إن الوسطية في كل الامور بلا إفراط ولا تفريط هي الوسيلة المثلى للوصول الى إرضاء الباري سبحانه
والتطبير هو حالة تمثل الإفراط بكل ما تمثله الكلمة من معنى
وهذا جواب أحد المراجع العظام حول هذه المسألة
والتطبير هو حالة تمثل الإفراط بكل ما تمثله الكلمة من معنى
وهذا جواب أحد المراجع العظام حول هذه المسألة
س :-ما حكم سماحتكم في الممارسات التي تشوب الشعائر الحسينية من قبيل الزنجيل والتطبير وكل ما من شئنه إلحاق أذى بالجسد جزأكم الله خيرا
ج:- لاشك في ان نهضة الإمام الحسين عليه السلام لم تكن حدثا تاريخيا عابرا أو واقعة مأساوية كسائر الوقائع العادية التي تحفل بها الأزمنة, وإنما كانت واقعة من اهم الوقائع الكبرى التي يهتز لها الوجدان الإنساني وتطبع بصماتها على الناس . وقلما يظفر المتأمل في سجل التاريخ بحادثة كحادثة كربلاء , وقضية كقضية أبي الأحرار الإمام الحسين عليه السلام في إثارتها للوجدان الجماهيري وتحريكها للعاطفة الإنسانية بصورة مستمرة وبالزخم نفسه الذي زلزلت به ساحة الأحداث في المقطع الذي وقعت فيه تلك الملحمة الخالدة التي ترائت للناس أسطورة في ما عرضته من مشاهد وسطرته من معاني وخلفته من آثار . وقد خلقت هذه الحادثة قاعدة جماهيرية متصلة تبنتها وتعهدت بالنضال في سبيلها هدفا وفكرا ومنهجا ورصيدا وعملا , وكان لهذا الأمر دوره في إدامة هذه القضية وترسيخها في الألباب والقلوب , إنها ظاهرة تناغم أخاذ بين هذه القضية التي توقد بحرارتها النفوس فتطفق تعبر عما يجول فيها من رؤى ومشاعر وبين هذه النفوس التي جندت لأداء وظيفتها إزاء هذه القضية كالزيت يحترق بالنار فيمونها لتبقى شعلتها ملتهبة وملهبة مادام له وجود . وقد تعرٌضت هذه القضية لإفراط وتفريط , أما التفريط فهو المحاولات غير المبررة لجعلها من الحوادث التاريخية العادية أو شبه العادية وإعطائها طابعا محدودا وتسطيحها , فضلا عن محاولات أنسائها واقتلاعها من سجل الذكريات , بل منع البعض من اظهار الحزن والبكاء وانشاد المراثي مدخلا لها في الجانب الشخصي للقضية وكأنها من قبيل التفجع على موت انسان مع انها ليست كذلك جزما ,فان الحزن والبكاء والرثاء لأجل المظلومية امر تنزع اليه النفس الإنسانية حسب فطرة الله التي فطر الناس عليها فكيف يحول الشارع بحكم بين النفس وما فطرت عليه وهذا غير التفجع لحادثة الموت نفسها حيث ان الموت هو قدر الله الماضي على جميع خلقه . وهذا يعبر عن جانب التفريط في القضية وهو أمر لا يتقبله منطق التأثير التاريخي . واما جانب الإفراط فهو الذي يتعامل مع هذه القضية من خلال تضخيم بعض تفاصيلها استنادا إلى روايات ضعيفة أو التركيز على جانب المأساة والمغالاة في تحريك العاطفة الإنسانية ليتحول التعاطي معها إلى حالة الانفعال العاطفي واهمال المحتوى العظيم والثر الذي يتصل بفلسفة هذه النهضة ودراسة ابعادها المتنوعة واستخلاص العبر والدروس منها واستنطاقها لتبقى الحادثة الملهمة على الدوام . وقد يصل هذا التركيز العاطفي إلى درجة التعبير عن العاطفة وابراز التـفاعل مع المأساة بألوان واشكال من الممارسات التي تعطي صورة مشوهة عن الطريقة المعقولة في احياء الذكرى فتوجد انعكاسا سلبيا على الذكرى نفسها,بل يتسرب من خلالها الوهن إلى القاعدة الفكرية التي تنطلق منها . ولذا فاننا نرى أن هذه الممارسات غير صحيحة وليست فيها مصلحة ويجب تنزيه الشـعائر الحسينية منها والعمل على احياء الذكرى بالطرق الصحيحة التي تـتـنــاسب وعظمتها وما تستحقه من فاعلية وبقاء ولا نعني بذلك اغفال الجانب العاطفي والمأساوي في القضية لكن يتم ابراز عنصر المأساة وما فيه من تحريك للوجدان وما يتمخض عنه من تعبير تتوهج من خلاله العاطفة الانسانية بالاداء الصحيح الذي يتماشى والطبع العقلائي بما يحفظ للفكرة هيبتها وللحادثة عمق تأثيرها الايجابي وبالله التوفيق . 21 ذو الحجة الحرام 1426
ج:- لاشك في ان نهضة الإمام الحسين عليه السلام لم تكن حدثا تاريخيا عابرا أو واقعة مأساوية كسائر الوقائع العادية التي تحفل بها الأزمنة, وإنما كانت واقعة من اهم الوقائع الكبرى التي يهتز لها الوجدان الإنساني وتطبع بصماتها على الناس . وقلما يظفر المتأمل في سجل التاريخ بحادثة كحادثة كربلاء , وقضية كقضية أبي الأحرار الإمام الحسين عليه السلام في إثارتها للوجدان الجماهيري وتحريكها للعاطفة الإنسانية بصورة مستمرة وبالزخم نفسه الذي زلزلت به ساحة الأحداث في المقطع الذي وقعت فيه تلك الملحمة الخالدة التي ترائت للناس أسطورة في ما عرضته من مشاهد وسطرته من معاني وخلفته من آثار . وقد خلقت هذه الحادثة قاعدة جماهيرية متصلة تبنتها وتعهدت بالنضال في سبيلها هدفا وفكرا ومنهجا ورصيدا وعملا , وكان لهذا الأمر دوره في إدامة هذه القضية وترسيخها في الألباب والقلوب , إنها ظاهرة تناغم أخاذ بين هذه القضية التي توقد بحرارتها النفوس فتطفق تعبر عما يجول فيها من رؤى ومشاعر وبين هذه النفوس التي جندت لأداء وظيفتها إزاء هذه القضية كالزيت يحترق بالنار فيمونها لتبقى شعلتها ملتهبة وملهبة مادام له وجود . وقد تعرٌضت هذه القضية لإفراط وتفريط , أما التفريط فهو المحاولات غير المبررة لجعلها من الحوادث التاريخية العادية أو شبه العادية وإعطائها طابعا محدودا وتسطيحها , فضلا عن محاولات أنسائها واقتلاعها من سجل الذكريات , بل منع البعض من اظهار الحزن والبكاء وانشاد المراثي مدخلا لها في الجانب الشخصي للقضية وكأنها من قبيل التفجع على موت انسان مع انها ليست كذلك جزما ,فان الحزن والبكاء والرثاء لأجل المظلومية امر تنزع اليه النفس الإنسانية حسب فطرة الله التي فطر الناس عليها فكيف يحول الشارع بحكم بين النفس وما فطرت عليه وهذا غير التفجع لحادثة الموت نفسها حيث ان الموت هو قدر الله الماضي على جميع خلقه . وهذا يعبر عن جانب التفريط في القضية وهو أمر لا يتقبله منطق التأثير التاريخي . واما جانب الإفراط فهو الذي يتعامل مع هذه القضية من خلال تضخيم بعض تفاصيلها استنادا إلى روايات ضعيفة أو التركيز على جانب المأساة والمغالاة في تحريك العاطفة الإنسانية ليتحول التعاطي معها إلى حالة الانفعال العاطفي واهمال المحتوى العظيم والثر الذي يتصل بفلسفة هذه النهضة ودراسة ابعادها المتنوعة واستخلاص العبر والدروس منها واستنطاقها لتبقى الحادثة الملهمة على الدوام . وقد يصل هذا التركيز العاطفي إلى درجة التعبير عن العاطفة وابراز التـفاعل مع المأساة بألوان واشكال من الممارسات التي تعطي صورة مشوهة عن الطريقة المعقولة في احياء الذكرى فتوجد انعكاسا سلبيا على الذكرى نفسها,بل يتسرب من خلالها الوهن إلى القاعدة الفكرية التي تنطلق منها . ولذا فاننا نرى أن هذه الممارسات غير صحيحة وليست فيها مصلحة ويجب تنزيه الشـعائر الحسينية منها والعمل على احياء الذكرى بالطرق الصحيحة التي تـتـنــاسب وعظمتها وما تستحقه من فاعلية وبقاء ولا نعني بذلك اغفال الجانب العاطفي والمأساوي في القضية لكن يتم ابراز عنصر المأساة وما فيه من تحريك للوجدان وما يتمخض عنه من تعبير تتوهج من خلاله العاطفة الانسانية بالاداء الصحيح الذي يتماشى والطبع العقلائي بما يحفظ للفكرة هيبتها وللحادثة عمق تأثيرها الايجابي وبالله التوفيق . 21 ذو الحجة الحرام 1426
تعليق