إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

احترام الآخرين فی تربية الاسلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • احترام الآخرين فی تربية الاسلام

    المسلم الممتلئ ثقة بدينه و أنه دين الله الحق ، والطريق الوحيد للهدى والصواب ، و أن ما عداه باطل و ضلال و إنحراف ، كيف يتّسع فكره و صدره للتعايش مع الديانات الزائفة حسب عقيدته و مع الشعائر الخرافية الفاسدة لتلك الديانات ، كعبادة النار والخضوع للأوثان ، و كنكاح المحارم و تقديس البقر ... ؟
    إن تربية الإسلام و تعاليمه في الوقت الذي تبني فيه فكر الإنسان المسلم و مشاعره على أساس عبادة الله و توحيده والالتزام بدينه الحق فانها تركّز في نفس الوقت على احترام الإنسان كإنسان مهما كان دينه ما لم يكن معتديا ظالما أو محاربا للحق . فالناس " صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق " كما يقول الامام علي بن أبي طالب. (ع)
    واحترام الإنسان يعني حرمة حقوقه المادية كجسده و ماله و حقوقه المعنوية كحريته و كرامته واختياره لدينه . من هنا يرفض الإسلام اضطهاد الناس على أساس دينهم أو اعتقاداتهم ، بل و يوصي الإسلام أبناءه بأن يكونوا المثل الأعلى في الأخلاق و حسن التعامل مع الآخرين ، حتى لا تحسب تصرفاتهم غير اللائقة على الإسلام فتشوّه سمعته و تنفّر الآخرين منه .
    إن القرآن الحكيم يشجّع المسلمين على البرّ والإحسان للكفار غير المعادين المحاربين يقول تعالى : ( لاَ يَنهَاكُم اللَّهُ عَن الَّذِينَ لَم يُقَاتِلُوكُم فِي الدِّينِ وَ لَم يُخرِجُوكُم مِن دِيَارِكُم أَن تَبَرُّوهُم وَ تُقسِطُوا إِلَيهِم إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقسِطِينَ . (
    و إذا كان مطلوباً من المسلم أن يدعو إلى دينه و أن يوضّح بطلان و فساد الأديان الإخرى إلا ان ذلك يجب أن يكون بأسلوب لائق لا يجرح مشاعر الآخرين و لا ينفّرهم ، يقول تعالى : ( وَ لاَ تُجَادِلُوا أَهلَ الكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنهُم . (
    و ما أروع تأديب الإسلام لأبنائه و تربيته لهم على احترام الآخرين حينما ينهي القرآن الحكيم المسلمين عن سبّ أصنام الكفّار و أوثانهم !! لماذا ؟ لأن الكفار يعتبرون الأصنام مقدسات لهم ، و كل إنسان يدافع عن مقدساته وان كانت زائفة باطلة ، فإذا اعتدى المسلمون و أهانوا مقدسات الكفار فستكون ردة الفعل الطبيعية للكافرين إهانة و سبّ مقدسات المسلمين ، و لا يرضى الإسلام تبادل الإهانة والسبّ كلغة حوار و تعامل بين أصحاب الأديان فلنتأمل الآية الكريمة التالية و لتندبّر في أبعادها العظيمة ، يقول تعالى : ( وَ لاَ تَسُبُّواء الَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّوا اللّهَ عَدوًا بِغَيرِ عِلمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُم ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرجِعُهُم فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعمَلُونَ . (
    فالآية الكريمة تلفت أنظار المؤمنين إلى عدة حقائق يجب أن يأخذوها بعين الاعتبار في تعاملهم مع الآخرين :
    1 ـ إن كل أمة أو جماعة لها مبدأ فإنها تعتقد بقداسته و إن كان باطلا في نظر الآخرين ) كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُم ) .
    2 ـ الإنسان مسؤول أمام ربه يوم القيامة ، و لا يحق لأحد في الدنيا أن يفتش عقائد الناس و يحاكمهم على أديانهم ، فذلك الأمر موكول لرب الخلق يوم الحساب .
    3 ـ إن أي فعل تجاه الآخرين يسبب ردّ فعل من نوعه و جنسه ، فإذا كان المسلمون حريصين على احترام دينهم و مقدساتهم ، فعليهم أن يحترموا أديان الآخرين و مقدساتهم في ظاهر التعامل معهم و إلا فليتوقعوا الإهانة لمعتقداتهم حينما يسبّون معتقدات الآخرين .
    و قد وردت أحاديث و نصوص كثيرة تؤكد على المسلمين حسن التعامل مع الآخرين . حيث ورد عن رسول الله : " ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة " .
    إن من حق كل من يعيش في ظل الإسلام أن يتنعم بالعدالة و يشمله التضامن والتكافل الإجتماعي و ان لم يكن مسلماً ، ففي عهد الإمام علي بن أبي طالب مرّ شيخ مكفوف كبير يسأل ، أي يستجدي الصدقة من الناس ، فانزعج الإمام من هذا المشهد و قال : ما هذا ؟ و لم يقل : من هذا ؟ ذلك لان هذه الحالة غير مقبولة و لا مرضية بغض النظر عن دين صاحبها . و حينما أجابه أصحابه : هذا نصراني ! ردهم الإمام غاضبا بقوله : استعملتموه حتى إذا كبر و عجز منعتموه ! أنفقوا عليه من بيت المال .
    و لم يكتف الإسلام باحترام الأحياء من إتباع سائر الأديان بل ترى النبي (ص) يحترم بنفسه أمواتهم و يأمرنا بذلك أيضا . ففي صحيح البخارى بسنده عن جابر بن عبد الله قال : " مرّ بنا جنازة فقام لها النبي و قمنا به ، فقلنا يا رسول الله ، انها جنازة يهودي ! قال : " إذا رأيتم الجنازة فقوموا . "
    و فيه أيضا " : كان سهل بن حنيف و قيس بن سعد قاعدين بالقادسية ، فمرّوا عليهما بجنازة ، فقاما ، فقيل لهما : انها من أهل الأرض ، أي من أهل الذمة ، فقالا : إن النبي مرّت به جنازة فقام فقيل له : انها جنازة يهودي ، فقال " : أليست نفساً . "
    فهذا منطق الإسلام يرى للإنسان و حتى لجنازته بأي ملّة و دين كان حرمة و شأناً ما لم يتجاوز على حقوق غيره .
    و عن رسول الله انه قال : "من آذى ذمياً فقد آذاني. "
    بهذا الأسلوب و هذه التربية نجح الإسلام في تحقيق التوازن والتعادل في نفس الإنسان المسلم بين ثقته المطلقة بأحقية دينه و صوابيته و بين احترام سائر الأديان و أصحابها ، و قد تحدث (غوستاف لوبون) عن هذه الميزة الفريدة للإسلام بقوله " : إن الإسلام هو الذي علم الإنسانية كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين و قد كان يظنّ أنهما لا يجتمعان . "
    كما أشار (هاملتون) إلى ذلك عند تعرضه لدراسات مقارنات الأديان فقال : العرب هم أول من ألفوا في الملل والنحل ، لأنهم كانوا واسعي الصدر تجاه العقائد الإخرى ، و حاولوا أن يفهموها و يدحضوها بالبرهان والحجة ، ثم انهم اعترفوا بما أتى قبل الإسلام من ديانات توحيدية .
    وقد كتب أبو الريحان البيروني في أديان الهند في القرن الخامس من الهجرة ، فلم يمس عاطفة أحد من أهلها ، و كان إذا كتب عن نحلة يوهمك أنه هو أحد أبناء تلك النحلة لتلطّفه في وصف شعائرها .
    و كان كتّاب العرب يذكرون جميع المخالفين بكل حرمة ، و في كتاب طبقات الأطباء لابن أبي اصيبعة ، و طبقات الحكماء لابن القفطي ، و طبقات الأدباء لياقوت ، والوافي بالوفيات للصفدي ، و في تاريخ حكماء الإسلام للبيهقي أمثلة لهذا التسامح . فقد ترجم المؤلفون للنصارى واليهود والسامريين والمجوس كأنهم أبناء ملة واحدة .

    * الشيخ حسن الصفار

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
    رائعه انت اختي مليكا في اختيار مواضيعك ..حتى اننا نحتار على اي موضع نمر
    بالنسبه للموضوع
    لو اننا طبقنا منهج الاسلام في الاخلاق والانسانيه في مجتمعاتنا لتغير الحال كثيرا عما هو عليه..
    الغريب في المساله ان الغرب واصحاب الديانات الاخرى ياخذون من الاسلام النهج والطريقه الامثل في التعامل الاخلاقي والانساني ويضعونها في قالب او اطار جديد
    لياتي المسلمون بعد ذلك فيعتبرونها طريقتهم الامثل

    تعليق


    • #3
      اهلا وسهلا بک اخی العزيز اسعد الجابری

      نورت الصفحه بمرورکم الرائع

      تشرفنا...

      دمتم بحفظ الله ورعايته...

      تعليق


      • #4
        شكرا جزيلا اختي مليكا على الموضوع المفيد جدا

        جزاج الله الف خير

        تعليق


        • #5
          شكرا من كل قلبي

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة bestfriend
            شكرا جزيلا اختي مليكا على الموضوع المفيد جدا

            جزاج الله الف خير
            العفو اخی العزيز

            تشرفنا بمرورکم الطيب

            دمتم بخير....

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة فتى العلي
              شكرا من كل قلبي
              اهلا وسهلا اخی العزيز فتی العلی ....نتمنالک اطيب الاوقات بهذا المنتدی الرائع

              تشرفنا بمرورکم الکريم

              دمتم بخير......

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

              يعمل...
              X