السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد (ص) وعلى آله الطيبين الطاهرين (ع)
في هذه الحياة القاسية
وفي الظروف التي نعيش فيها
وفي المجتمع الذي ننتمي اليه
وبملاحظة الفساد المحيط به من جميع الجهات
كيف ستواجه الحياة وتحافظ على نفسك ؟؟
نعيش في مجتمع قد تغلغلت فيه افكار الشيطان
وابتعد الناس فيه عن دينهم واتبعوا هواهم
ماذا يستطيع الإنسان ان يفعل ؟؟؟
نبدأ اولا في الحياة داخل المنزل:
ان اردت ان تشغل التلفاز وتشاهد فيلما مثلا , فهل تستطيع ؟
لا يستطيع الشاب المؤمن هذه الأيام ان يفعل هذا وبلأخص في هذه الآونة الأخيرة وذلك بفضل المخرجين المحترمين

حيث انك لا تستطيع ان تجد فيلما يخلوا من افكارهم الفاسدة فهل تشاهد الأخبار فقط ؟؟
ام انك تفتح الأنترنت ؟؟
فتأتيك رسالة من هنا أو رسالة من هناك تعكر مزاجك وتحاول ان تفسد اخلاقك
فإن لم يكن لديك العزيمة الكافية وقعت في شرك الشيطان ولا تتخلص منه الا إذا لحقتك رحمة الله وبعث لك من ينقذك
وننتقل الآن الى الحياة في الجو المحيط
تذهب مثلا كي تشتري غرضا من الدكان , فماذا تواجه في الطريق ؟؟
ترى هنا شابا أطلق العنان للسانة ولم يسلم شيء من لسانه
وفي الناحية الأخرى ترى فتاة قد خلعت عبائة الحياء عن نفسها وباتت تتجول في الشوارع
وترى الشبان يلاحقونها , وفي النهاية تقول لماذا يفعلون هذا ؟؟ وكأنها لا تعلم ما السبب !!
او انك تذهب للجامعة للتتعلم فماذا تجد ؟؟
يتكرر المشهد السابق ولكن على مستوى ارقى
ففي الشارع كانا منفصلان اما هنا فتجد الإثنين جالسان معا المسافة بين وجه الشاب والفتاة لا تتجاوز 5 سنتيمتر
وكل فتاة تكون قد لبست اجمل ثيابها ولم تترك شيئا لم تضعه على وجهها
وتظن نفسها اصبحت جميلة !!
وتقول لماذا ينظر الى الشباب هكذا ؟؟
فأينما نظرت لا ترى غير هذا , فماذا تفعل ؟؟
يأتي يوم العطلة , وانت تريد ان تتفسح وترفه عن نفسك
لا تستطيع الذهاب الى البحر لأن شاطئ البحر اصبح اعظم مصيبة هنا ففيه مناظر ...
ولا تستطيع الذهاب الى النهر أيضا
و إن ذهبت الى الحديقة العامة يتكرر المشهد في كل زاوية منها
تذهب وتمرح مع الأصدقا !! فإين تمرح ؟؟ ومع اي اصدقاء ؟؟
فتكون واقعا بين خيارين
اولا : ان تذهب وتمرح على حساب دينك
ثانيا : تبقى في بيتك وتواجه الواقع
وفي كلتا الحالتين تكون في حرب نفسة هي الأقوى على الإطلاق
فالشيطان اصبح خبيرا فمنذ النبي آدم وحتى الآن وهو يمارس خداعه للناس ويواكب التطور ويطور اساليبه
فلقد اصبح خبيرا و يعلم نقاط ضعف الناس فكل واحد منا يكون قد مر مثله على الشيطان أفواج كثيرة
فكلما خرجت اي نزهة تبدأ حربك مع الشيطان وتساعده كذلك شهوة الإنسان ونفسه الأمارة بالسوء
وبقى ضميره وحيدا يقاوم ... إفعل .. لا تفعل .. إفعل .. لا تفعل ...
فتتغلب عليه مرة واثنان وثلاثة و .... ولكنه يوقعك في شركه فتحاول ان تتخلص منه
فإن أخفقت يأخذ بك الى الهاوية ويتركك فيها ويزين لك الدنيا فأين تكون أصبحت ؟؟!!
فمرة تطيعه , ومرة تطيع نفسك الامارة بالسوء, ومرة تطيع شهوتك , فتغرق !!
وإن نجحت فلن يتركك بل سيضاعف عمله عليك وسيتبع معك اساليب جديدة يحاول بها ايقاعك .
فهل ستنجح كل مرة ؟؟!!
فماذا تفعل ؟؟؟
ماذا تجد من حلول في هذه الحالة حيث انك تكون بين خيارين :
* إما التسليم للأمر الواقع
* وإما ان تبقى في معزل عن الناس
وفي الحالتين انت الخاسر
يطرح البعض حلا يقولن انه هو الحل الصحيح
يقولون عليك بالزواج
ولكن الواقع ان المشكلة لا تقتصر على الذين لم يتزوجوا فقط بل انها تواجه المتزوجين ايضا
صحيح ان الزواج يخفف الكثير من هذه الأشياء ولكن يبقى الكثير من الأشياء بدون حل
ولو اننا افترضنا ان الزواج سينهي هذه الأشياء فيكون المتزوجون قد نجوا
وأما الذين لم يتزوجوا فستزداد مشاكلهم , هل تعرفون لماذا ؟؟
أولا : للأسباب المذكورة سابقا
ثانيا : لمشاكل الحياة المادية التي يعيش فيها معظم الناس
ثالثا : لندرة وجود الفتياة الصالحات
رابعا : للمسؤوليات التي يجب عليهم تحملها بعد الزواج وبالأخص ان لم تكونوا بقدر المسؤولية
وهذا موضوع طويل جدا ويحتاج الى صفحات كثيرة من الحديث
سأتكلم عنه بصورة مختصرة
* اما بالنسبة للأول فقد تكلمنا عنه فيقل تأثيره بعد الزواج
* اما الثاني وهو الأسباب المادية فهذا امر صعب يجب ان يكون فيه كل المجتمع واع بما فيه الكفاية
فإي أب سيزوج ابنته هذه الأيام لشاب فقير أو ليس غنيا
وهو يقول لا اريد ان تتعذب ابنتي في الحياة
وكأنه نسي ان الله يرزق من يشاء بغير حساب
* اما الثالث فأين تجد هذه الفتياة
هم أصلا قلة قليلة وهم يتحلون بصفات جيدة ولكن هؤلاء لا تجدهم لأنهم يبقون في بيوتهم فكيف ستراهم وستتعرف عليهم
فكيف تجد في هذه الأجواء فتاة مجبولة على حب آل البيت عليهم السلام طاهر الفكر والقول والعمل عفيفة حسنة الخلق وتميز الحق من الباطل
وهذه لا تكون الا عند فتاة ذات اصل وتعيش في أكناف عائلة عريقة وتكون واعية وفاهمة و... وأيضا من الأمور التي تهم ايضا ان تكون حسنة المظهر كما يعبرون عنها انها جميلة كي تستطيع النظر اليها
وتريدها ان تكون واعية فاهمة كي تربي لك اولاد يكونوا متمسكين بخط الرسالة وليست جاهلة تريد ان تعلمها انت وتربيها حتى تربي ابنائها فمن المؤكد انها لن تكون مثل الأولى , مهما علمتها , فسيبقى هناك نقص
مع العلم ان الشباب الفاسدين يعرفون اكثر من غيرهم بهؤلاء الفتيات حيث ان همهم هو مراقبة الفتيات
ومع انهم فاسدين ولا يخافون الله الا انك تجدهم في امر الزواج يبحثون عن الفتيات العفيفات ويتظاهرون امامهم انهم خييرين ولبساطة الفتياة وطهر افكارهن يصدقن ولا يعرفن الحقيقة إلا بعد فوات الأوان
كما ان المؤمنين الميسورن يصلن اليهم ايضا , فماذا يفعل المؤمن الفقير ؟؟
هذا ان كنت قد عرفتها حقا عندما تجدها!!!
كمن يغوص في البحر كي يستخرج اللؤلؤة من الصدفة الموجودة في الأعماق
فتراه يبحث كثيرا فيجد عدة صدفات فينظر للمظهر الذي يبان فيختار ما يجده صالحا
ولكن المشكلة ايضا إذا كان المظهر الذي تبديه الصدفة هو غير ما هي عليه أي تتظاهر انها جيدة
فبعد هذا التعب في الغوص والبحث يأخذ الصدفة ويفرح بها كثيرا ولكنه عندما يفتحها لا يجد فيها لؤلؤة بل انها تكون مليئة بالأوساخ والشوائب فتضيع احلامه ولا يستطيع عندها ان يستبدلها
ولنفترض من جديد انه نجح في الحصول على الفتاة الصالحة كما افترضنا ان الزواج ينهي مشاكل النقطة الأولى
* فهنا ننتقل الى المشكلة الرابعة حول المسؤليات
فلنفترض ايضا انهما عاشا سعيدين وفهم كلاهما الآخر وأحبه كثيرا
ولكنهما لم يكونا مؤهلين بما فيه الكفاية لتحمل مسؤولية الأولاد
فإذا بهما رزقا اطفالا فكيف سيربون الأولاد ؟؟؟
هل سيبعثوهم الى المدارس ؟؟؟
التي هي الآن مفسدة للأولاد في هذه الأيام حيث اصدقاء السوء , أم ماذا سيفعلان ؟؟؟
هل يعزلان أبنائهما عن المجتمع الذي يعيشون فيه ؟؟؟
فعندما يكبر الآولاد ويرون العالم الخارجي يجدونه مختلف كليا عنهم
فلا يستطيعون التأقلم معه والدمج بينه وبين مبادئهم
مع العلم ان هذا افضل حل بالتربية الصالحة ولكن يجب على الأهل في هذه الحالة التفرغ لهاذا الموضوع
الا وهو اهم المواضيع في هذه المرحلة
وتأتي مشكلة ثانية انه لو تكن الأحوال ميسورة فستضطر الأم ان تعمل ايضا
فكيف سيتمكنون من تربية الأبناء ؟؟؟
هذه وقائع نعيشها ونراها بأعيننا ونسمعها بآذاننا
فأين حلولها ؟؟
وكيف سنواجهها ؟؟
هذا كله إن عرفنا الحق وصدقت معرفتنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فارس حيدر
تعليق