إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

النبي يحاول الإنتحار : هل هو إلى النار ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النبي يحاول الإنتحار : هل هو إلى النار ؟

    باسمه تعالى
    الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين
    النبي يحاول الإنتحار هل هو إلى النار ؟
    لماذا وكيف إقرأ، وإعجب ، واحكم .
    صحيح البخاري ج 8 ص 68 : ( وفتر الوحي حتى حزن النبي (ص) فيما بلغنا حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه تبدى له جبريل فقال يا محمد إنك رسول الله حقاً فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال مثل ذلك ) .
    المروية كما ترى هي من مرويات البخاري وهذا يعني أنه يُفترض بك قبولها والحكم بصحتها دون نقاش وإلا ........
    ولو سمحنا لأنفسنا بالتجرؤ لوجدنا :
    - الوحي فتر عن النبي (ص) .
    - النبي يحزن حزناً شديداً .
    - النبي يُقرر الإنتحار .
    - النبي يصعد إلى شاهق جبل ليلقي نفسه .
    - يظهر جبريل فجأة ويمنعه من الإنتحار ويؤكد له أنه نبي .
    - يسكن جأش الرسول وينزل .
    - النبي ينتظر – يتأخر الوحي – يصعد الجبل – يتبدى جبريل ويؤكد له مجدداً أنه نبي – ينزل ... وهكذا مرات عديدة .
    وبإختصار فتر الوحي أكثر من مرة والنبي حاول الإنتحار أكثر من مرة وجبريل يعاود تهدئته وطمأنته ، فيصدق النبي وينزل لكن اليأس يصيبه من جديد ...
    وبودي هنا أن أسأل من ذكر هذه المروية ومن صدقها :
    - هل كان النبي بنظر هؤلاء مؤمنا بالله واليوم الآخر ؟
    - هل كان دوام إيمان النبي متوقفاً على إستمرار الوحي ؟ بحيث إذا إنقطع الوحي إنقطع إيمانه ؟
    - إذا كان هذا النبي مؤمناً بنظر هؤلاء فهل كان يعلم أن الصبر جزء الإيمان و أن اليأس من روح الله نقيضه؟
    - هل كان النبي أكثر ثقة بجبريل من إيمانه بالله عز وجل حيث كان يطمئن لقول جبريل بأنه نبي لكنه يعود فيشك كلما فتر الوحي؟
    - هل كان النبي لا يؤمن إلا بالحسيات فتطمئن نفسه لرؤية جبريل و من ثم ييأس و يشك في حال خفائه؟
    - هل كان النبي يعلم أن قتل النفس حرام أم ماذا؟
    و هل... و هل... وهل...؟؟

    أظنها أسئلة يفترض التجرؤ و الإجابة عليها، لأنه على ضوء الإجابات يمكن الحكم إما بصحة هذه المروية و إما أنها إحدى الأكاذيب الشنيعة التي لا محل لها إلا الضرب بعرض الحائط أو الرمي في المزابل حتى لو كان ذلك سيزعج مصححي صحيح البخاري. و لو أدى هذا إلى الطعن في مرويات البخاري فهو أهون عندنا بما لا مجال لقياسه من الطعن بالرسول الأعظم (ص) أكرم بني البشر وسيد الأنبياء و الرسل.
    و ليسهل عليك الحكم على هذه المروية إقرأ:
    فقد جاء في صحيح مسلم ج1 ص72 و في مسند أحمد ج2 ص478
    عن أبي هريرة عن الرسول(ص)و من تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً).
    و هذه المروية هي أيضاً صحيحة يفترض الأخذ بها دون نقاش. و عليه إذا جمعنا بين رواية البخاري و رواية مسلم تصبح النتيجة أن النبي كان يريد أن يتردى من جبل ليقتل نفسه فهو إذاً سيتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها.
    و إذا لم تعجبك النتيجة فلا سبيل إلا الحكم بكذب إحدى المرويتين وهذا ممنوع لأنهم قالوا أن كل ما في البخاري و مسلم صحيح يجب الأخذ به. و قد قال العلماء أنهما و لا سيما البخاري أصح ما في أيدي المسلمين بعد القرآن.
    و لو أن أحداً أقسم على أن كل ما فيهما صحيح لكان صادقاً بقسمه...
    إذاً ما العمل بالله عليكم ؟...
    النبي يريد أن ينتحر لماذا هل لرداءة إيمانه و قلة صبره و عظيم يأسه ؟
    النبي يعرّض نفسه للخلود في النار ترى أين الإيمان و أين النبوة و على ماذا كان إصطفاء الله له؟
    و كيف يطلب النبي من أتباعه إلتزام الصبر و الثبات و يحذرهم من اليأس وبحسب مروية البخاري يصبح هذا النبي أعجز منهم؟
    و من جديد لابد من السؤال و الجواب إما أن يستحق النبي التردي في النار والخلود فيها و إما أن تُرمى مروية البخاري في المزابل .
    و كي لا يعتقد البعض أننا نستعين بمسلم لنقض البخاري .
    فاقرأ الآتي:
    في صحيح البخاري ج2 ص99: عن النبي (ص)كان برجل جراح قتل نفسه فقال الله عز وجل بدرني عبدي بنفسه حرّمت عليه الجنة)
    فالرواية هنا بخارية و هي عن رجل لم يصبر على ألم جراحه فقتل نفسه تخلصاً منها فحرّم الله عليه الجنة.
    فما بال النبي لم يصبه جرح و لا ألم وأراد قتل نفسه فقط لفتور الوحي ترى بميزان البخاري أكان النبي يستحق تحريم الجنة عليه أم لا ؟
    و ما بال عوام المؤمنين يثبتون على إيمانهم و يصبرون على مآسي حياتهم رغم عدم نزول الوحي عليهم.
    و في صحيح البخاري أيضاً ج7 ص223 عن النبي (ص) أنه قال ومن قتل نفسه بشيء عذب به في نار جهنم) إذا ما ما ذكره مسلم و أحمد يقرّه أيضاً البخاري فمن تردى من جبل تردى في نار جهنم و هذا يشمل النبي لوضوح أن هذه المرويات عامة لا إستثناء فيها .
    هذا جزاء من يقتل نفسه في الآخرة أما في الدنيا فإليك ما جاء في مسند أحمد ج5 ص91: إن النبي (ص) أخبر أن رجلاً قتل نفسه قال إذاً لا أصلي عليه .
    و هذا أيضاً لا إستثناء فيها و هذا معناه إستحقاق النبي حرمانه حتى من الصلاة عليه. فيما لو لم يمنعه جبريل من الإنتحار , حاشا لعوام المسلمين أن يعتقدوا ذلك في نبيهم الأعظم(ص) لكنها العقول السخيفة و الأيدي الآثمة التي صاغت و كتبت هذه التشنيعات التي ما أنزل الله بها من سلطان .
    و لست أدري ماذا يريد هؤلاء من النبي(ص) و ماذا أصابهم منه حتى يستحق منهم كل هذا الأذى؟؟

  • #2
    باسمه تعالى
    يرفع لمزيد الفائدة
    هل من رأي أو تعليق؟

    تعليق


    • #3
      بسم الله، وبعد
      الحمد لله قاصم الجبارين مبيـر الظالمين مدرك الهاربين نكال الظالمين صريـخ المستصرخيـن موضع حاجات الطالبيـن معتمد المؤمنيـن

      .
      الأخ ابراهيم فواز،
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اهلا وسهلا بك في منتديات يا حسين
      كلام سليم وتحليل رائع تشكر عليه لكنك يا اخي تتعدى الخطوط الحمراء لتحاول الطعن ليس بالنبي، بل بصحيح البخاري.
      فالطعن بالنبي قد يغتفر لكن طعنك بصحيح البخاري يعتبر مشكلة عند القوم.

      على اية حال ننتظر ونتابع معك لنرى تبريرات القوم لهذه المصائب.

      والسلام.
      طالب الثار/ . .

      تعليق


      • #4
        باسمه تعالى
        الأخ طالب الثار
        أشكرك على المشاركة
        وإذا كان الدفاع عن النبي (ص) لا يُغتفر صوناً لتصحيح البخاري
        فأرجو من الله المزيد من التوفيق لإغضاب الطاعنين بالرسول الأكرم
        وفي الجعبة الكثير بعونه تعالى
        والشكر لله أولاً وآخراً حتى يرضى وبعد الرضى

        تعليق


        • #5
          لله درك يا ابراهيم فواز. فلقد سودت وجوه اقوم و بخاريهم بالعظلم.

          تعليق


          • #6
            باسمه تعالى
            شكراً للموالين للحق
            والأمل لنا ولكم بشفاعة الرسول الأكرم (ص)
            وسوّد الله وجوه من آذى النبي الأعظم وخير خلق الله
            يُرفع من جديد
            ورحم الله من شارك حباً بمحمد وآل محمد

            تعليق


            • #7
              للرفع

              تعليق


              • #8
                بانتظار التعليق

                تعليق


                • #9
                  باسمه تعالى
                  سبحان الله أليس من مجيب
                  هل البخاري صادق وصحيح حتى لو كان الثمن تعريض النبي للنار

                  تعليق


                  • #10
                    باسمه تعالى

                    تعليق


                    • #11
                      الحقيقه قرأت هذا سابقا ...و لم اجد له جوابا ...مع انني لا زلت ابحث ..موقف ..الاخوه السنه ..من هذه المواضيع و غيرها في مواقعه و لكن كم المواضيع هائل ..وليس لدي ذلك الوقت الكافي

                      تعليق


                      • #12

                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        وبه الاعانة


                        وعليه التكلان

                        والحمد لله عظيم المنة ناصر الدين باهل السنة

                        والصلاة والسلام على افضل خلق الله وخير من وطئت قدمه الارض من بني ادم محمد وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد :


                        يا مدافعين عن رسول الله واهل بيته وها انتم تنالون من رسول الله بطرح شبهات النصارى وتحاول ان تدمغ اخوتك بطرح شبهاتك التي لا تفهم منها اي شيء تاخذ بظهر الحديث فقط !! ولالا اعلم من انت وغيرك لتتكلم عن علماء اهل السنة الكبار كالبخاري وغيره فانتهوا يا قوم فلحوم العلماء مسمومة وانتبه لما تكتب بغير فهم وتنقله الى هنا فحجتك هذه طرحها اهل الضلال وناقشنها معهم ولا اتمنى ان تكون من اهل الضلال ولكن الامر التبس عليك ولتفهم قبل ان تطرح شبهاتك هنا :

                        ولا تزال سهام أعداء الإسلام من اعداء الله اليهود والنصارى والمبتدعة تتوالى للطعن في هذا الدين وعلمائه مستخدمين في ذلك طرقاً شتّى وأساليب مختلفة ، فتارة يوجهون سهامهم للتشكيك في القرآن الكريم ، وتارة يحاولون النيل من شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ قاصدين بذلك الانتقاص من حقه ، والإقلال من قدره .

                        واليوم نقف مع شبهة جديدة أثارها القوم في حقه صلى الله عليه وسلم وسنفصلها بشكل اكاديمي ، وحاصلها اتهامه بمحاولة الانتحار في العهد المكي ، في فترة انقطاع الوحي وفتوره بعد اللقاء الأول بينه وبين جبريل عليه السلام .

                        ورغبةً في دحض هذه الشبهة وبيان تهافتها ، بنبغي لنا أن نُلقي نظرةً شموليةً على تلك الروايات التي استندوا إليها ، فقد روى ابن سعد في الطبقات قال : " أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن أبي موسى عن داود بن الحصين عن أبي غطفان بن طريف عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما نزل عليه الوحي بحراء ، مكث أياما لا يرى جبريل عليه السلام ، فحزن حزناً شديداً ، حتى كان يغدو إلى ثبير مرة ، وإلى حراء مرةً ؛ يريد أن يلقي نفسه منه ، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك عامداً لبعض تلك الجبال ، إلى أن سمع صوتاً من السماء ، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم صعقاً للصوت ، ثم رفع رأسه: فإذا جبريل على كرسي بين السماء والأرض متربعاً عليه ، يقول : " يا محمد ، أنت رسول الله حقا ، وأنا جبريل " .

                        وروى الإمام الطبري في تاريخه قال : " حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثني وهب بن كيسان مولى آل الزبير ، قال : سمعت عبد الله بن الزبير ، وهو يقول ل عبيد بن عمير بن قتادة الليثي : حدِّثنا يا عبيد كيف كان بدء ما ابتدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة ؟ فذكر الحديث إلى قوله : ( حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته ورحم العباد بها ، جاءه جبريل بأمر الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاءني وأنا نائم بنمط من ديباج ، فيه كتاب ، فقال : اقرأ ، فقلت : ما اقرأ ؟ فغتني ، حتى ظننت أنه الموت ، ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت : ماذا أقرأ ؟ وما أقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود إلى بمثل ما صنع بي ، قال : { اقرأ باسم ربك الذي خلق } إلى قوله { علم الإنسان ما لم يعلم } ( العلق : 1-5 ) ، قال : فقرأته ، قال : ثم انتهى ، ثم انصرف عني وهببت من نومي ، وكأنما كتب في قلبي كتابا .

                        قال : ولم يكن من خلق الله أحد أبغض إلى من شاعر أو مجنون ، كنت لا أطيق أن أنظر إليهما ، قال : قلت إن الأبعد يعني نفسه لشاعر أو مجنون ، لا تحدث بها عني قريش أبدا ! لأعمدنّ إلى حالقٍ من الجبل فلأطرحنّ نفسي منه أتقتلنها فلأستريح . قال :
                        فخرجت أريد ذلك ، حتى إذا كنت في وسط من الجبل ، سمعت صوتا من السماء يقول : يا محمد ، أنت رسول الله ، وأنا جبريل ..) .

                        وقد روى البخاري رحمه الله هذه القصة أيضا مدرجةً في حديث عائشة رضي الله عنها بلفظ آخر ، قال : حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب ، وحدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر ، قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : " ..ثم لم ينشب ورقة أن توفي ، وفتر الوحي فترةً حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا - حزناً غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال ، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه ، تبدّى له جبريل فقال : يا محمد ، إنك رسول الله حقا . فيسكن لذلك جأشه ، وتقر نفسه ، فيرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ، فإذا أوفى بذروة جبل ، تبدّى له جبريل فقال له مثل ذلك ) .

                        وخلاصة هذه الشبهة عندهم : أن هذه الروايات المذكورة تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم حاول مرارا أن يلقي بنفسه من رؤوس الجبال ، فهي إذاً محاولة منه للانتحار ، وهذا لا يليق بشخصِ من هو في مقام النبوة .

                        والرد على هذه الشبهة يستدعي منا أن ننظر أولا إلى صحة تلك الروايات المنقولة ، وبيان ذلك فيما يلي :

                        أما حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، فقد جاء من طريق محمد بن عمر الواقدي ، ومعلوم عند علماء الجرح والتعديل أن الواقدي متروك الحديث ، فقد قال الإمام البخاري عنه في كتاب الضعفاء : " متروك الحديث " ، وكذلك حكم عليه الحافظ ابن حجر في التهذيب وغيرهم .

                        ومن المعلوم أن وجود راوٍ متروك في حديث ، يجعله مردوداً غير قابل للتصحيح بالشواهد الأخرى .

                        أما رواية الإمام الطبري فهي مردودة سنداً ومتناً ؛ فإن المتن فيه نكارة ظاهرة ، حيث جعل الرؤيا الأولى لجبريل عليه السلام رؤيا منامية ، وهذا مخالف لبقية النصوص التي تُثبت أنها رؤية حقيقية ، ثم كان من جواب النبي صلى الله عليه وسلم : ( ماذا أقرأ ؟ ) ، وهذا لم يحصل ؛ فإن الثابت في صحيح البخاري وغيره أنه كان يقول : ( ما أنا بقاريء ) ، دعك من إغفال هذه الرواية لذكر ذهاب النبي صلى الله عليه وسلّم إلى خديجة و ورقة بن نوفل رضي الله عنهما ، وما ذُكر في الروايات الصحيحة أن الرؤية الثانية ل جبريل عليه السلام كانت بعد فتور الوحي وانقطاعه .

                        وإذا نظرنا إلى سند هذه الرواية وجدنا فيه عدة علل : الإرسال ؛ فإن عبيد بن عمير ليس صحابيّاً ، إنما هو من كبار التابعين ، كما أنّ في السند راويان متكلم فيهما : سلمة - وهو ابن فضل الأبرش - قال عنه الحافظ ابن حجر : " صدوق كثير الخطأ " ، و ابن حميد الرازي كذّبه جماعة من العلماء ك أبي زرعة وغيره .

                        ونأتي إلى رواية الإمام الزهري في حديث عائشة رضي الله عنها ، فقد وردت القصة على كيفيات مختلفة في البخاري ومسند الإمام أحمد ومصنف الإمام عبدالرزاق وغيرهم ، لكن الناظر إلى رواية الإمام الزهري
                        يجد أنها باطلة ، ووجه ذلك أن معظم روايات هذا الحديث لم تذكر ذلك الحدث ، وقد روى الإمام البخاري حديث نزول الوحي أكثر من مرة في صحيحه دون أن يشير إلى هذه القصة .

                        أما الروايات التي ذكرت هذه الحادثة ، فقد وردت مدرجةً في الحديث ، قال الحافظ ابن حجر ما نصه : " ثم إن القائل ( فيما بلغنا ) هو الزهري ، ومعنى الكلام : أن في جملة ما وَصَلَ إلينا من خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه القصة ،
                        وهو من بلاغات الزهري وليس موصولا ) أ.هـ ، فحكم هذه الزيادة الإرسال ، ومرسل الإمام الزهري ضعيف عند أهل الحديث ، يقول الإمام يحيى بن سعيد القطان : " مرسل الزهري شر من مرسل غيره ؛ لأنه حافظ ، كلما قدر أن يسمّي سمى ، وإنما يترك من لا يستجيز أن يسميه " وقال أيضا عنه : " هو بمنزلة الريح " .

                        على أن هناك مؤشرات تدل على ضعف هذه القصة ، فمن تلك المؤشرات :

                        ما
                        رواه الإمام البخاري عن عروة أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : " هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ قال : ( لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على بن عبد يا ليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب..) الحديث .

                        فهنا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن أشد ما وقع عليه ، هو ذلك الأذى النفسي الحاصل
                        من تكذيب أهل الطائف له ، حتى إنه بقي مهموماً حزيناً لم يستفق إلا وهو بعيد عن الطائف ، نعم ، إن حزن النبي صلى الله عليه وسلم على فتور الوحي ثابت في نصوص أخرى ، غير أن حزنه ما كان ليبلغ حد الرغبة في إلقاء نفسه من علو ، وإلا لكان هذا أجدر بالذكر من حادثة الطائف المذكورة هنا .

                        ومما يبيّن ضعف القصة : أن الرواية ذكرت أن
                        سبب حزن النبي صلى الله عليه وسلم ومحاولته للانتحار ؛ إنما كان خوفاً من انقطاع الوحي والرسالة ، ولو كان هذا صحيحاً ، لكان ظهور جبريل عليه السلام مرة واحدة وقوله : ( إنك لرسول الله حقا ) كافياً في تأكيد أنه مبعوث إلى العباد وتحقّق الاصطفاء له ، فلا معنى لأن يدخل الحزن في قلبه وأن يحاول الانتحار مرات ومرات – كما في رواية الزهري – .

                        فالحادثة المذكورة قد اجتمع فيها الشذوذ في السند ، والنكارة في المتن ، فلا معنى لأن تُتخذ مطعنا في النبي الكريم .

                        ومع هذا كله ، وبفرض صحة هذه القصة جدلا ، فليس فيها ما يعيب شخص النبي صلى الله عليه وسلم أو يقدح في عصمته ، وبيان ذلك أنه قد همّ – على فرض صحة الرواية- بأن يلقي بنفسه ، والهمّ هنا لم ينتقل إلى مرحلة التنفيذ ، وذلك شبيهٌ بما حكاه الله تعالى عن يوسف عليه السلام في قوله : { ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه } ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة : " ولهذا لما لم يذكر عن يوسف توبة في قصة امرأة العزيز ، دلّ على أن يوسف لم يذنب أصلا في تلك القصة " . وهذا كحديث النبي صلى الله عليه وسلم :
                        ( ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة ، فإن عملها كتبت له واحدة أو يمحوها الله ) متفق عليه .

                        وأيضاً : فإن تحريم قتل النفس لم يكن نازلاً في شريعته صلى الله عليه وسلّم ، إذ القصّة في بداية أمر الوحي ، فكيف تكون تلك الحادثة - على فرض صحّتها - مدخلاً للطعن فيه صلّى الله عليه وسلّم ؟ .

                        ثم نقول : إن العصمة متحققة في هذه الحالة ، ووجه ذلك أن الله سبحانه
                        وتعالى صرف عنه هذا السوء ، كما صرف عنه قبل مبعثه حصول التعري ، وشرب الخمر ، والجلوس مع فتيان قريش ، وغير ذلك مما هو مبثوث في السيرة .

                        وهكذا يتبيّن لك أخي القاريء أن هذه الشبهة ليس لها أدنى حظ من النظر ، فلا هي ثابتة سنداً ، ولا هي صالحةٌ للطعن في من شهد له أعداؤه قبل محبيه بسمو أخلاقه ورجاحة عقله وطهارة روحه ، والحمد لله أولا وآخرا .


                        ولا حول ولا قوة الا بالله من اعداء سلفنا الطاهر ومن اعداء الاسلام جملة وتفصيلا اللهم انا ندعوك اما تريهم الصواب او تاخذهم اخذ عزيزا مقتدر اللهم امين امين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .


                        يتبع

                        تعليق


                        • #13
                          وقصة الانتحار تتبعت الطرق اليها ومحصت في الأسانيد فما وجدت فيها شيئا يصح فحاش أن يُقدم خير خلق الله صلى الله عليه وسلم على الانتحار تتبعت الطرق التي في غير صحيح البخاري فوجَدتها لا تصح وفعلا فقد أصبت والبخاري له في صحيحه أحاديث أوردها على أنها بلاغات ولم يوردها على أنها واقعة صحيحة والبلاغات في علم مصطلح الحديث هي أخبار وليست أحاديث صحيحة ... وهذا البلاغ ليس موصولا إلى رسول الله وهذا عين ماذهب إليه بن حجر رضي الله تعالى عنه حيث قال :
                          "إن القائل بلغنا كذا هو الزهرى وعنه حكى البخارى هذا
                          البلاغ وليس هذا البلاغ موصولاً برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال الكرمانى: وهذا هو الظاهر"

                          بلاغات الزهري ليست بشيء نعول عليه ،، فهو ضعيف ،، إضافة انه قد سقط من اسناده إثنان على أقل تقدير ،، وكما سبق أن أشرتِ إلى ما قاله يحيى القطان تعليقا على مرسل الزهري : " مرسل الزهري شر من مرسل غيره ؛ لأنه حافظ ، وكلما يقدر أن يسمي سمى ؛ وإنما يترك من لا يستجيز أن يسميه "

                          أما الرواية التي ذكرها بن حجر في فتح الباري عن ابن مردويه فهي من طريق محمد بن كثير المصيصي ،، وهو عندي كثير الغلط كما ذكر أيضا صاحب التقريب...

                          أما رواية ابن عباس التي جاءت في الفتح أيضا فهي عندي موضوعة لأن محمد بن حميد الرازي متهم بالكذب والذي اتهمه هو أبو زرعة الرازي...

                          واتفق أهل الجرح والتعديل أن مرسل الزهري ضعيف لأنه يرسل عن متروكين ،، وتلك الزيادة ليست من الحديث، وإنما معلقة. وليست كل المعلقات صحيحة عند أهل الحديث.
                          والبخاري أخرج هذا الحديث في عدة مواضع بدون تلك الزيادة أيضا، وبهذا يكون وكأنه أشار إلى بطلانها.
                          والزيادة التي أقصدها هي ما رواه الزهري : "وفتر الوحى فترة حتى حزن النبى صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزناً غدا منه مراراً، كى يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل، لكى يلقى منه نفسه، تبدى له جبريل فقال : يا محمد، إنك رسول الله حقاً، فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحى غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له : مثل ذلك.

                          تعليق


                          • #14
                            جزاك الله خير الاخ الباحث والرد المفحم لا اعرف كيف سوف يرد هؤلاء ننظر الرد

                            تعليق


                            • #15
                              يقول هي بلاغات ليست موصولة بالرسول صلى الله عليه واله وسلم

                              فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه ، تبدّى له جبريل فقال : يا محمد ، إنك رسول الله حقا
                              فمن اين علمت ذلك عائشة .؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              11 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                              ردود 2
                              13 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X