(1) تجد حديث الكلب والمرأة والحمار وحديث المشي في الخف الواحد وحديث من اصبح جنبا في: ص27 والتي بعدها من تأويل مختلف الحديث والصواب ان اللتين ردنا حديثه فيمن اصبح جنبا انما هما عائشة وأم سلمة كما نقلناه في الحديث: 27 عن صحيح البخاري.
(2) أورده ابن قتيبة في: ص126 والتي بعدها من تأويل مختلف الحديث.
(3) اخرجه مسلم في: 2/358 و538 من صحيحه في فضائل أبي هريرة وفي التثبت في الحديث.
(4) نقل ذلك أحمد أمين: ص259 من فجر الاسلام، والانصاف ان انكارعائشة في هذا على أبي هريرة إنما يكون متجها لعدم وثاقته، اما نقضها عليه بالمهراس فغير متجه كما لا يخفى.
(5) المهراس: حجر منقور ضخم لا يقله الرجال ولا يحركونه لثقله يملأونه ماء ويتطهرون منه.
(ومنها): ان أبا هريرة روى عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أن من حمل جنازة فليتوضأ، فلم يأخذ ابن عباس بخبره وردّه صريحاً قال: لا يلزمنا الوضوء في حمل عيدان يابسة (1).
(ومنها): ان ابن عمر كان يروي ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أمر بقتل الكلاب إلا كلب صيد أو كلب غنم أو ماشية فقيل لابن عمر: ان أبا هريرة يقول: أو كلب زرع، فلم يأبه بذلك ابن عمر وقال في رده: ان لأبي هريرة زرعاً يتهمه بزيادة كلب الزرع في حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم احتفاظاً بكلبه واحتياطاً على زرعه والحديث في صحيح مسلم (2).
ومثله ما في صحيح مسلم ايضاً (3) عن أبي هريرة مرفوعاً: من اتخذ كلباً إلا كلب ماشية أوصيد أو زرع انتقص من اجره كل يوم قيراط، فذكر لأبن عمر قول أبي هريرة هذا فقال: يرحم الله أبا هريرة كان صاحب زرع ـ يتهمه بزيادة كلب الزرع ايثاراً لمصلحته ـ وقد اتهمه بهذا ايضا سالم بن عبد الله ان عمر في حديث أخرجه مسلم ايضاً (4).
(ومنها): ان ابن عمر لم يصدق أبا هريرة في حديثه في القنفذ وبقى شاكا فيه.
(ومنها): ان ابن عمر سمعه يحدث بأن من اتبع جنازة فله قيراط من الاجر فقال اكثر علينا أبو هريرة ولم يصدقه حتى بعث الى عائشة يسألها عن ____________
(1) رواه جماعة من الاثبات ونقله الاستاذ احمد أمين في: ص259 فجره.
(2) راجعه في: 1/625 من صحيحه في باب الأمر بقتل الكلاب وبيان نسخها.
(3) راجعه في: 1/627 من صحيحه في باب تحريم اقتناء الكلاب إلا لصيد أو زرع أو ماشية ونحو ذلك.
(4) في: 1/626 من صحيحه. ذلك فروته له فصدق جينئذ والحديث في هذا ثابت (1).
وكذلك فعل عامر بن شريح بن هاني إذ سمع أبا هريرة يحدث بأن من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، فلم يصدق أبا هريرة بذلك حتى سأل عائشة فروته له وأفهمته المراد منه، والحديث في ذلك ثابت ايضاً (2).
ولو أردنا استقصاء الموارد التي ردّ فيها السلف حديث أبي هريرة وانكروا فيها عليه لطال بنا الكلام، وهذا القدر كاف لما أردناه والحمد لله.
وناهيك تكذيب كل من عمر وعثمان وعلي وعائشة له، وقد تقرر بالاجماع تقديم الجرح على التعديل في مقام التعارض على انه لا تعارض هنا قطعاً فان العاطفة بمجردها لا تعارض تكذيب من كذبه من الأئمة.
أما اصالة في الصحابة فلا دليل عليها والصحابة لا يعرفونها ولو فرض صحتها فانما يعمل على مقتضاها في مجهول الحال لا فيمن يكذبه عمر وعثمان وعلي وعائشة ولا فيمن قامت على جرحه ادلة الوجدان فاذا نحن من جرحه على يقين جازم.
تعليق