المشاركة الأصلية بواسطة montasir
عَن مُحَاوَلاَتِكَ لِطَرْحِ التَّسَاؤُلاَت وَ سَأُجِيِبُكَ حَتَّى لاَ تَتَّهِمَنِي لاَحِقَاً بِأَنَّنِي اُجِيِبُ عَلَى
السُّؤَالِ بِسُؤَال .. بِالمُنَاسَبَه عَزِيِزِي مُنْتَصِر هَل سَمِعْتَ يَوْمَاً شِيِعِيَّاً يَقُول أَنَّ
الإِمَام قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُلْزِمَ اللهَ تَعَالَى بِمَا لَمْ يُلْزِمِ بِهِ نَفْسَهُ سُبْحَانَه ؟! ..
.
.
.
[ ... النُّقْطَةُ الأُولَى ]
عُمُومَاً جَوَابِي عَلَى سُؤَالِكَ هَذَا أَيْضَاً ( لا ) وَ تَفْسِيِرُ سُؤَالِكَ حَسْبَمَا أَرَى أَنَّكَ
تَظُنُّ - أَيْضَاً - أَنَّ الوُصُولَ إِلَى عِلْمِ الغَيْبِ مُجَرَّدُ اِرَادَةِ ذَاتِيَّةٍ بَحْتَه !! ..
أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَك أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم وَ الأَئِمَّةَ عَلَيْهِم
السَّلاَم لَم يَطَّلِعُوا عَلَى الغَيْبِ لَوْلاَ أَنَّ إِرَادَة اللهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى اِقْتَضَتْ ذَلِكَ
لَهُم .. وَ قَالَ تَعَالَى ( يَعْلَمُ مَابَيْنَ أَيْدِيِهِم وَ مَاخَلْفَهُم وَ لاَ يُحِيِطُونَ بِشَيّءٍ
مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء ) وَ طَالَمَا أَنَّ نَبِيَّ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّـم
وَ الأَئِمَّةَ الأَطْهَار مِن خَلْقِ اللهِ عَزَّ وَ جَل فَإِنَّ لَهُم مَا أَعْطَاهُم خَالِقَهُم وَ إِنَّ عِلْمَ
اللهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى مُحِيِطٌ بِهِم وَ لِأَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى قَال ( وَ لاَ يُحِيِطُونَ
بِشَيّءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء ) فَإِنَّ اِحَاطَتَهُم بِعِلْمِ اللهِ تَعَالَى تَنْدَرِجُ تَحْـتَ
مَشِيِئَةِ اللهِ تَعَالَى وَ لَيْسَ فَوْقَهَا إِذْ قَال تَعَالَى ( إِلاَّ بِمَا شَاء ) .. وَ عَلَى
هَذَا نَأْتِ إِلَى قَوْلِكَ أَنَّ الشِّيِعَةَ تَقُول ( أَنَّ الإِمَامَ يَعْرِفُ الغَيْبَ مَتَى شَاء وَ
كَيْفَمَا شَاء ) فَأَقُولُ لَك أَنَّ مَعْرِفَةَ الإِمَام هِيَ دَاخِلَةٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ( إِلاَّ
بِمَا شَاء ) وَ هَذَا يَعْنِي أَنَّ مَعْرِفَةَ الإِمَام بِالغَيْبِ حَسْبَمَا شَاء وَ كَيْفَمَا شَاء
هِيَ ( تِلْقَائِيَّاً ) بَعْدَ مَشِيِئَةِ الرَّحْمَن سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى لِأَنَّهُ لَوْلاَ أَنْ شَاءَ
اللهُ تَعَالَى لَهُم الإِحَاطَةَ بِعِلْمِهِ لِمَا اِسْتَطَاعُوا أَنْ يُحِيِطُوا بِه ..
.
.
.
[ ... النُّقْطَةُ الثَّانِيَه ]
تَسْأَلُنِي أَنْتَ فَتَقُولْ ( هَلْ يَجُوزُ للإِمَامِ أَنْ يَسْتَفِيِدَ مِنْ عِلْمِهِ هَذَا فِي جَلْبِ
الخَيْرِ أَوْ دَفْعِ الضُّر ؟! ) .. وَ عَلَيْهِ أَقُولُ لَك أَنَّ الإِمَامَ مَهْمَا كَانَ عَالِمَاً
بِالغَيْبِ فَإِنَّهُ ( يُسَخِّرُ هَذَا العِلْمَ - الَّذِي وَهَبَهُ اللهُ تَعَالَى إِيَّاه - فِي طَاعَةِ
اللهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى وَ لَيْسَ فِي مُنَادَدَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى فِي حُكْمِهِ وَ مُلْكِه )
قَد تَسْأَل وَ كَيْف ؟! .. أَقُولُ لَك أَنَّ اِيِمَانَ الإِمَامِ بِقَضَاءِ اللهِ تَعَالَى وَ قَدَرِهِ
وَ يَقِيِنُهُ فِي أَنَّ مَشِيِئَةَ اللهِ تَعَالَى وَ إِرَادَتَهُ هِي المُتَصَرِّفَةُ فِي الكَوْن يَمْنَعَانِهِ
مِن الإِسْتِفَادَةِ بِمَا عَلَّمَهُ اللهُ تَعَالَى فِي جَلْبِ مَا دَفَعَ اللهُ عَنْه أَوْ دَفْعِ مَاجَلَبَهُ
اللهُ تَعَالَى إِلَيْه .. أَيْ أَنَّ الإِمَامَ لَم يَسْعَى مِن خِلاَلِ مَا أَطْلَعَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْه
إِلَى مُخَالَفَتِهِ سُبْحَانَه وَ بِهَذَا التَّصَرُّف يَكُونُ الإِمَامُ قَد شَكَرَ اللهَ تَعَالَى عَلَى مَا
مَنَحَهُ مِن عِلْمٍ لَم يُمْنَح للآخَرِيِن وَ وَفَّقَ بَيْنَ عِلْمِهِ بِالمُغَيَّبَات وَ اِيِمَانِهِ بِمَا
قَدَّرَ اللهُ تَعَالَى وَ قَضَى عَلَيْهِ مِن خَيْرٍ أَوْ ضَر .. وَ قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَم ( عَلِمْتُ
أَنَّ الَّذِي أَكْرَمَنِي بِهَذَا لَيْسَ يَنْسَانِي ) ..
.
.
.
[ ... النُّقْطَةُ الثَّالِثَه ]
حَاوِل أَنْ تُجِيِبَ عَلَى تَسَاؤُلاَتِي السَّابِقَةِ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ نَفْسِك فَلَرُبَّمَا تَسْتَطِيِعُ
أَنْ تَفْهَمَ مَا اُرِيِدُ اِيِصَالَهُ لَك ..
تعليق