.. بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيِـمْ ..
.. السَّلاَمُ عَلَيْكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ ..
.
.
.
لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيِم .. وَ اللهِ مَا أَنْتَ
إِلاَّ باحِثٌ عَن هَزَلٍ وَ تِلْعَاب .. وَ سَنُلْحِقُكَ بِصَاحِبِكَ المُـدَّعِ
لِلتَّشَيُّع المُسَمَّى بِنَصْر وَ لاَ تَحْسَبَـنَّ ذَلِكَ بَعِيِدَا .. يَا
فَحْلاً بِلاَ فُحُولَه وَ يَا رَجُلاً بِلاَ رُجُولَـه , تَمَهِّل قَلِيِـلاً وَ لاَ
تَكُن ذَا قَوْلٍ يُنَاقِضُهُ الفِعْل .. وَ حَتَّى لاَ تُصْبِح مَكْسِيَّاً بِعُرِيّْ
كَمَا هُوَ حَالُكَ الآنْ .. وَ لَوْ أَنَّ مِقْدَارِي أَمَامَكَ كَمِقْدَارِ
الصِّفْرِ مُقَابِلاً لِبَاقِ الأَرْقَام لَمَا أَعْجَزْتُكَ حِيِنَما إِدَّعَيْـتَ
كَاذِبَـاً ( بِأَنَّكَ تَعْلَمُ الغَيْب وَ أَنَّـكَ رَسُولٌ إِرْتَضَاهُ الله )
لِذَا فَإِنِّي ( اُكَرِّمُ ) البَهَائِمَ السَّارِحَةَ ( عَنْ مُمَاثَلَتِكَ ) بِهَا
فَكُنْ رَجُلاً كَالرِّجَـالْ ثُمَّ اِنْتَقِد وَ دَعْ عَنْكَ غُرُورَ الشَّيْطَانِ لأَنَّهُ
( بَصَقَ ) فِي وَجْهِكَ مِرَارَاً حَتَّى بُـتَّ لاَ تُفَرِّق بَيْنَ مَا يُرْضِـي
اللهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى وَ مَا يُسْخِطُه .. ثُمَّ لِمَاذَا أَنْتَ غَاضِب ؟!
وَ لِمَاذَا تَذَكَّرْتَ الجَمْرِيّْ ؟! أَمُشْتَاقٌ أَنْتَ إِلَى الإهَانـه ؟!

... ( يَتْبَـع )
.
.
.
يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى ( وَعَدَ اللهُ الَّذِيِنَ آمَنُوا مِنْكُم وَ عَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُـم فِي الأَرْضِ كَمَا اِسْتَخْلَفَ الَّذِيِنَ منْ قَبْلِهِــم
وَ لَيُمَكِّنَـنَّ لَهُم دِيِنَهُـمُ الَّـذِي اِرْتَضَـى لَهُم و لَيُبَدِّلَنَّهُـم مِنْ بِعْدِ
خَوْفِهِـم أَمْنَـاً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئَـاً وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ
فَأُولاَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونْ ) .. صَدَقَ اللهُ العَلِيُّ العَظِيِم
الدَّلِيٍِلْ الأَوَّل ..// بِمَا أَنَّك رَبِيِبُ الأَخَوَيْن يَتَنَاوَبَانِ عَلَيْك لِتُنَاصِرْهُمَا
بِمَا لاَ تَدْرِي .. فَهَل لَكَ أَنْ تُجِيِبَنِي عَمَّا يَجُولُ فِي عَقْلِي مِنْ تَسَـاؤُلاَتٍ لاَ
أَتَوَقَّعُ أَنَّكَ قَدْ عَرَضْتَهَا عَلَى هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيِمَـه ..
*إِيِضَاحْ..// ( لَوْ سَلَّمْنَا جَدَلاً ) أَنَّ الثُّـلاَثِيَّ المَنْكُـوب المُتَمَثِّـل
بِأَبِي بَكر وَ عُمَر وَ عُثْمَان قَد تَحَقَّقَ بِهِم الإِيِمَان وَ الإِتْيَانِ بِصَالِحِ
الأَعْمَال .. فَكَيْفَ بِنَـا أَنْ نُجِيِبَ عَلَى تَسَاؤُلاتٍ تُطْرَحُ تِبَاعَـاً بِمُجَـرَّد
اِسْتِكْمَالِ قِرَاءَةِ الآيَةِ الكَرِيِمَـه !! ..
سِـ1ـيِنْ..// هَلْ كَانَ لِأَبِي بَكْرٍ دِيِنَاً آَخَرَ يَرْتَضِيِهِ اللهُ سُبْحَانَـهُ لَـمْ
يَسْتَطِع أَبوبكر أَنْ يَبُثَّهُ خَوْفَاً مِن نَبِيِّ اللهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و آلِهِ
وَ سَلَّـم ؟! أَمْ هَلْ كَانَ لِعُمَرٍ دِيِنَاً آخَرَ يَرْضَـاهُ اللهُ سُبْحَـانَه وَ لَـمِْ
يَسْتَطِع هُوَ الآخَر أَنْ يَبُثَّهُ خَوْفَاً مِن أَبِي بَكْر ؟! أَمْ هَلْ كَانَ لِعُثْمَانٍ
كَمَا كَانَ لِشَيْخَيْكُمَا ؟
سِـ2ـيِنْ..// قَوْلُنَا بِأَنَّ الخِلاَفَة بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ سَلَّم
وَعْدٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى يَسْتَلْزِم ( طَوْعَاً ) أَنْ يُنَفَّذ بِلاَ اِعْتِرَاض .. لَكِـن
كَيْفَ يَكُونُ ( وَعْدَاً إِلَهِيَّـاً ) وَ يُقَال أَنَّهُ ( اُخِذَ بِالشُّورَى ) ؟! أَمْ
أَنَّ ( الحِكْمَةَ الإِلَهِيَّه ) دَبَّرَت الأَمْرَ ( تَحْتَ ذَرِيِعَةِ الشُّورَى ) ؟! هَلْ
الوَعْد الإِلَهِيّْ يَحْتَاجُ إِلَى مُبَرِّر كَالشُّورَى مَثَلاً ؟!
سِـ3ـيِنْ..// طَالَمَا أَنَّهُ ( وَعْدٌ إِلَهِيّْ ) فَمَا حُكْمُ مَنْ أَنْكَرَهُ نَابِـذَاً
لَهُ وَ دَاعِيَاً إِلَى غَيْرِه ؟! مَثَلاً فَاطِمَةُ الزَّهْرَاء بِنْتُ نَبِيِّ اللهِ صَلَواتُ
اللهِ وَ سَلاَمُهُ عَلَيْهَا وَ عَلَى أَبِيِهَا ؟!
سِـ4ـيِنْ..// عَلِيُّ إِبْنُ أَبِي طَالِب وَ سَلْمَان المُحَمَّدِي وَ عمََّار وَ المِقْدَاد
وَ أبُو ذَر وَ العَبَّاس عَلَيْهِم سَلاَمُ الله مَامَوْقِعُهُم مِن الآيَةِ الكَرِيِمةِ حَيْـثُ
أَنَّهُـم رَفَضُوا خِلاَفَةَ أَبِي بَكْر ؟! هَلْ خَالَفُوا أَمْرَ اللهِ تَعَالَى ؟!
سِـ5ـينْ..// كَيْفَ تَحَقَّقَ ذَات الوعْد فِي عَلِيِّ عَلَيْهِ السَّلاَم وَ هُوَ القَائِـل
( وَاللهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا إِبْنُ أَبِي قُحَافَه ) ؟! وَ هُوَ الَّذِي قَدْ رَفَـضَ الحُكْـمَ
بِسُنَّتِهِمَا ؟! عَلَى الرَّغْمِ مِن أَنَّ الوَعْدَ وَاحِد وَ الَّذِي حَقَّقَهُ فِيِهِـم إِلَـهٌ
وَاحِـد .. أَمْ هَـذَا يَرْجِعْ إِلَى أَنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُـم دِيِنَـاً يَرْتَضِيِـهِ اللهُ
سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى يَخْتَلِفُ عَمَّا حَكَمَ بِهِ الآخَر ؟!
سِـ6ـيِنْ..// قَالَ تَعَالَى ( وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولاَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونْ )
مَا المَقْصُود بِالكُفْرِ هُنَا ؟! بِاللهِ سُبْحَانَه ؟! أَمْ بِالوَعْد ؟! إِنْ كَـانَ
بِاللهِ تَعَالَى فَإِنَّ الكُفَّارَ مَازَالُوا يَرْتَعُون فِي أَصْقَاعِ الأَرْضِ حَتَّى الآن !!
وَ إِنْ كَانْ بِالوَعْد .. فَهَل يَنْطَبِقْ هَذَا الجُزْء مِنَ الآيَةِ الكَرِيِمَةِ عَلَـى
إِبْنَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَواتُ اللهِ وَ سَلاَمُهُ عَلَيْهَا إِذْ نَاصَرَت عَلِيَّاً عَلَيْهِ السَّلاَم
وَ تَرَكَت أَبَابَكْر بَل حَتَّى وَ أَنْكَرَت عَلَيْهِ مَافَعَل ؟!
سِـ7ـيِنْ..// إِنْ كُنْتَ مِنْ مُؤَيِّدِي تَحَقُّقِ الوَعْد فِيْ عَلَيِّ إِبْنِ أبِي
طَالِب عَلَيْهِمَا السَّلاَم .. فَهَلْ تُؤَيِّد خُرُوجَ مُعَاوِيـَـة إِبْنِ أَبِـي
سُفْيَان عَلَيْهِمَا لَعْنَةُ الله عَلَى حُكْمِ أَمِيِرِنَا عَلِيّْ عَلَيْهِ السَّلاَم ؟!
إِذْ بِهَذَا تُقِرُّ عَلَى مُعَاوِيَه لَعَنةُ اللهِ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ قَـدْ بَـارَزَ اللهَ
بِمَعْصِيَتِهِ وَ مُحَارَبَتِهِ لِرَجُلٍ قَدْ وَعَدَهُ اللهُ تَعَالَى بِالتَّمْكِيِـنِ فِـي
الأَرْض ؟! , وَ تُثْبِتُ عَلَى عَائِشَةَ أَنَّهَا قَدْ خَالَفَتْ أَمْرَ اللهِ سُبْحَانَهُ
وَ تَعَالَى إِذْ أَطَاعَت مَنْ خَرَجَ عَلَى خَلِيِفَـةِ اللهِ فِي أَرْضِـه ؟! , أَمْ
كَيْفَ يَكُونُ وَعْدَاً مِنَ اللهِ تَعَالَى وَ تُخَالِفُهُ نُخْبَةٌ مِنَ السَّابِقِيِن ؟
سِـ8ـيِنْ..// أَلاَ تَرَى أَنَّ تَطْبِيِقَ هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيِمَةِ يُؤَدِّي بِنَا إِلـَى
( نَظَرِيَّةِ التَّكْفِيِر ) لِلسَّابِقِيِن ؟! إِذْ أَنَّ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى ( وَعَدَ اللهُ
الَّذِيِنَ آمَنُوا مِنْكُـم وَ عَمِلُوا الصَّالِحَـاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُـم فِي الأَرْضِ )
مُرْتَبِط بِقَوْلِهِ تَعَالَى ( وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولاَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونْ ) !؟
سِـ9ـيِنْ..// بِنَاءَاً عَلَى مَاسَبَق كَيْفَ يَكُونُ وَعْدَاً وَاحِدَاً مُحَقَّقَـاً بِأَرْبَعَةٍ
تَتَابَعُـوا بِشَكْلٍ تَسَلْسُلِيّْ ؟!
سِـ10ـيِنْ..// هَلْ يَجُوز أَنْ نَقْتَطِعَ مِنَ الآيَةِ الكَرِيِمَةِ مَايَخْدِمُ قَضِيَّتَنَـا
وَ نُغْفِل مَايُبَيِّن حَقِيِقَة مَانَحْنُ عَلَيْه ؟! بِمَعْنَى لَوْ أَنَّ كَافِرَاً جَادَلَنَـا
بِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّيِنْ ) هَلْ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَتْرُكَ الصَّـلاَة
إِيِمَانَـاً بِمَا جَاءَنَـا بِه ؟! كَذَلِكَ هُنَا كَيْفَ لَنَا أَنْ نَقْتَطِعَ جُزْءَاً وَ
نُهْمِلُ آخَر ؟!

حَتَّى نَعْرِف مِنْهَاجَ القَوْم فِي تَحْلِيِل الآيَات وَ تَطْبِيِقِهَـا
نَقْتَبِس جُزْءَاً مِمَّا قَالَهُ مُنْتَصِر .. وَ نُحَاوِل أَنْ نَضَعَهُ تَحْتَ
اِخْتِبَارٍ وَاقِعِيّْ .. وَ الحَدِيِثُ لاَحِقَـاً لِمُنْتَصِر إِذْ قَال ..
.
.
.
عَلَى سَبِيِل المِثَال .. نَأْخُذ دَوْلَتَيْن مِن عَصْرِنَا الحَاضِر وَ نُطَبِّق
عَلَيْهِمَا قَوْلَك .. لِنَرَى كَيْفَ تُحَلِّل لَنَا وَاقِعَنَا وِفْقَـاً لِمَضْمُـون
الآيَةِ الكَرِيِمَـه ..
الجُمْهُورِيَّةُ الإِسْلاَمِيَّةُ الإِيِرَانِيَّه , وَ المَمْلَكَةُ العَرَبِيَّةُ السُّعُودِيَّه
الأُوُلَى أَسَّسَهَـا الخُمَيْنِيّْ قُدِّسَ سِرُّهُ الشَّرِيِف , وَ الثَّانِيَـه أَسَّسَهَـا
عَبْدُالعَزِيِزِ .. وَ رَغْمَ أَنَّ شِعَارَهُمَا إِسْـلاَمِيّْ إِلاَّ أَنَّ إِخْتِلاَفَهُمَا مَذْهَبِيّْ
تَجِد إِجْمَاعَاً عَلَى كُفْر الأُولَى أَصْدَرَهُ عُلَمَاءُ الثَّانِيِه ؟! فَكَيْفَ بِنَا
أَمَامَ هَكَذَا طَرْح ؟! وَ كَيْفَ بِنَا أَنْ نَسْتَخْرِجَ المُؤْمِنَ مِنَ الكَافِر ؟!
وَ هَل تُطَبَّقُ الآيَة الكَرِيِمَه بِحَسَبِ المِيُول الشَخْصِي وَ التَّكَهُّنَات الفَرْدِيَّه ؟!
بِمَعْنَى أَنَّ الإِسْتِخْلاَفَ العَـام يَصْعُـبُ تَحْقِيِقُهُ فِي ظِلِّ الإِخْتِلاَفَاتْ المَذْهَبِيَّه
وَ إِلاَّ لِإِخْتَلَطَ الحَابِلُ بِالنَّابِل !! .. أَمْ مَا المَقْصُودُ بِعُمُومِ الوَعْد ؟!