إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حياة البرزخ ((قصة حقيقيه))

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    لنستكمل القصة التي باتت تترجم لنا هذه الحياة الغريبه في عالم آخر عالم البرزخ
    عقوبة الرشوة
    1- طرح الهموم على الزوجة

    وبعد هذا الحوار, أدرك السيد تقريباً سراً عظيماً وندم كثيراً على ماضيه ومشى ونحو أشخاص كانوا قريبين منه وقال لأحدهم- وكان معلق من شفته ويداه ترتعشان-: ماذا جرى لك؟ لماذا تصرخ غلى هذا الحد؟ وكان الرجل الذي لم يكن يسمع صوت السيد من شدة الأنبين والصراخ, يقول مع نفسه:
    زوجتي, لستِ هنا كي تشاهدين حالي المؤلم. لم أعلم القدرة في الدنيا وكنت أصي بوجهك غالباً وأضربك أحياناً نتيجة ذرائع واهية, واليوم أعف عني, وأطلبي من الله أن يعفو عن تقصيراتي. هل تذكرين أنه كان بيني وبينك مشاجرة حول كيفية الحياة وكنتِ غير مستعدة للأكل من المال الحرام؟ لا أنسى ابداً.
    وفي هذه الأثناء انقطعت سلسلة أفكار السيد بعد أن سمع صوتا حاداً وكريها. حدق النظر إلى الفضاء لمعرفة اتجاه الصوت وتعجب حين رآى شكلا مرعبا كان طوله يبلغ حوالي مترين يضرب رأس ووجه الرجل المعذب بأشعة حمراء على شكل مورب وكان يؤذيه بشدة بكل كلمة يقولها ويرن صداها في الفضاء مع فتح وغلق عينيه.
    وسمع السيد ذلك الشخص وهو يتحدث بلسان زوجته: (( أحمد. ألم أقل لك انني أحضر في جلسات درس العقائد. أن الارتشاء حرام ومن الذنوب الكبيرة مهما كان أسمه-لا تدع حياتنا تدار بمال حرام. وإذا تمت تغذية أطفالنا من الحرام فإن ذلك يؤثر في كيفية نمو شخصيتهم وتبلورها والخلاصة يؤثر في هويتهم الفردية وبنائهم الاجتماعي. لماذا يصبحون ضحية بسبب أخطائنا وتهاوننا؟ أن الله يعاقب في القيامة دافع الرشوة والمرتشي (كلاهما) عقوبة شديدة)).
    وبعد انتهاء نقل القول هذا, هدأ الجو وأضاف الشخص المجهول: كم كنت لجوجا وكنت أقول دائماً: لا بأس في ذلك. إذا كان شخص مستعد أن يعطيني مقداراً ن المال أزاء أنجاز عمله أو يدفع أجرة من أجل الأسراع بانجاز عمله فما هي الحرمة في هذا العمل؟ وكنت تقولين...
    وتكررت الحالة السابقة مرة أخرى ولم تكن الروح البرزخية في أمان من هجوم الأشعة المجهولة وبعد تحمل كل ذلك العذاب واصل التحدث بلسان زوجته: (( ان الناس يعملون ان ملفاتهم لا تأخذ طريقها إذا لم يدفعوا رشوة لك ولبعض الموظفين من أكثالك في الدوائر. وفي أثناء عملك تؤجل انجاز معاملات المراجعين حتى يضطر الناس حل مشاكلهم بالوساطة او بدفع الرشوة)). وبعد صمت قليل, ضرب الرجل المجهول رأسه بيديه وقال: يا ويلتي, كم من المشاكل اثرتها للناس!
    وحين وصل في كلامه إلى هنا وكان سيد صادق يسمع كل كلامه وعيناه تحدقان, نهض من مكانه دفعة واحدة وصاح بلا إرادة: إيها الرجل المسكين, هل حقا ان زوجتك كانت مؤمنة بالله إلى هذه الدرجة وكانت تنهاك عن عملك القبيح؟!
    فتاوه وقال: بلى ان أكثر المي هنا. كانت تلك المرأه المضحية تنصحني دائما وتذكرني بالنتيجة السلبية لأكل الحرام وعقوبة ذلك بعد الموت, ولكني كنت ارفض ذلك الكلام. ولم تكتف زوجتي بتحذيري من هذا البلاء الاجتماعي, بل كانت قانعة غير مسرفة كي لا أنجز إلى الارتشاء بسبب صعوبة العيش ومشكلة توفير نفقات إضافية.
    2- كنت موظفا حكومياً
    فقال سيد صادق: هل انتبهت الآن إلى ان هذا العذاب الذي تعاني منه هو نتيجة تلك الأموال التي تقول انك أخذتها من الناس رشوة؟
    فقال الرجل المجهول: كيف لا اصدق بينما تدرك جميع ذرات كياني الصورة الحقيقة للعذاب. اني أرى الان باب جهنم مفتوحا أمامي وكل كياني يلتهب من حرارة نارها. ياويلتي, ماذا سيجري علي في يوم القيامة وماذا سيكون مصيري!
    ومن أجل أكمال معلوماته قال سيد صادق متردداً: لا استطيع الان أن أصدق. كيف يمكن أعتبار المال الذي كان يعطيه الناس برغبتهم لغرض تمشية معاملاتهم رشوة يترتب عليها كل هذا العذاب؟
    فهز الرجل المجهول رأسه علامة على استفهام انكاري وقال: قلت رغبة؟ أية رغبة؟ أين؟ لي غرض؟ اني لم أقل هذا. هذا قول الله ورسوله ان طريقة عملي وعمل أمثالي في بعض الموارد, أدت إلى اضطرار الناس غلى استخدام اسلوب الوساطة أو دفع الرشوة كي ياخذوا حقهم. وفي الحقيقة كنت وامثالي مقصرين حيث ارتكبوا هذا الذنب ولما آخذ راتباً شهرياً من الحكومة ازاء العمل الذي كنت أقوم به, فلا يحق لي بأي ذريعة أن آخذ مالاً من عباد الله فسأل صادق بتعجب: كنت موظفاً حكومياً؟
    فقال متأسفاً: نعم, كنت خبيراً في شئون .. في دائرة... وكانت اجازات الكسب تصدر على ضوء رأي وتقييم أمثالي. كنت متشدداً في عملي, لا من أجل تنفيذ القانون بصورة صحيحة, بل كان غرضى من التحدث كثيرا عن القانون ان يعلم الناس أن مشاكلهم لا تح حتى يفرغوا الصرة-مثلاً- وطبعا كان في تلك الدائرة خبراء مؤمنين يؤدون وظائفهم ولم يكونوا على استعداد لخذ دينار من الناس. كانت بيني وبينهم مشاجرة دائماً حول هذه الاتاوة والارتشاء وكان وضع الناس سيئاً بسبب أعمالي المذمومة هذه. وحذروني مراراً من هذا السلوك غير الشرعي, ولكني كنت أنتقد اولئك الناس المخلصين من خلال تبرير وتاويل خاص وكنت اهددهم وادعوهم إلى عدم التدخل في تشخيصي وتقييمي.
    فسأل السيد بقلق: لماذا لم تلتفت في ذلك الوقت حيث كان الجميع يحذرك من سوء عملك, اي انك لم تكن تفهم ماذا يقولون؟ فقال الرجل المجهول: كنت أفهم, ولكن سوء وحسن أعمال كل شخص بمستوى الإيمان الذي ينبع من قلبه, في حين ان كل شخص يجب أن يفكر بالحل (التوبة والجبران) فوراً بعد كل غفلة وارتكاب ذنب. وإذا لم يغلق الطريق على النفس الامارة بعد اول معصية وأصبح تكرارها عادياً يصبح قلب العاصي مظلماً ويقوم بتغطية على قبحة لنفسة وللأخرين بالتبرير والتأويل! وبناء على هذا, أفهم الآن جيداً, ماذا كان يقول اولئك المؤمنين ولماذا يصرون على تحذيري من ارتكاب الارتشاء وهو عمل مذموم ومخالف للشرع.

    الى هنا نستوقف معكم القصه ونكمل بعد طلتكم علينا لنرى ماذا بعد ذلك وما حصل لهذا المجهول وما هي مسيرة حياته بالبرزخ؟؟
    ربنا يبعدنا وياكم عن هذه الافة ويجعلنا ن توابين والمؤمنين

    تحياتي

    تعليق


    • #17
      اللهم صلي على محمد وال محمد

      شكرا لك من مر على الموضوع وشارك به لكم مني كل التقدير والاحترام

      تعليق


      • #18
        السلام عليكم اختي الكريمة

        قصة معبرة جدا..أحسنتم على هذا الأختيار..بارك الله فيكم..وجزاكم الله كل خير

        نحن في انتظار البقية






        اختك الابرار

        تعليق


        • #19
          اللهم صلي على محمد وال محمد
          شكرا للاخت الابرار على مرورها الكريم واود ان اعلمك يا اختي بانني شاب ولست بفتاه وشكرا لك
          بعد رغبتكم باتمام القصه فلنرى التتمه وما حدث بعد ذلك بهذا العالم الغريب

          3- أجرة ام رشوة

          وفي ختام هذا الحوار الذي يُتعظ به مع الرجل المجهول, تداعى إلى السيد وقوع أهل زقاقه ومنطقته في هذه البلية في بعض الدوائر الحكومية, وقال: اذن قيام بعض موظفي الحكومة بالتظاهر أمام الناس بصورة مباشرة أو غير مباشرة بأنهم يقومون بتمشية معاملاتهم ويأخذون أجرة أزاء تلك الخدمة, هل هو رشو؟

          فقال: أنا أئن من بؤسي وأحترق ولا أعلم بأية نوايا يعمل الناس. ان كل انسان يعلم ماذا يفعل ويحاسب يوما مثلي على عمله في محضر الله. وأعلم أن الموظف الحكومي يأخذ راتباً شهرياً من الحكومة ومن بيت المال أزاء عمله. فإذا كانت المعاملات قانونية فيجب أن ينجزها وإذا كانت غير قانونية فإن انجازها مخالف لمصلحة المجتمع, اذن في كل الأحوال يحق له بأية ذريعة أن يأخذ من الناس شيئاً أزاء انجاز عملهم ولأن هذا النوع من الأخذ يتم لغرض مسبق لذلك يسمى العرف العام باسماء مختلفة مثل اجرة, هدية وغيرها. وكل هذه الاتاوات مهما كان اسمها تؤدي إلى فساد الثقافة الاجتماعية, وفي اطار الرشوة, عمل حرام وتستوجب العقوبة في محضر الله لكلا الطرفين.

          فقال السيد باستعجال: اذن أين مورد الهدية؟

          فقال الرجل المجهول: ان الهدية تعني تحفة واعطاء شيء بلا عوض وهي تعطى بين الناس وخاصة الاصدقاء والاقرباء من اجل زيادة الارتباط والمحبة وليس لغرض آخر ثم تحتل الانسان أهمية في مثل هذه الموارد. وفي مورد واحد فقط إذا قدم صاحب العمل هدية إلى موظف حكومي في نهاية عمل تم في مجرى صحيح وقانوني لغرض تثمين حسن عمله من دون تواطوء أو غرض مسبق, لعله لا يعتبر رشوة, وان كان تشخيص حدود هذين العملين حساس جدا ومن الافضل تجنب دفع واستلام هذا النوع من التقدير بغية الابتعاد عن مظان التهمة.

          وقال السيد مع نفسة: بلى, صحيح ان هذا النوع من اخذ المال من الناس رشوة. ولا يمكن للموظف الحكومي المرتشي ان ياخذ من الناس اتاوة إذا لم يكن لديه تبرير لا عماله. تارة يتظاهر ان طلب صاحب العمل خلاف للقانون ولأنه ممثل القانون فلا يحق له ان بعمل خلافا للقانون! ويعترض الناس المساكين إلى معاناة نتيجة اثارة الاشكالات هذه ويصرون ملتمسين على ان يجد طريقا قانونيا باي شكل كان لئلا يصلوا غلى طريق مسدود وتتوقف معاملاتهم. وفي ذلك الوقت يقوم هذا الشخص ممثل القانون بالمنة على صاحب المعاملة ثم يقوم من خلال منصب منفذ القانون, بحل مشكلته بمقدار المبلغ الذي يأخذه منه.

          الويل لهكذا موظف حكومي وممثل القانون! حقا كم يبلغ الإنسان من الحقارة والضعف حتى يقوم في زي القانون بالتظاهر بعدم قانونية معاملة شخص, وبعد ذلك يجد (جنابه) حلا قانونيا لتلك المعاملة الغير القانونية كي يستطيع ان ياخذ رشوة من الناس ازاء ذلك العمل ويسميها اجرة. ان كثيرا من الناس يعانون يوميا من هذا النوع من الموظفين العالمين في الدوائر الحكومية والشركات. انهم بمثابة حشرات تمتص دماء الناس, ويسمون عملهم هذا أداء وظيفة. ويتوقع الموظفون من هذا القبيل أن يثمن الناس جهودهم ويحترمونهم.

          وطريقة تفكيرهم عادة هي ان المعيشة تتطلب انفاقا وينبغي الحصول على المال كي يعيشوا عيشة جيدة ولا يهمهم من اي طريق كان وينسى بعضهم حق الناس بمجرد أن يصل غلى منصب وينهب من بيت المال بذرائع مختلفة وبالرغم من ان الحياة كلها موعظة, لكنهم لا يريدون ان يفهموا انهم سيعاقبون يوماً. ومن الممكن انهم يتهربون عدة ايام من المؤاخذة ولا يعاقبون أحيانا في جهاز الحكومة المفتوح والواسع من خلال الحيلة, بيد أنهم لا يقبلون ان هناك سبب في عدم وجود بركة في كل ما يحصلون عليه. هل انهم سألوا أنفسهم ولو مرة واحدة هل يمكنهم ان يتوقعوا أن يكون لهم ولد صالح وهم يقومون بامرار معاشهم بأموال الناس هذه؟ انعم يغرمون في دنياهم باشكال مختلفة.

          ورغم الهم الذي كان يؤذي كيان الرجل المجهول, فإنه تكلم وقال: مع من تتكلم؟

          توقف السيد قليلا وقال: لا أعلم, معك , مع اولئك, مع نفسي! ولكني أعلم ان طبع الانسان هو انه يبرر بشكل عام كل أعماله وفقا لرغبة نفسه كي لا يقع في مشقة. ان اكثر الناس يفسرون كل شيء بالشكل الذي يريدونه ويرون الحياة بنظاراتهم الشخصية ويصرون على اظهار قبح أعمالهم بمظهر حسن, من دون أن ينتبهوا إلى ان كل فعل يتطلب رد فعل. وقد وقع مرارا أن وصل امثال هؤلاء الناس إلى طريق مسدود ولكنهم لم يسألوا أنفسهم أبدا عن سبب هذا الاضطراب في حياتهم, مثلا لماذا يعانون من ضيق المعيشة او يواجهون مشاكل اخرى, بالرغم من هذا الدخل الذي لديهم.

          فقال الرجل المجهول انهم نتيجة الشباك الغليظة التي لفوها حولهم لا يدركون أبدا المعنى الصحيح للحياة حتى يحين الموت وتغلق ملفات حياتهم في الدنيا المادية. وبعد الموت يفهون ماذا جرى.

          4- طول الأمل

          ولما سمع المجهول الهمس الواعي للسيد إلى هذا المقطع وكان يحترق في عذاب الحسرة على الماضي ورؤية المشهد المرعب عدة ذنوب كبيرة, صاح: الويل لي ولطول أملي أيها القلب الغافلو لماذا كانت الماديات وزخارف الحياة هدفي؟ أيتها النفس سيئة الحظ هل تذكرين اني كنت اغبط دائما الذين كانوا يعيشون عيشة مترفة هل تذكرين كيف كنت اتمنى دائما ان يكون لدي منزلا نموذجيا وسيارة فخمة وأثاثا متطورا ومواد كمالية كما كانت لديهم. ولكن ليس فقط أني لم أحصل عليها- ومن حسن الحظ اني لم أحصل عليها- بل ان التفكير بطلب الدنيا ادى إلى بؤسي وبمقدار ما جمعته من مال الدنيا وتعلقت به أتعرض الآن إلى عذاب خاص أضافة إلى المحاسبة اللاحقة على حلالها وحرامها.

          أجل, أفهم الآن أن الزينة المادية للدنيا . لا تفيد إلا في الحياة الدنيا وتنعكس بطالبها في سفر الأخرة على ضوء نظرته اليها كوسيلة أم هدف. وقد أضعت الحياة الاخروية بسبب تلك التعلقات النفسانية. لماذا أضعت حياتي الابدية من اجل سعادة وهمية في الحياة الفانية؟ اني أعلم ان عذابي شديد نتيجة ذنوبي الكبيرة, وقد سد طريق النجاة بوجهي تقريبا بسبب الرشاوى التي أخذتها من الناس.

          وكرر ما قاله سابقا وخاطب زوجته على شكل نداء بلا جدوى وقال: زوجتي المضحية, ارحمي حالي, وتنازلي عن حقك لعل عذابي يخففز لقد تعرضت في الليلة الاولى بعد الموت إلى ضغط القبر بمقدار كاف, والآن أفهم انك كنتِ على حق. لقد كنت امرأة صالحة حيث يصدر عنك رد فعل على سلوكي الحاد وسبي وكنت تقولين بصبر خاص: (( يا أحمد, الله يحكم بيني وبينك)).

          وفي هذه الأثناء ضُرب مرة أخرى بأشعة حمراء على رأسه ووجهه وصاح آه! الهي ارحمني. كم عملت سوء حتى اجزي بسوء الآن!

          هذا الى هنا وساعود لكم بتتمة القصه مع مشهد آخر لأمرأه في هذا العالم الغيبي الغريب فيا ترى ماذا قصة هذه المراه؟؟ما ذنبها؟؟ وما حصل مع السيد صادق ؟؟

          هذا وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

          وابعدنا عن آفات الدنيا يا رب العالمين

          تحياتي
          اخوكم

          تعليق


          • #20
            للهم صل على محمد وآل محمد

            لرغبتكم باتمام قصة هذا العالم الذي لا نعي منه شيء لنطل عليكم بقصة بهذا العالم نحو اشخاص لاقو منه وعايشوه لنرى ما هي قصة هذه المراه وما قصة سيد صادق معها
            1- مشهد مؤسف
            كان السيد يلاحق بعينه وادنه لحظة صوت انين المعذبين في البرزخ. وبعد أسفه على الماضي المضيع للرجل المجهول (احمد) لفت انتباهه مشهد مؤسف آخر. لقد رآى أمراة تنهش باظافيرها وجهها المحروق وتلوك لسانها من شدة الغم واللم والوقوع في عذاب وادى برهوت ويجري لعابها بلا إرادة من طرفي شفتها. مشى نحوها قليلاً لعله يسمع أنينها بصورة افضل ويطلع على مشكلتها. كانت تقول:
            إلهي, لقد أسئتُ, الهي لا تفضحني أكثر من هذا, لقد سمعتُ مراراً ان الغيبة والنميمة حرام وكلاهما من الذنوب الكبيرة. ولم أكن أدرك أهمية عذابهما وصعوبته. كنت أقول مرارا: اني اذكر صفة الآخرين. ولكن... ولكن الآن... يا ويلتي!...
            فقال السيد باستغراب كثير: هل ان ذكر صفة الاخرين حرام؟
            فنظرت المرأة المعذبة نظرة غامضة ومجهولة إلى السيد, وقالت وقد انتباها مزيد من الشعور بالخجل والذنب: طبعاً حرام وذنب إذا كان الشخص غير راض.

            فقال السيد: من يرضى أن يذكر بسوء في غيابه. وإذا كان صحيحاً فإن أكثر الناس مبتلون. أليس كذلك؟
            نظرت المراة المسيئة إلى نقطة غير معلومة, ثم أنت من شدة العذاب وقالت: لماذا يكون الأنسان محبا لنفسهما دام حياً! أجل صحيح, أجل كثير من الناس مبتلون. كيف يرضى الآخرون؟ من الواضح ان اي شخص في غيابه حرام وحتى انه يعتبر اشد من الزنا.

            فقال السيد بدهشة: كيف يمكن ان تكون الغسية أشد من الزنا؟ ولم ترغب المراة المفضوحة في ان تتكلم أكثر من ذلك, وبعد أصرار السيد أصبحت تامل أن يحصل انفراج في تعذيبها الروحي نتيجة ذكر هذه الحقائق ويقظة السيد فقالت: ان الزنا- إذا لم يكن عنوة أولم تكن المراة محصنة- يتعلق حق الله وائرة تاثيره الأجتماعي اقل, وإن كان إزدياده وشيوعه يؤدي إلى إخطار وقلق اجتماعي ىخر, ولكن مرتكب هذا الذنب النادم يغفر ذنبه (إن شاء الله) في حالة التوبة الجادة قبل الموت, في حين ان الغيبة, تتعلق بحق الله وكذلك حق الناس ومن اللازم في حالة التوبة بعد الذنب نيل رضا العبد إلى نيل رضا الله.
            أن تأثير الغيبة السيء يبد من لحظة الوقوع وقد يترتب على احد مواردها, عوارض سوء الظن, عدم الثقة, سوء تفاهم, اشتعال نار الغضب, قطع الرحم, اشتعال حس الانتقام, الكلام البذيء, تهم لاحقة, اختلاف ونزاع عائلي وعشائري واجتماعي احيانا وقتل نفس وسائر الكوارث وكل واحد منها عموماً من الذنوب الكبيرة. وهذا ضرر معنوي وقد لا يقل ضررها المادي عن ضررها المعنوي. اذن يترتب على زوال قبح الغيبة وسيوعها على شكل مرض في المجتمع, خسارة اجتماعية لا تعوض لا يعلمها إلا الله.
            فقال السيد:اريد ان اعلم هل ان الزنا عنوة وزنا المحصنة اشد حيث استثنيتهما في بداة الاشارة؟
            فقالت المرأة: بلى هما اشد, ان النساء إذا أكرهن على الزنا أو زنت نساء لديهن أزواج, فإنه لا يقع زنا فقط بل يقع في الحقيقة اعتداء على حقوق بعض الناس ويزيد شدته.
            2- عاصفة في البرزخ
            وعاد السيد الى كلامه الاول مرة ثانية وقال: ما هو برايك السبب الرئيي لارتكاب الغسية التي تترتب عليها ك هذه المفسدة الأجتماعية؟ وقبل ان تجيب المرأة المعذبة وقعت هزة قوية ورعد وبر شديد رافقته عاصفة ترابية وبعد ذلك أصبح مكان البرزخ مظلماً ولم يستطع شخص ان يرى شيئاً. وانحبست الاصوات وأنين اهل البرزخ في الصدور. وساد صمت طويل في كل مكان في البرزخ وساور السيد من مزيد من الخوف من صمت المكان الذي له معنى. ولم يفهم ماذا جرى ولام نفسه وهو يحتمل ان طرح سؤاله هذا ادى إلى كل هذا الرعب وسلم نفسه إلى القضاء والقدر وبعد ذلك رن فجأة صوت مرتفع مجهول في صمت البرزخ المجهول هكذا: حب النفس, وكرر مرتين اُخريين- ولكن ليس بشدة المرة الأولى -:حب النفس, حب النفس وسكت بعد ذلك, هدأت العاصفة وعاد كل شيء الى حالته الاولى واستانفت أهل المعاصي أنينهم وبدا كل شخص بالجزع والفزع بمقدار ألم عذابه.

            وبينما كانت المرأة البائسة تنهش وجهها وكان لعابها يجري من طرفي شفتها نتيجة لوك مادة مجهولة وقد خرجت رائحة كريهة, خاطبت السيد وقالت: هل أدركت الآن سبب الغيبة؟ وبعد ذلك لم تتمكن أن تقف معتدلة وانحنى ظهرها قليلا.
            فقال السيد وهولا يزال متحيراً ولم يخرج من الجو المرعب الذي وقع قبل عدة لحظات: بلى... بلى... طبعا... فهمت أن...
            فقاطعته المرأة وقالت: ان حب النفس منبع كثير من الذنوب وليس السبب الرئيسي للغيبة.
            وقال السيد مرة أخر:..... بلى ....ان حب النفس سبب كثير من الاعمال السيئة والانحرافات والظلم والجرائم.
            وأضافت المرأة: أجل, ايها النسان ما غرك بربك الكريم ولماذا عصيته فقالت ومعها عدد كبير من اهل البرزخ: حب النفس ووقعت ضجة وخرج صوت متناسق في الفضاء أدى إلى مشهد مرعب, وقالت مر اُخرى بصوت مرتفع: لماذا يكون الإنسان جزوعاً وحريصاً.
            فقالوا بصوت واحد بسبب حب النفس.
            - ولماذا يطغى ولا يهدأ بال حتى تتحقق رغباته؟؟
            وكان الجواب: بسبب حب النفس.
            واضافت: بلى, ان اختلافات بين المراة والزوج والمشاجرات العائلية والنزاعات بين القبائل والحروب الدامية التاريخية والعصبيات الفردية والأجتماعية والأفكار القومية وغيرها كلها بسبب-فقالوا بصوت واحد: حب النفس.

            ان جميع المفاسد وجميع الذنوب التي يرتكبها الإنسان سواء كانت صغيرة ام كبيرة والخلاصة, ان جميع انواع الحب والبغض الفردي والأجتماعي يصلها الماء من خلال جذر واحد, بلى من خلال جذر واحد وهو حب النفس.
            الى هنا واعود لكم بعد ردودكم ما حصل لهذه المراه والى اين وصل التفكير والحيره والموقف المرعب الذي ياتي ويذهب وابواب هذا العالم الغريب ومسائلات هذا النفس عما حصل من ذنب ومفارقات بين رضا الله وحب النفس
            ابعدنا الله واياكم عن افة الغيبه والنميمة التي هيه اشد من القتل
            رحمنا الله واياكم من جور البرزخ وعذاب القبر وضغطته


            تحياتي

            تعليق


            • #21
              الله ايجازيك كل خير اخي على القصة
              وننتظر البقية

              تعليق


              • #22
                احسنت وبارك الله فيك

                تعليق


                • #23
                  اللهم صلي على محمد وال محمد

                  شكرا للاخت شاعرة الشام

                  شكرا للاخت كويتيه في امريكا


                  شكرا لكم على المرور الطيب الكريم وجزاكم الله الف خير

                  تعليق


                  • #24
                    أحسنت رحم الله والديك

                    تعليق


                    • #25
                      شكرا جزيلا لك

                      تعليق


                      • #26
                        اللهم صلي على محمد وال محمد

                        ووالديك يا اخت اميرة_البجع

                        شكرا لمروك يا اخ لواء الحسين

                        شكرا للجميع
                        تحياتي

                        تعليق


                        • #27
                          اللهم صل على محمد وآل محمد
                          لاستكمل هذه القصه لنخرج بالفائده على جميع على ان لم يعد هناك كثير من القراء لها كما عهدتم بسابق لكن نتمنى ان نكملها لنخرج بالفائده المرجوه
                          هيا معا لنرى ماذا حدث بعد ذلك مع الامراه وسيد صادق
                          3- حب النفس أم الحب الطاهر
                          وبدأ المرأة المعذبة تتكلم كلاماً هادئاً وقالت: من الأفضل أن أقول ان كثيراً من أنواع الحب وابداء المودة وحتى ما يقوم به كثير من الناس من عبادات بسبب الخوف من عقاب جهنم أو الطمع في ثواب الجنة, ناجم عن حب النفس.
                          فقاطع السيد المرأة وقال: اذن اما أن يكون هذا النوع من العبادات, ليست عبادة أو ان خصلة حميدة, أيهما صحيح؟ فقالت المرأة المعذبة: ان الانسان يحب نفسه بالفطرة. ولا يئل جهدا في خدمة نفسه ما دام حياً ويقوم بالسعي من أجل الحياة ويتحرك في الحياة الفردية والاجتماعية انطلاقا من هذه الخصلة الذاتية.
                          ان حب النفس في الحقيقة ماكنة نشاط كل شخص في الحياة الدنيا وإذا تمت السيطرة على تلك الخصلة وتم توجيهها فانها تنتهي إلى صلاحه وفلاحه, ويصبح الإنسان إنساناً.
                          ان العبادات الناجمة عن الخوف والرجاء (جهنم والجنة) من هذا النموذج وهي مرتبة موجهة ورفيعة من ذلك النموذج. وهناك مرحلة أعلى من هذه المرحلة فيما يتعلق بالانبياء والأئمة المعصومين (ع) واولياء الله حيث تتحول هذه الخصلة-حسب مراتب الأولياء- غلى حب طاهر وايثار إلى الخلق ومحبة خالصة لخالق الكون وتنتهي إلى الفناء في الله, مثلما يفعل الشهداء الذين يفسرون علمياً معنى الحب الطاهر وهي مرتبة رفيعة من خلال التضحية بأنفسهم العزيزة وتقديمها في سبيل الله. وفي تلك الحالة, تذوب ((اأنا)) و ((نفس)) الإنسان في حب الله ولا يوجد مكان لحب النفس في كيان اولئك العظماء. ويشهد على هذا الادعاء العبادات والمناجاة التي كان يقوم بها اولئك الاسوة ويؤيد هذه المسألة ما قاله الامام الحسين (ع) في آخر لحظات حياته في يوم عاشوراء: ((الهي رضا برضاك)) ولما سمع السيد هذه المسائل انتابه حية مضاعفة وقال مع نفسه: الهي, ماذا اسمع؟! ثم طلب من المرأة المعذبة ان تتكلم أكثر.
                          فقالت: بلى, كثيرهم الذين بلغوا حب الله ونالوا رضاه من خلال التضحية بانفسهم والتخلي عن حب انفسهم وأصبحوا اصحاب مكانات وكرامات وقصة رجولة وإيثار ((بورياي ولي)) مشهورة حيث أصبح صاحب كرامة ومستجاب الدعوة نتيجة ايثاره وعدم تلبيته لرغبته النفسانية.
                          ان حب الأبوين وخاصة الام للولد, وان كان ارضيا, إلا أنه من نموذج الحب الطاهر الذي يستحق الاحترام, لأنه مظهر من مظاهر الالهية ويعني الايثار وتقديم الغير على النفس, ولهذا السبب جعل الله, احترام الأبوين بعد عبادة وطاعة المخلوق للخالق واوصى الاولاد برعاية ذلك. وبلعكس إذا لم تتم السيطرة على هذه الخصلة الفطرية وأصبحت تحت تصرف النفس الامارة, تظهر خلقه هذا إلى الدخول في العالن الحيواني ويصبح أحياناً أكثر وحشية من الحيوان وهي أسقل مراتبه.
                          فهل فهمت الآن حقاً ان حب النفس سبب جميع المفاسد الأجتماعية؟
                          واستغرق السيد بعد سماع كلام المرآة المعذبة في التفكير في حقائق جديدة ولم يتمكن من التوصية باي طريق نجاة لتبرئة الأنسان الضال, وهز راسة عدة مرات علامة اسف وقال: بلى, ان اكثر الناس في معاناة على ضوء هذا الحساب. هل ان فهمي صحيح؟
                          فقالت المرأة المعذبة: أجل هكذا ! ألم تسمع ان طريق جميع الناس يمر من جهنم وأكثرهم سيتعرضون إلى العذاب؟
                          ولم يستطيع السيد اخفاء خوفه وقال بقلق: ما هو الطريق الذي ينبغي أن يختارة الذين لا يزالون احياء كي لا يقعوا في معاناة؟
                          وفجأة انطلق صوت مجهول جميل في فضاء البرزخ: ان معيار الإنسان نفسه, بلى نفسه.
                          إذا كان الانسان يعرف الحق والحدود ويعرف ((نفسه)) جيداً وماذا يتووقع من الآخرين في ما يتعق به ويحترم شرف الاخرين وحقوقهم كما يحترم شرفه وحقوقه وبتعبير آخر يجعل نفسه معياراً, فإنه لا يسعى في اضاعة حقوق الآخرين ولا يغتب شخصاً وإذا غفل وخدعته نفسه (الشيطان الباطني) وارتكب ذنبا, يندم فورا ويسعى إلى جبرانه.
                          هذا الى هنا استوقف لكم هذا التفكير وهذا المنحنى الكبير في هذا العالم الغريب الذي قد نمر عليه بيوم من الايام ولا نعي لاي مسير نرنوا اليه
                          جعلنا الله من العاصمين لانفسنا الماسكين لزلاتنا التائبين لذنوبنا
                          ربنا لا تواخذنا ان اذنبا ربنا انك الغفور الرحيم
                          وستغفر الله لي ولكم ولجميع المؤمنين

                          تحياتي

                          تعليق


                          • #28
                            اللهم بحق علي لا تحشرنا الا مع علي
                            علي الدر والذهب المصفى وباقي الناس كلهم ترابو

                            تعليق


                            • #29
                              قصة معبرة جدا..أحسنتم على هذا الأختيار..بارك الله فيكم..وجزاكم الله كل خير

                              تعليق


                              • #30
                                شكرا لك على الطرح الرائع
                                من المتابعين
                                بارك الله فيك

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X