنقضوا بيعتي، واتّقوا عذاب الله.

                            أخبرتكم أنّكم لا تفون


                            البحار: محمد باقر المجلسي، ج 44 – ص 44 الطبعة الحديثة: بعد ما غدر الكندي بالإمام والتحق بمعاوية، بعث الإمام بجيش يضمّ أربعة آلاف رجل، وأمّر عليه رجلاً من مراد، فسار حتى انتهى إلي (الأنبار) ولمّا علم معاوية به، أرسل إليه بخمسة آلاف، وكتب إليه يمنّيه بولاية أية مدينة أحبّ من مدن الشام والجزيرة، فالتحق بمعاوية، وعند ماعلم الإمام بخبر المراديّ:
                            قد أخبرتكم مرّةً بعد أخرى: أنّكم لا تفون لله بعهودٍ، وهذا صاحبكم المراديّ غدر بي وبكم، وصار إلى معاوية.

                            نحن ذوو القربى


                            (أ) البحار: محمد باقر المجلسي ج 44 – ص 64 الطبعة الحديثة.
                            (ب) شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد ج 4 – ص 13.
                            (ج) مطالب السؤول: كمال الدين الشافعي – ص 68، كتب الإمام الحسن بعد توليه الخلافة، إلى معاوية بن أبي سفيان:
                            بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله الحسن بن أمير المؤمنين إلى معاوية ابن صخرٍ:
                            أما بعد، فإنّ الله تعالى بعث محمداً صلى الله عليه وآله رحمةً للعالمين فأظهر به الحقّ وقمع به الباطل وأذلّ أهل الشّرك وأعزّ به العرب عامّة وشرّف به من شاء منهم خاصّةً. فقال تعالى: وأنه لذكر لك ولقومك.. فلما قبضه الله تعالى تنازعت العرب الأمر من بعده، فقالت الانصار: منّا أمير ومنكم أمير، فقالت قريش: نحن أولياؤه وعشيرته فلا تنازعوا سلطانه فعرفت العرب ذلك لقريش، ونحن الآن أولياؤه وذوو القربى منه ولا غرو الا منازعتك إيانا بغير حقٍّ في الدين معروف ولا أثر في الإسلام محموداً، والموعد الله تعالى بيننا وبينك، ونحن نسأله تبارك وتعالى أن لا يؤتينا في هذه الدنيا شيئاً ينقصنا به في الآخرة.
                            وبعد، فان أمير المؤمنين عليّاً بن أبي طالب (ع) لما نزل به الموت ولاّني هذا الأمر من بعده، فاتّق الله يا معاوية وانظر لأمّة محمّد صلى الله عليه وآله ما تحقن به دماءهم وتصلح به أمورهم. والسلام.

                            أعلم أنّك لا تفي


                            جلاء العيون: السيد عبدالله شبّر ج1 – ص 346: عندما يئس الإمام الحسن من الانتصار العسكريّ وجّه إلى معاوية بن أبي سفيان كتاباً جاء فيه:
                            أمّا بعد: فإنّي كنت أريد أن أحيي الحقّ وأميت الباطل، وأنفذ حكم الكتاب والسنّة، ولم يوافقني النّاس على ذلك والآن أصالحك على شروطٍ أعلم أنّك لا تفي بها. ولا تفرح بما تيسّر لك من هذه الرّئاسة، وعمّا قريبٍ ستندم كما ندم من مضى قبلك، ولا تنفعك النّدامة.

                            الخلافة لي


                            البحار: محمد باقر المجلسيّ ج 44 – ص 45 الطبعة الحديثة: أرسل معاوية بن أبي سفيان خطاباً إلى الإمام الحسن (عليه السلام) يدّعي فيه أنّ الخلافة له، فردّ عليه الإمام بكتاب جاء فيه:
                            إنما هذا الأمر لي والخلافة لي ولأهل بيتي، وإنّها لمحرّمة عليك وعلى أهل بيتك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله والله لو وجدت صابرين عارفين بحقّي غير منكرين ما سلّمت لك
                            ولا أعطيتك ما تريد.

                            يا عمّاه


                            روضة الوافي: محسن الفيض، ص 107: قاله في توديع ابي ذرّ الغفاري لمّا سفّره عثمان من المدينة المنورة إلى الربذة:
                            يا عمّاه.. إن القوم قد أتوا إليك ما قد ترى، وإن الله تعالى بالمنظر الأعلى، فدع عنك ذكر الدّنيا بذكر فراقها وشدّة ما يرد عليك لرجاء ما بعدها، واصبر حتى تلقى نبيّك صلى الله عليه وآله وهو عنك راضٍ إن شاء الله.

                            من أقوال له عليه السلام

                            من عبد الله له كلّ شيءٍ.

                            لو جعلت الدّنيا كلّها لقمةً واحدةً لقمتها من يعبد الله خالصاً، لرأيت أنّي مقصّر في حقّه.
                            ولو منعت الكافر منها حتّي يموت جوعاً وعطشاً، ثمّ أذقته شربةً من الماء، لرأيت أنّي أسرفت

                            عليكم بالفكر، فإنّه حياة قلب البّصير، ومفاتيح أبواب الحكمة.

                            حسن السّؤال نصف العلم، ومداراة النّاس نصف العقل، والقصد في المعيشة نصف المؤنة.

                            في تفسير قوله تعالى: (آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً) قال:
                            هي العلم والعبادة في الدّنيا، والجنّة في الآخرة

                            ليس من العجز أن يصمت الرّجل عند إيراد الحجّة، ولكن من الإفك أن ينطق الرّجل بالخنا، ويصوّر الباطل بصورة الحقّ.

                            لم ننتفع بالعلم

                            يدخل النّار قوم فيقول لهم أهلها: ما بالكم ابتليتم حتّى صرنا نرحمكم مع ما نحن فيه؟ فقالوا: ياقوم، جعل الله في أجوافنا علماً فلم ننتفع به نحن، ولا نفعنا به غيرنا.

                            المتكلّف


                            تاريخ اليعقوبي: ابن واضح الأخباري، ج 2، صفحة 216.
                            ومرّ الحسن (ع) يوماً وقاصّ يقصّ على مسجد رسول الله صلى الله وآله، فقال الحسن (ع): ما أنت؟ فقال: أنا قاصّ يابن رسول الله. قال (عليه السلام): كذبت، محمّد القاصّ، قال الله عزّ وجلّ: فاقصص القصص. قال: أنا مذكّر. قال: كذبت، محمّد المذكّر، قال الله عزّ وجلّ: فذكّر إنّما أنت مذكّر، قال: فما أنا؟ قال: المتكلّف من الرّجال.

                            الحرص


                            لآلىء الاخبار: الشيخ محمد التوسير كاني، ج1، صفحة 51.
                            وقال (ع): من أحبّ الدّنيا ذهب خوف الآخرة عن قلبه، ومن ازداد حرصاً على الدّنيا لم يزدد منها إلا بعداً وازداد هو من الله بعضاً، والحريص الجاهد والزاهد القانع كلاهما مستوفٍ أكله غير منقوصٍ من رزقه شيئاً فعلام التّهافت في النار.

                            الدّنيا وديعة

                            رحم الله أقواماً كانت الدّنيا عندهم وديعةً، فأدّوها إلى من ائتمنهم عليها، ثمّ راحوا خفافاً.

                            حسرات ثلاث

                            لا تخرج نفس ابن آدم من الدّنيا إلا بحسراتٍ ثلاثٍ: أنّه لم يشبع بما جمع، ولم يدرك ما أمّل، ولم يحسن الزّاد لما قدم عليه.

                            الشّاة أعقل

                            إنّ الشّاة أعقل من أكثر النّاس، تنزجر بصياح الرّاعي عن هواها، والانسان لا ينزجر بأوامر الله وكتبه ورسله.

                            طلب الآخرة

                            معاشر الشّباب: عليكم بطلب الآخرة، فوالله رأينا أقواماً طلبوا الآخرة فأصابوا الدّنيا والآخرة، ووالله ما رأينا من طلب الدّنيا فأصاب الآخرة.

                            طالب الدنيا وطالب الآخرة

                            النّاس طالبان: طالب يطلب الدّنيا حتّى اذا أدركها هلك، وطالب يطلب الآخرة حتّى إذا أدركها فهو ناجٍ فائز.

                            افعل خمسة أشياء


                            الاثني عشرية – محمد بن قاسم الحسيني، ص 212.
                            افعل خمسة أشياء واذنب ما شئت: لا تأكل رزق الله واذنب ماشئت. واطلب موضعاً لا يراك الله واذنب ما شئت. واخرج من ولايه الله واذنب ما شئت. واذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فادفعه عن نفسك واذنب ماشئت. واذا دخلك مالك النّار فلا تدخل النّار واذنب ما شئت.

                            المسألة

                            إن المسألة لا تحلّ إلا في إحدى ثلاثٍ: دمٍ مفجع، أو دينٍ مقرحٍ، أو فقرٍ مدقعٍ.

                            من قل ذلّ، وخير الغنى القنوع، وشرّ الفقر الخضوع.

                            صاحب النّاس بمثل ما تحبّ أن يصاحبوك به.

                            يومك ضيفك، وهو مرتحل بحمدك أو بذمّك.

                            النّعمة محنة، وإن كفرت صارت نقمةً.

                            كلّ معاجلٍ يسأل النّظرة، وكلّ مؤجّلٍ يتعلّل بالتسويف.

                            أعرف النّاس بحقوق إخوانه، وأشدّهم قضاءً لها، أعظمهم عند الله شأناً.

                            ومن تواضع في الدّنيا لاخوانه، فهو عند الله من الصّدّيقين، ومن شيعة عليّ بن أبي طالبٍ (ع).

                            قيل للإمام الحسن (عليه السلام): من أعظم النّاس قدراً؟ فقال: من لم يبال بالدّنيا في يدي من كانت.

                            سئل عن المروّة فقال: شحّ الرّجل على دينه، وإصلاحه ماله، وقيامه بالحقوق.

                            لا يعرف الرأي إلا عند الغضب.

                            الإنجاز دواء الكرم.

                            البخل جامع للمساوىء والعيوب، وقاطع للمودّات من القلوب.

                            الخير كلّه في صبر ساعةٍ واحدةٍ، تورث راحةً طويلةً، وسعادةً كثيرةً.

                            إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: يا أيّها النّاس، من كان له على الله أجر فليقم، فلا يقوم إلا أهل العفو.

                            حيّاه معاوية تحيّة، فقال له: إنّ الذي حيّيت به سلامة، والمصافحة أمن.

                            تشابه أهل البيت

                            المناقب لابن شهر آشوب: ج4، ص2.
                            صوّر الله عزّ وجلّ عليّاً بن أبي طالبٍ في ظهر أبي طالبٍ على صورة محمّدٍ صلّى الله عليه وآله. وكان الحسين بن عليٍّ أشبه الناس بفاطمة، وكنت أنا أشبه النّاس بخديجة الكبرى.

                            هكذا أدّبنا الله


                            معالي السبطين: الشيخ مهدي المازندراني – ص 20.
                            جارية للحسن حيّته بطاقة ريحانٍ، فقال لها: أنت حرة لوجه الله: فقيل له في ذلك. فقال: هكذا أدّبنا الله تعالى. قال: (وإذا حيّيتم بتحيّة فحيّوا بأحسن منها) وكان أحسن منها إعتاقها.

                            القرآن يوم القيامة


                            ارشاد القلوب للديلمي – ص 96.
                            إنّ هذا القرآن يجيء يوم القيامة قائداً وسائقاً، يقود قوماً إلى الجنّة أحلّوا حلاله وحرّموا حرامه وآمنوابمتشابهه، ويسوق قوماً إلى النار ضيّعوا حدوده وأحكامه واستحلّوا محارمة.

                            من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ.

                            يا ابن آدم! من مثلك؟ وقد خلا ربّك بينه وبينك متى شئت أن تدخل إليه، توضّأت وقمت بين يديه، ولم يجعل بينك وبينه حجاباً ولا بوّاباً، تشكو إليه همومك وفاقتك، وتطلب منه حوائجك، وتستعينه على أمورك.

                            يا ابن آدم! نفسك نفسك، فإنّما هي نفس واحدة، إن نجت نجوت، وإن هلكت لم ينفعك نجاة من نجا.

                            إنّ الله لم يجعل الأغلال في أعناق أهل النّار لأنّهم أعجزوه، ولكن إذا أطفىء بهم اللّهب أرسبهم في قعرها.

                            ولكلام سيدي ومولاي الامام المعصوم الثاني روحي فداه بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                            تعليق


                            • #44
                              لو كانت الدّنيا له

                              قال رجل للحسن (عليه السلام): ما تقول في رجلٍ آتاه الله مالاً، فهو يتصدّق منه ويصل منه ويحسن فيه، أله أن يعيش فيه؟ فقال: لا، لوكانت الدّنيا له كلّها ما كان له فيها إلا الكفّاف، ويقدّم ذلك ليوم فقره.

                              عمّرت دار غيرك

                              قال رجل للحسن (عليه السلام): بنيت داراً أحبّ أن تدخلها، وتدعو لله.

                              فدخلها ونظر إليها ثمّ قال: أخربت دارك وعمّرت دار غيرك، أحبّك من في الأرض ومقتك من في السّماء.

                              زوّار الله

                              أهل المسجد زوّار الله، وحقّ على المزور التحفة لزائره.

                              تمام المروءة

                              من تمام المروءة إعطاء الأجرة لحمل الصدقة


                              ولم تفعل شيئاً


                              جلاء العيون: السيد عبد الله شبّر – ج 1 – ص 368.
                              قال الحسن (عليه السلام) لأهل بيته: إنّي أموت بالسّمّ كما مات رسول الله صلّى الله عليه وآله.

                              قالوا: ومن يفعل ذلك؟

                              قال: إمرأتي جعدة بنت الأشعث بن قيشٍ، فإنّ معاوية يدسّ إليها ويأمرها بذلك.

                              قالوا: أخرجها من منزلك، وباعدها من نفسك.

                              قال: كيف أخرجها ولم تفعل بعد شيئاً؟ ولو أخرجتها ما قتلني غيرها، وكان لها عذر عند النّاس.

                              وداع الأخوين


                              البحار: محمد باقر المجلسي – ج 44 – ص 145.
                              إنّ الحسن (عليه السلام) لمّا دنت وفاته ونفدت أيّامه وجرى السمّ في بدنه تغيّر لونه واخضرّ، فقال له الحسين (عليه السلام): مالي أرى لونك إلى الخضرة؟ فبكى الحسن (عليه السلام) وقال:

                              يا أخي لقد صحّ حديث جدّي فيّ وفيك.

                              ثمّ اعتنقه طويلاً وبكيا كثيراً، فسئل عن ذلك، فقال (عليه السلام): أخبرني جدّي قال: لمّا دخلت ليلة المعراج روضات الجنان، ومررت على منازل أهل الإيمان رايت قصرين عاليين متجاورين على صفةٍ واحدةٍ إلاّ أنّ أحدهما من الزبرجد الأخضر والآخر من الياقوت الأحمر، فقلت: يا جبرائيل لمن هذان القصران؟ فقال: أحدهما للحسن والآخر للحسين عليهما السّلام فقلت: يا جبرائيل فلم لم يكونان على لونٍ واحدٍ؟ فسكت ولم يرد جواباً، فقلت لم لا تتكلّم؟ قال: حياءً منك. فقلت له: سألتك بالله ألا ما أخبرتني، فقال: أمّا خضرة قصرالحسن فإنّه يموت بالسمّ ويخضرّ لونه عند موته، وأمّا حمرة قصر الحسين فإنه يقتل ويحمرّ وجهه بالدّم.


                              اليك يا سيدي ومولاي وابن مولاي ومولاتي وأخو مولاي ومولاتي وحفيد سيدي ومولاي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
                              اليك يا صاحب العصر والزمان روحي لتراب نعليك الفدا ولتراب أجدادك الأطهار أتقدم منكم بهذا الكلام المحمدي الحسني الذي نطق به الامام الثاني المعصوم وسيد شباب أهل الجنة وكريم أهل البيت راجياشفاعته و شفاعة جده وأبيه وأمه وأخيه والتسعة المعصومين من ذرية أخيه

                              صلى الله عليك يا سيدي ومولاي ايها الحسن الزكي ابا محمدورحمة الله وبركاته
                              طالب الشفاعة العبد لله عمار ابو الحسين يسألكم الدعاء
                              رحم الله من ذكر القائم من آل محمد
                              .

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X