باسمه تعالى
الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين
لماذا وكيف إقرأ، وإعجب ، واحكم .
صحيح البخاري ج 8 ص 68 : ( وفتر الوحي حتى حزن النبي (ص) فيما بلغنا حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه تبدى له جبريل فقال يا محمد إنك رسول الله حقاً فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال مثل ذلك ) .
المروية كما ترى هي من مرويات البخاري وهذا يعني أنه يُفترض بك قبولها والحكم بصحتها دون نقاش وإلا ........
ولو سمحنا لأنفسنا بالتجرؤ لوجدنا :
- الوحي فتر عن النبي (ص) .
- النبي يحزن حزناً شديداً .
- النبي يُقرر الإنتحار .
- النبي يصعد إلى شاهق جبل ليلقي نفسه .
- يظهر جبريل فجأة ويمنعه من الإنتحار ويؤكد له أنه نبي .
- يسكن جأش الرسول وينزل .
- النبي ينتظر – يتأخر الوحي – يصعد الجبل – يتبدى جبريل ويؤكد له مجدداً أنه نبي – ينزل ... وهكذا مرات عديدة .
وبإختصار فتر الوحي أكثر من مرة والنبي حاول الإنتحار أكثر من مرة وجبريل يعاود تهدئته وطمأنته ، فيصدق النبي وينزل لكن اليأس يصيبه من جديد ...
وبودي هنا أن أسأل من ذكر هذه المروية ومن صدقها :
- هل كان النبي بنظر هؤلاء مؤمنا بالله واليوم الآخر ؟
- هل كان دوام إيمان النبي متوقفاً على إستمرار الوحي ؟ بحيث إذا إنقطع الوحي إنقطع إيمانه ؟
- إذا كان هذا النبي مؤمناً بنظر هؤلاء فهل كان يعلم أن الصبر جزء الإيمان و أن اليأس من روح الله نقيضه؟
- هل كان النبي أكثر ثقة بجبريل من إيمانه بالله عز وجل حيث كان يطمئن لقول جبريل بأنه نبي لكنه يعود فيشك كلما فتر الوحي؟
- هل كان النبي لا يؤمن إلا بالحسيات فتطمئن نفسه لرؤية جبريل و من ثم ييأس و يشك في حال خفائه؟
- هل كان النبي يعلم أن قتل النفس حرام أم ماذا؟
و هل... و هل... وهل...؟؟
أظنها أسئلة يفترض التجرؤ و الإجابة عليها، لأنه على ضوء الإجابات يمكن الحكم إما بصحة هذه المروية و إما أنها إحدى الأكاذيب الشنيعة التي لا محل لها إلا الضرب بعرض الحائط أو الرمي في المزابل حتى لو كان ذلك سيزعج مصححي صحيح البخاري. و لو أدى هذا إلى الطعن في مرويات البخاري فهو أهون عندنا بما لا مجال لقياسه من الطعن بالرسول الأعظم (ص) أكرم بني البشر وسيد الأنبياء و الرسل.
و ليسهل عليك الحكم على هذه المروية إقرأ:
فقد جاء في صحيح مسلم ج1 ص72 و في مسند أحمد ج2 ص478
عن أبي هريرة عن الرسول(ص)

و هذه المروية هي أيضاً صحيحة يفترض الأخذ بها دون نقاش. و عليه إذا جمعنا بين رواية البخاري و رواية مسلم تصبح النتيجة أن النبي كان يريد أن يتردى من جبل ليقتل نفسه فهو إذاً سيتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها.
و إذا لم تعجبك النتيجة فلا سبيل إلا الحكم بكذب إحدى المرويتين وهذا ممنوع لأنهم قالوا أن كل ما في البخاري و مسلم صحيح يجب الأخذ به. و قد قال العلماء أنهما و لا سيما البخاري أصح ما في أيدي المسلمين بعد القرآن.
و لو أن أحداً أقسم على أن كل ما فيهما صحيح لكان صادقاً بقسمه...
إذاً ما العمل بالله عليكم ؟...
النبي يريد أن ينتحر لماذا هل لرداءة إيمانه و قلة صبره و عظيم يأسه ؟
النبي يعرّض نفسه للخلود في النار ترى أين الإيمان و أين النبوة و على ماذا كان إصطفاء الله له؟
و كيف يطلب النبي من أتباعه إلتزام الصبر و الثبات و يحذرهم من اليأس وبحسب مروية البخاري يصبح هذا النبي أعجز منهم؟
و من جديد لابد من السؤال و الجواب إما أن يستحق النبي التردي في النار والخلود فيها و إما أن تُرمى مروية البخاري في المزابل .
و كي لا يعتقد البعض أننا نستعين بمسلم لنقض البخاري .
فاقرأ الآتي:
في صحيح البخاري ج2 ص99: عن النبي (ص)

فالرواية هنا بخارية و هي عن رجل لم يصبر على ألم جراحه فقتل نفسه تخلصاً منها فحرّم الله عليه الجنة.
فما بال النبي لم يصبه جرح و لا ألم وأراد قتل نفسه فقط لفتور الوحي ترى بميزان البخاري أكان النبي يستحق تحريم الجنة عليه أم لا ؟
و ما بال عوام المؤمنين يثبتون على إيمانهم و يصبرون على مآسي حياتهم رغم عدم نزول الوحي عليهم.
و في صحيح البخاري أيضاً ج7 ص223 عن النبي (ص) أنه قال

هذا جزاء من يقتل نفسه في الآخرة أما في الدنيا فإليك ما جاء في مسند أحمد ج5 ص91: إن النبي (ص) أخبر أن رجلاً قتل نفسه قال إذاً لا أصلي عليه .
و هذا أيضاً لا إستثناء فيها و هذا معناه إستحقاق النبي حرمانه حتى من الصلاة عليه. فيما لو لم يمنعه جبريل من الإنتحار , حاشا لعوام المسلمين أن يعتقدوا ذلك في نبيهم الأعظم(ص) لكنها العقول السخيفة و الأيدي الآثمة التي صاغت و كتبت هذه التشنيعات التي ما أنزل الله بها من سلطان .
و لست أدري ماذا يريد هؤلاء من النبي(ص) و ماذا أصابهم منه حتى يستحق منهم كل هذا الأذى؟؟
تعليق