إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مناظرات بين علماء الشيعة وعلماء السنة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناظرات بين علماء الشيعة وعلماء السنة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    بسم الله الرحمن الرحيم



    لم يكن المسلمون ، في يوم من الأيام، أكثر حاجة إلى الوحدة منهم في هذه الأيام، فمنظروا الغرب الاستعماري في‏هذا الزمن، يرون في الإسلام عدوهم الأول، ويعدون الخطط التي سرعان ما ينفذها السياسيون والعسكريون للقضاء عليه، بغية
    السيطرة على بلاد المسلمين وامتلاك ثرواتها، وهذا يعني إن وجود المسلمين الفاعل نفسه مهدد بالخطر، ما يقتضي المبادرة إلى امتلاك القوة القادرة على مقاومة هذا الخطر، وأول شروط هذا الامتلاك هو الوحدة الإسلامية.
    والوحدة المطلوبة ينبغي أن تقوم على أساس متين هو معرفة الآخر معرفة حقيقية شاملة وعميقة وحواره في الأمور الخلافية من دون تجاهل لأي أمر كان، أو لا يزال، موضع خلاف، ومن دون مداراة، ذلك أن النأي عن البحث الموضوعي الجدي في ما يختلف المسلمون فيه، والاكتفاء بالمجاملات يبقي النأي
    قائما بينهم، مغط‏ى بركام من الكلام العام الجاهز للاستهلاك في الوقت المناسب.
    هذا الكلام يقصي أكثر مما يقرب ، وما يقرب هو الحوار العقلي الرصين الذي يحدد الموضوعات المختلف بشأنها،ويبحثها.
    وكثيرا ما أدار علماء المسلمين مثل هذا الحوار، ومن نماذج ذلك ما ذكره المؤرخون من أن الشيخ عز الدين حسين بن‏ عبد الصمد (918ه-948ه) ، وهو من أئمة الفقه والحديث عند الشيعة، حل ضيفا على عالم من علماء حلب، كان نظيرا له وصديقا، وقال له : ((انه يقبح بمثلي ومثلك، بعد أن صرف كل منا عمره في تحصيل العلوم الإسلامية وتحقيق‏مقدماتها، أن يقلد في مذهبه الذي يلقى اللّه به...
    وليس حجة منجية لان كل احد يقلد سلفه...)) . فقال له صديقه : ((هلم‏نبحث)).
    ليس حجة منجية لان يقلد كل واحد منا سلفه، فهلم نبحث...،
    هذا هو المنهج القديم الذي يفضي إلى الوحدة الحقيقية‏وهي، كما رأينا، شرط وجودنا الفاعل على هذا الزمن.


    من هذه ألمقدمه البسيطة ارتأيت أن نجعل موضوعا لمناظرات العلماء التي سبقونا وهي مناظرات لا تخلو من الفائدة العظيمة لفهم الدين والعقيدة لذا أرجو منكم جميعا قراءتها وإضافة ما تحفظون أو تنقلون من مناظرات للعلماء أو حتى لائمة أهل البيت عليهم السلام .
    وأنا ابتدأ بنقل هذه المناظرة القديمة بين علماء الشيعة وألسنه والتي تسمى ((بمؤتمر علماء بغداد )):-

    المناظرة الاولى


    في القرن الخامس الهجري
    تدوين مقاتل بن عطية
    وقعت أحداث هذه المناظرة في عصر الدولة السلجوقية. وقام
    بتدوينها مقاتل ‏بن عطية في المدرسة النظامية ‏ببغداد..
    وظلت مخطوطة هذه المناظرة محجوبة عن الأبصار حتى تم
    العثور عليها في مكتبة (راجا محمود آباد) بخط مقاتل‏بن‏عطية
    وذلك في عام (1300ه)..
    وتم طباعتها في بيروت تحت اسم (مؤتمر علماء بغداد) في عام
    1402ه..
    ونود أن نشير هنا إلى إن هذه المناظرة قد استغرقت ثلاثة أيام
    حسبما ذكر وهو أمر غير واضح من خلال السرد.
    ويلاحظ القارى‏ء انا قد اشرنا الى الفقيه الشيعي بلفظ العلوي..
    والفقيه السني بلفظ العباسي التزاما بما ورد في نص المناظرة..
    شخصيات المناظرة
    ارتبطت هذه المناظرة بثلاثة شخصيات هي:
    الداعي لها :- وهو الملك ملك شاه بن الب ارسلان السلجوقي..
    المنفذ لها :- وهو الوزير الفقيه نظام الملك..
    كاتبها :- وهو مقاتل بن عطية..
    قصة المناظرة
    الحمد للّه وحده والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين
    محمد النبي العربي وآله الطيبين الطاهرين وعلى‏اصحابه
    المطيعين.
    دخل على الملك شاه احد العلماء الكبار واسمه: (الحسين‏بن
    علي العلوي) وكان من كبار علماء الشيعة..
    ولما خرج العالم من عند الملك استهزا به بعض الحاضرين
    وغمزه.
    فقال الملك: لماذا استهزات به؟
    قال الرجل: الا تعرف ايها الملك انه من الكفار الذين غضب اللّه
    عليهم ولعنهم؟
    فقال الملك متعجبا: ولماذا. اليس مسلما؟
    فقال الرجل: كلا انه شيعي!
    فقال الملك: وما معنى الشيعي؟ اليس الشيعة هم فرقة من
    فرق المسلمين؟
    قال الرجل: كلا انهم لا يعترفون بخلافة ابي بكر وعمر وعثمان.
    قال الملك: وهل هناك مسلم لا يعترف بامامة هؤلاء الثلاثة؟
    قال الرجل: نعم هؤلاء الشيعة.
    قال الملك: واذا كانوا لا يعترفون بامامة هؤلاء الصحابة فلماذا
    يسميهم الناس مسلمين؟
    قال الرجل: ولذا قلت لك انهم كفار..
    فتفكر الملك مليا، ثم قال: لا بد من احضار الوزير نظام الملك
    لنرى جلية الحال.
    ولما جاء الوزير: نظام الملك وساله الملك عن الشيعة: هل هم
    مسلمون؟
    قال نظام الملك: اختلف اهل السنة فطائفة منهم يقولون انهم
    مسلمون لانهم اي الشيعة‏ يشهدون ان لا اله الا اللّه
    وان‏محمدا رسول اللّه ويصلون ويصومون، وطائفة منهم يقولون
    انهم كفار.
    قال الملك: وكم عددهم؟
    فقال نظام الملك: لا احصي عددهم كاملا ولكنهم يشكلون
    نصف المسلمين تقريبا.
    قال الملك: فهل نصف المسلمين كفار؟
    قال الوزير: ان بعض العلماء يعتبرونهم كفارا واني لا اكفرهم.
    قال الملك: فهل لك ايها الوزير ان تحضر علماء الشيعة وعلماء
    السنة لنرى جلية الحال؟
    قال الوزير: هذا امر صعب واخاف على الملك والمملكة!
    قال الملك: لماذا؟
    قال الوزير: لان قضية الشيعة والسنة ليست قضية بسيطة، بل
    هي قضية حق وباطل قد اريقت فيها الدماء، واحرقت
    فيهاالمكتبات، واسرت فيها نساء والفت فيها كتب وموسوعات
    وقامت لاجلها حروب!!
    تعجب الملك الشاب من هذه القضية، وفكر مليا ثم قال: ايها
    الوزير انك تعلم ان اللّه انعم علينا بالملك العريض،والجيش
    الكثيف فلا بد ان نشكر اللّه على هذه النعمة، ويكون شكرنا ان
    نتحرى الحقيقة ونرشد الضال الى الصراط‏المستقيم، ولا بد ان
    تكون احدى هاتين الطائفتين على حق والاخرى على باطل،
    فلا بد ان نعرف الحق فنتبعه ونعرف‏الباطل فنتركه، فاذا هيات
    ايها الوزير مثل هذا المؤتمر وبحضور العلماء من الشيعة
    والسنة بحضور القواد والكتاب‏وسائر اركان الدولة فاذا راينا ان
    الحق مع السنة ادخلنا الشيعة في السنة بالقوة.
    قال الوزير: واذا لم يقبل الشيعة ان يدخلوا مذهب السنة فماذا
    تفعل؟
    قال الملك الشاب: نقتلهم!
    فقال الوزير: وهل يمكن قتل نصف المسلمين؟
    قال الملك: فما هو العلاج والحل؟
    قال الوزير: ان تترك هذا الامر.
    انتهى الحوار بين الملك ووزيره الحكيم العالم، ولكن بات
    الملك تلك الليلة متفكرا قلقا ولم ينم الى الصباح. وفي‏الصباح
    الباكر دعى نظام الملك..
    وقال الملك: لقد تفكرت في الامر ورايت ان نستدعي علماء
    الطرفين، ونرى نحن من خلال المحادثات والمناقشات‏التي
    تدور بينهما ان الحق مع ايهما، فاذا كان الحق مع مذهب السنة
    دعونا الشيعة بالحكمة والموعظة الحسنة ورغبناهم‏بالمال
    والجاه كما كان يفعل رسول اللّه(ص) مع المؤلفة قلوبهم،
    وبذلك نتمكن من خدمة الاسلام والمسلمين..
    فقال الوزير: رايك حسن ولكني اتخوف من هذا المؤتمر!
    قال الملك: ولماذا الخوف؟
    فقال الوزير: لاني اخاف ان يتغلب الشيعة على السنة وترجح
    احتجاجاتهم علينا وبذلك يقع الناس في الشك‏والشبهة!
    فقال الملك: وهل يمكن ذلك؟
    قال الوزير: نعم لان الشيعة لهم ادلة قاطعة وبراهين ساطعة
    من القرآن والاحاديث الشريفة على صحة مذهبهم،
    وحقيقة‏عقيدتهم!
    فلم يقتنع الملك بهذا الجواب من وزيره (نظام الملك) وقال
    له:
    لا بد من احضار علماء الطرفين لينكشف لنا الحق ونميزه عن
    الباطل، فاستمهل الوزير الملك شهرا لتنفيذ الامر، ولكن‏الملك
    الشاب لم يقبل ذلك..
    واخيرا تقرر ان تكون المدة خمسة عشر يوما.
    وفي هذه الايام جمع الوزير نظام الملك عشرة رجال من كبار
    علماء السنة الذين يعتمد عليهم في التاريخ والفقه‏والحديث
    والاصول والجدل، كما احضر عشرة من كبار علماء الشيعة،
    وكان ذلك في شهر شعبان في المدرسة النظامية‏ببغداد،
    وتقرر ان ينعقد المؤتمر على الشروط التالية:
    اولا: ان يستمر البحث من الصباح الى المساء باستثناء وقت
    الصلاة والطعام والراحة.
    ثانيا: ان تكون المحادثات مستندة الى المصادر الموثوقة
    والكتب المعتبرة لا الى المسموعات والشائعات.
    ثالثا: ان تكتب المحادثات التي تدور في هذا المؤتمر.
    نص المناظرة
    اليوم الاول

    وفي اليوم المعين جلس الملك ووزيره وقواد جيشه وجلس
    العلماء السنة عن يمينه كما جلس علماء الشيعة عن
    يساره،وافتتح الوزير نظام الملك المؤتمر باسم اللّه الرحمن
    الرحيم والصلاة على محمد وآله وصحبه..
    ثم قال: لا بد ان يكون الجدال نزيها، وان يكون طلب الحق هو
    رائد الجميع وان لا يذكر احد صحابة الرسول(ص) بسب‏او سوء.
    قال كبير علماء السنة (وهو الملقب بالشيخ العباسي): اني لا
    اتمكن ان احادث مذهبا يكفر كل الصحابة.
    قال كبير علماء الشيعة (وهو الملقب بالعلوي): ومن هم الذين
    يكفرون الصحابة؟
    قال العباسي: انتم الشيعة هم اولئك الذين يكفرون كل
    الصحابة.
    قال العلوي: هذا الكلام منك خلاف الواقع، اليس من الصحابة
    علي عليه السلام والعباس وسلمان وابن عباس والمقدادوابو
    ذر وغيرهم، فهل نحن الشيعة نكفرهم؟
    قال العباسي: اني قصدت بكل الصحابة ابا بكر وعمر وعثمان
    واتباعهم.
    قال العلوي: نقضت نفسك بنفسك، الم يقرر اهل المنطق ان
    (الموجبة الجزئية نقيض السالبة الكلية) فانك تقول مرة:
    ان‏الشيعة يكفرون كل الصحابة، وتقول مرة: ان الشيعة يكفرون
    بعض الصحابة.
    وهنا اراد نظام الملك ان يتكلم لكن العالم الشيعي لم يمهله.
    وقال: ايها الوزير العظيم لا يحق لاحد ان يتكلم الا اذا عجزنا
    عن الجواب والا كان خلطا للبحث، واخراجا للكلام عن‏مجراه،
    من دون نتيجة.
    ثم قال العالم الشيعي: تبين ايها العباسي ان قولك ان الشيعة
    يكفرون كل الصحابة كذب صريح.
    ولم يتمكن العباسي من الجواب واحمر وجهه خجلا..
    ثم قال: دعنا عن هذا ولكن هل انتم الشيعة تسبون ابا بكر وعمر
    وعثمان؟
    قال العلوي: ان في الشيعة من يسبهم وفيهم من لا يسبهم.
    قال العباسي: وانت ايها العلوي من اي طائفة منهم؟
    قال العلوي: من الذين لا يسبون ولكن رايي ان الذين يسبون
    لهم منطقهم، وان سبهم لهؤلاء الثلاثة لا يوجب شيئا، لا
    كفراولا فسقا ولا هو من الذنوب الصغيرة.
    قال العباسي: اسمعت ايها الملك ماذا يقول هذا الرجل؟
    قال العلوي: ايها العباسي ان توجيهك الخطاب الى الملك
    مغالطة، فان الملك احضرنا لاجل التكلم حول الحجج‏والادلة لا
    لاجل التحاكم الى السلاح والقوة.
    قال الملك: صحيح ما يقوله العلوي، ما هو ردك ايها العباسي؟
    قال العباسي: واضح ان من يسب الصحابة كافر.
    قال العلوي: واضح عندك لا عندي، ما هو الدليل على كفر من
    يسب الصحابة عن اجتهاد ودليل، الا تعترف ان من
    يسبه‏الرسول يستحق السب؟
    قال العباسي: اعترف.
    قال العلوي: فالرسول سب ابا بكر وعمر.
    قال العباسي: واين سبهم؟ هذا كذب على رسول اللّه.
    قال العلوي: ذكر اهل التواريخ من السنة ان الرسول هيا جيشا
    بقيادة (اسامة) وجعل في الجيش ابا بكر وعمر.
    وقال: لعن اللّه من تخلف عن جيش اسامة، ثم ان ابا بكر وعمر
    تخلفا عن جيش اسامة فشملهم لعن الرسول ومن يلعنه‏الرسول
    يحق للمسلم ان يلعنه.
    وهنا اطرق العباسي براسه ولم يقل شيئا.
    فقال الملك (متوجها الى الوزير): وهل صح ما ذكره العلوي؟
    قال الوزير: ذكر اهل التواريخ ذلك.
    قال العلوي: واذا كان سب الصحابة حراما وكفرا، فلماذا لا
    تكفرون معاوية‏بن ابي سفيان ولا تحكمون بفسقه وفجوره‏لانه
    كان يسب الامام علي‏بن ابي طالب عليه السلام الى اربعين
    سنة وقد سب الامام الى سبعين سنة!؟
    قال الملك: اقطعوا هذا الكلام وتكلموا حول موضوع آخر.
    قال العباسي: من بدعكم انتم الشيعة انكم لا تعترفون بالقرآن!
    قال العلوي: بل من بدعكم انتم السنة انكم لا تعترفون بالقرآن
    والدليل على ذلك انكم تقولون: ان القرآن جمعه عثمان،فهل
    كان الرسول جاهلا بما عمله عثمان، حيث انه لم يجمع القرآن
    حتى جاء عثمان وجمعه، ثم كيف ان القرآن لم يكن‏مجموعا في
    زمن النبي وكان يامر قومه واصحابه بختم القرآن فيقول: من
    ختم القرآن كان له (كذا) من الاجر والثواب، هل‏يمكن ان يامر
    بختم القرآن ما لم يكن مجموعا، وهل كان المسلمون في
    ضلال حتى انقذهم عثمان؟
    قال الملك (موجها كلامه الى الوزير) وهل يصدق العلوي ان
    اهل السنة يقولون بان القرآن من جمع عثمان؟
    قال الوزير: هكذا يذكر المفسرون واهل التواريخ.
    قال العلوي: اعلم ايها الملك ان الشيعة يعتقدون ان القرآن
    جمع في زمن الرسول(ص) كما تراه الان لم ينقص منه
    حرف‏ولم يزد فيه حرف اما السنة فيقولون ان القرآن زيد فيه
    ونقض منه، وانه قدم واخر وان الرسول لم يجمعه وانما
    جمعه‏عثمان لما تسلم الحكم وصار اميرا.
    قال العباسي: (وقد انتهز الفرصة): هل سمعت ايها الملك ان
    هذا الرجل لا يسمي عثمان خليفة وانما يسميه اميرا.
    قال العلوي: نعم عثمان لم يكن خليفة.
    قال الملك: ولماذا؟
    قال العلوي: لان الشيعة يعتقدون بطلان خلافة ابي بكر وعمر
    وعثمان!
    قال الملك: (بتعجب واستفهام) ولماذا؟
    قال العلوي: لان عثمان جاء الى الحكم بشورى ستة رجال
    عينهم عمر وكل اهل الشورى الستة لم ينتخبوا عثمان
    وانماانتخبه ثلاثة او اثنين منهم، فشرعية خلافة عثمان
    مستندة الى عمر، وعمر جاء الى الحكم بوصية ابي بكر مستندة
    الى‏السلاح والقوة ولذا قال عمر في حقه: (كانت بيعة الناس
    لابي بكر فلتة من فلتات الجاهلية وقى اللّه المسلمين شرها
    فمن‏عاد اليها فاقتلوه).
    وابو بكر نفسه كان يقول: (اقيلوني فلست بخيركم وعلي
    فيكم) ولذا فالشيعة يعتقدون بان خلافة هؤلاء باطلة
    من‏اساسها.
    قال الملك: (موجها الكلام الى الوزير): وهل صحيح ما يقوله
    العلوي من كلام ابي بكر وعمر؟
    قال الوزير: نعم هكذا ذكر المؤرخون!
    قال الملك: فلماذا نحن نحترم هؤلاء الثلاثة؟
    قال الوزير: اتباعا للسلف الصالح!
    قال العلوي الملك: ايها الملك قل للوزير: هل الحق احق ان
    يتبع ام السلف؟ اليس تقليد السلف ضد الحق مشمولا
    لقوله‏تعالى: قالوا (انا وجدنا آباءنا على امة وانا على آثارهم
    مقتدون).
    قال الملك (موجها الخطاب الى العلوي): اذا لم يكن هؤلاء
    الثلاثة خلفاء لرسول اللّه فمن هو خليفة رسول اللّه؟
    قال العلوي: خليفة رسول اللّه هو الامام علي‏بن ابي طالب.
    قال الملك: ولماذا هو خليفة؟
    قال العلوي: لان الرسول عينه خليفة من بعده، حيث انه(ص)
    اشار الى خلافته في مواطن كثيرة جدا ومن جملتها لماجمع
    الناس في منطقة بين مكة والمدينة يقال لها: (غدير خم) ورفع
    يد علي وقال للمسلمين: من كنت مولاه فهذا علي‏مولاه اللهم
    وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله،
    ثم نزل عن المنبر وقال للمسلمين وعددهم‏يزيد على مائة
    وعشرين الف انسان : سلموا علي بامرة المؤمنين، فجاء
    المسلمون واحدا بعد واحد وهم يقولون لعلي:السلام عليك يا
    امير المؤمنين، فجاء ابو بكر وعمر وسلما على علي عليه السلام
    بامرة المؤمنين وقال عمر: السلام‏عليك يا امير المؤمنين (بخ
    بخ لك يا ابن ابي طالب اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن
    ومؤمنة).
    فاذن الخليفة الشرعي لرسول اللّه(ص) هو علي بن ابي طالب.
    قال الملك: (موجها الكلام الى الوزير) هل صحيح ما يذكره
    العلوي؟
    قال الوزير: نعم هكذا ذكر المؤرخون والمفسرون.
    قال الملك: دعوا هذا الكلام، وتكلموا حول موضوع آخر.
    قال العباسي: ان الشيعة يقولون بتحريف القرآن.
    قال العلوي: بل المشهور عندكم ايها السنة‏ انكم تقولون
    بتحريف القرآن!
    قال العباسي: هذا كذب صريح.
    قال العلوي: الم ترووا في كتبكم انه نزلت على رسول اللّه آيات
    حول (الغرانيق) ثم نسخت تلك الايات وحذفت من‏القرآن؟
    قال الملك (للوزير): وهل صحيح ما يدعيه العلوي؟
    قال الوزير: نعم هكذا ذكر المفسرون.
    قال الملك: فكيف يعتمد على قرآن محرف؟
    قال العلوي: اعلم ايها الملك انا لا نقول بهذا الشي‏ء وانما هذه
    مقالة اهل السنة، وعلى هذا فالقرآن عندنا معتمد عليه‏لكن
    القرآن عند السنة‏ لا يمكن الاعتماد عليه!
    قال العباسي: وقد وردت بعض الاحاديث في كتبكم وعن
    علمائكم؟
    قال العلوي: تلك الاحاديث اولا: قليلة، وثانيا: هي موضوعة
    ومزورة وضعها اعدا الشيعة لتشويه سمعة الشيعة، وثالثا:رواتها
    واسنادها غير صحيحة، وما نقل عن بعض العلماء، فلا يعتمد
    على كلامهم، وانما علماؤنا العظام الذين نعتمدعليهم لا
    يقولون بالتحريف ولا يذكرون كما تذكرون انتم حيث تقولون
    ان اللّه انزل آيات في مدح الاصنام فقال وحاشاه‏ذلك‏ تلك
    الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى.
    قال الملك: دعوا هذا الكلام وتكلموا بغيره.
    قال العدوي: والسنة ينسبون الى اللّه تعالى ما لا يليق بجلال
    شانه.
    قال العباسي: مثل ماذا؟
    قال العلوي: مثل انهم يقولون: ان اللّه جسم، وانه مثل الانسان
    يضحك ويبكي وله يد ورجل وعين وعورة ويدخل رجله‏في
    النار يوم القيامة، وانه ينزل من السماوات الى سماء
    الدنيا!.
    قال العباسي: وما المانع من ذلك، والقرآن يصرح به يقول
    تعالى: (وجاء ربك).
    ويقول: (يوم يكشف عن ساق.
    ويقول: (يد اللّه فوق ايديهم) والسنة وردت بان اللّه يدخل رجله
    في النار!
    قال العلوي: اما ما ورد في السنة والحديث فهو باطل عندنا
    وكذب وافترا، لان ابا هريرة وامثاله كذبوا على رسول‏اللّه(ص)
    حتى ان عمر منع ابا هريرة عن نقل الحديث وزجره.
    قال الملك: موجها الخطاب الى الوزير : هل صحيح ان عمر
    منع ابا هريرة عن نقل الحديث؟
    قال الوزير: نعم منعه كما في التواريخ.
    قال الملك: فكيف نعتمد على احاديث ابي هريرة؟
    قال الوزير: لان العلماء اعتمدوا على احاديثه.
    قال الملك: اذن: يجب ان يكون العلماء اعلم من عمر لان عمر
    منع ابا هريرة عن نقل الحديث لكذبه على رسول اللّه،ولكن
    العلماء ياخذون باحاديثه الكاذبة؟!
    قال العباسي: هب ايها العلوي‏ ان الاحاديث الواردة في السنة
    حول اللّه غير صحيحة، ولكن ماذا تصنع بالايات‏القرآنية؟
    قال العلوي: القرآن فيه آيات محكمات هن ام الكتاب واخر
    متشابهات وفيه ظاهر وباطن فالمحكم الظاهر يعمل‏بظاهره،
    اما المتشابه فاللازم ان تنزله على مقتضى البلاغة من ارادة
    المجاز والكناية والتقدير والا لا يصح المعنى لا عقلاولا شرعا
    فمثلا: اذا حملت قوله تعالى (وجاء ربك) على ظاهره فقد
    عارضت العقل والشرع لان العقل والشرع يحكمان‏بوجود اللّه
    في كل مكان وانه لا يخلو منه مكان ابدا، وظاهر الاية تقول
    بجسمية اللّه، والجسم له حيز ومكان، ومعنى‏هذا ان اللّه لو كان
    في السماء خلا منه الارض ولو كان في الارض خلا منه السماء،
    وهذا غير صحيح لا عقلا ولاشرعا.
    قال العباسي: اني لا اقبل هذا الكلام، وعلينا ان ناخذ بظواهر
    آيات القرآن.
    قال العلوي: فما تصنع بالايات المتشابهات؟؟، ثم انك لا
    يمكنك ان تاخذ بظاهر كل القرآن، والا لزم ان يكون
    صديقك‏الجالس الى جنبك (وهو من علماء السنة وكان اعمى
    البصر) من اهل النار؟
    قال العباسي: ولماذا؟
    قال العلوي: لان اللّه تعالى يقول: (ومن كان في هذه اعمى فهو
    في الاخرة اعمى واضل سبيلا) فحيث ان الشيخ اعمى‏الان في
    الدنيا فهو في الاخرة اعمى واضل سبيلا، فهل ترضى بهذا يا
    شيخ يقصد الشيخ الاعمى‏ ؟
    قال الشيخ: كلا، كلا فان المراد (الاعمى) في الاية: المنحرف
    عن طريق الحق.
    قال العلوي: اذن: ثبت انه لا يتمكن الانسان ان يعمل بكل
    ظواهر القرآن.
    وهنا اشتد الجدال حول ظواهر القرآن، هذا والعلوي يفحم
    العباسي بالادلة والبراهين.
    قال الملك: دعوا هذا الموضوع وانتقلوا الى غيره.
    قال العلوي: ومن انحرافاتكم واباطيلكم انتم السنة‏ حول اللّه
    سبحانه انكم تقولون: ان اللّه يجبر العباد على
    المعاصي‏والمحرمات ثم يعاقبهم عليها؟
    قال العباسي: ان اللّه يقول: (ومن يضلل اللّه).
    ويقول: (طبع اللّه على قلوبهم).
    قال العلوي: اما كلامك انه في القرآن، فجوابه: ان القرآن فيه
    مجازات وكنايات يجب المصير اليها، فالمراد (بالضلال) ان‏اللّه
    يترك الانسان الشقي ويهمله حتى يضل، وذلك مثل قولنا:
    (الحكومة افسدت الناس) فالمعنى انها تركتهم لشانهم‏ولم
    تهتم بهم، هذا اولا وثانيا: الم تسمع قول اللّه تعالى: (ان اللّه لا
    يامر بالفحشاء).
    وقوله سبحانه: (انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا).
    وقوله: (وهديناه النجدين).
    وثالثا: لا يجوز عقلا ان يامر اللّه بالمعصية ثم يعاقب عليها، ان
    هذا بعيد من عوام الناس فكيف من اللّه العادل المتعال‏سبحانه
    وتعالى عما يقول المشركون والظالمون علوا كبيرا.
    قال الملك: لا، لا يمكن ان يجبر اللّه الانسان على المعصية ثم
    يعاقبه، ان هذا هو الظلم بعينه، واللّه منزه عن الظلم‏والفساد
    (وان اللّه ليس بظلام للعبيد)، ولكن لا اظن ان اهل السنة
    يلتزمون بمقالة العباسي؟
    ثم يوجه الملك خطابه الى الوزير قائلا: هل اهل السنة يلتزمون
    بذلك؟
    قال الوزير: نعم المشهور بين اهل السنة ذلك!
    قال الملك: كيف يقولون بما يخالف العقل؟
    قال الوزير: لهم في ذلك تاويلات واستدلالات.
    قال الملك: ومهما يكن من تاويل واستدلال، فلن يعقل ولا ارى
    الا راي السيد العلوي بان اللّه لا يجبر احدا على الكفروالعصيان،
    ثم يعاقبه على ذلك؟!
    قال العلوي: ثم ان السنة يقولون ان رسول اللّه(ص) كان شاكا
    في نبوته.
    قال العباسي: هذا كذب صريح.
    قال العلوي: الستم تروون في كتبكم ان رسول اللّه قال: (ما
    ابطا علي جبرئيل مرة الا وظننت انه نزل على ابن الخطاب)مع
    العلم ان هناك آيات كثيرة تدل على ان اللّه اخذ الميثاق من
    النبي محمد(ص) على نبوته؟
    قال الملك موجها الخطاب الى الوزير : هل صحيح ما يقوله
    العلوي من ان هذا الحديث موجود في كتب السنة؟
    قال الوزير: نعم يوجد في بعض الكتب.
    قال الملك: هذا هو الكفر بعينه.
    قال العلوي: ثم ان السنة ينقلون في كتبهم ان رسول اللّه(ص)
    كان يحمل عائشة على كتفيه لتتفرج على
    المطبلين‏والمزمرين، فهل هذا يليق بمقام رسول اللّه ومكانته؟
    قال العباسي: انه لا يضر.
    قال العلوي: وهل انت تفعل هذا، وانت رجل عادي، هل تحمل
    زوجتك على كتفك لتتفرج على الطبالين؟؟
    قال الملك: ان من له ادنى حياء وغيرة لا يرضى بهذا فكيف
    برسول اللّه وهو مثال الحياء والغيرة والايمان. فهل صحيح‏ان
    هذا موجود في كتب اهل السنة؟
    قال الوزير: نعم موجود في بعض الكتب!
    قال الملك: فكيف نؤمن بنبي يشك في نبوته؟
    قال العباسي: لا بد من تاويل هذه الرواية؟
    قال العلوي: وهل تصلح هذه الرواية؟، اعرفت ايها الملك ان اهل
    السنة يعتقدون بهذه الخرافات والاباطيل‏والخزعبلات؟
    قال العباسي: واي اباطيل وخرافات تقصد؟
    قال العلوي: لقد بينت لك انكم تقولون:
    1- ان اللّه كالانسان له يد ورجل وحركة وسكون.
    2- ان القرآن محرف فيه زيادة ونقصان.
    3- ان الرسول يفعل ما لا يفعله حتى الناس العاديين من حمل
    عائشة على كتفه.
    4- ان الرسول كان يشك في نبوته.
    5- ان الذين جاؤوا الى الحكم قبل علي‏بن ابي طالب استندوا
    الى السيف والقوة في اثبات انفسهم، ولا شرعية لهم.
    6- ان كتبهم تروي عن ابي هريرة وامثاله من الاباطيل.
    قال الملك: دعوا هذا الموضوع وانتقلوا الى موضوع آخر.
    قال العلوي: ثم ان السنة ينسبون الى رسول اللّه(ص) ما لا يجوز
    حتى على الانسان العادي!
    قال العباسي: مثل ماذا؟
    قال العلوي مثل انهم يقولون: ان سورة (عبس وتولى) نزلت في
    شان الرسول!
    قال العباسي: وما المانع من ذلك؟
    قال العلوي: المانع قول اللّه تعالى: (وانك لعلى خلق عظيم)
    وقوله: (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)، فهل يعقل ان‏الرسول
    الذي يصفه اللّه تعالى بالخلق العظيم ورحمة للعالمين ان يفعل
    بذلك الاعمى المؤمن هذا العمل‏الانساني؟
    قال الملك: غير معقول ان يصدر هذا العمل من رسول
    الانسانية ونبي الرحمة، فاذن ايها العلوي: فيمن نزلت
    هذه‏السورة؟
    قال العلوي: الاحاديث الصحيحة الواردة عن اهل بيت النبي
    الذين نزل القرآن في بيوتهم تقول انها نزلت في
    عثمان‏بن‏عفان، وذلك لما دخل عليه ابن ام مكتوم فاعرض
    عنه عثمان وادار ظهره اليه.
    وهنا انبرى السيد جمال الدين (وهو من علماء الشيعة وكان
    حاضرا في المجلس) وقال: قد وقعت لي قصة مع هذه‏السورة
    وذلك: ان احد علماء النصارى قال لي: ان نبينا عيسى افضل
    من نبيكم محمد(ص) قلت لماذا؟
    قال: لان نبيكم كان سيى‏ء الاخلاق يعبس للعميان ويدير اليهم
    ظهره، بينما نبينا عيسى كان حسن الاخلاق يبرى‏ء
    الاكمه‏والابرص.
    قلت: ايها المسيحي اعلم اننا نحن الشيعة نقول ان السورة
    نزلت في عثمان‏بن عفان لا في رسول اللّه(ص)، وان
    نبينامحمد(ص) كان حسن الاخلاق، جميل الصفات، حميد
    الخصال.
    وقد قال فيه تعالى: (وانك لعلى خلق عظيم).
    وقال: (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين).
    قال المسيحي: لقد سمعت هذا الكلام الذي قلته لك من احد
    خطباء المسجد في بغداد!
    قال العلوي: المشهور عندنا ان بعض رواة السوء وبائعي الضمائر
    نسبوا هذه القصة ليبرؤا ساحة عثمان‏بن عفان فانهم ‏نسبوا
    الكذب إلى اللّه والرسول حتى ينزهوا خلفاءهم وحكامهم!

    هذا ما جاء في اليوم الأول
    وسوف اكتب لكم ماجاء في اليوم الثاني والثالث لاحقا

  • #2
    شكرا لك اخي على نقل المناظره وبانتظار البقية

    جزاك الله كل خير

    تعليق


    • #3
      اللهم صلي على محمد وال محمد

      احسنتم احسنتم احسنتم جزاكم الله خيرا
      (وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون)
      ما اعجبنا في هذه المناظرة كلها هي جمل
      فقال الملك (متوجها الى الوزير): وهل صح ما ذكره العلوي؟
      قال الوزير: ذكر اهل التواريخ ذلك.
      قال الملك: دعوا هذا الموضوع وانتقلوا الى غيره.

      تقبل الله اعمالكم باحسن القبول وحشركم الله مع محمد وال محمد

      تعليق


      • #4
        الاخت الفاضله ابيار علي والاخت الكريمه زينه البغدادي شكرا لمروركم
        وانشاء الله سوف انزل بقية المناظرة قريبا

        تعليق


        • #5
          فعلا الموضوع يستحق النقل والمتابعة...... بإنتظار الباقي ..... جزاك الله خيرا.....

          تعليق


          • #6
            احسنت مولانا والله خوش موضوع الله يعطيك العافية

            ولقد بحثت كل الأحاديث والأآيات وهي موجودة بالفعل وعندي المصادر إذا اي وهابي سأل

            الله يعطيك العافية مرة ثانية

            تعليق


            • #7
              اختي الكريمة رميثه شكرا لمروركم الكريم
              اخي الكريم كويتي احسن الله اليكم و جزاكم الله خير الجزاء
              نعم المصادر موجوده ومفصله ولم اشا ان انزلها مع الموضوع تجنبا للاطاله ليس الا
              شكرا لتواجدكم معنا

              تعليق


              • #8
                للرفع

                تعليق


                • #9
                  شكرا الك اخت جمانه

                  تعليق


                  • #10
                    وماذا عن مناظرات المستقلة ؟؟؟؟

                    هل ممكن ان تعطيني رابط لموقع شيعي لكي احملها منه ؟؟؟؟

                    تعليق


                    • #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      انقل لكم ما كتبه مقاتل بن عطية في اليوم الثاني من مؤتمر علماء بغداد
                      قال العباسي: إن الشيعة تنكر إيمان الخلفاء الثلاثة، وهذا غير
                      صحيح إذ لو كانوا غير مؤمنين فلماذا صاهرهم رسول‏اللّه(ص)؟
                      قال العلوي: الشيعة يعتقدون أنهم أي الثلاثة‏ كانوا غير
                      مؤمنين قلبا وباطنا وان اظهروا الإسلام لسانا وظاهرا،
                      والرسول‏الأعظم(ص) كان يقبل إسلام كل من تشهد
                      بالشهادتين ولو كان منافقا واقعا وكان يعاملهم معاملة
                      المسلمين، فمصاهرة‏النبي لهم ومصاهرتهم للنبي من هذا
                      الباب!
                      قال العباسي: وما هو الدليل على عدم إيمان أبي بكر؟
                      قال العلوي: الأدلة القطعية على ذلك كثيرة جدا، ومن
                      جملتها: انه خان الرسول في مواطن كثيرة جدا، منها: تخلفه
                      عن‏جيش أسامة ومعصية أمر الرسول في ذلك، والقرآن الكريم
                      نفى الإيمان عن كل من يخالف الرسول، يقول تعالى: (فلا وربك
                      لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في
                      أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما).
                      فأبو بكر عصى أمر الرسول وخالفه فهو داخل في الآية التي
                      تنفي إيمان مخالف الرسول.
                      وأضف إلى ذلك أن رسول اللّه(ص) لعن المتخلف عن جيش
                      أسامة: فهل يلعن رسول اللّه المؤمن؟
                      قال الملك: إذن يصح كلام العلوي انه لم يكن مؤمنا!
                      قال الوزير: لأهل السنة في تخلفه تأويلات.
                      قال الملك: وهل التأويل يدفع المحذور، ولو فتحنا هذا الباب
                      لكان لكل مجرم أن يأتي لإجرامه بتأويلات؟
                      فالسارق يقول: سرقت لأني فقير، وشارب الخمر يقول: شربت
                      لأنني كثير الهموم، والزاني يقول كذا وهكذا.. يختل‏النظام
                      ويتجرا الناس على العصيان، لا.. لا.. التأويلات لا تنفعنا.
                      فاحمر وجه العباسي، وتحير، ماذا يقول، وأخيرا.. تلعثم وقال:
                      وما هو الدليل على عدم إيمان عمر؟
                      قال العلوي: الأدلة كثيرة جدا، منها: انه صرح بنفسه بعدم
                      إيمانه!
                      قال العباسي: في أي موضع؟
                      قال العلوي: حيث قال: (ما شككت في نبوة محمد(ص) مثل
                      شكي يوم الحديبية) وكلامه هذا يدل: على انه كان شاكا دائما
                      في نبوة نبينا(ص)، وكان شكه يوم الحديبية أكثر وأعمق
                      وأعظم من تلك الشكوك، فهل الشاك في نبوة‏محمد(ص)
                      يعتبر مؤمنا؟
                      فسكت العباسي واطرق برأسه خجلا.
                      فقال الملك موجها الخطاب إلى الوزير : هل صحيح قول
                      العلوي أن عمر قال هكذا؟
                      قال الوزير: هكذا ذكر الرواة!
                      قال الملك: عجيب.. عجيب جدا.. إني كنت اعتبر عمر من
                      السابقين إلى الإسلام، واعتبر إيمانه مثاليا، وألان ظهر لي إن ‏في
                      أصل إيمانه شك وشبهة!
                      قال العباسي: مهلا أيها الملك، ابق على عقيدتك، ولا يخدعك
                      هذا العلوي الكذاب.
                      فاعرض الملك بوجهه عن العباسي وقال مغضبا: إن الوزير نظام
                      الملك يقول: إن العلوي صادق في كلامه، وان قول عمر وارد
                      في الكتب وهذا الأبله يعني العباسي‏ يقول انه كاذب، أليس
                      هذا العناد بعينه؟
                      وساد المجلس سكون رهيب، فقد غضب الملك وانزعج من
                      كلام العباسي. واطرق العباسي وسائر علماء السنة..
                      وصمت الوزير... وبقي العلوي رافعا رأسه ينظر في وجه الملك،
                      ليرى النتيجة؟
                      مرت لحظات صعبة على العباسي، تمنى فيها أن تنشق الأرض
                      تحته فيغيب فيها، أو يأتيه ملك الموت فيقبض روحه‏فورا، من
                      شدة الخجل وحرج الموقف، فلقد ظهر بطلان مذهبه، ولقد
                      ظهرت خرافة عقيدته أمام الملك ووزيره وسائر العلماء
                      والأركان.. ولكن: ماذا يصنع؟ لقد احضره الملك للسؤال
                      والجواب، ولتمييز الحق من الباطل، ولهذا استجمع ‏قواه ورفع
                      رأسه وقال:
                      وكيف تقول أيها العلوي إن عثمان لم يكن مؤمنا في قلبه، وقد
                      زوجه الرسول ببنتيه رقية وأم كلثوم؟
                      قال العلوي: الأدلة في عدم إيمانه كثيرة ويكفي في ذلك ما
                      يلي:
                      إن المسلمين وفيهم الصحابة‏ اجتمعوا عليه فقتلوه، وانتم
                      تروون إن النبي قال: (لا تجتمع أمتي على خطا) فهل‏يجتمع
                      المسلمون وفيهم الصحابة‏ على قتل مؤمن؟
                      ولقد كانت عائشة تشبهه باليهود وتأمر بقتله وتقول: اقتلوا
                      نعثلا فقد كفر، اقتلوا نعثلا قتله اللّه، بعدا لنعثل‏وسحقا.
                      وقد ضرب عثمان عبد اللّه بن مسعود الصحابي الجليل حتى
                      أصيب بالفتق وصار طريح الفراش ومات.
                      سفر أبا ذر الغفاري، ذلك الصحابي الجليل الذي قال فيه
                      الرسول: (ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي
                      لهجة‏اصدق من أبي ذر).
                      ونفاه وأبعده من المدينة المنورة إلى الشام مرة أو مرتين ثم إلى
                      الربذة وهي ارض جرداء بين مكة والمدينة‏ حتى مات‏أبو ذر
                      في الربذة جوعا وعطشا في الوقت الذي كان عثمان يتقلب في
                      بيت مال المسلمين ويوزع الأموال على أقاربه ‏من الأمويين
                      والمروانيين!
                      قال الملك للوزير: وهل يصدق العلوي في كلامه هذا؟
                      قال الوزير: ذكر ذلك المؤرخون!
                      قال الملك: فكيف اتخذه المسلمون خليفة؟
                      قال الوزير: بالشورى.
                      قال العلوي: مهلا أيها الوزير، لا تقل ما ليس بصحيح!
                      قال الملك: ماذا تقول أيها العلوي؟
                      قال العلوي: إن الوزير أخطا في كلامه، إن عثمان لم يأت إلى
                      الحكم إلا بوصية من عمر وانتخاب ثلاثة فقط وهم:
                      طلحة‏و سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن‏بن عوف، فهل هؤلاء
                      الثلاثة يمثلون المسلمين جميعا؟
                      ثم إن التواريخ تذكر إن هؤلاء المنتخبين عدلوا عن عثمان
                      عندما رأوا طغيانه وهتكه لأصحاب رسول اللّه ومشورته في‏أمور
                      المسلمين مع كعب الأحبار اليهودي وتوزيعه أموال المسلمين
                      بين بني مروان، فبدا هؤلاء الثلاثة بتحريض الناس‏على قتل
                      عثمان!
                      قال الملك: موجها الخطاب إلى الوزير: هل صحيح كلام
                      العلوي؟
                      قال الوزير: نعم، كذا يذكر المؤرخون!
                      قال الملك: فكيف قلت انه جاء إلى الخلافة بالشورى؟
                      قال الوزير: كنت اقصد شورى هؤلاء الثلاثة!
                      قال الملك: وهل اختيار ثلاثة أشخاص يصحح الشورى؟
                      قال الوزير: إن هؤلاء الثلاثة شهد لهم رسول اللّه(ص) بالجنة؟!
                      قال العلوي: مهلا أيها الوزير، لا تقل ما ليس بصحيح، إن حديث
                      (العشرة المبشرة بالجنة) كذب وافترا على رسول‏اللّه(ص)!
                      قال العباسي: وكيف تقول انه كذب وقد رواه الرواة الموثقون؟
                      قال العلوي: هناك أدلة كثيرة على كذب هذا الحديث وبطلانه،
                      اذكر لك منها ثلاثة:
                      الأول: كيف يشهد رسول اللّه بالجنة لمن آذاه وهو طلحة؟
                      فقد ذكر بعض المفسرين والمؤرخين إن طلحة قال: ((لئن
                      مات محمد لننكحن أزواجه من بعده أو لأتزوجن
                      عائشة))فتأذى رسول اللّه من كلام طلحة وانزل اللّه قوله: (وما
                      كان لكم أن تؤذوا رسول اللّه ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا
                      إن‏ذلكم كان عند اللّه عظيما).
                      الثاني: إن طلحة والزبير قاتلا الإمام علي ‏بن أبي طالب‏ عليه
                      السلام وقد قال رسول اللّه(ص) في حق علي‏ عليه السلام(يا
                      علي حربك حربي وسلمك سلمي)).
                      وقال: ((من أطاع عليا فقد أطاعني ومن عصى عليا فقد
                      عصاني)).
                      وقال: ((علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا
                      علي الحوض)).
                      وقال: ((علي مع الحق والحق مع علي يدور الحق معه حيثما
                      دار)).
                      فهل محارب رسول اللّه وعاصيه يكون في الجنة؟
                      وهل محارب الحق والقرآن يكون مؤمنا؟
                      الثالث: إن طلحة والزبير سعيا في قتل عثمان، فهل من
                      الممكن أن يكون عثمان وطلحة والزبير كلهم في الجنة، وقد
                      قاتل‏بعضهم بعضا، ويقول رسول اللّه(ص) في حديث له‏ :
                      القاتل والمقتول كلاهما في النار؟
                      قال الملك متعجبا: هل كل ما يقوله العلوي صحيح؟
                      فسكت الوزير، ولم ينطقوا شيئا.
                      وهنا مزق السيد العلوي ستار الصمت والسكوت فقال:
                      أيها الملك: إن الوزير والعباسي وكل هؤلاء العلماء يعلمون صدق
                      كلامي وصحة مقالتي، وحقيقة حديثي، ولو أنكروا ذلك، فان
                      في بغداد من العلماء من يشهد على صدق كلامي وصحته
                      وحقيقته، وان في خزانة هذه المدرسة كتب تشهد بصدق
                      كلامي، ومصادر معتبرة تصرح بصحة مقالتي وحقيقته..
                      فان اعترفوا بصدق كلامي فهو المطلوب وإلا فانا مستعد الآن
                      أن آتي إليك بالكتب والمصادر والشهود!
                      قال الملك للوزير: هل كلام العلوي صحيح من أن الكتب
                      والمصادر تصرح بصحة مقالته وصدق حديثه؟
                      قال الوزير: نعم.
                      قال الملك: فلماذا سكت في أول الأمر؟
                      قال الوزير: لأني اكره أن اطعن في أصحاب رسول اللّه(ص)!
                      قال العلوي: عجيب! أنت تكره ذلك واللّه ورسوله لم يكرها ذلك
                      حيث انه تعالى عرف بعض الصحابة بالمنافقين وأمر رسوله
                      بجهادهم كما يجاهد الكفار، والرسول بنفسه لعن بعض
                      أصحابه!
                      قال الوزير: الم تسمع أيها العلوي قول العلماء: إن كل أصحاب
                      الرسول عدول؟
                      قال العلوي: سمعت ذلك، ولكني اعرف انه كذب وافتراء، إذ
                      كيف يمكن أن يكون كل أصحاب الرسول عدولا وقد لعن‏اللّه
                      بعضهم، ولعن الرسول بعضهم، ولعن بعضهم بعضا، وقاتل
                      بعضهم بعضا، وشتم بعضهم بعضا، وقتل بعضهم‏بعضا؟؟
                      وهنا وجد العباسي الباب مسدودا أمامه، فجاء من باب آخر
                      وقال: أيها الملك: قل لهذا العلوي إذا لم يكن الخلفاء مؤمنين
                      فكيف اتخذهم المسلمون خلفاء، واقتدوا بهم؟
                      قال العلوي: أولا: لم يتخذهم كل المسلمين خلفاء وإنما أهل
                      السنة فقط.
                      ثانيا: إن هؤلاء الذين يعتقدون بخلافتهم ينقسمون إلى
                      قسمين:
                      جاهل ومعاند..
                      أما الجاهل فلا يعرف فضائحهم وحقائقهم، وإنما يتصورهم أناسا
                      طيبين مؤمنين.
                      وأما المعاند فلا ينفعه الدليل والبرهان ما دام قد أصر على
                      العناد و اللجاج..
                      يقول تعالى: ((ولو جئتم بكل آية لا يؤمنون)).
                      ويقول سبحانه: (سوا عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا
                      يؤمنون).
                      ثالثا: إن هؤلاء الذين اتخذوهم خلفاء اخطئوا في الاختيار، كما
                      اخطأ المسيحيون حيث قالوا: (المسيح ابن اللّه)،فالإنسان يجب
                      عليه أن يطيع اللّه والرسول وان يتبع الحق لا أن يتبع الناس
                      على الخطأ والباطل..
                      يقول تعالى: (أطيعوا اللّه وأطيعوا الرسول).
                      قال الملك: دعوا هذا الكلام، وتكلموا حول موضوع آخر.
                      قال العلوي: ومن اشتباهات أهل السنة وأخطاءهم أنهم تركوا
                      علي‏بن أبي طالب‏عليه السلام وتبعوا كلام الأولين.
                      قال العباسي: ولماذا؟
                      قال العلوي: لان علي‏بن أبي طالب عينه الرسول(ص) وأولئك
                      الثلاثة لم يعينهم الرسول ثم أردف قائلا:
                      أيها الملك: انك لو عينت في مكانك ولخلافتك أنسانا فهل
                      يجب أن يتبعك الوزراء وأعضاء الحكومة؟ أم يحق لهم أن‏يعزلوا
                      خليفتك، ويعينوا أنسانا آخر مكانك؟
                      قال الملك: بل الواجب أن يتبعوا خليفتي الذي عينته أنا، وان
                      يقتدوا به ويطيعوا أمري فيه.
                      قال العلوي: وهكذا فعل الشيعة، فقد اتبعوا خليفة رسول اللّه
                      الذي عينه(ص) وهو علي‏بن أبي طالب وتركوا غيره.
                      قال العباسي: لكن علي‏بن أبي طالب لم يكن أهلا للخلافة،
                      حيث انه كان صغير العمر بينما كان أبو بكر كبير العمر،
                      وكان‏علي‏بن أبي طالب قد قتل صناديد العرب وأباد شجعانهم
                      فلم تكن العرب ترضى به، ولم يكن أبو بكر كذلك!
                      قال العلوي: أسمعت أيها الملك إن العباسي يقول: إن الناس
                      اعلم من اللّه ورسوله في تعيين الأصلح، لأنه لا يأخذ بكلام‏اللّه
                      ورسوله في تعيين علي‏بن أبي طالب، ويأخذ بكلام بعض الناس
                      في اصلحية أبي بكر، كان اللّه العليم الحكيم لا يعرف الأصلح
                      والأفضل حتى يأتي بعض الناس الجهال فيختاروا الأصلح؟
                      الم يقل اللّه تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى اللّه
                      ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص
                      اللّه ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا)؟
                      الم يقل سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا للّه والرسول إذا
                      دعاكم لما يحييكم)؟
                      قال العباسي: كلا إني لم اقل أن الناس اعلم من اللّه ورسوله.
                      قال العلوي: إذن لا معنى لكلامك، فان كان اللّه والرسول قد
                      عينا إنسانا واحدا للخلافة والإمامة، فاللازم أن تقتدي به،سوا
                      رضي به الناس أم لا!
                      قال العباسي: لكن المؤهلات في علي بن أبي طالب كانت
                      قليلة؟
                      قال العلوي: إن مؤهلات الخلافة والإمامة كانت متوفرة كاملا
                      في علي‏بن أبي طالب، بينما لم تكن متوفرة في غيره!
                      قال العباسي: وما هي تلك المؤهلات؟
                      قال العلوي: إن مؤهلاته عليه السلام كثيرة جدا، فأول
                      المؤهلات تعيين الرسول له عليه السلام.
                      وثانيها: انه كان اعلم الصحابة على الإطلاق، فهذا رسول اللّه
                      يقول: ((أقضاكم علي)) ويقول عمر بن الخطاب:
                      (أقضانا علي).
                      ويقول رسول اللّه: ((أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد
                      المدينة والحكمة فليأت الباب)).
                      ومن الواضح إن العالم مقدم على الجاهل يقول تعالى: (هل
                      يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).
                      وثالثها: انه عليه السلام كان مستغنيا عن غيره، غيره كان
                      محتاجا إليه..
                      الم يقل عمر في أكثر من سبعين موضع: ((لولا علي لهلك
                      عمر))؟.
                      ((ولا أبقاني اللّه لمعضلة لست فيها أبا الحسن)).
                      و رابعها: أن علي بن أبي طالب عليه السلام لم يكن قد عصى
                      اللّه ولم يكن قد عبد غير اللّه، ولم يكن قد سجد للأصنام ‏طيلة
                      حياته أبدا، وهؤلاء الخلفاء الثلاثة كانوا قد عصوا اللّه وعبدوا غيره
                      وسجدوا للأصنام وقد قال اللّه تعالى: (لا ينال‏عهدي الظالمين)
                      ومن الواضح إن العاصي ظالم، فلا يكون مؤهلا لنيل عهد اللّه
                      أي: النبوة والخلافة.
                      و خامسها: إن علي بن أبي طالب كان ذا فكر سليم وعقل كبير
                      ورأي صائب منبعث من الإسلام، بينما كان غيره ذا رأي ‏سقيم
                      منبعث من الشيطان، فقد قال أبو بكر: إن لي شيطانا يعتريني،
                      وخالف عمر رسول اللّه في مواضع عديدة، وكان‏عثمان ضعيف
                      الرأي تؤثر فيه حاشيته السيئة أمثال: الوزغ بن الوزغ الذي لعنه
                      رسول اللّه ولعن من في صلبه إلا المؤمن‏وقليل ما هم: (مروان
                      بن الحكم) وكعب الأحبار اليهودي وغيرهما!
                      قال الملك (موجها الخطاب إلى الوزير): هل صحيح أن أبا بكر
                      قال: (إن لي شيطانا يعتريني)؟
                      قال الوزير: هذا موجود في كتب الروايات!
                      قال الملك: وهل صحيح إن عمر خالف رسول اللّه؟
                      قال الوزير: نستفسر من العلوي ماذا يقصد من هذا الكلام؟
                      قال العلوي: نعم ذكر علماء السنة في الكتب المعتبرة إن عمر
                      رد على رسول اللّه(ص) في موارد عديدة، وخالفه في‏مواطن
                      كثيرة، منها:
                      1- حين أراد النبي أن يصلي على عبد اللّه بن أبي، فقد رد عمر
                      على رسول اللّه ردا قاسيا حتى تأذى منه رسول اللّه، واللّه يقول:
                      (والذين يؤذون رسول اللّه لهم عذاب اليم).
                      2- في متعة النساء، حيث لم يؤمن بها، ولما جاء إلى الحكم،
                      قال: (متعتان كانتا على عهد رسول اللّه وأنا احرمها
                      وأعاقب ‏عليهما) بينما يقول اللّه تعالى في القرآن الكريم: (فما
                      استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن) حيث ذكر المفسرون
                      إنها نزلت في زواج المتعة، وقد كان عمل المسلمين على هذه
                      حتى أيام عمر، فلما حرمها عمر كثر الزنا والفجور
                      بين‏المسلمين.
                      وبهذا العمل عطل عمر حكم اللّه وسنة رسول اللّه، وروج الزنا
                      والفجور! وصار مشمولا للآية:
                      (ومن لم يحكم بما انزل اللّه فأولئك هم الكافرون.. الظالمون..
                      الفاسقون).
                      3 في صلح الحديبية كما مر..
                      إلى غيرها من الموارد التي كان عمر يخالف رسول اللّه ويؤذيه
                      بقساوة كلامه!
                      قال الملك: وفي الحقيقة إني أيضا لا أرضى بمتعة النساء!
                      قال العلوي: هل أنت تعترف بأنه تشريع إسلامي أم لا؟
                      قال الملك: لا اعترف.
                      قال العلوي: فما معنى الآية: (فما استمتعتم به منهن فآتوهن
                      أجورهن)؟ وما معنى قول عمر: (متعتان كانتا... الخ)؟
                      ألا يدل قول عمر على إن متعة النساء كانت جائزة وجارية في
                      عهد رسول اللّه، وفي أيام حكم أبي بكر، وفي جزء من‏حكم عمر
                      ثم نهى عنها ومنعها؟
                      بالإضافة إلى سائر الأدلة وهي كثيرة، أيها الملك: إن عمر نفسه
                      كان يتمتع بالنساء وان عبد اللّه بن الزبير ولد من‏المتعة!
                      قال الملك: ماذا تقول يا نظام الملك؟
                      قال الوزير: حجة العلوي سليمة وصحيحة، ولكن حيث أن عمر
                      نهى، يلزم علينا إتباعه.
                      قال العلوي: هل اللّه والرسول أحق بالإتباع أم عمر؟
                      الم تقرا أيها الوزير قوله تعالى: (ما آتاكم الرسول فخذوه).
                      وقوله: (وأطيعوا الرسول).
                      وقوله: (لقد كان لكم في رسول اللّه أسوة).
                      والحديث المشهور: (حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرام
                      محمد حرام إلى يوم القيامة).
                      قال الملك: إني أؤمن بكل تشريعات الإسلام، لكن لا افهم وجه
                      العلة في تشريع المتعة، فهل يرغب أحدكم أن يعط‏ي ‏بنته أو
                      أخته لرجل، كي يتمتع بها ساعة، أليس هذا قبيحا؟
                      قال العلوي: وما تقول في هذا أيها الملك: هل يرغب الإنسان أن
                      يزوج بنته أو أخته عقدا دائما لرجل، وهو يعلم انه‏يطلقها بعد
                      ساعة من الاستمتاع بها؟
                      قال الملك: لا ارغب ذلك.
                      قال العلوي: مع إن أهل السنة يعترفون بان هذا العقد الدائم
                      صحيح، والطلاق بعده صحيح أيضا، فليس الفارق بين
                      عقد المتعة والعقد الدائم إلا إن المتعة تنتهي بانتهاء مدتها
                      والعقد الدائم ينقطع بالطلاق، وبعبارة أخرى: عقد المتعة
                      بمنزلة‏الإجارة، وعقد الدوام بمنزلة الملك، حيث إن الإجارة
                      تنتهي بانتهاء المدة والملك ينتهي بالبيع مثلا !
                      إذن: فتشريع المتعة سليم وصحيح لأنه قضاء حاجة من حاجات
                      الجسد. كما إن تشريع الدوام الذي ينقطع بالطلاق‏سليم
                      وصحيح لأنه قضاء حاجة من حاجات الجسد.
                      ثم أسالك أيها الملك‏ ما تقول في النساء الأرامل اللاتي فقدن
                      أزواجهن ولم يتقدم احد لخطبهن: أليس عقد المتعة هو العلاج
                      الوحيد لصيانتهن من الفساد والفجور؟
                      أليس بالمتعة يحصلن على مقدار من المال لمصارف أنفسهن
                      وأطفالهن اليتامى؟
                      وما تقول في الشباب والرجال الذين لا تسمح لهم ظروفهم
                      بالزواج الدائم أليست المتعة هي الحل الوحيد لهم للخلاص‏من
                      القوة الجنسية الطائشة؟! وللوقاية من الفسق والميوعة؟
                      أليست المتعة أفضل من الزنا الفاحش واللواط والعادة السرية؟
                      إنني اعتقد أيها الملك‏ إن كل جريمة زنا أو لواط أو استمناء،
                      تقع بين الناس، يعود سببها إلى عمر، ويشترك في إثمها عمر،
                      لأنه الذي منعها، ونهى الناس عنها! وقد ورد في أخبار متعددة:
                      إن الزنا كثر بين الناس منذ أن منع عمر المتعة!
                      أما قولك أيها الملك‏ إني لا ارغب... الخ، فالإسلام لم يجبر
                      أحدا على هذا، كما لم يجبرك على أن تزوج بنتك لمن‏تعلم انه
                      يطلقها بعد ساعة من عقد النكاح، بالإضافة إلى أن عدم رغبتك
                      ورغبة الناس في شي‏ء لا يقوم دليلا على‏حرمته، فحكم اللّه ثابت
                      لا يتغير بالأهواء والآراء!
                      قال الملك موجها الخطاب للوزير : حجة العلوي في جواز
                      المتعة قوية!
                      قال الوزير: لكن العلماء اتبعوا رأي عمر.
                      قال العلوي: أولا: إن الذين اتبعوا رأى عمر هم علماء السنة فقط
                      لا كل العلماء.
                      ثانيا: حكم اللّه ورسوله أحق بالإتباع أم قول عمر؟
                      وثالثا: إن علماءكم ناقضوا بأنفسهم قول عمر وتشريعه.
                      قال الوزير: كيف؟
                      قال العلوي: لان عمر قال: (متعتان كانتا في عهد رسول اللّه أنا
                      احرمهما: متعة الحج ومتعة النساء) فان كان قول عمر صحيحا
                      فلماذا لم يتبع علماءكم رأيه في متعة الحج؟ حيث إن علماءكم
                      خالفوا عمر وقالوا: بان متعة الحج صحيحة، على الرغم من
                      تحريم عمر!
                      وان كان قول عمر باطلا فلماذا اتبع علماءكم رأيه في حرمة
                      متعة النساء، ووافقوه؟

                      تعليق


                      • #12
                        احسنت مولانا محب الكرار عليه السلام

                        ونحن بانتظار اليوم الثالث لنرى فضائح اكثر لتلك الفئة الضالة

                        تعليق


                        • #13
                          احسنت اخوي وبارك الله فيك على هالنقل

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة montasir
                            وماذا عن مناظرات المستقلة ؟؟؟؟
                            هل ممكن ان تعطيني رابط لموقع شيعي لكي احملها منه ؟؟؟؟

                            المناظره الي رفض فيها عثمان الخسيس المباهله..؟

                            بعدين انت ليش تلف وادور عند احتجاج على الموضوع والا على فقره وردت فيه والا على حديث تكلم ما عندك غير هالحجي اسكت عسى الله يهديك

                            تعليق


                            • #15
                              المدعو منتصر انا أوردت مناظرات بين علماء المسلمين من الشيعه والسنه , ولم اقول مناظرة بين طلاب الدولار واهل الفتن والشقاق )
                              اذا كان لكم رد على ماجاء في هذه المناظره فنحن مستعدين بعد الاتكال على الله لتوضيح ماجاء فيها واذا اردتم الحق فالحق واضح ومن لم يراه فلا تنفعه عيناه.
                              اخي الكريم كويتي انشاء الله سوف أقر عينك ونسألكم الدعاء واسئل الله لكم الخير والعافية.
                              اخي الكريم رافضي وافتخر احسن الله اليك شكرا اخي الكريم .

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              10 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                              ردود 2
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X