إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

>:.> يوميات طبيبة نفسية <:.<

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    لا بنوته والله عجبتني كتتتير
    .................
    ننتظر جديدك

    تعليق


    • #32
      مشكورين على المتابعه نواصل

      سلام من الله عليكم

      (_ الحلقة الثامنة _)

      ( اعترافات رجل )

      الساعة تشير بعقاربها للثامنة صباحاً

      تتوقف سلوى عند باب العمارة كعادتها لتحي عم مرعي

      سلوى : صباح الخير يا عم مرعي

      العم مرعي : صباح الخير يا دكتورة

      تهم سلوى بالانصراف فيناديها العم مرعي

      : يا دكتورة لديكِ رسالة

      سلوى : رسالة من من

      العم مرعي : بالحقيقة لا أعرف سألته من يكون لكنه قال سلم هذا الظرف للدكتورة سلوى ومن ثم اختفى

      سلوى : وأين هو هذا الظرف

      اخرج العم مرعي من جيبه ظرف أبيض صغير وسلمه لسلوى

      أخذت سلوى الظرف باستغراب وقلبته بين يديها ثم صعدت للعيادة

      وفور وصولها همت بفتح الظرف

      لكن الممرضة سحر أبلغتها بحضور أول مريض

      فوضعت الظرف جانبا وبدأت بالعمل

      ....................

      عند الساعة الثانية عشر مساءاً

      تندس سلوى في فراشها استعداداً للنوم

      ولكنها فجأة تتذكر أمر الظرف فتقوم من فراشها وتتوجه لحقيبتها

      وفور رؤيتها للظرف أطلقت تنهيدة إعلانأ عن فرحتها

      قلبت الظرف بين يديها و من ثم فتحته



      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      بعد السلام والتحية وقبل أي شيء ارسل لك ِ اعتذاري نعم اعتذاري لإزعاجك وأخذ جزء من وقتكِ

      لربما أنتِ تسألين من أكون وماذا أريد

      حسناً سأخبرك

      ولكني لن أخبركِ عن اسمي فأنا أجبن من أفصح عنه

      أني شاب في الثامنة والثلاثين من العمر

      رئيس قسم في أحدى البنوك الأهلية

      متزوج ولدي خمسة أطفال

      ( مواصفات عريس )

      أني امزح معكِ

      وآسف لمزاحي أحببت إن أخفف من توتر الجو

      بالحقيقة يا دكتورة أني أتردد على العمارة التي توجد بها عيادتك منذ ثلاثة أيام انظر لها من خلال نافذة سيارتي ثم افر هارباً

      أني بحاجة فعلا لأتحدث مع شخص مختص مثلكِ ولكني أجبن من اظهر ضعفي إمام امرأة وإذا ما قلتي لماذا لا اذهب للطبيب رجل مثلي

      فتلك مشكلة أكبر

      إن أظهر ضعيفا أمام رجل مثلي لربما يمر مثل ما أمر به ويتغلب عليه

      اعتذر للإطالة سأدخل في الموضوع مباشرة

      كل م افي الأمر أني بحاجة لأنفس عن همومي بدون إن تهتز هيبتي

      فأنا بالعمل رئيس قسم في مكتب يضمني ويضم موظفين معي

      أني لا أستطيع المزاح معهم خوفاً من أن تهتز صورتي فيستهترون في أداء العمل

      فأظل طيلة وقت الدوام محافظ على وجهي بدون تعابير

      وانقل نظري بين الموظفين لأخبرهم بأني موجود ومتيقظ

      فتمر علي ساعات العمل طويلة انتحل فيها شخصية غير محببة لشخصيتي

      وبعد إن ينتهي الدوام

      أتوجه للبيت ولكني أظل حريصاً على إن يبقى وجهي خال من التعابير

      فأنا أريد من أولادي إن يشعروا بهيبتي بمكانتي فيخافوني وينفذوا ما أمر به ويستقيموا في أمور حياتهم

      ويمر الوقت في البيت وأنا أرشد هذا وازجر هذا

      وأرى في نظراتهم الملل والكلل متمنين خروجي وإعطائهم نزهة مني

      وفعلا أني اخرج من البيت وأتوجه للمقهى القريب

      وهناك أرى بعض الأصدقاء القدماء فأحاول قدر الإمكان الابتعاد عنهم خوفا من إن يشيعوا شخصيتي القديمة المرحة

      واجلس مع بعض الجيران واحرص على إن يبقى وجهي خال من التعابير

      ونتحدث عن أشياء لا أحبها

      وإذا ما أطلق أحدهم نكتة فأني احرص على إن يبقى وجهي خال من التعابير

      وبعدها أعود للبيت أتسلى ببعض المقالات

      واستمع لحديث زوجتي فيعجبني بعض حديثها

      ولكني احرص على إن يبقى وجهي خال من التعابير

      بعد هذه النبذة البسيطة واعذريني إن كانت مملة

      أني أشعر برغبة في التغير دون أن تهتز صورتي إمام الجميع

      وفي نفس الوقت خائف من التغير بعد أكثر من ثمانية عشر سنة مضت

      أني أعلنها ألان أمامك بأني خائف

      أنا الرجل القوي ذو الوجه الخال من التعبير خائف

      أني أرى الكوابيس في منامي

      وأتخيل ابتسامة السخرية في وجه الموظفين ووجه أولادي

      لقد مللت من شخصيتي الباردة ومن الوجه الخال من التعابير

      ولكني خائف خائف خائف

      وأني الآن اطلب النصح منكِ

      ولكني أجبن من أن أفصح عن شخصيتي إمامك

      فهلا تساعدين هذا الرجل المسكين

      وإذا ما سألتني كيف السبيل لذلك

      اتركي رسالة لي عند البواب وسأرجع غداً لاستلامها
      وإذا ما أصريتي على رؤيتي ومعرفة من أكون بإمكانك ذلك
      عند الساعة التاسعة سأكون واقف أمام بوابة العمارة

      وعند التاسعة وخمس دقائق سأغادر

      ارجوكِ يا دكتورة

      إنه رجاءي الأخير ساعديني

      لإتمكن من النوم مجددا


      التوقيع

      الرجل ذو الوجه الخال من التعابير

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      أيها الرجل

      اسمح لي بمنادتك أولا بهذا الاسم

      لا بد إن تعرف ان سلوى الإنسانة والطبيبة لا تتوانى في تقديم مساعدة لأي شخص إذا ما كان بإمكانها ذلك

      فها أنا أرسل لك هذه الرسالة

      داعية المولى إن تستفيد مما سيأتي فيها

      فأولاً يا عزيزي الرجل أنت لم تذكر سبب تغيرك المفاجئ وتحولك لرجل جاد جامد

      لا يحب المزاح

      هل هو المركز من غيرك أم حرصك على تربية أولادك تربية شرقية مستقيمة هو من غيرك

      أم هو خوفك من إن يتقدم بك العمر وتلتصق بك الشخصية الهزلية

      فتظل أسيرها طول العمر

      إنك لم تذكر أي سبب

      مع ذلك أنا أرى بأنك استيقظت متأخراً

      ولكن ذلك ليس مهم المهم بأنك استيقظت وحاولت التغير

      فأول ما يجب عليك عمله هو التدرج

      لإنك إذا ما حاولت التغير بين يوم وليلة ستصدم أنت أولاً ومن ثم ستصدم من حولك

      فكل ما عليك أنت تقف أمام المرأة دقيقتان في اليوم وتحاول الابتسام أمام نفسك

      ثم تعود نفسك على الابتسام دون مرآة

      ومن ثم تعود نفسك على الابتسام أمام الناس

      هذه الخطوة الأولى

      وبعدها عليك تلوين حياتك بألوان زاهية

      وإذا ما سألت كيف ذلك

      فمثلاً عند ذهابك للعمل

      وإنجاز أحدى مرؤوسيك عمله على خير وجه أثني على عمله

      وابتسم وإن لم تقدر تصنع الابتسامة حتى تتحول لحقيقة

      وحاول التقرب من الموظفين بقولك إنك اليوم تشعر بملل فهل يمتلك أحدهم نكتة ؟؟

      إن إطلاق النكات الخفيفة في العمل ليس عيباً

      ومع ذلك حاول أشعارهم بأنك حريص على العمل

      وإذا ما انتهى الدوام قم بوداع الموظفين بحرارة وتمنى لهم نهاراً سعيداً

      ولا تنسى الابتسامة على وجهك

      وبعدها إذا ما توجهت للبيت حاول اصطحاب معك حلوى لتغري بها الأولاد لتكافئ من ينجز عمله

      وأيضا لا تنسى الابتسامة على وجهك

      وفي العطل الأسبوعية سيكون جميلاً لو أخذت الأولاد لرحلة إلى البحر أو المتنزه

      إما في المقهى

      لا بأس لو بدأت بالابتسام مع النكات

      ومن ثم حاول أدارة كف الحديث إلى حديث يعجبك

      وتذكر بأنك في المقهى للتسلية

      امنح روحك فسحة لتعبر عن ذاتها بحرية

      بعد كل ذلك أنصحك بممارسة الرياضة فأنها تمنح النفس الطمأنينة

      وقبل كل هذا وذاك توجه لخالقك وتذكر بأنه الذي يغير ولا يتغير

      للأسف هذا كل ما لدي فأنت لا تعرف كم هو صعب إن نصف شيء من دون رؤية عيني الشخص

      كما يصعب على الطبيب تحديد حالة المرض وشدته دون فحص المريض

      وبالنسبة للمزحة فقد أعجبتني

      وفعلا ً خففت من توتر الجو

      في النهاية أتمنى لك حياة سعيدة وملونة



      التوقيع

      الطبيبة سلوى


      كانت هذه الكلمات التي كتبتها سلوى للرجل المجهول والتي وضعتها في ظرف مغلق

      حتى إذا ما جاء الصباح أعطتها للعم مرعي

      .......................

      بعد برهة من الصباح تنظر سلوى للساعة

      فترى بأن عقارب الساعة تقترب من التاسعة وخمسة عشر دقيقة صباحاً

      فتقوم من مكانها و تتوجه ناحية النافذة وتنظر من خلالها فترى رجل عريض المنكبين قد خط الشيب خصلات في شعره الأسود يغادر بوابة العمارة

      كان هذا وصفه من الخلف ولم ترى سلوى ملامح وجهه

      تهز سلوى كتفيها وتعود لمتابعة عملها

      ...........................

      بعد ستة أشهر استلمت سلوى ظرفاً من العم مرعي

      قال إن الرجل الذي أمرته يوماً بإعطاءه الظرف جاء اليوم أيضا وطلب منه تسليم هذا الظرف لها

      فتحت سلوى الظرف

      ورأت فيه بطاقة صغيرة كان مكتوب فيها


      لقد تحولت من الرجل ذو الوجه خال التعابير إلى الرجل ذو الابتسامة الساحرة

      التوقيع

      الرجل المبتسم

      تمت


      دعواتي الصادقة وتحياتي العطرة

      تعليق


      • #33
        ღ•°•ღ•° الحلقة التاسعة ღ•°•ღ•°•

        ( صوت من الماضي )


        إنها تقضي الليل في التجوال بين الغرف تفتح هذه الغرفة وتلك الغرفة

        ولا ترتاح حتى يستيقظ النائم فيها

        اعتقدنا في البدء إنها مرحلة عابرة ولكنها استمرت معها وهي للآن على هذه الحالة مما يزيد على الثلاث سنوات

        وسلوكها هذا جعل أخوتها يضجرون منها فأصبحوا يغلقون الغرف بالمفاتيح والأقفال

        فتطرق الأبواب وتصيح عندها وتسبب إزعاج كبير وينقضي الليل ونحن في محاولة تهدئتها

        ويذهب الجميع للعمل والمدرسة وهو متعب ولم يذق طعم النوم

        لقد عرضتها مسبقاً على طبيب فقال أنها تعاني من ضعف وهزال ووصف لها فيتامينات ومقويات

        ولم يذكر شيئاً عن حالتها هذه

        وفكرت في إعطاءها حبوب منومة لعلها تنام وتريحنا ولكني خفت عليها من الإدمان

        نعم خفت عليها من إدمان تلك الحبوب

        فهي ستبقى ابنتي المدللة والتي أحبها كثيراً

        واليوم يا دكتورة بعد إن ضاقت بنا الدنيا رأيت ان الحل قد يكون بين يديك

        فبماذا تنصحينا
        كانت تلك كلمات الرجل الجالس بمواجهة سلوى

        نظرت له سلوى بأسى فقد بدا التعب على وجهه واضحا

        وقالت : اطمئن يا أستاذ أسامة فهالة ستكون بين أيداً أمينة ولكن هل ساعدتني بالإجابة على هذه الأسئلة

        أسامة : بكل تـأكيد يا دكتورة

        سلوى : منذ متى بدأت تنتاب هالة هذه الحالة

        أسامة : منذ حوالي ثلاث سنوات

        ابتسمت سلوى وقالت : أنت لم تفهم قصدي , هل هناك حادث ما حدث وبعده أصبحت هالة تأتي بمثل هذا السلوك

        أخذ أسامة يفكر وقد ضاقت عيناه ثم قال : لا أعتقد يا دكتورة

        أو ربما فقد انتابت هالة هذه الحالة بعد وفاة شقيقتها التوأم بسنة

        دونت سلوى ملاحظاتها ثم قالت : وكيف توفيت شقيقتها ؟؟

        أسامة : توفيت بإحدى نوبات الربوة الحادة , فقد كانت تعاني من حالة متقدمة من الربو

        سلوى : وهل توفيت في المشفى أم المنزل ؟؟

        أسامة : بالمنزل وقد باغتتها الحالة وهي نائمة وكانت هالة نائمة معها بنفس الغرفة ولكنها لم تستيقظ على آثر صراخ أختها لذلك اعتقد أنها تشعر بالذنب

        فهي دائما تصرخ إني أحبكم وأخاف من أن تموتوا وأنتم نيام مثل هيام
        وهيام هذا هو اسم أختها المتوفاة
        مسح أسامة دمعة سقطت من عينيه مجبراً

        فقالت سلوى : آسفة لتذكيرك بما فات , ولكن كل ذلك يصب في مصلحة هالة

        أسامة : لا عليكِ يا دكتورة كل ما يهم الآن هالة

        متى يمكنني إحضارها

        سلوى : هل بعد غدا مناسب

        أسامة : كما تشائين يا دكتورة

        ثم قام من مكانه وودع سلوى وخرج

        ................

        الساعة الرابعة مساءاً

        وقبل أن تفتح سلوى دفتر المواعيد لتعرف من التالي

        دخلت الممرضة سحر لتخبر سلوى بحضور الأستاذ أسامة وابنته هالة

        وبعد دقائق كان أسامة وابنته بالداخل

        نظرت سلوى لهالة الملتصقة بأبيها

        كانت متوسطة القامة سمراء البشرة وذات عيون بنية جميلة

        وكان في نظرتها الكثير من العناد والإصرار والخوف الواضح

        فقالت سلوى : يمكنك الانصراف لعملك يا أستاذ أسامة وسأبقى أنا وهالة نتحدث قليلاً
        نظرت هالة لأبيها بهلع ولكنه نظر لها مطمئناً ومن ثم خرج

        توجهت نظرات هالة لسلوى

        فابتسمت سلوى وقالت : اقتربي هنا إلى جانبي

        ......... هيا اقتربي

        فتحركت هالة وجلست على الكرسي المواجه لسلوى

        نظرت سلوى لهالة الجالسة بمواجهتها و قالت : غدا هو عيد ميلادكِ أليس كذلك

        تفاجأت هالة ونظرة لسلوى باستغراب

        فقالت سلوى : هذا حسب ما هو مكتوب

        فأجابت هالة بحركة من رأسها إيجاباً

        فتحت سلوى درج المكتب وأخرجت منه كيس

        وقدمته لهالة

        وقالت : خذيه إنها هدية لكِ

        نظرت هالة لسلوى مندهشة

        فاقتربت سلوى منها وقامت بفتح الكيس وإخراج صندوق منه

        كان بلون خشب السنديان

        وقدمته لهالة وقالت : افتحيه هناك شيء جميل بداخله ينتظرك

        فتحته هالة بيد مرتجفة

        وحالما فتحته خرجت منه صوت الموسيقى الهادئة

        ولكنها رمته بعيداً حالما رأت الفتاتين التوأم يرقصان مع بعضهما البعض

        وأخذت في البكاء

        ظلت سلوى تتأملها ثم قالت : هل تذكرتي هيام ؟؟

        فزاد نحيب وبكاء هالة على أثر هذا السؤال

        فعاودت سلوى الحديث : عزيزتي هالة , هل أنتِ تحبي هيام لأنها شقيقتك أم لأنها هيام ؟
        وإذا ما سألتني ما هو الفرق , فهناك فرق كبير إن تحب شخص من أجل صلة الدم فقط وأن تحبه لأجل روحه الطاهرة لأجله هو فقط أينما كان وأين كان

        أمسكت سلوى بيدي هالة وقالت : انظري لعيني هيا انظري

        حركت هالة رأسها ونظرت لسلوى بعينيها المملؤتين بالدموع

        فتبسمت سلوى لها وأخذت منديلا ومسحت دموعها وقالت : اسمعيني جيداً يا هالة , أنا أعرف بأنكِ تحبين هيام وبل تعشقيها أيضا فأنتِ وهي روح واحد لجسدين مختلفين
        ولكن هل بمكانكِ إن تصدقيني القول

        هل كنتِ نائمة عندما استغاثت هيام ؟؟

        حررت هالة يديها من بين يدي سلوى وتصاعدت أنفاسها بسرعة

        وشرد ذهنها وكان الذاكرة تعود بها للبعيد

        ثم صرخت بصوت عالي ..... لا لا لا لم أكن نائمة

        كانت تصرخ وتقول النجدة هالة أنا أتألم بسرعة اذهبي لتخبري أمي وأبي أنا غير قادرة على التنفس

        ولكني كنت اضحك وأقول يا لكِ من كاذبة

        لا لن أصدقك هذه المرة أيتها الكاذبة

        فتعود هي مجددا للصراخ لا لست كاذبة ليس هذه المرة

        هالة ارحميني إني أموت

        فيزاد معها صوت ضحكي

        وفجأة سكتت عن الصراخ فظننت أنها تعبت من اللعب معي ونامت فنمت بدوري

        بعد هذه الكلمات أخذت هالة في البكاء بشدة

        احتضنتها سلوى وهي تقول : هوني عليكِ يا صغيرتي , هوني عليكِ

        أخذ صوت هالة يطل بين بكائها

        لم أكن أريد موتها

        أنا من قتلها أنا من قتلها

        فقاطعتها سلوى : لا تقولي هذا يا هالة , أنتِ لا ذنب لكِ

        هيا أخبريني لماذا ظننتِ بأنها كاذبة

        فأجابت هالة وهي بين بحر من دموعها

        لقد كانت هيام تتصنع كثيراً وتقول بأنها مريضة وتعاني من نوبة فأقوم أنا على أسرع ما يكون لكي أخبر أمي و أبي

        وقبل أن اخرج يتصاعد صوت ضحكها وتقول بأنها تمزح

        لقد فعلتها مراراً وتكراراً حتى مللت منها

        ويا ليتني لم أفعل ذلك و أمل منها

        لقد كلفني ذلك حياة أغلى شخص بحياتي

        صمتت سلوى قليلاً ثم قالت : أخبريني ولماذا تفعلي ذلك بأهلك وتزعجينهم في نومهم هل تخافين عليهم من الموت إن يسرقهم كما سرق هيام؟؟


        هزت هالة رأسها نفياً وقالت : لا , حقيقة أني أخشى أن أفقد أحدهم يوماً

        ولكني لا أستطيع النوم بسبب ظل هيام الذي يلاحقني ويخبرني أن أهلي لو عرفوا ما قمت به فسوف ينتقمون مني ويقتلوني تماما كما قتلتها أنا
        وأنها ستسعى لتخبرهم بما فعلت وذلك أثناء نومهم ليروها في الحلم
        وذلك الشيء يفزعني ويجعلني حريصة على إن يبقوا بدون نوم حتى لا يعرفوا الحقيقة .

        فزعت سلوى من تفكير هالة

        وقالت : لا يا هالة إن كل هذه الأمور أوهام

        وما رأيك لو أخبرنا أهلك بالموضوع وسترين كيف أنهم يحبونك حتى بمعرفة الحقيقة

        صرخت هالة : لا أرجوكِ أني خائفة

        أجابتها سلوى بصوت حاني : ثقي بي وسأكون عند حسن ظنك , هل أنتِ موافقة

        صمتت هالة طويلا

        فاستحثتها سلوى على الكلام : هيا قولي بأنك موافقة

        فهزت هالة رأسها مستسلمة

        بعد ربع ساعة حضر أسامة والد هالة

        فطلبت سلوى من هالة الانتظار بالخارج حالما تتحدث مع والدها

        جلس الأستاذ على الكرسي المواجه لسلوى وكله لهفة لمعرفة ما توصلت له سلوى

        ولم تطل سلوى عليه فقالت : أجبني يا أستاذ أسامة هل تعرف قصة الراعي مع الذئب

        فضحك أسامة وقال: ومالها هذه القصة في موضوعنا

        قالت سلوى : بل أنها صلب الموضوع

        أخبرني ما رأيك في ما أصاب الراعي

        قال أسامة : إنه يستحق ذلك وأكثر من ذلك

        قالت : سلوى إذاً اتفقنا

        لتسمع القصة منذ البداية

        إن هيام كانت تلعب دور الراعي مع هالة وتتصنع بحدوث نوبات لها

        فتذهب هالة مسرعة لأخباركم لتعملوا اللازم مع هيام , فتضحك هيام معلنة بأنها كانت تمزح

        ويتكرر ذلك الموقف كثيراً

        حتى جاء اليوم الموعود فظنت هالة إن هيام تمزح فلم ترضخ لها هذه المرة

        فحدث ما حدث

        صرخ أسامة : هالة لم تكن نائمة

        فقاطعته سلوى : أرجو أن تهدأ من نفسك

        لم يكن لهالة أي دور , إنما هو قضاء الله وقدره

        والكلام الآن لن ينفع والحي أبقى من الميت

        وهالة لا يمكن لومها كما لا يمكننا لوم أهل القرية

        فهم قد فقدوا أغنامهم كما فقدت هالة تؤمها وروحها الأخرى

        أجاب أسامة : معك حق , إذاً وهل توصلتِ لمبرر لتصرفات هالة

        ابتسمت سلوى وقالت : خذ , إن هالة تظن بأنكم لو عرفتم الحقيقة فسوف تقتلونها

        وذلك عن طريق شبح هيام الذي يلاحقها ويخبرها بأنه سيزوركم في المنام ليخبركم بالأمر

        فتقتلونها

        فما رأيك أنت بالأمر ؟؟

        أجاب أسامة : ولهذا تحرص على بقاء الجميع مستيقظ

        سلوى : تماما

        وكل ما أريده منك الآن أن تخرج وتحتضن هالة وتخبرها انك تحبها

        وستقتل كل من يفكر بقتلها

        أدار أسامة يده على رأسه متردداً

        فحثته سلوى بقولها : هيا ماذا تنتظر إلا تريد النوم

        خرج أسامة ليرى هالة جالسة بحالة عصبية

        فاقترب منها وأحتضنها بحنو الأب وقال : ياه يا حبيبتي كما عانيتِ

        لا تقلقي منذ اليوم واطردي تلك المخاوف فأنا سأقتل كل من يفكر في قتلك

        فصرخت هالة : أبي كم أحبك .

        انتهت

        دعواتي الصادقة وتحياتي العطرة

        تعليق


        • #34
          مشكووره بنووته على القصه وبانتظار ا جديدك

          تعليق


          • #35
            سلام من الله عليكم

            (_ الحلقة العاشرة _)


            ( كل فتاة بأبيها معجبة )


            أمسكت دفترها بيديها الصغيرتين

            وعيناها مصوبتين نحوي ترجوني أن أعفوها من ذلك الأمر

            لكني نظرت لها وقلت : هيا يا منى لطالما استمتعنا بقراءة ما يخطه قلمك

            سقطت دمعتها وسط دهشة الجميع

            سقطت لتلوث ذلك الدفتر الجميل وتبعثر الحبر الأزرق

            أغلقت دفترها ونظرت لي وللطالبات الجالسات أمامها

            وقالت : لطالما أحبب هذا الدفتر , ولطالما أحبتتك يا معلمة فاطمة

            ولطالما أحببت أنا أقف هنا في المقدمة وسرد ما يجود به قلمي

            قلمي الصادق الذي تعود أن يحكي كل الصدق ولا شيء غير الصدق

            لكنه هذه المرة كذب

            كتبت مالم أشعر به

            نمقت كلمات وكلمات ودموعي تنساب كالنهر

            كتبت عن أحداث تخيلتها عن أب حنون يجمعنا في أوقات الشتاء حوله ليدفئنا حضنه الدافىء بديلاً عن نار المدفأة

            أب يخرج في الصباح ويعود في المساء ورغم تعبه إلا إنه يبادلنا بابتسامة

            ويحكي عن عمله وماحدث بمرح

            وعندما يستلم الراتب يعود محملاً بالهدايا

            ونحن بالبيت نتظر عودته بفارغ الصبر

            وعندما يعود يتسابق كلاً منا لسرد قصته قبل الآخر

            وننكب فوق كتبنا لندرس بجد لا حباً في الدراسة إنما لندخل السعادة لقبله ونفرح بهداياه الثمينة

            أباً يأخذنا بالعيد للحدائق والملاهي

            أباً يفرح لفرحنا ويحزن لمرضنا وحزننا

            لكنني كذبت فأنا لا أملك هذا الأب

            ولكني أملك أب أتمنى موته

            اعذروني لوقاحتي

            لكنها الحقيقة فأنا أشعر بهماً كالجبال عندما يسألني أحد عنه

            كما أني أشعر بالتعاسة لإلتصاق اسمي بأسمه

            إنه سكير عربدي

            منذ عرفته وهو لا يمارس سوى مهنة السب والشتائم

            إنه قاسي

            وأناني وحقود

            لن أنسى ضرباته القاسية بسبب أو بدون سبب

            لن أنسى كيف إنه أضاع جهدي فبينما أنا أذاكر واكتب

            يأخذ هو دفاتري ليستهزىء بما كتبت

            لن أنسى بأنه كان يضيع جهد أمي فبينما هي تحيك الملابس لنا

            يأتي هو ليأخذ تلك القطعة ليمزقها إرباً وبدون سبب

            لن أنسى بأنه من أضاع أخي وسبب في موته

            فقد طرده لأنه دافع عن والدتي فخرج أخي محملاً بهمه تائهاً وحيداً ليرتطم بموج البحر يائساً

            لن أنسى بأنه كاد إن يؤدي بحياة أختي الصغرى بعد إن حملها ويوقعها من سريرها لأنه ظن إن سجائره قد تكون ضاعت منه في ذلك السرير

            لقد تعبت من الكذب لا أريد إن اقول لصديقاتي أن والدي أخذنا لنتسلى في عطلة الأسبوع

            أنا أكذب وأكذب لأجمله

            لم أعد أريده أن يكون جميلاً بنظر العالم

            و لا أريد أن ينتقل لقلمي الكذب أريده صافياً نقيا لا مشوهاً ككلماتي عنه

            فاعذروني

            لا أريد أن اكتب عن فضل الأب

            فأنا لم أعرفه

            لا أريد أن اقول بأني أحبه لأني أكرهه

            لا أريد أن أتلفظ بكلمة بابا لأني أكرهها


            تلك كلماتها التي هزت الفصل وفجرته

            تلك الكلمات التي جعلتنا نصمت كالحجر

            تأملتها طويلاً ثم تأملت الطالبات الباكيات

            أشرت لها بالعودة لمكانها ونظرت لي نظرة معاتبة

            وكأنها تقول أخبرتك منذ البداية باني لا أريد الخوض في الأمر

            لم تسقط دموعي

            لكن عقلي كان تائهاً واستيقظ ذلك الشريط الذي أكرهه

            رأيته وهو يتحرك وعدت لتخيل وجهه المكفهر

            لم يكن سكيراً ولم يكن عربدياً

            كان شهيراً بحسن الخلق

            وكان يقضي الوقت الطويل في القراءة وبصوت مرتفع

            صوته كان يخيفني

            لكنها الأوقات الوحيدة التي كنا نسلم منه

            كان يأكل وبعد إن ينتهي من غذاءه يحظرنا جميعاً لنتناول بقايا طعامه وهو يتأملنا بإشمئزاز

            ورغم إن البيت مليء بالغرف إلا إنه كان يجمعنا جميعا ثلاثة بنات وصبيان لننام في غرفة واحدة في وقت الحر دون أن يسمح لنا حتى بفتح النوافذ لتجديد الهواء

            وبفتحها في وقت الشتاء بدون لحاف

            كان متقشفاً وكم شعرت بالحياء بان مريولي كان هو ذاته لمدة ثلاث سنوات رغم بأني كبرت عليه

            وكم كان شعوراً قاسياً عندما كن يتحدثن الفتيات عن أشياء كثيرة لا أعرف عنها شيء

            لكني أتصنع الفهم

            آه ما أقسى أن تزيف مشاعرك

            وتتحدث عن شخص بما لا تريد

            أشياء كثيرة مرت بخيالي بعد كلمات منى

            تذكرت لحظاته التعسفية

            عندما كان يجمعنا وينظر لوجوهنا ثم يقول أنا مسافر

            ولا أريد عن يتغير شيئاً بهذا البيت

            كنا نقف دون حراك

            وننظر للأرض وقلوبنا ترتجف

            ترتجف خوفاً منه وفرحة بأننا سنرتاح منه لأيام معدودة

            ولكن الفرحة لا تتم فلابد أن يذيقنا طعم العذاب قبل سفره

            فينهال علينا ضرباً بسبب وبدون سبب

            كنت أتمنى احياناً لو كان سكيراً عندها سأجد مبرر لتصرفاته وسأشفق عليه وربما أحببته

            فكم هو شعور قاسي عندما يكره الابن أباه

            إنها مسألة صعبة

            مسألة يصعب حلها بقانون المثلثات لفيثاغورس

            وقوانين الجاذبية لنيوتن

            وحتى شعر أحمد شوقي لن يستطيع أن يصف ذلك الشعور

            إنه أشبه بالخيانة

            خيانة للدين الذي يحثنا على حب الأبوين والحرص عليهم

            والدعاء لهم

            فكيف بك إذا تحول دعاءكِ لدعوة سوء

            خيانة للفطرة السوية التي توجد منذ الولادة وتحث على حب الأبوين

            خيانة للمجتمع الذي يحاول غرس في نفسك كل سلوك حسن

            خيانة لذاتكِ عندما تكذب وتجمل صورة مشوهة

            لربما هي أعظم خيانة في الوجود

            كلمة كره بحد ذاتها هي كلمة بغيضة فكيف بك إذا شعرت بهاا ......

            أمسكت سلوى بيدي فاطمة الجالسة على حافة سرير سلوى بغرفتها المنزلية

            فاطمة صديقة سلوى منذ أيام الطفولة

            ومن ثم مسحت على شعرها وقالت : فاطمة , أيعقل أنا صديقتك والتي اعتقدت أني أقرب لكِ من الروح للروح اليوم أفاجأ بما عانيتِ أين كنتِ أنا كل تلك السنوات ؟!

            نظرت فاطمة لعيني سلوى المحتبستين بالدموع

            وقالت : سلوى , أعرف بأنكِ صديقتي المفضلة , لكن صدقيني هو شعور مر أن تتكلم عن أحد أقرباءك بسوء فما بالكِ بمن يكون أباكِ

            شعرت براحة بالتكلم لكِ والافصاح عن مشاعر بقيت محتبسة سنين طوال

            لم اعتقد يوماً بأني سأبوح بها

            وأنا اليوم أطلب مشورتكِ

            قالت سلوى : وكم هو شعور مر أن ترى أحد المقربين لكِ يعاني , لربما سمعت حديث الكثير من الأشخاص وتعاطفت مع البعض

            لكن قلبي لم يهتز ويتفجر بالغضب كما يشعر الآن

            وأنا أسمع حكايتك ,

            قاطعتها فاطمة : لا تقلقي يا سلوى فأنا قوية ولم يؤثر عليّ الأمر سلباً أبدا كما ترين , ولكني أريد مشورتكِ بخصوص منى فهي متغيبة منذ ذلك اليوم

            وأنا حائرة حاولت مهاتفتها , لكن زميلاتها قلن بأنها لا تملك هاتف وهي تقيم في قربة بعيدة عن المدرسة

            ولا أحد يعرف عنوانها بالضبط

            فماذا أفعل ؟؟

            نظرت سلوى لفاطمة وقالت : لماذا لم تسألي إدارة المدرسة ؟

            فردت فاطمة بيأس : لو كان لديها لكنت أول من طرقت بابها

            أنا خائفة عليها , فلابد أنها تشعر بالإحراج من الطالبات ومني وخصوصا بأن حكايتها أذيعت في كل المدرسة

            قالت سلوى : أعتقد إن أفضل الحلول أن تنقل منى من المدرسة لمدرسة أخرى

            لأن شبح ذلك اليوم سيظل يلاحقها طالما هي بين جدران تلك المدرسة

            أجابت فاطمة : معكِ حق , ولكن كيف السبيل الوصول لها

            والآن يا سلوى اعذريني مضطرة للمغادرة

            ردت سلوى معاتبة : فاطمة

            فابتسمت فاطمة وقالت : اعلم , في يوم آخر

            وخرجت فاطمة من بيت سلوى وشبح الذكريات مازلت معلقة بذاكرتها

            ...............

            بعد عدة أيام جاءت هاجر زميلة منى للمعلمة فاطمة بغرفة المدرسات

            طالبة منها محادثتها في أمر مهم

            فقالت فاطمة : خير يا هاجر , هل هناك شيء لم تفهميه من الحصة

            فقالت هاجر : لا ولكني لدي رسالة من منى لكِ

            تغيرت ملامح فاطمة وقالت : أين هي , وأين منى ؟؟

            قالت هاجر : لقد أتت بصحبة والدتها اليوم حيث نقلت لمدرسة قريبة من قريتها وطلبت مني تسليم هذه الرسالة لكِ

            أخذت فاطمة الرسالة وفتحتها بتخوف




            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            معلمتي الغالية فاطمة

            عذرنا لكِ على ازعاجك والتسبب بالفوضى والتوتر في ذلك اليوم

            وتخريب ما هو مخطط له من جو دافىء ومشاعر صادقة وروح محبة

            لم أكن أريد فعل ذلك

            لكني لا أعرف ما بالي لم أتمكن من الكذب , لربما بأن الصدق هو الأقوى في ذاتي

            أريدكِ إن لا تقلقي علي

            فالقسوة علمتني أن أكون طيبة وحنونة

            متسامحة وبشوشة

            قوية الإرادة وناجحة

            صادقة فوق كل الاعتبارات

            وذكية في تعاملاتي

            معلمتي الغالية لن أنساكٍ

            ولن أنسى لحظات الصدق تلك

            وداعاً


            مسحت فاطمة الدمعة الساقطة من عينيها وطوت تلك الورقة وابتسمت وتمتمت لا خوف عليكِ يا منى


            انتهت

            دعواتي الصادقة وتحياتي العطرة

            وهذه اخر قصه

            تعليق


            • #36
              مشكوره بنووته على المجهوود الرائع
              ...............
              وننتظر جديدك في مواضيع اخرى


              دمتي بووود

              تعليق


              • #37
                يسلمووووووووو على الرد

                عمري ان شالله راح أكتب لكم قصص تنال اعجابكم باذن الباري

                تعليق


                • #38
                  قصص روعة

                  سلمت يمناك

                  على كتابتها

                  تعليق


                  • #39
                    اشكرج يالغلا على القصص..

                    الله يعطييج الف عافية..

                    كملتهم كلهم الحمدلله

                    تعليق


                    • #40
                      هههههههه

                      هلا والله

                      أهم شي عجبوج

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      x

                      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                      صورة التسجيل تحديث الصورة

                      اقرأ في منتديات يا حسين

                      تقليص

                      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                      ردود 2
                      12 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                      بواسطة ibrahim aly awaly
                       
                      يعمل...
                      X