إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

..+*(( في محراب إبليس ))*+..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ..+*(( في محراب إبليس ))*+..

    اللهم صلي على محمد وآل محمد


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:


    كيف حالكم كلكم؟عساكم ع القوه.

    اليوم جايبه لكم هالقصه ((أو بالأحرى روايه)) من منتدى ومره عجبتني وحبيت أنقلها لكم وافيدكم بها، وأتمنى ألاقي منكم تفاعل وردود.. أطيـــــب الأوقـــــــات أتمنـــــاها لكــــــــم

    بسم الله نبدأ:

    " في محراب إبليس "


    في مكان ما .. في الكرة الأرضية .. لكن ليس على سطحها !! .. في عمق أعماقها .. في الأماكن المجهولة والمنسية .. التي استحالة أن تخطر على بال مخلوق.. في غياهب الخوف والظلمة .. والنار والعتمة .. أستقام في وسط براثن نيران الأراض معبد ضخم .. ربما يطلق إسم المعبد على أماكن عبادة الآلهة .. سواء في العصور الوثنية .. أو روما القديمة .. وحتى عندنا نحن المسلمون مساجدنا هي معابدنا .. لكن هذا المعبد كان مختلف ..يبدو قديما .. لكن ليس أزلياً .. ويبدو قوياً .. لكنه ليس أبدياً..في هذا المعبد كانت تمكث المعصية .. ويسجر الفجور .. في هذا المعبد كانت الشياطين تنتشي غبطة بشرب كؤوس معاصي بني آدم .. حيث تقدم ذنوب وآثام البشر من قبل الشياطين قرابين لإرضاء وتحقيق رغبة قائدها ..قائد الشر.. الذي أقسم بجلال الله.. ليغوينهم أجمعين .. هناك في محراب إبليس!!


    تقدم يمشي بثقة من خلال ممر طويل .. على جانبي الممر كانت النيران تفور وتخمد باستمرار .. كما أن الممر حتى نهاية القاعة التي يؤدي لها تعج برائحة نتنة .. أشبه برائحة الجثث المتعفنة .. وواصل التقدم حتى وصل لنتصف القاعة .. كان يرتدي ثياباً سوداء .. يلتف حولها الحديد من كل جانب كالثعابين .. وكانت رائحته لا تقل كراهية عن رائحة القاعة .. كان هناك شيئا يحمله في يده .. شيء أشبه بقارورة ممتلئة بجسم مشع بالداخل .. لكنه كان يشع ظلاما.. وصل أخيراً إلى نهاية القاعة .. حيث كان هناك عرشاً قائماً.. يجلس عليه رئيس الشياطين .. إبليس .. كان إبليس يتأوه ويصرخ متألما.. وكان يبدو أشد قبحا مما يبدو عليه .. تقدم الشيطان الآخر وانحنى أمام العرش .. وأراد أن يتحدث .. فتحدث إبليس قبله صارخاً

    إبليس: اللعنة .. اللعنة على هؤلاء القوم

    الشيطان وهو منحنياً : عاش مولاي .. أتأذن لي ؟

    إبليس : اللعنة .. قل

    الشيطان : ماذا يعذب مولاي؟

    إبليس وقد كان ينزع رمحا منيراً منغرساً في جسده الذي كان ممتلىء بغيهر من الرماح والسهام النورانية

    إبليس : ألا تعرف مالوقت الآن ! ألا تعرف مالشهر!

    الشيطان : بلى .. إنه المحرم يامولاي

    إبليس: أجل يا مغفل .. المحرم .. وهؤلاء الشيعة الأوغاد ..لايفتأوون يقيمون مجالس العزاء الحسيني .. أ وتعرف من ماذا يكثرون في هذه المجالس

    الشيطان : من ماذا؟

    إبليس: أبله .. إنهم يكثرون من اللطم والبكاء على الحسين .. والأوسوء من ذلك أنهم يكثرون من الصلاة على محمد وآله فتمسح ذنوبهم التي أتعب أنا في جعلهم يقعون فيها وأبلى أنا بهذه الرماح والأسهم التي ترشقني بها الملائكة كلما صلوا على محمداً وآله

    قالها إبليس وهو قد أخرج الرمح من جسده وقد صرخ صرخة ترددت في أنحاء معبده.

    الشيطان : وماذا لو جلبت لمولاي مايثلج صدره ويفرح خاطره

    إبليس: ماعندك؟

    الشيطان: في هذه القارورة أحمل إليك أحب المعاصي إلى قلبك

    إبليس: وماهي؟

    الشيطان: لقد جعلت رجل مؤمن يزني .. وبمن ؟

    إبليس : بمن ؟

    الشيطان: بزوجة جاره

    إبليس: أبله .. أهذا ماعندك .. أقول له شهر محرم يقول لي هذا .. أعطني القارورة

    ومد إبليس يده التي كان شكلها كجثة متعفة ينهش الدود فيها .. ولها أظافر سوداء مدببة.. وأخذ القارورة وفتحها .. فخرج الجسم المشع وانتشر كهالة غبار مظلمة مصحوبة برائحة كريهة حول إبليس .. فبدا وكأن الهالة تدخل إلى جسد إبليس شيئا فشيئا حتى اندمل القليل من جراحه .. التي أحدثتها الرماح والأسهم

    إبليس : أرأيت ماصنعته فعلتك .. لم تفعل الكثير .. أغرب عن وجهي ولا تأتي إلا بما هو جرم عظيم

    أصدر الشيطان صرخة حادة .. وكأنها صرخة عذاب وغادر بلمح البصر ليغزو عالمنا ويبحث عن عبد آخر ليغذي إبليس بما يجعله يرتكب من معاصي .. وحالما غادر .. سمع إبليس وقع خطوات ثقيلة .. تتقدم من خلال ذلك الممر .. صوتها يدوي في أنحاء المعبد .. فتبسم إبليس وكأنه ميز صاحب الخطى .. لاح لأبليس من باب القاعة .. جسم ضخم .. أسود من حلكة الليل .. له عينان طوليتان وحمراء.. لايميز من سواده إلا سلاسل الحديد التي تلف حوله كالأفاعي ومايتدلى منها من أجسام تبدو كأسرجة الخيول .. وكان يحمل في يده صندوقاً يبدو ثقيلاً جداً .. وحين وصل عند عرش إبليس ..أنحنى .. كان إبليس في قمة السعادة لرؤياه .. وابتسم ابتسامة عريضة .. حتى بانت مابي فمه من أنياب.. وكأنه نسي كل آلامه

    إبليس: إنهض يا مبهج صدري فمثلك لا ينحني

    نهض الشيطان الآخر وقال : مايزعج مولاي اليوم؟

    إبليس: تعلم أيها الوسواس الخناس أننا في شهر المحرم وأنت تعلم ما يحدث فيه

    الوسواس الخناس: أجل مولاي أعلم .. ولقد أحضرت لك مايبرأ ويشفي جراحك .. طبعا بمساعدتك بإعطائي هذه الأسرجة التي أمتطي بها البشر المغفلون بعد أن أغرقهم في المعاصي فأقودهم مكا تقاد الماشية كيفما أشاء

    إبليس : وماعندك ؟

    الوسواس الخناس : مايثلج صدرك من قوارير الإثم اللملؤة بمعاصيهم .. الملاين منها

    إبليس: ليس كافياً.. وماعند أيضاً؟

    تبسم الوسواس الخناس بخبث وقال: عندي شيء عظيم في هذا الصندوق .. وأنت أعلم بما أستخدم هذا الصندوق

    إبليس: أجل أعلم ولكن أخبرني كيف وماذا استخدمت هذه المرة.. أفرحني؟

    الوسواس الخناس: أحمل في الصندوق .. روح عبد صالح .. ظل في خدمة الله وأهل بيته خمسا وثلاثون سنة .. ولكن في آخر حياته وفي كبره .. أخذت أسوف له .. وأجعله يؤجل في الصلاة .. بأن أوسوس له قبل كل أذان وكل فريضة .. أن ينام أو حتى يغفو.. وأن يصلي فيما بعد.. أو تعلم ماذا؟

    إبليس مبتسماً وبنشوة: ماذا؟

    الوسواس الخناس : المغفل .. في البداية كان يتعوذ مني فأرحل هارباً كي لاتحرقني الملائكة .. ولكن بعد محاولات .. أعترف أنها مضنية .. نجحت وصار يصلي بعد أن يستيقظ .. وشيئا فشيئا.. وقليلا قليلا.. حتى ألقيت الكسل في قلبه .. حتى ترك الصلاة .. وحين تركها ألقيت به إلى جندي الصغار ..فألقوا في قلبه نقطا سوداء .. حتى أغرقوه في بحور المعاصي .. وأعطيتهم الأسرجة التي أعطيتني إياها .. فصاروا يتناوبون في قيادته كالماشية .. كل يوم لون وشكل من المعاصي .. حتى مات .. ويوم موته .. حين احتضاره .. حضرت .. كما حضر أهل البيت تعرف لأنه كان من خذامهم وبحكم أنهم لاينسون من خدمهم .. فأصابه العطش الشديد من النزاع .. فمددت له كأساً من الماء .. ومد إليه .. من يسمى حيدر أو علياً يده .. كما كان أهله يلقنونه الشهادة فآثر الأبله الماء من يداي هاتان وشربه .. فاتعقد لسانه .. ومات وهو أخرس ولم ينطق حتى الشهادتين .. والآن صارت روحه لي وبالتالي لك يامولاي..


    مد الوسواس الخناس الصندوق وقربه إلى إبليس .. نهض إبليس من عرشه .. ونزل بضع عتبات يطلق عليها عتبات الكبائر .. وفتح الصندوق .. فخرج منه هالة من ظلام كبير .. ورائحة نتنة .. وأخذت تدخل في جسمه قليلا قليلا .. حتى أزالت كل الجراح .. وحتى ماتبقى من رماح وأسهم من جسده .. رفع إبليس رأسه منتشيا .. مغتبطا ونظر في عين الوسواس الخناس

    إبليس: دائما تبرأ جراحي .. أنت الأفضل منذ القدم .. وستبقى عندي الأفضل .. فدائما ماتنجح طريقتك أيها الخبيث في خداع العباد المغفلين..فكل ماعليك أن تلقي في قلوبهم كلمة " فيما بعد " فيأخذهم تأخير الخير في تأخيره .. حتى ينسوه .. وتبتلعهم الآثام والمعاصي.. وجائزتك هذه الأسرجة الجديدة .. لتستخدمها في قيلدتهم وإغوائهم

    الوسواس الخناس: جائزتي هي أن تبقى أنت قوياً .. وأن ينسى العباد ذكر الله ومحمد وآله هذه هي أفضل جائزة .. والآن وقد شفيت جراحك مولاي.. خذ قوارير المعاصي هذه كي تستخدمها في حال عاودوا الكره .


    اتمنى تعجبكــــــــم وفي انتظار ردودكـــــــم

    أختكم أنين الانتظار

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:


    ليه مافي ردود ماعجبتكم يعني


    (2)
    "متشابها ومختلف"


    في مكان آخر .. لا في أعماق الأرض ولا في غياهبالظلمة .. ولا في محراب إبليس .. بل على سطحها .. في منزل صغير متواضع .. صحيح أنهيبدو للناظر صغير .. لكنه من الداخل واسع رحيب .. واسع بذكرالله والدعاء والصلاة .. على عكس غرار معبد إبليس يبدو ضخم .. لكن مافيه من ذنوب وشياطين جعله من الداخلضيقا ضنكا .. كان ذلك منزل عبداً صالح .. كان يعرف باسم " عمار الخير " بين أهلمنطقته..

    كان الوقت فجراً .. وكانت الرياح الهادئة تنقل في جنابتها عبقاعطراً من صوت شجي .. صوت لم يفتأ يناجي ربه ليلاً .. من صلاة إلى دعاء ودموع. ..إلىزيارة إلى قرآن .. بعد أن أنهى ترانيمه القرآنية التي أضاءت ظلمة الليل .. توجه نحونافذته التي كانت ذات نصفين يدخلان للداخل .. ويغلقان بالدفع نحو الخارج .. وقفونظر يتأمل للسماء .. ونجومها .. وكأنه يراها لأول مرة .. ابتسم ابتسامة صغيرة .. دفع النافذة لإغلاقها .. أخذ عكازه الخشبي .. وارتدى غترة بيضاء تهدلت على جانبكتفيه .. وأخذ قارورة من دهن العود موضوعة على منضدتا جنب فراشه .. تعطر بها وسارنحو باب الغرفة .. وما إن فتح الباب حتى أصدر صريراً يخال لك أن هذا الصرير هوتسبيح الباب .. لشدة إيمان هذا العمار .. هذا كان عمار .. رجلا تبدو عليه ملامحالكبر والوقار .. رجلا في الستين من عمره .. لكنه يبدو لازال يحمل في طيات ملامحوجهه نظارت الشباب .. وهكذا كان يقضي كل ليله

    خرج من بيته .. وسار بهدوءبخطى هادئة .. نحو المسجد .. كان قدماه تسير إلى المسجد .. ولسانه كان يحلق نحوالله .. إذ لم يقف لسانه لحظة .. عن تسبيح الله واستغفاره .. وصل إلى بوابة المسجدبعد أن مشى مسافة استغرقت من الوقت حول الخمس دقائق .. أدخل يده في جيب ثوبه الأيمنوأخرج منه مفتاحاً فتح به باب المسجد.. أنار الأضواء .. وسار نحو اللاقطة .. أشغلها .. وقف باستعداد أمامها .. وأطلق العنان لكلمات تخترق جميع الحجب .. تصل إلى العرش .. تحيطه تسبيحا وتهليلا .. مترامية حوله .. " إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" ..

    في منزل آخر .. كان هناك طفلايختلف عن الكثير من الأطفال .. وهناك القليل من الأطفال مثله .. لا في الشكل بل فيالروح .. والمضمون .. وقف هذا الطفل بجانب والده الذي كان على استعداد أن يغلقالمصحف .. أخذ يدق على كتف أبيه مستعجلاً إياه ..

    أبو مهدي وهو يغلق المصحف: صدق الله العظيم .. ماذا تريد؟

    سأل هذا السؤال وهو يعلم ماذا كان يريد

    مهدي: أخبرتك يا أبي أني أريد أن أكون في المسجد منذ أن يأتي عمار الخير .. والآن هو هناك .. اسمع صوته يأذن

    أبو مهدي : حسنا .. غدا نذهب حتى قبل أنيأتي عمار الخير

    خرج أبو مهدي ومهدي .. كان المسجد يبعد شارعين عن منزل أبومهدي .. فخرجا سيراً .. حتى وصلا إلى المسجد.. كان هذا مهدي .. طفلا في الثامنة منعمره .. شديد التعلق بعمار .. فكثيراً ماكان يزور عمار في منزله .. يجلس معه .. يعلمه القرآن .. حتى أنه كان يستعير من الكتب .. التي تحتوي معلومات أكبر من عمره .. وكان يقرأها ويستشف مابها من مضمون .. حتى حين يكون عمار في مكتبته الدينية تجدههناك يساعده في كل شيء.. كان عمار بمثابت الجد لمهدي .. الجد الذي لم يلتقي بهيوم.. فقد كان يقضي وقتاً مع عمار أكثر من الوقت الذي يقضيه معأترابه..

    مهدي : عمار ..

    عمار: ماذا.. ياصغيري؟

    مهدي: ليلةأمس لقد رأيت مناما.. مناماً تكرر علي ..مراتاً كثيرة

    كان عمار ينقل مجموعةمن كتب عن سير الإمة المصومين وصلت حديثاً ليضعها على أحدالرفوف

    عمار: ألمتقرأ المعودات ودعاء الحفظ قبل أن تنام كما علمتك

    مهدي والقلق باد على وجهه: بلى .. لكن الحلم لايزال يتكرر ويتكرر

    عمار: وما هو الحلمياصغيري؟

    مهدي: يأتي الحلم متكرراً .. متشابها.. ومختلف.. لكني.. لكني أكونمدميا في آخره

    استرعت كلمات مهدي عمار بالكامل.. فأقبل عليه.. وبفيض منالحنان أمسك بيد مهدي ليطمأنه

    عمار: أخبرني .. ياصغيري .. وإن شاء الله سنجدحلاً .. لاتخف..



    في هذه الأثناء كان يبدو أن المكتبة خالية إلا منعمار ومهدي.. لكن لو كشف الغطاء .. لأعين بني آدم .. لرأى أن أحد الشياطين كان يحومبالمكتبة بقلق.. وهو ينظر إليهما بحقد وغضب .. غاضباً من إيمان الشيخ .. الذي يفيضبه إلى الطفل .. لينتج فيضا من الأجيال المتقده بنيران الولاء المتدفق لمحمد وآله .. وكان ينظر إلى تلك الكتب ويتمنى لو يستطيع إحراقها .. وكان يحوم وفي عينيه نذيرشؤم .. كما كان التشاؤم من الغراب والبوم.. وكان وجوده ينذر بقدوم شر مستطر ..فقداكتشف مدينة معظم أهلها من المؤمنين ..وكان أكبر معين لهم هو عمار وكان ينشىء مهديليكون شاباً صالحاً يأخذ مكانه من بعد إلتهام اللحد له .. كان الشيطان الذي هناك هوالوسواس الخناس..


    انتظر ردودكــــــــم وإذا ماعجبتكم قولوا عشان لا اتعب نفسي وأكمل
    أختكم أنين الانتظار

    تعليق


    • #3
      معقوووووووووووووله 31 زياره ولا رد واحد
      وش ذا البخل ؟؟؟
      إذا مو عاجبتنكم قولووووووا عادي

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        عظم الله أجوركم في إمامنا العسكري عليه السلام
        ( 3 )
        " حتى في نفسه "

        كان الوقت ليلا والأجواء صامتة بهدوء خاشع استسلم لظلمة الليل .. يقطع سكون الصمت أصوات متقطعة من الجنادب المعروف ب " مناوس الليل " .. وكانت السماء تطل حالكة العتمة .. لكن بين نجومها نجوم متقدة ماهي إلا أضواء ناس قاموا يضيؤن كشموع لليل بينما الناس نائمون .. من بين هذه الشموع عمار الخير
        كانت سجادته خضراء رسم عليها صورة لحرم النبي الكريم .. جلس عليها بخشوع .. مطأطئ الرأس .. تدور في يديه حبيبات من نور تربة أبا عبدالله .. يعطرها بأنفاس من تسابيح الزهراء .. فكأنما تلتقي روح الزهراء بنحرالحسين كلما أدار السبحة وسبح الله .. وكان القرآن عن يمينه كحارس ينتظر أن يسل سيفه حالما تتلى آياته في وجه كل شيطان مريد.. وزين خده بلآلئ صنعت في لحظات لامن حبات الرمال ..لكن من حب الله ..
        في هذه الأثناء لكن في أجواء مغايرة .. قطب إبليس حاجبيه وهو ينظر إلى الوسواس الخناس .. وأخذ يسير ذهابا وأياباً وهو يحك أظافره في جدار المعبد تاركاً أثراً فيها والوسواس الخناس ينظر إليه وهو واقفاً في مكانه
        الوسواس الخناس : أتقترح أن نعقد اجتماعاً لكل جندنا
        إبليس: تريث .. تريث
        الوسواس الخناس : ولما التريث .. ليزيد إيمانهم .. ويكثر أتباعهم
        إبليس: مابك؟ .. لم أعهدك أحمقاً متعجل
        الوسواس الخناس: إذاً ماذا تريد؟ مابجعبتك؟
        إبليس: قلت لي ما إسمه؟
        الوسواس الخناس : عمار .. عمار الخير يلقبه أهل قريته لشدت إيمانه
        إبليس : إنه تحدي .. أنتظره منذ زمن .. فكما ترا لقد ماجت الأرض وضاجت فسادا ًبفضلنا.. ومن فترة طويلة لم نرتطم بموجة عاتية كهذا ههه العمار
        الوسواس الخناس: إذا تريدني أن ..
        إبليس يقاطع : أريدك أن تقيس إيمانه بادئ الأمر .. أريدك أن تعقد له كل عقده .. وأن تكيد كل مكيدة .. عن يمينه وشماله ومن فوقه ومن تحته
        الوسواس الخناس : وحتى في نفسه .. لاتقلق مولاي
        إبليس : أوتعلم ماذا
        الوسواس الخناس: ماذا؟
        إبليس: أريدك أن تذهب من فورك .. الآن .. فكما يقولون خير البر عاجله هههه
        الوسواس الخناس: أسعدتني..
        في لحظات .. في وقت أقل من لفظ كلمة ..كان الوسواس الخناس .. يقف خلف عمار في الغرفة .. دار دورات كالمسعورحول عمار يعاين الأجواء ومدى إيمانها وخطورتها عليه .. ثم عاد واقفاً خلف عمار بينما كان يسبح ..عمار رفع رأسه وكأنما أحسه .. نظر نظرة حادة إلى يساره .. فكأنما فطن إلى وجوده
        عمار: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
        صرخ الوسواس الخناس وفر هارباً .. لكنه سرعان ماعاد .. أحس عمار بهواء خافت مر من بين أصبعه من جهة اليسار وهو يمسك المسبحة .. نظر إليها فوجدها قد انعقدت .. فصار من غير الممكن التسبيح بها
        عمار : عقد الله لسانك أيها الشيطان ..
        أحكم قبضته على المسبحة ممسكاً بها بيده
        عمار: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. اللهم صلي على محمد وآل محمد
        انحلت عقدت المسباح ..فولى الوسواس الخناس هارباً .. ومالبث أن عاد .. فأحس عمار بريح خفيفة جداُ عبرت من جهة اليمين من بين أصابعه .. نظر إلى المسبحة فوجدها قد انعقدت مجدداً
        عمار: تريد أن تطفأ نور الله أيها الشيطان .. هيهات .. إن الله متم نوره حتى لو أبيت
        أمسك المسبحة وقبض عليها بيده
        عمار: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. اللهم صلي على محمد وآل محمد
        انحلت عقدت المساباح..وبسرعة ماغادر الوسواس الخناس بسرعة ماعاد
        الوسواس الخناس: سنرى الآن
        فأحس عمار بريح خفيفة باردة أتت جسده كله من الخلف .. نظر إلى المسبحة وإذا نعقدت ثلاث عقد
        عمار وبقلب كل يقين وإيمان بالله: والله ما زعزتني ولا ثانية عن سويعات خشوعي
        نظر الوسواس الخناس إلى عمار منتظراً مايفعل .. لكن انتظاره لم يطول
        عمار: إلهي بفاطمة وأبيها .. وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها .. إني أعيذ نفسي بك من الشيطان الرجيم .. وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لايبصرون
        انحلت عقد المسباح مجدداً..هنا صرخ الوسواس الخناس على إثر سهمين نوريين أتيا في صميم عينيه ونشبت نيران من نوري في أطراف ردائه .. وغاب مباشرة في عمق الأرض.. حتى صار تحت قدمي إبليس يتلوى ألماً كالفرخ الذي خرج تواً من بيضته
        الوسواس الخناس : اللعنة عليه .. اللعنة عليه .. مولاي اجعله يتوقف.. اجعل هذا الألم يتوقف
        إبليس: تستحق .. أن أجعل الألم يتوقف
        تناول إبليس قارورة من قوارير المعاصي وسكبها على الوسواس الخناس.. فنهض وكأنه لم يكن
        إبليس: والآن أخبرني ما وجدت من عمار؟
        الوسواس الخناس: وجدت أنه مؤمن لعين

        قصة المسباح مقتبسة من قصة واقعية .. المصدر .. القصص العجيبة

        دمتم بخير ونعمة وعافية
        أختــــــــكم في الله ((أنين الانتظار))

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          ( 4 )

          " مالذي دفعه للهرب "



          بعد أنغادر الوسواس الخناس عمار كان الليل أوشك أن يغص بظهور الفجر .. نهض من على سجادتهوتهيأ كي يذهب إلى المسجد كعادته ليفتح أبواب الخير مع كل بداية كل يوم .. فجأة سمعطرقاً خافتاً على باب بيته لكنه كان طرقاً سريعا.. ينقطع لثواني قليلة جداً ثم يعود .. توجه عمار إلى الباب في عجل وهو متعجباً .. من عساه أن يكون في مثل هذا الوقت ..

          عمار: من هناك

          لم يلقى أي رد .. سوى أن أن الطرقات أخذت تقوى

          اقترب عمار من الباب

          عمار بريبة: من .. من هناك

          فتح عمارالباب وإذا به يجد مهدي الصغير واقفاً مذعوراً .. حافي القدمين .. مرتدياً ملابسغير مرتبة بدا أنها ملابس النوم ..وكان ينظر إلى عمار بعينين خائفتين غارقتين فيبحوراً من الدموع .. وما إن فتح عمار الباب حتى ألقى مهدي نفسه في حضن عمار بقوة .. حتى أن عمار رجع خطوة إلى الخلف من قوة دفع مهدي له .. ثم أخذ يجهش فيالبكاء

          عمار: مابك ياصغيري؟ طمني ماذا حدث

          وما إن أنهى عمار كلامهحتى رأى أبو مهدي مسرعاً نحوهما وعلى وجهه ملامح ذعر تفوق تلك التي على وجهمهدي..

          أبو مهدي : الحمدلله

          واندفع نحو مهدي وهو يلهث .. وانتزعه منحضن عمار.. وأخذ يمسح على وجه وجسد إبنه وهو يلهث .. وكان وكأنه يتفقده إذا كانجسمه سليماً أم لا .. بينما كان عمار ينظر متعجباً

          أبو مهدي: لماذا فعلت ذلكياصغيري.. لماذا هربت من المنزل.. لماذا؟

          ولم يزيد سؤال أبومهدي إبنه إلازيادة في البكاء

          عمار: ماذا يحدث ؟ ماذا جرى؟

          أبو مهدي: لا أعلم .. كنت وأم مهدي نائمين .. فجأة سمعت باب الطريق يغلق بقوة .. نظرت من نافذة الغرفةوإذا أرى عمار يجري يقطع الطريق.. فتبعته مباشرة والحمدلله أنه جاءعندك

          عمار : فعلاً غريب .. إسمع .. سأذهب إلى المسجد الآن .. وعد أنت بمهديإلى البيت وسأمركم إن شاء الله بعد صلاة الصبح لأطمئن عليه

          أبو مهدي : نلتقيإذاً

          حمل أبو مهدي إبنه وسار به عائداً إلى المنزل .. بينما دس مهدي وجههقرب كتف أبيه ودموعه لازالت تنهمر متدافعه وكأنما ضاقت بها عيناه ..فلم يعد أمامهاإلا أن تخرج متدافعه من عينه .. دخل أبو مهدي إلى منزله وكانت زوجته بانتظاره .. وكانت كالذي مات ألف مره لكن روحه لم تخرج منه وما إن رأت إبنها حتى انقضت عليهتحضنه وتقبله ..

          أم مهدي: ماذا حدث .. أين ذهب؟

          أبو مهدي : ذهب إلىعمار ..

          أم مهدي : عمار.. تقصد عمار الخير

          أبو مهدي : ومن غيره

          أم مهدي : لكن لماذا يذهب إلى عمار ولم يأت إلينا

          أبو مهدي : لاأعرفالمهم أنه بخير

          أم مهدي : لا أدري مالذي دفعه للهرب

          في هذه الأثناءصدح صوت عمار بالأذان .. وأرسل صوته عبقاً في الأجواء مرددا نداء الخلود " إن اللهوملائكته يصلون على النبي"

          أبو مهدي : حاولي أن تسأليه .. لكن لا تلحي عليهيكفي مابه .. والآن سأذهب للمسجد .. وبالمناسابة سيأتي عمار بعد الصلاة ليطمإن علىمهدي ..

          بعد الصلاة خرج عمار وأبو مهدي متجهين إلى منزل أبو مهدي .. وأثناءالطريق تبادلا الحديث

          عمار: ماذا برأيك دفع مهدي للخوف والهرب من البيتهكذا

          أبو مهدي: لاأعلم .. كنت على وشك أن أسألك نفس السؤال .. كما تعلم مهدييقضي معظم وقته معك ..

          عمار: فعلاً .. لكنه لم يخبرني عن شيء قد يدفعه إلىالهرب من البيت

          أبو مهدي: لكنه في الواقع لم يهرب .. بل كان يقصدك .. جاءإليك

          عمار : فعلاً .. لقد حدثني أمس عن حلم يتردد عليه وأنهيرعبه

          أبو مهدي : لكن لا أعتقد أن تكرر حلماً مخيفاً قد يدفع بطفل إلى الهربمن منزله في وقت متأخر بل يقصد والديه

          عمار : حقاً .. كلامك صحيح

          فيهذه الأثناء وصلا إلى منزل أبو مهدي

          أبو مهدي : تفضل ..

          فتح أبومهدي الباب لعمار فدخل عماراً إلى المنزل ثم مباشرة إلى المجلس من خلال باب خارجي.. كان المجلس يوحي بالراحة النفسية .. فعندما تدخل يقابلك لوحة ببرواز مذهب كتب فيهااللهم صلي على محمد وآل محمد بخط متشابك في بعضه .. وعلى جدار آخر توجد صورة منالصور التقريبية للإمام علي .. وبالقرب من النافذة كانت مكتبة مشبعة بمختلف الكتبالدينية .. إضافة إلى رائحة البخور يضفي على الجو نفسا طيباً

          أبو مهدي : إسترح .. فأم مهدي تعد الإفطار

          عمار: ليس قبل أن أرى وأطمئن علىمهدي

          أبو مهدي: للأسف لقد استسلم للنوم بعد أن غادرنا في حجر أمه .. والآنهو في الصالة نائم.

          عمار : إذا دعه نائماً..

          دمتم بخير ونعمه
          أختكم في الله :::أنين الانتظار:::
          واتمنى ألاقي ردود

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            اللهم صلي على محمد وآل محمد
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            ( 5)

            " حان اللقاء "



            إذا كانللشوق حدود فمهدي هو حدوده .. وإذا كان للقلق مقياس فمهدي هو مقياسه .. كم أرتابوهو غارق في بحور من دموع العذاب والصمت .. وأنا لا يسعني إلا أن أشاهد .. ويدايمغلولتان .. ونبضات قلبي تخفق معترضة .. لكن لا ينالني منها سوى صوتها .. ربما كانصوت الأسى .. الذي يطلق دعاء يطير شغوفا لسابع سماء .. ويطرق أبوابها مستأذنبالدخول .. ياإلهي .. إحمي هذا الصغير ..

            كانت كلمات تكلمها عمار مع نفسهبينما كان جالساً على كرسيه في مكتبته .. بعد أن وضع كتاباً مفتوحاً أمامه وكانينظر إلى صفحاته .. لكنه لم يكن يرى حروفه .. كان يرى وجه مهدي في كل صفحه .. وإذابه يسمع صوتاً مألوفاً .. صوتاً كان بانتظاره .. صوتاً آنسه وأحب سماعه

            مهدي : جدي عمار .. كيف حالك

            عمار نظر إليه نظرة أب لم يرى إبنه لسنين .. أب أخذمنه القلق مأخذه .. حتى خنقه .. فجاءت رحمة من السماء لتزيل عنه ذاك البلاء ..

            عمار : إبني الغالي .. كيف أصبحت .. هل أنت بخير الآن

            مهدي : أجل .. ماعدا..

            عمار: قبل أن تخبرني .. قل لي .. لست هارباً من بيتكم الآنأيضاً ؟

            مهدي : كلا .. أبداً فقد أخبرت أمي قبل أن أخرج

            عمار : حسناً .. وهل أخبرتها لما هربت البارحة .. فقد كانت غاية في القلق كما أخبرنيوالدك

            مهدي : كلا .. فقد أخبرتني ألا أخبر أحداً

            عمار : أنا أخبرتكألا تخبر أحداً !!

            مهدي : نعم

            عمار: عن ماذا؟

            مهدي : لقدأخبرتني إذا رأيت مناماً مزعجاً ألا أخبر أحداً

            عمار: وماذا رأيت يا صغيري

            أحنى مهدي رأسه للأرض وبدا عليه ملامح القلق والخوف

            مهدي : نفسالحلم ياجدي عمار .. يتكرر ويتكرر لكن بشكل مختلف

            عمار: وكيف بشكل مختلف

            مهدي : حبكت الحلم أني أكون مطارداً من .. من شيء لكني أهرب .. وفي النهايةينال مني

            عمار: أخبرني بالتفاصيل

            مهدي : مرة أكون طائراً أحلق فيالسماء .. وفجأة يأتي غراب يطاردني وهو يضمر لي الأذى .. وأنا أهرب وأهرب لكن فيالنهاية ينال مني .. ومرات أخرى .. أرى نفسي مهراً أجري في مروج خضراء .. ويأتي ضبعيطاردني وأهرب لكنه يتمكن مني في النهاية .. لكن في المرة الأخيرة .. حين أتيتكهارباً هي التي أفزعتني

            عمار : يا إلهي .. وما كانت آخر مره

            مهدي : لقد كنت أنا نفسي في الحلم .. وكنت ألعب في أزقة حارتنا .. وفجأة أظلمت الدنيا .. وهب غبار شديد .. ومن بين الغبار .. جاء رجل .. رجل بغيض .. لم أتبين ملامحه .. وأحسست أنه يضمر لي الشر .. فهربت بسرعة وهو لايزال يتبعني .. ويطاردني.. هربتوهربت إلى أن أدركني وأمسك رأسي .. وأخذ يضربه في الأرض مراراً ومراراً ..

            كان مهدي يروي حلمه بانفعال وكأنه يعاين فعلاً ماحدث

            عمار: هلعانيت كل هذا ياصغيري

            مهدي : أوتدري مالغريب في الأمر

            عمار : ماذا؟

            مهدي : أني أشعر بكل جرح بكل ألم يحدث في الحلم لكن في نهايته .. فينهايته أشعر وكأنما غار جسمي في ماء بارد .. وكأنه يعيد لي روحي بعد أنتفارقني

            هنا بدا على وجه عمار الخوف

            مهدي: هل أنا بخير ياجدي .. هلسيصيبني مكروه

            عمار: لن يصيبنا إلا ما كتب الله

            مهدي: هل يحبني الله؟

            عمار: أجل ياصغيري .. فالله سبحانه يحب عباده المؤمنين .. فكيف وأنت طفلصغير ومؤمن

            مهدي : إذا لما يريني هذه الأحلام ؟

            عمار : ربما تكونتنبيها لك .. وربما تكون ليست من الله .. قد تكون شيطانية .. وقد تكون مجردأضغاث

            مهدي : حقاً

            عمار : حقاً .. والآن ماأريدك أن تقوم به .. هو أنتخرج كل يوم صدقتاً عن نفسك .. وأن تقرأ المعودات قبل أن تنام ولا تنسى دعاء الحفظ

            مهدي : حسناً


            بعيداً وعميقاً .. حتى ينتحر آخر شعاع نور من ضوءالمشمس .. وحتى يختنق آخر نسيم من الهواء .. ولا تتبقى إلا راقصات من الظلماتالعارية تتمايل بفتور على عتبات المعاصي..

            الوسواس الخناس: مولاي وماذا قررتأخيرا بشأن اللعين ؟

            إبليس : وماذا برأيك ؟

            الوسواس الخناس : أن نسجرله كل الشياطين كل جيشونا ومردتنا

            إبليس: مبتدئون .. فأنت الأفضل وقد رأيتماصنع بك

            الوسواس الخناس: إذا مالحل ؟

            إبليس : لاتقلق

            الوسواسالخناس : وكيف لا أقلق .. وأتباعه يزيدون كل يوم عن الذي قبله

            إبليس: ليزيدوا ليزيد المرح .. فما هي إلا أيام معدودة .. ولا ترى لهم وجود أوعودة

            نهض إبليس مختالاً متأبها .. وعلى وجهه إبتسامة مكر وسعاده .. كأنماكان مستعداً للمغادرة

            الوسواس الخناس: إلى أين ؟

            إبليس : سأزور أحدهم .. زيارة خفيفة .. فقد حان اللقاء

            الوسواس الخناس: تقصد عمارالخير؟َ!

            إبليس : ستعرف لاحقاً ..

            واختفى إبليس في لمحة عين.. وبقيالآخر في مكانه متسائلاً .. إلى أين ذهب..

            دمتم بخير وعافية
            أختكم في الله/أنين الانتظار

            تعليق


            • #7
              بسمه تعالى
              السلام عليكم ورحمته وبركاته
              ( 6 )
              " لمن النصر "


              بين كلمات تصغي لسماعها الآذان .. وتدمع لوقعها العيون .. وتخشع لصداها القلوب .. كلمات ليست كالكلمات العادية .. لأنها تواصل مع الله تعالى .. كلمات تبقى تدق أبواب السماء بإلحاح مستميت .. " إلهي يامن يعطي الكثير بالقليل .. إرحم من رأس ماله الدعاء وسلاحه البكاء " .. أطلق عمار هذه الكلمات للسماء وهورافعاً رأسه من سجود .. فسرت دموعه متسابقة أيها يبلل شيبت لحيته أولاً ..دموعاليمين أم اليسار .. رفع عمار يديه إلى السماء

              عمار: إلهي .. أنت أرحم منالأم على طفلها .. ونحن رعاياك وفي أمانتك .. فحفظ رعاياك يالله ولاسيما مهدي بحقكيالله وبحق محمد وآل محمد

              نهض من على سجادته كالمغصوب .. الذي أرغم علىمفارقت حبيبه وكله شوق للعودة إلى أحضانه .. ارتدى غترته .. وكعادته نظر من نافذةغرفته للسماء للحظة وابتسم .. توجه نحو عطر العود على المنضدة بجانب فراشه .. وتعطربه ثم أخذ عكازه وخرج ليأذن لصلاة الفجر ..


              أقفل عمار باب بيته وساربتمهل إلى المسجد .. وتسابيحه تسبقه إلى المسجد متسللة لتعلن بقوة كلمة حق تبقىللأبد " الله أكبر " .. بينما كان عمار يسير في الطرقات الخالية .. لم يكن يسمع سوىصوت وقع نعله .. وهمس خافت هو صوت تسبيحه واستغفاره .. هنا كانت أعين متربصة تنظرلعمار .. تنظر والحقد يتطاير منها حتى أنه لوكان ناراً لأحرق الأرض بما فيها .. لقدكانت عين المرجوم .. عين الكفر والتكبر .. عين إبليس .. أخذ إبليس يرصد خطى عماربحذر .. مراعياً ألا يحسه ولو لوهلة .. وعندما عاين طريق المسجد .. سبق عمار فيالسير .. فمسح بردائه الأسود على الطريق فامتلأ حفراً من الطين .. وتنحى جانباًوأخذ يراقب ..


              واصل عمار مسيره .. حتى وصل بقرب حفرة من الطين .. فداسترجله فيها مما أدى إلى اتساخ ثوبه .. فقرر مباشرة أن يعود ليغير لباسه .. ابتسمإبليس ظناً منه أنه انتصر لكنهمالبث أن سمع صوتاً ذب الرعب في كل خلية من خلاياجسده حاول الهرب لكنه لم يقدر .. وكأنما ثبت في مكانه

              الصوت : أتعتقد أنكانتصرت أنتظر وسترى لمن النصر


              وإذا به يرى عمار قد غير ملابسه وعاد .. استشاط غضب اللعين وأصر إلا أن يثني عمار عن الذهاب للمسجد

              الصوت : لقد غفرالله لعمار ماسبق وتقدم من ذنوبه جزاءً لعمله والله يجزي المحسنين

              عندها فارغضب اللعين وزاد حفر الطين في طريق عمار .. فداس عمار في حفره واتسخت ملابسه فعادأخرى ليغيرها .. فظن إبليس أنه استسلم .. فأخذ يصرخ وهو ينظر للسماء

              إبليس: لمن النصر الآن هاه .. لمن ؟

              وليست إلا وهلة حتى عاد عمار

              الصوت : إن الله متم نوره ولو كرهت .. لقد غفر الله لعمار وجيران عمار

              وصل الغضببإبليس درجاته حتى وكأن عيناه جحظتا من مكانهما .. بينما عمار واصل سيره .. فرأىرجلاً واقفاً في أحد الزويا أمامه .. ويحمل مصباحاً .. وهو ينظر لعماربغضب

              عمار: من أنت ياهذا .. وماذا تفعل في هذا الوقت

              تقدم الرجل منهوهو صامتا ً وهو ينظر إليه بنظرات مباشرة .. من العين للعين

              الرجل : خذ .. خذ هذا المصباح

              ومد المصباح نحو عمار فأخذه

              عمار باستغراب: ولماذاالمصباح ؟

              الرجل : حتى ترى حفر الطين في طريقك فلا تقع فيها
              عمار: وما أدراك ؟

              الرجل : حين وقعت أول مره وعدت وغيرت ملابسك ثم رجعت للمسجدغفر الله لك كل ذنوبك .. وفي الثانية غفر الله لك ولجيرانك .. وخشيت أن تقع وتعودثالثة فيغفر الله لآهل قريتك جميعاً فيذهب عملي هباءً

              عمار : وكيف عرفت كلهذا ..

              الرجل : ليس صعباً على من أخرج أباك آدك من الجنة أن يعرفهذا

              عمار : أتقصد أنك إبل..

              الرجل : أجل أنا هو .. وسنرى يا عمار منسينتصر .. فما هذه إلا البداية .. وإن لم أتغلب عليك فالتغلب على من حولك أسهل .. وسنلتقي قريباً .. قريباً جداً.. أعدك

              وابتسم إبتسامة خبث .. واختفى وكأنهلم يكن .. وواصل عمار طريقه إلى المسجد .. وحرر الأذان في كفوف الريح لتنقله إلىالآذان الموالية .. ليبقى أذاننا حبل صلة بيننا وبين الله وبين أهل البيت ..



              قصةإبليس والعبد الصالح مقتبسة من قصة واقعية على لسان الفالي حفظهالله


              أختكم في الله/ أنين الانتظار
              دمتم بخيــر

              تعليق


              • #8
                سرد مميز ..أحسنت أختـــــــي ..

                تعليق


                • #9
                  أخُيه أنهــــار
                  أشكرك على مرورك الكريم وردك العَطِـــر
                  بوركتِ

                  دمتم بخيــــر

                  تعليق


                  • #10
                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




                    ( 7 )
                    " فبعزتك لأغوينهم أجمعين "

                    لو كانفي تلك اللحظات ينبوع للغضب لكان هو .. كاد أن يسمع صرير أسنانه في بعضها لشدة غيظه .. كما كان يضرب أخماساً في أسداس وهو يتمتم بصوت منخفض .. إلى أن قاطعه الوسواسالخناس..

                    الوسواس الخناس: إذن .. إلى أين كانت زيارتك؟

                    إبليس: اللعين .. اللعين .. لم يجد معه أعلى درجات مكري .. لقد وصل إلى درجات المؤمنين الذينيحفظهم الله ويعصمهم منا معشر الأباليس

                    الوسواس الخناس : حقاً! .. وماذا حدث؟

                    روى إبليس ماحصل بينه وبين عمار إلى الوسواس الخناس وكأنه بئر مملوءبالغضب .. وكأنما كان يعيش الوضع من جديد..

                    الوسواس الخناس: من حسن حظك أنكوليت الأدبار .. وإلى أبلاك بفيض من الملائكة ورماح وأسهم النور

                    إبليس بغضبوهو يلطم يداه ببعض : من حسن حظي أجل .. من حسن حظي .. لكن إعلم أيها الوسواسالخناس .. أن هذه ليست نهاية المعركة .. والحرب كر وفر .. وإن لم أقوى على عمار .. فمن حول عمار كالعجين بالنسبة لي أشكلهم كيفما أريد

                    الوسواس الخناس بغبطة : هذه أخبار جديدة لم نعلمها .. لكن لا تستخف بأتباعه يامولاي

                    إبليس : لاتقلق .. سأعد لهم العدة من كل صوب حتى أفتك بهذا العمار ..

                    الوسواس الخناس : ومادوري يا سيدي

                    إبليس : في الوقت الحاضر ومن لحظتك .. جل ما أريد منك .. أنتجمع أكبر وأخبث الشياطين .. وتعد لي جيشاً لا كان ولا سيكون له في المثل .. أريدأن تسكن المعصية أرجاء المعمورة ..أريد من الفسق أن يمشي منتشياً بين مايبني البشر .. وكأني أري الفتنة ترقص بين البشر وهم في غيهم يعمهون .. وأنت خير من يعلمبقسمي
                    الوسواس الخناس : فبعزتك لأغوينهم أجمعين

                    إبليس: من الجنةوالناس .. والآن إذهب .. وحالما تجمعهم ..أعلمني فقط ..

                    الوسواس الخناس: فيالحال

                    وماهي إلا لحظات حتى تجمهر في قاعة محراب إبليس آلاف من الشياطينوالمردة .. فأخذ إبليس ينقل نظره بينهم وكأنه يحصيهم .. وقف منتصباً من على عرشهومشى خطوات قليلة وهو حانياً رأسه يفكر ..

                    الوسواس الخناس : مارأيك

                    إبليس : جيد .. جيد


                    استقبل إبليس الجيش الذي أمامه وخطب فيهم


                    إبليس: تعلمون يا أبنائي ويا أتباعي .. أني نذرت على نفسي قسماً قديم .. قديم جداً .. ومنذ ذاك اليوم وأنا أعيش لأجله .. لأجله فقط .. وهو الغواية .. قدأقسمت بعزت الله أن أغوي الجميع من الجنة والناس .. وفعلاً .. حققت ذلك .. ليسلوحدي .. لكن بمساعدتكم .. وملأنا الأرض ظلماً وجورا كما ملأت قسطاً وعدلاً بدينمحمد .. فأحسنتم صنيعا وعملاً .. لكن هناك من قوي إيمانه .. واشتد ساعده .. وهوكالمنارة يهدي من حوله من الناس .. بل معظمهم وأوشك أن يذيع صيته .. ويدمر ماأنجزناه ..إسمه عمار .. حتى أن أهل قريته يلقبونه عمار الخير .. حتى إني ذهبت وكدتله بنفسي .. فلم أفلح .. بل حول كيدي إلى صالحه .. فما أريده منكم .. أن تدمروا ماأنجز هو .. وتكيدوا للناس حوله.. وأهل قريته فرداً فرداً .. كبيرهم وصغيرهم .. رجالهم ونساؤهم .. انصبوا لهم حتى حين يشربوا الماء .. والآن انصرفوا مباشرة إلىهناك وساحة معركة البداية هي الأسواق .. والراية بيد قائدكم الوسواس الخناس .. انحنى جمييع الشياطين لإبليس وذهبوا في الحال ..




                    كان صوت تقليبصفحات الكتاب بين يدي عمار .. كهمس جميل في أذني مهدي .. كان واقفا
                    بباب المكتبةلايعمل شيئاً .. فقط يتأمل عمار مع ابتسامة خفيفة تعلو ثغره .. فحانت إلتفاتة منعمار فرآه

                    عمار : منذ متى وأنت هنا يا صغيري ؟

                    مهدي : ليس طويلاً

                    عمار : ولماذا لم تدخل ؟

                    مهدي : أردت أن أفاجأك فقط .. كما أني لمأرد أن أقاطعك حين رأيتك منهمكاً في الكتاب

                    عمار : إن رأيتي لك كل يومياصغيري هي أجمل مفاجأة

                    مهدي : وما تقرأ .. ياجدي عمار ؟

                    عمار : هذا الكتاب ياصغيري يتحدث عن أسباب الغيبة الصغرى والكبرى للإمام الحجة عجل اللهفرجه

                    مهدي : ولماذا هو غائب ؟

                    عمار : هذه حكمة يريدها الله .. لكنحين يحين الوقت سيظهر .. وسيملأ كل هذه الأرض التي تراها والتي لاتراها قسطاً وعدلاكما ملئت ظلماً وجوراً .. فادعوا الله أن يرزقك حضور ذاك اليوم وأن تكون منأنصاره

                    مهدي : حقاً .. أتمنى لو يحصل ذلك


                    في هذه الأثناء وصلصوت مشاجرة إلى مسامع عمار ومهدي .. فخرجا على عجل من المكتبة



                    دمتم بخيــر ونعمة
                    أختكم في الله/ أنين الانتظار

                    تعليق


                    • #11

                      بسمه تعالى:
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      كيف الحال؟

                      ( 8 )

                      " زمن المال والشجع "



                      كان شخصاً ممتلىء الجسم .. في الأربعينات .. يرتدي ثوباً يزهو بياضاً .. ونعلاه يرى فيهما لمعاناً لشدت نظافتهما .. وكان يمسكفي يده اليسرى ملفاً .. بينما كان يرتدي في يده اليمنى خاتماً فضياً مزين بفص ياقوت .. كما كان وجهه قد تحول أحمراً لاشتداد الغضب فيه .. وكأنما كل دم جسمه قد تجمع فيوجهه .. بينما كان يقابله شاب نحيفاً .. في الثامنة عشرة .. كان يرتدي مايلبس تحتالثوب .. كما أن ملابسه كانت متجعدة .. وكان يجلو على وجهه ملامح البؤس والعناء .. وكأنها قد حولته من شاب في مقتبل العمر .. إلى عجوز على شفير القبر.. اسم الرجل .. أبو عيسى .. والشاب هو أحمد.. وكان هما من ارتفع صوت شجارهما..

                      أبو عيسى : إستمع إلي جيدا يا إبني .. لقد مضى الآن شهران على موعد الدفع وأنت لازلتتماطلني

                      أحمد : أقسم لك إني لست أماطل .. وقد أخبرتك مسبقاً ما إن أملكالمال وإن شاء الله قريباً جداً سأسدد لك .. وأنت خير من يعلم بالحال

                      أبوعيسى : وتقول لست تماطل .. إذن ماتسمي هذا .. هل أنا طفل أم أحمق بنظرك !

                      أحمد : ومن قال ذلك يا سيدي .. فقط أعطني شهراً .. شهراً .. واحد .. واسترعورة أهلي بهذا البيت

                      أبو عيسى: إسمع جيداً .. لقد صبرت عليكم كثيراً .. وقد بلغني أن أساسات البيت قد اهترأت .. نتيجة لإهمالكم وقلة اهتمامكم بالمنزل ..

                      أحمد : صدقني أننا نهتم في المنزل .. فهو المكان الذي نعيش فيه .. فكيفلا نهتم به .. لكنها الجرذان قد ملأت المنزل .. ولانعرف سبيل ولا نملك المال للقضاءعليها .. كما أنها مسؤليتك .. فأنت لم تخبرنا حين وقعنا العقد أننا سنشارك العيش فيالمنزل مع جرذان أصغر واحد منها بحجم القط الصغير

                      أبو عيسى : وأنت لم تخبرنيحين وقعت العقد أنك ستماطل في الدفع

                      هنا أقبل عمار وشق تجمهر الناس حولالمشاحنة وأخذ يدعوهم إلى التفرق حتى انفضوا .. مشى عمار صوبهما بينما كان مهديممسكاً بتلابيب ثوبه وهو ينظر بارتياب..

                      عمار: صلوا على محمد ..

                      الجميع : اللهم صلي على محمد وآل محمد

                      عمار: مالقضية ؟

                      أبوعيسى : هذا الشاب .. أجرته وأسرته هذا المنزل .. والآن مضى أكثر من شهران على موعدالدفع وهم لايزالون يماطلون

                      أحمد : والله ياعمار أني لست أماطل .. وهو يعلمبحالتي المادية جيداً .. حتى أنها المرة الأولى التي أتأخر فيها عن الدفع منذ ثلاثسنين .. لكن لا أعلم .. يبدو أن أبو عيسى مصمم أن يزج بي وأسرتي إلى الشارع

                      أبو عيسى : ناهيك عن التخريبات ياشيخ عمار التي أحدثوها بأساساتالمنزل

                      أحمد : وكيف نحدث ضرراً بأساسات المنزل .. أنت تعلم جيداً أنهاالفئران

                      عمار : حسناً .. حسناً .. مارأيك يا أبو عيسى أن تعطيه شهراًواحداً كما طلب وأنا أكفله لك

                      أبو عيسى : شهر واحد .. ومن أين آكل أناوعيالي

                      عمار: أعذرنا يا أحمد .. لكن أريد أن أكلم أبو عيسى على انفراد .. فادخل إلى بيتك .. واطمإن ..خير إن شاء الله

                      أمسك عمار بيد أبو عيسى برفقومشى معه إلى المكتبة وبرفقتهما مهدي ودخل الجميع إلى الداخل

                      عمار: إسمع ياأبو عيسى .. لأكون صريحاً معك

                      أبو عيسى : قل يا شيخ

                      عمار : الجميع .. وأقصد جميعنا ..يعلم أن لك من العقارات ما يقارب الثلاثون منزلاً وكلها وبحمدالله مأجرة .. ناهيك عن دكانك .. والذي هو أيضا الزبائن تقبل عليه يومياً

                      أبو عيسى باستنفار : وماذا تريد أن تقول ياشيخ ؟

                      عمار : وما تنفقوامن شيء تجدوه عند الله أعظم

                      أبو عيسى : وضح أكثر ياشيخ

                      عمار: تبرعبالبيت لعائلة أحمد .. فأنت تعرف أنه شاب يتيم .. وقد قام بأمه .. وأخوته منذ نعومةأظافره فهل تريد أن يكون هذا جزاؤه من المجتمع ..

                      في أجزاء أقل من الثانية .. كان هناك شيطاناً يقف خلف أبو عيسى .. لكن أين للعين البشرية أن ترى

                      الشيطان : تتبرع له .. ثم يطمع باق المؤجرون ويأتون عماراً ليكلمك أن تتبرعببعض المنازل الأخرى .. وما يدريك لعلهم حتى يجبروك أن تعطي لهم الطعام مجاناً مندكانك وذلك بحجة الفقر .. وثم ينفذ مالك وتصبح فقيراً مثلهم

                      وما إن أنهىالشيطان كلامه حتى لكز أبو عيسى بإصبعه في ظهره .. فوقف أبو عيسى غاضباً

                      أبوعيسى : ماذا تقول .. ومن قال لك يا شيخ أني مت وصارت أملاكي تورث .. ولمن للغريب

                      عمار : يا أبو عيسى إهدأ إنه ليس اقتراح .. أولسنا نسير على منهاج أهلالبيت

                      أبو عيسى : بلى

                      عمار : أوليس أهل البيت يطعمون الطعام على حبهمسكيناً ويتيماً وأسيراً .. حتى وهم لا يملكون ما يسد رمق جوعهم .. وأحمد وأسرتهيتامى .. فاافعل بهم خيراًيجزيك الله به أضعافاً

                      الشيطان : هذا الكلامسابقاً لا يخدعك هذا العجوز الخرف .. فنحن في زمن المال والشجع .. وما إن تهبهمالمنزل .. حتى يطمعون في البقية

                      وهنا دفع الشيطان أبو عيسى بيده .. فسار بوعيسى مهتاجاً خارج المكتبة ثم توقف عند الباب

                      أبو عيسى : إسمع جيداً ياشيخعمار.. إما يأتيني غداً بأجار المنزل .. وإما يخرج و وأهله و لا يهمني إلى أين

                      ثم سار منطلقا يتخبطه الشيطان إلى دكانه

                      بعد أن خرج أبو عيسى .. أطل مهدي على وجه عمار بتساؤل لوهله ثم قال

                      مهدي : جدي عمار .. تبدوقلقاً

                      عمار : فعلاً .. ياصغيري .. لكن لا تشغل بالك

                      مهدي : أليس هذاالرجل ظالماً

                      عمار : لاتصدر أحكاماً سريعة على الأشخاص فربما كان غاضباًفقط وعندما يهدأ سيعود لرشده .. أتعلم يا صغيري أن أبو عيسى لم يكن كما رأيته الآنفي الماضي

                      مهدي : حقاً

                      عمار : حقاً .. لقد كان شاباً مقتدراً .. ليسغنياً ولا فقيراً .. وأسس نفسه يوماً بعد يوم .. حتى صارت عنده هذه الأملاك .. لكنأتعلم ماذا غيره

                      مهدي : ماذا ياجدي عمار؟

                      عمار : المال .. المال ياصغيري إما أن يسعد صاحبه وإما أن يتعسه

                      مهدي : وماذا صنع بأبوعيسى

                      عمار: أتمنى ألا يتعسه ماله ..

                      ثم استطرد عمار

                      عمار : مهدي صغيري أتعلم لماذا أبقيتك معنا أثناء النقاش

                      مهدي : لأنك تحبني

                      عمار : فعلاً .. لكن هناك سبباً آخر أيضاً

                      مهدي : وماهو؟

                      عمار : أردتك أن تشهد ماحصل كي تتعلم .. أريدك أن تنشأ رجلا في جسد رجل

                      مهدي : كيف ذلك ؟

                      عمار : إن شاء الله ستكبر لتصبح رجلاً .. والرجلليس بالمظهر فقط لكن الرجل من كانت أعماله أعمال الرجال

                      مهدي : سأكون كذلكياجدي عمار

                      ربت عمار بيده على رأس عمار ونظر إليه بعطف وابتسم .. ثم خرج منالمكتبة وتوجه إلى بيت أحمد

                      مهدي : إلى أين ياجدي عمار؟

                      عمار: راقبوسترى

                      دمتم بخيــر ونعمة
                      أختكم في الله/ أنين الانتظار

                      تعليق


                      • #12
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        على بركة الله:


                        ( 9 )

                        " الضمائر النائمة "
                        سار عمار وهو ممسكاً بيد مهدي إلى بيتأحمد .. الشمس أوشكت على المغيب..وكانت هناك هبات من الهواء الحار تارة والباردتارة .. مما يجعل قطرات من العرق تنزل من على الجبين وتتبخر سريعاً .. حتى وصل إلىباب بيت أحمد .. أو بالأحرى بيت أبوعيسى المأجر.. ودق جرس البيت .. فتح الباببصعوبة مصدراً صوتاً خشناً يدل على أن الباب قديم كقدم البيت .. وأطل من خلفهأحمد

                        عمار: السلام عليكمأحمد : وعليكم السلام .. مرحباً بعمارالخير

                        عمار : كيف أمسيت يابني ؟

                        أحمد : بخير .. نحمد اللهعمار : إسمع .. لقد كلمت أبو عيسى .. وقد كان جافياً .. لكن هناك حلاًأخيراًأحمد بحماس : وماهو ؟ أنا مستعدلأصنع أي شيء .. لست أهتم لنفسي .. لكن لأمي وإخوتي أين يذهبون لو خرجنا..

                        عمار : لقد أعطاكم أبو عيسى مهلة حتىالغد ..

                        أحمد مقاطعاً: ماذا حتى الغد فقطعمار : كن صبوراً يا بني .. وأنا سوف أعطيك ما معي من مال .. آمل أن يغطي أجار البيت .. بالمناسبة كم هوأجاره؟

                        أحمد : ياليت لو أن أجار البيت يستحق وضع البيت .. إنه أربعة عشر ألففي السنة

                        عمار : ما معي لايغطي حتى نصف المبلغ .. لكن لا تقلق .. بعد صلاةالمغرب .. سأدعو أصحاب القلوب الرحيمة ليمدوا لك العونأحمد : لكنك تعرفأني لا آخذ الصدقات .. وليست إلا فترت ضيق أمر بها .. شدة وستزول .. لكن هذا الجشعيأبى أن يعطيني فقط شهراً واحداً .. إنه شهراً واحداً يا عمارعمار: ليستصدقات .. إنها مساعدة منا من أهل حارتك .. وأهلك .. وليس إلا وقت ضنك تمر فيه .. يمكن أن يحدث لأي أحد مناوضع أحمد يده على فمه وأطرق رأسه إلى الأرض لوهلةيفكر واختنقت العبرات في عينهأحمد : أتعلم لو كان أبي على قيد الحياة ..

                        عمار: أعلم .. أعلم لكانت الحال مختلفة .. لكنها الدنيا يا إبني .. وإنتوفي أباك .. فأنا أباك .. وكل رجل صالح هو أب لك .. لا تحزن يا إبني هذه سنةالحياة .. رخاء وشدة ثم رخاء .. ستفرج .. صدقنيأحمد : أترى ذلك ياعمار؟

                        عمار : نعم .. ونحن جميعاً أهلك .. ومادمنا نستطيع المساعدة سنساعد.. والآن يجب أن أذهب إلى المسجد .. أستأذنك يا إبني .. وتوكل على الله ..

                        أحمد : لاحول ولا قوة إلا باللهبعد صلاة المغرب .. أستعطف عمار أصحاب القلوبالرحيمة بدعوتهم إلى التقرب إلى الله بمساعدت أحد البيوت .. فلم يبخل أهل الحارة .. وجمع مبلغ من المال .. وبعد أن تفرق الناس .. بقي عمار وأحمد في المسجد .. وأخذايعدان المال ..

                        أحمد : أرأيت ياعمار .. قلت لك أنها قد تعسرتعمار : لاتقلق .. فكم بحوزتك ؟أحمد : ألفان وخمس مئة .. وأنتعمار: ألف .. إضافة إلى ذلك رأس مالي وهو حول الأربعة آلاف

                        أحمد : إذن المجموع هو حولالستة آلاف وخمس مئة .. هذا بالكاد يغطي نصف المبلغ ياعمارعمار: سأكونغداً صباحاً معك .. وآمل أن يكون الرجل قد عاد إلى رشده .. وإن شاء الله سأحاولإقناعه بأن يقبل بنصف المبلغ إلى نهاية الشهر الذي تريده .. وسأكفلك عنده أيضاً .. فما رأيكأحمد : وهل بقي لي خيار .. كما ترى ياعمار .. لن أنسى لك ذلكماحييتعمار : لاتقل ذلك يا بني فهذا واجبنا نحوك .. والآن إذهب إلى بيتكوطمئن أهلك واسترح .. فأمامك يوماً طويل بالغد

                        أحمد : نعم إنه كذلك ..


                        إنه وقت نشاط عملكم .. الآن هو الليل .. لاأريدكم أن تبحثوا عنالعيون النائمة .. لكن ابحثوا في الضمائر النائمة .. بعثروا كل قلب ونفس .. ادخلوافي خلجات كل واحد .. وأشعلوا الرغبات الدفينة .. فهذا هو وقتنا .. معركتنا .. هيا .. انطلقوا ..

                        هكذا أثار خطاب الوسواس الخناس حماس الشياطين .. فانطلقوا بلاهوادة كالمجانين .. كما النار التي تركت لتنتشر في الهشيم .. هكذا كانوا .. فاختاركل واحد منهم ضحية من أصحاب الأنفس الضعيفة .. وابتدأت الحرب .. فالذي كان من أبوعيسى ليس إلا البداية ..

                        في فجر اليوم الثاني .. لم يستيقظ أهل الحارة علىصوت أذان عمار الرخيم كما اعتادوا .. لكن استيقظوا على صوت قرع قوي مدوي على أحدأبواب البيوت .. مع صوت صراخ رجل ينادي يأعلى صوته .. وكأنه يريد أن يسمع القاصيوالداني بما يقول .. لقد كان أبو عيسى يطرق على باب أحمد وهو يصرخ

                        أبو عيسى : أخرج أيها اللص !!

                        فتح أحمد الباب وبدت ملامحه مخلوطة بملامح النوموالذعر.. وإذا به يفاجأ بحجر متوسط الحجميصطدم بجبينه ويشجه .. وأخذ دمه ينهمر متحرراً من جبينه بلا توقف


                        أختكم في الله/ أنين الانتظار
                        دمتم بخيــر وعافية
                        دعاءكم للمرضى

                        تعليق


                        • #13
                          بسمه تعالى نستكمل ما بدأنا:




                          ( 10 )


                          " لا يزال يقاوم "



                          مع وصول أول شخص من أهل القرية إلى مصدرالصوت .. كان أبو عيسى آخذاً بعنق أحمد يخنقه وهو مستلق على الأرض .. بينما أهلأحمد يصرخون طالبين للغوث .. فاندفع الرجل حول أبو عيسى ودفعه من فوق أحمد .. فشهقشهقة كادت أن تخرج روحه معه وأجلسه يساعده على التنفس .. لقد كان الرجل أبومهدي

                          أبو مهدي : هل فقدت عقلك .. أتحاول أن تقتل شاباً ضعيفاً في عمر أولادك .. ماذا حصل لك أكل هذا بسبب المال

                          أبو عيسى : ليس المال فقط .. هذا اللصيستحق الموت .. فلم يكتفي فقط بعدم دفع الأجار .. بل وسرق دكاني .. تستطيع أن تذهبوترى بنفسك

                          في هذه الأثناء بدأ أهل الحي بالتجمع .. ومن بينهم عمار .. الذيأقبل نحو أحمد مسرعاً

                          عمار: أنت تنزف ماذا حدث ؟

                          لم يكن أحمد في حالتمكنه من الكلام فرد أبو مهدي

                          أبو مهدي: لولا أني تدخلت لكان أحمد مقتولاًالآن على يد أبو عيسى

                          هنا علا تهامس الناس واستنكارهم للأمر

                          عمار: ماذا تقول .. يقتله!!

                          أبو مهدي: أجل لقد كان آخذاً بعنق الفتى المسكين يخنقهلولا رحمة الله لأجهز عليه .. ولم يرحم لا توسل أمه ولا صياح أخوته

                          أبوعيسى : يستحق الموت هذا اللص الوقح

                          عمار: وافرض أنه لص .. اللصلايقتل

                          أبو عيسى : لكن هذا يقتل لأنه وقح .. لم يكتفي بعدم دفع الأجار بلوسرق دكاني .. والآن أريده أن يدفع مبلغ الأجار .. ويعيد المال المسروق وأن يخرج منبيتي من ساعته .. إضافة أني سأتقدم ببلاغ إلى الشرطة

                          أبو مهدي : إتقي اللهيارجل .. ليسوا إلا أيتام

                          أبو عيسى : ليسوا إلا لصوص

                          عمار: وماأدراك أنه هو من سرق هل رأيته؟

                          أبو عيسى : لم أره .. لكن من البديهي أن يعملذلك كي ينتقم مني هذا التعس اللعين

                          عمار: أرجو أن تبقى محترماً يا أبو عيسىفلا يكفيك أنك تهجمت على الرجل وحاولت قتله واتهمته وأخرتنا عن وقت صلاة الفجر .. الآن ترميه بالألقاب.. كن حليماً

                          أبو عيسى : لا تقلق ياشيخ .. سترى كم أناحليماً في مركز الشرطة .. وأريده خارج منزلي حين أعود وإلا سيخرج هو وأهله بالقوة .. وسأزج بأغراضه إلى الشارع .. وله وقت حتى الثالثة عصراً

                          انصرف أبو عيسىوهو يلهث كأنه يبحث عن أي ذرة أكسجين ليتنفسها وكأنما الشيطان الذي سخر له كانيتنفس كل الهواء الذي يتنفسه هو .. تعاون رجل مع أبو مهدي في حمل أحمد إلى سيارةوأخذوه إلى المستشفى .. بينما عاد عمار إلى منزله وجهز نفسه للصلاة وذهب إلى المسجدوأذن ..كان ذلك هو أول يوم يقام فيه أذان الصبح متأخراً

                          حمل إبليس أحدقوارير المعاصي أتى له بها الوسواس الخناس .. وأخذ يتأملها وهو مبتسم .. بينما كانمستلقياً على جنبه .. وإحدى قدميه موضوعة على ذراع عرشه بينما الأخرى متدلية تلامسالأرض .. وأخذ يضحك ضحكا متقطعاً

                          إبليس : ههه .. هه .. أقلت لي أن هذه منأبو عيسى

                          الوسواس الخناس : أجل .. لقد كان سهلاً جداً حتى أن من اهتم به أضعف شيطان في جيشنا .. وما هذه إلا بداية الغيث

                          إبليس : حقاً .. هذه بدايةالغيث .. لكن حين يأتي الغيث أنا من سأقصم ظهر عمار

                          وأخذ يواصل الضحك.. وهوينظر إلى القارورة بسرور


                          مع ظهور أول شعاع شمس كان عمار بجانب سرير أحمدفي المستشفى .. الذي كان رأسه ملفوفاً بلفاف أبيض .. ويظهر على سطحه بقعة دم حمراء..

                          عمار : كيف تشعر الآن؟ كيف جرحك ؟


                          أحمد : جرح رأسي لا يألمنيياعمار .. الذي يألمني جرح هنا

                          وأشار نحو قلبه .. وأشاح بوجهه عن عمار.. وانحدرت على خده دمعة حارة .. لو وقعت في بحر لبخرته لحرقة قلب أحمد .. مسح دمعتهثم أعاد النظر إلى عمار

                          أحمد : لقد أهانني .. وضربني أمام الملأ وأمام أهلي .. أنا لست لصاً يا عمار .. لست لصاً

                          عمار : أصدقك يا بني .. وأنا متيقن كلاليقين أنه لايد لك في ما حدث

                          أحمد : مؤكد أنه الآن في مركز الشرطة .. وسيخرج أهلي من البيت .. سيحدث ما خشيت حدوثه ياعمار سيضيعني ويضيعأهلي

                          عمار: ماذا تقول يا أحمد .. لن يضيع أحد منكم وأنا موجود .. ستسكنون فيبيتي

                          أحمد : وأنت أين ستذهب ..

                          عمار :لا تقلق علي فأنا أستطيع أنأتكفل بنفسي .. سأعيش في مخزن مكتبتي حالياً .. وسأذهب من ساعتي إلى بيتك وأخبرأهلك بأن يجهزوا أغراضهم لينتقلوا إلى بيتي .. وسأساعدهم أيضاً

                          أحمد : لاأعلم كيف سأرد هذا الجميل ياعمار

                          عمار: لا تقل جميلا.. إنه واجب علي

                          هنا أدار الوسواس الخناس وجهه لحائط الغرفة واختفى وهو يقول

                          الوسواس الخناس : اللعين ..لا يزال يقاوم






                          أترككم في حفظ المولى.
                          أختكم في الله/ أنين الانتظار.
                          التعديل الأخير تم بواسطة أنين الانتظار; الساعة 16-05-2007, 01:05 PM.

                          تعليق


                          • #14
                            سلام الله عليكم ورحمته وبركاته:


                            ( 11 )

                            "
                            حصيلة اليوم "


                            إحساس بشعتملك أعماق نفسه .. غمرات وخلجات من الشعور بالذنب اعترت روحه لأنه لم يقدر أن يعيلأهله.. والدموع كانت تخنق عيناه فلا تدع إلا انعكاسات مشوشة للعالم أمامه من خلالجفون بللها ألم عبراته .. هذه كانت حال أحمد حين تركه عمار

                            على غير عادة .. في الساعة العاشرة والنصف كانت مكتبة عمار موصدة .. كان عمار واقفاً عند باب بيتأحمد .. بينما كان أخ أحمد الصغير جعفر يخرج أمتعة وأغراض أهله .. فأقبل حامل حقيبةسوداء ذات حجم كبير لها قفلان أحدهما مكسور ..

                            جعفر : انتهينا هذا آخرشيء

                            عمار : جيد الآن سنأخذ كل هذه الأغراض إلى منزلي .. لقد استأجرت سيارةنقل .. سننقل الأغراض أولاً ثم سنعود لنقلك وأهلك

                            مهدي: هل يمكنني أن أساعدياجدي عمار .. أرجوك .. أرجوك

                            عمار: بالطبع تستطيع .. لكن هذه الأغراض ثقيلةكما ترى .. ولن تقدر على تحريكها

                            استدار عمار بناحية السيارة وأشار إلىالعمال أن يحملوا الأمتعة .. ثم صعد معهم .. تقدم جعفر نحو الشاحنة بسرعة وأطرقوجهه إلى الأرض بخجل

                            جعفر: عمار..

                            عمار: نعم .. هل تريد شيئا آخر يابني

                            جعفر : لا .. لكن .. لكن لا أدري كيف أشكر لك هذا الصنيع

                            عمار: لا داعي لأن تشكرني فنحن أهل .. وإذا ساعدتكم اليوم ساعدتموني غداً .. ولا تقلقأبداً .. هل تريد شيئاً آخر الآن ؟

                            جعفر: لا .. شكراً لك

                            عمار: سأعودخلال نصف ساعة مع العمال .. مهدي إبقى هنا مع جعفر فكما ترى لا يوجد متسع فيالسيارة

                            مهدي: حسناً

                            عند االظهر كان عمار قد أنهى الترتيبات كاملة .. فانتقلت عائلة أحمد إلى بيت عمار وعمار انتقل إلى مخزن مكتبته .. استلقى عمارعلى الفراش الذي نقله إلى مخزن مكتبته .. فقد كان صباحاً متعباً لرجل في عمره وأخذيحدق متأملاً في سقف مكتبته الذي كان قد اهترأ وتقشر وظهر لون مواد البناء الأصلية " مالذي يحدث .. ماذا أصاب الناس؟ .. لم يكن الحال هكذا منذ شهر!! وكأن شيئاً طرأعليهم فأخرج معدنهم وجوهرهم كما اهترأ سقف مخزني وظهر لونه الأصلي.. ليتني أعرفمايحدث!! " .. سمع عمار طرقا على باب مكتبته ثم سمع أحدهم يناديه .. نهض بتثاقلوسار نحو الباب وفتحه

                            عمار: أبو مهدي!!

                            أبو مهدي : السلام عليكم

                            عمار: وعليكم السلام

                            أبو مهدي: ماهذا الذي سمعته منمهدي

                            عمار: وماسمعت

                            أبومهدي: تنتقل للسكن في المكتبة وبيتي مفتوح لك .. لا بل هو بيتك

                            عمار: أعلم أنك كلك خير.. لكن صدقني أني أجد راحتي هنا بينكتبي

                            أبو مهدي: عدني

                            عمار: بماذا؟

                            أبو مهدي: أنك إذا احتجت أيشيء .. في أي وقت فلا تتردد

                            عمار: أنت أخ عزيز يا أبا مهدي .. أعدك


                            دفع الوسواس الخناس بصندوق مملوء بقوارير المعاصي تحت عرش إبليس .. ثمذهب وعاد محملاً بآخر

                            الوسواس الخناس : خذ هذا حصيلة اليوم من مدينة عمار

                            إبليس: وكيف صديقنا عمار ؟

                            الوسواس الخناس: لايزال يقاوم اللعين .. ضد أبو عيسى

                            إبليس ضحك بخبث : إذا فالخطة تسير حسبما أريد

                            الوسواسالخناس : ماذا تعني .. إنه لايزال يقاوم

                            إبليس : ألا تنظر لبعيد .. هذا ماأردته منذ البداية .. هل ترى الصناديق أمامك

                            الوسواس الخناس: بالتأكيدأراها

                            إبليس: مابها؟

                            الوسواس الخناس : هل تستغفلني.. بالطبع قواريرالمعاصي

                            إبليس: من أين جاءت ؟

                            الوسواس الخناس: من أهل مدينةعمار

                            إبليس : أها .. لقد قلتها .. من أهل مدينة عمار .. ولو لم يكن عمارمشغولاً مع عائلة أحمد ضد صديقنا العزيز أبو عيسى لما تمكنا من حصد هذا الكم الهائلمن القوارير.. ولما قدرنا على غواية حتى أكثر من نصف مدينة عمار .. لكن الآن أنظر .. بعد انشغاله عن الناس.. قد أثرنا في معظمهم ..

                            بعد مضي شهر .. تمكن أحمدمن استدراك مبلغ من المال ..واستإجار بيت جديد بعيد عن لعنة أبو عيسى .. وعاد عمارإلى منزله .. لكن خلال هذه الفترة .. سعى إبليس في الناس فصار الوضع مشتداً علىعمار..


                            دمتم بخيــــر
                            أختكم في الله/ أنين الانتظار

                            تعليق


                            • #15
                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              (12)
                              " لابد أن تعرف الحقيقة"


                              كالمجنون .. أو كالمتوتر الذي أضاع شيئاً ثميناًدخل أبو عيسى إلى منزله وأخذ يصيح

                              أبو عيسى: عيسى .. عيسى .. أين أنت

                              عيسى يصيح من غرفته : ماذا تريد ؟

                              أبو عيسى : تعال هنا أيها العاق

                              عيسى : ماذا تريد يا موسى .. كان ينادي والده بإسمه

                              أبو عيسى : قلتلك مليون مرة ألا تناديني بإسمي فلست أحد أصدقاءك الحمقى ..

                              عيسى: وماذاتريد الآن؟

                              أبو عيسى : ستأتي معي إلى المسجد في صلاة المغرب .. ثم إلىالدكان فهمت

                              عيسى : لكنك تعرف جيداً أني لم أذهب إلى المسجد منذ سنتين .. وتعرف جيداً أني لا أحب الذهاب إلى هناك

                              أبوعيسى بغضب وقد تقدم خطوة نحوالأمام : قلت لك فهمت

                              عيسى : حسناً .. حسناً

                              أبو عيسى : والآن اغربعن وجهي وارتد شيئاً مناسباً ثم عد لنذهب

                              صعد عيسى غرفته وارتدى ثوباًوأغلق باب غرفته بقوة تذمراً منه ثم عاد وذهب الإثنان إلى المسجد .. حين دخل عيسىإلى المسجد كان بعض المتواجدين يحدق فيه تعجباً .. فقد كانت مدينتهم صغيرة والجميعيعرف بعضهم .. والجميع يعرف أن عيسى لم يضع قدماً في مسجد أو مناسبة دينية منذ فترةطويلة .. وكان عمار ينظر إليه مبتسماً " أرجو أن يكن الله قد هدى هذا الشاب وأباه " ونظر عيسى إلى عمار باحتقار " إلى ماذا ينظر هذا العجوز الخرف الصدئ "

                              بعدالصلاة سار أبو عيسى وإبنه مباشرة إلى الدكان .. وتوقفا عند بوابته المغلقة .. رمىأبو عيسى بمفاتيح الدكان بيد عيسى

                              أبو عيسى : خذ إفتح الباب

                              عيسى : لماذا ؟ أين العمال .. أتريدني أن أعمل في الدكان يا موسى

                              أبو عيسى : لقدصرفت العمال الليلة .. فليس هناك إلا أنا وأنت .. وهيا إفتح الباب فليس أمامناالليل بطوله لنقف أما الدكان نثرثر يا أحمق

                              فتح عيسى الدكان وأضاء الأنوار .. أخذ والده المفاتيح من يده نهباً وجلس خلف مكتبه وأشار إلى عيسى أن يجلس .. وفتحخزنةً في الدكان كانت من النوع الرمادي الغالي الذي يقفل بمفتاح وبرقم سري .. ثمأخرج منها صندوقاً معدنياً أحمر كان مقفلاً الآخر .. وفتحه بمفتاح صغير في نفسميدالية مفتاح الدكان .. وأخرج منه ورقة بدت عتيقة وقديمة .. حتى أنه بانت آثرالإصفرار والتفتت بها ..

                              في نفس الوقت .. في بيت أبو مهدي .. أتت أم مهديلأبنها بمبلغ قليل وطلبت منه أن يذهب لدكان أبو عيسى ويجلب خبزاً للعشاء

                              مهدي: أمي لكني لاأحب الذهاب إلى هناك فهذا الرجل .. هذا الرجل مجنون

                              أم مهدي : لايصح أن تقول عن الناس هذا .. والآن إذهب ياصغيري .. فأباك يمعلحتى الآن وعندما يعود سيكون متعباً .. لذلك من الجيد أن يكون العشاء معداً حين يعود

                              مهدي: حسناً

                              خرج مهدي يسير إلى الدكان من غير رغبة .. كان يسيركالمدفوع وكأن كل رجل تجبر الأخرى على السير.. وكان يحرك بقدمه ما يصادف من حجارصغيره لكنه في الواقع لم يكن يسير بمفرده بل كان هناك إثنان ينظران ويرصدان .. إبليس والوسواس الخناس

                              إبليس: أترى إن الأمور تجري كما خططتلها

                              الوسواس الخناس : لست أرى إلا طفلاً ذاهباً يشتري خبزاً .. مهلاً إنهالطفل الذي برفقة عمار

                              إبليس: بالضبط .. ومن هنا سأسدد لعمار ضربتي الأخيرة

                              الوسواس الخناس : سنرى

                              كان سير مهدي هادئاً لذلك لم يكن أبو عيسىوإبنه ليشعران به حين وصل بقرب باب الدكان .. فتوقف مهدي فجأة بجانب الدكان بعد أنسمع أبو عيسى يتحدث مع إبنه

                              مرر أبو عيسى الورقة القديمة إلى إبنه

                              إبو عيسى : ماذا ترى ؟

                              عيسى: وماذا أرى ورقة قديمةمهترئة

                              نهض أبو عيسى ثائراً من خلف مكتبه وأمسك بذقن عيسى بغضب وأنزل وجههنحو الورقة القديمة الموضوعة على المكتب بينما كان مهدي يراقب

                              أبو عيسى: لقدأصبحت رجلا كبيراً ومسؤلاً .. وأنت من سيدير أملاكي من بعدي فلا بد أن تعرف الحقيقةحتى تحذر .. والآن أخبرني ماترى في الورقة إقرأ

                              عيسى : مكتوب " أقر أنا موسىالعامر أنا يوسف الخليل قد شاركني بماله في نصف ماأملك وقد غطيت بأمواله معظممستحقات ديوني وبهذا أصبح شريكاً رسمياً وشرعياً في نصف أملاكي "

                              أبو عيسى: هل عرفت الآن إن يوسف الخليل هو أبو أحمد وقد توفي منذ خمسة عشر سنة .. وحسب ماأعرف أنه لم يترك مايثبت ما قرأت للتو سوى هذه الورقة المبصومة والموقعة من كلانافقط .. فكما تعلم كنا صديقين ونثق ببعض .. لكن بعد موته .. وأقولها لك وبصراحةاستوليت على كل شيء فالحلال حلالي منذ البداية

                              عيسى : إذاً لما لا تتلفالورقة ؟

                              أبو عيسى : أحمق .. وماذا لو كان بحوزت أبو أحمد ما يثبت أنه يملكالنصف .. وماذا لو ادعى أحد أبناءه حتى أن الحلال كله من حقهم .. فهذه الورقة تثبتعلى الأقل أن النصف من حقنا فهمت

                              بدت علامات الشرود والتفكير على وجه عيسى : أجل فهمت

                              تراجع مهدي إلى الخلف واصطدم بباب الدكان فأصدر صوتاً وولى عائداًإلى البيت سريعاً

                              عيسى: هل سمعت ياموسى

                              أبو عيسى: أجل وماذا تنتظرلقد سمعنا أحدهم إلحق به ..

                              دمتم بخيــر
                              أختكم أنين الانتظار

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 31-07-2025, 10:09 PM
                              ردود 0
                              16 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 31-07-2025, 10:03 PM
                              ردود 0
                              4 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 30-07-2025, 12:33 AM
                              ردود 0
                              28 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 30-07-2025, 12:31 AM
                              ردود 0
                              9 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 30-07-2025, 12:28 AM
                              ردود 0
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              يعمل...
                              X